|
||||||||||
الباب الأولفيما أوله همزةإن من البيان لسحراًقاله النبي صلى الله عليه وسلم حين وفد عليه عمرو بن الأهتم والزبرقان فقال بن بدر وقيس ابن عاصم فسأل عليه الصلاة والسلام عمرو بن الأهتم عن الزبرقان فقال عمرو: مطاع في أدنيه شديد العارضة مانع لما وراء ظهره فقال الزبرقان: يا رسول الله إنه ليعلم مني أكثر من هذا ولكنه حسدني فقال عمرو: أما والله إنه لزمر المروءة ضيق العطن أحمق الوالد لئيم الخال والله يا رسول الله ما كذبت في الأولى ولقد صدقت في الأخرى ولكني رجل رضيت فقلت أحسن ما عملت وسخطت فقلت أقبح ما وجدت. فقال عليه الصلاة والسلام: إن من البيان لسحراً. يعني أن بعض البيان يعمل عمل السحر؛ ومعنى السحر إظهار الباطل في صورة الحق، والبيان اجتماع الفصاحة والبلاغة وذكاء القلب مع اللسن وإنما شبه بالسحر لحدة عمله في سمامعه وسرعة قبول القلب له يضرب في استحسان المنطق وإيراد الحجة البالغة.إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقىالمنبت المنقطع عن أصحابه في السفر. والظهر الدابة. قاله عليه الصلاة والسلام لرجل اجتهد في العبادة حتى هجمت عيناه أي غارتا فلما رآه قال له: إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق إن المنبت أي الذي يجد في سيره حتى ينبت أخيراً سماه بما تؤؤول إليه عاقبته كقوله تعالى: "إنك ميت وإنهم ميتون" يضرب لمن يبالغ في طلب الشيء ويفرط حتى ربما يفوته على نفسه.إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطاً أو يلمقال عليه الصلاة والسلام في صفة الدنيا والحث على قلة الأخذ منها والحبط "انتفاخ البطن وهو أن تأكل الإبل الذرق فتنتفخ بطونها إذا أكثرت منه. ونصب حبطاً على التمييز. وقوله أويلم معناه يقتل أو يقرب من القتل والإلمام النزول والإلمام القرب ومنه الحديث في صفة أهل الجنة لولا إنه شيء قضاه الله لألم أن يذهب بصره لما يرى فيها أي لقرب أن يذهب بصره قال الأزهري: هذا الخبر يعني إن مما ينبت إذا بتر لم يكد يفهم وأول الحديث أني أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها. فقال رجل أو يأتي الخير بالشر يا رسول الله? فقال عليه الصلاة والسلام: إنه لا يأتي الخير بالشر وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطاً أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعته". هذا تمام الحديث. قال وفي هذا الحديث مثلان أحدهما للمفرط في جمع الدنيا وفي منعها من حقها والآخر للمقتصد في أخذها والانتفاع بها. فأما قوله وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطاً أو يلم فهو مثل المفرط الذي يأخذها بغير حق وذلك أن الربيع ينبت أحرار العشب فتستكثر منها الماشية حتى تنتفخ بطونها إذا جاوزت حد الاحتمال فتنشق أمعاؤها وتهلك، كذلك الذي يجمع الدنيا من غير حلها ويمنع ذا الحق حقه يهلك في الآخرة بدخوله النار. وأما مثل المقتصد فقوله صلى الله عليه وسلم "ألا آكلة الخضر بما وصفها به وذلك أن الخضر ليست من أحرار البقول التي ينبتها الربيع ولكنها من الجنبة التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول" فضرب صلى الله عليه وسلم آكلة الخضر من المواشي مثلاً لمن يقتصد في أخذ الدنيا وجمعها ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها فهو ينجو من وبالها كما نجت آكلة الخضر، ألا تراه قال عليه الصلاة والسلام "فإنها إذا أصابت من الخضر استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت" أراد أنها إذا شبعت منها بركت مستقبلة الشمس تستمرئ بذلك ما أكلت وتجتر وتثلط فإذا ثلطته فقد زال عنها الحبط وإنما تحبط الماشية لأنها لا تثلط ولا تبول يضرب في النهي عن الإفراط.إن الموصين بنو سهوانهذا مثل تخبط في تفسيره كثير من الناس والصواب ما أثبته بعد أن أحكي ما قالوا. قال بعضهم: إنما يحتاج إلى الوصية من يسهو ويغفل فأما أنت فغير محتاج إليها لأنك لا تسهو وقال بعضهم يريد بقوله بنو سهوان جميع الناس لأن كلهم يسهو والأصوب في معناه أن يقال إن الذين يوصون بالشيء يستولي عليهم. السهو حتى كأنه موكل بهم ويدل على صحة هذا المعنى ما أنشده ابن الأعرابي من قول الراجز:
|
||||||||||
|
|
|||||||||||||||||
إن الجواد عينه فرارهالفرار بالكسر النظر إلى أسنان الدابة لتعرف قدر سنها وهو مصدر ومنه قول الحجاج فررت عن ذكاء ويروى فراره بالضم وهو اسم منه يضرب لمن يدل ظاهره على باطنه فيغني عن اختباره حتى لقد يقال إن الخبيث عينه فراره.إن الشقي وافد البرجمقاله عمرو بن هند الملك وكان سويد بن ربيعة التميمي قتل أخاه وهرب فأحرق به مائة من تميم وتسعة وتسعين من بني دارم وواحداً من البراجم فلقب بالمحرق وستأتي القصة بتمامها في باب الصاد. وكان الحرث بن عمر وملك الشأم من آل جفنة يدعى أيضاً بالمحرق لأنه أول من حرق العرب في ديارهم. ويدعى امرؤ القيس بن عمرو بن عدي اللخمي محرقاً أيضاً يضرب لمن يوقع نفسه في هلكة طمعاً.إن الرثيئة تفثأ الغضبالرثيئة اللبن الحامض يخلط بالحلو. والفثء التسكين. زعموا أن رجلاً نزل بقوم وكان ساخطاً عليهم وكان مع سخطه جائعاً فسقوه الرثيئة فسكن غضبه يضرب في الهدية تورث الوفاق وإن قلت.إن البغاث بأرضنا يستنسرالبغاث ضرب من الطير وفيه ثلاث لغات الفتح والضم والكسر والجمع بغثان، قالوا هو طير دون الرخمة واستنسر صار كالنسر في القوة عند الصيد بعد أن كان من ضعاف الطير يضرب للضعيف يصير قوياً وللذليل يعز بعد الذل.إن دواء الشق أن تحوصهالحوص الخياطة يضرب في رتق الفتق وإطفاء النائرة.إن الجبان حتفه من فوقهالحتف الهلاك ولا يبنى منه فعل وخص هذه الجهة لأن التحرز مما ينزل من السماء غير ممكن. يشير إلى أن الحتف إلى الجبان أسرع منه إلى الشجاع لأنه يأتيه من حيث لا مدفع له. قال ابن الكلبي: أول من قاله عمرو بن أمامة في شعر له وكانت مراد قتلته فقال هذا الشعر عند ذلك وهو قوله:
إن المعافي غير مخدوعيضرب لمن يخدع فلا ينخدع. والمعنى أن من عوفي مما خدع به لم يضره ما كان خودع به. واصل المثل أن رجلاً من بني سليم يسمى قادحاً كان في زمن أمير يكنى أبا مظعون وكان في ذلك الزمن رجل آخر من بني سليم أيضاً يقال له سليط وكان علق امرأة قادح فلم يزل بها حتى أجابته وواعدته فأتنى سليط قادحاً وقال إني علقت جارية لأبي مظعون وقد واعدتني فإذا دخلت عليه فاقعد معه في المجلس فإذا أراد القيام فاسبقه فإذا انتهيت إلى موضع كذا فاصفر حتى أعلم بمجيئكما فآخذ حذري ولك كل يوم دينار فخدعه بهذا وكان أبو مظعون آخر الناس قياماً من النادي ففعل قادح ذلك وكان سليط يختلف إلى امرأته، فجرى ذكر النساء يوماً فذكر أبو مظعون جواريه وعفافهن فقال قادح وهو يعرض بأبي مظعون ربما غر الواثق وخدع الوامق وكذب الناطق وملت العاتق ثم قال:
إن في الشر خياراًالخير يجمع على الخيار والاختيار وكذلك الشر يجمع على الشرار والأشرار أي أن في الشر أشياء خياراً. ومعنى المثل كما قيل بعض الشر أهون من بعض. ويجوز أن يكون الخيار الاسم من الاختيار أي في الشر ما يختار على غيره.إن الحديد بالحديد يفلح |
|||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
الفلح الشق ومنه الفلاح للحراث لأنه يشق الأرض. أي يستعان في الأمر الشديد بما يشاكله ويقاويه.
إن لله جنوداً منها العسلقاله معاوية لما سمع أن الأشتر سقي عسلاً فيه سم فمات يضرب عند الشماتة بما يصيب العدو.إن الهوى ليميل باست الراكبأي من هوي شيئاً مال به هواه نحوه كائناً ما كان، قبيحاً كان أو جميلاً كما قيل: إلى حيث يهوي القلب تهوي به الرجل.إن الجواد قد يعثريضرب لمن يكون الغالب عليه فعل الجميل ثم تكون منه الزلة.إن الشفيق بسوء ظن مولعيضرب للمعنى بشأن صاحبه لأنه لا يكاد يظن به غير وقوع الحوادث كنحو ظنون الوالدات بالأولاد.إن المعاذير يشوبها الكذبيقال، معذرة ومعاذر ومعاذير. يحكى أن رجلاً اعتذر إلى إبراهيم النخعي فقال إبراهيم: قد عذرتك غير معتذر إن المعاذير المثل.إن الخصاص يرى في جوفها الرقمالخصاص الفرجة الصغيرة بين الشيئين، والرقم الداهية العظيمة. يعني أن الشيء الحقير يكون فيه الشيء العظيم.إن الدواهي في الآفات تهترسويروى ترتهس وهو قلب تهترس من الهرس وهو الدق يعني أن الآفات يموج بعضها في بعض ويدق بعضها بعضاً كثرة يضرب عند اشتداد الزمان واضطراب الفتن واصلة أن رجلاً مر بآخر وهو يقول يا رب إما مهرة أو مهراً فأنكر عليه ذلك وقال لا يكون الجنين إلا مهرة أو مهراً فلما ظهر الجنين كان مشيأ الخلق مختلفه فقال الرجل عند ذلك:
إن عليك جرشاً فتعشهيقال مضى جرش من الليل وجوش أي هزيع قلت وقوله فتعشه يجوز أن تكون الهاء للسكت مثل قوله تعالى: لم يتسنه. في أحد القولين ويجوز أن تكون عائدة إلى الجرش على تقدير فتعش فيه ثم حذف في وأوصل الفعل إليه كقول الشاعر:
إن وراء الأكمة ما وراءهاأصله أن أمة واعدت صديقها أن تأتيه وراء الأكمة إذا فرغت من مهنة أهليها ليلاً فشغلوها عن الإنجاز بما يأمرونها من العمل فقالت حين غلبها الشوق حبستموني وإن وراء الأكمة ما وراءها يضرب لمن يفشي على نفسه أمراً مستوراً.إن خصلتين خيرهما الكذب لخصلتا سوءيضرب للرجل يعتذر من شيء فعله بالكذب يحكى هذا المثل عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى وهذا كقولهم عذره أشد من جرمه.إن من لا يعرف الوحي أحمقويروى الوحي مكان الوحي يضرب لمن لا يعرف الإيماء والتعريض حتى يجاهر بما يراد إليه.إن في المعاريض لمندوحة عن الكذبهذا من كلام عمران بن حصين. والمعاريض جمع المعراض يقال عرفت ذلك في معراض كلامه أي في فحواه قلت أجود من هذا أن يقال التعريض ضد التصريح وهو أن يلغز كلامه عن الظاهر فكلامه معرض والمعاريض جمعه ثم لك أن تثبت الياء وتحذفها والمندوحة السعة وكذلك الندحة يقال إن في كذا ندحة أي سعة وفسحة. يضرب لمن يحسب أنه مضطر إلى الكذب.إن المقدرة تذهب الحفيظةالمقدَرة والمقدِرة القدْرة والحفيظة الغضب. قال أبو عبيد: بلغنا هذا المثل عن رجل عظيم من قريش في سالف الدهر كان يطلب رجلاً بذحل فلما ظفر به قال: لولا أن المقدرة تذهب الحفيظة لانتقمت منك ثم تركه.إن السلامة منها ترك ما فيها |
||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
قيل أن المثل في أمر اللقطة توجد وقيل: إنه في ذم الدنيا والحث على تركها وهذا في بيت أوله:
إن سوادها قوم لي عنادهاالسواد السرار وأصله من السواد الذي هو الشخص وذلك أن السرار لا يحصل إلا بقرب السواد من السواد وقيل لإبنة الخس وكانت قد فجرت ما حملك على ما فعلت? قالت: قرب الوساد وطول السواد وزاد فيه بعض المجان وحب السفاد.إن الهوان للئيم مرأمةالمرأمة الرئمان وهما الرأفة والعطف يعني إذا أكرمت اللئيم استخف بك وإذا أهنته فكأنك أكرمته كما قال أبو الطيب:
وأصلهما مستعار من نتاج الإبل وذلك أن ربعية النتاج أولاه وصيفيته أخراه فاستعير لأولاد الرجل. يقال أول من قال ذلك سعد بن مالك بن ضبيعة وذلك أنه ولد له على كبر السن فنظر إلى أولاد أخويه عمرو وعوف وهم رجال فقال البيتين وقيل بل قاله معاوية ابن قشير وبتقدمهما قوله:
إن العصا من العصية |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||
قال أبو عبيد هكذا قال الأصمعي وأنا أحسبه العصية من العصا إلا أن يراد أن الشيء الجليل يكون في بدء أمره صغيراً كما قالوا أن القرم من الأفيل فيجوز حينئذ على هذا المعنى أن يقال العصا من العصية. قال المفضل: أول من قال ذلك الأفعي الجرهمي وذلك أن نزاراً لما حضرته الوفاة جمع بنيه مضر وإياداً وربيعة وإنماراً فقال: يا بني هذه القبة الحمراء وكانت من أدم لمضر وهذا الفرس الأدهم والخباء الأسود لربيعة وهذه الخادم، وكانت شمطاء، لإياد وهذه البدرة والمجلس لأنمار يجلس فيه فإن أشكل عليكم كيف تقتسمون فائتوا الأفعي الجرهمي ومنزله بنجران. فتشاجروا في ميراثه فتوجهوا إلى الأفعي الجرهمي فبينا هم في مسيرهم إليه إذ رأى مضر أثر كلأ قد رعي فقال أن البعير الذي رعى هذا لأعور قال ربيعة أنه لأزور قال إياد إنه لأبتر قال أنمار إنه لشرود. فساروا قليلاً فإذا هم برجل ينشد جمله فسألهم عن البعير فقال مضر أهو أعور قال نعم قال ربيعة أهو أزور قال نعم قال إياد أهو أبتر قال نعم قال أنمار أهو شرود قال نعم وهذه والله صفة بعيري فدلوني عليه قالوا والله ما رأيناه قال هذا والله الكذب وتعلق بهم وقال كيف أصدقكم وأنتم تصفون بعيري بصفته فساروا حتى قدموا نجران فلما نزلوا نادى صاحب البعير هؤلاء أخذوا جملي ووصفوا لي صفته ثم قالوا لم نره فاختصموا إلى الأفعي وهو حكم العرب فقال الأفعي كيف وصفتموه ولم تروه قال مضر رأيته رعى جانباً وترك جانباً فعلمت أنه أعور. وقال ربيعة رأيت أحدى يديه ثابتة الأثر والأخرى فاسدته فعلمت أنه أزور لأنه أفسده بشدة وطئه لازوراره. وقال إياد عرفت أنه أبتر بإجتماع بعره ولو كان ذيالاً لمصع به. وقال أنمار عرفت أنه شرود لأنه كان يرعى في المكان الملتف نبته ثم يجوزه إلى مكان أرق منه وأخبث نبتاً فعلمت أنه شرود. فقال للرجل ليسوا بأصحاب بعيرك فاطلبه ثم سألهم من أنتم فاخبروه فرحب بهم ثم اخبروه بما جاء بهم فقال اتحتاجون إلي وأنتم كما أرى ثم أنزلهم فذبح لهم شاة وأتاهم بخمر وجلس لهم الأفعي حيث لا يرى وهو يسمع كلامهم فقال ربيعة لم أر كاليوم لحكماً أطيب منه لولا أن شاته غذيت بلبن كلبة فقال مضر لم أر كاليوم خمراً أطيب منه لولا أن حبلتها نبتت على قبر فقال أياد لم أر كاليوم رجلاً أسرى منه لولا أنه ليس لأبيه الذي يدعى له فقال أنمار لم أرَ كاليوم كلاماً أنفع في حاجتنا من كلامنا وكان كلامهم بإذنه فقال ما هؤلاء إلا شياطين ثم دعا القهرمان فقال ما هذه الخمر وما أمرها قال هي من حبلة غرستها على قبر أبيك لم يكن عندنا شراب أطيب من شرابها وقال للرعي ما أمر هذه الشاة قال هي عناق أرضعتها بلبن كلبة وذلك أن أمها كانت قد ماتت ولم يكن في الغنم شاة ولدت غيرها ثم أتى أمه فسألها عن أبيه ماخبرته أنها كانت تحت ملك كثير المال وكان لا يولد له، قالت فخفت أن يموت ولا ولد له فيذهب الملك فأمكنت نفسي ابن عم له كان نازلاً عليه فخرج الأفعي إليهم فقص القوم عليه قصتهم واخبروه بما أوصى به أبوهم فقال ما أشبه القبة الحمراء من مال فهو لمضر فذهب بالدنانير والإبل الحمر فسمي مضر الحمراء لذلك. وقال وأما صاحب الفرس الأدهم والخباء الأسود فله كل شيء أسود فصارت لربيعة الخيل الدهم فقيل ربيعة الفرس. وما أشبه الخادم الشمطاء فهو لأياد فصار له الماشية البلق من الحبلق والنقد فسمي أياد الشمطاء وقضى لأنمار بالدراهم وبما فضل فسمي أنمار الفضل. فصدروا من عنده على ذلك فقال الأفعي أن العصا من العصية وإن خشينا من أخشن ومساعدة الخاطل تعد من الباطل فأرسلهن مثلاً. وخشين وأخشن جبلان أحدهما اصغر من الآخر والخاطل الجاهل والخطل في الكلام اضطرابه والعصية تصغير تكبير مثل أنا عذيقها المرجب وجذيلها المحكك والمراد أنهم يشبهون أباهم في جودة الرأي. وقيل أن العصا اسم فرس والعصية اسم أمه يراد أنه يحكي الأم في كرم العرق وشرف العتق. إن الكذوب قد يصدققال أبو عبيد هذا المثل يضرب للرجل تكون الإساءة الغالبة عليه ثم تكون منه الهنة من الإحسان.إن تحت طريقتك لعندأوةالطرق الضعف والاسترخاء ورجل مطروق فيه رخوة وضعف. قال ابن أحمر:
|
|||||||
|
|
||||||||||
ومصدره الطريقة بالتشديد والعندأوة فعلأوة من عند يعند عنوداً إذا عدل عن الصواب أو عند يعند إذا خالف ورد الحق: ومعنى المثل أن في لينه وانقياده أحياناً بعض العسر. إن البلاء موكل بالمنطققال المفضل: يقال إن أول من قال ذلك أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه فيما ذكره ابن عباس قال: حدثني علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب. فتقدم أبو بكر وكان نسابة، فسلم فردوا عليه السلام. فقال: ممن القوم? قالوا: من ربيعة فقال: أفمن هامتها أم من لهازمها? قالوا: من هامتها العظمى. قال: فأي هامتها العظمى أنتم? قالوا: ذهل الأكبر. قال: أفمنكم عوف الذي يقال له: لا حر بوادي عوف? قالوا: لا. قال: أفمنكم بسطام ذو اللواء ومنتهى الأحياء? قالوا: لا. قال: أفمنكم جساس ابن مرة حامي الذمار ومانع الجار? قالوا: لا. قال: أفمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها? قالوا: لا. قال: أفمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة? قالوا لا. قال: أفأنتم أخوال الملوك من كندة? قالوا: لا. قال: فلستم ذهلاً الأكبر أنتم ذهل الأصغر. فقام إليه غلام قد بقل وجهه يقال له دغفل فقال:
إنما سميت هانئاً لتهنأيقال هنأت الرجال أهنؤه وأهنئه هنأ إذا أعطيته والاسم الهنء بالكسر وهو العطاء أي سميت بهذا الاسم لتفضل على الناس قال الكسائي: لتهنأ أي لتعول وقال الأموي لتهنئ أي لتمرئ.إنه لثقابيعنى به العالم بمعضلات الأمور. قال أوس بن حجر: جواد كريم أخو ماقط نقاب يحدث بالغائب ويروى عن الشعبي أنه دخل على الحجاج بن يوسف فسأله عن فريضة من الجد فأخبره باختلاف الصحابة فيها حتى ذكر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال الحجاج: إن كان ابن عباس لنقاباً.إنه لعضأي داه. قال القطامي:
إنه لواها من الرجاليروى واها بغير تنوين أي إنه محمود الأخلاق كريم، يعنون إنه أهل لأن يقال له هذه الكلمة وهي كلمة تعجب وتلذذ قال أبو النجم: واها لريا ثم واها واها. ويروى واهاً بالتنوين ويقال للئيم أنه لغير واهاً.إنما خدش الخدوش أنوشالخدش الأثر وأنوش هو ابن شيت بن آدم صلى الله عليهما وسلم أي إنه أول من كتب وأثر بالخط في المكتوب. يضرب فيما قدم عهده.إن العوان لا تعلم الخمرةقال الكسائي: لم نسمع في العوان بمصدر ولا فعل. قال الفراء: يقال عونت تعويناً وهي عوان بينة التعوين، والخمرة من الاختمار كالجلسة من الجلوس اسم للهيئة والحال أي أنها لا تحتاج إلى تعليم الاختمار. يضرب للرجل المجرب.إن النساء لحم على وضمالوضم ما وقي به اللحم من الأرض من بارية أو غيرها وهذا المثل يروى عن عمر رضي الله عنه حين قال: لا يخلون رجل بمغيبة أن النساء لحم على وضم. |
||||||||||
|
|
||||||||||||||||
إن البيع مرتخص وغالقالوا: أول من قال ذلك أحيحة بن الجلاح الأوسي سيد يثرب وكان سبب ذلك أن قيس بن زهير العبسي أتاه وكان صديقاً له لما وقع الشر بينه وبين عامر وخرج إلى المدينة ليتجهز لقتالهم حيث قتل خالد بن جعفر زهير بن جذيمة. فقال قيس لأحيحة: يا أبا عمرو نبئت أن عندك درعاً فبعنيها أو هبها لي. فقال: يا أخا بني عبس ليس مثلي يبيع السلاح ولا يفضل عنه ولولا أني أكره أن أستلئم إلى بني عامر لوهبتها لك ولحملتك على سوابق خيلي، ولكن أشترها بابن لبون فإن البيع مرتخص وغال. فأرسلها مثلاً فقال له قيس: وما تكره من استلآمك إلى بني عامر? قال: كيف لا أكره ذلك وخالد بن جعفر الذي يقول:
إلا حظية فلا أليةمصدر الحظية الحظوة والحظوة والحظة والألية فعيلة من الألو وهو التقصير ونصب حظية وألية على تقدير إلا أكن حظية فلا أكون ألية وهي فعيلة بمعنى فاعلة يعني آلية، ويجوز أن يكون للإزدواج والحظية فعيلة بمعنى مفعوله. يقال: أحظاها الله فهي حظية ويجوز أن تكون بمعنى فاعلة. يقال: حظي فلان عند فلان يحظى حظوة فهو حظيّ والمرأة حظية. قال أبو عبيد: أصل هذا في المرأة تصلف عند زوجها. فيقال لها: إن أخطأتك الحظوة فلا تألي أن تتوددي إليه. يضرب في الأمر بمداراة الناس ليدرك بعض ما يحتاج إليه منهم.أمامها تلقى أمة عملهاأي أن الأمة أينما توجهت لقيت عملاً.إنه لأخيل من مذالةأخيل أفعل من خال يخال خالاً إذا اختال وإن كنت للخال فاذهب فخل. والمذالة المهانة. يضرب للمختال مهاناً.إني لآكل الرأس وأنا أعلم ما فيهيضرب للأمر تأتيه وأنت تعلم ما فيه مما تكره.إذا جاء الحين حارت العينقال أبو عبيد: وقد روي نحو هذا عن ابن عباس. وذلك أن نجدة الحري أو نافعاً الأزرق قال له: أنك تقول أن الهدهد إذا نقر الأرض عرف مسافة ما بينه وبين الماء وهو لا يبصر شعيرة الفخ. فقال: إذا جاء القدر عمي البصر.إنه لشديد جفن العينيضرب لمن يقدر أن يصبر على السهر.أنف في السماء واست في الماءيضرب للمتكبر الصغير الشأن.أنفك منك وإن كان أذنالذنين ما يسيل من الأنف من المخاط وقد ذنّ الرجل يذن ذنيناً فهو أذنّ، والمرأة ذناء. وهذا المثل مثل قولهم أنفك منك وإن كان أجدع.إنه لخفيف الشقةيريدون أنه قليل المسألة للناس تعففاً.إذا أرجعن شاصياً فارفع يداوروى أبو عبيد أرجحن وهما بمعنى مال ويروى أجرعن وهو قلب أرجعن وشاصياً من شصا يشصو شصواً إذا ارتفع يقول إذا سقط الرجل وارتفعت رجله فاكفف عنه يريدون إذا خضع لك فكف عنه.إن الذليل الذي ليست له عضدأي أنصار وأعوان ومنه قوله تعالى: "وما كنت متخذ المضلين عضداً". وفت في عضده أي كسر من قوته. يضرب لمن يخذله ناصره.إن كنت بي تشد أزرك فأرخهأي أن تتكل علي في حاجتك فقد حرمتها.إن يدم أظلك فقد نقب خفيالأظل ما تحت منسم البعير والخف واحد الأخفاف وهي قوائمه. يضربه المشكو إليه للشاكي أي أنا منه في مثل ما تشكوه.أتتك بحائن رجلاه |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
كان المفضل يخبر بقائل هذا المثل فيقول إنه الحرث بن جبلة الغساني قاله للحرث ابن عيف العبدي وكان ابن العيف قد هجاه فلما عزا الحرث بن جبلة المنذر بن ماء السماء كان ابن العيف معه فقتل المنذر وتفرقت جموعه واسر ابن العيف فأتى به إلى الحرث بن جبلة فعندها قال: أتتك بحائن رجلاه يعني مسيره مع المنذر إليه ثم أمر الحرث سيافه الدلامص فضربه ضربة دقت منكبه ثم برأ منها وبه خبل. وقيل: أول من قاله عبيد بن الأبرص للنعمان ابن المنذر في يوم بؤسه وكان قصده ليمدحه ولم يعرف أنه يوم بؤسه فلما إنتهى إليه قال له النعمان ما جاء بك يا عبيد قال أتتك بحائن رجلاه فقال النعمان هلا كان هذا غيرك قال البلايا على الحوايا فذهبت كلمتاه مثلاً. وستأتي القصة بتمامها في موضع آخر من الكتاب إن شاء الله تعالى. إياك وأهلب العضرطالأهلب الكثير الشعر والعضرط ما بين السبة والمذاكير ويقال له العجان وأصل المثل أن امرأة قال لها ابنها: ما أجد أحداً إلا قهرته وغلبته. فقالت: يا بني إياك وأهلب العضرط قال فصرعه رجل مرة فرآى في أسته شعراً فقال هذا الذي كانت أمي تحذرني منه. يضرب في التحذير للمعجب بنفسه.أنت كالمصطاد باستههذا مثل يضرب لمن يطلب أمراً فيناله من قرب.أنا ابن بجدتهاأي أنا عالم بها، والهاء راجعة إلى الأرض يقال: عنده بجدة ذاك أي علم ذاك ويقال أيضاً هو ابن مدينتها وابن بجدتها من مدن بالمكان وبجد إذا أقام به ومن أقام بموضع علم ذلك الموضع. ويقال البجدة التراب فكان قولهم أنا ابن بجدتها أنا مخلوق من تربها. قال كعب بن زهير:
إلى أمه يلهف اللهفانيضرب في استعانة الرجل بأهله وأخوانه واللهفان المتحسر على الشيء واللهيف المضطر فوضع اللهفان موضع اللهيف ولهف معناه تلهف أي تحسر وإنما وصل بالي على معنى يلجأ ويفر وفي هذا المعنى قال القطامي:
أم فرشت فأنامتيضرب في بر الرجل بصاحبه قال قراد:
إذا عز أخوك فهنقال أبو عبيد: معناه مياسرتك صديقك ليست بضيم يركبك منه فتدخلك الحمية به إنما هو حسن خلق وتفضل فإذا عاسرك فياسره وكان المفضل يقول أن المثل لهذيل بن هبيرة التغلبي وكان أغار على بني ضبة فغنم فاقبل بالغنائم فقال له أصحابه: أقسمها بيننا. فقال: إني أخاف أن تشاغلتم بالاقتسام أن يدرككم الطلب. فأبوا. فعندها قال: إذا عز أخوك فهن. ثم نزل فقسم بينهم الغنائم وينشد لابن أحمر:
أي الرجال المهذبأول من قاله، النابغة حيث قال:
أنا عذلة وأخي خذلة وكلانا ليس بابن أمهيضرب لمن يخذلك وتعذله.إنه لحثيث التواليويقال، لسريع التوالي؛ يقال ذلك للفرس، وتواليه: مآخيره، رجلاه وذنبه، وتوالي كل شيء، أواخره.يضرب للرجل الجاد المسرع. أخوك من صدقك النصيحةيعني، النصيحة في أمر الدين والدنيا، أي صدقك في النصيحة، فحذف في وأوصل الفعل. وفي بعض الحديث، الرجل مرآة أخيه، يعني، إذا رأى من ما يكره أخبره به ونهاه عنه، ولا يوطئه العشوة.إن تسلم الجلة فالنيب هدرالجلة، جمع جليل، يعني: العظمام من الإبل؛ والنيب، جمع ناب، وهي الناقة المسنة، يعني، إذا سلم ما ينتفع به، هان ما لا ينتفع به.إذا ترضيت أخاك فلا أخا لكالترضي، الإرضاء بجهد ومشقة. يقول: إذا ألجأك أخوك إلى أن تترضاه وتداريه، فليس هو بأخ لك.إن أخاك ليسر بأن يعتقل |
||||||||||||||||||||||
|
|
||||||
قاله رجل لرجل، قتل له قتيل، فعرض عليه العقل، فقال: لا آخذه. فحدث بذلك رجلاً فقال: بل والله أن أخاك ليسر بأن يعتقل أي، يأخذ العقل. يريد أنه في امتناعه من أخذ الدية غير صادق. يضرب في موضع الذم للكذب. أصوص عليها صوصالأصوص، الناقة الحائل السمينة، والصوص، اللئيم. قال الشاعر:
أخذت الإبل أسلحتهاويروى، رماحها. وذلك أن تسمن فلا يجد صاحبها من قلبه أن ينحرها.إنه يحمي الحقيقة وينسل الوديقة ويسوق الوسيقةأي، يحمي ما تحقق عليه حمايته، وينسل، أي يسرع العدو في شدة الحر وإذا أخذ إبلاً من قوم، أغار عليهم، لم يطردها طرداً شديداً، خوفاً من أن يلحق بل يسوقها سوقاً على تؤدة، ثقة بما عنده من القوة.إن ضج فزده وقراًويروى، أن جرجر فزده ثقلاً، أصل هذا في الإبل، ثم صار مثلاً، لأن تكلف الرجل الحاجة فلا يضبطها، بل يضجر منها فيطلب أن تخفف عنه، فتزيده أخرى، كما يقال: زيادة الأبرام تدنيك من نيل المرام. ومثله:إن أعيا فزده نوطاًالنوط، العلاوة بين الجوالقين. يضرب، في سؤال البخيل وإن كرهه.إنما يجزي الفتى ليس الجمليريد، لا الجمل. يضرب، في المكافأة، أي، إنما يجزيك من فيه إنسانية لا من فيه بهيمية. ويروى، الفتى يجزيك لا الجمل، يعني، الفتى الكيس لا الأحمق.إنما القرم من الأفيلالقرم، الفحل؛ والأفيل، الفصيل، يضرب لمن يعظم بعد صغره.إذا زحف البعير أعيته أذناهيقال، زحف البعير، إذا أعيا فجر فرسنه عياء، قاله الخليل. يضرب، لمن يثقل عليه حمله فيضيق به ذرعاً.إحدى نواده البكروروى أبو عمرو: أحدى نواده النكر، النده، الزجر، والنواده الزواجر، يضرب، مثلاً للمرأة الجريئة السليطة وللرجل الشغب.إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيضيروى، أن أمير المؤمنين علياً، رضي الله تعالى عنه، قال: إنما مثلي ومثل عثمان كمثل أثوار ثلاثة كن في أجمة، أبيض وأسود وأحمر، ومعهن فيها أسد، فكان لا يقدر منهن على شيء لاجتماعهن عليه. فقال للثور الأسود والثور الأحمر: لا يدل علينا في أجمتنا إلا الثور الأبيض، فإن لونه مشهور ولوني على لونكما، فلو تركتماني آكله، صفت لنا الأجمة. فقالا: دونك فكله. فأكله. فلما مضت أيام قال للأحمر: لوني على لونك فدعني آكل الأسود لتصفو لنا الأجمة. فقال: دونك فكله. فأكله. ثم قال للأحمر: إني أكلك لا محالة. فقال: دعني أنادي ثلاثاً. فقال: افعل. فنادى، ألا إني أكلت يوم أكل أثور الأبيض. ثم قال علي رضي الله تعالى عنه: إلا إني هنت، ويروى: وهنت يومك قتل عثمان يرفع بها صوته يضربه الرجل، يرزأ بأخيه.إن ذهب عير فعير في الرباطالرباط، ما تشد به الدابة. يقال: قطع الظبي رباطه أي حبالته. يقال للصائد، إن ذهب عير فلم يعلق في الحبالة، فاقتصر على ما علق. يضرب، في الرضا بالحاضر وترك الغائب.إنما فلان عنز عزوز لها در جمالعزوز، الضيقة الإحليل. يضرب، للبخيل الموسر.إنما هو كبارح الأروى قليلاً ما يرىوذلك، أن الأروى مساكنها الجبال فلا يكاد الناس يرونها سانحة ولا بارحة إلا في الدهر مرة. يضرب، لمن يرى منه الإحسان في الأحايين، وقوله هو كناية عما يبذل ويعطى هذا الذي يضرب به المثل.أول الصيد فرعالفرع، أول ولد تنتجه الناقة، كانوا يذبحونه لآلهتهم يتبركون بذلك وكان الرجل يقول: إذا تمت إبلي كذا نحرت أول نتيج منها، وكانوا إذا أرادوا نحره زينوه وألبسوه. ولذلك قال أوس يذكر أزمة في شدة البرد:
أخذه أخذ سبعة |
||||||
|
|
||||||||||||||
قال الأصمعي: يعني، أخذ سبُعة بضم الباء، وهي اللبوة. وقال ابن الأعرابي: أخذ سبعة، أراد سبعة من العدد، قال: وإنما خص سبعة لأن أكثر ما يستعملونه. في كلامهم سبع كقولهم: سبع سموات وسبع أرضين وسبعة أيام. وقال ابن الكلبي: سبعة رجل شديد الأخذ. يضرب به المثل، وهو سبعة بن عوف بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث. إنما أنت خلاف الضبع الراكبوذلك، أن الضبع إذا رأت راكباً خالفته وأخذت في ناحية أخرى هرباً منه والذئب يعارضه مضادة للضبع. يضرب، لمن يخالف الناس فيما يصنعون، ونصب خلاف على المصدر أي تخالف خلاف الضبع.إذا نام ظالع الكلابقال الأصمعي: وذلك أن الظالع منها لا يقدر أن يعاظل مع صحاحها لضعفه فهو يؤخر ذلك وينتظر فراغ آخرها فلا ينام حتى إذا لم يبق منها شيء سفد حينئذ ثم نام.يضرب، في تأخير قضاء الحاجة. قال الحطيئة:
إنما هو ذنب الثعلبأصحاب الصيد يقولون: رواغ الثعلب بذنبه يميله فتتبع الكلاب ذنبه. يقال: أروغ من ذنب الثعلب. يضرب، للرجل الكثير الروغان.
إن تك ضباً فإني حسلهيضرب، في أن يلقى الرجل مثله في العلم والدهاء.أخذه أخذ الضب ولدهأي أخذه أخذة شديدة أراد بها هلكته، وذلك أن الضب يحرس بيضه عن الهوام فإذا خرجت أولاده من البيض ظنها بعض أحناش الأرض فجعل يأخذ ولده، واحداً بعد واحد ويقتله فلا ينجو منه إلا الشريد.إنه لصل أصلالالصل: حية تقتل لساعتها إذا نهشت. يضرب، للداهي. قال الشاعر:
إذا أخذت بذنبه الضب أغضبتهويروى، برأس الضب، والذنبة الدنب واحد وقيل: الذنبة غير مستعملة. يضرب، لمن يلجئ غيره إلى ما يكره.إنه لهتر أهتارالهتر: العجب والداهية. يضرب، للرجل الداهي المنكر. قال بعضهم: الهتر، في اللغة، العجب. فسمي الرجل الداهي به كأن الدهر أبدعه وأبرزه للناس ليعجبوا منه، والهتر الباطل فإذا قيل فلان هتر أي من دهائه يعرض الباطل في معرض الحق فهو لا يخلو أبداً من باطل فجعلوه نفس الباطل كقول الخنساء: فإنما هي إقبال وإدبار وأضافه إلى أجناسه إشارة إلى أنه تميز منهم بخاصية يفضلهم بها ومثله، صل أصلال وأصله الحية تكون في الصلة وهي الأرض اليابسة.إنه ليقرد فلاناًأي يختال له ويخدعه حتى يستمكن منه واصله، أن يجيء الرجل بالخطام إلى البعير الصعب وقد ستره عنه لئلا يمتنع ثم ينتزع منه قراداً حتى يستأنس البعير ويدني إليه رأسه فيرمي بالخطام في عنقه وفيه يقول الحطيئة:
الإثم حزاز القلوبيعني، ما حز فيها وحكها أي أثر كما قيل الإثم ما حك في قلبك وإن أفتاك الناس عنه وأفتوك؛ والحزاز، ما يتحرك في القلب من الغم، ومنه قول ابن سيرين حين قيل له: ما أشد الورع? فقال، ما أيسره إذا شككت في شيء، فدعه.أيها الممتن على نفسك فليكن المن عليكالامتنان، الإنعام والإحسان، يقال، لمن يحسن إلى نفسه، قد جذبت بما فعلت المنفعة إلى نفسك فلا تمن به على غيرك.الأوب أوب نعامةالأوب، الرجوع. يضرب، لمن يعجل الرجوع ويسرع فيه.إنه لواقع الطائرقال الأصمعي: إنما يضرب هذا، لمن يوصف بالحلم والوقار.إذا حككت قرحة أدميتهايحكى هذا عن عمرو بن العاص، وقد كان اعتزل الناس في آخر خلافة عثمان بن عفان، رضي الله تعالى عنه، فلما بلغه حصره ثم قتله، قال: إنا أبو عبد الله إذا حككت قرحة أدميتها. روي عن عامر الشعبي أنه كان يقول الدهاة، أربعة: معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وزياد بن أبيه.إنما هو كبرق الخلبيقال: برق خلب وبرق خلب بالإضافة، وهما البرق الذي لا غيث معه كأنه خادع، والخلب أيضاً، السحاب الذي لا مطر فيه. فإذا قيل، برق الخلب، فمعناه، برق السحاب الخلب يضرب، لمن يعد ثم يخلف ولا ينجز.إن يبغ عليك قومك لا يبغ عليك القمر |
||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
قال المفضل بن محمد: بلغنا أن بني ثعلبة بن سعد بن ضبة في الجاهلية تراهنوا على الشمس والقمر ليلة أربع عشرة. فقالت طائفة: تطلع الشمس فتراضوا برجل جعلوه بينهم فقال رجل منهم: إن قومي يبغون علي؛ فقال: العدل أن يبغ عليك قومك لا يبغ عليك القمر. فذهب مثلاً هذا كلامه، والبغي الظلم. يقول: إن ظلمك قومك لا يظلمك القمر فانظر يتبين لك الأمر والحق. يضرب، للأمر المشهور. إذا سمعت الرجل يقول فيك من الخير ما ليس فيكفلا تأمن أن يقول فيك من الشر ما ليس فيكقاله وهب بن منبه رحمه الله. يضرب، في ذم الإسراف في الشيء.إذا اتخذتم عند رجل يداً فانسوهاقال بعض حكماء العرب لبنيه. قال أبو عبيد: أراد حتى لا يقع في أنفسكم الطول على الناس بالقلوب ولا تذكروها بالألسنة. قال:
إنه لمنجذأي محنك واصله من الناجذ، وهو أقصى أسنان الإنسان. هذا قول بعضهم والصحيح، إنها الأسنان كلها لما جاء في الحديث. فضحك حتى بدت نواجذه. قال الشماخ:نواجذهن كالحدا الوقيعويروى أنه، لمنجد، بالدال، غير معجمة من النجد وهو المكان المرتفع أو من النجدة وهي الشجاعة أي إنه مقوى بالتجارب.أكلا وذماًأي يؤكل أكلاً ويذم ذماً. يضرب، لمن يذم شيئاً قد ينتفع به وهو لا يستحق الذم.إن النساء شقائق الأقوامالشقائق، جمع شقيقة، وهي كل ما يشق باثنين، وأراد بالأقوام، الرجال، على قول من يقول: القوم يقع على الرجال دون النساء ومعنى المثل، أن النساء مخثل الرجال وشقت منهم فلهن مثل ما عليهن من الحقوق.إذا أدبر الدهر عن قوم كفى عدوهمأي، إذا ساعدهم كفاهم أمر عدوهم.إذا قطعنا علماًُ بدا علمالجبل، يقال له العلم، أي إذا فرغنا من أمر حدث أمر آخر.إذا ضربت فأوجع وإذا زجرت فأسمعيضرب، في المبالغة وترك التواني والعجز.إذا سأل ألحف وإن سئل سوفقاله عون بن عبد الله بن عتبة في رجل ذكره.إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصاراقال أبو عبيدة: الإعصار، ريح تهب شديدة فيما بين السماء والأرض. يضرب مثلاً للمدل بنفسه إذا صلى بمن هو أدهى منه وأشد.أمر نهار قضي ليلاًيضرب، لما جاء القوم على غرة منهم ممن لم يكونوا تأهبوا له.أمر سري عليه بليلأي، قد تقدم فيه وليس فجأة وهذا ضد الأول.أمر مبكياتك لا أمر مضحكاتكقال المفضل: بلغنا أن فتاة من بنات العرب كانت لها خالات وعمات فكانت إذا زارت خالاتها ألهينها وأضحكنها وإذا زارت عماتها أدبنها وأخذن عليها. فقالت لأبيها: إن خالاتي يلطفنني وإن عماتي يبكينني. فقال أبوها وقد علم القصة: أمر مبكياتك أي الزمي واقبلي أمر مبكياتك. ويروى أمر بالرفع أي أمر مبكياتك أولى بالقبول والأتباع من غيره.إن الليل طويل وأنت مقمرقال المفضل: كان السليك بن السلكة السعدي نائماً مشتملاً، فبينا هو كذلك إذ جثم رجل على صدره ثم قال له: استأسر. فقال له سليك: الليل طويل وأنت مقمر أي في القمر، يعني أنك تجد غيري فتعدني فأبى، فلما رأى سليك ذلك التوي عليه وتسنمه. يضرب، عند الأمر بالصبر والتأني في طلب الحاجة.إن مع اليوم غدايا مسعدةيضرب، مثلاً في تنقل الدول على مر الأيام وكرها.إحدى لياليك فهيسي هيسيقال الأموي: الهيس، السير أي ضرب كان وأنشد.
أنا ابن جلايضرب للمشهور المتعلم. وهو من قول سحيم بن وثيل الرياحي:
|
|||||||||||||
|
|
||||||||||
وتمثل به الحجاج على منبر الكوفة قال بعضهم: ابن جلا النهار. وحكي عن عيسى بن عمر أنه كان لا يصرف رجلاً يسمى بضرب ويحتج بهذا البيت ويقول لم ينون جلا لأنه على وزن فعل قالوا وليس له في البيت حجة لأن الشاعر أراد الحكاية فحكى الاسم على ما كان عليه قبل التسمية وتقديره أنا ابن الذي يقال له جلا الأمور وكشفها. إنه لأريض للخيريقال: أرض أراضة فهو أريض، كما يقال خلق خلاقة فهو خليق، يضرب للرجل الكامل الخير، أي أنه أهل لأن تأتي منه الخصال الكريمة.أخذت الأرض زخاريهاوذلك إذا طال النبت والتف وخرج زهره ومكان زخاري النبات إذا كان نبته كذلك من قولهم زخر النبت قال ابن مقبل:
إن جانب أعياك فالحق بجانبيضرب عند ضيق الأمر والحث على التصرف ومثله، وفي الأرض للحر الكريم منادح، أي متسع ومرتزق.أنا إذن كالخاتل بالمرخةالمرخ، الشجر الذي يكون منه الزناد وهو يطول في السماء حتى يستظلّ به قالوا وله ثمرة كأنها هذه الباقلك. ومعنى المثل: أنا أباديك وأن لم أفعل فأنا إذن كمن يختل قرنه بالمرخة في أن لها ظلاً وثمرة ولا طائل لها إذا فتش عن حقيقتها. يضرب في نفي الجبن، أي لا أخافك.أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجبالجذيل، تصغير الجذل وهو أصل الشجرة. والمحكك، الذي تتحكك به الإبل الجربى وهو عود ينصب في مبارك الإبل تتمرس به الإبل الجربى. والعذيق، تصغير العذق، بفتح العين، وهو النخلة. والمرجب، الذي جعل له رجبة وهي دعامة تبنى من حولها الحجارة وذلك إذا كانت النخلة كريمة وطالت، تخوفوا عليها أن تنقعر من الرياح العواصف، وهذا تصغير يراد به التكبير نحو قول لبيد:
قال أبو عبيد: هذا قول الحباب بن المنذر بن الجموح الأنصاري قاله يوم السقيفة عند بيعة أبي بكر، يريد أنه رجل يستشفى برأيه وعقله. إياكم وخضراء الدمنقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: وما ذاك يا رسول الله? فقال: المرأة الحسناء في منبت السوء. قال أبو عبيد: نراه أراد فساد النسب إذا خيف أن يكون لغير رشده وإنما جعلها خضراء الورق وهي ماتت منه الإبل والغنم من أبوالها وأبعارها، لأنه ربما نبت فيها النبات الحسن فيكون منظره حسناً أنيقاً ومنبته فاسداً، هذا كلامه، قلت: أن أيا كلمة تخصيص وتقدير المثل إياكم أخص بنصحي وأحذركم خضراء الدمن، وأدخل الواو ليعطف الفعل المقدر على الفعل المقدر، أي أخصكم وأحذركم، ولهذا لا يجوز حذفها إلا في ضرورة الشعر لا تقول إياك الأسد إلا عند الضرورة كما قال: وإياك المحاين أن تحينا.إنك لعالم بمنابت القصيصقالوا: القصيص، جمع قصيصة وهي شجيرة تنبت عند الكمأة فيستدل على الكمأة بها. يضرب للرجل العالم بما يحتاج إليه.إنه لأحمر كأنه الصربةقال أبو زياد: ليس في العضاه أكثر صمغاً من الطلح، وصمغه أحمر يقال له الصربة. يضرب في وصف الأحمر إذا بولغ في وصفه.إن ترد الماء بماء أكيسأي مع ماء، كما قال تعالى: وقد دخلوا بالكفر. يعني، أن ترد الماء ومعك ماء أن احتجت إليه كان معك خير لك من أن تفرط في حمله ولعلك تهجم على غير ماء. وهذا قريب من قولهم، عش أبلك ولا تغتر. يضربان في الأخذ بالحزم. وقالوا في قوله أكيس، أي أقرب إلى الكيس قلت: هذا لا يصح لأنك لو قلت زيد أحسن كان معناه أن حسنه يزيد على حسن غيره لا أه أقرب إلى الحسن من غيره، ولكن لما كان الوارد منهم يحتاج إلى كيس لخفاء مواردهم، قالوا إذا كان معك شيء من الماء وقصدت الورود فلا تضع ما معك ثقة بورودك ليزيد كيسك على كيس من لم يصنع صنيعك. هذا وجه. ويجوز أن يقال أنهم يضعون أفعل موضع الاسم كقولهم، أشأم كل امرئ بين فكيه، أي شؤم كل امرئ. وكقول زهير: فتنتج لكم غلمان أشأم، أي غلمان شؤم. فيكون معنى المثل على هذا التقدير ورودك الماء مع ماء أكيس، أي كياسة وحزم.إنما أخشى سيل تلعتيالتلعة، مسيل الماء من السند إلى بطن الوادي. ومعنى المثل، أني أخاف شر أقاربي وبني عمي. يضرب في شكوى الأقرباء.أخذه برمته |
||||||||||
|
|
||||||||
أي بجملته. الرمة، قطعة من الحبل بالية والجمع رمم ورمام، وأصل المثل أن رجلاً دفع إلى رجل بعيراً بحبل في عنقه، فقيل لكل من دفع شيئاً بجملته دفعته إليه برمته وأخذه منه برمته. والأصل ما ذكرنا. إنه لمعتلث الزنادالعلث، الخلط وكذلك الغلث، بالغين المعجمة. والمثل يروى بالوجهين، وأصله أن يعترض الرجل الشجر اعتراضاً فيتخذ زناده مما وجد. واعتلث، بمعنى علث والمعتلث المخلوط. يضرب لمن لم يتخير أبوه في المنكح.إنه لألمعيومثله لوذعي. يضرب للرجل المصيب بظنونه، قال أوس بن حجر: اللأمعي الذي يظن بك الظن كأن قد رأى وقد سمعا وأصله، من لمع، إذا أضاء كأنه لمع له ما ظلم على غيره. وفي حديث مرفوع أنه عليه الصلاة والسلام قال: "لم تكن أمة إلا كان فيها محدث فإن يكن في هذه الأمة محدث فهو عمر. قيل: وما أحدث? قال: الذي يرى الرأي ويظن الظن فيكون كما رأى وكما ظن". وكان عمر رضي الله تعالى عنه كذلك.أي فتى قتله الدخانأصله، أن امرأة كانت تبكي رجلاُ قتله الدخان وتقول: أي فتى قتله الدخان! فأجابها مجيب فقال: لو كان ذا حيلة لتحول. يضرب للقليل الحيلة.إن الغني طويل الذيل مياسأي، لا يستطيع صاحب الغنى أن يكتمه. وهذا كقولهم: أبت الدراهم إلا أن تخرج أعناقها. قاله عمر رضي الله عنه في بعض عماله.إن لم تغلب فاخلبويروى، فاخلب، بالكسر، والصحيح الضم، يقال: خلب خلابة وهي الخديعة ويراد به الخدعة في الحرب كما قيل: نفاذ الرأي في الحرب أنفذ من الطعن والضرب.
إني لأنظر إليه وإلى السيفيضرب للمشنوء المكروه الطلعة.الأمر سلكي وليس بمخلوجةالسلكي، الطعنة المستقيمة. والمخلوجة، المعوجة من الخلج وهو الجذب، وأنث الأمر على تقدير الجمع وعلى تقدير الأمر مثل سلكي أمثل طعنة سلكى، وإن كان لا يوصف بها النكرة، فلا يجوز امرأة صغرى وجارية طولى، وقد عيب على أبي نواس قوله: كأن صغرى وكبرى من فواقعها. ألا أن يجعل اسماً كقوله:
أزمت شجعات بما فيهاالأزم، الضيق، يقال أزم يأزم إذا ضاق، والمأزوم، المضيق في الحرب وشجعات، ثنية معروفة. ولهذا المثل قصة ذكرتها عند قوله: أنجز حر ما وعد. في باب النون.إنه لأنفذ من خازقالخازق، والخاسق، السنان النافذ. يوصف به النافذ في الأمور.إحدى حظيات لقمان |
||||||||
|
|
||||||||||
الحظية، تصغير الحظوة بفتح حائه وهي المرماة. قال أبو عبيد: هي التي لا نصل لها. ولقمان هذا، هو لقمان بن عاد، وحديثه أنه كان بينه وبين رجلين من عاد يقال لهما عمرو وكنعب ابنا تقن بن معاوية قتال وكانا ربي إبل وكان لقمان رب غنم فأعجبت لقمان الإبل فراودهما عنهما فأبيا أن يبيعاه فعمد إلى البان غنمه من ضأن ومعزى وأنافح من أنافح السخل فلما رأيا ذلك لم يلتفتا إليه ولم يرغبا في البان الغنم، فلما رأى ذلك لقمان قال: اشترياها ابني تقن. أقبلت ميسا. وأدبرت هيسا. وملأت البيت أقطا وحيسا. اشترياها ابني تقن إنها الضأن تجز جفالاً. وتنتج رخالاً. وتحلب كثباً ثقالاً. فقالا: لا نشريها بالقم أنها الإبل حملن فاتسقن. وجرين فأعنقن وبغير ذلك أفلتن. يغزرن إذا قطن. فلم يبيعاه الإبل ولم يشريا الغنم، فجعل لقمان يداورهما، وكانا يهابانه، وكان يلتمس أن يغفلا فيشد على الإبل ويطردها، فلما كان ذات يوم أصابا أرنباً وهو يرصدهما رجاء أن يصيبهما فيذهب بالإبل فأخذا صفيحة من الصفا فجعلها أحدهما في يده ثم جعل عليها كومة من تراب قد أحمياه فملا الأرنب في ذلك التراب فلما أنضجاها نفضا عنها التراب فأكلاها فقال لقمان: يا ويله أنيئة أكلاها أم الريح اقبلاها أم بالشيخ اشتوياها. ولما رآهما لقمان لا يغفلان عن إبلهما ولم يجد فيهما مطعماً لقيهما ومع كل واحد منهما جفير مملوء نبلاً وليس معه غير نبلين فخدعهما فقال: ما تصنعان بهذه النبل الكثيرة التي معكما? إنما هي حطب فوالله ما أحمل معي غير نبلين فإن لم أصب بهما فلست بمصيب. فعمدا إلى نبلهما فنثراها غير سهمين، فعمد إلى النبل فحواها ولم يصب لقمان منهما بعد ذلك غرة. وكان فيما يذكرون لعمرو بن تقن امرأة فطلقها فتزوجها لقمان، وكانت المرأة وهي عند لقمان تكثر أن تقول: لا فتى إلا عمرو. وكان ذلك يغيظ لقمان ويسوءه كثرة ذكرها. فقال لقمان: لقد أكثرت في عمرو فوالله لأقتلن عمراً. فقالت: لا تفعل. وكانت لابني تقن سمرة يستظلان بها حتى ترد إبلهما فيسقيانها فصعدها لقمان واتخذ فيها عشا رجاء أن يصيب من ابني تقن غرة فلما وردت الإبل تجرد عمرو واكب على البئر يستقي فرماه لقمان من فوقه بسهم في ظهره فقال: حس أحدى حظيات لقمان. فذهب مثلاً ثم أهوى إلى السهم فانتزعه فوقع بصره على الشجرة فإذا هو بلقمان فقال: انزل. فنزل. فقال: استق بهذه الدلو، فزعموا أن لقمان لما أراد أن يرفع الدلو حين امتلأت نهض نهضة فضرط فقال له عمرو واضرطا آخر اليوم، وقد زال الظهر، فأرسلها مثلاً. ثم أن عمراً أراد أن يقتل لقمان فتبسم لقمان فقال عمرو: أضاحك أنت قال لقمان: ما أضحك إلا من نفسي، أما أني نهيت عما ترى فقال: ومن نهاك? قال: فلانة. قال عمرو: أفلي عليك أن وهبتك لها أن تعلمها ذلك. قال: نعم فخلي سبيله، فأتاها لقمان فقال: لا فتى إلا عمرو. فقالت: أقد لقيته قال: نعم لقيته فكان كذا وكذا ثم أسرني فأراد قتلي ثم وهبني لك. قالت: لا فتى إلا عمرو. يضرب لمن عرف بالشر فإذا جاءت هنة من جنس أفعاله قيل إحدى حظيات لقمان أي أنه فعلة من فعلاته. إنه ليكسر علي أرعاظ النبل غضباًالرعظ، مدخل النصل في السهم وإنما يكسره إذا كلمته بكلام يغيظه فيخط في الأرض بسهامه فيكسر أرعاظها من الغيظ. قال قتادة اليشكري يحذر أهل العراق الحجاح:
إنه ليحرق علي الأرمأي الأسنان، وأصله من الأرم وهو الأكل. وقال:
إنك خير من تفاريق العصاقالوا: هذا من قول غنية الأعرابية لابنها، وكان عارماً، كثير التلفت إلى الناس، مع ضعف أسر، ودقة عظم، فوائب يوماً فتى فقطع الفتى أنفه، فأخذت غنية دية أنفه فحسنت حالها بعد فقر مدقع. ثم واثب آخر فقطع أذنه فأخذت ديتها فزادت حسن حال، ثم واثب آخر فقطع شفته فأخذت الدية فلما رأت ما صار عندها من الإبل والغنم والمتاع، وذلك من كسب جوارح ابنها، حسن رأيها فيه وذكرته في أرجوزتها فقالت: |
||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
إن العصا قرعت لذي الحلمقيل: أن أول من قرعت له العصا عمرو بن مالك بن ضبيعة أخو سعد بن مالك الكناني، وذلك أن سعداً أتى النعمان بن المنذر ومعه خليل له قادها وأخرى عراها فقيل له: لم عريت هذه وقدت هذه? قال: لم أقد هذه لأمنعها ولم أعر هذه لأهبها. ثم دخل على النعمان فسأله عن أرضه فقال: أما مطرها فغزير وأما نبتها فكثير. فقال له النعمان: إنك لقوال وإن شئت أتيتك بما تعيا عن جوابه. قال نعم فأمر وصيفاً له أن يلطمه فلطمه لطمة. فقال: ما جواب هذه? قال سفيه مأمور قال الطمه أخرى فلطمه قال ما جواب هذه? قال أخذ بالأولى لم يعد للأخرى وإنما أراد النعمان أن يتعدى سعد في المنطق فيقتله قال الطمه ثالثة فلطمه قال ما جواب هذه? قال رب يؤدب عبده قال الطمه أخرى فلطمه قال ما جواب هذه? قال ملكت فأسجح فأرسلها مثلاً، قال النعمان أصبت فامكث عندي أعجبه ما رأى منه فمكث عنده ما مكث، ثم إنه بدا للنعمان أن يبعث رائداً فبعث عمراً أخا سعد فأبطأ عليه فأغضبه ذلك فأقسم لئن جاء ذاماً للكلأ أو حامداً له ليقتلنه، فقدم عمرو وكان سعد عند الملك فقال سعد: أتأذن أن أكلمه قال: أذن يقطع لسانك. قال: فأشير إليه. قال: إذن تقطع يدك. قال: فأقرع له العصا. قال: فاقرعها، فتناول سعد عصا جليسه وقرع بعصاه قرعة واحدة فعرف أنه يقول له مكانك، ثم قرع بالعصا ثلاث قرعات ثم رفعها إلى السماء ومسح عصاه بالأرض فعرف أنه يقول له لم أجد جدباً، ثم قرع العصا قرعة واقبل نحو الملك فعرف أنه يقول كلمه فأقبل عمرو حتى قام بين يدي الملك فقال له أخبرني هل حمدت خصباً أو ذممت جدباً? فقال عمرو: لم أذمم هزلاً ولم أحمد بقلاً، الأرض مشكلة لا خصبها يعرف، ولا جدبها يوصف، رائدها واقف، ومنكرها عارف، وآمنها خائف، قال: الملك أولى لك. فقال سعد بن مالك يذكر قرع العصا:
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
أهل القتيل يلونهقال أبو عبيد: يعني، أنهم أشد عناية بأمره من غيرهم.أبي قائلها إلا تمايروى، تما، بالرفع والنصب والخفض، والكسر أفصح. والهاء راجعة إلى الكلمة. يضرب في تتابع الناس على أمر مختلف فيه. والمعنى مضى على قوله ولم يرجع عنه.إن أردت المحاجزة فقبل المناجزةالمحاجزة، الممانعة، وهو أن تمنعه عن نفسك ويمنعك عن نفسه. والمناجزة، من النجز، وهو الفناء، يقال نجز الشيء أي فني فقيل للمقاتلة والمبارزة المناجزة لأن كل من القرنين يريد أن يفنى صاحبه. وهذا المثل يروى عن المناجزة لأن كل من القرنين يريد أن يفنى صاحبه. وهذا المثل يروى عن أكثم بن صيفي. قال أبو عبيد: معناه أنج بنفسك قبل لقاء من لا تقاومه.أول الغزو أخرققال أبو عبيد: يضرب في قلة التجارب كما قال الشاعر:
أنه نسيج وحدهوذلك أنو الثوب النفيس لا ينسج على منواله عدة أثواب. قال ابن الأعرابي: معنى نسيج وحده، أنه واحد في معناه ليس له فيه ثان كأنه ثوب نسج على حدته لم ينسج معه غيره، وكما يقال نسيج وحده، يقال رجل وحده. ويروى بالزاء. نسيج وحده قد أعد للأمور أقارنها.قال الراجز:
إنما يعاتب الأديم ذو البشرةالمعاتبة، المعاودة. وبشرة الأديم، ظاهره الذي عليه الشعر، أي أن ما يعاد إلى الدباغ من الأديم ما سلمت بشرته. يضرب لمن فيه مراجعة ومستعتب. قال الأصمعي: كل ما كان في الأديم محتمل ما سلمت البشرة فإذا نغلت البشرة بطل الأديم.إن بينهم عيبة مكفوفةالعيبة، واحدة العياب والعيب، وهي ما يجعل فيه الثياب. وفي الحديث الأنصار كرشي وعيبتي أي موضع سري. ومكفوفة، مشرجة مشدودة. ومعنى المثل: أن أسباب المودة بينهم لا سبيل إلى نقضها.إذا سمعت بسرى القين فاعلم أنه مصبحقال الأصمعي: أصله أن القين بالبادية يتنقل في مياههم فيقيم بالموضع إياماًُ فيكسد عليه عمله، ثم يقول لأهل الماء أني راحل عنكم الليلة، وأن لم يراد ذلك، ولكنه يشيعه ليستعمله من يريد استعماله، فكثر ذلك من قوله حتى صار لا يصدق. يضرب للرجل يعرفه الناس بالكذب فلا يقبل قوله وأن كان صادقاً. قال نهشل بن حري:
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
حدث أبو عبيدة عن رؤبة قال: لقي الفرزدق جريراً بدمشق فقال: يا أبا حزرة أراك تمرغ في طواحين الشأم بعد. فقال جرير: أيهاه إذا سمعتن يسري القين فإنه مصبح. قال: فعجبت كيف تأتي لهما، يعني لفظ التمرغ ولفظ القين، وذلك أن الفرزدق كان يقول لجرير ابن المراغة وهو يقول للفرزدق ابن القين. الأكل سلجان والقضاء ليانالسلج، البلع. يقال سلجت اللقمة أي بلعتها. والليان، المدافعة وكذلك اللي ومنه لي الواجد ظلم، ولم يجيء من المصادر شيء على فعلان بالتسكين إلا الليان والشنآن. يضرب لمن يأخذ مال الناس فيسهل عليه فإذا طولب بالقضاء دافع وصعب عليه . ومثله:الأخذ شريط والقضاء ضريطويروى سريطي وضريطي، والمعنى واحد، أي إذا أخذ المال سرط وإذا طولب أضرط بصاحبه.آخر أقلها شرباًأصله في سقي الإبل. يقول أن المتأخر عن الورود ربما جداء وقد مضى الناس بعفوة الماء وربما وافق منه نقاداً فكن في أول من يرد فليس تأخير الورد إلا من العجز والذل. قال النجاشي أحد بني الحرث بن كعب يذم قوماً:
أكل عليه الدهر وشربيضرب لمن طال عمره، يريدون أكل وشرب دهراً طويلاً. وقال:
أبي الحقين العذرةالحقين، اللبن المحقون. والعذرة، العذر. قال أبو زيد: أثله أن رجلاً ضاف قوماً فاستسقاهم لبناً وعندهم لبن قد حقنوه في وطب، فاعتلوا عليه واعتذروا، فقال: أبي الحقين قبول العذر. أي أنه يكذبهم.أتاك ريان بلبنهيضرب لمن يعطيك ما فضل منه، استغناء لا كرماً، لكثرة ما عنده.أثر الصرار يأتي دون الذيارالصرار، خيط يشد فوق الخلف والتودية لئلا يرضع الفصيل. والذيار، بعر رطب يلطخ به أطباء الناقة لئلا يرتضعها الفصيل أيضاً، فإذا جعل الذيار على الخلف ثم شد عليه الصرار فربما قطع الخلف. يضرب هذا في موضع قولهم بلغ الحزام الطبيين يعني: تجاوز الأمر حدة.أنا منه كحاقن الإهالةيقال للشحم والودك المذاب، الأهالة، وليس يحقنها إلا الحاذق بها يحقنها حتى يعلم أنها قد بردت لئلا تحرق السقاء. يضرب للحاذق بالأمر.إنه ليعلم من أين تؤكل الكتف. يضرب للرجل الداهي. قال بعضهم: تؤكل الكتف من أسفلها ومن أعلى يشق عليك. ويقولون تجري المرقة بين لحم الكتف والعظم، فإذا آخذتها من أعلى جرت عليك المرقة وانصبت، وإذا أخذتها من أسفلها انقشرت عن عظمها وبقيت المرقة مكانها ثابتة.آكل لحمي ولا أدعه لآكلأول من قال ذلك، العيار بن عبد الله الضبي، ثم أحد بني السيد بن مالك ابن بكر بن سعد بن ضبة، وكان من حديثه، فيما ذكر المفضل، أن العيار وفد هو وحبيش بن دلف، وضرار بن عمرو، الضبيان، على النعمان فأكرمهم، أجرى عليهم نزلاً، وكان العيار رجلاً بطالاً يقول الشعر ويضحك المولك، وكان قد قال:
|
|||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||
وكان منزلهم واحداً، وكان النعمان بادياً، فأرسل إليهم بجزر فيهن تيس، فأكلوهن غير التيس. فقال ضرار للعيار وهو أحدثهم سناً: إنه ليس عندنا من يسلخ هذا التيس فلو ذبحته وكفيتنا ذلك. قال العيار: ما أبالي أن أفعل، فذبح التيس وسلخه فانطلق ضرار إلى النعمان فقال: أبيت اللعن أن العيار يسلخ تيساً. قال: أبعد ما قال. قال: نعم فأرسل إليه النعمان، فوجده الرسول يسلخ تيساً فأتى به. فقال له: أبن قولك لا أذبح النازي الشبوب، وأنشده البيت، فخجل العيار، وضحك النعمان منه ساعة. وعرف العيار أن ضراراً هو الذي أخبر النعمان بما صنع، وكان النعمان يجلس بالهاجرة فغي ظل سرادقه، وكان كسا ضراراً حلة من حلله، وكان ضرار شيخاً أعرج بادناً كثير اللحم. قال: فسكت العيار حتى كان ساعة النعمان التي يجلس فيها في سرادقه ويؤتى بطعامه، عمد العيار إلى حلة ضرار فلبسها ثم خرج يتعارج، حتى إذا كان بحيال النعمان كشف عنه فخرئ. فقال النعمان: ما لضرار قاتله الله لا يهابني عند طعامي? فغضب على ضرار، فحلف ضرار ما فعل. قال: ولكني أرى أن العيار فعل هذا من أجل أني ذكرت سلخه التيس. فوقع بينهما كلام حتى تشاتما عند النعمان. فلما كان بعد ذلك ووقع بين ضرار وبين أبي مرحب أخي بني يربوع ما وقع تناول أبو مرحب ضراراً عند النعمان والعيار شاهد فشتم العيار أبا مرحب وزجره. فقال النعمان: أتشتم أبا مرحب في ضرار وقد سمعتك تقول له شراً مما قال له أبو مرحب. فقال العيار: أبيت اللعن وأسعدك الهك آكل لحمي ولا أدعه لآكل فأرسلها مثلاً. فقال النعمان: لا يملك مولي لمولى نصراً. فأرسلها مثلاً. إن أخي كان ملكيقال أبو عمر: أن أبا حنش التغلبي لما أدرك شر حبيل، عم امرئ القيس، وكان شرحبيل قتل أخا أبي حنش. قال: يا أبا حنش، اللبن اللبن، أي خذ من الدية. فقال له أبو حنش: قد هرقت لبناً كثيراً، أي قتلت أخي. فقال له شرحبيل: أملكاً بسوقة، أي أتقتل ملكاً بدل سوقة. فقال أبو حنش: إن أخي كان ملكي.إنه لأشبه به من التمرة بالتمرةيضرب في قرب الشبه بين الشيئينإن الحبيب إلى الأخوان ذو الماليضرب في حفظ المال والإشفاق عليك.إن في المرنعة لكل كريم مفنعةالمرنعة، الخصب. والمقنعة، الغني والفضل ويروى مقنعة من القناعة، وبالفاء من قولهم من قنع فنع، أي استغنى. ومنه قوله:
إذ طلبت الباطل أبدع بكيقال: أبدع بالرجل إذا حسر عليه ظهره، أو قام به، أو عطبت راحلته. وفي الحديث أني أبدع بي فاحملني ومعنى المثل: إذا طلبت الباطل لم تظفر بمطلوبك، انقطع بك عن الغرض. ويروى: أنجح بك، أي صار الباطل ذا نجح بك، ومعناه أن الباطل يعطي الأعداء منك مرادهم، وفي هذا نهي عن طلب الباطل.إذا نزا بك الشر فاقعد بهيضرب لمن يؤمر بالحلم وترك التسرع إلى الشر. ويروى، إذا قام بك الشر فاقعد.إياك وما يعتذر منهأي لا ترتكب أمراً تحتاج فيه إلى الاعتذار منه.إذا زل العالم زل بزلته عالملأن للعالم تبعاً فهم به يقتدون. قال الشاعر:
أنت أعلم أم من غص بها
إنه لداهية الغبرقال الكذاب الحرمازي:
إلادهٍ فلادهٍ |
||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
روى ابن الأعرابي: الده فلده، ساكن الهاء. ويروى أيضاً، إلاده فلاده، أي أن لم تعط الاثنين لا تعط العشرة. قال أبو عبيد: يضربه الرجل يقول أريد كذا وكذا فإن قيل له ليس يمكن ذا. قال: فكذا وكذا. وقال الأصمعي: معناه أن لم يكن هذا الآن فلا يكون بعد الآن، وقال: لا أدري ما أصله. قال رؤبة: وقول إلاده فلاده. قال المنذري: قالوا معناه إلا هذه فلا هذه، يعني أن الأصل إلاذه فلاذه، بالذال المعجمة، فعربت بالدال غير المعجمة، كما قالوا يهوذا ثم عرب فقيل يهوداً. وقيل: أصله الأدهى، أي أن لم تضرب. فأدخل التنوين فسقط الياء. قال رؤبة:
إذا كان لك أكثري=فتجاف لي عن أيسرييضرب للذي فيه أخلاق تستحسن وتبدر منه أحياناً سقطه. أي، احتمل من الصديق الذي تحمده في كثير من الأمور سيئة يأتي بها في الأوقات مرة واحدة.أنا غريك من هذا الأمرأي، أنا عالم به. فاغترني، أي سلني عنه على غرة أخبرك به من غير استعداد له. وقال الأصمعي: معناه أنك لست بمغرور من جهتي لكن أنا المغرور، وذلك أنه بلغني خبر كان باطلاً فأخبرتك به ولم يكن ذاك على ما قلت لك.أنا منه فالج بن خلاوةأي، أنا منه بريء. وذلك أن فالج بن خلاوة الأشجعي قيل له يوم الرقم لما قتل أنيس الأسري اتنصر أنيساً فقال: أنا منه بريء. فصار مثلاً لكل من كان بمعزل عن أمر وإن كان في الأصل اسماً لذلك الرجل.أنت تئق وأنا مئق فمتى نتفققال أبو عبيد: التئق، السريع إلى الشر. والمئق، السريع إلى البكاء. وقال الأصمعي: هو الحديد، يعني التئق، قال الشاعر يصف كلباً:
|
|||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
والمأق، بالتحريك شبيه الفواق يأخذا الإنسان عند البكاء والتشيج كأنه نفس يقلعه من صدره وقد مئق مأقاً. والتأق، الامتلاء من الغضب. يضرب للمختلفين أخلاقاً. إنه لنكد الحظيرةالنكد، قلة الخير. يقال ننكدت الركية إذا قل ماؤها وجمع النكد أنكاد ونكد. قال الكميت:
أنت مرة عيش ومرة جيشأي، أنت ذو عيش مرة وذو جيش أخرى. قال ابن الأعرابي: أصله أن يكون الرجل مرة في عيش رخي ومرة في شدة.إن لم يكن شحم فنفشالنفش، الصوف. قاله ابن الأعرابي، يعني إن لم يكن فعل فرياء. وقال غيره: النفش القليل من اللبن. يضرب عند التبلغ باليسير.آهة وميهةقال الأصمعي: الآهة، التأوه والتوجع. قال المثقب العبدي:
إليك يساق الحديثزعموا أن رجلاً أتى امرأة يخطبها فأنعظ وهي تكلمه فجعل كلما كلمته ازداد إنعاظاً، وجعل يستحي ممن حضرها من أهلها، فوضع يده على ذكره وقال: إليك يساق الحديث. فأرسلها مثلاً. وقال ابن الكلبي: جمع عامر بن صعصعة بنيه ليوصيهم عند موته فمكث طويلاً لا يتكلم فاستحثه بعضهم فقال له: إليك يساق الحديث.أنا النذير العريانقال ابن الكلبي: كان من حديث النذير العريان أن أبا داود الشاعر كان جاراً للمنذر بن ماء السماء، وأن أبا داود نازع رجلاً بالحيرة من بهراء يقال له رقبة بن عامر، فقال له رقبة: صالحني وحالفني. قال أبو داود: فمن أين تعيش أبا داود? فوالله لولا ما تصيب من بهراء لهلكت. ثم افترقا على تلك الحالة. وأن أبا داود أخرج بنين له ثلاثة في تجارة إلى الشام، فبلغ ذلك رقبة، فبعث إلى قومه فأخبرهم بما قال له أبو داود عند المنذر. وأخبرهم أن القوم ولد أبي داود، فخرجوا إلى لشام فقتلوهم، وبعثوا برؤوسهم إلى رقبة، فلما أتته الرؤوس صنع طعاماً كثيراً، ثم أتى المنذر فقال له: قد اصطنعت لك طعاماً فأنا أحب أن تتغدى. فأتاه المنذر وأبو داود معه، فبينا الجفان ترفع وتوضع إذ جاءت جفنه عليها أحد رؤوس بني أبي داود، فقال أبو داود: أبيت اللعن إني جارك وقد ترى ما صنع بي، وكان رقبة جار للمنذر، قال: فوقع المنذر منهما في سوأة، وأمر برقبة فحبس وقال لأبي داود: ما يرضيك? قال: أن تبعث بكتيبتيك الشهناء والدوسر إليهم. فقال له المنذر: قد فعلت. فوجه إليهم الكتيبتين قال: فلما رأى ذلك رقبة من صنع المنذر قال لامرأته: الحقي بقومك فأنذريهم، فعمدت إلى بعض إبل البهراني فركبته ثم خرجت حتى أتت قومها فعرفت ثم قالت: أنا النذير العريان. فأرسلتها مثلاً. وعرف القوم ما تريد، فصعدوا إلى علياء الشام، وأقبلت الكتيبتان فلم تصيبا منهم أحداً: فقال المنذر لأبي داود: قد رأيت ما كان منهم أفي سكتك عني أن أعطيك بكل رأس مائتي بعير. قال: نعم، فأعطاه ذلك. وفيه يقول قيس بن زهير العبسي:
إياك أعني واسمعي يا جارة |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
أول من قال ذلك سهل بن مالك الفزاري، وذلك أنه خرج يريد النعمان فمر ببعض أحياء طيء، فسأل عن سيد الحي، فقيل له: حارثة ابن لام. فأم رحله فلم يصبه شاهداً، فقالت له أخته: أنزل في الرحب والسعة. فنزل فأكرمته ولاطفته، ثم خرجت من خبائها، فرأى أجمل أهل دهرها وأكملهم، وكانت عقيلة قومها، وسيدة نسائها، فوقع في نفسه منها شيء فجعل لا يدري كيف يرسل إليها ولا ما يوافقها من ذلك، فجلس بفناء الخباء يوماً، وهي تسمع كلامه، فجعل ينشد ويقول:
أبي يغزو وأمي تحدثقال ابن الأعرابي: ذكروا أن رجلاً قدم من غزاة، فأتاه جيرانه يسألونه عن الخبر. فجعلت امرأته تقول: قتل من القوم كذا، وهزم كذا، وجرح فلاناً. فقال أبنها متعجباً: أبي يغزو وأمي تحدث.إنما هم أكلة رأسيضرب مثلاً للقوم يقل عددهم.أكلة الشيطانقالوا: هي حية كانت في الجاهلية لا يقوم له ا شيء. وكانت تأتي بيت الله الحرام في كل حين فتضرب بنفسها الأرض. فلا يمر بها شيء إلا أهلكته. فضرب بها المثل في كل شيء ذهب فلم يوجد له أثر. وأما قولهم: إنما هو شيطان من الشياطين، فإنما يراد به النشاط والقوة والبطر.إليك أنزلت القدر بأحنائهاأي جوانبها. هذا مثل قولهم إليك يساق الحديث.الأمر يعرض دونه الأمرويروى يحدث. يضرب في ظهور العوائق.إحدى عشياتك من نوكى قطنالنوكي، جمع أنوك. وقطن، هو قطن بن نهشل بن دارم النهشلي، وحمقاهم أشد حمقاً من غيرهم، ولعل إبل هذا القائل لقيت منهم شراً، فضرب بهم المثل. وهذا مثل قولهم: إحدى لياليك من ابن الحر واحدي لياليك فهبسي.أحد حماريك فازجريأصله في خطاب امرأة. يضرب لمن يتكلف ما لا يعنيه.إحدى عشياتك من سقي الإبليضرب للمتعب في عمل.أخذوا في وادي تولهمن الوله، وهو مثل، تضلل، بضم التاء والضاد وكسر اللام، في وزنه ومعناه، والوله التحير. يضرب لمن وقع فيما لا يهتدي للخروج منه.أخوك أم الذئبأي، هذا الذيب تراه أخوك أم الذئب. يعني، أن أخاك الذي تختاره مثل الذئب فلا تأمنه. يضرب في موضع التماري والشك.أدى قدراً مستعيرهايضرب لمن يعطى ما يلزمه من الحق.إذا كويت فأنضج=وإذا مضغت فادققيضرب في الحث على إحكام الأمر.إنك لتمد بسرم كريمويروى، بشلو كريم، وأصله، أن رجلاً امتنع من الأكل، أنفة من الاستفراغ، حتى ضعف، فافترسه الذئب وجعل يأكله وهو يقول هذا القول حتى هلك. يضرب لمن يفتخر بما لا افتخار به.إنك ما وخيراًما، زائدة. ونصب خيراً على تقدير أنك وخيراً مجموعان أو مقترنان. يضرب في موضع البشارة بالخير وقرب نيل المطلوب.إن الهوى يقطع العقبةأي، يحمل على تحمل المشقة. وهو كقولهم: إن الهوى ليميل.إن في مض لسيماويروى، لمطعما. مض، كلمة تستعمل بمعنى لا، وليست بجواب لقضاء حاجة ولا رد لها، ولهذا قيل: أن فيه لمطعما، وإن فيه لعلامة. قال الراجز: سألت هل وصل فقالت مض. وسما، فعلى من الوسم، والأصل فيه وسمي، فحولت الفاء إلى العين، فصارت سومي، ثم صارت سيما، فهي الآن عفلى. ومعنا المثل: أن في مض لعلامة درك. يضرب عند الشك في نيل شيء.إن تنفري لقد رأيت نفراً |
||||||||||||||||
|
|
||||
يقال: نفر ينفر وينفر نفاراً ونفوراً، وأما النفر فهو اسم من الأنفار. يضرب لمن يفزع من شيء يحق أن يفزع منه. إن لم يكن وفاق ففراقأي، أن لم يكن حب في قرب فالوجه المقارقة.إني منثر ورقي فمن شاء أبقى ورقهوذلك أن رجلاً فاخر رجلاً، فنحر أحدهما جزوراً، ووضع الجفان، ونادى الناس، فلما اجتمعوا أخذ الآخر بدرة وجعل ينثر الورق فترك الناس الطعام واجتمعوا إليه. يضرب في الدهاء.أو مرناً ما أخرىالمرن، بكسر الراء، الخلق والعادة. يقال ما زال ذلك مرني أي عادتي. وما، صلة. وأخرى، صفة للمرن على معنى العادة، ونصب مرناً بتقدير فعل مضمر كأنه جواب من يقول قولاً غير موثوق به فيقول السامع: أو مرناً. أي، أو آخذ مرنا غير ما تحكي. يريد أن الأمر بخلاف ذلك.أهلك والليلأي، أذكر أهلك وبعدهم عنك، وأحذر الليل وظلمته، فهما منصوبان بإضمار الفعل. يضرب في التحذير والأمر بالحزم.إنك لا تجني من الشوك العنبأي، لا تجد عند ذي المنبت السوء جميلاً. والمثل من قول أكثم. يقال: أراد إذا ظلمت فأحذر الانتصار، فإن الظلم لا يكسبك إلا مثل فعلك.إنك بعد في العزاز فقمالعزاز، الأرض الصلبة وإنما تكون في الأطراف من الأرضين. يضرب لمن لم يتقص الأمر ويظن أنه قد تقصاه. قال الزهري: كنت اختلف إلى عبيد الله بن عبد الله بن مسعود فكنت أخدمه، وذكر جهده في الخدمة، ثم قال: فقدرت إني استنطقت ما عنده فلما خرج لم أقم له، ولم أظهر له ما كنت أظهره من قبل. قال فنظر إلي وقال: إنك بعد في العزاز فقم. أي، أنت في الطرف من العلم لم تتوسطه بعد.إنما يضن بالضنينأي، إنما يجب أن تتمسك بإخاء من تمسك بإخائك.إذا أخذت عملاً فخذ فيه. أي، إذا بدأت بأمر فمارسه، ولا تنكل عنه، فإن الخيبة في الهيبة.إذا تولى عقد شيء أوثقيضرب لمن يوثق بالحزم والجد في الأمور.أول العي الاختلاطيقال: اختلط، إذا غضب، يعني، إذا غضب المخاطب دل ذلك على أنه عي عن الجواب. يقال: عي يعيا عيا بالكسر فهو عي بالفتح.أول الحزم المشورةويروى المشورة. وهما لغتان، وأصلهما من قولهم: شرت العسل واشترتها إذا جنيتها واستخرجتها من خلفاياها. والمشورة، معناها استخراج الرأي. والمثل لأكثم بن صيفي. ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: الرجال ثلاثة، رجل ذو عقل ورأي، ورجل إذا حز به أمر أتى ذا رأي فاستشاره، ورجل حائر بائر لا يأتمر رشداً ولا يطيع مرشداً.أنا دون هذا وفوق ما في نفسكقاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرجل مدحه نفاقاً.إياك وأن يضر لسانك عنقكأي، إياك إن تلفظ بما فيه هلاكك، ونسب الضرب إلى اللسان لأنه السبب. كقوله تعالى: ينزع عنهما لباسهما.أينما أوجه ألق سعداًكان الأضبط بن قريع، سيد قومه، فرأى منهم جفوة، فرحل عنهم إلى آخرين، فرآهم يصنعون بساداتهم مثل ذلك، فقال هذا القول. ويروى في كل واد سعد بن زيد.إنك لتحسب علي الأرض حيصاً بيصاًوحيص بيص، أي ضيقة.إستاهلي أهالتي وأحسني إيالتيأي، خذي صفو مالي وأحسني القيام به علي.ألت اللقاح وإيل عليقالته امرأة كانت راعية ثم رعي لها. وألت، من الإيالة، وهي السياسة. ومثله، قد ألنا وايل علينا. قاله زياد بن أبيه.أنت ممن غذي فأرسليضرب لمن يسأل عن نسبه فيلتوي به.أنت الأمير فطلقي أو راجعييضرب في تأكيد القدرة تهكماً وهزؤاً.إذا حز أخوك فكليضرب في الحث على الثقة بالأخ.إما عليها وإما لهاأي، اركب الخطر على أي الأمرين وقعت، من نجح أو خيبة، والهاء، في عليها ولها، رادعة إلى النفس. أي، إما إن تحمل عليها وإما أن تتحمل الكد لها.إنه لرابط الجأش على الأغباشالجأش، جأش القلب، وهو رواعة، أي موضع روعه إذا اضطرب عند الفزع. ومعنى رابط الجأش، أنه يربط نفسه عن الفرار لشجاعته. والأغبش، جمع غبش وهو الظلمة. ويضرب للجسور على الأهوال.إما خبت وإما بركتالخبب والخبيب والخب، ضرب من العدو وذلك إذا راوح بين يديه ورجليه. يضرب للرجل بفرط مرة في الخير، ومرة في الشر، فيبلغ في الأمرين الغاية.إنه ماعز مقروظ |
||||
|
|
|||||||
الماعز، واحد المعز، مثل صاحب وصحب، والماعز أيضاً جلد المعز. قال الشماخ:
إن أضاخاً منهل مورودأضاخ، بالضم، موضع يذكر ويؤنث. يضرب مثلاً للرجل الكثير الغاشية الغزير المعروف.أمراءاً وما اختار وإن أبي إلا النارأي، دع أمرءاً واختياره. يضرب عند الحض على رفض من لم يقبل النصح منك.أتت في مثل صاحب البعرةوذلك أن رجلاً كانت له ظنة في قوم، فجمعهم ليستبرئهم، فأخذ بعرة فقال: إني أرمي ببعرتي هذه صاحب ظنتي. فجفل لها أحدهم فقال: لا ترمني ببعرتك. فأخصم على نفسه. يضرب لكل مظهر على نفسه ما لم يطلع عليه.أخو الكظاظ من لا يسأمهالمكاظة، الممارسة الشديدة في الحرب، وبينهم كظاظ، قال الراجز. إذا سئمت ربيعة الكظاظا. يضرب لمن يؤمر بمشارة القوم. أي، أخو الشر من لا يمله.أنت لها فكن ذا مرةالهاء، للحرب. أي أنت الذي خلقت لها فكن ذا قوة.إن لم أنفعكم قبلاً لم أنفعكم عللاالقبل، والنهل، الشرب الأول. والعلل، الشرب الثاني. والدخال، الثالث. يقول: أن لم أنفعكم في أول أمركم لم أنفعكم في آخره.إن العراك في النهلالعراك، الزحام. يضرب مثلاً في الخصومة، أي، أول الأمر أشده فعاجل بأخذ الحزم.إن الهزيل إذا شبع ماتيضرب لمن استغنى فتجبر على الناس.أمر فاتك فارتحل شاتكيضرب للرجل يسألك عن أمر لا تحب أن تخبره به، يريد، أنك إن طلبته لا تقدر عليه، كما لا تقدر أن ترتحل شاتك.إلى ذلك ما أولادها عيسذلك إشارة إلى الموعود. والهاء في، أولادها، للنوق. و، ما، عبارة عن الوقت. يضرب للرجل يعدك الوعد فيطول عليك، فتقول: إلى أن يحصل هذا الموعود وقت تصير فصلان النوق فيه عيساً. ومثله قولهم:إلى ذاك زك ما باض الحمام وفرخايضرب للمطول الدفاع.إن كنت غضبي فعلى هنك فاغضبيقال يونس بن حبيب: يقال، زنت إبنة لرجل من العرب، وهي بكر، فناداها أبوها يا فلانة. فقالت: إني غضبي. قال لها أبوها: ولم? قالت: إني حبيلى. قال: إن كنت غضبى ... المثل. أي، هذا ذنبك. يضرب في موضع قولهم: يداك أوكتا وفوك نفخ.أنا أشغل عنك من موضع بهم سبعينلأن صاحب إليهم أكثر شغلاً من غيره لصغر نتاجه.أخو الظلماء أعشى بالليليضرب لمن يخطئ حدته، ولا يبصر المخرج مما وقع فيه.إن كنت عطشان فقد أنى لكيضرب لطالب الثأر. أي قد أتى لك أن تنتصر. وأنى وآن، لغتان في معنى حان.إن أخا العزاء من يسعى معكالعزاء، السنة الشديدة. أي، أن أخاك من لا يخذلك في الحالة الشديدة.أنت مني بين أذني وعاتقيأي، بالمكان الأفضل الذي لا أستطيع رفع حقه.إن من اليوم آخرهيضربه من يسبطأ فيقال له: ضيعت حاجتك. فيقول: أن من اليوم آخره. يعني، أن غدوه وعشيه سواء.إبلي لم أبع ولم أهبأي، لم أبعها ولم أهبها. يضرب للظالم يخاصمك فيما لا حق له فيه.إن لا تلد يولد لكيعني، أن الرجل إذا تزوج المرأة لها أولاد من غيره جردوه. يضرب للرجل يدخل نفسه فيما لا يعنيه فيبتلي به.إن من الحسن شقوةوذلك أن الرجل ينظر إلى حسنه فيختال فيعدو طوره فيشقيه ذل ويبغضه إلى الناس.إنها الإبل بسلامتهاقال يونس: زموا أن الضبيع أخذت فصيلاً رازماً في دار قوم قد ارتحلوا وخلوه، فجعلت تخليه للكلأ وتأتيه فتغاره إياه، حتى إذا امتلأ بطنه وسمن أتته لتستاقه، فركضها ركضة دقم فاها، فعند ذلك قالت الضبيع: أنها الإبل بسلامتها. يضرب لمن تزدريه فأخلف ظنك.أخوك أم الليلأي، المرئي أخوك أم هو سواد الليل. يضرب عند الارتياب بالشيء في سواد وظلمة.إنها مني لأصريقال ابن الكسيت: يقال أصرِّي وأصرَّي وصُرَّي وصُرَّي واشتقاقها من قولهم: أصررت على الشيء، أي أقمت ودمت. والهاء في، أنها. كناية عن اليمين أو العزيمة. يقوله الرجل يعزم على الأمر عزيمة مؤكدة لا يثنيه عنها شيء.أخذت الإبل رماحهاويروى، أسلحتها، وذلك إذا سمنت فلا يجد صاحبها من نفسه أن ينحرها.أنت على المجرب |
|||||||
|
|
|||||||||||||||||||
يراد به، على التجربة. ولفظ المفعول من المنشعبة يصلح للمصدر وللموضع وللزمان وللمفعول. وعلى، من صلة الأشراف. أي، أنك مشرف على ما تجرب به. قيل أصل المثل أن رجلاً أراد مقاربة امرأة فلما دنا منها قال: أبكر أنت أم ثيب? فقالت: أنت على المجرب. أي، أنك مشرف علي التجربة. يضرب لمن يسأل عن شيء يقرب علمه منه. أي لا تسأل فإنك ستعلم. إنك لو صاحبتنا مذحتيقال. مذح الرجل، إذا انسحج فخذاه. يضربه الرجل مرت به مشقة ثم أخبر صاحبه أنه لو كان معه لقي عناء كما لقيه هو.إنك لتكثر الحز وتخطيء المفصلالحز، القطع والتأثير. والمفاصل، الأوصال الواحد مفصل. يضرب لمن يجتهد في السعي ثم لا يظفر بالمراد.إنك لتحدو بجمل ثقال وتتخطى إلى زلق المراتبيقال: جمل ثقال، إذا كان بطيئاً. ومكان زلق، بفتح اللام، أي دحض وصف بالمصدر. يضرب لمن يجمع بين شيئين مكروهين.إنه لحول قلبأي، داه منكر يحتال في الأمور ويقلبها ظهراً لبطن. قال معاوية عند موته، وحرمه يبكين حوله، ويقلبنه: أنكم لتقلبون حولاً قلباً لو وفقي هول المطلع، أي القيامة. ويروى: أن وقي النار غداً. قال الأصمعي: المطلع ، هو الإطلاع من أشراف إلى لانحدار، فشبه ما أشرف عليه من أمر الآخرة بذلك. قال الفراء: يقال رجل حوله وحولة أي، داه منكر، وكذلك حوَلي وينشد:
إنما تغر من ترى ويغرك من لا ترىأي، إذا غررت من ترتاه ومكرت به أو غدرت فإنك المغرور لا هو لأنك تجازي. ويروى، بالعين والزاي. يعني، أنك تغلب من تراه ويغلبك الله جل جلاله.إن تعش تر ما لم ترههذا مثل قولهم: عش رجباً تر عجباً. قال أبو عيينة المهلبي:
أين يضع المخنوق يدهيضرب عند انقطاع الحيلة، وذلك أن المخنوق يحتاط في أمره غاية الاحتياط للندامة التي تصيبه بعد الخنق.إن خيراً من الخير فاعله وإن شراً من الشر فاعلههذا المثل لأخ للنعمان بن المنذر يقال له علقمة قاله لعمرو بن هند في مواعظ كثيرة. كذا قاله أبو عبيد في كتابه.أخذوا طريق العنصلينويروى، أخذ في طريق العنصلين. قالوا: طريق العنصل، هو طريق من اليمامة إلى البصرة. يضرب للرجل إذا ضل. قال أبو حاتم: سألت الأصمعي عن طريق العنصلين، ففتح الصاد وقال: أبو حاتم: سألت الأصمعي عن طريق العنصلين، ففتح الصاد وقال: لا يقال بضم الصاد. قال: ويقول العامة: إذا أخطأ الإنسان الطريق أخذ فلان طريق العنصلين، وذلك أن الفرزدق ذكر في شعره إنساناً ضل في هذا الطريق فقال:
?إنك لا تدري علام ينزأ هرمكويروى، بم يلوع هرمك. أي، نفسك وعقلك. قاله ابن السكيت. ونزيء الرجل، إذا أولع نزأ، ورجل منزوء بكذا، مولع به. يضرب لمن أخذ فيما يكره له بعد ما أسن واهتر به. ذكروا أن بسر بن أرطاة العامري من بني عامر بن لري خرف فجعل لا يسكن ولا يستقر حتى يسمع صوت ضرب، فحشي له جلد فكان يضرب قدامه فيستقر. وكان النمر ابن تولب خرف فجعل يقول ضيفكم ضيفكم لا يضع إبلكم إبلكم. واهترت امرأة على عهد عمر رضي الله تعالى عنه فجعلت تقول: زوجوني زوجوني. فقال عمر: ما اهتر به النمر مما اهترت به هذه.?إن الحسوم يورث الحشومقالوا: الحسوم، الدؤوب والتتابع. والحشوم، الإعياء. يقال حشم يحشم حشوماً، إذا أعيا. وهذا في المعنى قريب من قوله عليه الصلاة والسلام: أن المنبت ... الحديث. وقال الشاعر يصف قطاة:
?أول الشجرة النواةيضرب للأمر الصغير يتولد منه الأمر الكبير.?آفة العلم النسيان |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
قال النسابة البكري: أن للعلم آفة ونكداً وهجنة واستجاعة، فآفته نسيانه، ونكده الكذب فيه، وهجنته نشره في غير أهله، واستجاعته أن لا تشبع منه. ?آفة المروءة خلف الموعديروى هذا عن عوف الكلبي.??أكل روقهيضرب لمن طال عمره، وتحاتت أسنانه. والروق، طول الأسنان، والرجل أروق. قال لبيد: تكلح الأروق منهم والإيل.?ألف مجيز ولا غواصالإجازة، أن تعبر بإنسان نهراً أو بحراً. يقول: يوجد ألف مجيز ولا يوجد غواص، لأن فيه الخطر. يضرب لأمرين أحدهما سهل والآخر صعب جداً.?الإيناس قبل الإبساسيقال: آنسه أي أوقعه في الأنس، وهو نقيض أوحشه. والإبساس، الرفق بالناقة عند الحلب، وهو أن يقال بس بس قال الشاعر:
?إذا نصر الرأي بطل الهوىيضرب في أتباع العقل.?إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتقليهم ويروى، وإن قلوبنا لتلعنهم. هذا من كلام أبي الدرداء. ?إنه لعضلة من العضلأي داهية من الدواهي. وأصله من العضل، وهو اللحم الشديد المكتنز.?إنه لذو بزلاء البزلاء الرأي القوي الجيد، وقال:
?إنك لا تسعى برجل من أبييضرب عند امتناع أخيك من مساعدتك.?إنك كنت ذقته فقد أكلتهيضربه الرجل التام التجربة للأمور.??إياك والبغي فإنه عقال النصرقاله محمد ين زبيدة لصاحب جيش له.إنها ليست بخدعة الصبييقال: أرسل أمسر المؤمنين علي رضي الله عنه جرير بن عبد الله البجلي إلى معاوية ليأخذه بالبيعة، فاستعجل عليه. فقال معاوية: إنها ليست بخدعة الصبي عن اللبن. هو أمر له ما بعده، فأبلعني ريقي. والهاء، في أنها للبيعة. والخدعة، ما يخدع به. أي ليس هذا الأمر أمراً سهلاً يتجوز فيه.إن لم تعض على الفذى لم ترض أبداًيضرب في الصبر على جفاء الإخوان.إذا كنت في قوم فاحلب في إنائهميضرب في الأمر بالموافقة، كما قال الشاعر:
إذا أتلف الناس أخلف إلياسالناس، بالنون، اسم قيس عيلان بن مضر. والياس، بالياء، أخوه. وأصله، إلياس، بقطع الألف، وإنما قالوا الياس لمزاوجة الناس. يضرب عند امتناع المطلوب.إذا حان القضاء ضاق القضاءإذا ظلمت من دونك فلا تأمن عذاب من فوقكإن لا أكن صنعاً فإني أعتثمأي، إن لم أكن حاذقاً فإني أعمل على قدر معرفتي. يقال عثم العظم، أساء الجبر. واعتثمت المرأة المزادة، إذا خرزتها خرزاً غير محكم.غنما نبلك حظاءالحظاء، جمع الحظوة، وهي المرماة. يضرب للرجل الذي يعير بالضعف.إنه ليفرغ من إناء ضخم في إناء فعمأي ممتلئ. يضرب لمن يحسن إلى من لا حاجة به إليه.إن مع الكثرة تخاذلاً ومع القلة تماسكاً يعني في كثرة الجيش وقلته.إذا تكلمت بليل فأخفض=وإذا تكلمت نهاراً فأنفضأي، التفت هل ترى من تكره.إذا قام جناة الشر فأقعدهذا مثل قولهم: إذا نزا بك الشر فاقعد.إن المناكح خرها الأبكارالمناكح، جمع المنكوحة، وحقها، المناكيح، فحذف الياء. ومعنى المثل ظاهر.إن كنت مناطحاً فناطح بذوات القرونهذا مثل المثل الآخر، زاحم بعود أو فدع.إذا صات الدجاجة صياح الديك فلتذبحقاله الفرزدق في امرأة قالت شعراً.إياك وعقيلة الملحالعقيلة، الكريمة من كل شيء، والدرة لا تكون إلا في الماء الملح. يعني المرأة الحسناء في منبت السوء.إذا جاذبته قرينته بهرهاأي، إذا قرنت به الشديدة أطاقها وغلبها.إنه لينزو بين شطنينأصله، في الفرس إذا استعصى على صاحبه فهو يشده بحبلين. يضرب لمن أخذ من وجهين ولا يدري.إذا قلت له زن طأطأ رأسه وحزنيضرب للرجل البخيل.إذا رآني رأى السكين في الماءيضرب لمن يخافك جداً. |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||
أم الجبان لا تفرح ولا تحزنلأنه لا يأتي بخير ولا شر أينما توجه، لجبنه.أم الصقر مقلات نزوريضرب في قلة الشيء النفيس.أم قعيس وأبو قعيس=كلاهما يخلط خلط الحيسيقال: أن أبا قعيس هذا كان رجلاً مريباً، وكذلك امرأته أم قعيس، فكان يغضي عنها وتغضي عنه. والحيس، عند العرب، التمر والسمن والأقط غير المختلط. قال الراجز:
إذا أتاك أحد الخصمين وقد فقئت عينه فلا تقض لهحتى يأتيك خصمه فلعله قد فقئت عيناه جميعاًهذا مثل أورده المنذري. وقال: هذا من أمثالهم المعروفة.أول ما أطلع ضب ذنبهقال أبو الهيثم: يقال ذلك للرجل يصنع الخير ولم يكن صنعه قبل ذلك. قال: والعرب ترفع أول، وتنصب ذنبه، على معنى أول ما أطلع ذنبه قلت: رفع أول على تقدير هذا أول ما أطلع ضب ذنبه. أي هذا أول صنيع صنعه هذا الرجل. قال: ومنهم من يرفع أول ويرفع ذنبه على معنى أول شيء أطلعه ذنبه، ومنهم من ينصب أول وينصب ذنبه على أن يجعل أو صفة، يريد ظرفاً على معنى في أول ما أطلع ضب ذنبه.إن فعلت كذا فبها ونعمتقال أبو الهيثم: معنى بها تعجب، كما يقال كفاك به رجلاً. قال: المعنى ما أحسنها من خصلة! ونعمت الخصلة هي. وقال غيره الهاء في بها راجعة إلى الوثيقة، أي، أن فعلت كذا فبالوثيقة أخذت ونعمت الخصلة الأخذ بها.
إستأصل الله عرقاتهقال أبو عمرو: يقال استأصل الله عرقات فلان وهي أصله. وقال المنذري: هذه كلمة تكلمت بها العرب على وجوه. قالوا استأصل الله عَرقاتَه وعِرقاتِه وعَرقاتَه وعِرقاتِه. قلت: لم يزيدا على ما حكيت، وأرى أنها مأخوذة من العرقة وهي الطرة تنسج فتدار حول الفسطاط فتكون كالأصل له، ويجمع على عرقات، وكذلك أصل الحائط يقال له العرق، فأما سائر الوجوه فلا أرى لها ذكراً في كتب اللغة إلا ما قاله الليث فإنه قال العرقاة من الشجر أرومه الأوسط ومنه تتشعب العروق وهو على تقدير فعلاة. وقال ابن فارس والأزهري: العرب تقول في الدعاء على الإنسان استأصل الله عرقاته، ينصبون التاء لأنهم يجعلونها واحدة مؤنثة قال الأزهري: من كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع عرقة فقد أخطأ.أخذه بأبدح ودبيدحإذا أخذه بالباطل. قاله الأصمعي. ويقال، أكل ماله بأبدح ودبيدح، قال الأصمعي: أصله دبيح، فقالوا دبيدح، بفتح الدال الثانية، قلت تركيب هذه الكلمة يدل على الرخاوة والسهولة والسعة مثل البداح المتسع من الأرض، ومثله تبدحت المرأة إذا مشت مشية فيها استرخاء. فكأن معنى المثل أكل ماله بسهولة من غير أن ناله نصب. ودبيح، على ما قاله الأصمعي، تصغير أدبح مرخماً. حكى الأصمعي أن الحجاج قال لجبلة: قل لفلان أكلت مال الله بأبدح ودبيدح. فقال له جبلة خوا ستة أيزد يخوري بلاش وماش.إياك وأعراض الرجالهذا من كلام يزيد بن المهلب فيما أوصى ابنه مخلداً، إياك وأعراض الرجال فإن الحر لا يرضيه من عرضه شيء، واتق العقوبة في الإبشار فإنها عار باق ووتر مطلوب.إنه لشديد الناظرأي بريء من التهمة ينظر بملء عينيه.إنه لغصيض الطرفأي، يغض بصره عن مال غيره. ونقي الطرف، أي ليس بخائن.إنه لضب كلدة لا يدرك حفراً ولا يؤخذ مذنباًالكلده، المكان الصلب الذي لا يعمل فيه المحفار. وقوله لا يؤخذ مذنباً أي ولا يؤخذ من قبل ذنبه من قولهم، ذنب البسر، إذا بدا فيه الأرطاب من قبل ذنبه. يضرب لمن لا يدرك ما عنده.إنه لزحار بالدواهييضرب للرجل يولد الرأي والحيل حتى يأتي بالداهية. وقال:
إنه لغير أبعديضرب لمن ليس له بعد مذهب، أي غور، قال ابن الأعرابي: أن فلاناً لذو بعده. أي لذو رأي وحزم. فإذا قيل إنه غير أبعد كان معناه لا خير فيه.إنما أنت عطينة وإنما أنت عجينةأي إنما أنت منتن مثل الأوهاب المعطون. يضرب لمن يذم في أمر يتولاه. أنشد بن الأعرابي: |
|||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||
إنه لمنقطع القبالقالوا: القبال، ما يكون من السير بين الإصبعين إذا لبست النعل. ويراد بهذه اللفظة أنه سيء الرأي فيمن استعان به في حاجة.إنه لموهون الفقاروهن يهن وهناً، إذا ضعف، ووهنته أضعفته لازم ومتعد قال الليث: رجل واهن في الأمر والعمل وموهون في العظم والبدن. قال طرفة:
إنما نعطي الذي أعطيناأصله كما رواه ابن الأعرابي عن أبي شبيل قال: كان عندنا رجل مئناث، ولدت له امرأته جارية فصبر، ثم ولدت له جارية فصبر، ثم ولدت له جارية فهجرها وتحول عنها إلى بيت قريب منها، فلما رأت ذلك أنشأت تقول:
إنه لهو أو الجذلالجذل، أصل الشجرة. يضرب هذا إذا أشكل عليك الشيء فظننت الشخص شسخصين. ومثله:إنهم لهم أو الحرة دبيباًأي، في الدبيب. يضرب عند الأشكال والتباس الأمر.إن الشقي ينتحي له الشقيأي، أحدهما يقيض لصاحبه فيتعارفان ويأتلفان.أمر الله بلغ يسعد به السعداء ويشقى به الأشقياءبلغ، أي بالغ بالسعادة والشقاوة، أي نافذ بهما حيث يشاء. يضرب لمن اجتهد في مرضاة صاحبه فلم ينفعه ذلك عنده.إن كنت تريديني فأنا لك أريدقال أبو الحسن الأخفش: هذا مثل، وهو مقلوب، وأصله أرود، وهو مثل قولهم: هو أحيل الناس، وأصله، أحول من الحول.إن جرفك إلى الهدمالجرف، ما تجرفه السيول. والمعنى: أن جرفك صائر إلى الهدم. يضرب للرجل يسرع إلى ما يكرهه. ومثله قولهم:إن حبلك إلى أنشوطةالأنشوطة، عقدة يسهل انحلالها كعقدة تكك السراويل. وتقديره أن عقدة حبلك تصير وتنسب إلى أنشوطة.إياك وقتيل العصايريد، إياك وأن تكون القتيل في الفتنة التي تفارق فيها الجماعة. والعصا، اسم للجماعة. قال:
إنك لا تهدي المتضالأي، من ركب الضلال على عمد لم تقدر على هدايته. يضرب لمن أتى أمراً على عمد وهو يعلم أن الرشاد في غيره.إن القلوص تمنع أهلها الجلاءوذلك أنها تنتج بطناً فيشرب أهلها لبنها سنتهم ، ثم تنتج ربعاً فيبيعونه. والمراد أنهم يتبلغون بلبنها وينتظرون لقاحها. يضرب للضعيف الحال يجاور منعماً.إنك إلى ضرة مال تلجأقال ابن الأعرابي: أي إلى غني. والضرة، المال الكثير والمضر الذي تروح عليه ضرة من المال. قال الأشعري:
إذا شبعت الدقيقة لحست الجليلةالدقيقة، الغنم. والجليلة، الإبل وهي لا يمكنها أن تشبع، والغنم يشبعها القليل من الكلأ فهي تفعل ذلك. يضرب للفقير يخدم الغني.إذا أخصب الزمان جاء الغاوي والهاوييقال: الغاوي، الجراد والغوغاء منه. والهاوي، الذباب. تهوي، أي تجيء وتقصد إلى الخصب. يضرب في ميل الناس إلى حيث المال.إذا جاءت السنة جاء معها أعوانهايعني، الجراد والذباب والأمراض. يعني إذا قحط الناس اجتمع البلايا والمحن.إن إطلاعاً قبل إيناسيضرب في ترك الثقة بما يورد المنهى دون الوقوف على صحته. يعني أن نظراً ومطالعة بصحة معرفتك قبل أشعارك التيقن. أنشد ابن الأعرابي: |
||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
إنما يهدم الحوض من عقرهالعقر، مؤخر الحوض. يريد يؤتى الأمر من وجهه.أنا أعلم بكذا من المائح باست الماتحالمايح، بالياء، الذي في أسفل البئر. والماتح، الذي يستقي من فوق. وقال: يا أيها المائح دلوي دونكا.إنه سريع الإحارةأي سريع اللقم كبيرهم. والإحارة، رد الجواب ورجعه. ومنه، أراك بشر ما أحار مشفر، أي ما رده ورجعه مشفره إلى بطنه.أن أصبح عند رأس الأمر أحب إلي من أن أصبح عند ذنبهيضرب في الحث على التقدم في الأمور.إن أكله لسلجان وإن قضاه لليان وإن عدوه لرضمانأي، يجب أن يأخذ ويكره أن يقضي. وقوله، لرضمان، معناه بطيء مأخوذ من قولهم: برذون مرضوم العصب، إذا كان عصبه قد تشنج، وإذا كان كذلك بطؤ سيره.إن لا تجد عارماً تعترميضرب للمتكلف ما ليس من شأنه. وأصله من، عرم الصبي ثدي أمه. وأنشد يونس:
إن كثير النصيحة يهجم على كثير الظنةأي، إذا بالغت في النصيحة اتهمك من تنصحه.أتاه فما أبرد له ولا أحرأي، ما أطعمه بارداً ولا حاراً.أنت كبارح الأروىالبارح، الذي يكون في البراح، وهو الفضاء الذي لا جبل فيه ولا تل. والأروى، الإناث من المعزي الجبلية، وهي لا تكون إلا في الجبل فلا ترى قط في البراح. يضرب لمن تطول غيبته.إذا العجوز ارتجبت فأرجبهايقال: رجبته، إذا رهبته وعظمته، ومنه رجب مضر، لأن الكفار كانوا يهابونه ويعظمونه ولا يقاتلون فيه. ومعنى المثل إذا خوفتك العجوز نفسها فخفها لا تذكر منك ما تكره.إنما هو الفجر أو البحرأي، إن انتظرت حتى يضيء لك الفجر الطريق أبصرت قدرك، وإن خبطت الظلماء وركبت العشواء هجما بك على المكروه. يضرب في الحوادث التي لا امتناع منها.أنت أنزلت القدر بأثافيها فيهايضرب لمن يركب أمراً عظيماً ويوقع نفسه فيه.أتتكلم فالية الأفاعيالفالية، وجمعها الفوالي، هنات الخنافس رقط تألف العقارب في حجرة الضب، فإذا خرجت تلك علم أن الضب خارج لا محالة. ويقال: إذا رئت في الحجر علم أن وراءها العقارب والحيات. يضرب مثلاً لأول الشر ينتظر بعده شر منه.أتى عليهم ذو أتىهذا مثل من كلام طيء، وذو، في لغتهم تكون بمعنى الذي يقولون: نحن ذو فعلنا كذا. أي نحن الذين فعلنا كذا، وهو ذو فعل كذا، وهي ذو فعلت كذا. قال شاعرهم:
أبو وثيل أبلت جمالهيقال: أبلت الإبل والوحش، إذا رعت الرطب فسمنت. يضرب لمن كان ساقطاً فارتفع.أم سقتك الغيل من غير حبلالغيل، اللبن يرضعه الرضيع الأم حامل، وذلك مفسدة للصبي. يضرب لمن يدنيك ثم يجفوك ويقصيك من غير ذنب.أثرت غير بغراقات القربالغرقة والغراقة، القليل من الماء واللبن وغيرهما، يدخره المرء لنفسه ثم يؤثر على نفسه غيره. يضرب لمن تتحمل له كل مكروه ثم يتزيدك ولا يرضى عنك.أوى إلى ركن بلا قواعديضرب لمن يأوي إلى من له بقبقة ولا حقيقة عنده.آب وقدح الفوزة المنيحالمنيح، من قداح الميسر ما لا نصيب له، وهو السفيح والمنيح والوغد. يضرب لمن غاب ثم يجيء بعد فراغ القوم مما هم فيه فهو يعود بخيبة.إن كذب نجى فصدق أخلقتقديره، أن نجى كذب فصدق أجدر وأولى بالتنجية.أخ أراد البر صرحاً فاجتهدأراد، صرحاً، بالتحريك، فسكن، والصرح، الخالص الخالص من كل شيء. قال الشاعر:
إني مليط الرفد من عويمر |
||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
المليط، السقط من أولاد الإبل قبل أن يشعر. والرفد، العطاء. يريداني ساقط الحظ من عطائه. يضرب لمن يختص بإنسان ويقل حظه من إحسانه. إن حالت القوس فسهمي صائبيقال: حالت القوس تحول حؤولاً، إذا زالت عن استقامتها. وسهم صائب، يصيب الغرض. يضرب لمن زالت نعمته ولم تزل مروءته.أي سواد يخدام تدريالسواد، الشخص. والخدام، جمع خدمة، وهي الخلخال. وأدري ودري إذا ختل. يضرب به من لا يعتقد أنه يخدع ويختل.إنه لا يخنق على جرتهيضرب لمن لا يمنع من الكلام فهو يقول ما يشاء.إنه لفي حور وفي بورالحور، النقصان. والبوور، الهلاك بفتح الباء، وكذلك البوار، والبور بالضم، الرجل الفاسد الهالك. ومنه قول ابن الزبعري: إذا أنا بور. يقال: رجل بور وامرأة بور وقوم بور وإنما ضم الباء في المثل لازدواج الحور. يضرب لمن طلب حاجة فلم يصنع فيها شيئاً.إن غداً لناظره قريبأي، لمنتظره. يقال: نظرته أي انتظرته. وأول من قال ذلك قراد بن أجدع، وذلك أن النعمان بن المنذر خرج يتصيد على فرسه اليحموم، فأجراه على أثر عير فذهب به الفرس في الأرض ولم يقدر عليه وانفرد عن أصحابه وأخذته السماء فطلب ملجأ يلجأ إليه، فدفع إلى بناء فإذا فيه رجل من طيء يقال له حنظلة ومعه امرأة له فقال لهما: هل من مأوى؛ فقال حنظلة: نعم. فخرج إليه فأنزله ولم يكن للطائي غير شاة، وهو لا يعرف النعمان، فقال لامرأته: أرى رجلاً ذا هيئة وما أخلقه أن يكون شريفاً خطيراً. فما الحيلة؛ قالت: عندي شيء من طحين كنت أدخرته فاذبح الشاة لأتخذ من الطحين ملة. قال: فأخرجت المرأة الدقيق فخبزت منه ملة، وقام الطائي إلى شاته فاحتلبها ثم ذبحها فاتخذ من لحمها مرقة مضيرة، وأطعمه من لحمها، وسقاه من لبنها، واحتال له شراباً فسقاه وجعل يحدثه بقية ليلته، فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال: يا أخا طيئ أطلب ثوابك، أنا الملك النعمان، قال: أفعل أن شاء الله. ثم لحق الخيل فمضى نحو الحيرة، ومكث الطائي بعد ذلك زماناً حتى أصابته نكبة وجهد وساءت حاله، فقالت له امرأته: لو أتيت الملك لأحسن إليك. فأقبل حتى انتهى إلى الحيرة فوافق يوم بؤس النعمان فإذا هو واقف في خليه في السلاح، فلما نظر إليه النعمان عرفه وساءه مكانه فوقف الطائي المنزول به. قال: نعم. قال: أفلا جئت في غير هذا اليوم. قال: أبيت اللعن، وما كان علمي بهذا اليوم. قال: والله لو سخ لي في هذا اليوم قابوس أبني لم أجد بداً من قتله، فاطلب حاجتك من الدنيا وسل ما بدا لك فإنك مقتول. قال: أبيت اللعن، وما أصنع بالدنيا بعد نفسي. قال النعمان: إنه لا سبيل إليها. قال: فإن كان لا بد فأجعلني حتى ألم بأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم، ثم انصرف إليك. قال النعمان: فأقم لي كفيلاً بموافاتك، فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو بن قيس من بني شيبان، وكان يكنى أبا الخوفزان، وكان صاحب الردافة، وهو واقف بجنب النعمان فقال له:
|
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
فبينا هم كذلك إذ رفع لهم شخص من بعيد، وقد أمر النعمان بقتل قراد، فقيل له: ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو، فكف حتى انتهى إليهم الرجل فإذا هو الطائي، فلما نظر إليه النعمان شق عليه مجيئه فقال له: ما حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل? قال: الوفاء. قال: وما دعاك إلى الوفاء? قال: ديني قال النعمان: وما دينك? قال النصرانية. قال النعمان: فأعرضها علي، فعرضها عليه فتنصر النعمان وأهل الحيرة أجمعون، وكان قبل ذلك على دين العرب، فترك القتل منذ ذلك اليوم وأبطل تلك السنة وأمر بهدم الغريين وعفى عن قراد والطائي وقال: والله ما أدري أيهما أوفى وأكرم أهذا الذي نجا من القتل فعاد أم هذا الذي ضمنه، والله لا أكون ألأم الثلاثة. فأنشد الطائي يقول:
إن أخاك من آساك |
|||||||||||||||||||
|
|
||||
يقال: آسيت فلاناً بمالي أو غيره، إذا جعلته أسوة لك، وواسيت لغة فيه ضعيفة بنوها على بواسي. ومعنى المثل، أن أخاك حقيقة من قدمك وآثرك على نفسه. يضرب في الحث على مراعاة الإخوان. وأول من قال ذلك خزيم بن نوفل الهمداني، وذلك أن النعمان بن ثواب العبدي، ثم الشني، كان له بنون ثلاثة سعد وسعيد وساعدة، وكان أبوهم ذا شرف وحكمة وكان يوصي بنيه ويحملهم على أدبه، أما ابنه سعد فكان شجاعاً بطلاً من شياطين العرب لا يقام لسبيله ولم تفته طلبته قط ولم يفر عن قرن، وأما سعيد فكان يسبه أباه في شرفه وسؤدده، وأما ساعدة فكان شراب وندامي وإخوان، فلما رأى الشيخ حال بنيه دعا سعداً وكان صاحب حرب فقال: يا بني أن الصارم ينبو والجواد يكبو والأثر يعفو فإذا شهدت حرباً فرأيت نارها تستعر وبطلها يخطر وبحرها يزخر وضعيفها ينصر وجبانها يجسر فأقلل المكث والانتظار فإن الفرار غير عار إذا لم تكن طالب نار فإنما ينصرون هم، وإياك أن تكون صيد رماحها ونطيح نطاحها. وقال لابنه سعيد، وكان جواداً، يا بني لا يبخل الجواد فابذل الطارف والتلاد وأقلل التلاح تذكر عند السماح وأب لإخوانك فإن وفيهم قليل واصنع المعروف عند محتمله. وقال لابنه ساعدة: وكان صاحب شراب، يا بني إن كثرة الشراب تفسد القلب، وتقلل الكسل، وتجد اللعب، فابصر نديمك واحم حريمك واعن غريمك، واعلم أن الظمأ القامح خير من الرأي الفاضح، وعليك بالقصد فإن فيه بلاغاً. ثم أن أباهم النعمان ابن ثواب توفي فقال ابنه سعيد: وكان جواد سيداً، لآخذن بوصية أبي ولأبلون أخواني وثقاتي في نفسي، فعمد إلى كبش فذبحه ثم وضعه في ناحية خبائه وغشاه ثوباً ثم دعا بعض ثقاته فقال: يا فلان إن أخاك من وفي لك بعهده وحاطك بوفده ونصرك بوده. قال: صدقت فهل حدث أمر. قال: نعم إني قتلت فلاناً وهو الذي تراه في ناحية الخباء ولا بد من التعاون عليه حتى يواري. فما عندك? قال: يا لها سوأة وقعت فيها. قال: فإني أريد أن تعينني عليه حتى أغيبه. قال: لست لك في هذا بصاحب، فتركه وخرج. فبعث إلى آخر من ثقاته فأخبره بذلك وسأله معونته فرد عليه مثل ذلك حتى بعث إلى عدد منهم كلهم يرد عليه مث لجواب الأول. ثم بعث إلى رجل من إخوانه يقال له خزيم بن نوفل فلما أتاه قال له: يا خزيم مالي عندك. قال: ما يسرك وما ذاك قال: إني قتلت فلاناً وهو الذي تراه مسجي. قال: أيسر خطب، فتريد ماذا? قال: أريد أن تعينني حتى أغيبه. قال: هان ما فزعت فيه إلى أخيك، وغلام لسعيد قائم معهما، فقال له خزيم هل أطلع على هذا الأمر أحد غير غلامك هذا? قال: لا. قال: أنظر ما تقول. قال: ما قلت: إلا حقاً، فأهوى خزيم إلى غلامه فضربه بالسيف فقتله، وقال: ليس عبد بأخ لك، فأرسلها مثلاً، وارتاع سعيد وفزع لقتل غلامه. فقال: ويحك ما صنعت? وجعل يلومه. فقال خزيم: أن أخاك من آساك، فأرسلها مثلاً، قال سعيد: فإني أردت تجربتك. ثم كشف له عن الكبش وأخبره بما لقي من إخوانه وثقاته وما ردوا عليه. فقال خزيم: سبق السيف العذل، فذهبت مثلاً. ألا من يشتري سهراً بيوم |
||||
|
|
||||||||||||||||
قالوا: إن أول من قال ذلك، ذو رعين الحميري، وذلك أن حمير تفرقت على ملكها حسان وخالفت أمره لسوء سيرته فيهم، ومالوا إلى أخيه عمرو، وحملوه على قتل أخيه حسان وأشاروا عليه بذلك، ورغبوه في الملك، ووعدوه حسن الطاعة والمؤازرة. فنهاه ذو رعين من بني حمير عن قتل أخيه. وعلم أنه إن قتل أخاه ندم ونفر عنه النوم وانتقض عليه أموره، وأنه سيعاقب الذي أشار عليه بذلك، ويعرف غشهم له. فلما رأى ذو رعين أنه لا يقبل ذلك منه وخشي العواقب، قال هذين البيتين وكتبهما في صحيفة وختم عليها بخاتم عمرو وقال: هذه وديعة لي عندك إلى أطلبها منك، فأخذها عمرو وقد دفعها إلى خازنه وأمره برفعها إلى الخزانة والاحتفاظ بها إلى أن يسأل عنها. فلما قتل أخاه وجلس مكانه في الملك، منع منه النوم، وسلط عليه السهر. فلما أشتد ذلك عليه لم يدع باليمن طبيباً ولا كاهناً ولا منجماً ولا عرافاً ولا عائفاً إلا جمعهم ثم أخبرهم بقصته وشكا إليهم ما به فقالوا له: ما قتل رجل أخاه أو ذا رجم منه على نحو ما قتلت أخاك إلا أصابه السهر ومنع منه النوم، فلما قالوا له ذلك، أقبل على من كل أشار عليه بقتل أخيه وساعده عليه من أقيال حمير فقتلهم حتى أفناهم، فلما وصل إلى ذي رعين قال له: أيها الملك أن لي عندك براءة مما تريد أن تصنع بي. قال: وما براءتك وأمانك? قال: مر خازنك أن يخرج الصحيفة التي استودعتكها يوم كذا وكذا! فأمر خازنه فأخرجها فنظر إلى خاتمه عليها ثم فضها فإذا فيها:
إنك لا تهرش كلباًيضرب لمن يحمل الحليم على الثوئب.إن الذليل من ذل في سلطانهيضرب لمن ذل في موضع التعزيز، وضعف حيث تنظر قدرته.إن كنت كذوباً فكن ذكوراًيضرب للرجل يكذب ثم ينسى فيحدث بخلاف ذلك.إذا اشتريت فاذكر السوقيعني، إذا اشتريت فاذكر البيع لتجنب العيوب.إنه لقبضة رفضةيضرب للذي يتمسك بالشيء ثم يلبث أن يدعه.إن لم يكن معلماً فدحرجأصل هذا المثل، أن بعض الحمقى كان عرياناً فقعد في جب، وكان يدحرج، فحضره أبوه بثوب يلبسه فقال: هل هو معلم? قال: لا. فقال: إن لم يكن معلماً فدحرج. فذهب مثلاً. يضرب للمضطر يقترح فوق ما يكفيه.إياك والسآمة في طلب الأمور فتقذفك الرجال خلف أعقابهاقال أبو عبيد: يروي عن أبجر بن جابر العجلي أنه قال فيما أوصى به ابنه حجازاً يا بني إياك والسآمة. يضرب في الحث على الجد في الأمور، وترك التفريط فيها.إذا ما القارظ العنزي آباقال بن الكلبي: هما قارظان كلاهما من عنزة، فالأكبر منهما هو يذكر ابن عنزة لصلبه، والأصغر هو رهم بن عامر بن عنزة. كان من حديث الأول أن خزيمة بن نهد، ويروى خزيمة، كذا رواه أبو الندي في أمثاله، كان عشق فاطمة ابنة يذكر. قال، وهو القائل فيها:
?إنه لمخلط مزيليضرب للذي يخالط الأمور ويزايلها ثقة بعلمه واهتدائه فيها.إنه الليل وأضواج الوادي |
||||||||||||||||
|
|
|||||||
الضوج، بالضاد المعجمة والجيم، منعطف الوادي. والصوح، بالصاد المضمومة والحاء، حائط الوادي وناحيته. وهذا المثل مثل قولهم: الليل وأهضام الوادي. إنك لا تعدو بغير أمكيضرب لمن يسرف في غير موضع السرف.إنك لو ظلمت ظلماً أمماًالأمم، القرب. أي لو ظلمت ظلماً ذا قرب لعفونا عنك، ولكن بلغت الغاية في ظلمك.إن كنت الحالبة فاستغزريأي، إن قصدت الحلب فاطلبي ناقة غزيرة. يضرب لمن يدل على موضع حاجته.إن أخا الخلاط أعشى بالليلالخلاط، أن يخلط إبله بإبل غيره ليمنع حق الله منها. وفي حديث "لا خلاط ولا وراط" أي لا يجمع بين متفرقين. والوراط، أن يجعل غنمه في ورطة، وهي الهوة من الأرض، لتخفقي والذي يفعل الخلاط يتحير ويدهش. يضرب مثلاً للمريب الخائن.إن أمامي ما لا أساميأي، ما لا أساميه ولا أقاومه. يضرب للأمر العظيم ينتظر وقوعه.إن كنت حبلى فلدي غلاماًيضرب للمتصلف يقول هذا الأمر بيدي.إنما طعام فلان القفعاء والتأويلالقعفاء، شجرة لها شوك. والتأويل، نبت يعتلفه الحمار. يضرب لمن يستبلد طبعه، أي إنه بهيمة في ضعف عقله وقلة فهمه.إياك وصحراء الإهالةأصل هذا، أن كسرى أغزي جيشاً إلى قبيلة أياد وجعل معهم لقيطاً الأيادي ليدلهم، فتوه بهم لقيط في صحراء الإهالة فهلكوا جميعاً، فقيل في التحذير: إياك وصحراء الإهالة.إنه لينتجب عضاة فلانالإنتجاب، أخذ النجبة، وهي قشر الشجر. يضرب لمن ينتحل شعر غيره.آخ الأكفاء وداهن الأعداءهذا قريب من قولهم: خالص المؤمن وخالق الفاجر.إذا قرح الجنان بكت العينانهذا كقولهم: البغض تبديه لك العينان.إنما يحمل الكل على أهل الفضلالكل، الثقل، أي، تحمل الأعباء على أهل القدرة.إذا تلاحت الخصوم تسافهت الحلومالتلاحي، التشاتم، أي عنده يصير الحليم سفيهاً.إنه ينبح الناس قبلاًيضرب لمن يشتم الناس من غير جرم. ونصب قبلاً على الحال، أي مقابلاً.إن السلاء لمن أقام وولديقال: سلأت السمن سلأ إذا أذبته، والسلاء بالمد المسلوء، يعني أن النتاج ومنافعه لمن أقام وأعان على النولادة لا لمن غفل وأهمل. يضرب في ذم الكسل.أنت بين كبدي وخلبييضرب للعزيز الذي يشفق عليه. والخلب، الحجاب الذي بين القلب وسواد البطن.آخر سفر أولاً. أي ننظر كيف يكون نشاطك آخراً. وقوله: أملك أي أحق بأن يملك فيه النشاط.إنك ريان فلا تعجل بشربكيضرب لمن أشرف على أدراك بغيتة فيؤمر بالرفق.إن كنت ناصري فغيب شخصك عنييضرب لمن أراد أن ينصرك فيأتي بما هو عليك لا لك.أخذه على قل غيظهأي، على أثر غيظ منه في قلبه.إذا لم تسمع فألمعأي، إن عجزت عن الإسماع لم تعجز عن الإشارة.إن من ابتغاء الخير اتقاء الشريروى هذا عن ابن شهاب الزهري حين مدحه شاعر فأعطاه مالاً وقال هذا القول.إنما الشيء كشكلهقاله أكثم بن صيفي: يضرب للأمرين، أو الرجلين، يتفقان في أمر فيأتلفان.أنت عليه أم اللهيمأي، أهلكته الداهية، ويقال المنية.أكلتم تمري وعصيتم أمريقال عبد الله بن الزبير.أين بيتك فتزارييضرب لمن يبطئ في زيارتك.إن الهوى شريك العمىهذا مثل قولهم: حبك الشيء يعمي ويصم.إذا أعياك جاراتك فعوكي على ذي بيتكقاله رجل لامرأته، أي إذا أعياك الشيء من قبل غيرك فاعتمد على ما في ملكك. وعوكي، معناه اقبلي.أخذني بأطير غيريالأطير، الذنب. قال مسكين الدارمي:
إن دون الطلمة خرط قتاد هوبرالطلمة، الخبزة تجعل في الملة، وهي الرماد الحار. وهو بر، مكان كثير القتاد. يضرب للشيء الممتنع.إنه ديس من الديسةأصل ديس دوس من الدروس والدياسة، أي أنه يدوس منه ينازله. يضرب للرجل الشجاع. وبني قوله، من الديسة؛ على قوله، ديس، وإلا فحقه الواو.إن الرأي ليس بالتظنييضرب في الحث على التروية في الأمر.أنا ابن كديها وكدائهاوكدي وكداء، جبلان بمكة. والهاء راجعة إلى مكة، أو إلى الأرض. وهذا مثل يضربه من أراد الافتخار على غيره.أخر البز على القلوص |
|||||||
|
|
|||||||||||||
البز، الثياب. والقلوص، الأنثى من الإبل الشابة. وهذا المثل مذكور في قصة الزباء في حرف الخاء. ما جاء على إفعل من هذا البابأعلم أن لأفعل إذا كان للتفصيل ثلاثة أحوال، الأول: أن يكون معه. من نحو، زيد أفضلا من عمرو. والثاني: أن تدخل عليه الألف واللام. نحو: زيد الأفضل. والثالث: أن يكون مضافاً. نحو: زيد أفضل القوم وعمرو أفضلكم. فإذا كان مع من، استوى فيه الواحد والتثنية والجمع والمذكر والمؤنث. تقول: زيد أفضل منك، والزيدان أفضل منك، والزيدون أفضل منك، وكذلك هند افضل من دعد، والهندان أفضل، والهندات أفضل. قال الله تعالى: "هؤلاء بناتي هن أطهر لكم". وإنما كان كذلك، لأن تمامه بمن، ولا يثني الاسم ولا يجمع ولا يؤنث قبل تمامه، ولهذا لا يجوز أن تقول: زيد أفضل، وأنت تريد من الأخر، إذا دلت الحال عليه، فحينئذ أن أضمرته جاز. نحو قولك: زيد أفضل من عمرو وأعقل، تريد واعقل منه، وعلى هذا قوله تعالى: "يعلم السر وأخفى". أي وأخفى من السر، ما أسررت في نفسك. و أخفى منه، ما لم تحدث به نفسك مما يكون في غد علم الله فيهما سواء، فحذف الجار والمجرور، لدلالة الحال عليه. وكذلك، "هن أطهر لكم"، أي من غيرها. وإذا كان مع الألف واللام ثني وجمع وأنث. تقول: زيد الأفضل، والزيدان الأفضلان، والزيدون الأفضلون. وإن شئت الأفاضل، وهند الفضلى، وهندان الفضليان، والهندات الفضليات، وإن شئت الفضل، قال تعالى: "إنها لإحدى الكبر". والألف واللام تعاقبان من، فلا يجوز الجمع بينهما. لا يقال زيد الأفضل من عمرو. ولا يستعمل فعلى التفضيل إلا بالألف واللام. لا يقال جاءتني فضلى. وقد غلطوا أبا نواس في قوله:
|
|||||||||||||
|
|
||||||||||
وعلى هذا قول الناس: أولى النعم بالشكر وأجل النعم عندي كذا وكذا. والوجه الثاني في إضافته، أن يعتبر فيه حال دخول الألف واللام فيثنى ويجمع ويؤنث. فيقال: زيد أفضل قومك، والزيادا أفضلا قومك، والزيدون أفضلو قومك، وهند فضلى بناتك، والهندان فضليا بناتك، والهندات فضليات بناتك. فهذه الأحوال الثلاثة أثبتها مستقصاة. ومن شرط أفعل هذا أن لا يضاف إلا إلى ما هو بعض منه. كقولك زيد أفضل الرجال، وهند أفضل النسا. ولا يجوز على الضد، ولهذا لا يجوز، زيد أفضل أخوته، لأن الإضافة تخرجه من جملتهم. ويجوز، زيد أفضل لإخوته. والإضافة في جميع هذا ليست بمعنى اللام، ولا بمعنى من، جاز أن تقول: الرجال أفضل القوم. كان زيد واحداً منهم. وإذا قلت: زيد أفضل من القوم. كان خارجاً من جملتهم. فهذا هو الفرق بين اللفظين. ومن شرطج أفعل هذا أيضاً، أن يكون مصوغاً من فعل ثلاثي. نحو: زيد أفضل وأكرم وأعلم من عمرو. وذلك أن بعض ما زاد على ثلاثة أحرف يمتنع أن يبنى منه أفعل نحو: دحرج واستخرج وتدحرج وتخرج وأشباها. وبعضه يؤدي إلى اللبس. كقولك: زيد أكرم وأفضل وأحسن من غيره، وأنت تريد بها الزيادة في الأفضال والأكرام والإحسان، فأتوا بما يزيل اللبس والامتناع، وهو أنهم بنوا من الثلاثي لفظاً ينبئ عن الزيادة، وأوقعوه على مصدر ما أرادوا تفضيله فيه فقالوا: زيد أكثر إفضالاً وإكراماً وأعمإ، حساناً وأشد استخراجاً وأسرع انطلاقاً، وما أشبه ذلك. ولا يبنى أفعل من المفعول إلا في الندرة. نحو قولهم: أشغل من ذات النحيين، وأشهر من الأبلق، والعود أحمد، ومنا أشبهها، وذلك أن المفعول لا تأثير له في الفعل الذي يحل به حتى يتصور فيه الزيادة والنقصان. وكذلك حكم ما كان خلقه، كالألوان والعيوب. لا تقول: زيد أبيض من عمرو؛ ولا أعور منه، بل تقول أشد بياضاً، وأقبح عواً. لأن هذه الأشياء مستقرة في الشخص ولا تكاد تتغير فجرت مجرى الأعضاء الثابتة التي لا معنى للفعل فيها. نحو: اليد والرجل. لا تقول: زيد أيدي أبيض من عمرو؛ ولا أعور منه، بل تقول أشد بياضاً، وأقبح عوراً. لأن هذه الأشياء مستقرة في الشخص ولا تكاد تتغير فجرت مجرى الأعضاء الثابتة التي لا معنى للفعل فيها. نحو: اليد والرجل. لا تقول: زيد أيدي من عمرو، ولا فلان أرجل من فلان. قال الفراء: إنما ينظر في هذا إلى ما يجوز أن يكون أقل أو أكثر، فيكون أفعل دليلاً على الكثرة والزيادة، ألا ترى أنك تقول: زيد أجمل من فلان، إذا كان جماله يزيد على جماله. ولا تقول للأعميين: هذا أعمى من ذاك. فأما قوله تعالى: ومن كان في هذه أعمى. فإنما جاز ذلك لأنه من عمى القلب. تقول: عمي يعمي عمى فهو عم، وأعمى، وهم عمون وعمي وعميان. قال الله تعالى: بل هم منها عمون. وقال تعالى: "صم بكم عمي". وقال: لم يخروا عليها صماً وعمياناً. فالأول في الآية اسم. والثاني تفضيل، أي من كان في هذه، يعني في الدنيا، أعمى القلب عما يرى من قدرة الله في خلق السموات والأرض وغيرها مما يعانيه فلا يؤمن به، فهو عما يغيب عنه من أمر الآخرة أعمى أن يؤمن به، أي أشد عمى. ويدل على هذا قوله تعالى: "وأضل سبيلاً". وقرأ أبو عمرو. ومن كان في هذه أعمى، بالإمالة، فهو في الآخرة أعمى، بالتفخيم. أراد أن يفرق بين ما هو اسم، وبين ما هو أفعل منه بالإمالة وتركها. وكل ما كان على أفعل صفة لا يبنى منه أفعل التفضيل. نحو قولهم: فلان أحمق من كذا. فهو من الحمق. لأنه يقال، رجل حمق، كما يقال، رجل أحمق. ومنه قول يزيد بن الحكم:
وقول الآخر:
|
||||||||||
|
|
|||||||||||||
محمولان على الشذوذ. وكذلك قولهم: ما أعطاه، وما أولاه للمعروف، وما أحوجه. يريدون ما أشد احتياجه. على أن بعضهم قال: ما أحوجه، من حاج يحوج حوجاً، أي احتاج. وقال بعضهم: إنما فعلوا هذا بعد حذف الزيادة ورد الفعل إلى الثلاثي. وهذا وجه حسن. وحكم أفعل به في التعجب حكم ما أفعله. لا يقال أعور به كما لا يقال ما أعوره بل يقال أشدد بعوره. ويستوي في لفظ أفعل به المذكر والمؤنث التثنية والجمع. تقول: يا زيد أكرم بعمرو ويا هند أكرم بزيد ويا رجلان أكرم ويا رجال أكرم، كما كان في ما أحسن زيداً وما أحسن هنداً وما أحسن الزيدين وما أحسن الهندات. كذلك قال أبو عبد الله حمزة ابن الحسن في كتابه المعنون، بأفعل ، حاكياً عن المازني أنه قال: قد جاءت أحرف كثيرة مما زاد فعله على ثلاثة أحرف فأدخلت العرب عليه التعجب قالوا ما اتقاه لله وما أنتنه وما أظلمها وما أضوأها وللفقير ما أفقره وللغني ما أغناه، وإنما يقال في فعلهما افتقر واستغنى، وقالوا للمستقيم ما أقومه وللمتمكن عند الأمير ما أمكنه وقالوا ما أصوبه وهذا على لغة من يقول صاب بمعنى أصاب وقالوا ما أخطأه لأن بعض العرب يقولون خطئت في معنى أخطأت. وقال: "يا لهف هند إذا خطئن كلاهما" وقالوا ما أشغله وإنما يقولون في فعله شغل وما أزهاه وفعله شغل وما أزهاه وفعله زهي. وقالوا ما آبله، يريدون، ما أكثر إبله. وإنما يقولون تأبلاً إبلاً، إذا اتخذها. وقالوا ما أبغضه لي وما أحبه إلي وما أعجبه برأيه. وقال بعض العرب: ما إملأ القربة. ما حكاه عن الماغزني. ثم قال وقال أبو الحسن الأخفش: لا يكادون يقولون في الأرسح ما أسحه ولا في الأسته ما أستهه. قال: وسمعت منهم من يقول: رسح وسته فهؤلاء يقولون ما أرسحه وما أسته. قلت: في بعض هذا الكلام نظر. وذلك أن الحكم، بأن هذه الكلمات كلها من المزيد فيه، غير مسلم. لأن قولهم: ما أتقاه لله، يمكن أن يحمل على لغة من يقول: تقاه يتقيه، بفتح التاء، من الميتقبل، وسكونها. حتى قد قالوا أتقي الأتقياء. وبنوا منه تقي يتقي، مثل، سقى يسقى. إلا أن المستعمل تحريك التاء من يتقي، وعليه ورد الشعر، كما قال:
|
|||||||||||||
|
|
|||||||
فوصل رضيت بعلي لأنهم قالوا في ضده سخط علي، ومثل هذا موجود في كلتامهم. أو حملوه على فعيل بمعنى مفعول فقد قالوا: إنه المكسور الفقار. وإذا حمل على هذا الوجه كان في الشذوذ مثله إذا حمل افتقر. وأما قولهم: ما أغناه، فهو على النهج الواضح لأنه من قولهم غني يغنى غني فهو غني، فلا حاجة بنا إلى حمله على الشذوذ. وأما قولهم للمستقيم ما أقومه فقد حملوه على قولهم شيء قويم، أي مستقيم، وقام بمعنى استقام صحيح. قال الراجز وقال ميزان النهار فاعتدل. ويقولون دينار قائم، إذا لم يزد على مثقال ولم ينقص، وذلك لاستقامة فيه، فعلى هذا الوجه ما أقومه غير شاذ. وقولهم للمتمكن عند الأمير ما أمكنه. إنما هو من قولهم: فلان مكين عند فلان وله مكانة عنده أي منزلة. فلما رأوا المكانة، وهي من مصادر فعل، بضم العين، وسمعوا المكين، وهو من نعوت هذا الباب. نحو كرم فهو كريم وشرف فهو شريف. توهموا أنه من مكن مكانة فهو مكين. مثصل متن متانة فهو متني. فقالوا: ما أمكنه! وفلان أمكن من فلان. وليس توهمهم هذا بأغرب من توهمهم الميم في التمكن والإمكان والمكانة والمكان وما اشتق منها أصلية. وجميع هذا من الكون وهذا كما أنهم توهموا الميم في المسكين أصلية فقالوا تمسكن، ولهذا نظائر. وأما قولهم ما أصوبه على لغة من يقول صاب، يعني أصاب. ولم يزيدوا على هذا فإني أقول هذا اللفظ، أعني لفظ صاب، مبهم لا ينبئ عن معنى واضح. وذلك أن صاب يكون من صاب المطر يصوب صوباً، إذا نزل. وصاب السهم يصوب صيبوبة، إذا قصد، ولم يجر. وصاب السهم القرطاس، يصيبه صيباً لغة في أصاب. ومنه المثل: مع الخواطيء سهم صائب. فإن أرادوا بقولهم صاب هذا الأخير كان من حقهم أن يقولوا ما أصيبه لأنه يائي. وأن أرادوا بقولهم أصاب، أي أتى بالصواب من القول، فلا يقال فيه صاب يصيب. ومإما قوله قالوا ما أخطأه لأن بعض العرب يقول خطئت في معنى أخطأت فهو على ما قال. وأما ما أشغله فلا ريب في شذوذه لأنه أن حمل على الاشتغال كان شاذاً، وإن حمل على أنه من المفعول فكذلك. وأما ما أزهاه وحمله على الشذوذ من قولهم زهى فهو مزهو فإن ابن دريد قال يقال زها يزهو زهواً أي تكبر. ومنه قولهم ما أزهاه وليس هذا من زهى لبأن ما لم يسم فاعله لا يتعجب منه. هذا كلامه. وأمر آخر وهو أن بين قولهم ما أشغله وما أزهاه إذا حمل على زهو فرقاً ظاهراً، وذلك أن المزهو وأن كان مفعولاً في اللفظ فهو في المعنى فاعل لأنه لم يقع عليه فعل من غيره كالمشغول الذي شغله غيره، فلو حمل ما أزهاه على التعجب من الفاعل المعنوي لم يكن بأس. وأما قولهم ما آبله أي ما أكثر إبله ثم قوله وإنما يقولون تأبل إبلاً إذا اتخذها ففي كل واحد منهما خلل. وذلك أن قولهم ما آبله ليس من الكثير في شيء إنما هو تعجب من قولهم أبل الرجل يأبل إبالة مث لشكس شكاسة فهو أبل وآبل أي حاذق بمصلحة الأبل. وفلان آبل الناس، أي من أشدهم تأنقاً في رعية الإبل وأعلمهم بها، فقولهم ما آبله معناه ما أحذقه وأعلمه بها. وإذا صح هذا فحمله ما آبله على الشذوذ سهو، ثم حمله على معنى كثر عنده الإبل سهو ثان. وقوله تأبل أي اتخذ إبلاً سهو ثالث. وذلك أن التأبل لفا هو امتناع الرجل من غشيان المرأة ومنه الحديث: لقد تأبل آدم على ابنه المقتول كذا عاماً. وتأبلت الإبل، اجتزئت بالرطب عن الماء والصحيح في اتخاذ الإبل واقتنائها قول طفيل الغنوي:
|
|||||||
|
|
||||||||||
أي لم يكن صاحب إبل، ولا اتخذها قنوة. وقوله ما أبغضه لي، ويروى ما بغضه إلي. وبين الروايتين فرق بين. وذلك أن ما أبغضه لي يكون من المبغض، أي ما أشد إبغاضه لي. وما أبغضه إلي يكون من البغيض بمعنى المبغض أي ما اشد إبغاضي له. وكلا الوجهين شاذ. وكذلك ما أحبه إلي. أن جعلته من حببته أحبه فهو حبيب ومحبوب، كان شاذاَ. وإن جعلته من أحببته فهو محب، فكذلك. وقولهم ما أعجبه برأيه هو من الإعجاب لا غير، يقال أعجب فلان برأيهن على ما لم يسم فاعله، فهو معجب. وأما قول بعض العرب، ما املأ القربة. فهو أن حملته على الامتلاء أو على المملوء، كان شاذاً. وأما قول الأخفش لا يكادون يقولون في الأرسح ما أرسحه ولا في الأسته ما أستهه فكلام مستقيم لأنه من العيوب والخلق. وقد تقدم هذا الحكم. قال: وسمعت منهم من يقول رسح وسته فهؤلاء يقولون ما أرسحه وما أستهه. قلت: أنهم إذا بنوا من فعل يفعل صفة على فعل قالوا في مؤنثه فعلة نحو أسف فهو أسف والمرأة اسفة وسحاب نمر وللمؤنث نمرة ولم يسمع امرأة رسحة ولا ستهة بل قالوا رسحاء وستهاء. فهذا يدل على أن المذكر أرسح وأسته. هذا وقد شذا حرف يسيرة في كتابي هذا عن باب افعل من كذا، وكان من حقها أن تكون فيه نحو من قولهم أقبح هزيلين المرأة والفرس وأسوأ القول الإفراط وأشباههما لكنها، لما زلت عن أماكنها، تجوزت فيها إذا لم تكن مقرونة بمن كما تجوز همزة في إيراد قولهم أكذب من دب ودرج وأعلم بمنبت القصيص وأسد قوي سهماً في أفعل كذا. ولا شك أن الجميع في حكم افعل التفضيل. آبل من حنيف الحناتمهو رجل من بني تيم اللات بن ثعلبة وكان ظمئ أبله غبا بعد العشر. وأظماء الناس غب وظاهرة. والظاهرة، أقصر الأظماء، وهي أن ترد الإبل الماء في كل يوم مرة. ثم الغب، وهي أن ترد الماء يوماً وتغب يوماً. والربع، أن ترد يوماً ويومين لا وترد في اليوم الرابع، وعلى هذا القياس إلى العشر. قالوا ومن كلام حنيف الدال على إبالته قوله: من قاظ الشرف وتربع الحزن وتشتى الصمان فقد أصاب المرعي فالشرف في بلاد بني عامر والحزن من زبالة مصعداً في بلاد نجد والصمان في بلاد بني تميم.آبل من مالك بن زيد مناةهو سبط تميم بن مرة. وكان يتحمق إلا أنه كان آبل أهل زمانه ثم أنه تزوج وبنى بامرأته فأورد الإبل أخوه سعد ولم يحسن القيام عليها والرفق بها فقال مالك.
آكل من حوتقال حمزة أنهم قالوا آكل من حوت، ولم يقولوا أشرب من حوت، ولكن قد قالوا أروى من حوت. قال وأما قولهم:آكل من السوسفقد قالوا في مثل آخر: العيال سوس المال. وقيل لخالد بن صفوان بن الأهتم: كيف إبنك? فقال: سيد فتيان قومه ظرفاً وأدباً. فقيل: كم ترزقه في كل شهر? قال: ثلاثين درهماً. فقيل: وأين يقع منه ثلاثون درهماً هلا تزيد وأنت تستغل ثلاثين ألفاً. فقال: الثلاثون أسرع في هلاك مالي من السوس في الصوف بالصيف. فحكى كلامه للحسن فقال: ما أشهد أن خالداً تميمي لرشده. وإنما قال الحسن ذلك لأن بني تميم معروفون بالبخل والنهم. وأما قولهم:آكل من ضرسفربما قالوا: من ضرس جائع. ويقولون:آكل من الفيل وآكل من الناروآكل من لقمانيعنون لقمان العادي. زعموا أنه كان يتغدى بجزور ويتعشى بجزور وهذا من أكاذيب العرب.آمن من الأرضمن الأمانة، لأنها تؤدي ما تودع. ويقال: أكتم من الأرض وأحمل واحفظ من الأرض ذات الطول والعرض. وأما قولهم:آمن من حمام مكةفمن الأمن، لأنها لا تثار ولا تهاج قال: شاعر الحجاز، وهو النابغة: والمؤمن العائذات الطير يمسحها ركبان مكة بين الغيل والسند ويقولون:آمن من ظبي الحرم ومن الظبي بالحرمويقولون:آلف من حمام مكة وآلف من كلبآلف من غراب عقدةوهي، أرض كثيرة النخل لا يطير غرابها. هذا قول محمد بن حبيب. وقال ابن الأعرابي: كل أرض ذات خصب عقدة. فعلى هذا يجب أن تكون عقدة بالخفض والتنوين. والعقدة من الكلا ما يكفي الإبل. وعقدة الدور والأرضين من ذلك، لأن فيها البلاغ والكفاية. وعقد كل شيء أحكامه. ويقولون: |
||||||||||
|
|
||||||||||||||||
آلف من الحمى آكل من معاوية ومن الرحىوقال الشاعر:
آنس من حمى الغينقالوا: الغين، موضع وأهله يحمون كثيراً. ويقولون أيضاً:آنس من الطيف ومن الحمىقلت: وقد أورد حمزة هذا الحرف، أعني، آنس في باب النون وليس بالوجه.المولدون"إنه لضيق الحوصلة إن لم تراحم لم يقع في الخرج شيء" "إن للحيطان آذاناً إنما السلطان سوق إن ليتاً وإن لوا عناء" "إن استوى فسكين وإن اعوج فمنجل" يضرب في الأمر ذي الوجهين المحمودين."إذا أراد الله هلاك النملة أنبت لها جناحين" "إذا قال المجنون سوف أرميك فأعد له رفادة" "إذا ذكرت الذئب فأعد له العصا" "إذا لم ينفعك البازي فانتف ريشه" "إذا تمنيت فاستكثر إذا ذكرت الذئب فألتفت" "إذا شاورة العاقل صار عقله لك" "إذا افتقر اليهودي نظر في حسابه العتيق" "إذا تعود السنور كشف القدور فأعلم أنه لا يصبر عنها" "إذا جاء أجل البعير حام حول البير" "إذا دخلت قرية فأحلف بأهلها" "إذا لم يكن لك أست فلا تأكل الهليلج" "إذا تخاصم اللصان ظهر المسروق" "إذا وجدت القبر مجاناً فأدخل فيه" "إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل" "إذا تفرقت الغنم قادتها العنز الجرباء" يضرب في الحاجة إلى الوضيع. "إذا عاب البزاز ثوباً فأعلم أنه من حاجته" "إذا كذب القاضي فلا تصدقه" "إذا أردت أن تطاع ففسل ما يستطاع" "إنما يخدع الصبيان بالزبيب" "إن البيان لدى الطبيب" "إن الأسد ليفترس العير فإذا أعياه صاد الأرنب" "إذا أصطلح الفأرة والسنور خرب دكان البقال" يضرب في تظاهر الخائنين. "إذا رزقك الله مغرفة فلا تحرق يدك" يضرب لمن كفي بغيره. "إن الندى حيث ترى الضغاط" أي، الزحام. "إن يكن الشغل مجهدة فإن الفراغ مفسدة"
"إذا صدئ الرأي صقلته المشورة" "إذا قدم الإخاء سمج الثناء إلى كم سكباج" يضرب عند التبرم. "إذا لم تجده كم تجلده" "إذا طرت فقع قريباً" "إذا ضافك مكروه فاقره صبراً" "إذا كنت سنداناً فاصبر وإن كنت مطرقة فأوجع" يضرب في مداراة الخصم حتى تظفر به. "إذا احتاج الزق إلى الفلك فقد هلك" الفلك، جمع فلكة فحركت للإزدواج. يضرب للكبير يحتاج إلى الصغير. "إلى أن يجيء الترياق من العراق مات الملسوع" "إذا ضربت فأوجع فإن الملامة واحدة" يضرب في الحث على المبالغة. "إذا رأيت السكران يشم الرمان فاعلم أنه يريد أن يزله" "إنه يسر حسواً في ارتغاء" "أم الكاذب بكر" يضرب لمن حدث بالمحال. "أمة على حدة في المدح" "إن الأيادي قروض" "الإمارة حلوة الرضاع مرة الفطام" "أي يوم لك مني" يضرب لمن أصابك من جهة سوء. "أنا لها ولكل عظيمة" "أول الدن دردي" "أنت سعد ولكن سعد الذابح" "أي قميص لا يصلح للعريان" "أي طعام لا يصلح للغرثان" "أول الحجامة تحدير القفا" "أي عشق باختيار" "ألية في برية ما هي إلا لبلية" "إيش في تبت من طرد الشياطين" "أنا أذكره ونصفه طين" "إيش في الضرطة من هلاك المنجل" يضرب في تباعد الكلام من جنسه. وأصله أن امرأة ضرطت عند زوجها، فلامها زوجها. فقالت: وأنت ضيعت منجلاً. فقال: إيش في الضرطة من هلاك المنجل. الباب الثانيفيما أوله باءبيدين ما أوردها وردها زائدةبيدين، أي بالقوة والجلادة. يقال: ما لي به يد وما لي به يدان. أي قوة، وما، صلة، وزائدة، اسم رجل. يريد بالقوة والجلادة أورد إبله الماء لا بالعجز. ويجوز أن يريد بقوله بيدين أنه أضبط يعمل بكلتا يديه. يضرب في الحث على استعمال الجد.به لا بظبي أعفرالأعفر، الأبيض، أي لتنزل به الحادثة لا بظبي. يضرب عند الشماتة. قاله الفرزدق حين نعي إليه زياد بن أبيه فقال:
به لا بكلب نابح بالسباسبومثله: |
||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
ببقة صرم الأمرببقة، موضع بالشام. وهذا القول قاله قصير بن سعد اللخمي لجذيمة الأبرش حين وقع في يد الزباء. والمعنى: قطع هذا الأمر هناك، يعني لما أشار عليه أن لا يتزوجها فلم يقبل جذيمة قوله. وقد أوردت قصة الزباء وجذيمة في باب الخاء عند قوله: خطب يسير في خطب كبير.بق نعليك وأبذل قدميكيضرب عند الحفظ للمال وبذل النفس في صونه.بدل أعورقيل إن يزيد بن المهلب لما صرف عن خراسان بقتيبة بن مسلم الباهلي، وكان شحيحاً، أعور، قال الناس: هذا بدل أعور. فصار مثلاً لكل من لا يرتضي بدلاً من الذاهب. وقد قال فيه بعض الشعراء:
برق لمن لا يعرفكأي، هدد من لا علم له بك فإن من عرفك لا يعبأ بك. والتبريق، تحديد النظر. ويروى: برقي، بالتأنيث، يقال: برق عينيه تبريقاً إذا أوسعهما كأنه قال برق عينيك، فحذف المفعول. ويجوز أن يكون من قولهم: رعد الرجل وبرق، إذا أوعد وتهدد وشدد أرادة التكثير. أي كثر وعيدك لمن لا يعرفك.برد غداة غر عبداً من ظماءهذا قيل في عبد سرح الماشية في غداة باردة، ولم يتزود فيها الماء، فهلك عطشاً. ومن، في قوله، من ظما، صلة غر. يقال من غرك من فلان، أي من أوطأك عشوة من جهته، يعني أن البرد غره من أهلاك الظما إياه فاغتر. ويجوز أن يكون التقدير غر عبداً من فقد ظما. أي قدر في نفسه أنه يفقد الظمأ فلا يظمأ. يضرب في الأخذ بالحزم.بلغ السيل الزبىهي جمع زبية، وهي حفرة تحفر للأسد إذا أرادوا صيده. وأصلها الرابية لا يعلوها الماء فإذا بلغها السيل كان جارفاً مجحفاً. يضرب لما جاوز الحد. قال المؤرج: حدثني سعيد بن سماك بن حرب عن أبيه عن ابن المعتمر قال: أتي معاذ بن جبل بثلاثة نفر قتلهم أسد في زبية، فلم يدر كيف يفتيهم، فسأل علياً رضي الله عنه، أن للأول ربع الدية، وللثاني النصف، وللثالث الدية كلها. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقضائه فيهم فقال: لقد أرشدك الله للحق.بصبصن إذ حدين بالأذنابالبصبصة، التحريك. أي حركت الإبل أذنابها لما حدين. يضرب مثلاً في الخضوع والطاعة من الجبان. و الباء، في بالأذناب، مقحمة.باءت عرار بكحليقال: هما بقرتان انتطحتا فماتتا جميعاً. وعرار، مبني على التكسر مثل قطام. يضرب لكل مستويين يقع أحدهما بإزاء الآخر. يقال: كان كثير ابن شهاب الحارثي ضرب عبد الله بن الحجاج الثعلبي، من بني ثعلبة بن ذبيان، بالري فلما عزل كثير أقيد منه عبد الله فهتم فاه. وقال:
بعد خيرتها تحتفظويروى، بعد خيراتها، والهاء، راجعة إلى الإبل، أي بعد إضاعة خيارها تحتفظ بحواشيها وشرارها. يضرب لمن يتعلق بقليل ماله بعد إضاعة أكثره.بعد اللتيا والتيهما الداهية الكبيرة والصغيرة. وكنى عن الكبيرة بلفظ التصغير تشبيهاً بالحية، فإنها إذا كثر سمها صغرت، لأن السم يأكل جسدها. وقيل الأصل فيه أن رجلاً من جديس تزوج امرأة قصير فقاسى منها الشدائد، وكان يعبر عنها بالتصغير، فتزوج امرأة طويلة فقاسى منها ضعف ما قاس من الصغيرة، فطلقها وقال: بعد اللتيا والتي لا أتزوج أبداً. فجرى ذلك منهم رمز.بعلة الورشان يأكل رطب المشانبالإضافة، ولا تقل المشان، وهو نوع من التمر يقولون أنه يشبه الفأر شكلاً. يضرب لمن يظهر شيئاً والمراد منه شيء آخر.بيتي يبخل لا أناقالته امرأة سئلت شيئاً تعذر وجوده عندها، فقيل لها: بخلت فقالت: بيتي يبخل لا أنا.بين العصا ولحائهااللحاء القشر. يضرب للمتحابين شقيقين. ويروى: لا مدخل بين العصا ولحائها ولا تدخل بين وكله. إشارة إلى غاية القرب بينهما.بين الممخة والعجفاءيقال: شاة ممخة، إذا بدا في عظامها المخ. يضرب مثلاً في الاقتصاد.بين الرغيف وجاحم التنورالجاحم، المكان الشديد الحر. قال أبو زيد: جاحمه جمره. ويضرب للإنسان يدعى عليه.بين القرينين حتى ظل مقروناًأي، نزأ بينهما حتى صار مثلهما. يضرب لمن خالط أمراً لا يعنيه حتى نشب فيه. |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||
بينهم داء الضرائرهي، جمع ضرة. وهو، جمع غريب. ومثله كنة وكنائن. يضرب للعداوة إذا رسخت بين قوم، لأن العصبية بين الضرائر قائمة لا تكاد تسكن.بينهم عطر منشمقال الأصمعي: منشم، بكسر الشين، اسم امرأة عطارة كانت بمكة، وكانت خزاعة وجرهم إذا أرادوا القتال تطيبوا من طيبها، وإذا فعلوا ذلك كثرت القتلى فيما بينهم فكان يقال أشأم من عطر منشم. يضرب في الشر العظيم.به داء ظبيأي، أنه لا داء به كما لا داء بالظبي. يقال: أنه لا يمرض إلا إذا حان موته. وقيل: يجوز أن يكون بالظبي داء ولكن لا يعرف مكانه، فكأنه قيل به داء لا يعرف.بلغت الدماء الثننالثنة الشعرات التي في مؤخر رسغ الدابة يضرب عند بلوغ الشر النهاية كما قالوا بلغ السيلالزبي.بجنبه فلتكن الوجبةأي، السقطة. يقال هذا عند الدعاء على الإنسان. قال بعضهم كأنه قال: رماه الله بداء الجنب، وهو قاتل. فكأنه دعا عليه بالموت.بلغ في الغم أطوريهأي، حديه. يعني أوله وآخره. وكان أبو زيد يقول: بلغ أطوريه، بكسر الراء، على معنى الجمع، أي أقصى حدوده ومنتهاه.بأبي وجوه اليتامىويروى، وا بأبي، يشير بقوله: وا، إلى التوجع على فقدهم، ثم قال: بأبي. أي أفدي بأبي وجوههم. يضرب في التحنن على الأقارب. وأصله أن سعد القرقرة، وهو رجل من أهل هجر، كان النعمان بن الممنذر يضحك منه، وكان للنعمان فرس يقال له اليحموم يردي من ركبه. فقال يوماً لسعد أركبه وأطلب عليه الوحش، فامتنع سعد، فقهره النعمان على ذلك، فلما ركبه نظر إلى بعض ولده وقال هذا القول، فضحك النعمان وأعفاه من ركوبه فقال سعد:
بأذن السماع سميتيضرب للرجل يذكر الجود ثم يفعله. وتقدير الكلام، بسماع إذن شأنها السماع سميت بكذا وكذا. أي إنما سميت جواداً بما تسمع من ذكر الجود وتفعله. وهذا كقولهم: إنما سميت هانئاً لتهنئ، وأضاف الأذن إلى السماع لملازمتها أياه. والتسمية تكون بمعنى الذكر. كما قال: وسمها أحسن أسمائها. أي واذكرها بأحسن أسمائها. ومعنى المثل: بما سمع من جودك ذكرت وشكرت، يحثه على الجود. قال الأموي: معناه أن فعلك يصدق ما سمعته الأذنان من قولك.بعض الشر أهون من بعضهذا من قول طرفة بن العبد حين أمر النعمان بقتله فقال:
ببطنه يعدو الذكريقال أن الذكر من الخيل يعدو على حسب ما يأكل، وذلك أن الذكر أكثر أكلاً من الأنثى فيكون عدوه أكثر. ويقال: أن أصله أن رجلاً ولده فقربهم، وأراد الباءة فقالت المرأة: ببطنه يعدو الذكر. وقال أبو زيد: زعموا أن امرأة سابقت رجلاً عظيم البطن فقالت له ترهبه بذلك: ما أعظم بطنك. فقال الرجل: ببطنه يعدو الذكر.بكل واد أثر من ثعلبةهذا من قول ثعلبي رأى من قومه ما يسوءه فانتقل إلى غيرهم فرأى منهم أيضاً مثل ذلك.بالساعدين تبطش الكفانيضرب في تعاون الرجلين وتساعدهما وتعاضدهما في الأمر. ويروى، بالساعد تبطش الكف. قال أبو عبيدة: أي إنما أقوى على ما أريد بالمقدرة والسعة وليس ذلك عندي. يضربه الرجل شيمته الكرم غير أنه معدم مقتر. قال: ويضرب أيضاً في قلة الأعوان.بدا نجيث القومأي، ظهر سرهم. واصل النجيث تراب البئر إذا استخرج منها، جعل كناية عن السر. ويقال لتراب الهدف نجيث أيضاً، أي صار سرهم هدفاً يرمى.برح الخفاء |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
أي، زال. من قولهم ما برح يفعل كذا. أي ما زال. والمعنى، زال السر فوضح الأمر. وقال بعضهم، الخفاء، المتطأطئ من الأرض. والبراح، المرتفع الظاهر. أي صار الخفاء براحاً. وقال:
بمثل جارية فلتزن الزانيةهو جارية بن سليط، وكان حسن الوجه، فرأته امرأة فمكنته من نفسها وحملت، فلما علمت به أمها لامتها، ثم رأت الأم جمال ابن سليط فعذرت بنتها وقالت: بمثل جارية فلتزن الزانية سراً أو علانية. يضرب في الكريم يخدمه من هو دونه.بفيه من سار إلى القوم البريهذا قيل في رجل سرى إلى قوم وخبرهم بما ساءهم. والبري، التراب. ومنه المثل الآخر: بفيه البري وعليه الدبرى وحمى خيبري وشر ما يرى فإنه خيسري. الدبرى، الهزيمة. والخيسري الخسار. وأراد أنه ذو خيسرى. أي، ذو خسار وهلاك. والغرض من قولهم: بفيه البرى، الخيبة. كما قال:
بلغ السكين العظمهذا مثل قولهم: بلغ السيل الزبي. ومثلهما:بلغ منه المخنقوهو، الحنجرة والحلق. أي، بلغ منه الجهد.بحمد الله لا بحمدكهذا من كلام عائشة رضي الله عنها حين بشرها النبي صلى الله عليه وسلم بنزول آية الأفك. يضرب لمن يمن بما لا أثر له فيه. والباء، في بحمد الله، من صلة الأقرار. أي أقر بأن الحمد في هذا لله تعالى.بيضة العقرقيل: أنها بيضة الديك، وإنها مما يختبر به عذرة الجارية، وهي بيضة إلى الطول. يضرب للشيء يكون مرة واحدة، لأن الديك يبيض في عمره مرة واحدة. فبما يقال. قال بشار بن برد:
باقعة من البواقعأي، داهية من الدواهي. وأصله من البقع، وهو اختلاف اللون، ومنه الغراب الأبقع، وسنة بقعاء، فيها خصب وجدب. وفي الحديث: بقعان الشأم. قيل أراد سبي الروم لاختلاط بياضهم وصفرتهم. فسمي الرجل الداهي باقعة، لأنه يؤثر في كل ما يقصد ويتولى. والباقعة، الداهية نفسها لأنها أمر يلصق حتى يرى أثره. وقيل الباقعة طائر حذر إذا شرب الماء نظر يمنة ويسرة. ويضرب للرجل فيه دهاء ومكر.بيت الأدميقال: الأدم، جمع أديم. ويقال: هو الأرض. وقالوا: هو بيت الأسكاف، لأن فيه من كل جلد رقعة. يضرب في اجتماع الأشخاص وافتراق الأخلاق وينشد:
بئت الجبلقالوا: هي صوت يرجع إلى الصائح ولا حقيقة له. يضرب للرجل يكون مع كل واحد. وإنما أنث فقيل: بنت ذهاباً إلى النتيجة. أي أنها تنتج منه أو إلى الصيحة.بئس مقام الشيخ أمرس أمرسيقال: مرس الحبل يمرس إذا وقع في أحد جانبي البكرة. فإذا أعدته إلى مجراه قلت: أمرسته. وتقدير الكلام، بئس مقام الشيخ المقام الذي يقال له فيه أمرس، وهو أن يعجز عن الاستقاء لضعفه. يضرب لمن يحوجه الأمر إلى ما لا طاقة له به أو يربأ به عنه.بات بليلة أنقدوهو القنفد، معرفة لا تدخله الألف واللام. يضرب لمن سهر ليله أجمع.برض من عدالبرض، القليل. والعد، الماء له مادة، أي قليل من كثير.بيضة البلدالبلد، أدحي النعام والنعام تترك بيضها. يضرب لمن لا يعبأ به. ويجوز أن يراد به المدح، أي هو واحد البلد الذي يجتمع إليه ويقبل قوله؛ وأنشد ثعلب لامرأة ترثي عمرو بن عبد ود حين قتله علي رضي الله عنه: |
|||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
بريء حي من ميتيضرب عند المفارقة. ومثله قول الخفير، إذا بلغت بك مكان كذا:برئت قائبة من قوبفالقائبة، البيضة. والقوب، الفرخ. يعني لا عهدة علي. قال أبو الهيثم: القابة الفرخ والقوبة البيضة يقال تقوبت القابة عن قوبها. قلت: أصل القوب الشق والحفر يقال قبت الأرض إذا حفرتها. فمن جعل القائبة البيضة جعل الفعل لها. يعنهي، أنها شقت عن الفرخ وجعل القوب مفعولاً. ومن جعل القابة الفرخ عني أنه الذي قاب البيضة فخرج منها وحذف الياء من القابة كما حذفت من الحاجة، والقوبة على كلا القولين فعلة بمعنى مفعولة كالغرفة من الماء والقبضة من الشيء وأشباههما.بال حمار فاستبال أحمرةأي، حملهن على البول. يضرب في تعاون القوم على ما تكرهه.بئس العوض من جمل قيدهوذلك أن راعياً أهلك جملاً لمولاه ثم أتاه بقيده. فقال: بئس العوض الخ.بئس الردف لا بعد نعمالردف، الرديف. أنشد ابن الأعرابي:
بطني عطري وسائري ذريقاله رجل جائع نزل بقوم فأمروا الجارية بتطييبه فقال هذا القول. يضرب لمن يؤمر بالأهم.بغيت لك ووجدت لييضرب للمؤتلفين المتوافقين.بقل شهر وشوك دهريضرب لمن يقصر خيره ويطول شره.بما تجوعين ويعرى حركيضرب لمن يغني بعد فقر، ثم يفخر بغناه فيقال له هذا القول، أي هذا الغني بدل جوعك وعريك قبل.برق لو كان له مطريضرب لمن يؤمر بالأهم.بغيت لك ووجدت لييضرب للمؤتلفين المتوافقين.بقل شهر شوك دهريضرب لمن يقصر خيره ويطول شره.بما تجوعين ويعري حركيضرب لمن يغني بعد فقر، ثم يفخر بغناه فيقال له هذا القول، أي هذا الغني بدل جوعك وعريك قبل.برق لو كان له مطريضرب لمن له رواء ولا معنى وراءه.بقطيه بطبكالتبقيط، التفريق. والبقط، ما سقط وتفرق من التمر عند الصرام. وأصل المثل أن رجلاً أتى عشيقته في بيتها فأخذه بطنه فأحدث في البيت، ثم قال لها: بقطيه بطبك، أي بحذقك وعلمك، أي فرقيه لئلا يفطن له. يضرب لمن يؤمر بأحكام أمر بعلمه ومعرفته.بين الحذيا والخلسةالحذيا، العطية وكذلك الحذية. وكان ابن سيرين إذا عرض عليه رؤيا حسنة قال: الحذيا الحذيا. يعني هات العطية اعبرها لك. والخلسة، اسم المختلس. يضرب لمن يستخرج منه عطاء برفق وتأنق في ذلك كأنه يقول تحذوني أو اختلس.بال فادر فبال جفرهالفادر، الوعل المسن. وجفره، ولده. ويقال لولد المعز أيضاً جفر وذلك إذا قوي وبلغ أربعة أشهر. يضرب للولد ينسج على منوال أبيه.بمثلي تطرد الأوابدأصل الأوابد الوحش، ثم استعيرت في غيرها. ومنه قول الناس: أتى فلان في كلامه بآبدة، أي بكلمة وحشية. وتأبد المكان توحش. ومعنى المثل: بمثلي تطلب الحاجات الممتنعة.بلدة يتنادى أصر مالهايقال للذئب والغراب الأصرمان. قال ابن السكيت: لأنهما انصرما من الناس، أي انقطعا. وأنشد للمرار:
بكرت شبوة تزبئر |
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||
شبوة، اسم للعقرب، لا تدخلها الألف واللام، مثل محوة للشمال، وخضارة للبحر. وتزبئر، تنتفش. يضرب لمن يتشمر للشر. أنشد ابن الأعرابي:
بقي أشدهويروى، بقي شدة. قيل كان من شأن هذا المثل أنه كان في الزمان الأول هر أفنى الجرذان وشردها فاجتمع ما بقي منها فقالت: هل من حيلة نحتال بها لهذا الهر لعلنا ننجو منه? فاجتمع رأيها على أن تعلق في رقبته حلجلاً حتى إذا تحرك لها سمعن صوت الجلجل فأخذن حذرهن. فجئن بالجلجل فقال بعضهن أينا يعلق الآن فقال الآخر بقي أشده أو قال شده. يضرب عند الأمر يبقى أصعبه وأهوله. وهذا مما تمثل به العرب عن السن البهائم.بات هذا الأعرابي مقروراًيضرب لمن يهزأ بمن هو دونه في الحاجة، كمن بات دفيئاً وغيره مقرور. يقال: أقره الله فهون مقرور على غير قياس. وقريب من هذا المثل قولهم: هان على الأملس ما لاقى الدبر.بُعدُ الدار كبُعدِ النسبأي إذا غاب عنك قريبك فلم ينفعك فهو كمن لا نسب بينك وبينه.بلغ منه المخنقيضرب لمن يحمل عليه حتى يبلغ منتهاه.بعين ما أرينكأي أعمل كأني أنظر إليك. يضرب في الحث على ترك البطء. وما صلة دخلت للتأكيد ولا جلها دخلت النون في الفعل. ومثله: ومن عضة منا ينبتن شكيرها.بالرفاء والبنينقال أبو عبيد: الرفاء، الالتحام والاتفاق من رفيت الثوب. قالوا: ويجوز أن يكون من رفوته إذا سكنته. قال أبو خراش الهذلي:
ابنك ابن بوحكيقال: البوح، النفس، فإن صح هذا فيجوز كسر الكافين وفتحهما. ويقال: البوح، الذكر. فعلى هذا لا يجوز الكسر. يقال ابنك ابن بوحك يشرب من صبوحك. يعني ابنك من ولدته لا من تبنيته. وقيل: البوح، اسم من باح بالشيء إذا أظهره. أي ابنك من بحت بكونه ولداً لك. وذلك أن بعض العرب كانوا يأنون النساء فإذا ولد لأحدهم الحقته المرأة بمن شاءت فربما ادعاه وربما أنكره لأنها كانت لا تمتنع ممن ينتابها. فالمعنى ابنك من بحت به أنت وباحت به أمه بموافقتك. ويقال: البوح، جمع باحة. أي ابنك من ولد في فنائك ومثل البوح في الجمع نوق وسوح ولوب في جمع ناقة وساحة ولابة.بنت برحللشر والشدة. يقال: لقيت منه بنات برح وبني برح. أي شدة واذي وبرح بي هذا الأمر إذا غلظ واشتد. يضرب للأمر يستفظع.بحازج الأروىجمع بحزج، وهو ولد البقرة الوحشية وغيرها. يضرب لما لا يرى إلا فلتة.برز نارك وإن هزلت فاركالفار، ههنا عضل العضدين تشبيهاً بالفار كما تشبه به أيضاً فارة المسك لانتفاخها. يقول: آثر الضيف بما عندك وأن نهكت جسمك.بدت جنادعهيقال: الجنادع، دواب كأنها الجنادب تكون في حجر الضب، فإذا كاد ينتهي الحافر إلى الضب بدت الجنادع، فيقال: قد بدت جنادعه والله جادعه، قالوا: والجندع أسود له قرنان في رأسه طويلان. يضرب مثلاً لما يبدو من أوائل الشر.باتت بليلة حرةالعرب تسمي الليلة التي تفترع فيها المرأة ليلة شيباء. وتسمى الليلة التي لا يقدر الزوج فيها على افتضاضها ليلة حرة. فيقال: باتت فلانة بليلة حرة، إذا لم يغلبها الزوج. وباتت بليلة شيباء إذا غلبها فافتضها. يضربان للغالب والمغلوب.برئت منه مطر السماءأي، برئت من هذا الأمر ما كانت السماء تمطر. أي أبداً.بسلاح ما يقتلن القتيلقاله عمرو بن هند حين بلغه قتل عمرو بن مامه، فغزا مراداً، وهم قتلة عمرو، فظفر بهم وقتل منهم فأكثر فأتى بابن الجعيد سالماً فلما رآه أمر به فضرب بالغمد حتى مات. فقال عمرو: بسلاح ما يقتلن القتيل. فأرسلها مثلاً. يضرب في مكافأة الشر بالشر، يعني، يقتل من يقتل بأي سلاح كان. وقوله: يقتلن، دخلته النون لمكان ما، وهي مؤكدة. ويجوز أن يكون أراد بسلاح ما يقتلن قاتل القتيل فحذف. ويجوز أن يريد ابن الجعيد الذي قتل بين يديه، فتكون الألف واللام للعهد.أبدأهم بالصراخ يفروا |
||||||||||
|
|
||||||||||||||||
قال أبو عبيد: هذا مثل لقد ابتذلته العامة وله أصل، وذلك أن يكون الرجل قد أساء إلى الرجل فيتخوف لأئمة صاحبه فيبدؤه بالشكاية والتجني ليرضى منه الآخر بالسكوت. يضرب للظالم يتظلم ليسكت عنه. أبدئيهن بعفال سبيتأي، أبدئهن بقولك عفال. قال المفضل: سبب هذا المثل أن سعد ابن زيد مناة كان تزوج رهم بنت الخزرج بن تيم الله بن رفيدة بن كلب ابن وبرة، وكانت من أجمل النساء، فولدت له مالك بن سعد وكانت ضرائرها إذا ساببنها يقلن لها يا عفلاء. فقالت لها أمها: إذا ساببنك فأبدئيهن بعفال سبيت. فأرسلتها مثلاً. فسابتها بعد ذلك امرأة من ضرائرها، فقالت لها رهم: يا عفلاء. فقالت ضرتها: رمتني بدائها وانسلت. وعفال، يجوز أن يكون كخبات ودفار. ويجوز أن يكون أرادت عفليها، أي انسبيها إلى العفلة، وهي القرن الذي اختصم فيه إلى شريح في جارية بها قرن، فقال: أقعدوها، فإن أصاب الأرض فهو عيب وإن لم يصب الأرض فليس بعيب. فجعلت عفان أمراً، كما يقال، دارك بمعنى أدرك. ويجوز أن ينون ويجعل مصدراً كالسراح بمعنى التسريح، والسلام بمعنى التسليم. وقولها: سبيت، دعاء عليها بالسبي على عادة العرب. وبنو مالك بن سعد رهط العجاج كان يقال لهم بنو العفيل.بعد الهياط والمياطقال يونس بن حبيب: الهياط، الصياح. والمياط، الدفع. أي بعد شدة وأذى. ويروى، بعد الهيط والميط. قال أبو الهيثم: الهيط، القصد. والميط، الجور. أي بعد الشدة الشديدة. قال: ومنهم من يجعله من الصياح والجلبة.أبدي الصريح عن الرغوةأبدي، لازم ومتعد، يقال: أبديت في منطقك. أي جرت. فعلى هذا يكون المعنى: أبدي الصريح نفسه. وهذا المثل لعبيد الله بن زياد قاله لهانئ ابن عروة المرادي، وكان مسلم بن عقيل بن أبي طالب، رحمه الله، قد استخفى عنده أيام بعثة الحسين بن علي، رضوان الله عليهما، فلما عرف مكانه عبيد الله قال عبيد الله: أبدي الصريح عن الرغوة. أي وضح الأمر وبان.قال نضلة:
أبرماً قروناًالبرم، الذي لا يدخل مع القوم في الميسر لبخله. والقرن، الذي يقرن بين الشيئين. وأصله أن رجلاً كان لا يدخل في الميسر لبخله ولا يشتري اللحم، فجاء إلى امرأته وبين يديها لحم تأكله فأقبل يأكل معها بضعتين بضتين ويقرن بينهما. فقالت امرأته: أبرما قروناً. أي أراك برماً وقرونا. يضرب لمن يجمع بين خصلتين مكروهتين. قال عمرو بن معدي كرب لعمر ابن الخطاب رضي الله عنه يشكو قوماً نزل بهم: أبرام يا أمير المؤمنين. قال: وكيف ذاك? قال: نزلت بهم فما قروني غير ثورة وقوس وكعب. فقال عمر: أن في ذلك لشبعاً. الثورة، قطعة من الأقط. والقوس، بقية التمر يبقي في الجلة. والكعب، قطعة من السمن. أراد عمرو أنهم لم يذبحوا لي حين نزلت بهم.بعت جاري ولم أبع داريأي، كنت راغباً في الدار إلا أن جاري أساء جواري فبعت الدار. وقال الصقعب بن عمرو النهدي، حين سأله النعمان. ما الداء العياء? قال: جار السوء الذي أن قاولته بهتك وأن غبت عنه سبعك.إباد الله خضراءهمقال الأصمعي: معناه أذهب الله نعمتهم وخصبهم. ومنهم من يقول: أباد الله خضراءهم. أي همتهم، خيرهم وخصبهم. وقال بعضهم: أي بهجتهم وحسنهم. وهو مأخوذ من الغضاره، وهي البهجة والحسن. قال الشاعر:
برز الصريح بجانب المتنيضرب في جلية الأمر إذا ظهرت. والمتن، ما استوى من الأرض.بقبقة في زقزقةالبقبقة، الصخب. والزقزقة، الضحك. يضرب للنفاج الذي يأتي بالباطل.بحسبها أن تمتذق رعاؤهاامتذق، إذا شرب مذقة من لبن. يقال هذا في الإبل المراويد، وهي التي قلت ألبانها. يضرب للرجل يطلب منه النصر أو العرف، أي حسبه أن يقوم بأمر نفسه.بسالم كانت الوقعةسالم، اسم رجل أخذ وعوقب ظلماً. يضرب في نجاة المستحق للوقعة وأخذ من لا يستحقها ظلماً. |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||
بقيت من ماله عناصالعناص، جمع عنصوة، وهي البقية من الشيء. يضرب لمن بقي من ماله بقية تنجيه من شدائد الدهر.بت على كعب حذر قد سئل بكيضرب لمن عمل في هلاكه وهو غافل، أي كن على حذر.برز عمان فلا تمارعمان، اسم رجل برز على أقرانه بكرمه وخلقه، أي قد ظهرت شمائله فلا تمار فيه. يضرب لمن أنكر شيئاً ظاهراً جداً.بمثلي ينكأ القرحأي، بمثلي يداوي الشر والحرب. قال الشاعر:
بينهما بطحة الإنسانأي، قدر طوله على الأرض. يضرب في القرب بين الشيئين.بين المطيع وبين المدير العاصييضرب لمن لا يكاشف بعداوة ولا يناصح بمودة.بينهم أحلقي وقومييضرب للقوم بينهم شر وعداوة. وأصل المثل قول الراجز:
برد على ذلك الأمر جلدهأي، استقر عليه واطمأن به. وبرد، معناه ثبت. يقال: برد لي عليه حق، أي ثبت. وسموم بارد، أي ثابت دائم. وقال:
بعض الخدب امرأ للهزيليضرب لمن لا يحسن احتمال الغنى بل يطغي فيه.بغير اللهو ترتتق الفتوقيضرب في الحث على استعمال الجد في الأمور.بكل عشب آثار رعيأي، حيث يكون المال يجتمع السؤال.بكل واد بنو سعدهذا مثل قولهم: بكل واد أثر من ثعلبة. وقد مر ذكره.بلغ الغلام الحنثأي، جري عليه القلم. والحنث، الاسم، ويراد به ههنا المعصية والطاعة.بقي من بني فلان إقفية خشناءأي، بقي منهم عدد كثير. والأثفية؛ مثل لاجتماعهم. والخشناء، مثل لكثرتهم. ومنه كتيبة خشناء، أي كثيرة السلاح.بعض القتل إحياء للجميعيعنون، القصاص. وهذا مثل قولهم: القتل أنفى للقتل. وكقوله تعالى: "ولكم في القصاص حياة".البضاعة تيسر الحاجةيضرب في بذل الرشوة والهدية لتحصيل المراد.بينهم رمياً ثم حجيزىأي، تراموا بالحجارة أو بالنبل ثم تحاجزوا أي أمسكوا.أبدى الله شوارههذا كلمة يقولها الشاتم والداعي على الإنسان. والشوار، الفرج.البغل نغل وهو لذلك أهليقال: نغل الأديم فهو نغل إذا فسد وإنما خفف للإزدواج. ويقال فلان نغل إذا كان فاسد النسب. يضرب لمن لؤم أصله فخبث فعله.البطنة تأفن الفطنةيقال: أفن الفصيل ما في ضرع أمه إذا شرب ما فيه. يضرب لمن غير استغناؤه عقله وأفسده.به الورى وحمى خيبرىالوري، بسكون الراء، أكل القيح للجوف، وبالتحريك، الاسم. وقال:
بعض البقاع أيمن من بعضقاله أعرابي تعرض لمعاوية في طريق وسأله فقال معاوية: ما لك عندي شيء، فتركه ساعة ثم عاوده في مكان آخر فقال ألم تسألني آنفاً قال بلى ولكن بعض البقاع أيمن من بعض فأعجبه كلامه ووصله.بعد إطلاع إيناسقاله قيس بن زهير حين قال له حذيفة بن بدر، يوم داحس، سبقتك يا قيس فقال قيس:ِ بعد إطلاع إيناس. يعني بعد أن يظهر الأمر تعرف الخبر. أي إنما يحصل اليقين بعد النظر. أنشد ابن الأعرابي:
بؤساً له وتوساً له وجوساً لهكله بمعنى. فالبؤس، الشدة. والتوس، إتباع له. والجوس، الجوع. يقال عند الدعاء على الإنسان. وانتصبت كلها على أضمار الفعل، أي ألزمه الله هذه الأشياء.بئس ما أفرعت به كلامكأي، بئس ما ابتدأت كلامك به. ومنه افتراع المرأة لأول ما نكحت. والفرع أول ولد تنتجه الناقة.بمثلي زابنيأي، دافعي من الزبن وهو الدفع. قيل مر مجاشع بن مسعود السلمي بقرية من قرى كرمان فسأل أهلها القوم أين أميركم? فأشاروا إليه. فلما رأوه ضحكوا منه، وكان دميماً، وأزدروه فلعنهم وقال: أن أهلي لم يريدوني ليحاسنوا بي وإنما أرادوني ليزابنوا بي. أي، ليدافعوا بي. أنشد ابن الأعرابي:
|
||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
البطن شر وعاء صفراً وشر وعاء ملآنيعني، أن أخليته جعت وأن ملأته آذاك. يضرب للرجل الشرير أن أحسنت إليه آذاك، وأن أسأة إليه عاداك.بألم ما تختننأي، لا يكون الختان إلا بألم. ومعناه، أنه لا يدرك الخير ولا يفعل المعروف إلا باحتمال مشقة. ويروى بألم ما تختننه. وهذا على خطاب المرأة، والهاء للسكت، ودخلت النون في الروايتين لدخول ما على ما ذكرنا قبل. والعرب، تدخل نون التأكيد مع ما كقولهم: ومن عضة ما يدخل نون التوكيد مع ما كقولهم: ومن عضة ما ينبتن شكيرها.أبغض بغيضك هوناًمّاالبغيض بمعنى المبغض، كالحكيم بمعنى المحكم. وهوناً، أي قليلاً سهلاً. ونصب على صفة المصدر، أي بغضاً هوناً غير مستفصى فيه فلعلكما ترجعان إلى المحبة فتستحييا من بعضكما. ودخلت، ما، للتوكيد.بئس السعف أنت يا فتىقال النضر: سعوف البيت، النور والقصعة والقدر. وهي من محقرات متعاع البيت. ومعنى المثل: بئس السلعة وبئس الخليط أنت.بالأرض ولدتك أمكيضرب عند الزجر عن الخيلاء والبغي، وعند الحث على الاقتصاد.بنان كف ليس فيها ساعديضرب لمن له همة ولا مقدرة له على بلوغ ما في نفسه.أبرم طلح نالها سرافالطلح، شجر والواحدة طلحة. والبرمة، ثمره. وأبرم، إذا خرجت برمته. والسراف، من قولهم سرفت الشجرة إذا وقعت فيها السرفة وهي دويبة تتخذ لنفسها بيتاً مربعاً من دقاق العيدان تضم بعضها إلى بعض بلعابها ثم تدخل فيه وتموت. يقال: سرفت تسرف سرفاً وسرافاً. يضرب لمن ارتاشت حاله وكثر ماله بعد القلة.بيضاء لا يدجي سناها العظلمأي، لا يسود بياضها الظلم، وهو نبت يصبغ به، يقال هو النبل، ويقال الوسمة. والعظلم أيضاً، الليل المظلم وهو على التشبيه. يضرب للمشهور لا يخفيه شيء.بايع بعز وجهه ملثمالمغطى باللثام، هو الملثم، وأراد بقوله بايع بعز بع عزا ولا ترده. يكون بهذه الصفة أي لا ترغب في مواصلة قوم لا قديم لهم فعزهم مستور لا يعرف إلا في هذا الوقت.بنت صفاً تقول عن سماعبنت الصفا، مثل قولهم بنت الجبل، يعنون بهما الصدى، وهو صوت يسمع من الجبل وغيره. يضرب لمن لا يدعي إلى خير أو شر إلا أجاب كما أن صدى الجبل يجيب كل صوت.يجن قلع يغرس الواديجن العهد، حدثانه وأوله، وكذلك جن كل شيء يضرب لمن يؤمر بطلب الأمر قبل فوته.بقدر سرور التواصل تكون حسرة التفاصلالبلايا على الحواياقاله عبيد بن الأبرص يوم لقي النعمان بن المنذر في يوم بؤسه. والحوية والسوية، كساء يحشى بالثمام ونحوه ويدار حول سنام البعير. والحوية لا تكون إلا للجمال، فأما السوية فأنها تكون لغيرها. ومعنى المثل البلايا تساق إلى أصحابها على الحوايا، أي، لا يقدر أحد أن يفر مما قدر له.البغي آخر مدة القوميعني، أن الظلم إذا امتد مداه آذن بانقراض مدتهم.ابن زانية بزيتأصله، أن قوماً من اللصوص جلبوا قحبة، فلما قضوا منها أوطارهم أعطوها قربة زيت كانت عندهم إذا لم يحضرهم غيرها. فقالت المرأة: لا أريدها لأني أحسبني علقت من أحدكم وأكره أن يكون مولودي ابن زانية بزيت. فذهب قولهم مثلاً. قال الشاعر:
بات فلان يشوي القراحيعني، الماء القرا، وهو الخالص الذي لا يخالطه شيء. يضرب لمن ساءت حاله ونفد ماله فصار بحيث يشوي الماء شهوة للطبيخ. وأصله، أن رجلاً اشتهى مأدوماً ولم يكن عنده سوى الماء، فأوقد ناراً ووضع القدر عليها وجعل فيها الماء وأغلاه وأكب على الماء يتعلل بما يرتفع من بخاره، فقيل له: ما تصنع. فقال: اشوي الماء. فضرب به المثل.بحيث العين ترنو ما يضريريد حيث تنظر العين ترى ما يضر، والباء، في بحيث زائدة كما تزاد في بحسبك. يضرب لمن أن جاملته أو جاملت عليه فهو لك منكر ومنك نفور.بيت به الحيتان والأنوقوهما لا يجتمعان. يضرب لضدين اجتمعا في أمر واحد.بئس محلاً بت في صريم |
|||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||
الصريم، الليل. والصريم، الصبح. وهذا الحرف من الأضداد. يريد بئس المحل محلاً بت فيه، ثم حذف في فصار بته، ثم حذف الهاء. يضرب لمن سكن إلى من لا يوثق بمثله. بشر كحنة العلوق الرائمالبشر، رونق الوجه وصفاء لونه. والعلوق، الناقة التي ترأم الولد بأنفها وتمنعه درها. يضرب لمن يحسن القول ويقتصر عليه.بيض قطاً يحضنه أجدلالأجدل، الصقر، والحضن والحضانة، أن يحضن الطائر بيضه تحت جناحه. يضرب للشريف يؤوي إليه الوضيع.بنيك حمري ومككينيقيل: أصاب الناس جدب ومجاعة وأن رجلاً من العرب جمع شيئاً من تمر في بيته وله بنون صغار وامرأة، فكانت المرأة تقوتهم من ذلك التمر تسوي بينهم وتعطي كل واحد جمعة من التمر مثل الحمرة، وأن الرجل لا يغني ذلك عنه شيئاً. فأرادت المرأة يوماً أن تقسم بيهنم. فقال: الحمرة. يضرب لمن يسوي بين أصحابه في العطاء ويختص به قوم فيطعمون في تخصيصه إياهم بأكثر من ذلك.بلغ الله بك أكلأ العمريقال: كلا يكلا كلوأ إذا تأخر ومنه الكالئ للنسيئة لتأخرها. والمعنى بلغك الله أطول العمر وآخره.بئس محك الضيف إستهيضرب للئيم. قاله أبو زيد ولم يزد على هذا. ويروى، محل، باللام.بخ بخ ساق بخلخالبخ، كلمة يقولها المتعجب من حسن الشيء وكماله الواقع موقع الرضا. كأنه قال ما أحسن ما أراه! وهو ساق محلاة بخلخال. ويجوز أن يريد بالباء معنى مع فيكون التعجب من حسنهما. يضرب في التهكم والهزء من شيء لا موضع للتهكم فيه. وأول من قال ذلك الورثة بنت ثعلبة امرأة ذهل بن شيبان بن ثعلبة. وذلك أن رقاش بنت عمرو بن عثمان من بني ثعلبة طلقها زوجها كعب بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة فتزوجها ذهل بن شيبان زوج الورثة ودخل بها. وكانت الورثة لا تترك له امرأة إلا ضربتها وأجلتها فخرجت رقاش يوماً وعليها خلخالان، فقالت الورثة: بخ بخ ساق بخلخال. فذهبت مثلاً. فقالت رقاش: أجل، ساق بخلخال لا كخالك المختال. فوثبت عليها الورثة لتضربها فضبطتها رقاش وضربتها وغلبتها حتى حجزت عنها. فقالت الورثة:
ما على أفعل من هذا البابأبلغ من قسهو قس بن ساعدة بن حذافة بن زهير بن أياد بن نزار الأيادي؛ وكان من حكماء العرب وأعقل من سمع به منهم، هو أول من كتب من فلان إلى فلان، وأول من أقر بالبعث من غير علم، وأول من قال أما بعد، وأول من قال البينة على من ادعى واليمين على من أنكر. وقد عمر مائة وثمانين سنة. قال الأعشى:
أبخل من مادر |
||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
هو، رجل من بني هلال بن عامر بن صعصعة، وبلغ من بخله أنه سقي إبله فبقي في أسفل الحوض ماء قليل فسلح فيه ومدر الحوض به فسمي مادراً لذلك. واسمه مخارق. قال أبو الندي: وذكروا أن بني فزارة وبني هلال بن عامر تنافروا إلى أنس بن مدرك الخنعمي وتراضوا به. فقالت بنو عامر: يا بني فزارة أكلتم أير حمار. فقالت بنو فزارة قد أكلنا ولمن نعرفه. وحديث ذلك أن ثلاثة نفر اصطحبوا فزاري وثعلبي وكلابي فصادوا حماراً. ومضى الفزاري في بعض حاجته فطبخا وأكلا وخبأ للفزاري جردان الحمار، فلما رجع الفزاري قالا قد خبأنا لك فكل، فأقبل يأكله ولا يكاد يسيغه فقال: أكل شواء العبر جوفان. يعني به الذكر. وجعلا يضحكان، ففطن وأخذ السيف وقال: لتأكلانه أو لأقتلنكما. ثم قال لأحدهما، وكان اسمه مرقمة: كل منه فأبى فضربه فأبان رأسه. فقال الآخر: طاح مرقمة. فقال الفزاري وأنت أن لم تلقمه. قال محمد بن حبيب: أراد أن لم تلقمها، فلما ترك الألف ألقى الفتحة على الميم قبل الهاء، كما قالوا ويلم الحيرة، وأي رجال به، أي بها. قلت: إنما قدر الهاء في تلقمها أرادة المضغة أو البضعة وإلا فليس في الكلام الذي مضى تأنيث ترجع الهاء إليه. فقالت بنو فزارة: ولكن منكم يا بني هلال من قرى في حوضه فسقى إبله فلما رويت سلح فيه ومدره بخلابه أن يشرب فضله. فقضى أنس بن مدرك على الهلاليين فأخذا الفزاريون منهم مائة بعير وكانوا تراهنوا عليها. وفي بني فزارة يقول الكميت بن ثعلبة، والكميت من شعراء ثلاثة أقدمهم هذا. ثم كميت بن معروف، ثم كميت بن زيد، وكلهم من بني أسد:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
في أبيات. وابن الكاهلية هو عبد الله بن الزبير لأن جدة من جداته كانت من بني كاهل فلما بلغ الشعر ابن الزبير قال لو علم لي أما الأم من عمته لسبني بها. قال أبو عبيدة: فلو تكلف الحرث بن كلدة طبيب العرب أو مالك بن زيد مناة وحنيف الحناتم آبلا العرب من وصف علاج ناقة الأعرابي ما ت كلفه هذا الخليفة لما كانوا يعشرونه. وكان مع هذا يأكل في كل إسبوع أكلة ويقول في خطبته إنما بطني شبر في شبر وعندي ما عسى يكفيني. فقال فيه الشاعر:
أبخل من كلب أبخل من ذي معذرةهذا مأخوذ من قولهم، في مثل آخر. المعذرة طرف من البخل.أبخل من الضنين بنائل غيرههذا مأخوذ من قول الشاعر:
أبر من فلحسهو رجل من بني شيبان، زعموا أنه حمل ِأباه، وكان خرفاً كبير السن، على عاتقه إلى بيت الله الحرام حتى أحجه. ويقال أيضاً:أبر من العملسوهو رجل كان براً بأمه وكان يحملها على عاتقه.أبصر من زرقاء اليمامةواليمامة اسمها، وبهاء سمي البلد. وذكر الجاحظ أنها كانت من بنات لقمان بن عاد وأن اسمها عنز، وكانت هي زرقاء، وكانت الزباء زرقاء، وكانت البسوس زرقاء. قال محمد بن حبيب: هي امرأة من جديس، يعني زرقاء، كانت تبصر الشيء من مسيرة ثلاثة أيام فلما قتلت جديس طسما خرج رجل من طسم إلى حسان بن تبع فاستجاشه ورغبه في الغنائم، فجهز إليهم جيشاً فلما صاروا من جوة على مسيرة ثلاث ليال صعدت الزرقاء فنظرت إلى الجيش وقد أمروا أن يحمل كل رجل منهم شجرة ستتر بها ليلبسوا عليها. فقالت يا قوم قد أتتكم الجر أو أتتكم حمير، فلم يصدقوها. فقالت على مثال رجز:
أبعد من النجم ومن مناط العيوق ومن بيض الأنوقومن الكواكبأما النجم، فإنه يراد به الثريا دون سائر الكواكب ومنه قول الشاعر:
أبصر من فرس يهمأن في غلسوكذلك يضرب المثل فيه بالعقاب فيقال:أبصر من عقاب ملاعقال محمد حبيب: ملاع، اسم هضبة. وقال غيره: ملاع، اسم للصحراء. قال: وإنما قالوا ذلك لأن عقاب الصحراء أبصر وأسرع من عقاب الجبال. ويقال للأرض المستوية الواسعة مليع ومليع أيضاً. قال الشاعر، يصف إبلاً أغير عليها فذهبت:
أبصر من غرابزعم ابن الأعرابي أن العرب تسمي الغراب أعور لأنه مغمض أبداً أحدى عينيه مقتصر على أحداهما منن قوة بصره. وقال غيره: إنما سموه أعور لحدة بصره على طريق التفاؤل له. وقال بشار بن برد:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
قال أبو الهيثم: يقال أن الغرباب يبصر من تحت الأرض بقدر منقاره. أبصر من الوطواط بالليلأي، أعرف منه. والوطواط، الخفاش. ويقولون أيضاً أبصر ليلاً من الوطواط. ويقال أيضاً للخطاف الوطواط. ويسمون الجبان الوطواط.أبصر من كلبهذا المثل رواه بعض المحدثين ذاهباً إلى قول الشاعر وهو مرة بن محكان:
أبأى من جنيف الحناتممن البأي، وهو الفخر. وكان بلغ من فخره أن لا يكلم أحداً حتى يبدأه هو بالكلام.أبأى ممن جاء برأس خاقانقال حمزة: هذا مثل مولد حكاه المفضل بن سلمة في كتابه المترجم بالكتاب الفاخر في الأمثال. قال: والعامة تقول كأنه جاء برأس خاقان، وخاقان هذا كان ملكاً من ملوك الترك خرج من ناحية باب الأبواب وظهر على أرمينية وقتل الجراح بن عبد الله عامل هشام بن عبد الملك عليها، وغلظت نكايته في تلك البلاد، فبعث هشام إليه سعيد بن عمرو الجرشي، وكان مسلمة صاحب الجيش، فأوقع سعيد بخاقان ففض جمعه واحتز رأسه وبعث به إلى هشام فعظم أثره في قلوب المسلمين وفخم أمره ففخر بذلك حتى ضرب به المثل.أبر من هرةويقال أيضاً: أعق من هرة. وشرح ذلك يجيء في موضع آخر من هذا الكتاب.أبغض من الطلياءهذا يفسر على وجهين. يقال: الطلياء، الناقة الجرباء المدلية بالهناء. ويروى هذا المثل بلفظ آخر فيقال أبغض إلي من الجرباء ذات الهناء. وذلك أنه ليس شيء أبغض إلى العرب من الجرب لأنه يعدي. والوجه الآخر أنه يعني بالطلياء خرقة العارك التي تفترمها، من الافترام، وهو الأعتباء والأحتشاء وكله بمعنى واحد. ويقولون هذا المثل بلفظة أخرى وهي: أقذر من معبأة. ويقولون: أهون من معبأة. وهي خرقة الحائض والجمع معابيء.أبرد من عضرسوهو الماء الجامد. والعضارس، بالضم، مثله. قال الشاعر:
أبرد من عبقرٍوبعضهم يقول من حبقر، وهما البرد، عند محمد بن حبيب وأنشد فيهما:
أبرد من غب المطريعني أبرد من غب يوم المطر.أبرد من جربياءالجربياء، اسم للشمال. وقيل لأعرابي: ما أشد البرد? فقال ريح جربياء في ظل عماء غب سماء. قيل: فما أطيب المياه? قال: نطفة زرقاء من سحابة غراء في صفاة زلاء، ويروى بلاء، أي مستوية ملساء.أبطأ من فندٍيعنون مولى كان لعائشة بنت سعد بن أبي وقاص. وسأذكر قصته في حرف التاء عند قولهم: تعست العجلة.أبخر من أسد ومن صقروفيه يقول الشاعر:
أبقى من الدهرويقال أيضاً: أبقى على الدهر من الدهر. ومن أمثال العرب السائرة: "البئر أبقى من الرشاء".أبقى من تفاريق العصا |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||
هذا المثل قد ذكرناه في الباب الأول في قولهم لك خير من تفاريق العصا. أبطش من دوسرَقالوا: أن دوسر إحدى كتائب النعمان بن المنذر ملك العرب وكانت له خمس كتائب، الرهائن والصنائع والوضائع والأشاهب ودوسر. أما الرهائن فإنهم كانوا خمسمائة رجل رهائن لقبائل العرب يقيمون على باب الملك سنة ثم يجيء بدلهم خمسمائة أخرى وينصرف أولئك إلى أحيائهم، فكان الملك يغزو بهم ويوجههم في أموره. وأما الصنائع فبنو قيس وبنو تيم اللات ابني ثعلبة، وكانوا خواص الملك لا يبرحون بابه. وأما الوضائع فإنهم كانوا ألف رجل من الفرس يضعهم ملك الملوك بالحيرة نجدة لملك العرب وكانوا أيضاً يقيمون سنة ثم يأتي بدلهم ألف رجل وينصرف أولئك وأما الأشاهب فأخوة ملك العرب وبنو عمه ومن يتبعهم من أعوانهم، وسموا الأشاهب لأنهم كانوا بيض الوجوه. وأما دوسر فإنها كانت أخشن كتائبه وأشدها بطشاً ونكاية وكانوا من كل قبائل العرب وأكثرهم من ربيعة سميت دوسر اشتقاقاً من الدسر، وهو الطعن بالثقل لثقل وطأتها. قال الشاعر:
أبرد من أمرد لا يشتهي ومن مستعمل النحو في الحساب ومن برد الكوانينأبغض من قدح اللبلاب ومن الشيب إلى الغواني ومن ريج السداب إلى الحيات ومن سجادة الزانية ومن وجوه التجار يوم الكسادأبول من كلبقالوا: يجوز أن يراد به البول بعينه. ويجوز أن يراد به كثر الولد. فإن البول في كلام العرب يكنى به عن الولد. قلت: وبذلك عبر ابن سيرين رؤيا عبد الملك بن مروان حين بعث إليه أني رأيت في المنام أني قمت في محراب المسجد وبلت فيه خمس مرات. فكتب إليه ابن سيرين أن صدقت رؤياك فسيقوم من أولادك خمسة في المحراب ويتقلدون الخلافة بعدك فكان كذلك.أبين من فلق الصبح وفرق الصبحوهما الفجر. وفي التنزيل "قل أعوذ برب الفلق" يعني الصبح وبيانه.أبطأ من مهدي الشيعة ومن غراب نوح عليه السلاموذلك أن نوحاً بعثه لينظر هل غرقت البلاد ويأتيه بالخبر فوجد جيفة فوقع عليها فدعا عليه نوح بالخوف، فلذلك لا يألف الناس. ويضرب به المثل في الإبطاء.أبقى من وحي في حجرٍالوحي، الكتابة والمكتوب أيضاً. وقال: كما ضمن الوحي سلامها.أبلد من ثور ومن سلحفاة أبشع من مثل غير سائرأبغي من الإبرة ومن الزبيب ومن المحبرةوقال الشاعر:
أبقى من النسرينيعني، النسر الطائر والنسر الواقع ومن العصرين يعني الغداة والعشي.أبهى من القمرينيعني الشمس والقمر.أبهى من قرطين وبينهما وجه حسن أبكر من غرابوهو أشد الطير بكوراً.أبكى من يتيموفيه المثل السائر: لا تعلم اليتيم البكاء.أبخل من صبي ومن كسعقالوا: هو رجل بلغ من بخله أنه كوى إست كلبه حتى لا ينبح فيدل عليه الضيف.المولدون
"بيت الإسكاف فيه من كل جلد رقعة" يضرب لأخلاط الناس. "بع الحيوان أحسن ما يكون في عينك" "بع المتاع من أول طلبه توفق فيه" "بعلة الزرع يسقي القرع بعلة الداية يقتل الصبي" "بغاث الطير أكثرها فراخاً بذل الجاه أحد المالين" "بشر مال الشحيح بحادث أو وارث" قال ابن المعتز: "بعض الشوك يسمح بالمن بعض العفو ضعف" "بعض الحلم ذل برئت من رب يركب الحمار" "بلد أنت غزاله كيف بالله نكاله به حرارة" يضرب للمتهم. "به داء الملوك" مثله: "بين وعده وإنجازه فترة نبي" "بيني وبينه سوق السلاح" يضرب في العداوة.
"البستان كله كرفس" |
||||||||||||||
|
|
|||||||
يضرب في التساوي في الشر: "البغل الهرم لا يفزعه صوت الجلجل" "ابنه على كتفه وهو يطلبه" "ابن آدم لا يحتمل الشحم ابن عم النبي من الدلدل" يضرب للدعي يدعي الشرف. والدلدل، اسم بغلة النبي عليه الصلاة والسلام. وكذلك يقال: ابن عمه من اليعفور، وهو اسم حمار له صلى الله عليه وسلم. "البياض نصف الحسن بئس والله ما جرى فرسي" يضرب فيمن قصر أو قصر به. "بطن جائع ووجه مدهون" يضرب للمتشبع زوراً. "ابن آدم حريص على ما منع منه البصر بالزبون تجارة" يضرب في المعرفة بالإنسان وغيره. الباب الثالثفيما أوله تاءترك الظبي ظلهالظل ههنا، الكناس الذي يستظل في شدة الحر فيأتيه الصائد فيثيره فلا يعود إليه. فيقال: ترك الظبي ظله. أي موضع ظله. يضرب لمن نقر من شيء فتركه تركاً لا يعود إليه. ويضرب في هجر الرجل صاحبه.تركته على مثل مقلع الصمغةأي، تركته ولم يبق له شيء. لأن الصمغ إذا قلع لم يبق له أثر. ومثله قولهم:تركته على مثل ليلة الصدروهي ليلة ينفر الناس من منى فلا يبقى منهم أحد. ومثلها:تركته على أنقى من الراحةأي، على حال لا خير فيه كما لا شعر على الراحة. يضرب في اصطلام الدهر الناس والمال.ترك الخداع من أجرى من مائةأي، من مائة غلوة، وهي إثنا عشر ميلاً. قال الأصمعي: يجري الجذعان أربعين، والثنيان ستين، والربع ثمانين، والقرح مائة ولا يجري أكثر من ذلك. وهذا من كلام قيس بن زهير قاله لحذيفة بن بدر يوم داحس، أي لو كان قصدي الخداع لأجريت من قريب.تمام الربيع الصيفأي، تظهر آثار الربيع في الصيف. كما قيل: الأعمال بخواتيمها. والصيف، المطر يأتي بعد الربيع. يضرب في استنجاح تمام الحاجة.ترك الذنب أيسر من طلب التوبةيضرب لما تركه خير من ارتكابه.تركتني خبرة الناس فرداًالخبرة، الاسم من الاختبار. ونصب فرداً على الحال.تصنع ف يعامين كرزاً من وبرالكرز، الجوالق. يضرب مثلاً للبطيء في أمره وعمله.تجنب روضة وأحال يعدويضرب لمن اختار الشقاء على الراحة. وأحال، أي أقبل.تجوع الحرة ولا تأكل بثدييهاأي، لا تكون ظئراً وإن آذاها الجوع. ويروى، ولا تأكل ثدييها. وأول من قال ذلك، الحرث بن سليل الأسدي، وكان حليفاً لعلقمة بن خصفة الطائي فزاره فنظر إلى ابنته الزباء، وكانت من أجمل أهل دهرها، فأعجب بها، فقال له: أتيتك خاطباً وقد ينكح الخاطب، ويدرك الطالب، ويمنح الراغب. فقال له علقمة: أنت كفؤ كريم يقبل منك الصفو ويؤخذ منك العفو، فأقم ننظر في أمرك. ثم انكفأ إلى أمها فقال: أن الحرث ابن سليل سيد قومه حسباً ومنصباً وبيتاً وقد خطب إلينا الزباء فلا ينصرفنّ إلا بحاجته. فقالت امرأته لابنتها: أي الرجال أحب إليك الكهل الجحجاح الواصل المناح، أم الفتى الوضاح? قالت: لا، بل الفتى الوضاح. قالت: أن الفتى يغيرك وأن الشيخ يميرك، وليس الكهل الفاضل الكثير النائل كالحديث السن الكثير المن. قالت: يا أمتاه أن الفتاة تحب الفتى كحب الرعاء أينق الكلا. قالت: أي بنية إن الفتى شديد الحجاب كثير العتاب. قالت: إن الشيخ يبلي شبابي ويدنس ثيابي ويشمت بي أترابي. فلم تزل أمها بها حتى غلبتها على رأيها. فتزوجها الحرث على مائة وخمسين من الإبل وخادم وألف درهم، فابتني بها، ثم رحل بها إلى قومه. فبينا هو ذات يوم جالس بفناء قومه، وهي إلى جانبه، إذا أقبل إليه شباب من بني أسد يعتلجون، فتنفست صعداء، ثم أرخت عينيها بالبكاء. فقال لها: ما يبكيك? قالت: ما لي وللشيوخ الناهضين كالفروخ. فقال لها: ثكلتك أمك، تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها. قال أبو عبيد: فإن كان الأصل على هذا الحديث فهو على المثل السائر، لا تأكل ثدييها. وكان بعض العلماء يقول هذا لا يجوز وإنما هو لا تأكل بثدييها. قلت: كلاهما في المعنى سواء، لأن معنى، لا تأكل ثدييها، لا تأكل أجرة ثدييها. ومعنى بثدييها، أي لا تعيش بسبب ثدييها وبما يغلان عليها. ثم قال الحرث لها: أما وأبيك لرب غارة شهدتها وسبية أردفتها وخمرة شربتها، فالحقي بأهلك فلا حاجة لي فيك. وقال:
|
|||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
بحسبها حمقاء وهي باخسٌويروى، باخسة. فمن روى باخس أراد أنها ذات بخس تبخس الناس حقوقهم. ومن روى باخسة بناه على بخست فهي باخسة. يقال أن المثل تكلم به رجل من بني العنبر من تميم جاورته امرأة فنظر إليها فحسبها حمقاء لا تعقل ولا تحفظ ولا تعرف مالها، فقال العنبري: ألا أخلط مالي ومتاعي بمالها ومتاعها ثم أقاسمها فآخذ خير متاعها وأعطيها الرديء من متاعي فقاسمها بعد ما خلط متاعه بمتاعها فلم ترض عند المقاسمة حتى أخذت متاعها ثم نازعته وأظهرت له الشكوى حتى افتدى منها بما أرادت، فعوتب عند ذلك فقيل له: أختدعت امرأة وليس ذلك بحسن. فقال: تحسبها حمقاء وهي باخسة. يضرب لمن يتباله وفيه دهاء.تركته في وحش إصْمِتَ. وببلدة إصْمِتْ. وفي بلدة إصمِتَةَأي، في فلاة. يضرب للوحيد الذي لا ناصر له.تركته باست المتنالمتن، ما صلب من الأرض. أي تركته وحيداً.تالله لولا عتقه لقد بليالعتق، العتاقة وهي الكرم. يضرب للصبور على الشدائد.تذكرت رياً ولداًريا، اسم امرأة. يضرب لمن يتنبه لشيء قد غفل عنه.تعجيل العقاب سفهأي، أن الحليم لا يعجل بالعقوبة.تشددي تنفرجيالخطاب للداهية. أي تناهي في العظم والشدة تذهبي. يضرب عند اشتداد الأمر.تيه مغن وظرف زنديقيروى هذا عن أبي نواس. وأراد بقوله: ظرف زنديقن مطيع بن إياس ولقبه بذلك بشار بن برد. وكان إذا وصف إنساناً بالظرف قال أظرف من الزنديق، يعني مطيعاً. لأن من تزندق كان له ظرف يباين به الناس. ومن قال فلان أظرف من زنديق فقد غلط.تسألني برامتين سلجمارامة، موضع بقرب البصرة. والسلجم، معروف. قال الأزهري: هو بالسين غير معجمة، ولا يقال شلجم ولا ثلجم، وضم رامة إلى موضع آخر هناك فقال: برامتين. كما قال عنترة: شربت بماء الدحرضين، وإنما هو وسيع ودحرض، وهما ماءان أو موضعان، فثني بلفظ أحدهما كما يقال القمران والعمران.يضرب لمن يطلب شيئاً في غير موضعه. تجشأ لقمان من غير شبعتجشأ، أي تلكف الجشاء. يضرب لمن يدعي ما ليس يملك. ويقال: تجشأ لقمان من غير شبع من علبتين وثمان وربع. قال أبو الهيثم: فهذه عشر علب مع ربع لم يعدها لقمان شيئاً لكثرة حاجته إلى الأكل وقد تجشأ تجشؤ غير الشبعان.تخبر عن مجهوله مرآتهأي، منظره يخبر عن مخبره.تسقط به النصيحة على الظنةأي، كثرة نصيحتك إياه تحمله على أن يتهمك.تعلمني بضب أنا حرشتهتعلمني، بمعنى تعلمني أي تخبرني، ولذلك أدخل الباء كقوله تعالى: "قل أتعلمون الله بدينكم". وحرش الضب، صيده.تحمدي يا نفس لا حامد لكأي، أظهر حمد نفسك بأن تفعل ما تحمد عليه فإنه لا حامد لك ما لم تفعله.تنزو وتلين هذا من النزو والنزوان، وهما الوثب وليس من النزاء، الذي هو السفاد. وربما قالوا: تنزو وتلين وتؤدي الأربعين. ذكروا أن أعرابياً حبس فقال:
تخرسي يا نفس لا مخرس لكأي، اصنعي لنفسك الخرسة، وهي طعام النفساء نفسها. قالته امرأة ولدت ولم يكن لها من يهتم بشأنها.تحقره وينتأيقال: نتأ الشيء إذا ارتفع ينتأ نتوءاً. يضرب لمن يحتقر أمراً وهو يعظم في نفسه.ترفض عند المحفظات الكتائفترفض، أي تتفرق. والمحفظات، المفضبات والحفيظة والحفظة الغضب. والكتائف، السخائم والأحقاد. يقول: إذا رأيت حميمك يظلم أغضبك ذلك فتنسى حقدك عليه وتنصره.تضرب في حديد بارديضرب لمن طمع في غير مطمع.تمنعي أشهى لكأي، مع التأني يقع الحرص. وأصله أن رجلاً قال لامرأته تمنعي إذا غازلتك يكن أشهى، أي ألذ. يضرب لمن يظهر الدلال ويغلي رخيصه. |
||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
تمرد مارد وعز الأبلقمارد، حصن دومة الجندل. والأبلق، حصن للسموءل بن عاديا، قيل وصف بالأبلق لأنه بني من حجارة مختلفة الألوان بأرض تيماء. وهما حصنان قصدتهما الزباء ملكة الجزيرة فلم تقدر عليهما. فقالت: تمرد مارد وعز الأبلق. فصار مثلاً لكل ما يعز ويمتنع على طالبه. وعز معناه غلب من عز يعز ويجوز أن يكون من عز يعز.تلدغ العقرب وتصيءيقال: صأى الفرخ والخنزير والفأر والعقرب يصيء صئياً، على فعيل، إذا صاح. وصاء مقلوب منه. يضرب للظالم في صورة المتظلم.تشكو إلى غير مصمتأي، إلى من لا يهتم بشأنك قال:
تجاوز الروض إلى القاع القرقيضرب لمن عدل بحاجته عن الكريم إلى اللئيم. والقرق المستوي.تحمي جوابيه نقيق الضفدعالجوابي، جمع جابية وهي الحوض. يضرب للرجل لا طائل عنده بل كله قول وبقبقة.تشمرت مع الجارييقال: تشمرت السفينة، إذا انحدرت مع الماء. وشمرتها أنا إذا أرسلتها. يضرب في الشيء يستهان به وينسى. وقائله كعب بن زهير بن أبي سلمى. قال ابن دريد: ليس في العرب سلمى بالضم إلا هذا. وزاد غيره وأبو سلمى ربيعة بن رباح بن قرط من بني مازن. قلت: والمحدثون يعدون غيرهما قوماً يطول ذكرهم. وإنما قال هذا المثل كعب حين ركب هو وأبوه زهير سفينة في بعض الأسفار فأنشد زهير قصيدته المشهورة وهي: أمن أم أوفى دمنة لم تكلم وقال لابنه كعب: دونك فاحفظها. فقال: نعم. وأمسيا، فلما أصبحا. قال له يا كعب: ما فعلت العقيلة? يعني القصيدة. قال: يا أبت إنها تشمرت مع الجاري، يعني نسيتها فرت مع الماء. فأعادها عليه وقال: إن شمرتها يا كعب شمرت بك على أثرها.تَهِمُّ ويُهَمُّ بكَالهم، القصد. يضرب للمغتر بعمله لا يخاف عاقبته.تركتهم في كصيصة الظبيقال اللحياني: كصيصة الظبي، موضعه الذي يكون فيه. وقال غيره: هي كفته التي يصاد بها. يضرب لمن يضيق عليه الأمر. ومثله:تركتهم في حيصَ بيصَ وحيصِ بيصِويقال: حيصَ بيصَ وحيصِ بيصِ. فالحيص، الفرار. والبوص، الفوت. وحيص من بنات الياء، وبيص من بنات الواو، فصيرت الواو ياء ليزدوجا. يضرب لمن وقع في أمر لا مخلص له منه فراراًِ أو فوتاً.تلبدي تصيديالتلبد، اللصوق بالأرض لختل الصيد. ومعنى المثل: احتل تتمكن وتظفر.تتابعي بقرزعموا أن بشر بن أبي حازم الأسدي خرج في سنة أسنت فيها قومه وجهدوا. فمر بصوار من البقر، وأجل من الأروى. فذعرت منه، فركبت جبلاً وعراً ليس له منفذ، فلما نظر إليها قام على شعب من الجبل وأخرج قوسه، وجعل يشير إليها كأنه يرميها فجعلت تلقي أنفسها فتكسر. وجعل يقول:
تنهانا أمنا عن الغي وتغدو فيهيضرب لمن يحسن القول ويسيء الفعل.تطلب أثراً بعد عينالعين، المعاينة. يضرب لمن ترك شيئاً يراه ثم تبع أثره بعد فوت عينه قال الباهلي: أول من قال ذلك مالك بن عمرو العاملي. وفي كتاب أبي عبيد مالك بن عمرو الباهلي. قال: وذلك أن بعض ملوك غسان كان يطلب في عامله دخلاً فأخذا منهم رجلين يقال لهما مالك وسماك ابنا عمرو فاحتبسهما عنده زماناً ثم دعاهما فقال لهما: إني قاتل أحدكما فإيكما أقتل، فجعل كل واحد منهما يقول أقتلني كان أخي. فلما رأى ذلك قتل سماكاً وخلى سبيل مالك فقال سماك حين ظن أنه مقتول:
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تَطّعَّمْ تطْعَمْأي، ذق حتى يدعوك طعمه إلى أكله. يضرب في الحث على الدخول في الأمر. أي أدخل في أوله يدعوك إلى الدخول في آخره، ويرغبك فيه.توقري يا زلزةالزلز، القلق والحركة. يضرب للمرأة الطوافة في بيوت الحي.تسمع بالمعيدي خير من أن تراهويروى: لأن تسمع بالمعيدي خير، وأن تسمع، ويروى: تسمع بالمعيدي لا أن تراه. والمختار: أن تسمع. يضرب لمن خبره خير من مرآه، وأدخل الباء على تقدير تحدث به خير. قال المفضل: أول من قال ذلك المنذر بن ماء السماء. وكان من حديثه أن كبيش نب جابر أخا ضمرة بن جابر من بني نهشل، كان عرض لأمة لزرارة بن عدس يقال لها رشية، كانت سبية أصابها زرارة من الرفيدات، وهم حي من العرب، فولدت له عمراً وذؤيباً وبرغوثاً. فمات كبيش وترعرع الغلمة. فقال لقيط بن زرارة: يا رشية من أبو بنيك? قالت: كبيش بن جابر. قال: فاذهبي بهؤلاء الغلمة فعبّسي بهم وجه ضمرة وخبريه من هم. وكان لقيط عدواً لضمرة. فانطلقت بهم إلى ضمرة. فقال: ما هؤلاء? قالت: بنو أخيك. فانتزع منها الغلمة. وقال: الحقي بأهلك. فرجعت فأخبرت أهلها بالخبر، فركب زرارة، وكان رجلا حليماً، حتى أتى بني نهشل فقال: ردوا علي غلمتي. فسبه بنو نهشل واهجروا له. فلما رأى ذلك انصرف فقال له قومه: ما صنعت? قال خيراً، ما أحسن ما لقيني به قومي فمكث حولاً ثم أتاهم فأعادوا عليه أسوأ ما كانوا قالوا له. فأنصرف فقال له قومه: ما صنعت? قال خيراً، قد أحسن بنو عمي وأجملوا. فمكث بذلك سبع سنين يأتيهم ف يكل سنة فيردونه بأسوأ الرد. فبينما بنو نهشل يسيرون ضحى إذ لحق بهم لاحق فأخبرهم أن زرارة قد مات. فقال ضمرة: يا بني نهشل إنه قد مات حليم أخوتكم اليوم فاتقوهم بحقهم. ثم قال ضمرة لنسائه: قفن أقسم بينكن الثكل، وكانت عنده هند بنت كرب بن صفوان، وامرأة يقال لها خليدة من بني عجل، وسبية من عبد القيس، وسبية من الأزد من بني طمثان. وكان لهن أولاد غير خليدة فقالت لهند، وكانت لها مصافية: ولي الثكل بنت غيرك. ويروى: ولى الثكل بنت غيرك، على سبيل الدعاء، فأرسلتها مثلاً. فأخذ ضمرة شقة بن ضمرة وأمه هند، وشهاب بن ضمرة وأمه العبدية، وعنوة ابن ضمرة وأمه الطمثانية، فأرسل بهم إلى لقيط بن زرارة وقال لهؤلاء رهن لك بغلمك حتى أرضيك منهم. فلما وقع بنو ضمرة في يدي لقيط أساء ولايتهم وجفاهم وأهانهم فقال في ذلك ضمرة بن جابر:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تباعدت العمة من الخالةوذلك أن العمة خير للولد من الخالة. يقال في المثل: أتيت خالاتي فأضحكنني وأفرحنني، وأتيت عماتي فأبكينني وأحزنني. وقد مر هذا في قولهم: أمر مبكياتك لا أمر مضحكاتك. يضرب في التباعد بين الشيئين.تركته تغنيه الجرادتانيضرب لمن كان لاهياً في نعمة ودعة. والجرادتان، قينتا معاوية بن بكر، أحد العماليق. وأن عاداً لما كذبوا هوداً عليه السلام توالت عليهم ثلاث سنوات لم يروا فيها مطراً فبعثوا من قومهم وفداً إلى مكة، ليستسقوا لهم، ورأسوا عليهم قيل برعنق، ولقيم بن هزال، ولقمان بن عاد. وكان أهل مكة إذ ذاك العماليق، وهم بني عمليق بن لاوذ بن سام، وكان سيدهم بمكة معاوية بن بكر. فلما قدموا، نزلوا عليه، لأنهم كانوا أخواله وأصهاره فأقاموا عنده شهراً. وكان يكرمهم والجرادتان تغنيانهم فنسوا قومهم شهراً فقال معاوية: هلك أخوالي، ولو قلت لهؤلاء شيئاً ظنوا بي بخلاً. فقال شعراً وألقاه إلى الجرادتين فأنشدتاه، وهو:
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||
فلما غنتهم الجرادتان بهذا، قال بعضهم لبعض: يا قوم إنما بعثكم قومكم يتغوثون بكم. فقاموا ليدعوا، وتخلف لقمان، وكانوا إذا دعوا جاءهم نداء من السماء أن سلوا ما شئتم فتعطون ما سألتم. فدعوا ربهم واستسقوا لقومهم فأنشأ الله لهم ثلاث سحابات بيضاء وحمراء وسوداء. ثم نادى مناد من السماء: يا قيل اختر لقومك ولنفسك واحدة من هذه السحائب. فقال: أما البيضاء فجفل، وأما الحمراء فعارض، وأما السوداء فهطلة، وهي أكثرها ماء، فاختارها. فنادى منادٍ: قد اخترت لقومك رماداً رمدا لا تبقي من عادا أحدا، لا والداً ولا ولداً. قال وسير الله السحابة التي اختارها قيل إلى عاد. ونودي لقمان: سل. فسأل عمر ثلاثة أنسر غأعطي ذلك. وكان يأخذ فرخ النسر من وكره فلا يزال عنده حتى يموت. وكان آخرها لبد وهو الذي يقول فيه النابغة:
تبشرني بغلام أعيا أبوهوذلك أن رجلاً بشر بولد ابن له، وكان أبوه يعقه، فقال هذا. قال الشاعر:
تركته يصرف عليك نابهيضرب لمن يغتاظ عليك. ومثله: تركته يحرق عليك الأرم.تعساً لليدين وللفمكلمة يقولها الشامت بعدوه. يقال: تعس يتعس تعساً، إذا عثر. وأتعسه الله. ولليدين، معناه على اليدين.تركته يفت اليرمعيقال للحصا البيض يرمع، وهي حجارة فيها رخاوة يجعل الصبيان منها الخذاريف. يضرب للمغموم المنكسر.تربت يداكقال أبو عبيد: يقال للرجل إذا قل ماله، قد ترب. أي افتقر حتى لصق بالتراب. وهذه كلمة جارية على ألسنة العرب يقولونها ولا يريدون وقوع الأمر. ألا تراهم يقولون: لا أرض لك. ولا أم لك. ويعلمون أن له أرضاً وأما. قال المبرد: سمع أعرابي في سنة قحط بمكة يقول:
تأبى له ذلك بنات ألببيقالوا: أصل هذا أن رجلاً تزوج امرأة وله أم كبيرة فقالت المرأة للزوج: لا أنا ولا أنت حتى تخرج هذه العجوز عنا. فلما أكثرت عليه احتملها على عنقه ليلاً، ثم أتى بها وادياً كثير السباع، فرمى بها فيه ثم تنكر لها، فمر بها وهي تبكي فقال: ما يبكيك يا عجوز? قالت: طرحني ابني ههنا وذهب، وأنا أخاف أن يفترسه الأسد. فقال لها: تبكين له وقد فعل بك ما فعل هلا تدعين عليه قالت: تأبى له ذلك بنات ألببي. قالوا: بنات ألبب عروق في القلب تكون منها الرقة. قال الكميت:
اتقي بسحله سمرةأصل ذلك أن رجلاً أراد أن يضرب غلاماً له، يسمى سمرة، فسلح الغلام فترك سيده ضربه، فضرب به المثل.اتق الصبيان لا تصبك بأعقائهاالأعقاء، جمع العقي وهو ما يخرج من بطن المولود حين يولد. يضرب للرجل تحذره من تركه له مصاحبته. أي جانب المريب المتهم.اتق خيرها بشرها وشرها بخيرهاالهاء، ترجع إلى اللقطة والضلة يجدها الرجل يقول دع خيرها بسبب شرها الذي يعقبها، وقابل شرها بخيرها تجد شرها زائداً على الخير. وهذا حديث. ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما.تركته يقاس بالجذاعيضرب للرجل المسن. أي هو شاب في عقله وجسمه.تقفز الجعثن بي يا مر زدها قعباًالجعثن، أصل الصليان. ومر، ترخيم مرة وهو اسم لغلامه. وذلك أن رجلاً كان له فرس وكان يصبحها قعباً ويغبقها قعبا. فلما رآها تقفز الجذامير، وهي أصول الشجر. قال لغلامه: يا مر زدها قعباً. يضرب لمن يستحق أكثر مما يعطي.تقديم الحرم من النعميعنون البنات. وهذا كقولهم: دفن البنات من المكرمات.أتبع الفرس لجامها والناقة زمامها |
|||||||||||||||||
|
|
||||
قال أبو عبيد: أرى معناه أنك قد جدت بالفرس واللجام أيسر خطباً فأتم الحاجة لما أن الفرس لا غنى به عن اللجام. وكان المفضل يذكو أن المثل لعمرو بن ثعلبة الكلبي، أخي عدي بن جناب الكلبي. وكان ضرار ابن عمرو الضبي أغنار عليهم فسبي يومئذ سلمى بنت وائل الصائغ، وكانت يومئذ أمة لعمرو بن ثعلبة، وهي أم النعمان بن المنذر، فمضى بها ضرار مع ما غنم، فأدركه عمرو بن ثعلبة، وكان له صديق. فقال: أنشدك الأخاء والمودة إلا رددت علي أهلي. فجعل يرد شيئاً شيئاً حتى بقيت سلمى، وكانت قد أعجبت ضراراً، فأبى أن يردها فقال عمرو: يا ضرار ابتع الفرس لجامها فأرسلها مثلاً. قال غيره: أصل هذا أن ضرار بن عمرو قاد ضبة إلى الشام فأغار على كلب بن وبرة فأصاب فيهم، وغنم وسبي الذراري فكانت في السبي الرائعة قينة كانت لعمرو بن ثعلبة وبنت لها يقال لها سلمى بنت عطية بن وائل. فسار ضار بالغنائم والسبي إلى أرض نجد، وقدم عمرو بن ثعلبة على قومه، ولم يكن شهد غارة ضرار عليهم. فقيل له: أن ضرار بن عمرو أغار على الحي فأخذ أموالهم وذراريهم. فطلب عمرو بن ثعلبة ضراراً وبني ضبة فلحقهم قبل أن يصلوا إلى أرض نجد. فقال عمرو بن ثعلبة لضرار: رد علي مالي وأهلي. فرد عليه ماله وأهله. ثم قال: رد علي قياني فرد عليه قينته الرائعة، وحبس ابنتها سلمى. فقال له عمرو: يا أبا قبيصة أتبع الفرس لجامها. فأرسلها مثلاً. اتخذ الليل جملايضرب لمن يعمل العمل بالليل من قراءة أو صلاة أو غيرهما مما يركب فيه الليل. وقال بعض الكتاب في رجل فات بمال وطوى المراحل: أتخذ الليل جملاً، وفات بالمال كملاً، وعبر الوادي عجلاً.تركته بملاحس البقر أولادهاأي، بحيث تلحس البقر أولادها. يعني بالمكان القفر. ويروى بمباحث البقر. يقال معناهما تركته بحيث لا يدري أين هو.تاتخذوه حمار الحاجاتيضرب للذي يمتهن في الأمور.تركته جوف حمارقال الأصمعي: معناه لا خير فيه، ولا شيء ينتفع به. وذلك أن جوف الحمار لا ينتفع منه بشيء. وقال ابن الكلبي: حمار رجل من العمالقة. وجوفه واديه. قلت: وقد أوردت ذكره في قولهم: أكفر من حمار. في باب الكاف.تطلب ضباً وهذا ضب باد رأسهويروى: مخرج رأسه. قال عطاء بن مصعب: زعموا أن رجلين وترا رجلاً، وكل واحد منهما يسمى ضباً. فكان الرجل يهدد النائي عنه ويترك المقيم معه جبناً. فقيل له: تطلب ضباً، يعني الغائب، وهذا ضب باد رأسه، يعني الحاضر. يضرب لمن يجبن عن طلب ثأره.تفرق من صوت الغراب وتفرس الأسد المشتمويروى المشبم من الشبام وهي خشبة تعرض في فم الجدي لئلا يرضع أمه. ويعني ههنا الأسد الذي قد شدو فاه. ومن روى المشتم جعله من شتامة الوجه. وأصل المثل أن امرأة افترست أسداً ثم سمعت صوت غراب ففزعت منه. يضرب لمن يخاف الشيء الحقير ويقدم على الشيء الخطير.تقيس الملائكة إلى الحدادينقال المفضل: يقال أن أصل هذا المثل أنه لما نزلت هذه الآية: "عليها تسعة عشر" قال رجل، من كفار مكة من قريش من بني جمح، يكنى أبا الأشدين: أنا أكفيكم سبعة عشر وأكفوني اثنين. فقال رجل سمع كلامه: تقيس الملائكة إلى الحدادين. والحد، المنع والسجن. والحدادون، السجانون. ويقال لكل مانع حداد.تلك أرض لا تقض بضعتهاويروى لا تنعفر بضعتها. أي لكثرة عشبها لو وقعت بضعة لحم على الأرض لم يصبها قضض، وهي الحصى الصغار. يضرب للجناب المخصب.تحمل عضة جناهاأصل ذلك إن رجلاً كانت له امرأة وكانت لها ضرة فعمدت الضرة إلى قدحين مشتبهين فجعلت في أحدهما سويقاً وفي الآخر سماً ووضعت قدح السويق عند رأسها والقدح المسموم عند رأس ضرتها لتشربه. ففطنت الضرة لذلك، فلما نامت حولت القدح المسموم إليها ورفعت قدح السويق إلى نفسها فلما جناها. الجنى، الحمل. والعضة، واحدة العضاة وهي الأشجار ذوات الشوك. يعني أن كل شجرة تحمل ثمرتها. وهذا مثل قولهم: من حفر مهواة وقع فيها.تطأطأ لها تخطئكالهاء، للحادثة. يقولك أخفض رأسك لها تجاوزك. وهذا كقولهم: دع الشر يعبر. يضرب في ترك التعرض للشر.التقدم قبل التندم |
||||
|
|
||||||||||
هذا مثل قولهم: المحاجزة قبل المناجزة. يضرب في لقائك من لا قوام لك به. أي تقدم إلى ما في ضميرك قبل تندمك. وقال الذي قتل محمد ابن طلحة بن عبيد الله يوم الجمل:
التجرد لغير النكاح مثلةقالته رقاش بنت عمرو لزوجها حين قال لها: اخلعي درعك لأنظر إليك. وهي التي قالت أيضاً: أخلع الدرع بيد الزوج. فأرسلتها مثلين يضربان في الأمر بوضع الشيء موضعه.التمرة إلى التمرة تمرهذا من قول أحيحة بن الجلال. وذلك أنه دخل حائطاً له فرأى التمرة ساقطة فتناولها فعوتب في ذلك فقال هذا القول. والتقدير التمرة مضمومة إلى التمرة تمر. يريد أن ضم الآحاد يؤدي الجمع، وذلك أن التمر جنس يدل على الكثرة. يضرب في استصلاح المال.التمر في البئر وعلى ظهر الجملأصل ذلك أن منادياً، فيما زعموا، كان في الجاهلية يقوم على أطم من آطام المدينة، حين يدرك البسر، فينادي التمر في البئر. أي من سقى وجد عاقبة سقيه في تمره. وهذا قريب من قولهم: عند الصباح يحمد القوم السرى.ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخلالدخل، العيب الباطن. يضرب لذي المنظر لا خير عنده. قال المفضل: أول من قال ذلك عقمة بنت مطرود البجيلية. وكانت ذات عقل ورأي مستمع في قومها، وكانت لها أخت يقال لها خود، وكانت ذات جمال وميسم وعقل. وأن سبعة إخوة غلمة من بطن الأزد خطبوا خوداً إلى أبيها فأتوه وعليهم الحلل اليمانية وتحتهم النجائب الفره فقالوا: نحن بنو مالك بن غفيلة ذي النحيين. فقال لهم: انزلوا على الماء. فنزلوا ليلتهم، ثم أصبحوا غادين في الحلل والهيأة ومعهم ربيبة لهم يقال لها الشعثاء كاهنة فمروا بوصيدها يتعرضون لها، وكلهم وسيم جميل، وخرج أبوها فجلسوا إليه فرحب بهم فقالوا: بلغنا أن لك بنتاً ونحن كما ترى شباب، وكلنا يمنع الجانب، ويمنح الراغب. فقال أبوها: كلكم خيار فأقيموا نرى رأينا. ثم دخل على إبنته فقال: ما ترين? فقد أتاك هؤلاء القوم. فقالت: أنكحني على قدري، ولا تشطط في مهري، فإن تخطئني أحلامهم. لا تخطئني أجسامهم، لعلي أصيب ولداً، وأكثر عدداً. فخرج أبوها فقال: أخبروني عن أفضلكم. قالت ربيبتهم الشعثاء الكاهنة: اسمع أخبرك عنهم. هم أخوة وكلهم أسوة. أما الكبير فمالك جريء فاتك، يتعب السنابك، ويستصغر المهالك. وأما الذي يليه فالغمر بحر غمر يقصر دونه الفخر، نهد صقر. وأما الذي يليه فعلقمة، صليب المعجمة، منيع المشتمة، قيل الجمجمة. وأما الذي يليه فعاصم، سيد ناعم، جلد صارم، أبي حازم، جيشه غانم، وجاره سالم. وأما الذي يليه فثواب سريع الجواب، عتيد الصواب، كريم النصاب كليث الغاب. وأما الذي يليه فمدرك بذول لما يملك، عزوب عما يترك، يفني ويهلك. وأما الذي يليه فجندل، لقرنه مجدل، مقل لما يحمل، يعطي ويبذل، وعن عدوه لا ينكل. فشاورت أختها فيهم. فقالت أختها عثمة: ترى الفتيان كالنخل ومتا يدريك ما الدخل. اسمعي مني كلمة أن شر الغريبة يعلن، وخيرها يدفن. أنكحي في قومك ولا تغررك الأجسام. فلم تقبل منها وبعثت إلى أبيها أنكحني مدركاً. فأنكحها أبوها على مائة ناقة ورعاتها وحملها مدرك فلم تلبث عنده إلا قليلاً حتى صبحهم فوارس من بني مالك بن كنانة فاقتتلوا ساعة ثم أن زوجها وأخوته وبني عامر انكشفوا فسبوها فيمن سبوا، فبينا هي تسير بكت. فقالوا ما يبكيك? أعلى فراق زوجك. قالت: قبحه الله. قالوا: لقد كان جميلاً. قالت: قبح الله جمالاً لا نفع معه. إنما أبكي على عصياني أختي وقولها: ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل. وأخبرتهم كيف خطبوها. فقال لها رجل منهم، يكنى أبا نواس ششاب أسود أفوه مضطرب الخلق: أترضين بي على أن أمنعك من ذئاب العرب? فقالت لأصحابه: أكذلك هو? قالوا: نعم. إنه مع ما ترين ليمنع الحليلة، وتنقية القبيلة. قالت: هذا أجمل جمال وأكمل كمال، قد رضيت به. فزوجوها منه.التمر بالسويقمثل حكاه أبو الحسن اللحياني. يضرب في المكافأة.تلمس أعشاشكيضرب لمن يلتمس التجني والعلل. ومعناه تلمس التجني والعلل في ذويك.اترك الشر يتركك |
||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
أي، إنما يصيب الشر من تعرض له. زعموا أن لقمان الحكيم قال لابنه: اترك الركما يتركك. أراد كيما يترك، فحذف الياء وأعملها. ترهيا القومقال الأصمعي: وذلك أن يضطرب عليهم الرأي فيقولون مرة كذا ومرة كذا. ويروى قد ترهيأ.تعست العجلةأول من قال هذا فند، مولى عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، وكان أحد المغنين المجيدين، وكان يجمع بين الرجال والنساء. وله يقول ابن قيس الرقيات:
تهوي الدواهي حوله ويسلميضرب لمن يتخلص من مكروه.تغد بالجدي قبل أن يتعشى بكيضرب في أخد الأمر بالحزم.تعلل بيديه تعلل البكروذلك أنه إذا شد بعقال تعلل به ليحله بفمه. يضرب لمن يتعلل بما لا متعلل بمثله.التقي ملجمأي، كان له لجاماً بمنعه من العدول عن سنن الحق قولاً وفعلاً. وهذا من كلام عمر بن عبد العزيز رحمه الله.التجلد ولا التبلديعني، أن التجلد ينجيك من الأمر لا التبلد. ونصب التجلد على معنى الزم التجلد ولا تلزم التبلد. ويجوز الرفع على تقدير حقك أو شأنك التجلد. وهذا من قول أوس بن حارثة قاله لابنه مالك فقال يا مالك التجلد ولا التبلد، والمنية ولا الدنية.تخرج المقدحة ما في قعر البرمةهذا مثل تبتذله العامة وقد أورده أبو عمرو في كتابه.تركته يتقمعالقمع، الذباب الأزرق العظيم، ومعنى يتقمع، يذب الذباب من فراغه كما يتقمع الحمار، وهو أن يحرك رأسه ليذهب الذباب. قال أوس بن حجر:
تكلم فجمع بين الأروى والنعامإذا تكلم بكلمتين مختلفتين. لأن الأروى تسكن شعف الجبال، وهي شاء الوحش. والنعام تسكن الفيافي فلا يجتمعان.ترك ما يسوءه وينوءهإذا ترك للورثة ماله، قيل: كان المحبوبي ذا يسار، فلما حضرته الوفاة أراد أن يوصي فقيل له: ما نكتب? فقال: اكتبوا ترك فلان، يعني نفسه، ما يسوءه وينوءه مالاً يأكله ورثته ويبقي عليه وزره.تبدد بلحمك الطيريقال هذا عند الدعاء على الإنسان. وقال رجل لامرأته:
تركته محرنبئاً لنباقالأحرنباء، الأزبئرار. ويقال: المحرنبيء، المضمر لداهية في نفسه. والأنبياق، الهجوم على الشيء. أي تركته يضمر داهية لينفتق عليهم بشر.تيسي جعارقال الليث: إذا استكذبت العرب الرجل تقول تيسي جعار، أي كذبت. ولم يعرف أصل هذه الكلمة. قال: والتيس، جبل باليمن. ويقال: فلان يتكلم بالتيسية. أي بكلام أهل ذلك الجبل.تعلق الحجن بأرفاغ العنسالحجن، تخفيف الحجن، وهو الصبي السيء الغذاء. يقال حجن حجناً ويراد به القراد ههنا. وأرفاغ العنس، بواطن فخذيها وأصولهما. يضرب لمن يلصق بك حتى ينال بغيته. ونصب تعلق على المصدر، أي، تعلق بي تعلق ... والعنس، الناقة الصلبة.تبع ضلةويروى، صلة بالصاد غير المعجمة. فالتبع، الذي يتبع النساء. والضلة، الذي لا خير فيه، فهو لا يهتدي إلى غير الشر. ومن روى بالصاد جعله كالحية الصل، وأراد به الدهاء، كما يقال صل أصلال، وأدخل الهاء مبالغة. ومن روى بالضاد المعجمة فإنما كسر الضاج إتباعاً لقوله تبع.اتق الله في جنب أخيك ولا تقدح في ساقهأي، لا تقلته ولا تغتبه. يقال قدح في ساقه إذا عابه. وقوله: في جنب أخيك. أراد في أمر أخيك. ومنه قوله تعالى: "ما فرطت في جنب الله". أي أمره. وقال ابن عرفة: أي فيما تركت في أمر الله. يقال ما فعلت في جنب حاجتي. قال كثير: |
|||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تركت جراداً كأنه نعامة جاثمةجراد، موضع. أراد كثرة عشبه وإعتام نبته.تركنا البلاد تحدثهذا يجوز أن يراد به الخصب، وكثرة أصوات الذئاب. ويجوز أن يراد به القفار التي لا أنيس بها، ولا يسكنها غير الجن. كقول ذي الرمة:
أترب فندحالأتراب، الاستغناء حتى يصير ماله مثل التراب كثرة. وندح يندح ندحاً، إذا وسع. يضرب لمن غني فوسع عليه عيشه وبذر ماله مسرفاً.تسألني أم الخيار جملاً يمشي رويداً ويكون أولايضرب في طلب ما يتعذر.تغفرت أروى وسيماها البدنتغفرت، أي تشبهت بالغفر، وهو ولد الأروية. والبدن، المسن من الوعول. أي منظرها منظر الوعول المسانّ وهي تظهر إنها غفر حدث.تهييف بطن شين الدريسالتهييف، التضمير. يقال: رجل أهيف إذا كان ضامر البطن وذلك محمود. والتشيين تفعيل من الشين وهو العيب. والدريس، الثوب الخلقي. وقوله: شين، يريد شينه، فحذف المفعول. يضرب لمن له فضل وبراعة يسترهما سوء حاله.تجمعين خلابة وصدوداًيضرب لمن يجمع بين خصلتي شر. قالوا: هو من قول جرير بن عطية. وذلك أن الحجاج بن يوسف أراد قتله، فمشت إليه مضر. فقالوا: أصلح الله الأمير لسان مضر وشاعرها هبه لنا. فوهبه لهم. وكانت هند بنت أسماء بن خارجة ممن طلب فيه فقالت للحجاج: ائذن لي فأسمع من قوله. قال: نعم. فأمر بمجلس له وجلس فيه هو وهند ثم بعث إلى جرير فدخل وهو لا يعلم بمكان الحجاج. فقال: يا ابن الخطفي أنشدني قولك في التشبيب. قال: والله ما شببت بامرأة قط، وما خلق الله شيئاً أبغض إلي من النساء، ولكني أقول في المديح ما بلغك، فإن شئت أسمعتك. قالت: يا عدو نفسه. فأين قولك?
تقيل الرجل أباهإذا أشبهه. قال ابن فارس: اللام مبدلة من الضاد، يعني من قولهم: تقيض من القيض وهو العوض. ويكون مصدراً أيضاً. يقال: قاضه يقيضه قيضاً، كما يقال: عاضه يعوضه عوضاً، ومنه المقايضة بمعنى المبادلة. يقال: هما قيضان، أي مثلان. يعني أن كل واحد منهما عوض من الآخر. يضرب في الشيئين تقاربا في الشبه.تزبدها حذاءالحذاء، اليمين المنكرة. والهاء في تزبدها راجعة إليها. وتزبد، أي ابتلع ابتلاع الزبد. وهذا كقولهم: حذها حذا البعير الصليانة. وينشد:
التثبت نصف العفودعا قتيبة بن مسلم برجل ليعاقبه فقال: أيها الأمير التثبت نصف العفو. فعفا عنه، وذهبت كلمته مثلاً. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
تقطع أعناق الرجال المطامعيضرب في ذم الطمع والجشع. قال أبو عبيد: وفي بعض الحديث أن الصفاة الزلاء التي لا تثبت عليها أقدام العلماء الطمع.تخطيت سنة مقيماًويروى تخاطأت. يضرب لمن أقام فسلم ولو سار لهلك. وذلك أن رجلاً أجدب وأقام، وخرج قومه منتجعين، فهزلوا، وبقي هو في وطنه، فأعشب واديه، وأخصب.تركت دارهم حوثاً بوثاًأي، اثيرت بحوافر الدواب وخربت. يقال: تركهم حوثاً بوثاً، وحوث بوث، وحيث بيث، وحاث باث، إذا فرقهم وبددهم.توطن الإبل وتعاف المعزى أي، أن الإبل توطن نفسها على المكاره لقوتها، وتعافها المعزى لذلها وضعفها. يضرب للقوم تصيبهم المكاره فيوطنون أنفسهم عليها ويعافها جبناؤهم. تركته على مثل عضرط العيرعضرط العير، عجانه. يضرب لمن لم يدع له شيئاً.تردد في إست مارية الهموم=فما تدري أتظعن أم تقيميضرب لمن يعيا بأمره.تشتهي وتشتكيأي، تحب أن تأخذ، وتكره أن يؤخذ منك.تركته صريم سحرالصريم، بمعنى المصروم. والسحر، الرئة. أي تركته وقد يئست منه.ترافدوا ترافد الحمر بأبوالهاوذلك إذا تواطأ القوم على ما تكرهه.تحسبه جاداً وهو مازحيضرب لمن يتهدد وليس وراءه ما يحققه.ترى من لا حريم له يهونيضرب لمن لا ناصر له عند ظلمه.تركتهم كمقص قرنأي، استأصلتهم. وذلك أن أحد القرنين إذا تم وقطع الآخر رأيته قبيحاً. قال الشاعر:
تمسك بحردك حتى تدرك حقكيقال: حرد حرداً، ساكنة الراء، والقياس تحريكها وينشد:
تحوفي النضيج من حول النيءقال يونس: قيل لرجل منا أحبن بطنك? أيْ، أيّ شيء عظم بطنك? أي يعني سمنه. قال: تحوفي النضيج ... المثل. والتحوف، أخذ الشيء من حافاته. يضرب لمن يعمل الفكر فيما يستقبله. وهذا لمن يحسن النظر في استصلاح حاله حتى يرى حسن الحال أبداً.تركته على مثل خد الفرسأي، تركته على طريق واضح مستوٍ.تركته على مثل شراك النعلأي، في ضيق حال.تركته على مثل مشفر الأسديضرب لمن تركته عرضة للهلاك.تخطى إلي شبيثاً والأحصشبيث، ماء لبني الأضبط ببطن الجريب في موضع يقال له دارة شبيث. والأحص، موضع هناك أيضاً. وهذا المثل من قول جساس بن مرة قاله لكليب وائل حين طعنه فقال كليب: أغثني بشربة ماء. فقال: جاس تجاوزت شبيثاً والأحص يعني ليس حين طلب الماء. يضرب لمن يطلب شيئاً في غير وقته.اتخذ الباطل دخلاًالدخل والدخل والدغل العيب والريبة. يضرب للماكر الخادع.أتبع السيئة الحسنة تمحهاقال أبو نواس:
اتق شر من أحسنت إليههذا قريب من قولهم: سمن كلبك يأكلك.تناس مساوئ الإخوان يدم لك ودهميضرب في استبقاء الإخوان.تضرع إلى الطبيب قبل أن تمرضأي، افتقد الإخوان قبل الحاجة إليهم. قاله لقمان لابنه.تغافل كأنك واسطيقال المبرد: أصله أن الحجاج كان يسخر أهل واسط في البناء، فكانوا يهربون وينامون وسط الغرباء في المسجد فيجيء الشرطي ويقول: يا واسطيّ. فمن رفع رأسه أخذه وحمله. فلذلك كانوا يتغافلون.تقلدها طوق الحمامةالهاء، كناية عن الخصلة القبيحة. أي تقلدها تقلد طوق الحمامة. أي لا تزايله ولا تفارقه حتى يفارق طوق الحمامة الحمامة.تحللت عقدهيضرب للغضبان يسكن غضبه.تصامم الحر إذا سن القذعحقه أن يقال: تصام. لكنه فك الإدغام ضرورة. والسنّ، الصبّ. يقال: سن الماء على وجهه. والقذع، الخنا والفحش. يضرب للحليم لا يرعي سمعه لما يقبح.تغمر كان وليس رياً |
|||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
التغمر، الشرب القليل. وهو من الغمر، وهو القدح الصغير. يضرب لمن تقلد أمراً ثم لم يبالغ في إتمامه. تذكرت رياً صبياً فبكتريا، اسم امرأة أسنت فخرفت، فتذكرت ولداً لها مات فأسفت وبكت. يضرب لمن حزن على أمر لا مطمع في إدراكه لبعد العهد به.تهويد على ريودٍالتهويد، السكون والنوم. والربود، جمع ريد وهو الحرف الناتئ من الجبل، ومن سكن فيه كان على غير طمأنينة. يضرب لمن شرع في أمر وخيم العاقبة.تحت جلد الضأن قلب الأذؤبيقال: ذئب وذؤب وذؤبان. وضائن، في الواحد، وضأن وضئنين، في الجمع. مصل ماعز ومعز ومعيز. يضرب لمن ينافق ويخادع الناس.تذريع حطان لنا إنذارالتذريع، أن يصفر بالزعفران أو الخلوق ذراع الأسير، علامة منهم على قتله. وكانوا يفعلونه في الجاهلية. وحطان، اسم رجل. يضرب لمن كلم في أمر فأظهر البشاشة وأحسن الجواب، وهو يضمر خلافه.تأتي بك الضامة عريس الأسدالضامة، تثقل وتخفف، من الضمّ والضيم. فإذا ثقلت فالمعنى الحاجة الضامة التي تضمك وتلجئك. والضامة جمع ضائم، يعني الظلمة، أي ظلم الظلمة يحوجك إلى أن توقع نفسك في الهلكة. يضرب في الاعتذار من ركوب الغرر.تلبيد خير من التصييءالتلبيد، أن يلزق شعر رأسه بصمغ يجعله عليه لئلا يتشعث. والتصيء، أن يثور الرأس ليغسله ثم لا ينقي وسخه. يقال: لبدت الشعر فتلبد، وصيأته فتصيأ. يقول: لأن تتركه متلبداً خير من أن تتركه متصيأ. يضرب لمن قام بأمر لا يقدر على إتمامه.تركت عوفاً في مغاني الأصرميقال للذئب والغراب الأصرمان. يقول: تركته في منازل لا أنيس بها، ولا يسكنها إلا الذئب أو الغراب. يضرب لمن يخذل صاحبه في حادث ألمّ به.تقئ يوماً بين شدقيك الدخنيقال: دخن الطعام يدخن دخناً، إذا فسد وخبث على فم المعدة، ولا دواء له إلا القيء. يضرب لمن يفعل أفعالاً سيئة ويسلم منها. فيقال: ستندم وسترى عاقبة ما تصنع.تلبس أذنيك على مضاضالمضاض والمضاضة، ألم وحرقة يجدها الرجل في جوفه من غيظ يتجرعه. يضرب للرجل الحليم يسكت عن الجاهل ويحتمل إذاه.التجارب ليست لها نهاية والمرء منها في زيادةقال عمر رضي الله عنه: يحتلم الغلام لا ربع عشرة، وينتهي طوله لإحدى وعشرين، وعقله لسبع وعشرين، إلا التجارب. فجعل التجارب لا غاية لها ولا نهاية.ما على أفعل من هذا البابأجر من عقربويقال أيضاً: أمطل من عقرب. وهذا مثل من أمثال أهل المدينة. حكاه الزبير بن بكار. وعقرب، اسم تاجر من تجارها. قال الزبير: وكان رهط أبي عقرب تجار المدينة، وكان عقرب بن أبي عقرب أكثر من هناك تجارة، وأشدهم تسويفاً، حتى ضربوا بمطله المثل. فاتفق أن عام الفضل ننظر الآن ما يصنعان. فلما حل المال لزم الفضل باب عقرب، وشد ببابه حماراً له يسمى السحاب وقعد يقرأ على بابه القرآن. فأقام عقرب على المطل غير مكترث به. فعدل الفضل عن ملازمة بابه إلى هجاء عرضه. فما لبث أن سار عنه فيه قوله:
أتعب من رائض مهرٍهذا كقولهم: لا يعدم شقي مهرا. يعني أن معالجة المهارة شقاوة لما فيها من التعب. قلت: وهذا كما يحكى أن امرأة قالت لرائض: ما أتعب شأنك? حرفتك كلها بالإست. فقال لها: ليس بين آلتي وآلتك إلا مقدار ظفر.أتلي من الشعرييعنون الشعرى العبور، وهي اليماينة فهي تكون في طلوعها تلو الجوزاء، ويسمونها كلب الجبار. والجبار، اسم للجوزاء، جعلوا الشعرى ككلب لها يتبع صاحبه.أتيم من المرقشيعنون المرقش الأصغر، وكان متيماً بفاطمة بنت الملك المنذر وله معها قصة طويلة. وبلغ من أمره أخيراً أن قطع المرقش إبهامه بأسنانه وجدا عليها. وفي ذلك يقول:
|
||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
أي، يكلف نفسه الشدائد مخافة لوم الصديق إياه. وأتيمن أفعل من المفعول. يقال: تامه الحب وتيمه، أي عبده وذلله. وتيم الله، مثل قولك، عبد الله. قال لقيط:
أتيه من فقيد ثقيفٍقالوا: كان بالطائف في أول الإسلام إخوان. فتزوج أحدهما امرأة من بني كنة ثم رام سفراً فأصى الأخ بها. فكان يتعهدها كل يوم بنفسه، وكانت من أحسن الناس وجهاً، فذهبت بقلبه، فضني وأخذت قوته حتى عجز عن المشي، ثم عجز عن القعود، وقدم أخوه فلما رآه بتلك الحال قال: ما لك يا أخي? ما تجد? قال: ما أجد شيئاً غير الضعف. فبعث أخوه إلى الحرث بن كلدة، طبيب العرب، فلما حضر لم يجد به علة من مرض، ووقع له أن ما به من عشق، فدعا بخمر وفت فيها خبزاً، فأطعمه إياه ثم إتبعه بشربة منها فتحرك ساعة، ثم نفض رأسه، ورفع عقيرته بهذه الأبيات:
أتيه من أحمق ثقيففهذا من التيه الذي هو الصلف. وأحمق ثقيف، هو يوسف بن عمر، وكان أمير العراقيين من قبل هشام بن عبد الملك. وكان أتيه وأحمق عربي أمر ونهى في دولة الإسلام. ومن حمقه أن حجاماً كان يحجمه فلما أراد أن يشرطه ارتعدت يده، فأحس بذلك يوسف، وكان حاجبه قائماً على رأسه فقال له: قل لهذا البائس لا تخف. وكان يوسف قصيراً جداً قميئاً فكان الخياط عند قطع ثيابه إذا قال له: يحتاج إلى زيادة، أكرمه وحباه، وإذا قال: يفضل شيء، أهانه وأقصاه.أمك من سنامالتموك، الارتفاع والسمن. والتامك من الإبل، العظيم السنام. وأتمكها الكلأ أي سمنها يعني الناقة.أتيس من تيوس تويتٍقال حمزة: هذا مثل حكاه محمد بن حبيب، ولم يذكر في أي موضع يجب أن يوضع. وتويت، قبيلة من قبائل قريش، وهو تويت بن حبيب ابن أسد بن عبد العزي قال: وحكى أيضاً. ولم يفسره أيضاً.أتيس من تيوس البياعقال حمزة: فسألت عنه أبا الحسن النسابة الأصبهاني، فذكر أنه البياع ابن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر، وبنته ريطة بنت أم أبي أحيحة سعيد بن العاص، ويعيرون به.أتبع من تولبالتولب، الجحش. قال سيبويه: هو مصورف لأنه فوعل. ويقال للأتان أم تولب. وقال ابن فارس: لا يبعد أن يكون التاء في تولب واواً. يعني أن أصله وولب من ولب يلب ولوباً إذا هب وتتبع سمي به لأنه يتبع الأم.أوى من دينالتوي، الهلاك. يقال: توى إذا هلك. وإنما قيل ذلك لأن أكثر الديون هالك ذاهب.أترف من ربيب نعمةٍالترفة، النعمة. والربيب، المربوب. يضرب للمنعم عليه.أتيه من قوم موسى عليه السلامهذا من التيه بمعنى التحير، وأرادوا به مكثهم في التيه أربعين سنة.أوى من سلفٍالسلف والسلم واحد، هما ما أسلفت في طعام أو غيره. وهذا مثل قولهم: أتوى من دين. وقد مر.أتب من أبي لهبأي، أخسر. أخذ من قوله تعالى: تبت يدا أبي لهب. والتباب، الخسار والهلاك.أتخم من فصيللأنه يرضع أكثر مما يطيق ثم يتخم. وكان الأصل أن يقال: أوخم من وخم يوخم، إلا أنهم بنوه من الإتخام توهماً أن التاء أصلية، كما توهموها في التكلة والتهمة وأشباههما، فالزموها التاء في التصغير والجمع فقالوا: تكيلة وتهيمة، وتكل، وتهم.أتعب من راكب فصيلٍلأنه غير مروض.المولدون
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
"ترك إدعاء العلم ينفي عنك الحسد، تاج المروءة التواضع" "التميز شؤم، التعبير نصف التجارة، التسلط على المماليك دناءة" "التحسن خير من الحسن، التقدير أحد الكاسبين" "التواضع شبكة الشرف، التينة تنظر إلى التينة فتينع" "اتق مجانيق الضعفاء" أي دعواتهم. "اتبع النباح ولا تتبع الضباح، اتكلنا منه على خصٍ" وهو جدار من قصب. يضرب في الخيبة. "التدبير نصف المعيشة" الباب الرابعفيما أوله ثاءثكل أرأمها ولداًقاله بيهس الملقب بنعامة لأمه حين رجع إليها بعد أخوته الذين قتلوا قال المفضل: كان من حيث بيهس أنه كان رجلاً من بني فزارة بن ذبيان ابن بغيض، وكان سابع سبعة أخوة، فأغار عليهم ناس من أشجع بينهم وبينهم حرب، وهم في إبلهم، فقتلوا منهم ستة، وبقي بيهس، وكان يحمق، وكان أصغرهم، فأرادوا قتله ثم قالوا: وما تريدون من قتل هذا? يحسب عليكم برجل ولا خير فيه. فتركوه فقال: دعوني أتوصل معكم إلى الحي فإنكم إن تركتموني وجدي أكلتني السباع، وقتلني العطش. ففعلوا. فأقبل معهم، فلما كان من الغد نزلوا فنحروا جزوراً في يوم شديد الحر فقالوا: ظللوا لحمكم لا يفسد. فقال بيهس: لكن بالأثلات لحم لا يظلل. فذهبت مثلاً. فلما قال ذلك قالوا: إنه لمنكر. وعموا أن يقتلوه، ثم تركوه وظلوا يشوون من لحم الجزور ويأكلون. فقال أحدهم: ما أطيب يومنا وأخصبه! فقال بيهس: لكن على بلد قوم عجفى. فأرسلها مثلاً. ثم انشعب طريقهم فأتى أمه فأخبرها الخبر قالت: فما جاءني بك من بين أخوتك? فقال بيهس: لو خيرت لاخترت. فذهبت مثلاً. ثم إن أمه عطفت عليه، ورقت له. فقال الناس: لقد أحبت أم بيهس بيهساً. فقال بيهس: ثكل أرأمها ولداً. أي عطفها على ولد. فأرسلها مثلاً. ثم أن أمه جعلت تعطيه بعد ذلك ثياب إخوته فيلبسها ويقول: يا حبذا التراث لولا الذلة. فأرسلها مثلاً. ثم أنه أتى على ذلك ما شاء الله، فمر بنسوة من قومه يصلحن امرأة منهن، يردن أن يهدينها لبعض القوم الذين قتلوا أخوته، فكشف ثوبه عن إسته وغطى به رأسه. فقلن له: ويحك ما تصنع يا بيهس? فقال:
الثيب عجالة الراكبالعجالة، ما تزوده الراكب مما لا تعب فيه، كالتمر والسويق. قال أبو عبيد: يضرب هذا في الحث على الرضا بيسير الحاجة إذا أعوز جليلها.ثأطة مدت بماءالثأطة، الحماة. وإذا أصابها الماء ازدادت رطوبة وفساداً. قال أبو عبيد: يضرب هذا للرجل يشتد موقه وحمقه. يريد بقوله: يشتدّ. يزيد على ما كان من قبل.ثار حابلهم على نابلهم |
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
الحابل، صاحب الحبالة. والنابل، صاحب النبل. أي اختلط أمرهم. ويروى ثاب. أي أوقدوا الشر إيقاداُ. قاله أبو زيد. يضرب في فساد ذات البين، وتأريث الشر في القوم. الثور يحمي أنفه بروقهالروق، القرن. يضرب في الحث على حفظ الحريم.ثنى على الأمر رجلاًأي، قد وثق بأن ذلك له، وأنه قد أحرزه.الثكلى تحب الثكلىلأنها تأنسي بها في البكاء والجزع.ثل عرشهأي ذهب عزه وساءت حاله. يقال: ثللت الشيء، إذا هدمته وكسرته. قال القتيبي: للعرش ههنا معنيان: أحدهما، السرير والأسرة للملوك، فإذا ثل عرش الملك فقد ذهب. والمعنى الآخر البيت ينصب من العيدان ويظلل وجمعه عروش فإذا كسر عرش الرجل فقد هلك وذل.ثرا بنو جعد وكانوا أزفللاىيقال: ثرا القوم يثرون ثرواً وثراء إذا كثروا. والأزفلة والأزفلى، الجماعة القليلة. يضرب لمن عز بعد الذلة وكثر بعد القلة.ثأداء وجه شافه الترغيسالثأداء، الأمة. والشوف، الجلاء. والترغيس، تكثير المال. يقال: رغس الله مال فلان، إذا بارك له فيه. وأراد وجه ثأداء فقلب. يضرب لمن حسن كثرة ماله قبح نصابه.ثنيت نحوي بالعراء الأوابدالعراء، الصحراء. والأوابد، الوحوش. وثنيت، معناه صرفت. يضرب لمن يعد ما يملكه ولا يقدر عليه.ثور كلاب في الرهان أقعدهو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القيسي. كان يحمق، وذلك أنه ارتبط عجل ثور فزعم أنه يصنعه ليسابق عليه. والأقعد، من القعيد وهو المتخلف المتباطئ. يضرب للرجل يروم ما لا يكاد يكون.ثمرة الصبر نجح الظفريضرب في الترغيب في الصبر على ما يكره.ثؤلول جسده لا ينزعيضرب لمن يعجز عن تقويمه وتهذيبه.ثار ثائرهأي، هاج ما كان من عادته أن يهيج منه. يضرب لمن يستطير غضباً.ثمرة الجبن لا ربح ولا خسرالخسر، الخسران. ونظيره الفرق والفرقان، والكفر والكفران. وهذا المثل كما يقول العامة: التاجر الجبان لا يربح ولا يخسر.ثبت الغدريقال: رجل ثبت، أي ثابت. والغدر، اللخاقيق في الأرض، مثل حجرة اليرابيع وأشباهها. ومعناه ثبت في الغدر، أي ثابت في قتال أو كلام لا يزل في موضع الزلل.ثاقب الزنديعني أنه إذا قدح أورى. يضرب للمنجح فيما يباشر من الأمر.ثكلتك الجثليعنون الأم. قال ابن فارس، في كتاب المقاييس: هذا مما شذ عن التركيبن يعني من الجثل الذي هو الشعر الكثير. ومن قولهم: اجثأل النبت إذا كثر والتف. وقال ثعلب: جثلة الرجل امرأته. وقال غيرهما: هو الجثل، بفتح الثاء، يريدون قيمات البيوت. قلت: يجوز أن يكون المعنى ثكلتك ذات الجثل، أي صاحبة الشعر الكثير من الأم أو غيرها من قومه، مثل الزوج، ومن يقوم الرجل بأمرهم، ويهتم لشأنهم.ثكلتك أمك أي جرد ترقعالجرد، الثوب الخلق. يقال: ثوب سحق وجرد أي خلق. ونصب أي بترقع. يضرب لمن يطلب ما لا نفع له فيه.ثبت لبدهيقال للرجل إذا دعي عليه: تثبت لبده، وأثبت الله لبده. أي أدام له الشر. قلت: يمكن أن يراد باللبد ههنا لبد فرسه. فكأنه قال: ثبت لبده مكانه من الأرض. أي لا يلبد فرسه، وإذا لم يلبد فرسه لم ير في رحله خيراً، لأنهم يجلبون الخير إلى أنفسهم من الغارة.ثوبك لا تقعد تطير به الريحنصب ثوبك بإضمار فعل أي احفظ ثوبك. وقعد يقعد معناه ههنا صار يصير والتقدير، صن ثوبك لا تصر الريح طائرة به. يضرب في التحذير.ما على أفعل من هذا البابأثقل من ثهلانهو جبل بالعالية. واشتقاقه من الثهل، وهو الانبساط على وجه الأرض. ويقال أيضاً:أثقل من شماموهو مبني على الكسر، عند الحجازيين. وهو جبل له رأسان يسميان ابني شمام. قال لبيد:
أثقل من نضادهذا أيضاً جبل بالعالية. ويبنى أيضاً على الكسر عندهم. فأما عند تميم فهو بمنزلة ما لا ينصرف. وكذلك حذام وقطام. قال الشاعر، على لغة أهل الحجاز:
|
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||
أثقل من عمايةهي جبل بالبحرين من جبال هذيل.أثقل من أحدٍ هو جبل بيثرب معروف مشهور. أثقل من دمخِ الدماخِهو جبل من جبال ضخام في حمى ضرية. والدماخ، اسم لتلك الجبال، ودمخ مضاف إليها. قال ابن الأعرابي: ثهلان لبني نمير، ودمخ لبني نقيل ابن عمرو بن كلاب. قال: ويقال لثهلان، ثهلان الجوع ليبسه وقلة خيره.أثقل من حمل الدهيمهو اسم ناقة عمرو بن زبان. وقصته مذكورة في حرف الشين عند قولهم: أشأم من خوتعة.أثقل من حمل الزواقيقال محمد بن قدامة: سألت الفراء عنها فلم يعرفها. فقال جليس له: أن العرب كانت تسمر بالليل، فإذا زقت الديكة استقلتها لأنها تؤذن بالصبح إذا زقت. فاستحسن الفراء قوله.أثقل من الزاووقهذا اسم للزئبقق في لغة أهل المدينة، وهو يقع في التزاويق، لأنه يجعل مع الذهب على الحديد. ثم يدخل في النار فيخرج منه الزئبق ويبقى الذهب. ثم قيل لكل منقش مزوق وإن لم يكن فيه الزئبق. وزوقت الكلام زينته. والزئبق فارسي معرب، عرب بالهمز. والصحيح فيه كسر الباء. ودرهم مزأبق. والعامة تقول مزبق.أثقل من الكانونحكى المفضل عن الفراء، أن من كلامهم، قد أكنونت علينا، أي ثقلت علينا. وحكي عن الأصمعي أن الكانون هو الذي إذا دخل على القوم وهم حديث كنوا عنه. قال: ولا أعرف هذه العبارة ما معناها. وحكي عن أبي عبيدة أنه فاعول من كننت الشيء إذا أخفيته وسترته. قال: ومعناه أن القوم يكنون حديثهم عنه. وأنشد للحطيئة في هجاء أمه، وكان من العققة:
أثقل من رحى البزرقال الشاعر:
أثقل من الرصاص ومن الحمى، ومن المنتظر، وومن النضار،ومن طود. أثبت من قرادٍلأنه يلازم جسد البعير فلا يفارقه.أثبت من الوشميعنون الدارات في الكف وغيرها يذر عليها النؤور.أثبت في الدار من الجدارأخذ من قول الشاعر:
أثقف من سنورٍالثقف، الأخذ بسرعة. يقال: رجل ثقف لقف، إذا كان جيد الحذر في القتال. ويقال: هو السريع الطعن.أثأر من قصيرٍيعنون قصير بن سعد اللخمي، صاحب جذيمة الأبرش. ويقال: هو أول من أدرك ثأره وحده.أثقل رأساً من الفهدكأنهم أرادوا نومه، لأنهم قالوا أنوم من فهد.أثبت رأساً من أصميعنون الجبل.أثقل من رقيب بين محبينأثقل من أربعاء لا تدوروذلك إذا كان في آخر الشهر فهو لا يعود. قال ابن الحجاج:
أثقل ممن شغل مشغولاًأثقل من قدح اللبلاب على قلب المريض قال ابن بسام:
الباب الخامسفيما أوله جيمجري المذكيات غلاب |
||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||
المذكية من الخيل، التي قد أتى عليها بعد قروحها سنة، أو سنتان. والغلاب، المغالبة أي أن المذكي يغالب مجاريه فيغلبه لقوته. يجوز أن يراد أن ثاني جريه أبداً أكثر من باديه، وثالثه أكثر من ثانيه، فكأنه يغالب بالثاني الأول، وبالثالث الثاني، فجريه أبداً غلاب. وهذا معنى قول أبى عبيد حيث قال: فهي تحتمل أن تغلب الجري غلاباً. ويروى جري المذكيات غلاء، جمع غلوة. يعني أن جريها يكون غلوات، ويكون شأوها بطيناً لا كالجذع. يضرب لم يوصف بالتبريز على أقرانه في حلبة الفضل. جرى المذكي حسرت عنه الحمريقال حسر الدابة يحسر حسوراً أي أعيا. وعن من صلة المعنى. أي عجزت عنه وعن شأوه، يعني سبقه كما يسبق الفرس القارح الحمي. ونصب جري على المصدر كأنه قال: يجري فلان يوم الرهان جري المذكي. يضرب أيضاً للسابق أقرانه.جرى الوادي فطم على القريأي جرى سيل الوادي فطم، أي دفن. يقال: طم السيل الركية. أي دفنها. والقري، مجرى الماء في الروضة، والجمع أقرية وقريان. وعلي من صلة المعنى، أي أتى على القري يعني أهلكه بأن دفنه. يضرب عند تجاوز الشر حده.جروا له الخطير ما انجر لكمالخطير، الزمام. ومعنى المثل اتبعوه ما كان لكم فيه موضع إتباع. يضرب في الحث على طلب السلامة، ومداراة الناس. وهذا المثل يروى عن عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه. قاله في فلان. كذا أوره أبو عبيد في كتابه.جلت الهاجن عن الولدالهاجن، الصغيرة. يقال: اهتجنت الجارية إذا افترعت قبل الأوان. ومعنى جلت ههنا صغرت. والجلل من الأضداد. يقال: أمر جلل أي عظيم. ويقال للحقير أيضاً جلل. يضرب في التعرض للشيء قبل وقته.جدح جوين من سويق غيرهالجدح، الخلط والدوف. وجوين، اسم رجل. يضرب لمن يتوسع في مال غيره ويجود به.جذها جذ العير الصليانةالجذ، القطع والكسر. والصليان، بقل ربما اقتلعه العير من أصله إذا ارتعاه. ووزنه فعليان. يضرب لمن يسرع الحلف من غير تتعتع وتمكث. والهاء في جذها كناية عن اليمين.جزاء سنمارأي، جزائي جزاء سنمار، وهو رجل رومي، بني الخورنق الذي بظهر الكوفة للنعمان بن امرئ القيس، فلما فرغ منه ألقاه من أعلاه فخر ميتاً، وإنما فعل ذلك لئلا يبني مثله لغيره. فضربت العرب به المثل لمن يجزي بالإحسان الإساءة. قال الشاعر:
جرحه حيث لا يضع الراقي أنفهقالته جندلة بنت الحرث، وكانت تحت حنظلة بن مالك، وهي عذراء وكان حنظلة شيخاً. فخرجت في ليلة مطيرة، فبصر بها رجل، فوثب علهيا، وافتضها، فصاحت. فقال لها رجل: مالك? فقالت: لسعت. قال: أين، قالت: حيث لا يضع الراقي أنفه. يضرب لمن يقع في أمر لا حيلة له في الخروج منه.جلى محب نظرهيضرب لمن يحسن النظر إلى أحبابه. من جلوت العروس، إذا حسنتها. قال أبو عبيد: ومنه قول زهير:
جلبت جلبة ثم أقلعتأي صاحت صيحة ثم أمسكت. ويروى، بالحاء. ويقال: يراد بها السحابة ترعد ثم لا تمطر. وهو من الجلبة يقال: جلب على فرسه يجلب جلبة إذا صاح به. يضرب للجبان يتوعد ثم يسكت.جذل تحكاكالجذل، أصل الشجر. وربما ينصب في معاطن الإبل فتحتك به الجربي. يضرب للرجل يستشفي برأيه وعقله.جعجة ولا أرى طحناًأي، أسمع جعجعة. والطحن، الدقيق، فعل بمعنى مفعول، كالذبح والفرق، بمعنى المذبوح والمفروق. يضرب لمن يعد ولا يفي.جرى منه مجرى اللدودوهو ما يصب في أحد شقي الفم من الدواء. يضرب لمن يبغض ويكره.جمارة تؤكل بالهلاسالجمارة، شحمة النخلة، وهي قلبها الذي يؤكل. والهلاس، ذهاب العقل. يقال: رجل مهلوس أي مجنون. يضرب في المال يجمع بكد ثم يروث جاهلاً.جماعة على أقذاء |
||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
معناه اجتماع بالأبدان وافتراق بالقلوب. والأقذاء، جمع قذي وقذى جمع قذاة. وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: هدنة على دخن. يضرب لمن يضمر أذى ويظهر صفاء. جاء بالضح والريحتقال ابن الأعرابي: الضح، ما برز للشمس. والريح، ما أصابته الريح. قال الأزهري: الضح في الأصل ضحى، فحذفت الياء وجعل مكانها حرف من جنس ما في الكلمة، وهو الحاء، كما فعلوا بعبد قن، والأصل قنى، لأنه يقنى أي يدخر ويؤخذ أصلاً كقولهم: قنوت الغنم، أي اتخذتها قنية. وقال أبو الهيثم: أصله وضح من وضح يضح وضوحاً فحذف الواو وشدد الحاء عوضاً منها. والمعنى جاء مما ظهر وما خفي. يضرب مثلاً للذي جاء بالمال الكثير أو العدد الكثيؤ. ومثله:جاء بالطم والرمفالطم، البحر. وقال ابن الأنباري: الطم الماء الكثير. والرم، الثرى. قال الأزهري: الطم بالفتح البحر، وإنما كسرت الطاء في هذا المثل لمجاورة الرم.جاء بالقض والقضيضيقال لما تكسر من الحجارة وصغر قضيض، ولما كبر قض. والمعنى جاء بالكبير والصغير. ويقال أيضاً:جاء القوم قضهم بقضيضهمأي كلهم. وقال سيبويه: ويجوز قضهم بالنصب على المصدر. قال الشاعر:
جاؤا قضاً وقضيضاًأي وحداناً وزرافات. فالقض، عبارة عن الواحد. والقضيض، عبارة عن الجمع.جاء وقد تلفظ لجامهإذا انصرف عن حاجته مجهوداً من الأعياء والعطش.جاء وقد قرض رباطهالرباط، ما يربط أي يشد به الدابة وغيرها والجمع ربط. وقرض، أي قطع، وأصله في الظبي يقطع حبالته فيفلت فيجيء مجهوداً. يضرب لمن هو في مثل حاله.جاء على غبيراء الظهرالغبيراء، تصغير الغبراء، وهي الأرض. أي جاء ولا يصاحبه غير أرضه التي يجيء ويذهب فيها. يكنى بها عن الخيبة. قال الأزهري: هذا كقولهم: رجع درجة الأول. ورجع عوده على بدئه. ورجع على أدراجه. كل هذا إذا رجع ولم يصب شيئاً.جاورينا وأخبريناقال يونس: كان رجلان يتعئقان امرأة، وكان أحدهما جميلاً وسيماً، وكان الأخر دميماً تقتحمه العين، فكان الجميل منهما يقول: عاشرينا وانظري إلينا. وكان الدميم يقول: جاورينا وأخبرينا. فكانت تدني الجميل. فقالت: لاختبرنهما. فقالت لكل واحد منهما أن ينحر جزوراً. فأتتهما متنكرة، فبدأت بالجميل فوجدته عند القدر يلحس الدسم، ويأكل الشحم ويقول: احتفظوا كل بيضاء ليه، يعني الشحم، فاستطعمته، فأمر لها بذيل الجزور فوضع في قصعتها. فرفعت الذي أعطاها كل واحد منهما على حدة. فلما أصبحا غدوا إليها فوضعت بين يدي كل واحد منهما ما أعطاها، وأقصت الجميل، وقربت الدميم. ويقال أنها تزوجته. يضرب في القبيح المنظر الجميل المخبر.جربي تقليههذا كقولهم: أخبر تقله. أي أن جربته قليته لما يظهر لك من مساويه.جلدها بأير ابن ألغز قال أبو اليقظان: هو سعد بن ألغز الأيادي. وقال ابن الكلبي: اسم ابن ألغز الحرث وكان جاهلياً وافر المتاع، يضرب به المثل. قال الشاعر:
جار كجار أبي دواديعنون كعب بن مامة، فإن كعباً كان إذا جاوره رجل فمات ودأه، وأن هلك له بعير أو شاة أخلف عليه. فجاءه أبو دواد الشاعر مجاوراً له، فكان كعب يفعل به ذلك. فضربت العرب به المثل في حسن الجوار فقالوا: كجار أبي دواد. قال قيس بن زهير:
جعلته نصب عينيالنصب، بمعنى المنصوب، أي جعلته منصوباً لعيني ولم أجعله يظهر، يعني لم أغفل عنه. يضرب في الحاجة يتحملها المعني بها.جاء تضب لثته على كذا |
|||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||
الضب، والضبيب، السيلان. يضرب في شدة الحرص. قال بشر:
جاء بأذني عناقالعناق، الداهية. وهو ههنا الكذب والباطل. قال ابن الأعرابي: يقال جاء بإذني عناق الأرض، إذا جاء بالكذب الفاحش. وكذلك إذا جاء بالخيبة.جاء ناشراً أذنيهإذا جاء طامعاً.جعل كلامي دبر أذنيهإذا لم يلتفت إليه، وتغافل عنه.جدع الحلال أنف الغيرةقاله صلى الله عليه وسلم ليلة زفت فاطمة إلى علي رضي الله تعالى عنهما. وهذا حديث يروى عن الحجاج بن منهال يرفعه.جاء يضرب أصدريهأي، منكبيه. ويروى بالسين والزاي أيضاً إذا جاء فارغاً لم يقض طلبته. والأصل في الكلمة السين ولا تفرد. وفي كلام الحسن في الأشر يضرب أسدريه ويخطر في مذرويه.جاء بعد اللتيا والتييكنى بهما عن الشدة. واللتيا تصغير التي وهي عبارة عن الداهيرة المتناهية كما قالوا: الدهيم واللهيم، والخويخية والفويمية. وكل هذا تصغير يراد به التكبير. والتي عبارة عن الداهية التي لم تبلغ تلك النهاية، وهما علمان للداهية، ولهذا استغنيا عن الصلة. قال الشاعر:
جاء يجر رجليهيضرب لمن يجيء مثقلاً لا يقدر أن يحمل ما حمل.جاء بوركي خبريعني جاء بالخبر بعد أن استثبت فيه كأنه جاء فيه أخيراً. لأن الورك متأخرة عن الأعضاء التي فوقها. والمعنى أتى بخبر حق.جعلت ما بها بي وانطلقت تلمزأصله أن رجلاً أشرف على سوأة من امرأة فوقع بها وعابها فقالت: إنما عبتني بما صنعت وأنت أولى به مني. ثم انصرفت عنه. فقال الرجل: جعلت ما بها بي وانطلقت تلمز. فأرسلها مثلاً. يضرب للواقع فيما عير به غيره.جاء ثانياً من عنانهإذا جاء ولم يقدر على حاجته. قال ابن رفاعة. وقال غيره: إذا جاء وقد قضى حاجته.جل الرفد عن الهاجنالرفد، القدح. والهاجن، البكرة تنتج قبل أن يطلع لها سن. ويراد جلت الهاجن عن الرفد. يضرب لمن يصغر عن الأمر ولا يقوى عليه. وقال بعضهم: أصل ذلك أن ناقة هاجنا لقوم نتجت وكانت غزيرة تملأ الرفد، فلما أسنت ونيبت قل لبنها. فقال أهلها للراعي: ما لها لا تملأ الرفد كما كانت تفعل? فقالت: جلت الهاجن عن الرفد. قال أبو عمرو: جل الرفد عن الهاجن. يضرب للرجل القليل الخير.جاء يجر بقرهأي، عياله. كني عن العيال بالبقر، لأن النساء محل الحرث والزرع، كما أن البقر آلة لهما.ألجحش لما فاتك الأعيارقال أبو عبيد: يقال الجحش لما بذك الأعيار. أي سبقك وفاتك. يضرب في قناعة الرجل ببعض حاجته دون بعض. ونصب الجحش بفعل مضمر، أي اطلب الجحش.جاء كخاصي العيريضرب لمن جاء مستحيياً. ويقال: يضرب لمن جاء عرياناً ما معه شيء. ووجه الاستحياء أن خاصي العير يطرق رأسه عند الخصاء يتأمل في كيفية ما يصنع، وكذلك المستحي يكون مطرقاً. ووجه آخر وهو أن علية الناس يترفع عن ذلك ويستحي منه. قال أبو خراش:
جاء بإحدى بنات طبقبنت طبق، سلحفاة تزعم العرب أنها تبيض تسعاً وتسعين بيضة كلها سلاحف، وتبيض بيضة تتنقف عن أسود. يضرب للرجل يأتي بالأمر العظيم.جاء القوم كالجراد المشعلبكسر العين، أي متفرقين من كل ناحية. قال الشاعر:
جاء فلان كالحريق المشعلهذا بفتح العين، إذا جاء مسرعاً غضبان.جوع كلبك يتبعك |
||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
ويروى، أجع كلبك. وكلاهما يضرب في معاشرة اللئام وما ينبغي أن يعاملوا به. قال المفضل: أول من قال ذلك ملك من ملوك حمير كان عنيفاً على أهل مملكته، يغصبهم أموالهم، ويسلبهم ما في أيديهم. وكانت الكهنة تخبره أنهم سيقتلونه فلا يحفل بذلك. وإن امرأته سمعت أصوات السؤال فقالت: إني لأرحم هؤلاء لما يلقون من الجهد ونن في العيش الرغد، وإني لأخاف عليك أن يصيروا سباعاً وقد كانوا لنا أتباعاً. فرد عليها: جوع كلبك يتبعك. وأرسلها مثلاً. فلبث بذلك زماناً، ثم أغزاهم فغنموا ولم يقسم فيهم شيئاً، فلما خرجوا من عنده قالوا لأخيه وهو أميرهم: قد ترى ما نحن فيه من الجهد، ونحن نكره خروج الملك منكم أهل البيت إلى غيركم فساعدنا على قتل أخيك واجلس مكانه، وكان قد عرف بغيه واعتداءه عليهم فأجابهم إلى ذلك، فوثبوا عليه فقتلوه. فمر به عامر بن جذيمة وهو مقتول، وقد سمع بقوله: جوع كلبك يتبعك. فقال: ربما أكل الكلب مؤدبه إذا لم ينل شبعه. فأرسلها مثلاً. اجعل ذلك في سر خميرةأي، اكتم ما فعلت ولا تعلمه أحداً.جاء بالشوك والشجريضرب لمن جاء بالشيء الكثير من كل ما كان من جيش عظيم وغيره.جاوز الحزام الطبيينالطبي لذوات الحافر والسباع كالضرع لغيرها. يضرب هذا عند بلوغ الشدة منتهاها. وكتب عثمان إلى علي رضي الله عنهما لما حوصر: أما بعد، فإن السيل قد بلغ الزبي، وجاوز الحزام الطبيين، وتجاوز الأمر بي قدره، وطمع في من لا يدفع عن نفسه.
جاحش عن خيط رقبتهخيط الرقبة، نخاعها. وجاحش، دافع. يضرب لمن دافع عن نفسه. قلت: أصله من الجحش الذي هو سحج الجلد. يقال: أصابه شيء فجحش وجهه، أي قشره. ومنه الحديث: فحخش شقه الأيمن. والدافع عن نفسه يجحش ويجحش.جاء بقرني حمارإذا جاء بالكذب والباطل. وذلك أن الحمار لا قرن له، فكأنه جاء بما لا يمكن أن يكون.أجر ما استمسكتيضرب للذي يفر من الشر. أي لا تفتر من الهرب وبالغ فيه.جمع له جراميزكجراميز الرجل، جسده وأعضاؤه يضرب لمن يؤمر بالجلد في العمل. وجراميز الثور وغيره قوائمه. يقال: ضم الثور جراميزه ليثب. قال الهذلي يصف حمار وحش:
اجعله في وعاء غير سربقال أبو عبيد: يضرب في كتمان السر. وأصله في السقاء السائل، وهو السرب. يقول: لا تبد سرك أبداء السقاء ماءه. وتقديره اجعله في وعاء غير سرب ماؤه لأن السيلان يكون للماء.جشمت إليك عرق القربةأي، تكلفت لك ولا جلك أمراً صعباً شديداً. وسيأتي شرحه في باب الكاف، إن شاء الله تعالى.أجناؤها أبناؤهاقال أبو عبيد: الأجناء هم الجناة. والأبناء البناة. والواحد جان وبان. وهذا جمع عزيز في الكلام أن يجمع فاعل على أفعال. قال: واصل المثل أن ملكاً من ملوك اليمن غزا وخلف بنتاً، وإن ابنته أحدثت بعده بنياناً قد كان أبوها يكرهه، وإنما فعلت ذلك برأي قوم من أهل مملكته أشاروا عليها، وزينوه عندها. فلما قدم الملك وأخبر بمشورة أولئك ورأيهم أمرهم بأعيانهم أن يهدموه وقال عند ذلك: أجناؤها ابناؤها فذهبت مثلاً. يضرب في سوء المشورة والرأي. وللرجل يعمل الشيء بغير روية ثم يحتاج إلى نقض ما عمل وإفساده. ومعنى المثل أن الذين جنوا على هذه الدار بالهدم هم الذين عمروها بالبناء.الجرع أروى والرشيف أنقعالرشف والرشيف، المص للماء. والجرع بلعه. والنقع، تسكين الماء للعطش. أي أن الشراب الذي يترشف قليلاً قليلاً أقطع للعطش وأنجع، وإن كان فيه بطء. وقوله أروى أي أسرع رياً وقوله أنقع أي أثبت وأدوم ريا، من قولهم: سم ناقع. أي ثابت. يضرب لمن يقع في غنيمة فيؤمر بالمبادرة والإقطاع لما قدر عليه قبل أنن يأتيه من ينازعه. وقيل: معناه أن الاقتصاد في المعيشة أبلغ وأدوم من الإسراف فيها.جمل واجتمليقال: جملت الشحم وأجتملته أي أذنبته. وجمل بالتشديد للكثرة والمبالغة. يضرب لمن وقع في خصب وسعة.جلب الكت إلى وئية |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||
الكت، الرجل الكسوب الجموع. والوئية، المرأة الحفوظ. يضرب للمتوافقين في أمر. ونصب جلب على المصدر، أي أجلب الشيء جلب الكت. جزيته كيل الصاع بالصاعإذا ُكافأت الإحسان بمثله والإساءة بمثلها. قال:
جاء بالهيل والهيلمانإذا جاء بالمال الكثير. وقال أبو عبيد: أي بالرمل والرمح. ويروى الهيلمان، بضم اللام، على وزن الحيقطان. وقال بعضهم: هو فعلمان من الهيل.جاء بالترههو واحد الترهات. وكذلك جاء بالتهاته، وهي جمع التهتهة، وهي اللكنة. قال القطامي:
جرى فلان السمةأي جرى جري المسه، فحذف المضاف. يقال: سمه الفرس يسمه سموها إذا جرى جرياً لا يعرف الأعياء فهو سامه والجمع سمه. قال رؤبة: يا ليتنا والدهر جرى سمه السمه أي يجري جري السمه التي لا تعرف الأعياء. ويروى: ليت المنا والدهر جري المسه أراد المنايا فحذف كما قال الآخر:
جرى فلان السمهيإذا جرى إلى غير أمر يعرفه. والمعنى جرى في الباطل.جدع الله مسامعههذا من الدعاء على الإنسان والمسامع جمع المسمع وهو الأذن. وجمعها بما حولها كما يقال غليظ المشافر وعظيم المناكب. ويقال أيضاًِ جدعاً له. كما يقولون عقراً حلقا.جاء بأم الربيق على أريققال أبو عبيد: أم الربيق الداهية، وأصله من الحيات. قلت: هذا التركيب يدل على شيء يحيط بالشيء ويدور به كالربقة. وربقت فلاناً في هذا الأمر، أي أوقعته فيه حتى ارتبق وأرتبك، فكأن أم الربيق داهية تحيط وتدور بالناس حتى يرتبقوا ويرتبكوا فيها. وأما أريق فأصله وريق تصغير أورق مرخماً وهو الجمل الذي لونه لون الرماد. وقال أبو زيد: هو الذي يضرب لونه إلى الخضرة، فأبدل من الواو المضمومة همزة كما قالوا وجوه وأجوه ووقتت وأقتت. قال الأصمعي: تزعم العرب أنه من قول رجل رأى الغول على جمل أورق. ويقال أيضاً في مثله:جاء بالرقم الرقماءإنما أنت وصفه لأنه أراد بالرقم الداهية، والرقماء تأكيد له كما يقال: جاء بالداهية الدهياء. ويقال: وقع فلان في الرقم الرقماء إذا وقع فيما لا يقوم منه. والرقم بكسر القاف لا غير.جانيك من تجني عليكيقال جنى عليه جناية. وأراد صاحب جنايتك من يجني عليك فلا تأخذ بالعقوبة غيره. وأجود من هذا ما قاله أبو عمرو قال: يعني الذي يجني يلحقك عاره وتعير بقبيحه. قلت: يريد الذي يجني لك الخير هو الذي يجني عليك الشر. فقولهم: جانيك، معناه الجاني لك. يقال: جنيت له، ثم تحذف اللام فيقال: جنيته، كما يقال: كلت له ووزنت له، ثم تحذف اللام فيقال كلته ووزنته. قال تعالى: "وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون". أي كالوا لهم أو وزنوا لهم. قال الشاعر:
أجن الله جبالهقال الأصمعي: المعنى أجن الله جبلته، أي خلقته. قلت: لعله أراد أماته الله فيجن، أي يستر بأن يدفن. وقال غير الأصمعي: أجن الله جباله، أي الجبال التي يسكنها، أي أكثر الله فيها الجن، أي أوحشها.جاء برأس خاقانقد مضى هذا المثل على وجه آخر في باب الباء، فيما جاء على أفعل منه عند قوله: أبأي ممن جاء برأس خاقان.جاء السيل بعود سبيأي غريب جلبه من مكان بعيد. يضرب للنائي النازح.جاور ملكاً أو بحراً |
|||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||
يعني أن الغنى يوجد عندهما. يضرب في التماس الخصب والسعة من عند أهلها. جديدة في لعيبةهذا تصغير يراد به التكبير، أي جد ستر في لعب، كما قيل: رب جد جره اللعب.جلاء الجوزاءيقال للذي يبرق ويرعد جلاء الجوزاء، وهو بوارحها، وذلك أنها تطلع غدوة فتأتي بريح شديدة ثم تسكن. يضرب للذي يتوعد ثم لا يصنع شيئاً. وتقديره، توعده جلاء الجوزاء، فحذف للعلم به.جاء بمطفئة الرضفأي، جاء بأمر أشد مما مضى. وأصل الرضف الحجارة المحماة، أي جاء بداهية أنستنا التي قبلها فأطفأت حرارتها. يضرب في الأمور العظام. وفي حديث حذيفة رضي الله تعالى عنه حين ذكر الفتن فقال: أتتكم الدهيم، ويروى الدهيماء، ويروى الرقيطاء، ترمي بالنشف والتي تليها ترمي بالرضف.جاء أبوها برطبقالوا: أن أول من قال ذلك شيهم بن ذي النابين العبدي. وكان فيه فشل وضعف رأي، فأتى أرض النبيط في نفر من قومه، فهوي جارية نبطية حسناء فتزوجها، فنهاه قومه وقال في ذلك أخوه محارب:
جنيتها من مجتني عويصويروى، عريض، أي من مكان صعب أو بعيد.جئني به من حسك وبسكويروى، من عسك وبسك أي ائت به على كل حال من حيث شئت. وقال أبو عمرو: أي من جهدك. ويقال: لأطلبنه من حسي وبسي، أي من جهدي. وينشد:
جاء ينفض مذرويهالمذروان، فرعا الأليتين، ولا واحد لهما، ولو كان لهما واحد لوجب أن يقال في التثنية مذريان، كما مقليان في تثنية المقلى. وعبر بنفض مذرويه عن سمنه، والعرب تنفي الغناء عن السمين اللحيم وتثبته للمختلق الهضيم، ولهم فيه أشعار كثيرة ليس هذا موضعها. يضرب لمن يتوعد من غير حقيقة.جاء بالشعراء الزباءإذا جاء بالداهية الدهياء في حديث الشعبي، وقد سئل عن مسئلة فقال: زباء ذات وبر، لو سئل عنها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعضلت بهم. يضرب للداهية يجنيها الرجل على نفسه.جلدك لا كدكيروى بالرفع على معنى جدك يغني عنك لا كدك. ويروى بالفتح أي أبغ جدك لا كدك.جليس السوء كالقين إن لم يحرق ثوبك دخنهجاء بالضلال ابن السهبلليعني بالباطل. قال الأصمعي: جاء الرجل يمشي سبهللا، إذا جاء وذهب في غير شيء. قال عمر رضي الله عنه: إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللا لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة.جاء بدبى دبي ودبى دبيينالدبى، الجراد. ودبي، موضع واسع. أي جاء بالمال الكثير كدبي ذلك الموضع.جاء بالهيء والجيء |
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||
أي، بالطعام والشراب. وقال الأموي: هما اسمان من قولهم جأجأت بالإبل إذا دعوتها للشرب. هأهأت بها إذا دعوتها للعلف. وقال بعضهم: هما بكسر الهاء والجيم. وأما قولهم: لو كان ذلك في الهيء والجيء ما نفعه. فهذان بالفتح. وأنشد:
الجار ثم الدارهذا كقولهم: الرفيق قبل الطريق. وكل منها يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو عبيد: كان بعض فقهاء أهل الشام يحدث بهذا الحديث، ويقول: معناه إذا أردت شراء دار فسل عن جوارها قبل شرائها.جرع وأوشالالجرع، شرب الماء ريا. والوشل، الماء القليل. أي المال قليل وأنت مسرف. يضرب للمبذر، أي ترفق وإلا أتيت على مالك.جالني أجالك فالدمس من فعالكجالني، من المجالاة، وهي المبارزة، من قولهم: جلا عن الوطن جلاء، إذا خرج. والدمس، الكتمان يقال: دمست عليه الخبر، أي كتمته. يقول: بارزني للعداوة أبارزك فشأنك المخاتلة.جلزوا لو نفع التجليزيقال: جلزت السكين جازاً، إذا شددت مقبضه بعلباء البعير، وكذلك التجليز أي أحكموا أمرهم لو نفع الأحكام، يعني هربوا ولكن القدر ألحق بهم ولم ينفعهم الحذر.جد لامرئ يجد لكأي، أحب له خيراً يحب لك مثله.الجذب امرأ للهزيليضرب للفقير يصيب المال فيطغي.جري الشموس ناجز بناجزيضرب لمن يعاجل الأمر فيكافئ بالخير والشر من ساعته.اجعلني من أدمة أهلكالأدمة، الوسيلة، وهي القرب، أي اجعلني من خاصتهم.اجعل مكان مرحب نكراًأي، اجعل مكان بشرك وتحيتك قضاء الحاجة.جف حجرك وطاب نشرك، أكلت دهشاً. وحطبت قمشاًقال يونس بن حبيب: كان من حديث هذين المثلين أن امرأة زارتها بنت أخيها وبنت أختها فأحسنت تزويدهما. فلما كان عند رجوعهما قالت لابنة أخيها: جف حجرك وطاب نشرك. فسرت الجارية بما قالت لها عمتها. وقالت لابنة أختها: أكلت دهشاً وحطبت قمشاً. فوجدت بذلك الصبية وشق عليها ما قالت لها خالتها فانطلقت بنت الأخ إلى أمها مسرورة فقالت لها أمها: ما قالت لك عمتك? فقالت: قالت لي خيراً ودعت لي قالت: وكيف قالت لك ما قالت? قالت: جف حجرك وطاب نشرك. قالت: أي بنية، ما دعت لك بخير، ولكن دعت بأن لا تشمي ولداً أبداً فيبل حجرك ويغير نشرك. وانطلقت الأخرى إلى أمها فقالت لها أمها: ما قالت لك خالتك? قالت: وما عسى أن تقول لي، دعت الله علي. قالت: وكيف قالت لك ما قالت? قالت: أكلت دهشاً وحطبت قمشاً. قالت: بل دعت الله لك يا بنية إن يكثر ولدك فينازعوك في المال ويقمشوك حطبا.أجاءه الخوف إلى شر شمرالمعنى: ألجأه الخوف ورده إلى شر شديد.جارك الأذنى لا يعلك الأقصىأي، احفظ أدنى جارك لا يقدر عليك ولا على لومك الأقصى.جد صفير الحنظليأصل هذا أن رجلين أحدهما من بني سعد، والأخر من بني حنظلة خرجا فاحتفرا أزبيتين، فجلس كل واحد منهما في واحدة وجعلا إمارة ما بينهما الصفير إذا أبصر صيداً. فزعموا أن أسداً مر بالحنظلي فأخذ برجله فخبطه الأسد بيده فغوث وصاح صياحاً شديداً. فقال السعدي: جد صفير الحنظلي، أي اشتد، أي فالهرب فإن قربه شر. يضرب لمن قرب منه الشر ودنا.سنجربك إذنوذلك أن رجلاً مات فجعل أخوه يبكيه ويقول: وأخاه كان خيراً مني إلا أني أعظم جردانا منه. فقالت امرأة الميت: سنجربك إذن. فذهبت مثلاً. يضرب لمن ادعى أمراً فيه شبهة.جباب فلا تعن أبراقالوا: الجباب، الجمار. قلت: والصحيح أن الجباب جمع جب، وهو وعاء الطلع. ويقال له أيضاً جف. وفي الحديث أن دفين النبي صلى الله عليه وسلم جعل في جب طلعة. والأبر، تلقيح النخل وأصلاحه. يضرب للرجل القليل الخير، أي هو جباب ولا طلع فيه، فلا تعن في إصلاحه.جد امرئ في قائتهأي، يتبين جدك في قائتك الذي يقوتك.جاءتهم عواناً غير بكرأي، مستحكمة غير ضعيفة. يريدون حرباً أو داهية عظيمة.جاء بالتي لا شوى لهاالشوى، الأطراف مثل اليدين والرجلين والرأس من الأدميين وغيرهم. أي جاء بالداهية التي لا تخطئ، أو التي لا طرف لها ولا نهاية.جبان ما يلوي على الصفيرما يلوي، أي ما يعرج، لشدة جبنه على من يصفر به. |
|||||||
|
|
||||||||||||||
أجر الأمور على أذلالهاأي، على وجوهها التي تصلح وتسهل وتتيسر. ويقال: جاء به على إذلاله، أي على وجهه. ويقال: دعه على إذلاله، أي على حاله. أنشد أبو عمرو للخنساء:
الجمل من جوفه يجتريضرب لمن يأكل من كسبه، أو ينتفع بشيء يعود عليه بالضرر.جاء نافشاً عفريتهإذا جاء غضبان. والعفرية، عرف الديك. وكذلك العفراء.جاء بالشقر والبقر وببنات غيرويروى بالصقر. والغير، الاسم من قولك غيرت الشيء فتغير ويراد ههنا جاء بالكلام المغير عن وجه الصدق. والشقر والبقر، اسم لما لا يعرف، أي جاء بالكذب الصريح.جاء وفي رأسه خطةإذا جاء وفي نفسه حاجة قد عزم عليها. والأصل في هذا أن أحدهم إذا حزبه أمر أتى الكاهن فخط له في الأرض يستخرج ما عزم عليه. والخطة، فعلة بمعنى مفعولة نحو الغرفة من الماء، واللقمة والنجعة اسم لما ينتجع. أخذت من الخط الذي يستعمله الكاهن في وقوع الأمر.جاء بصحيفة المتلمسإذا جاء بالداهية. وقد ذكرت قصته في باب الصاد.جعل الله رزقه فوت فمهأي جعله بحيث يراه ولا يصل إليه.جندلتان اصطكتايضرب للقرنين يتصاولان.جزيته حذو النعل بالنعليضرب في المكافأة ومساواتها.جاره لحم ظبييضرب لمن لا غناء عنده. قال الشاعر:
جمالكأي الزم ما يورثك الجمال. يعني أجمل ولا تفعل ما يشينك.جاء صريم سحرإذا جاء آيساً خائباً. قاله ابن الأعرابي وأنشد:
جاء بذات الرعد والصليلإذا جاء بشر وعر. يعني جاء بسحابة ذات رعد. والصيل، الصوت.اجعلوا ليلكم ليل أنقديضرب في التحذير لأن القنفد لا ينام ليه.جاؤوا على بكرة أبيهمقال أبو عبيد: أي جاؤوا جميعاً لم يتخلف منهم أحد. وليس هناك بكرة في الحقيقة وقال غيره: البكرة، تأنيث البكر، وهو الفتى من الإبل. يصفهم بالقلة، أي جاؤوا بحيث تحملهم بكرة أبيهم قلة. وقال بعضهم: البكرة ههنا التي يستقى عليها أي جؤوا بعضهم على أثر بعض، كدوران البكرة على نسق واحد. وقال قوم: أرادوا بالبكرة الطريقة كأنهم قالوا جاؤوا على طريقة أبيهم، أي يتقيلون أثره. وقال ابن الأعرابي: البكرة جماعة الناس. يقال: جاؤوا على بكرتهم، وبكرة أبيهم، أي بأجمعهم. قلت: فعلى قول ابن الأعرابي يكون على في المثل بمعنى مع، أي جاؤوا مع جماعة أبيهم، أي مع قبيلته. ويجوز أن يكون على من صلة معنى الكلام، أي جاؤوا مشتملين على قبيلة أبيهم. هذا هو الأصل. ثم يستعمل في اجتماع القوم وإن لم يكونوا من نسب واحد. ويجوز أن يراد بالبكرة التي يستقى عليها، وهي إذا كانت لأبيهم اجتمعوا عليها مستقين لا يمنعهم عنها أحد. فشبه اجتماع القوم في المجيء باجتماع أولئك على بكرة أبيهم.جئت بأمر بجر وداهية نكرالبجر، الأمر العظيم. وكذلك البجري والجمع البجاريجذ الله دابرهمأي استأصلهم وقطع بقيتهم. يعني كل من يخلفهم ويدبرهم. وقال:
جلوا قماً بغرفةالغرفة، الثمام بعينه لا يدبغ به وإنما يجذ للمكانس. والغرف، بسكون الراء، يدبغ به. والقم، الكنس. وأصل هذا أن رجلاً سأل إعرابياً عن قوم كانوا في محلة فقال له: جلوا قماً بغرفة. أي جلوا وتحولوا عن محلتهم، فخلا ذلك الموضع منهم، وعفت آثارهم، كما يقم المكان بالغرفة. ونصب قماً على المصدر كأنه قال: جلوا جلاء كاملاً تاماً فكان مكانهم قم منهم قماً بمكنسة.جاءوا عن آخرهم ومن عند آخرهمأي، لم يبق منهم أحد إلا جاء. |
||||||||||||||
|
|
|||||||||||
جرف منهال وسحاب منجاليقولون: كيف فلان? فيقال: جرف منهال، أي لا حزم عنده ولا عقل. والجرف، ما تجرفته السيول من الأودية. والمنهال، والمنهار. يقال: هلته فانهال، أي صببته فانصب. والسحاب المنجال، المنكشف. يراد أنه لا يطمع في خيره.جدب السوء يلجئ إلى نجعة سوءيعني، أن الأمور كلها تتشاكل في الجودة والرداءة، فإذا كان جدب الزمان بلغ النهاية في الشر ألجأ إلى شر نجعة ضرورة.جاء يفري الفري ويقدأي، يعمل العجب. يضرب لمن أجاد العمل وأسرع فيه. قلت: الفري فعيل بمعنى مفعول. وفري بالكسر يفري فرى تحير ودهش. والفري، القطع والشق. وكذلك القد. فقولهم: يفري الفري، أي يعمل العمل يفري فيه، أي يتحير من عجيب الصنعة فيه. ومنه قوله تعالى: "لقد جئت شيئاً فريا". أي شيئاً يتحير فيه، ويتعجب منه.جزاه جزاء شولةهذا مثل قولهم: جزاء سنمار، في أنهما صنعا خيراً فجزيا بصنيعهما شراً. وقال:
جاء كأن عينيه في رمحينيضرب لمن اشتد خوفه، ولمن اشتد نظره من الغضب. وكأنهم عنوا به برق بصره كما يبرق السنان.جاء ترعد فرائصهالفريصة، لحمة بين الثدي ومرجع الكتف. وهما فريصتان إذا فزع الرجل أو الدابة أرعدتا منه. يضرب للجبان يفزع من كل شيء.جاء يتخرم زندهأي، جاء ساكناً غضبه. يقال: تخرم زند فلان، أي سكن غضبه. ويقال: معناه جاء يركبنا بالظلم والحمق. فإن صح هذا فهو من قولهم: تخرمهم الدهر. واخترمهم، أي استأصلهم.جليلة يحمي ذراها الأرقمالجليل، الثمام. والذري، الكنف. يضرب للضعيف يكنفه القوي ويعينه.جليف أرض ماؤه مسوسالجليف من الأرض، الذي جلفته السنة، أي أخذت ما عليها من النبات. والمسوس، الماء العذب المذاق المريء في الدواب. يضرب لمن حسنت أخلاقه وقلت ذات يده.جعلت لي الحابل مثل النابليقال: أن الحابل صاحب الحبالة التي يصاد بها الوحش. والنابل صاحب النبل، يعني الذي يصيد بالنبل. ويقال: أن الحابل في هذا الموضع السدي. والنابل اللحمة. يضرب للمخلط. ومثله: اختلط الحابل بالنابل.جذب الزمام يريض الصعابيضرب لمن يأبى الأمر أولاً ثم ينقاد آخراً.جد جراء الخيل فيكم يا قثميضرب في التحام الشر بين القوم.جلوف زاد ليس فيها مشبعالجلوف، جمع جلف وهو الظرف والوعاء. والمشبع، الشبع. يضرب لمن يتقلد الأمور ولا غناء عنده.جاء بطارفة عينأي بشيء تتحير له العين من كثرته. يقال: عين مطروفة، إذا أصيب طرفها بشيء.جهل من لغنانين سبلاتاللغنون، مدخل الأودية. وسبلات، جمع سبيل مثل طرقات وصعدات في جمع طريق وصعيد. وأصل المثل أن عمرو بن هند الملك قال: لأجللن مواسل الربط مصبوغاً بالزيت، ثم لأشعلته بالنار. فقال رجل: جهل من لغانين سبلات. أي لم يعلم مشقة الدخول من سبلات لغانين، يريد المضايق منها. ومواسل في رأس جبل من جبال طيئ. يضرب مثلاً لمن يقدم على أمر وقد جهل ما فيه من المشقة والشدة.جاء يسوق دبي دبيينأي، يسوق مالاً كثيراً. وأنشد:
جاؤوا بالحظر الرطبأي جاؤوا بالكثير من الناس. وقال:
جاء بما صأى وصمتيقال: صأى يصأى صئياً، ثم يقلب فيقال صاء يصيء، مثل جاء يجيء. ومن هذا قولهم: تلدغ العقرب وتصيء. أرادوا بما صأى الشاء والإبل، وبما صمت الذهب والفضة. ويقال: بل معناه، جاء بالحيوان والجماد، أي بالشيء الكثير. ومن هذا قول قصير بن سعد للزباء: جئتك بما صأى وصمت. أي بكل شيء.جاء بما أدت يد إلى يديضرب عند الخيبة، ويراد به تأكيد الأخفاق.جبت ختونة دهراً |
|||||||||||
|
|
||||||||
الجب، القطع. والختونة، المصاهرة. ودهر، اسم رجل تزوج امرأة من غير قومه فقطعته عن عشيرته فقيل هذا. يضرب لكل من قطعك بسبب لا يوجب القطع. جرجر لما عضه الكلوبالجرجرة، الصوت. والكلوب، مثل الكلاب، وهو المهماز يكون في خف الرائض ينخس به جنب الدابة. وهذا مثل قولهم: دردب لما عضه الثقاب. يضرب لمن ذل وخضع بعد ما عز وامتنع.جدك يرعي نعمكيضرب للمضياع المجدود.جاء بالحلق والإحرافالحلق، بكسر الحاء الكثير من المال. وأحرف الرجل وأهرف إذا نما ماله. يضرب لمن جاء بالمال الكثير.أجبن من المنزوف ضرطاًقالوا: كان من حديثه أن نسوة من العرب لم يكن لهن رجل، فزوجن أحداهن رجلاً كان ينام الضحى، فإذا أتينه بصبوح قلن: قم فاصطبح فيقول: لو نبهتنني لعادية. فلما رأين ذلك قال بعضهن لبعض: إن صاحبنا لشجاع، فتعالين حتى نجربه. فأتينه كما كن يأتينه، فأيقظنه. فقال: لو لعادية نبهتنني. فقلن: هذه نواصي الخيل. فجعل يقول: الخيل الخيل ويضرط حتى مات. وفيه قول آخر. قال أبو عبيدة: كانت دختنوس بنت لقيط بن زرارة تحت عمرو بن عمرو، وكان شيخاً أبرص، فوضع رأسه يوماً في حجرها فهي تهمهم في رأسه إذا جخف عمرو، وسال لعابه، وهو بين النائم واليقظان، فسمعها تؤفف. فقال: ما قلت? فحادت عن ذلك. فقال لها: أيسرك أن أفارقك? قالت: نعم! فطلقها. فنكحها فتى جميل جسيم من بني زرارة. قال محمد بنحبيب: نحكها عمير بن عمارة ابن معبد بن زرارة. ثم أن بكر بن وائل أغروا على بني دارم، وكان زوجها نائماً ينخر، فنبهته وهي تظن أن فيه خيراً. فقالت: الغارة! فلم يزل الرجل يحبق حتى مات. فسمي المنزوف ضرطاً. وأخذت دختنوس، فأدركهم الحي، فطلب عمرو بن عمرو أن يردوا دختنوس فأبوا. فزعم بنو دارم أن عمراً قتل منهم ثلاثة رهط، وكان في السرعان، فردوها إليه، فجعلها أمامه وقال:
أجرأ من ذبابوذلك أنه يقع على أنف الملك، وعلى جفن الأسد، وهو مع ذلك يذاد فيعود.أجرأ من فارس خصاف |
||||||||
|
|
|||||||
هو رجل من غسان، أجبن من في الزمان، يقف في أخريات الناس. وكان فرسه خصاف لا يجاري، فكان يكون أول منهزم. فبينا هو ذات يوم واقف جاء سهم فسقط في الأرض مرتزاً بين يديه، وجعل يهتز. فقال: ما اهتز هذا السهم إلا وقد وقع بشيء. فنزل وكشف عنه فإذا هو في ظهر يربوع. فقال: أترى هذا ظن أن السهم سيصيبه في هذا الموضع، لا المرء في شيء ولا اليربوع. فأرسلها مثلاً. ثم تقدم فكان من أشد الناس بأساً. هذا قول محمد بن حبيب. وزعم ابن الأعرابي في أصل هذا المثل، إن جد ملك من ملوك الفرس غزوهم، وكان عندهم أن جنود الملك لا يموتون، فشد فارس خصاف على رجل منهم فطعنه فخر صريعاً، فرجع إلى أصحابه فقال: ويلكم القوم أمثالكم يموتون كما نموت، فتعالوا نقارعهم، فشدوا عليهم وهزموهم. فضرب بفارس خصاف المثل لإقدامه عليهم. قال ابن دريد: خضاف، بالضاد المعجمة، اسم فرس، وفارسه أحد فرسان العرب المشهورين. هذا قوله، وغيره يورى بالصاد. وأما قولهم: أجرأ من خاصي خصاففإنه رجل من باهلة، وكان له فرس اسمه أيضاً خصاف، فطلبه بعض الملوك للفحلة فخصاه. قال أبو الندي: هو حمل بن يزيد بن ذهل بن ثعلبة خصى خصاف بحضرة ذلك الملك. وفيه يقول الشاعر:
أجرأ من الماشي بترجترج، مأسدة مثل حلية وخفان.أجرأ من خاصي الأسديقال أن حراثاً كان يحرث، فأتاه أسد فقال: ما الذي ذلل لك هذا الثور حتى يطيعك? قال: إني خصيته. قال: وما الخصاء? قال: أدن مني أركه. فدنا منه الأسد منقاداً، ليعلم ذلك، فشده وثاقاً وخصاه. فقيل: أجرأ من خاصي الأسد.أجرى من الأيهمينقالوا: هما السيل والجمل الهائج. ويقال أيضاً.أجرى من السيل تحت الليلأجود من حاتمهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج. كان جواداً شجاعاً شاعراً مظفراً. إذا قاتل غلب، وإذا غنم نهب، وإذا سئل وهب، وإذا ضرب بالقداح سبق، وإذا أسر أطلق، وإذا أثرى أنفق، وكان أقسم بالله لا يقتل واحد أمه. ومن حديثه أنه خرج في الشهر الحرام يطلب حاجة فلما كان بأرض عنزة ناداه أسير لهم: يا أبا سفانة أكلني الأسار والقمل. فقال: ويحك ما أنا في بلاد قومي، وما معي شيء وقد أسأتني إذ نوهت بإسمي ومالك مترك. ثم ساوم به العنزيين واشتراه منهم فخلاه، وأقام مكانه في قده حتى أتى بفدائه فأداه إليهم. ومن حديثه أن ماوية امرأة حاتم حدثت أن الناس أصابتهم سنة فأذهبت الخف والظلف، فبتنا ذات ليلة بأشد الجوع، فأخذ حاتم عدياً، وأخذت سفانة فعللناهما حتى ناما، ثم أخذ يعللني بالحديث لأنام، فرققت له لما به منه الجهد فأمسكت عن كلامه لينام ويظن إني نائمة. فقال لي: أنمت? مراراً. فلم أجبه، فسكت، ونظر من وراء الخباء فإذا شيء قد أقبل، فرفع رأسه، فإذا امرأة تقول: يا أبا سفانة أتيتك من عند صبية جياع. فقال: أحضريني صبيانك فوالله لأشبعنهم. قالت: فقمت مسرعة فقلت: بماذا يا حاتم? فوالله ما نام صبيانك من الجوع إلا بالتعليل. فقام إلى فرسه فذبحه، ثم أجج ناراً ودفع إليها شفرة وقال: اشتوي وكلي وأطعمي ولدك. وقال لي: أيقظي صبيتك. فأيقظتهما. ثم قال: والله أن هذا للؤم أن تأكلوا وأهل الصرم حالهم كحالكم. فجعل يأتي الصرم بيتاً بيتاً ويقول: عليكم النار. فاجتمعوا وأكلوا، وتقنع بكسائه وقعد ناحية حتى لم يوجد من الفرس على الأرض قليل ولا كثير ولم يذق منه شيئاً. وزعم الطائيون أن حاتماً أخذ الجود عن أمه غنية بنت عفيف الطائية، وكانت لا تبقي شيئاً سخاء وجوداً.أجود من كعب بن مامة |
|||||||
|
|
|||||||||||||||||||
هو أيادي. ومن حديثه أنه خرج في ركب فيهم رجل من النمر بن قاسط في شهر ناجر، فضلوا، فتصافنوا ماءهم، وهو أن يطرح في القعب حصاة فيشرب كل إنسان بقدر واحد. فقعدوا للشرب، فلما دار القعب فانتهى إلى كعب أبصر النمري يحدد النظر إليه فآثره بمائه وقال للساقي: اسقي أخاك النمري. فشرب النمري نصيب كعب ذلك اليوم من الماء. ثم نزلوا من غدهم المنزل الآخر فتصافنوا بقية مائهم فنظر إليه النمري كنظره أمسه فقال كعب كقوله أمس. وارتحل القوم وقالوا: يا كعب ارتحل. فلم يكن به قوة للنهوض، وكانوا قد قربوا من الماء، فقال له: رد كعب إنك وراد. فعجز عن الجواب. فلما يئسوا منه، خيلوا عليه بثوب يمنعه من السبع أن يأكله وتركوه مكانه ففاظ فقال أبوه مامة يرثيه.
أجسر من قاتل عقبةقال أبو عمرو القعيني: هو عقبة بن سلم من بني هناءة من أهل اليمن، صاحب دار عقبة بالبصرة. وكان أبو جعفر وجهه إلى البحرين، وأهل البحرين ربيعة، فقتل ربيعة قتلاً فاحشاً. قال: فانضم إليه رجل من عبد القيس، فلم يزل معه سنين، وعزل عقبة فرجع إلى بغداد ورحل العبدي معه، فكان عقبة واقفاً على باب المهدي بعد موت أبي جعفر، فشد عليه العبدي بسكين فوجأه في بطنه، فمات عقبة، وأخذ العبدي فأدخل على المهدي فقال: مات حملك على ما فعلت? فقال: إنه قتل قومي، وقد ظفرت به غير مرة إلا أني أحببت أن يكون أمره ظاهراً حتى يعلم الناس أني أدركت ثأري مه. فقال المهدي: إن مثلك لأهل أن يستبقي ولكن أكره أن يجترئ الناس على القواد. فأمر به فضربت عنقه. ويقال: إن الوجأة وقعت في شرجة منطقة عقبة، قال: فجعل المهدي يسائل العبدي والعبدي يبكي إلى أن دخل داخل فقال: يا أمير المؤمنين، مات عقبة. فضحك العبدي. فقال له المهدي مم كنت تبكي? قال: من خوف أن يعيش، فلما مات أيقنت أني أدركت ثأري.أجبن من صافرقال أبو عبيد: الصافر، كل ما يصفر من الطير. والصفير لا يكون في سباع الطير وإنما يكون في خشاشها ويصاد منها. وذكر محمد بن حبيب أنه طائر يتعلق من الشجر برجليه وينكس رأسه خوفاً من أن ينام، فيؤخذ فيصفر منكوساً طول ليلته. وذكر ابن الأعرابي أنهم أرادوا بالصافر المصفور به فقلبوه، أي إذا صفر به هرب. ويقولون في مثل آخر: جبان ما يلوي على الصفير. وأرادوا بالمصفور به التنوط، وهو طائر يحمله جبنه على أن ينسج لنفسه عشاً كأنه كيس مدلى من الشجر، ضيق الفم، واسع الأسفل، فيحترز فيه خوفاً من أن يقع عليه جارح، وبه يضرب المثل في الحذق فيقال اصنع من تنوط. وذكر أبو عبيدة أن الصافر هو الذي يصفر بالمرأة المريبة، وإنما يجبن لأنه وجل مخافة أن يظهر عليه. وأنشد بيتي الكميت على هذا، وهو قوله: أرجو لكم أن تكونوا في مودتكم ... وقد ذكرت القصة بتمامها والبيتين عند قولهم: قد قلينا صفيركم. في حرف القاف.أجبن من ضفردزعم أبو عبيدة أن هذا المثل مولد. والضفرد، طائر من خشاش الطير، وقد ذكره الشاعر في شعره فقال:
أجبن من كروانهو أيضاً من خشاش الطير. قال الشاعر:
أجبن من ليلالليلن اسم فرخ الكروان. ويقال أيضاً:أجبن من نهارالنهار، اسم لفرخ الحباري.أجبن من ثرملةهي اسم للثعلبة.أجبن من ثرملةهي اسم للثعلبة.أجبن من الرباحوهو القرد.أجبن من هجرس |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
زعم محمد بن حبيب أنه الثعلب. قال: ويقال أنه ولد الثعلب. قال: ويراد به ههنا القرد، وذلك أنه لا ينام إلا وفي يده حجر مخافة الذئب أن يأكله. قال: وتحدث رجل من أهل مكة أنه إذا كان الليل رأيت القرود تجتمع في موضع واحد، ثم تبيت مستطيلة الواحد منها في أثر الآخر، وفي يد كل واحد حجر لئلا ينام فيأكله الذئب، فإن نام واحد سقط من يده الحجر، ففزعت كلها، فيتحول الآخر فيصير قدامها، فيكون ذلك دأبها طول الليل، فتصبح من الموضع الذي باتت فيه على أميال جبناً منها وخوراً في طباعها. أجرأ من قسورةهو الأسد، فعولة من القسر.وقولهم: أجرأ من ذي لبدهو الأسد أيضاً. ولبدته ما تلبد على منكبيه من الشعر.أجول من قطربقالوا: هو دويبة تجول الليل كله لا تنام. ويقال فيها أيضاً: أسهر من قطرب. وفي الحديث: لا أعرفن أحدكم جيفة ليل قطرب نهار.أجوع من كلبة حوملهذه امرأة من العرب كانت تجيع كلبة لها، وهي تحرسها، فكانت تربطها بالليل للحراسة وتطردها بالنهار وتقول: التمسي لنفسك لا ملتمس لك. فلما طال ذلك عليها أكلت ذنبها من الجوع. قال الشاعر، وهو الكميت يذكر بني أمية، ويذكر أن رعايتهم للأمة كرعاية حومل لكلبتها:
أجوع من زرعةهي كلبة كانت لبني ربيعة الجوع، أماتوها جوعاً ونوعاً.أجوع من لعوةقالوا: هي الكلبة الحريصة، والجمع لعاء. ويقال: نعوذ بالله من لعوة الجوع ولوعته، أي حدته. واللعو، الحريص الجشع.أجوع من ذئبلأنه دهره جائع. ويقولون في الدعاء على العدو: رماه الله بداء الذئب أي بالجوع. هذا قول محمد بن حبيب. وقال غيره: معناه الموت، وذلك أن الذئب لا يصيبه من العلل إلا علة الموت، ولذلك يقولون في مثل آخر: أصح من الذئب. والأسد والذئب يختلفان في الجوع والصبر عليه، لأن الأسد شديد النهم، رغيب حريص، وهو مع ذلك يتحمل أن يبقى أياماً فلا يأكل شيئاً. والذئب وإن كان أقفر منزلاً، وأقل خصباً، وأكثر كداً وإخفاقاً، فلا بد له من شيء يلقيه في جوفه، فإن لم يجد شيئاً استعان بإدخال النسيم في جوفه. وجوف الذئب يذب العظم، وكذلك جوف الكلب، ولا يذيبان نوى التمر وهو أضعف من العظم.أجوع من قرادلأنه يازق ظهره بالأرض سنة وبطنه سنة لا يأكل شيئاً حتى يجد إبلاً.أجل من الحرشيضرب مثلاً لمن يخاف شيئاً فيبتلي بأشد منه. وأصله أن ضباً قال لحسله: يا بني، اتق الحرش. فقال: يا أبت، وما الحرش? قال: أن يأتي الرجل فيمسح يده على حجرك، ويفعل ويفعل. ثم أن حجره هدم بالمرداة، فقال الحسل: يا أبت، أهذا الحرش? فقال: يا بني هذا أجل من الحرش. وفي كلام بعضهم: رب ثدي منكم قد افترشه، ونهب قد احتوشه، وضب قد احترشه.أجن من دقةهو دقة بن عبابة بن أسماء بن خارجة. ذكر هذا المثل محمد بن حبيب، ولم يذكر له شيئاً.أجبن من نعامةوذلك أنها إذا خافت من شيء لا ترجع إليه بعد ذلك الخوف.أجشع من أسرى الدخانذكر أبو عبيدة أنهم الذين كانوا قطعوا على لطيمة كسى، وكانوا من تميم. وذكر ابن الأعرابي أنهم كانوا من بني حنظلة خاصة، وإن كسرى كتب إلى المكعبر مردان، عامله على البحرين، أن أدعهم إلى المشقر وأظهر أنك تدعوهم إلى الطعام. فتقدم المكعبر في اتخاذ طعام على ظهر الحصن بحطب رطب، فارتفع منه دخان عظيم، وبعث إليهم يعرض الطعام عليهم، فاغتروا بالدخان وجاءوا فدخلوا الحصن فأصفق الباب عليهم، فغبروا هناك يستعملون في مهن البناء وغيره. فجاء الإسلام وقد بقي البعض منهم، فأخرجهم العلاء ابن الحضرمي، في أيام أبي بكر رضي الله عنه، فسار بهم المثل فقيل فيمن قتل منهم: ليس بأول من قتله الدخان. وأجشع من أسرى الدخان. وأجشع من الوافدين على الدخان. وأجشع من وفد تميم. وقال الشاعر في ذلك:
|
|||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||
وما زح معاوية الأحنف، فما رئي مازحان أو قر منهما. فقال له: يا أحنف، ما الشيء الملفف في البجاد? فقال الأحنف: السخينة، يا أمير المؤمنين. أراد معاوية قول الشاعر: أو الشيء الملفف في البجاد. وهو الوطب من اللبن. وأراد الأحنف بقوله: السخينة. قول عبد الله بن الزبعري:
أجهل من فراشةلأنها تطلب النار فتلقي نفسها فيها.أجمع من نملةويقال: أجمع من ذرة. قال الشاعر في الذر وجمعها:
أجرد من صخرة ومن صلعةويروى من صلعة، وهي الصخرة الملساء. والصلعة، ما يبرق من رأس الأصلع. وقيل: دخلت امرأة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان حاسر الرأس، وكان أصلع. فدهشت المرأة فقالت: أبا غفر حفص الله لك. وأرادت أن تقول: أبا حفص غفر الله لك. فقال عمر رضي الله عنه: ما تقولين? فقالت: صلعت من فرقتك. وأرادت أن تقول: فرقت من صلعتك. قال الشيباني: قورهم أجرد جراد، أرادوا به رملة من رمال ندد لا تنبت شيئاً. وأجرد معناه أملس. قال أبو الندى: سميت جراداً لانجرادها.أجمل من ذي العمامةهذا مثل من أمثال أهل مكة. وذو العمامة، سعيد بن العاص بن أمية. وكان في الجاهلية إذا لبس عمامة لا يلبس قرشي عمامة على لونها. وإذا خرج لم تبق امرأة إلا برزت للنظر إليه من جماله. ولما أفضت الخلافة إلى عبد الملك بن مروان خطب بنت سعيد هذا إلى أخيها عمر وابن سعيد الأشدق، فأجابه عمرو بقوله:
أجود من هرمهو هرم بن سنان بن أبي حارثة المري. وقد سار بذكر وجوده المثل. قال زهير بن أبي سلمى فيه:
أجود من الجواد المبرهذا مثل يضربونه في الخيل لا في الناس.أجرأ من أسامةهو اسم الأسد، معرفة لا تدخله الألف واللام. وقال:
أجرأ من ليث بخفانخفان، مأسدة معروفة. وكذلك خفيفة، وحلية. وقال:
أجهل من حماريعني حمار بن سويلك الذي يقال له أكفر من حمار.أجهل من عقربلأنها تمشي بين أرجل الناس وتكاد تبصر.أجهل من راعي ضانوحديثه في باب الحاء مذكور.أجفى من الدهرأجدى من الغيث في أوانهمعناه: أنفع. يقال: ما يجدي عنك هذا، أي ما ينفع وما يغني. والجداء، ممدود، النفع وبناء أفعل من الأفعال شاذ، وحقه، أشد جداء.أجرد من الجرادلم يورد جمزة في هذا شيئاً. قلت: يجوز أن يراد به آكل من الجراد. يقال: أرض مجرودة، إذا أكل نبتها. ويجوز أن يراد، أشأم من الجراد من قولهم: رجل جارود، أي مشؤوم، والجارود رجل سمي به لأنه فر بإبله إلى أخواله بني شيبان، وبإبله داء، ففشا ذلك الداء في إبل أخواله فأهلكها. وفيه قال الشاعر:
|
||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||
وهو الجارود العبدي، يعد من الصحابة، واسمه بشر بن عمرو من عبد القيس. ووجه ثالث، أن يراد، أقشر من الجراد. يقال: جردت الشيء، قشرته، وكل مقشور مجرود. والجراد يقشر ما يقع عليه من النبات. والأصل في الكل الجراد المعروف. أجهل من قاضي جبليقال أن جبل مدينة من طسوج، كسكر، وهذا القاضي قضى لخصم جاءه وحده، ثم نقض حكمه لما جاءه الخصم الآخر. وفيه يقول محمد ابن عبد الملك الزيات:
أجود من قاضي سدومقالوا: سدوم، بفتح السين، مدينة من مدائن قوم لوط عليه الصلاة والسلام. قال الأزهري: قال أبو حاتم في كتابه الذي صنفه في المفسد والمذال، إنما هو سذوم، بالذال المعجمة، والدال خطأ. قال الأزهري: وهذا عندي هو الصحيح. قال الطبري: هو ملك من بقايا اليونانية، غشوم، كان بمدينة سرمين من أرض قنسرين.المولدون"جعل بطنه طبلاً وقفاه اصطبلا" "جزاء مقبل الأست الضراط" "جنة ترعاها خنازير" "جهل يعولني خير من عقل أعوله" "جاء بالدنيا يسوقها" "جاهه جاه كلب ممطور في مقصورة الجامع" "جدة تقضي العدة" يضرب للشيخ يتصابى."جواهر الأخلاق يتصفحها المعاشر" "جاء العيان فألوى بالأسانيد" "جهلك أشد لك من فقرك" "الجمل في شيء والجمال في شيء" "الجل خير م الفرس" "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون" "الجدية ربح بلا رأس مال" "الجهل موت الأحياء" "الجرار لا تشتري أو تلطم" "أجلس حيث يؤخذ بيدك وتبر لا حيث يؤخذ برجلك وتجر" "أجلس حيث تجلس" "أجلست عندي فاتكئ" "أجرأ الناس على الأسد أكثرهم له رؤية" "جاء على ناقة الحذاء" يعنون: النعل التي تلبس. الباب السادسفيما أوله حاءحرك لها حوارها تحنالحوار، ولد الناقة، والجمع القليل أحورة، والكثير حوران وحيران. ولا يزال حواراً حتى يفصل، فإذا فصل عن أمه فهو فصيل. ومعنى المثل: ذكره بعض أشجانه يهج له. وهذا المثل قاله عمرو بن العاص لمعاوية حين أراد أن يستنصر أهل الشام.حال الجريض دون القريضالجريضن الغصة، من الجرض وهو الريق يغص به. يقال: جرض بريقه يجرض. وهو أن يبتلغ ريقه على هم وحزن. يقال: مات فلان جريضاً، أي مغموماً. والقريض، الشعر، وأصله جرة البعير. وحال، منع. يضرب للأمر يقدر عليه أخيراً حين لا ينفع. وأصل المثل، أن رجلاً كان له ابن نبغ في الشعر فنهاه أبوه عن ذلك فجاش به صدره ومرض حتى أشرف على الهلاك، فإذن له أبوه في قول الشعر، فقال هذا القول.حن قدح ليس منهاالقدح، أحد قداح الميسر. وإذا كان أحد القداح من غير جوهر إخوانه، ثم أجاله المفيض، خرج له صوت يخالف أصواتها فيعرف به أنه ليس من جملة القداح. يضرب للرجل يفتخر بقبيلة ليس هو منها، أو يمتدح بما له لا يوجد فيه. وتمثل عمر رضي الله عنه به حين قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط: أقتل من بين قريش. فقال عمر رضي الله عنه: حن قدح ليس منها. والهاء في، منها، راجعة إلى القداح.حياك من خلا فوهأي، نحن في شغل عنك. وأصله أن رجلاً كان يأكل، فمر به آخر فحياه بتحية، فلم يقدر على الإجابة، فقال هذه المقالة. يضرب في قلة عناية الرجل بشأن صاحبه.حتفها تحمل ضأن بإظلافهايضرب لمن يوقع نفسه في هلكة. وأصله أن رجلاً وجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به، فضربت بأظلافها الأرض، فظهر سكين فذبحها به. وهذا المثل لحريث بن حسان الشيباني تمثل به بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لقيلة التميمية، وكان حريث حملها إلى النبي صلى الله علية وسلم فسأله أقطاع الدهناء، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكلمت فيه قيلة فعندها قال حريث: كنت أنا وأنت كما قيل، حتفها تحمل ضأن بأظلافها.حدث حديثين امرأة فإن لم تفهم فأربعةأي زد. ويروى فأربع، أي كف. وأراد بالحديثين حديثاً واحداً تكرره مرتين، فكأنك حدثتها بحديثين. والمعنى، كرر لها الحديث لأنها أضعف فهماً فإن لم تفهم فاجعلهما أربعة. وقال أبو سعيد: فإن لم تفهم بعد الأربعة فالمربعة، يعني العصا. يضرب في سوء السمع والإجابة.حلبت حلتها ثم أقلعت |
||||||||||
|
|
|||||||
يضرب لمن يفعل الفعل مرة ثم يمسك. ويروى جلبت، بالحيم. وقد مر قبل. حلأت حالئة عن كوعهاالحالئة، المرأة تحلأ الأديم، أي تقشره. يقال: حلأت الجلد إذا أزلت تحلئه، وهو قشوره ووسخه. والمرأة الصناع ربما استعجلت فحلأت عن كوعها. وعن، من صلة المعنى، كأنه قال: قشرت اللحم عن كوعها. يضرب لمن يتعاطى ما لا يحسنه، ولمن يرفق بنفسه شفقة عليها.حلبتها بالساعد الأشدأي، أخذتها بالقوة إذ لم يتأت بالرفق.حنت ولات هنت وأني لك مقروعهنت، من الهنين. يقال: هن يهن، بمعنى حن يحن. وقد يكون بمعنى بكى وقال لما رأى الدار خلاء هنا ولات، مفصولة من هنت، أي لات حين هنت، فحذف، حين، لكثرة ما يستعمل لات معه وللعلم به. ويروى، ولا تهنت، أراد تهنأت فلين الهمزة. كانت الهيجمانة بنت العنبر بن عمرو ابن تميم تعشق عبشمس بن سعد، وكان يلقب بمقروع، فأراد أن يغير على قبيلة الهيجمانة، وعلمت بذلك الهيجمانة، فأخبرت أباها فقال مازن بن مالك ابن عمرو: حنت ولات هنت. أي اشتاقت وليس وقت اشتياقها. ثم رجع من الغيبة إلى الخطاب فقال: وأني لك مقروع. أي من أين تظفرين به. يضرب لمن يحن إلى مطلوبه قبل أوانه. وحكى المفضل بن محمد الضبي أن عبشمس بن سعد، وكان اسمه عبد العزي، كان وسيم الوجه، حسن الخلقة، فسمي بعبشمس. وعبء الشمس ضوءها فحذف الهمزة. وهو ابن سعد بن زيد مناة بن تميم شغف بحب الهيجمانة، فمنع عنها، وقوتل، فجاء الحرث ابن كعب بن سعد ليذب عن عمرو فضرب على رجله فشلت، فسمي الأعرج، فسار عبشمس إليهم وسألهم أن يعطوه حقه من رجل الأعرج، فتأبى عليه بنو عنبر بن عمرو بن تميم. فقال عبشمس لقومه: أن خرج إليكم مازن بن مالك بن عمرو مترجلاً قد لبس ثيابه تزين فظنوا به شراً، وإن جاءكم أشعث الرأس خبيث النفس فإني أرجو أن يعطوكم حقكم. فلما أمسوا راح إليهم مازن مترجلاً قد لبس ثيابه وتزين لهم، فارتابوا به، فدس عبشمس بعض أصحابه إليهم ليسترق السمع ويتجسس ما يقولون، فسمع رجلاً من الرعاء يقول:
حسبك من شر سماعه |
|||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
أي، اكتف من الشر بسماعه ولا تعاينه. ويجوز أن يريد، يكفيك سماع الشر وإن لم تقدم عليه ولم تنسب إليه. قال أبو عبيد: اخبرني هشام ابن الكلبي أن المثل لأم الربيع ابن زياد العبسي. وذلك أن ابنها الربيع كان أخذ من قيس بن زهير بن جزيمة درعاً، فعرض قيس لأم الربيع، وهي على راحلتها في مسير لها، فأراد أن يذهب بها ليرتهنها بالدرع. فقالت له: أين عزب عنك عقلك يا قيس? أترى بني زياد مصالحيك وقد ذهبت بأمهم يميناً وشمالاً، وقال الناس ما قالوا وشاءوا، وإن حسبك من شر سماعه. فذهبت كلمتها مثلاً. تقول كفى بالمقالة عاراً وإن كان باطلاُ. يضرب عند العار والمقالة السيئة وما يخاف منها. وقال بعض النساء الشواعر:
حفظاً من كالئكأي، احفظ نفسك ممن يحفظك. كما قيل: محترس من مثله وهو حارسحديث خرافةهو رجل من عذرة استهوته الجن، كما تزعم العرب، مدة ثم لما رجع اخبر بما رأى منهم فكذبوه، حتى قالوا لما لا يمكن: حديث خرافة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خرافة حق. يعني ما تحدث به عن الجن حق.أحلب حلباً لك شطرهيضرب في الحث على الطلب، والمساواة في المطلوب.حذو القذة بالقذةأي مثلاً بمثل. يضرب في التسوية بين الشيئين ومثله حذو النعل بالنعل. والقذة، لعلها من القذ وهو القطع، يعني به قطع الريشة المقذوذة على قدر صاحبتها في التسوية، وهي فعله بمعنى مفعولة كاللقمة والغرفة، والتقدير حذيا حذو. ومن رفع أراد هما حذو القذة.حلمي أصم وأذني غير صاءأي، أعرض عن الخنا بحلمي وإن سمعته بأذني.حور في محارةأي، نقصان في نقصان، من حار يحور حوراً إذا ُرجع. ثم يخفف فيقال حور. ومنه في بئر لا حور سرى وما شعر. وروى شمر، عن ابن الأعرابي: حور في محارة، بفتح الحاء، ولعله ذهب إلى الحديث نعوذ بالله من الحور بعد الكور.حلب الدهر أشطرههذا مستعار من حلب أشطر الناقة، وذلك إذا حلب خلفين من أخلافها، ثم يحلبها الثاني خلفين أيضاً. ونصب أشطره على البدل، فكأنه قال: حلب أشطر الدهر. والمعنى أنه اختبر الدهر شطري خيره وشره، فعرف ما فيه. يضرب فيمن جرب الدهر.حسبك من غنى شبع وريأي، اقنع من الغنى بما يشبعك ويرويك، وجد بما فضل. وهذا المثل لامرئ القيس يذكر معزى كانت له فيقول:
حسبك من القلادة ما أحاط بالعنقأي، اكتف بالقليل من الكثير.حبلك على عاربكالغارب، أعلى السنام، وهذا كناية عن الطلاق، أي اذهبي حيث شئت. وأصله أن الناقة إذا رعت وعليها الخطام ألقي على غاربها لأنها إذا رأت الخطام لم يهنئها شيء.حبك الشيء يعمي ويصمأي، يخفي عليك مساويه، ويصمك عن سماع العذل فيه.حدث من فيك كحدث من فرجكيعني، أن الكلام القبيح مثل الحدث. تمثل به ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما.حبيب إلى عبد من كدهيعني، أن من أهانه وأتعبه فهو أحب إليه من غيره، لأن سجاياه مجبولة على احتمال الذل.حسن في كل عين ما تودهذا قريب من قولهم: حبك الشيء يعمي ويصم.حتنى لا خير في سهم زلخ |
||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
قال الليث: الزلخ، رفع اليد في الرمي إلى أقصى ما يقدر عليه، يريد بعد الغلوة وأنشد: من مائه زلخ بمريخ غال وحتنى فعلى من الإحتتان، وهو التساوي يقال: وقع النبل حتنى. إذا وقعت متساوية. ويروى: حتنى لا خير في سهم زلج. يقال: سهم زالج. إذا كان يتزلج عن القوس، ومعنى زلج خف على الأرض. ويقال السهم الزالج الذي إذا رمى به الرامي قصر عن الهدف، وأصاب الصخرة إصابة صلبة، ثم ارتفع إلى القرطاس فأصابه، وهذا لا يعد مقرطساً، فيقال لصاحبه: الحتنى. أي، أعد الرمي فإنه لا خير في سهم زلج. فالحتنى يجوز أن يكون في موضع رفع خبر المبتدأ، أي هذا حتنى. ويجوز أن يكون في موضع نصب، أي قد احتتنا احتتنانا، أي قد استوينا في الرمي فلا فضل لك علي فأعد الرمي. يضرب في التساوي وترك التفاوت. حرة تحت قرةالحرة، مأخوذة من الحرارة، وهي العطش. والقرة، البرد. ويقال: كسر الحرة لمكان القرة. قالوا: وأشد العطش ما يكون في يوم بارد. يضرب لمن يضمر حقداً وغيظاً ويظهر مخالصة.الحرب خدعةيروى بفتح الخاء وضمها، واختار ثعلب الفتحة، وقال: ذكر لي أنها لغة النبي صلى الله عليه وسلم وهي فعلة من الخدع، يعني أن المحارب إذا خدع من يحاربه مرة واحدة وانخدع له، ظفر به وهزمه. والمخدعة، بالضم، معناها أنه يخدع فيها القرن. وروي الكسائي: خدعة، بضم الخاء وفتح الدال، جعله نعتاً. للحرب، أي أنها تخدع الرجال. ومثله، همزة ولمزة ولعنة للذي يهمز ويلمز ويلعن. وهذا قياس.الحديث ذو شجونأي ذو طرق الواحد شجن، بسكون الجيم. والشواجن، أودية كثيرة الشجر، الواحدة شاجنة. وأصل هذه الكلمة الاتصال والالتفاف. ومنه الشجنة. والشجنة، الشجرة الملتفة الأغصان. يضرب هذا المثل في الحديث يتذكر به غيره. وقد نظم الشيخ أبو بكر علي بن الحسينم الفهستاني هذا المثل، ومثلاً آخر في بيت واحد، وأحسن ما شاء وهو:
حوتاً تماقسالمماقسة، مفاعلة من المقس. يقال: مقسه في الماء، ومقله، وكذلك قمسه، إذا غطه. يضرب للرجل الداهي يعارضه مثله. وينشد:
حدس لهم بمطفئة الرضفيقال: حدس بالشاة، إذا أضجعها على جنبها ليذبحها. قال اللحياني: معناه ذبح لهم شاة مهزولة تطفئ النار ولا تنضج. وقيل: تطفئ الرضفة من سمنها. ويقال: حدس، إذا جاد يحدس حدساً. والمعنى، جادلهم بكذا. وروى أبو زيد: حدسهم بمطفئة الرضف.حرامه يركب من لا حلال له |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
ذكر المفضل بن محمد الضبي أن جبيلة بن عبد الله، أخا بني قريع بن عوف، أغار على إبل جرية بن أوس بن عامر يوم مسلوق فاطرد إبله غير ناقة كانت فيها مما يحرم أهل الجاهلية ركوبها، وكان في الإبل فرس لجرية يقال له العمود، وكان مربوطاً ففزع فذهب، وكان لجرية ابن أخت يرعى إبله فبلغ الخبر خاله، والقوم قد سبقوا بالإبل غير تلك الناقة الحرام، فقال جرية: رد علي تلك الناقة لأركبها في أثر القوم. فقال له الغلام: إنها حرام. فقال جرية: حرامه يركب من لا حلال له. يضرب لمن اضطر إلى ما يكرهه. ألحسن أحمرقالوا: معناه من قولهم، موت أحمر، أي شديد، ومنه: كنا إذا أحمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، أي اشتد. ومعنى المثل: من طلب الجمال احتمل المشقة. وقال أبو السمح: إذا خضبت المرأة يديها، وصبغت ثوبها، قيل لها هذا. يريد أن الحسن في الحمرة. وقال الأزهري: الأحمر الأبيض، والعرب تسمي الموالي من عجم الفرس والروم الحمر، لغلبة البياض على ألوانهم. وكانت عائشة رضي الله عنها تسمى الحميراء لغلبة البياض على لونها.حانية مختضبةوذلك أن امرأة مات زوجها، ولها ولد، فزعمت أنها تحنو على ولدها ولا تتزوج، وكانت في ذلك تخضب يديها، فقيل لها ها القول. تضربه لمن يريبك أمره.حميم المرء وأصلهيقال أن أول من قال ذلك الخنابس بن المقنع، وكان سيداً في زمانه، وإن رجلاً من قومه يقال له كلاب بن فارع، وكان في غنم له يحميها، فوقع فيها ليث ضار، وجعل يحطمها، فانبرى كلاب يذب عنها فحمل عليه الأسد فخبطه بمخالبه خبطة، فانكب كلاب وجثم عليه الأسد، فوافق ذلك من حاله رجلان، الخنابر بن مرة، وآخر يقال له حوشب، وكان الخنابر حميم كلاب، فاستغاث بهما كلاب، فحاد عنه قريبه وخذله، وأعانه حوشب فحمل على الأسد وهو يقول:
حب إلى عبد محكدهالمحكد، الأصل. وهي لغة عقيل. وأما كلاب فيقولون محقد. ويروى: حبيب إلى عبد سوء محكده. يضرب لمن يحرص على ما يشينه. وقيل معناه أن الشاذ يحب أصله وقومه حتى عبد السوء يحب أصله.احمل العبد على فرس فإن هلك هلك وإن عاش فلكيضرب هذا لكل ما هان علك أن تخاطر به.حدثني فاه إلى فيَّوذلك إذا حدثك وليس بينكما شيء. والتقدير حدثني جاعلاً فاه إلى في، يعني مشافها.حولها من ظهرك إلى بطنكالهاء للخطة، أي حولها إلى قرينك فتنجو.أحشك وتروثنيأراد تروث علي، فحذف الحرف وأوصل الفعل. يضرب لمن يكفر إحسانك إليه. ويروى أن عيسى عليه السلام علف حماراً وإنه رمحه فقال أعطيناه ما أشبهنا وأعطانا ما أشبهه. ويروى: أحسك، بالسين غير المعجمة.أحلبت ناقتك أم أجلبت |
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||
يقال: احلب الرجل، إذ نتجت إبله إناثاً فيحلب ألبانها. وأجلب، إذا نتجت إبله ذكوراً فيجلب أولادها للبيع. والعرب تقول في الدعاء على الإنسان: لا أحلبت ولا أجلبت. ودعا رجل على رجل فقال: إن كنت كاذباً فحلبت قاعداً وشربت بارداً، أي حلبت شاة لا ناقة وشربت بارداً على غير ثقل. أحاديث الضبع إستهاوذلك أن الضبع يزعمون أنها تتمرغ في التراب ثم تقعي فتتغنى بما لا يفهمه أحد، فتلك أحاديث إستها. يضرب للمخلط في حديثه.أحب أهل الكلب إليه الظاعنوذلك أنه إذا سافر ربما عطبت راحلته فصارت طعاماً للكلب. يضرب للقليل الحفاظ كالكلب يخرج مع كل ظاعن ثم يرجع.أحب أهل الكلب إليه خانقهيضرب للئيم. أي إذا أذللته يكرمك، وإن أكرمته تمرد.حلقت به عنقاء مغربيضرب لما يئس منه. قال الشاعر.
حدأ حدأ وراءك بندقةقال الشرفي بن القطامي حدأ بن نمرة بن سعد العشيرة، وهم بالكوفة، وبندقة بن مظة، وهو سفيان بن سلهم بن الحكم بن سعد العشيرة، وهنم باليمن. أغارت حدأ على بندقة فنالت منهم، ثم أغارت بندقة عليهم فأبادتهم. قال ابن الكلبي: فكانت تغزو بها. يضرب لمن يتباصبر بالشيء فيقع عليه من هو أبصر منه. وقال أب عبيدة: يراد بذلك هذا الحدأ الذي يطير، وعلى ما قال، البندقة ما يرمى به. يضرب في التحذير.حيث ما ساءك فالعكلي فيهيقال أن الزبرقان بن بدر كانت أمه عكلية، وكان الزبرقان في أخواله يرعى ضئيناً. فقال خاله يوماً: لأنظرن إلى ابن أختي إذا راح ممسياً أعنده خير أم لا. فلما راح مظلماً، أدخل خاله يديه في يدي مدرعته فمدهما ثم قام في وجهه فقال الزبرقان: من هذا? تنح. فأبى أن يتنحى فرماه فأقصده. فقال: قتلتني. فدنا منه الزبرقان فإذا هو خاله فقال هذا القول، فذهب مثلاً.حل بواد ضبه مكونالمكن، بيض الضب. والمكون، الضبة الكثيرة البيض. يضرب لمن نزل برجل متمول يتصرف ويتقلب في نعمائه.حمداً إذا استغنيت كان أكرميعين، إذا سألت إنساناً شيئاً فبذله لك، واستغنيت فاحمده واشكر له، فإن حمدك إياه أقرب إلى الدليل على كرمك.حد إكام وانصراد وغسمالأكام، جمع أكمة، وهي الربنوة الصغيرة. وانصراد، أي وجدان البرد. قلت: الانصراد لفظ ما رأيته مستعملاً إلا ههنا، والله أعلم بصحته. والغسم، الظلمة. هذا رجل يشكو امرأته وإنه في بلية منها، وحد الأكام طرفها، وهو غير مقر لمن يسكنه. يضرب لمن ابتلي بشيء فيه كل شر ولا يستطيع مفارقته.حنظلة الجراح لست للعبهذا مثل قولهم: فلان لا يلعب بحنظلته، إذا كان منيعاً.حوبك هل يعتم بالسمارحوبك، من قولهم، حوب. وهي كلمة تزجر بها الإبل، فكأنه قال: أزجرك زجراً. وأعتم، أبطأ. والسمار، اللبن الكثير الماء. يقول: إذا كان قراك سماراً فما هذا الإعتام. يضرب لمن يمطل ثم يعطي القليل.أحبض وهو يدعيه مخطاًيقال: حبض السهم يحبض إذا وقع بين يدي الرامي وأحبضه صاحبه. والمخط، أن ينفذ من الرمية. يضرب لرجل يسيء وهو يرى أنه يحسن. ونصب مخطاً على أنه المفعول الثاني، أي يزعمه مخطاً.حجا ببيت يبتغي زاد السفريقال: حجا بالمكان يحجو إذا أقام به، فهو حج وحجي، أي مقيم ببيت لا يبرحه ويطلب أن يزود. يضرب لمن يطلب ما لا يحتاج إليه.حيضة حسناء لست تملكيعني، أن الحسناء لا تلام على حيضتها لأنها لا تملكها. يضرب للكثير المحاسن والمناقب تحصل منه زلة. أي كما أن حيضتها لا تعد عيباً فكذلك هذه.أحمق يمطخ الماءأي يلعق الماء. قال أبو زيد: المطخ اللعق. وهذا كما يقال: أحمق من لاعق الماء.احتلب فروه |
|||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||
زعموا أن رجلاً قال لعبد له: احتلب فروه، لناقة له تدعى فروة. فقال: ليس لها لبن. فقال: احتلب فروة. يوهم القوم أنه يأمره أن يروي من لبن الناقة. أي فارو منه فوقف على فارو وزاد هاء للسكت، كما يقال اغزه وارمه. يضرب للمسيء الذي يري أنه محسن. حتى يرجع السهم على فوقه وهذا لا يكون لأن السهم لا يرجع على فوقه أبداً إنما يمضي قدماً. يضرب لما يستحيل كونه ومثله: حتى يرجع الدر في الضرعوهذا أيضاً لا يمكن.حين ومن يملك أقدار الحينأي، هذا حين ومن يملك ما قدر منه. يضرب عند دنو الهلاك.حافظ على الصديق ولو في الحريقيضرب في الحث على رعاية العهد.أحق الخيل بالركض المعارقالوا: المعار من العارية. والمعنى، لا شفقة لك على العارية لأنها لست لك. واحتجوا بالبيت الذي قبله، وهو من قول بشر أبي حازم يصف الفرس:
يقال: اعرت الفرس إعارة، إذا سمنته. واحتج بقول الشاعر:
من قولهم: أغرت الحبل، إذا فتلته. قلت: يجوز أن يكون المعار بالعين المهلمة من قولهم: عار الفرس يعير إذا انفلت وذهب ههنا وههنا، وأعاره صاحبه إذا حمله على ذلك. فهو يقول: أحق الخيل بأن يركض ما كان معاراً لأن صاحبه لم يشفق عليه، فغيره أحق بأن لا يشفق عليه. وقال أبو عبيدة: من جعل المعار من العارية فقد أخطأ.
حل عنك فاظعنحل، أمر من الحل، أي حل حبوتك وارتحل. يضرب عند قرب البلاء وطلب الحيلة.أحاديث الصم إذا سكروايضرب لمن يعتذر بالباطل ويخلط ويكثر.أحاديث طسم وأحلامهايضرب لمن يخبر خبراً لا أصل له.حال الأجل دون الأملهذا قريب من قولهم: حال الجريض دون القريض.حبذا وطأة الميلأصله للرجل يميل عن دابته فيقال له: اعتدل. فيقول: حبذا وطأة الميل. يعني أن مركبه جيد فيعقر دابته وهو لا يشعر. يضرب في الرجل يعق من ينصحه.حولها من عجز إلى غاربقال أبو زيد: إنما يقال هذا إذا أردت أن تطلب إلى رجل حاجة، أو تخصه بخير، فصرفت ذلك إلى أخيه، أو أبيه، أو ابنه، أو قريب له.حين تقلين تدرينأصل هذا أن رجلاً دخل إلى قحبة، وتمتع بها، وأعطاها جدرها، وسرق مقلى لها، فلما أراد الانصراف قالت له: قد غبنتك لأني كنت إلى ذلك العمل أحوج منك، وأخذت دراهمك فقال لها: حين تقلين تدرين. يضرب للمغبون يظن أنه الغابن غيره.أحمق بلغأي، يبلغ ما يريد مع حمقه. ويروى بلغ، بفتح الباء، أي بالغ مراده. قال اليشكري:
الحزم حفظ ما كلفت وترك ما كفيتهذا من كلام أكثم ين صيفي. وقريب من هذا قوله صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.حبيب جاء على فاقةيضرب للشيء يأتيك على حاجة منك إليه وموافقة.حمل الدهيم وما تزبيالدهيم، اسم ناقة عمرو بن الزبان التي حمل عليها رؤوس أولاده إليه. ثم سميت الداهية بها. والزبي، الحمل. يقال: زباه وأزدباه إذا حمله. يضرب، للداهية العظيمة إذا تفاقمت.ألحمى أضرعتني لك |
||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||
قال أبو عيد: يضرب هذا في الذل عند الحاجة تنزل. ويروى: الحمى أضرعتني للنوم. قال المفضل: أول من قال ذلك رجل ن كليب يقال له مرير، ويروى مرين، وكان له أخوان أكبر منه يقال لهما مرارة ومرة، وكان مرير لصاً مغيراً، وكان يقال له الذئب. وإن مرارة خرج يتصيد في جبل لهم فاختطفته الجن، وبلغ أهله خبره، فانطلق مرة في أثره حتى إذا كان بذلك المكان اختطف، وكان مرير غائباً فلما قدم بلغه الخبر فأقسم لا يشرب خمراً ولا يمس رأسه غسل حتى يطلب بأخويه، فتنكب قوسه وأخذ أسهماً ثم انطلق إلى ذلك الجبل الذي هلك فيه أخواه، فمكث فيه سبعة أيام لا يرى شيئاً، حتى إذا كان في اليوم الثامن إذا هو بظليم فرماه فأصابه، واستقل الظليم حتى وقع في أسفل الجبل، فلما وجبت الشمس بصر بشخص قائم على صخرة ينادي:
حول الصليان الزمزمةقال أبو زياد: الصليان من الطريفة ينبت صعداً وأضخمه أعجازه على قدر نبت الحلي وهو يختلي للخيل التي لا تفارق الحي. والزمزمة، الصوت، يعني صوت الفرس إذا رآه. يضرب للرجل يخدم لثروته. ويروى: حول الصلبان الزمزمة. جمع صليب. والزمزمة، صوت عابديها. قال الليث: الزمزمة أن يتكلف العلج الكلام عند الأكل وهو مطبق فمه. يضرب لمن يحوم حول الشيء لا يظهر مرامه.الحرب غشوملأنها تنال من يكن له فيها جناية، وربما سلم الجاني.الحذر قبل إرسال السهمتزعم العرب أن الغراب أراد ابنه أن يطير فرأى رجلاً قد فوق سهماً ليرميه، فطار. فقال أبوه: أتئد حتى تعلم ما يريد الرجل. فقال له: يا أبت، الحذر قبل إرسال السهم.حلس كشف نفسهالحلس، كساء رقيق يكون تحت برذعة البعير وهو يستره. وهذا حلس يعري نفسه. يضرب لمن يقوم بالأمر يصنعه فيضيعه.احفظ ما في الوعاء بشد الوكاءيضرب في الحث على أخذ الأمر بالحزم.حزت حازة عن كوعهايضرب في اشتغال القوم بأمرهم عن غيره.أحس فذقيضرب في الشماتة. أي كنت تنهى عن هذا فأنت جنيته فأحسه وذقه. وإنما قدم الحسو على الذوق، وهو متأخر عنه في الرتبة، إشارة إلى أن ما بعد هذا أشد. يعني أحس الحاضر من الشر وذق المنتظر بعده.أحشافاً وسوء كيلةالكيلة، فعلة من الكيل، وهي تدل على الهيئة والحالة، نحو الركبة والجلسة. والحشف، أردا التمر، أي أتجمع حشفاً وسوء كيل. يضرب لمن يجمع بين خصلتين مكروهتين.حال صبحهم دون غبوقهميضرب للأمر يسعى فيه، فلا ينقطع ولا يتم.الحق أبلج والباطل لجلجيعني أن الحق واضح: يقال صبح ابلج، أي مشرق. ومنه قوله: حتى بدت أعناق صبح أبلجا. وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم أبلج الوجه أي مشرقه. والباطل لجلج، أي ملتبس. قال المبرد: قوله لجلج، أي يتردد فيه صاحبه، ولا يصيب منه مخرجاً.الحفيظة تحلل الأحقادالحفيظة، والحفظة، الغضب والحمية. والحفائظ، جمع حفيظة. ومعنى المثل: إذا رأيت حميم يظلم حميت له، وإن كان في قلبك عليه قحد.الحريص يصيدك لا الجوادأراد يصيد لك. يقول: أن الذي له هوى وحرص على شأنك هو الذي يقوم به، لا القوي عليه، وال هوى له فيك. يضرب لمن يستغني عن الوصية لشدة عنايته بك.حدث عن معن ولا حرجيعنون معن بن زائدة بن عبد الله الشيباني، وكان من أجود العرب.حلف بالسماء والطارققال الأصمعي: يراد بالسماء المطر. وبالطارق النجم لأنه يطرق، أي يطلع ليلاً، والطروق لا يكون إلا بالليل.حلف بالسمر والقمر |
||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
قال الأصمعي: السمر، الظلمة. وإنما سميت سمراً لأنهم كانوا يجتمعون في الظلمة فيسمرون، ثم كثر ذلك حتى سميت سمرا. الحزم سوء الظن بالناسهذا يروى عن أكثم بن صيفي التميمي.الحر حر وإن مسه الضروهذا أيضاً يروى عنه في كلام له.الحامل على الكرازهذا مثل يضرب لمن يرمى باللؤم. يعني أنه راع يحمل زاده على الكبش وأول من قاله مالس بن مزاحم الكلبي لقاصر بن سلمة الجذامي، وكانا بباب النعمان بن المنذر، وكان بينهما عداوة فأتى قاصر إلى ابن فرتني، وهو عمرو ابن هند، أخو النعمان بن المنذر وقال: أن مخالساً هجاك وقال في هجائه:
أحمق ما يجأى مرغهالمرغ، اللعاب. ويجأى، يحبس. قال أبو زيد: أي لا يمسح لعابه ولا مخاطه، بل يدعه يسيل حتى يراه الناس. يضرب لمن لا يكتم سره.حر الشمس يلجئ إلى مجلس سوء يضرب عند الرضا بالدنيء الحقير، وبالنزول في مكان لا يليق بك.أحبب حبيبك هوناً ماأي، أحببه حباً هوناً، أي سهلاً يسيراً. وما، تأكيد. ويجوز أن يكون للإبهام، أي حباً مبهما لا يكثر ولا يظهر، كما تقول: أعطني شيئاً ما، أي شيئاً يقع عليه اسم العطاء، وأن كان قليلاً. والمعنى: لا تطلعه على جميع أسرارك فلعله يتغير يوماً عن مودتك. وقال النمر بن تولب:
حتام تكرع ولا تنفعيقال: كرع من الماء. وكرع أيضاً إذا ورد الماء فتناوله بفيه من موضعه من غير أن يشرب بكفيه ولا بإناء. ونقع، معناه روى. وأروى أيضاً يتعدى ولا يتعدى. يضرب للحريص في جمع الشيء.حظيين بنات صلفين كناتٍالحظي، الذي له حظوة ومكانة عند صاحبه. يقال: حظي فلان عند الأمير، إذ وجد منزلة ورتبة. والصلف، ضده. وأصل الصلف قلة الخير. يقال امرأة صلفة، إذا لم تحظ عند زوجها. والكنة، امرأة الابن، وامرأة الأخ أيضاً. ونصب حظيين وصلفين على إضمار فعل، كأنه قال: وجدوا أو أصبحوا. ونصب بنات وكنات على التمييز كما تقول: راحوا كريمين إباء حسنين وجوهاً. يضرب هذا المثل في أمر يعسر طلب بعضه، ويتيسر وجود بعضه.حال صبوحهم على غبوقهميقال: حال المال على الأرض حولاً، أي انصب. وأحلته أنا صببته. قال لبيد:
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
معنى المثل، على ما قالوا، افتقروا فقل لبنهم، فصار صبوحهم وغبوقهم واحداً. حمد قطاة يستمي الأرانبزعموا أن الحمد فرخ القطاة، ولم أر له ذكراً في الكتب، الله أعلم بصحته. والاستماء، طلب الصيد أي فرخ قطاة يطلب أن يصيد الأرانب. يضرب للضعيف يروم أن يكيد قوياً.حوضك فالإرسال جاءت تعتركالإرسال، جمع رسل، وهو القطيع من الإبل. ونصب حوضك على التحذير، أي احفظ حوضك فإن الإبل تزدحم على الماء. يضرب لمن كافح من هو أقوى منه وأكثر عدة.حظ جزيل بين شدقي ضيغميضرب للأمر المرغوب فيه، الممتنع على طالبيه.حلوءة تحك بالذراريحالحلو، على فعول، أن تحك حجراً على حجر، ثم جعلت الحكاكة على كفك وصدأت به المرآة ثم كحلت به. والذراريح، جمع الذروح والذرحرح والذراح، وهي دويبة حمراء منقطة بسواد تطير وهي من السموم. يضرب لمن كان له قول حسن وفعل قبيح.حيك للي أبا ربيعالحي، الجمع. واللي، المطل. يضرب لمن يجمع المال، ثم لا يعطي منه أحداً، ولا ينتفع به.حلوبة تثمل ولا تصرحالحلوبة، الناقة التي تحلب لأهل البيت، أو للضيف. وأثملت الناقة، إذا كان لبنها أكثر ثمالة من لبن غيرها. والثمالة، الرغوة. وصرحت، إذا كان لبنها صراحاً، أي خالصاً. يضرب للرجل يكثر الوعيد والوعد، ويقل وفاؤه بهما.الحصن أدنى لو تأييتهالحصن، العفاف. يقال: حصنت المرأة حصناً فهي حاصن، وحصان، وحصناء أيضاً بينة الحصانة. قيل: كانت لامرأة ابنة فرأتها تحثو التراب على راكب فقالت لها: ما تصنعين? قالت: أريه أني حصان أتعفف. وقالت:
الحذر أشد من الوقيعةأي، من الوقوع في المحذور، لأنه إذا وقع فيه علم أنه لا ينفع الحذر.الحر يعطي والعبد يألم قلبهيعني، أن اللئيم يكره ما يجرد به الكريم.حمى سيل راعبيضرب للذي يلتهم أقرانه ويغلبهم. والراعب من السيول، الذي يملأ الوادي، والزاغب، بالزاي، الذي يتدافع في الوادي.حتى يؤوب القارظانوحتى يؤوب المنخل. وحتى يرد الضب. كل ذلك سواء في معنى التأبيد.حرك خشاشهأي، فعل به فعلاً ساءه وآذاهالحليم مطية الجهولأي، الحليم يتوطأ للجاهل فيركبه بما يريد، فلا يجازيه عليه كالمطية. يضرب في احتمال الحليم. وقال الحسن: ما نعت إلي من الأنبياء نعتاً أقل مما نعتهم به من الحلم فقال تعالى: أن إبراهيم لحليم أواه منيب. قال أبو عبيدة: يعني أن الحلم في الناس عزيز.الحياء من الإيمانهذا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال بعضهم: جعل الحياء، وهو غريزة، من الإيمان وهو اكتساب، لأن المستحيي ينقطع بحيائه عن المعاصي وإن لم يكن له تقية، فصار كالإيمان الذي يقطع بينها وبينه. ومنه الحديث الآخر: إذا لم تستح فاصنع ما شئت. أي من لم يستح صنع ما شاء. لفظه أمر ومعناه الخبر.احفظ بيتك ممن لا تنشدهأي، ممن يساكنك لأنك لا تقدر أن تطلب منه المفقود.الحازم من ملك جده هزلهيضرب في ذم الهزل واستعماله.حرباء تنضبةالتنضب، شجر تتخذ منه السهام. قاله ابن سلمة. والحرباء، أكبر من العظاية شيئاً، وهو يلزم هذه الشجرة. يضرب لمن يلزم الشيء فلا يفارقه.حملته حمل البازل وهو حقيضرب لمن يضع معروفه أو سره عند من لا يحتمله.حكمك مسمطأي، مرسل جائز لا يعقب. ويروى: خذ حكمك مسمطاً، أي مجوزاً نافذاً والمسمط، المرسل الذي لا يرد.حسبك من إنضاجه أن تقتلهيضرب لمن طلب الثأر. يقول: والله لأقتلن فلاناً وقومه أجمعين. فيقال له: لا تعد حسبك أن تدرك ثأرك وطلبتك. ويضرب لمن جاوز الحد قولاً وفعلاً.أحاديث زبان إسته حين أصعدايضرب لمن يتمنى الباطل. أي كان أحاديث هذا الرجل كذباً. وهذا مثل قولهم: أحاديث الضبع إستها.الحديث أنزى من ظبيٍ |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
يعني، إنه يفتح بعضه بعضاً، كما أن الظبي إذا نزا حمل غيره على ذلك. حراً أخاف على جاني كمأة لا قراًيضرب للرجل يقول: إني أخاف كذا وكذا ويكون الخوف في غيره.حق لفرس بعطر وأنسٍقال يونس: كانت امرأة من العرب لها زوج يقال له فرس، وكان يكرمها، وكان سخياً، فمات وخلفه عليها شيخ، فبينا هو ذات يوم يسوق بها إذا مرت بقبر فرس فقالت: يا فرس، يا ضبع أهله، وأسد الناس، كسر الكبش. بجفر، وتركت العاقر أن تنحر، وبابات أخر. فقال الزوج: وما هن? قالت: كان لا يبيت بغمر كفيه، ولا يتشبع بخلل سنيه. قال: فدفعها عن البعير، وقشوتها بين يديها، فسقطت القشوة على القبر فقالت: حق لفرس بعطر وأنس. يضرب للرجل الكريم يثني عليه بما أولى. وتقدير المثل حق لفرس أن يتحف بعطر وأنس. فثقل لأزدواج.حبسك الفقر في دار ضريضرب لمن يطلب الخير من غير أهله.حتى متى يرمى بي الرجوانالرجا، مقصوراً، الجانب وجمعه أرجاء. والأرجاء، الجوانب. وأريد ههنا جانبا البئر لأن من رمي به فيه يتأذى من جانبه، ولا يصادف معتصماً يتعلق به حواليه. والمعنى حتى متى أجفى أقصى ولا أقرب.وقال:
حطتمونا القصاقال الأصمعي: القصا، البعد والناحية. قال بشر:
حتى يؤلف بين الضب والنونوهما لا يأتلفان أبداً. قال الشاعر:
حساً ولا أنيسأي، مواعيد ولا أنجاز. مثل قولهم: جعجعة ولا أرى طحناً. أي أسمع حساً. والحس والحسيس، الصوت الخفي.حمله على قرن أعفرأي على مركب وعر. قال الكميت:
حمله على الأفتاء الصعابالأفتاء، جمع فتى من الإبل. يضرب لمن يلقى في شر شديد. ويقولون في ضده:حمله على الشرف الذللالشرف، جمع الشارف، وهي المسنة من النوق. يقال: شارف وشرف، كما قالوا، بازل وبزل، وفاره وفره.حمي فجاش مرجلهأي غضب غضباً شديداً.الحرب سجالالمساجلة، تصنع مث لصنيع صاحبك من جري أو سقي. وأصله من السجل، وهو الدلو فيها ماء قل أو كثر، ولا يقال لها وهي فارغة سجل. قال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب:
الحرص قائد الحرمانهذا كما يقال: الحريص محروم. وكما قيل: الحرص محرمة.حسن الظن ورطةهذا كما مضى من قولهم: الحزم سوء الظن بالناس.الحرب مأيمةأي يقتل فيها الأزواج فتبقى النساء أيامى لا أزواج لهن.الحكمة ضالة المؤمنيعني، أن المؤمن يحرص على جمع الحكم، من أين يجدها يأخذها.الحسنة بين السيئتينيضرب للأمر المتوسط. ودخل عمر بن عبد العزيز، رحمه الله، على عبد الملك بن مروان، وكان ختنه على ابنته فاطمة، فسأله عن معيشته كيف هي فقال عمر: حسنة بين السيئتين، ومنزلة بين المنزلتين. فقال عبد الملك: خير الأمور أوساطها.الحمد مغنم والمذمة مغرميضرب في الحث على اكتساب الحمد.أحرز امرءاً أجلهقال علي رضي الله عنه حين قيل له: أتلقى عدوك حاسراً? يقال هذا أصدق مثل ضربته العرب.أحسن وأنت معانيعني أن المحسن لا يخذله الله والناس.الحسد هو المليلة الكبرى |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
الحباري خالة الكروانيضرب في التناسب.الحكيم يقدع النفس بالكفافكفاف الرجل، ما يكفه عن وجوه الناس. ومعنى يقدع، يمنع. يعني أن الحكيم يمنع نفسه عن التطلع إلى جمع المال، ويحملها على الرضا بالقليل.الحلم والمنى أخوانوهذا كما يقال: أن المنى رأس أموال المفاليس.الحصاة من الجبليضرب للذي يميل إلى شكله.حولها ندندنقاله صلى الله عليه وسلم لأعرابي قال: "إنما أسأل الله الجنة، فأما دندنتك ودندنة معاذ فلا أحسنها". قال أبو عبيد: الدندنة، أن يتكلم الرجل بالكلام تسمع نغمته ولا تفهمه عنه، لأنه يخفيه. أراد صلى الله عليه وسلم أن ما تسمعه منا هو من أجل الجنة أيضاً.حماداك أن تفعل كذاأي، غايتك وفعلك المحمود. وهو مثل قولهم: قصاراك وغناماك.حتى يؤوب المثلمهذا من أمثال أهل البصرة يقولون: لا أفعل كذا حتى يؤوب المثلم. وأصل هذا أن عبيد الله بن زياد أمر بخارجي أن يقتل، فأقيم للقتل فتحاماه الشرط مخافة غيلة الخوارج، فمر به رجل يعرف بالمثلم، وكان يتجر في اللقاح والبكارة، فسأل عن الجمع فقيل: خارجي قد تحاماه الناس، فانتدب له، فأخذ السيف وقتله به، فرصده الخوارج ودسوا له رجلين منهم فقالا له: هل لك في لقحة من حالها وصفتها كذا? قال: نعم. فأخذاه معهما إلى دار قد أعدا فيها رجالاً منهم، فلما توسطها رفعوا أصواتهم أن لا حكم إلا لله، وعلوه بأسيافهم حتى برد فحين ذلك قال أبو الأسود الدؤلي:
حلبت صراميضرب عند بلوغ الشر آخره. والصرام، آخر اللبن بعد التغريز إذا احتاج إليه صاحبه حلبه ضرورة. قال بشر:
حتى يجيء نشيط من مروكان نشيط غلاماً لزياد بن أبي سفيان، وكان بناء، هرب قبل أن يشرف وجه دار زياد، وكان لا يرضى إلا عمله، فقيل له: لم لا تشرف دارك? فقال: حتى يجيء ... المثل. فصار مثلاً لكل ما لا يتم. وقال بعض أهل البصرة:
أحمق من أبي غبشانكان من حديثه أن خزاعة حدث فيها موت شديد، ورعاف عمهم بمكة فخرجوا منها ونزلوا الظهران، فرقع عنهم ذلك. وكان فيهم رجل يقال له حليل بن حبشية، وكان صاحب البيت، وكان له بنون وبنت يقال لها حبى، وهي امرأة قصيّ بن كلاب، فمات حليل، وكان أوصى ابنته حبى بالحجابة، وأشرك معها أبا غبشان الملكاني. فلما رأى قصي بن كلاب أن حليلاً قد مات وبنوه غيب، والمفتاح في يد امرأته، طلب إليها أن تدفع المفتاح إلى ابنها عبد الدار بن قصي، وحمل بنيه على ذلك. فقال: أطلبوا إلى أمكم حجابة جدكم. ولم يزل بها حتى سلست له بذلك وقالت: كيف أصنع بأبي غبشان? وهو وصي معي. فقال قصي: أنا أكفيك أمره. فاتفق أن اجتمع أبو غبشان مع قصي في شرب بالطائف، فخدعه قصي عن مفاتيح الكعبة بأن أسكره ثم اشترى المفاتيح منه بزق خمر، وأشهد عليه، ودفع المفتاتيح إلى ابنه عبد الدار بن قصي وطيره إلى مكة، فلما أشرف عبد الدار على دور مكة رفع عقيرته وقال: معاشر قريش، هذه مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل قد ردها الله عليكم من غير غدر ولا ظلم. فأفاق أبو غبشان من سكره أندم من الكسعي. فقال الناس: أحمق من أبي غبشان، وأندم من أبي غبشان، وأخسر صفقة من أبي غبشان، فذهبت الكلمات كلها أمثالاً. وأكثر الشعراء فيه القول، قال بعضهم:
أحمق من عجلٍ |
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||
هو عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. قال حمزة: هو أيضاً من الحمقى المنجبين، وذلك أنه قيل له: ما سميت فرسك? فقام ففقأ عينه وقال: سميته الأعور. وفيه يقول جرثومة العنزي:
أحمق من هبنقةهو ذو الودعات. واسمع يزيد بن ثروان أحد بني قيس بن ثعلبة. وبلغ من حمقه أنه ضل له بعير فجعل ينادي من وجد بعيري فهو له. فقيل له: فلم تنشده? قال: فأين حلاوة الوجدان. ومن حمقه أنه اختصمت الطفاوة وبنو راسب إلى عرباض في رجل إدعاه هؤلاء فقالت الطفاوة: هذا من عرافتنا. وقالت بنو راسب: بل هو من عرافتنا. ثم قالوا: رضينا بأول من يطلع علينا. فلما دنا قصوا عليه قصتهم فقال هبنقة: الحكم عندي في ذلك أن يذهب به إلى نهر البصرة فيلقى فيه، فإن كان راسبياً رسب فيه، وإن كان طفاوياً طفا. فقال الرجل: لا أريد أن أكون من أجد هذين الحيين ولا حاجة لي بالديوان. ومن حمقه أنه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف، وهو ذو لحية طويلة، فسئل عن ذلك فقال: لأعرف بها نفسي، ولئلا أضل. فبات ذات ليلة وأخذ أخوه قلادته فتقلدها فلما أصبح ورأى القلادة في عنق أخيه قال: يا أخي، أنت أنا فمن أنا. ومن حمقه أنه كان يرعى غنم أهله فيرعى السمان في العشب وينحي المهازيل، فقيل له: ويحك، ما تصنع? قال: لا أفسد ما أصلحه الله، ولا أصلح ما أفسده. قال الشاعر فيه:
أحمق من حدنةيقال: أنه أحمق من كان في العرب على وجه الأرض. ويقال: بل هي امرأة من قيس بن ثعلبة تمتخط بكوعها.أحمق من حجينةقالوا: أنه رجل كان من بني الصيداء يحمق.أحمق من جهيزةقال ابن السكيت: هي أم شبيب الخروري. ومن حمقها أنها لما حملت شبيباً فأثقلت قالت لا حمائها: إن في بطني شيئاً ينقر. فنشرن عنها هذه الكلمة فحمقت. وقيل: أنها قعدت في مسجد الكوفة تبول فلذا حمقت. وزعم قوم أن الجهيزة عرس الذئب، يعنون الذئبة، وحمقها أنها تدع ولدها وترضع ولد الضبع. قالوا: وهذا معنى قول ابن جزل الطعان:
أحيا من فتاة ومن هديوهي المرأة تهدي إلى زوجها. قالت الأخيلية في توبة بن الحمير:
أحيا من ضبفإنه أفعل من الحياة. الضب زعموا طويل العمر.أحمق من الممهورة من نعم أبيهاوأصله أن رجلاً راود امرأة فأبت أن تمكنه إلا بمهر، فمهرها بعض نعم أبيها ومثله:أحمق من الممهورة من مال أبيهاقال أبو عبيد: أصله أن رجلاً أعطى رجلاً مالاً فتزوج به ابنة المعطي، ثم أن الزوج امتن عليها بما مهرها.أحمق من الممهورة إحدى خدمتيهاقال أبو عبيد أصله أن رجلاً كانت له امرأة حمقاء فطلبت مهرها منه، فنزع خلخالها ودفعه إليها فرضيت به.أحمق من دغة |
|||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||
وهي مارية بنت مغنج، ومغنج ربيعة بن عجل. قال حمزة: هي بنت مغنج. قلت: ووجدت بخط المنذري معنج. ويحكى عن المفضل ابن سلمة أن اسم الرجل كما ذكرته قبل. ومن حمقها أنها زوجت وهي صغير في بني العنبر بن تميم فحملت، فلما ضربها المخاض ظنت أنها تريد الخلاء فبرزت إلى بعض الغيطان فولدت فاستهل الوليد، فانصرفت تقدر أنها أحدثت فقالت لضرتها: يا هناه، هل يفغر الجعر فاه? فقالت: نعم، ويدعو أباه. فمضت ضرتها وأخذت الولد. فبنو العنبر تسمى، بني الجعراء، تسب بها. ومن حمقها أيضاً أنها نظرت إلى يافوخ ولدها يضطرب، وكان قليل النوم، كثير البكاء، فقالت لضرتها: أعطيني سكيناً. فناولتها، وهي لا تعلم ما أنطوت عليه، فمضت وشقت به يافوخ ولدها فأخرجت دماغه، فلحقتها الضرة فقالت: ما الذي تصنعين? فقالت: أخرجت هذه المدة من رأسه ليأخذه النوم، فقد نام الآن. قال الليث: يقال دغة ودغينة إذا أرادوا أنه أحمق. أحلم من الأحنفهو الأحنف بن قيس، وكنيته أبو بحر، واسمه صخر من بني تميم، وكان في رجله حنف، وهو الميل إلى أنسيها. وكانت أمه ترقصه وهو صغير وتقول:
أحلم من فرخ عقابذكر الأصمعي، أنه سمع إعرابياً يقول: سنان بن أبي حارثة أحلم من فرخ عقاب. قال، فقلت: وما حلمه? فقال: يخرج من بيضه على رأس نبق فلا يتحرك حتى يقر ريشه، ولو تحرك سقط. ويقال أيضاً:أحزم من سنانقال أبو اليقظان: لم يجتمع الحزم والحلم في رجل، فسار المثل له بهما، إلا في سنان.أحزم من فرخ العقابقال الجاحظ: العقاب تتخذ أوكارها في عرض الجبال، فربما كان الجبل عموداً فلو تحرك إذا طلب الطعم، وقد أقبل إليه أبواه أو إحداهما، أو زاد في حركته شيئاً من موضع مجثمه، لهوى من رأس الجبل إلى الحضيضن فهو يعرف مع صغره وضعفه وقلة تجربته أن الصواب له في ترك الحركة.أحزم من حرباءلأنه لا يخلي على ساق شجرة حتى يمسك شجرة أخرى. وقال:
أحمى من مجير الجراد |
||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قالوا: هو مدلج بن سويد الطائي. ومن حيدثه، فيما ذكر ابن الأعرابي عن ابن الكلبي، أنه خلا ذات يوم في خيمته فإذا هو بقوم من طيء ومعهم أوعيتهم فقال: ما خطبكم? قالوا: جراد وقع بفنائك فجئنا لنأخذه. فركب فرسه، وأخذ رمحه وقال: والله لا يعضن له أحد منكم إلا قتلته، إنكم رأيتموه في جواري ثم تريدون أخذه. فلم يزل يحرسه حتى حميت عليه الشمس وطار. فقال: شأنكم الآن فقد تحول عن جواري: ويقال أن المجير كان حارثة بن مرأبا حنبل. وفيه يقول شاعر طيء:
أحمى من مجير الظعنهو ربيعة بن مكدم الكناني. ومن حديثه، فيما ذكر أبو عبيدة، أن نبيشة بن حبيب السلمي خرج غازياً فلقي ظعناً من كنانة بالكديد فأراد أن يحتويها، فمانعه ربيعة بن مكدم في فوارس، وكان غلاماً له ذؤابة، فشد عليه نبيشة فطعنه في عضده، فأتى ربيعة أمه وقال: شدي على العصب أم سيار، فقد رزئت فارساً كالدينار. فقالت أمه:
أحمى من إست النمرلأن النمر لا يدع أن يأتيه أحد من خلفه ويجهد أن يمنعه.أحكم من لقمان ومن زرقاء اليمامةقال النابغة في زرقاء اليمامة يخاطب النعمان:
أحكم من هرم بن قطبةهذا من الحكم، لا من الحكمة، وهو الفزاري الذي تنافر إليه عامر ابن الطفيل، وعلقمة بن علاثة الجعفريان فقال لهما: أنتما يا ابني جعفر كركبتي البعير تقعان معاً، ولم ينفر واحد منهما على صاحبه.أحمق من شرنبث |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||
ويقال جرنبذ، وهو رجل من بني سدوس، جمع عبيد الله بن زياد بينه وبين هبنقة وقال تراميا. فملأ شرنبث خريطة من حجارة وبدأ فرماه وهو يقولك دري عقاب بلبن واشخاب، طيري عقاب وأصيبي الحراب حتى يسيل اللعاب، فأصاب بطن هبنقة فانهزم، فقيل له: اتنهزم من حجر واحد? فقال، لو أنه قال: طيري عقاب وأصيبي الذباب، يعني ذباب العين، فذهبت عيني ما كنتم تغنون عني. فذهبت كلمة شرنبث مثلاً في تهييج الرامي والاستحثاث به. أحمق من بيهسهو الملقب بنعامة. وله قصة قد ذكرتها في باب الثاء. وكان مع حمقه أحضر الناس جواباً. قال حمزة: فما تكلم به من الأمثال التي يعجز عنها البلغاء: لو نكلت على الأولى لما عدت إلى الثانية.أحمق من جحاهو رجل من فزارة. وكان يكنى أبا الغصن. فمن حمقه أن عيسى بن موسى الهاشمي مر به وهو يحفر بظهر الكوفة موضعاً فقال له: مالك يا أبا الغصن? قال: إني قد دفنت في هذه الصحراء دراهم ولست أهتدي إلى مكانها. فقال عيسى: كان يجب أن تجعل عليها علامة. قال: قد فعلت. قال ماذا? قال: سحابة في السماء كانت تظلها ولست أرى العلامة. ومن حمقه أيضاً أنه خرج من منزله يوماً بغلس فعثر في دهليز منزله بقتيل فضجر به، وجره إلى بئر منزله فألقاه فيها، فنذر به أبوه فأخرجه وغيبه وخنق كبشاً حتى قتله وألقاه في البئر. ثم أن أهل القتيل طافوا في سكك الكوفة يبحثون عنه فتلقاهم جحا فقال: في دارنا رجل مقتول فانظروا أهو صاحبكم. فعدلوا إلى منزله، وأنزلوه في البئر فلما رأى الكبش ناداهم وقال: يا هؤلاء، هل كان لصاحبكم قرن? فضحكوا ومروا. ومن حمقه أن أبا مسلم صاحب الدولة لما ورد الكوفة قال لمن حوله: أيكم يعرف جحا فيدعوه إلي? فقال يقطين: أنا، ودعاه، فلما دخل لم يكن في المجلس غير أبي مسلم ويقطين فقال: يا يقطين، أيكما أبو مسلم? قلت: وجحا اسم لا ينصرف لأنه معدول من جاح، مثل عمرو من عامر يقال: جحا يجحو جحواً إذا رمى. ويقال: حيا الله جحوتك. أي وجهك.أحمق من ربيعة البكاءهو ربيعة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. ومن حمقه أن أمه كانت تزوجت رجلاً من بعد أبيه فدخل يوماً عليها الخباء، وهو رجل قد التحى، فرأى أمه تحت زوجها يباضعها، فتوهم أنه يريد قتلها، فرفع صوته بالبكاء وهتك عنهما الخباء وقال: وا أماه. فلحقه أهل الحي وقالوا: ما وراءك? قال: دخلت الخباء فصادفت فلاناً على بطن أمي يريد قتلها. فقالوا: أهون مقتول أم تحت زوج. فذهبت مثلاً وسمي ربيعة البكاء، فضرب بحمقه المثل.أحمق من الدابغ على التحليءقالوا: التحليء، قشر يبقى على الأهاب من اللحم فيمنع الدباغ أن ينال الآهاب حتى يقشر عنه، فإن ترك فسد الجلد بعد ما يدبغ.أحمق من راعي ضان ثمانينلأن الضان تنفر من كل شيء، فيحتاج راعيها إلى أن يجمعها في كل وقت. هذه رواية محمد بن حبيب. وقال أبو عبيد: أحمق من طالب ضأن ثماني. قال: وأصل المثل، أن أعرابياً بشر كسرى ببشرى سر بها فقال له: سلني ما شئت. فقال: أسألك ضأناً ثمانين. فضرب به المثل في الحمق. وروى الجاحظ: أشقى من راعي ضأن ثمانين. قال: وذلك أن الإبل تتعشى وتربض حجرة فتجتر، والضأن يحتاج صاحبها إلى حفظها ومنعها من الإنتشار، والسباع الطالبة لها. وروى الجاحظ أيضاً: اشغل من مرضع بهم ثمانين. قال: ويقول الرجل، إذا استعنته وكان مشغولاً: أنا في رضاع بهم ثمانين.أحمق من الضبعتزعم الأعراب أن أبا الضباع وجد تودية في غدير، فجعل يشرب الماء ويقول: حبذا طعم اللبن. ويقال: بل كان ينادي وأصبوحاه. حتى انشق بطنه ومات. والتودية، العود يشد على رأس الخلف لئلا يرضع الفصيل. ومن حمقها أيضاً أن يدخل الصائد عليها وجارها فيقول لها: خامري أم عامر. فلا تتحرك حتى يشدها. قلت: وقد شرحت المثل في باب الخاء بأبين من هذا.أحمق من الربعهذا مثل سائر عن أكثر العرب. قال حمزة: ألا أن بعض العرب دفع عنه الحمق فقال: وما حمق الربع? والله أنه ليتجنب العدوى، ويتبع أمه في المرعى، ويراوح بين الأطباء، ويعلم أن حنينها له دعاء، فأين حمقه?أحمق من نعجة على حوضلأنها إذا رأت الماء أكبت عليه تشرب، فلا تنثني عنه إلا أن تزجر، أو تطرد.أحمق من نعامة |
||||
|
|
|||||||||||||||||||||||
وذلك أنها تنتشر للطعم فربما رأت بيض نعامة أخرى قد انتشرت لمثل ما انتشرت هي له فتحضن بيضها وتنسى بيض نفسها، ثم تجيء الأخرى فترى غيرها على بيض نفسها فتمر لطيتها. وإياها عنى ابن هرمة بقوله:
أحمق من رخمةهذا مثل سائر عن أكثر العرب، إلا أن بعض العرب يستكيسها فيقول في أخلاقها عشر خصال من الكيس وهي: أنها تحضن بيضها، وتحمي فرخها، وتألف ولدها، ولا تمكن من نفسها غير زوجها، وتقطع في أول القواطع، وترجع في أول الرواجع، ولا تطير في التحسير، ولا تغتر بالشكير، ولا ترب بالوكور، ولا تقسط على الجفير. قوله: تقطع في أول القواطع، وترجع في أول الرواجع. أراد أن الصيادين إنما يطلبون الطير بعد أن يوقنوا أن القواطع قد قطعت، والرخمة تقطع في أوائلها لتنجو. يقال: قطعت الطير قطاعاً، إذا تحولت من الجروم إلى الصرود، أو من الصرود إلى الجروم. وقوله: ولا تطير في التحسير. يقال: حسر الطائر تحسيراً، إذا سقط ريشه. ولا تغتر بالشكير، أي بصغار ريشها، بل تنتظر حتى يصير قصباً ثم تطير. وقوله: ولا ترب بالوكور، أي لا تقيم، من قولهم أرب بالمكان إذا أقام به، أي لا ترضي بما يرضى به الطير من وكورها، ولكن تبيض في أعلى الجبال حيث لا يبلغه إنسان ولا سبع ولا طائر، ولذلك يقال في المثل: من دون ما قلت، أو من دون ما سمت بيض الأنوق. للشيء لا يوصل إليه. وقوله: ولا تسقط على الجفير، يعني الجعبة، لعلمها أن فيها سهاماً. وقد جمع الشاعر هذه المعاني في بيت وصفها فيه فقال:
أحمق من عقعقلأنه مثل النعامة التي تضيع بيضها وفراخها.أحمق من رجلةٍوهي البقلة التي تسميها العامة، الحمقاء، وإنما حمقوها لأنها تنبت في مجاري السيول فيمر السيل بها فيقتلعها.أحمق من ترب العقديعنون عقد الرمل، وإنما يحمقونه لأنه لا يثبت فيه التراب بل ينهار.أحذر من غرابوذلك أنهم يحكون في رموزهم أن الغراب قال لابنه: يا بني، إذا رميت فتلوص، أي تلو. فقال: يا أبت، إني أتلوص قبل أن أرمي.أحذر من ذئبقالوا: إنه يبلغ من شدة احترازه أن يراوح بين عينيه إذا نام، فيجعل أحداهما مطبقة نائمة والأخرى مفتوحة حارسة، بخلاف الأرنب الذي ينام مفتوح العينين، لا من احتراز ولكن خلقة. قال حميد بن ثور في حذر الذئب:
أحذر من ظليمقالوا: إنه يكون على بيضه فيشم ريح القانص من غلوة فيأخذ حذره. وينشدون لبعضهم:
أحر من الجمرزعم النظام أن الجمر في الشمس أشهب أكهب، وفي الفيء أشكل، وفي الليل أحمر.أحر من القرعهو بثر يأخذ صغار الإبل في رؤوسها وأجسادها فتقرع. والتقريع، معالجتها لنزع قرعها، وهو أن يطلوها بالملح وحباب ألبان الإبل، فإذا لم يجدوا ملحاً نتفوا أوربارها، ونضحوا جلدها بالماء، ثم جروها على السبخة. قال أوس بن حجر يصف خيلاً:
أحر من القرعمسكن الراء، يعنون به قرع المسيم. قال الشاعر:
أحسن من النارهذا من قول الأعرابية التي قالت: كنت في شبابي أحسن من النار الموقدة.أحسن من شف الأنضرالأنضر، جمع نضر، وهو الذهب. ويعنون قرط الذهب. وقال:
أحسن من الدمية ومن الزونوهما الضم. قال الشاعر: |
|||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||
أحير من ضبٍلأنه إذا فارق جحره لم يهتد للرجوع.أحير من ورلوهو دابة مثل الضب يوصف بالحيرة أيضاً.أحول من أبي براقشهذا من التحول والتنقل. وأبو براقش، طائر يتلون ألواناً مختلفة في اليوم الواحد، وهو مشتق من البرقشة، وهي النقش يقال: برقشت الثوب، إذا نقشته. قال فيه الشاعر:
وأما قولهم: أحول من أبي قلمونفهو ضرب من ثياب الروم يتلون ألواناً للعيون.أحول من ذئبهذا من الحيلة. يقال: تحول الرجل، إذا طلب الحيلة.أحرص من كلب على جيفةومن كلب على عرق. والعرق، العظم عليه اللحم.أحن من شارفالشارف، الناقة المسنة، وهي أشد حنيناً على ولدها من غيرها. قلت: كذا أورده حمزة رحمه الله، حنيناً على، والصواب، حنيناً إلى، أو حناناً على، أن أراد العطف والرأفة.أحلى من ميراث العمة الرقوبوهي التي لا يعيش لها ولد.أحذر من قرَّلىوأحزم أيضاً. وهو طائر من طير الماء شديد الحزم والحذر، يطير في الهواء وينظر بإحدى عينيه إلى الأرض. وفي أسجاع ابنة الخس:
أحمق من أم الهنبرالهنبر، الجحش. وأم الهنبر، الأتان. في لغة فزارة الضبع، ويقولون للضبعان أبو الهنير.أحمق من لاعق الماء، ومن ناطح الصخر، ومن لاطمالإشفى بخده ومن الممتخط بكوعهأحسن من الطاوس، ومن سوق العروس، ومن زمن البرامكة ومن الدنيا المقبلة، ومن الشمس والقمر، ومن الدر والديك، أحلى من حياة معادة، ومن التوحيد، ومن نيل المنى، ومن النشب، ومن الولد، ومن العسلأحرص من نملة، ومن ذرة، ومن كلب على عقيوهو أول حدث الصبي.أحير من الليل ومن يد في رحمأحسن من بيضة في روضةالعرب تتحسن نقاء البيضة في نضارة خضرة الروضة.أحرس من كلب، ومن الأجلويقال: أحرس من كلبة كريز.أحفظ من العميان، ومن الشعبي، أحمى من أنف الأسدأحن من المريض إلى الطبيب، أحد من ليطةالليطة، قشر القصب. ويقال أيضاً.أحد من موسىأحلى من ماء الفرات، ومن لبن الأمأحمض من صفع الذل في بلد الغربةأحيا من كعاب، ومن مخبأة، ومخدرة، وبكرأحسن من الدهم الموقفةوهي التي في قوائمها بياض.أحكى من قردلأنه يحكي الإنسان في أفعاله سوى المنطق. كما قال أبو الطيب:
أحمل من الأرض ذات الطول والعرضأحضر من التراب وأحقر من الترابالمولدون
"حوصلي وطيري". في الحث على التصرف. "حبال وليف جهاز ضعيف" "حيثما سبقط لقط" يضرب للمحتال. "حصد الشوق السلو" "حق من كتب بمسك أن يختم بعنبر" "حصنك من الباغي حسن المكاشرة" "حديث لو نقرته لطن" "حماك أحمى لك وأهلك أحفى بك" "حدياك إن كان عندك فضل" أي ابرز لي وجارني. "حسن طلب الحاجة نصف العلم" "حياء الرجل في غير موضعه ضعف" "الحسد ثقل لا يضعه حامله" "الحيلة أنفع من الوسيلة" "الحر عبد إذا طمع والعبد حر إذا قنع" "الحسد في القرابة جوهر وفي غيرهم عرض" "الحياء يمنع الرزق" "الحركة بركة" "الحاجة تفتق الحيلة" "الحريص محروم" "الحر يكفيه الإشارة" "الحاوي لا ينجو من الحيات" "الحمير نعت الأكافين" "الحق خير ما قيل" "الحبة تدور وإلى الرحا ترجع" "الحباب لا تشتري أو تصفع" "الحمار على كراه يموت" أي، المرافق تدرك بالمتاعب. |
||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
"الحمار السوء دبره أحب إليك من مكوك شعير، إحفظني أنفعك" "احفر بيراً وطم بيراً ولا تعطل أجيراً" "احتاج إلى الصوفة من جز كلبة" "الحسود لا يسود، الإحسان إلى العبد مكبتة للحسود" "الحسد داء لا يبرأ" الباب السابعفيما أوله خاءخذ من جذع ما أعطاكجذع، اسم رجل يقال له جذع بن عمرو الغساني، وكانت غسان تؤدي كل سنة إلى مل سليح دينارين من كل رجل. وكان الذي يلي ذلك سبطة ابن المنذر السحيلي، فجاء سبطة إلى جذع يسأله الدينارين، فدخل جدذع منزله ثم خرج مشتملاً على سيفه فضرب به سبطة حتى برد ثم قال: خذ من جذع ما أعطاك. وامتنعت غسان من هذه الأتاوة بعد ذلك. يضرب في اغتنام ما يجود به البخيل.خذ من الرضفة ما عليهاالرضف، الحجارة المحماة يوغر بها اللبن واحدتها رضفة وهي إذا ألقيت في اللبن لزق بها منه شيء فيقال خذ ما عليها فإن تركك إياه لا ينفع. يضرب في اغتنام الشيء من البخيل وإن كان نزرا.خذه ولو بقرطي ماريةهي، مارية بنت ظالم بن وهب، وأختها هند الهنود، امرأة حجر آكل المرار الكندي.قال أبو عبيد: هي أم ولد جفنة. قال حسان:
خذ منها ما قطع البطحاءقوله: منها، أي من الإبل. والبطحاء، تأنيث الأبطح، وهو مسيل فيه دقاق الحصا، والجمع بطاح، على غير قياس، أي خذ منها ما كان قوياً. يضرب في الاستعانة بأولي القوة.خذ الأمر بقوابلهأي، بمقدماته. يعني دبره قبل أن يفوتك تدبيره. والباء، بمعنى في، أي فيما يستقبلك منه.يقال قبل الشيء وأقبل. يضرب في الأمر باستقبال الأمور. خذ ما طف لك واستطفوأطف أيضاً. يقال: طف الشيء يطف طفوفاً إذا ارتفع وقل. ويقال أيضاً:خذ ما دف واستدفقال أبو زيد: أي ما تهيأ. يضرب في قناعة الرجل ببعض حاجته.خش ذؤالة بالحبالةذؤالة، اسم للذئب اشتق من الذالان، وهو مشي خفيف. يضرب لمن لا يبالي تهدده. أي توعد غيري فإني أعرفك. وقال أبو عبيدة: إنما يقول هذا من يأمر بالتبريق والأيعاد. قال الشاعر:
خالفه تذكرقال المفضل بن سلمة: أول من قال ذلك الحطيئة، وكان ورد الكوفة فلقي رجلاً فقال: دلني على أفتى المصر نائلاً. قال: عليك بعتيبة بن النهاس العجلي. فمضى نحو داره فصادفه فقال: أنت عتيبة. قال: لا. قال: فأنت عتاب. قال: لا. قال: إن اسمك لشبيه بذلك. قال: أنا عتيبة، فمن أنت? قال: أنا جرول. قال: ومن جرول? قال: أبو مليكة. قال الحطيئة: فحدثني عن أشعر الناس من هو? قال: أنت. قال الحطيئة: خالف تذكر، بل اشعر مني الذي يقول:
خطب يسير في خطب كبير |
||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||
قال قصير بن سعد اللخمي لجذيمة بن مالك بن نصر الذي يقال له جذيمة الأبرش، وجذيمة الوضاح. والعرب تقول للذي به البرص، به وضح، تفادياً من ذكر البرص. وكان جذيمة ملك ما على شاطئ الفرات. وكانت الزباء ملكة الجزيرة، وكانت من أهل بأجرمى، وتتكلم بالعربية، وكان جذيمة قد وترها بقتل أبيها، فلما استجمع أمرها، وانتظم شمل ملكها، أحبت أن تغزو جذيمة، ثم رأت أن تكتب إليه أنها لم تجد ملك النساء إلا قبحاً في السماع، وضعفاً في السلطان، وإنها لم تجد لملكها موضعاً، ولا لنفسها كفؤاً غيرك، فأقبل إلي لأجمع ملكي إلى ملكك، وأصل بلادي ببلادك، وتقلد أمري مع أمرك. تريد بذلك الغدر. فلما أتى كتابها جذيمة، وقدم عليه رسلها، استخفه ما دعته إليه، ورغب فيما أطمعته فيه، فجمع أهل الحجا والرأي من ثقاته، وهو يومئذ ببقية من شاطئ الفرات، فعرض عليهم ما دعته إليه وعرضت عليه، فاجتمع رأيهم على أن يسير إليها فيستولي على ملكها، وكان فيهم قصير، وكان أريباً حازماً أثيراً عند جذيمة، فخالفهم فيما أشاروا به وقال: رأي فاتر وغدر حاضر. فذهبت كلمته مثلاً. ثم قال لجذيمة: الرأي أن تكتب إليها، فإن كانت صادقة في قولها فلتقبل إليك، وإلا لم تمكنها من نفسك، ولم تقع في حبالتها، وقد وترتها وقتلت أباها. فلم يوافق جذيمة ما أشار به. فقال قصير:
|
|||||||
|
|
|||||||
فقال جذيمة: لا، ولكنك امرؤ رأيك في الكن لا في الضح. فذهبت كلمته مثلاً. ودعا جذيمة عمر بن عدي ابن أخته فاستشاره فشجعه على المسير وقال: إن قومي مع الزباء، ولو قد رأوك صاروا معك. فأحب جذيمة ماله، وعصى قصراً فقال قصير: لا يطاع لقصير أمر. فذهبت مثلاً. واستخلف جذيمة عمرو بن عدي على ملكه وسلطانه، وجعل عمرو بن عبد الجن معه على جنوده وخيوله، وسار جذيمة في وجوه أصحابه، فأخذ على شاطئ الفرات من الجانب الغربي، فلما نزل دعا قصيراً فقال: ما الرأي يا قصير? فقال قصير: ببقة خلفت الرأي. فذهبت مثلاً. قال: وما ظنك بالزباء? قال: القول رداف، والحزم عثراته تخاف. فذهبت مثلاً. قال: وما ظنك بالزباء? قال: القول رداف، والحزم عثراته تخاف. فذهبت مثلاً. واستقبله رسل الزباء بالهدايا والألطاف فقال: يا قصير، كيف ترى? قال: خطب يسير في خطب كبير. فذهبت مثلاً. وستلقاك الجيوش، فإن سارت أمامك فالمأة صادقة. وإن أخذت جنبتيك وأحاطت بك من خلفك فالقوم غادرون بك، فاركب العصا فإنه لا يشق غباره. فذهبت مثلاً. وكانت العصا فرساً لجذيمة لا تجاري. وأني راكبها ومسايرك عليها. فلقيته الخيول والكتائب، فحالت بينه وبين العصا، فركبها قصير، ونظر إليه جذيمة على متن العصا مولياً. فقال: ويل أمه حزماً على متن العصا. فذهبت مثلاً. وجرت به إلى غروب الشمس ثم نفقت، وقد قطعت أرضاً بعيدة، فبنى عليها برجا يقال له برج العصا وقالت العرب: خير ما جاءت به العصا. فذهبت مثلاً. وسار جذيمة وقد أحاطت به الخيل حتى دخل على الزباء، فلما رأته تكشفت فإذا هي مضفورة الأسب فقالت: يا جذيمة، أدأب عروس ترى? فذهبت مثلاً. فقال جذيمة: بلغ المدى، وجف الثرى، وأمر غدر أرى. فذهبت مثلاً. ودعت بالسيف والنطع ثم قالت: إن دماء الملوك شفاء من الكلب. فأمرت بطست من ذهب، قد أعدته له، وسقته الخمر حتى سكر وأخذت الخمر منه مأخذها، فأمرت براهشيه فقطعا، وقدمت إليه الطست وقد قيل لها: أن قطر من دمه شيء في غير الطست طلب بدمه. وكانت الملوك لا تقتل بضرب الأعناق إلا في القتال، تكرمة للملك، فلما ضعفت يداه سقطتا، فقطر من دمه في غير الطست فقالت: لا تضيعوا دم الملك. فقال جذيمة: دعوا ما ضيعه أهله. فذهبت مثلاً. فهلك جذيمة، وجعلت الزباء دمه في رعة لها، وخرج قصير من الحي الذي هلكت العصا بين أظهرهم، حتى قدم على عمرو بن عدي، وهو بالحيرة فقال له قصير: أثائر أنت? قال: بل ثائر سائر. فذهبت مثلاً. ووافق قصير الناس، وقد اختلفوا، فصارت طائفة مع عمرو بن عدي اللخمي، وجماعة منهم مع عمر بن عبد الجن الجرمي، فاختلف بينهما قصير حتى أصطلحا، وإنقاد عمرو بن عبد الجن لعمرو بن عدي فقال قصير لعمرو بن عدي: تهيأ واستعد، ولا تبطن دم خالك. قال: وكيف لي بها وهي أمنع من عقاب الجو? فذهبت مثلاً. وكانت الزباء سألت كاهنة لها عن هلاكها فقالت: أرى هلاكك بسبب غلام مهين غير أمين، وهو عمرو بن عدي، ولن تموتي بيده ولكن حتفك بيدك، ومن قبله ما يكون ذلك. فحذرت عمراً، واتخذت لها نفقاً من مجلسها الذي كانت تجلس فيه إلى حصن لها داخل مدينتها. وقالت: إن فجأني أمر دخلت النفق إلى حصني. ودعت رجلاً مصوراً من أجود أهل بلاده تصويراً، وأحسنهم عملاً، فجهزته وأحسنت إليه وقالت: سر حتى تقدم على عمرو بن عدي متنكراً فتخلو بحشمه، وتنضم إليهم، وتخالطهم، وتعلمهم ما عندك من العلم بالصور، ثم أثبت لي عمرو بن عيد معرفة، فصوره جالساً، وقائماً، وراكباً، ومتفضلاً، ومتسلحاً بهيئته ولبسته ولونه، فإذا أحكمت ذلك فأقبل إلي. فانطلق المصور حتى قدم على عمرو بن عدي، وصنع الذي أمرته الزباء، وبلغ من ذلك ما أوصته به، ثم رجع إلى الزباء بعلم ما وجهته له من الصورة على ما وصفت وأرادت أن تعرف عمرو بن عدي فلا تراه على حال إلا عرفته وحذرته وعلمت علمه. فقال قصير لعمرو بن عدي: أجدع أنفي، واضرب ظهري ودعني وإياها. فقال عمرو: ما أنا بفاعل، وما أنت لذلك مستحقاً عندي. فقال قصير: خل عني إذن وخلاك ذم. فذهبت مثلاً. فقال له عمرو: فأنت أبصر. فجدع قصير أنفه، وأثر آثاراً بظهره فقالت العرب: لمكر ما جدع قصير أنفه. وفي ذلك يقول المتلمس:
|
|||||||
|
|
||||||||
ثم خرج قصير كأنه هارب، وأظهر أن عمرواً فعل ذلك. وإنه زعم أنه مكر بخاله جذيمة، وغره من الزباء. فسار قصير حتى قدم على الزباء فقيل لها أن قصيراً بالباب، فأمرت به، فأدخل عليها، فإذا أنفه قد جدع، وظهره قد ضرب فقالت: ما الذي أرى بك يا قصير? قال: زعم عمرو أني قد غررت خاله، وزينت له المصير إليك، وغششته، ومالأتك، ففعل بي ما ترين، فأقبلت إليك وعرفت أني لا أكون مع أحد هو أثقل عليه منك. فأكرمته، وأصابت عنده من الحزم والرأي ما أرادت. فلما عرف أنها استرسلت إليه، ووثقت به قال: إن لي بالعراق أموالاً كثيرة، وطرائف، وثياباً، وعطراً، فابعثيني إلى العراق لأحمل مالي، وأحمل إليك من بزورها وطرائفها وثيابها وطيبها وتصيبين في ذلك أرباحاً عظاماً، وبعض ما لا غنى للملوك عنه. وكان أكثر ما يطرفها من التمر الصرفان، وكان يعجبها. فلم يزل يزين ذلك، حتى أذنت له، ودفعت إليه أموالاً، وجهزت معه عبيداً. فسار قصير بما دفعت إليه، حتى قدم العراق، وأتى الحيرة متنكراً فدخل على عمرو فأخبره الخبر وقال: جهزني بصنوف البز والأمتعة، لعل الله يمكن من الزباء، فتصيب ثأرك، وتقتل عدوك، فأعطاه حاجته، فرجع بذلك إلى الزباء، فأعجبها ما رأت، وسرها وأزدادت به ثقة، وجهزته ثانية، فسار حتى قدم على عمرو فجهزه وعاد إليها. ثم عاد الثالثة وقال لعمرو: أجمع لي ثقات أصحابك، وهيئ الغرائر المسموح، واحمل كل رجلين على بعير في غرارتين، فإذا دخلوا مدينة الزباء أقمتك على باب نفقها، وخرجت الرجال من الغرائر فصاحوا بأهل المدينة فمن قاتلهم قتلوه، وإن أقبلت الزباء تريد النفق جللتها بالسيف. ففعل عمرو ذلك، وحمل الرجال في الغرائر بالسلاح، وسار يكمن النهار ويسير الليل، فلما صار قريباً من مدينتها تقدم قصير فبشرها وأعلمها بما جاء به من المتاع والطرائف وقال لها: آأخر البز على القلوص. فأرسلها مثلاً. وسألها أن تخرج فتنظر إلى ما جاء به. وقال لها: جئت بما صاء وصمت. وذهبت مثلاً. ثم خرجت الزباء فأبصرت الإبل تكاد قوائمها تسوخ في الأرض من ثقل أحمالها، فقالت: يا قصير:
خرقاء وجدت صوفاًويقال: وجدت ثلة، وهي الصوف أيضاً. يضرب مثلاً للذي يفسد ماله.خذي ولا تناثريهذا المثل من قوله دغة. وذلك أن أمها قالت لها حين رحلوا بها إلى بني العنبر: يوشك أن تزورينا محتضنة اثنين. فلما ولدت في بني العنبر، استأذنت في زيارة أمها فجهزت مع ولدها، فلما كانت قريبة من الحي أخذت ولدها فشقته باثنين، فلما جاءت الأم قالت لها: أين ولدك? فقالت: دونك، وأومأت إليه ثم قالت: يا أمه خذي ولا تناثري أنهما اثنان بحمد الله. يضرب في ستر العيوب وترك الكشف عنها.خرقاء ذات نيقةالنيقة، فعله من التنوق. يقال: تنوق في الأمر، أي تأنق فيه. وبعضهم ينكر تنوق ويقول إنما هو تأنق. يضرب للجاهل بالأمر ومع ذلك يدعي المعرفة.خرقاء عيابةأي أنه أحمق ومع ذلك يعيب غيره.أخبرها بعابها تخفرالعاب، العيب. يضرب للمأة الجريئة. أي أخبرها بعيبها لتكسر من جرأتها.أختلفت رؤوسها فرتعت |
||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
الهاء، راجعة إلى الإبل، وإنما تختلف رؤوسها عند الرتوع. يضرب في اختلاف القوم في الشيء. خرج نازعاً يدهيضرب لمن نزع يده عن طاعة سلطانه.أخبرته بعجري وبجريقال أبو عبيد: أصل العجر العروق المتعقدة. والبجر أن تكون تلك العروق في البطن خاصة. يضرب لمن تخبره بجميع عيوبك ثقة به. قال الشعبي: وقف علي رضي الله عنه يوم الجمل على طلحة وهو صريع قتيل فقال: عز علي، أبا محمد، أن أراك مجدلاً تحت نجوم السماء، تحشر من أفواه السباع وبطون الأودية، إلى الله أشكو عجري وبجري.الخيل تجري على مساويهاقال اللحياني: لا واحد للمساوي ومثلها، المحاسن، والمقاليد. يقول: إن كان بها، يعني بالخيل أوصاب أو عيوب، فإن كرمها بحملها على الجري، فكذلك الحر الكريم يحتمل المؤن ويحمي الذمار وإن كان ضعيفاً، ويستعمل الكرم على كل حال.الخيل أعلم بفرسانهاقال أبو عبيد: يعني أنها قد أختبرت ركابها فهي تعرف الكفء من غيره. ومعنى المثل: استغن بمن يعرف الأمر.الخيل أعلم من فرسانهايضرب لمن ظننت به أمراً فوجدته كذلك أو بخلافه.اختلط المرعي بالهمليقال إبل همل. وهو همل وهمال، واحدها هامل، والمرعي التي فيها رعاؤها، والهمل ضدها. يضرب للقوم وقعوا في تخليط.خير حالبيك تنطحين قال أبو عبيد: أصله أن شاة، أو بقرة، كان لها حالبان. وكان أحدهما أرفق بها من الآخر فكانت تنطحه وتدع الآخر. يضرب لمن يكافئ المحسن بالإساءة ويروى هيل هيل، خير حالبيك تنطحين. يقال: هيلة، اسم عنز. وهيل مرخم منها. الخروف يتقلب على الصوفيضرب للرجل المكفي المؤن.خامري أم عامرخامري، أي أستري. وأم عامر، وأم عمرو، وأم عويمر، الضبع يشبه بها الأحمق. ويروى ن علي رضي الله عنه أنه قال: لا أكون مثل الضبع، تسمع اللدم فتبرز طمعاً في الحية حتى تصاد. وهي كما زعموا من أحمق الدواب، لأنهم إذا أرادوا صيدها رموا في حجرها بحجر فتحسبه شيئاً تصيده، فتخرج لتأخذه فتصاد عند ذلك. ويقال لها: ابشري بجراد عظال، وكمر رجال. فلا يزال يقال حتى يدخل عليها رجل فيربط يديها ورجليها، ثم يجرها. والجراد العظال، الذي ركب بعضها بعضاً كثرة. وأصل العظال سفاد السباع. وقوله: وكمر رجال. يزعمون أن الضبع إذا وجدت قتيلاً قد انتفخ جردانه، ألقته على قفاه، ثم ركبته. قال العباس ابن مرداس السلمي:
خامري حضاجر أتاك ما تحاذرحضاجر، اسم للذكر والأنثى من الضباع. ومن أسجاعهم في مثل هذا: لم ترع يا حضاجر، كفاك ما تحاذر، ضبارم مخاطر، ترهبه القساور، يعني الأسود. ويقال:
خفت نعامتهموكذلك: شالت نعامتهم. إذا ارتحلوا عن منهلهم وتفرقوا.خلا لك الجو قبيضي واصفريأول من قال ذلك طرفة بن العبد الشاعر، وذلك أنه كان مع قومه في سفر، وهو صبي، فنزلوا على ماء، فذهب طرفة بفخيخ له فنصبه للقنابر، وبقي عامة يومه فلم يصد شيئاً، ثم حمل فخه ورجع إلى عمه، وتحملوا من ذلك المكان، فرأى القنابر يلقطن ما نثر لهن من الحب فقال:
خير ليلة بالأبد ليلة بين الزباني والأسد |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
وذلك عند طلوع الشرطين، وسقوط الغفر وما كان فيه من مطر، فهو من الربيع. وكانت العرب تراها من ليالي السعود إذا نزل بها القمر. وقوله: بالأبد. الباء، بمعنى في. والإبد، الدهر. أخلف رويعاً مظنهأصله أن راعياً كان اعتاد مكاناً يرعاه فجاءه يوماً وقد حال عما عهده. أي أتاه الخلف من حيث كان لا يأتيه. ومظن كل شيء حيث يظن به ذلك الشيء. يضرب في الحاجة يعوق دونها عائق.خلع الذرع بيد الزوجكان المفضل يحكي أن المثل لرقاش بنت عمرو بن تغلب بن وائل. وكان تزوجها كعب بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة فقال لها: أخلعي درعك. فقالت: خلع الدرع بيد الزوج. فقال: أخلعيه لأنظر إليك. فقالت: التجرد لغير النكاح مثلة. فذهبت كلمتاها مثلين. يضربان في وضع الشيء غير موضعه.خل سبيل من وهي سقاؤه ومن هريق بالفلاة ماؤهيضرب لمن كره صحبتك وزهد فيك. قال الشاعر:
اختلط الخاثر بالزبادالخاثر، ما خثر من اللبن. والزباد، الزبد. يضرب للقوم يقعون في التخليط من أمرهم. عن الأصمعي.اختلط الليل بالترابمثل ما تقدم من المعنى.خير إناءيك تكفئينيقال: كفأت الأناء، قلبته وكببته. وزعم ابن الأعرابي أن أكفأت لغة. قال الكسائي: كفأته كببته، واكتفأته مثل كفأته. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم. "ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ ما في صحفتها". قال أبو عبيد: قد علم أنه لم يرد الصحفة خاصة، إنما جعلها مثلاً لحظها من زوجها. يقول: إنه إذا طلقها لقول هذه كانت قد أمالت نصيب صاحبتها إلى نفسها. قالوا: يضرب هذا المثل في موضع حرمان أهل الحرمة وإعطاء من ليس كذلك.خير مالك ما نفعكقال أبو عبيد: العامة تذهب بهذا المثل إلى أن خير المال ما أنفقه صاحبه في حياته ولم يخلفه بعده. وكان أبو عبيدة يتأوله في المال يضيع للرجل فيكسب به عقلاً يتأدب به في حفظ ماله فيما يستقبل. كما قالوا: لم يضع من مالك ما وعظك.خير ما رد في أهل وماليقال هذا للقادم من سفره، أي جعل الله ما جئت به خير ما رجع به الغائب. ويروى خير، بالنصب، أي جعل الله ردك خير رد في أهل ومال. وبالرفع، على تقدير ردك خير رد. وفي، بمعنى مع.الخلة تدعو إلى السلةالخلة، الفقر. والسلة، السرقة. يعني أن الفقر يدعو إلى دناءة المكسب. ويجوز أن يراد بالسلة سل السيوف.خير الفقه ما حاضرت بهأي، أنفع علمك ما حضرك في وقت الحاجة إليه.خلاؤك أقنى لحيائكأقنى، أي ألزم. والمعنى أن إذا خلوت في منزلك كان أحرى أن تقني الحياء، وتسلم من الناس، لأن الرجل إنما يحذر ذهاب الحياء إذا وأجه خصماً، أو عارض شكلاً، وإذا خلا في منزله لم يحتج إلى ذلك. يضرب في ذم مخالصة الناس.خير قليل وفضحت نفسيويروى: نفع قليل. قالوا: إن أول من قال ذلك فاقرة، أمراع مرة الأسدي، وكانت من أجمل النساء في زمانها. وإن زوجها غاب عنها أعواماً فهويت عبداً لها حامياً، كان يرعى ماشيتها. فلما همت به أقبلت على نفسها فقالت: يا نفس، لا خير في الشرة فإنها تفضح الحرة، وتحدث العرة. ثم أعرضت عنه حيناً، ثم همت به فقالت: يا نفس، موتة مريحة خير من الفضيحة وركوب القبيحة، وإياك والعار، ولبوس الشنار، وسوء الشعار، ولؤم الدثار. ثم همت به وقالت: إن كانت مرة واحدة فقد تصلح الفاسدة، وتكرم العائدة. ثم جسرت على أمرها فقالت للعبد: احضر مبيتي الليلة. فأتاها فواقعها، وكان زوجها عائفاً مارداً، وكان قد غاب دهراً ثم أقبل آتياً، فبينا هو يطعم إذ نعب غراب فأخبره أن امرأته لم تفجر قط ولا تفجر إلا تلك الليلة. فركب مرة فرسه وسار مسرعاً رجاء أن هو أحسها أمنها أبداً، فانتهى إليها، وقد قام العبد عنها وقد ندمت وهي تقول: خير قليل وفضحت نفسي. فسمعها مرة، فدخل عليها وهو يرعد لما به من الغيظ فقالت له: ما يرعدك? قال مرة ليعلم أنه قد علم: خير قليل وفضحت نفسي. فشهقت شهقة وماتت فقال مرة:
الخنق يخرج الورق |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||
يضرب للغريم الملح يستخرج دينه بملازمته. خير الخلال حفظ اللسانيضرب في الحث على الصمت.خله درج الضبيضرب لمن شوهد منه إمارات الصرم، أي دعه يدرج درج الضب، أي دروجه، ويذهب ذهابه. والهاء، في خله، ترجع إلى الرجل. قال أبو سعيد الضرير: معناه خله ودعه في حجره، وذلك أنه يحفر حجره درجاً بعضه تحت بعض فإذا دخل فيه لم يدرك، فهذا درج الضب. قلت: فعلى ما قال، الهاء، في خله، للسكت، إلا إنه أجراه مجرى الوصل، أي خل درج الضب فلا تبحث عنه فإنك لا تجده، كذلك هذا الرجل فخله ودعه فإنه لا سبيل لك إلى وداده. وقال غيره: يجوز أن يراد به التأييد، أي خله ما درج الضب، أي أبداً. ويجوز انتصابه على الظرف أيضاً، أي خله في طريق الضب. ويقال أيضاً: خل درح الضب، أي خل طريقه لئلا يسلك بين قدميك فتنتفخ. يضرب في طلب السلامة من الشر.خبأة صدق خير من يفعة سوءالخبأة، المرأة التي تطلع ثم تختبئ. ويقال: غلام يافع ويفعة وغلمان يفعة أيضاً في الجمع أي جارية خفرة خير من غلام سوء. يضرب للرجل يكون خامل الذكر فيقال لأن يكون كذا خير من أن يكون مشهوراً مرتفعاً في الشر.خير بين جدع وخصاءيضرب لمن وقع في خصلتين مكروهتين.خذ حظ عبد أباهالهاء ترجع إلى الحظ أي أن ترك رزقه وسخطه فخذه أنت.الخمر تعطي من البخيلأي أنه يكون بخيلاً فيجود، وحليماً فيجهل، ومالكاً للسانه فيضيع سره.أخنى عليها الذي أخنى على لبدأخنى، أي أهلك. ولبد، أخر نسور لقمان. قال لبيد:
خير العفو ما كان عن القدرةقال الشاعر:
خاصم المرء في تراث أبيه أو لم تبكهأي، إن نلت شيئاً فهو الذي أردت، وإلا لم تغرم شيئاً.خف رماة الغيل والكففالغيل، جمع غيلة، وهي اسم من الاغتيال. والكفف، جمع كفة وهي حبالة الصائد. أي خفف الأغتيال، وهو القتل مغالة، وخف كفه الحابل. يضرب في التحذير والأمر بالحزم.خالطوا الناس وزايلوهمأي، عاشروهم في الأفعال الصالحة وزايلوهم في الأخلاق المذمومة.خير الأمور أوساطهايضرب في التمسك بالاقتصاد. قال أعرابي للحسن البصري: علمني ديناً وسوطاً، لا ذاهباً فروطاً، ولا ساقطاً. فقال: أحسنت يا أعرابي، خير الأمور أوساطها.خير الأمور أحمدها مغبةأي عاقبة. مثل هذا قولهم: الأعمال بخواتيمها.خير حظك من دنياك ما لم تنللأنها شرور وغرور.خير الغنى القنوع وشر الفقر الخضوعقاله أوس بن حارثة لابنه مالك. قالوا يراد بالقنوع القناعة. والصحيح أن القنوع السؤال والتذلل للمسئلة، يقال: قنع، بالفتح، يقنع قنوعاً. قال الشماخ:
خبره بأمره بلاً بلاًقال أبو عمرو: معناه بابا بابا، لم يكتمه من أمره شيئاً.الخطأ زاد العجوليعني: قل من عجل في أمر إلا أخطأ قصد السبيل.الأخطب مشوار كثير العثارالمشوار، المكان الذي تعرض فيه الدواب.خير الغداء بواكره وخير العشاء بواصرهيعني ما يبصر فيه الطعام قبل هجوم الظلام.خير المال عين ساهرة لعين نائمةيجوز أن يكون هذا مثل قولهم: خير المال عين خرارة. ويجوز أن يكون معناه عين من يعمل لك كالعبيد والأماء وأصحاب الضرائب وأنت نائم.خير الناس هذا النمط الأوسطيعني بين المقصر والغالي.خل من قل خيره لك في الناس غيرهأخل إليك ذئب أزليقال للرجل: أخل إليك. أي الزم شأنك. قال الجعدي:
|
|||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||
وتقدير المثل: الزم شأنك فهذا ذئب أزل. يضرب في التحذير للرجل. ويروى: أخل إليك، أي كن خالياً. يقال: أخليت، أي خلوت وأخليت غيري. يتعدى ولا يتعدى. قال غني بن مالك العقيلي:
أخبرته خبوري وشقوري وفقوريقال الفراء: كله مضموم الأول. وقال أبو الجراح بالفتح. ويخط أبي الهيثم شقوري، بفتح الشين، والمعنى أخبرته خبري. وسيرد الكلام في شقوري وفقوري من بعد أن شاء الله تعالى.خير سلاح المرء ما وقاهيعني، خير ولد الرجل وأهله ما كفاه ما يحتاج إليه.الخنفساء إذا مست نتنتأي، جاءت بالنتن الكثير. يضرب لمن ينطوي على خبث فيقال: لا تفتشوا عما عنده فإنه يؤذيكم بنتن معايبه. والخنفساء، بفتح الفاء ممدود، هذه الدويبة. والأنثى خنفساة. وقال الأصمعي: لا يقال خنفساء، بالهاء. والخنفس، لغة في الخنفساء والأنثى خنفسة.خذ أخاك بحم إستهالحم، ما أذيب من الألية. أي خذه بأول ما سقط به من الكلام.خواطئاً كأنه نواقرالنواقر، السهام النوافذ في الغرض. يضرب للرجل يخطئ فيكون خطؤه أقرب إلى الصواب من صواب غيره. ونصب خواطئاً على تقدير رمى خواطئ.أخطأت إسته الحفرةيضرب لمن رام شيئاً فلم ينله يروى أن المختار بن عبيد قال وهو بالكوفة والله لأدخلن البصرة لا أرمى دنونها بكثاب ثم لأملكن السند والهند والبند أنا والله صاحب الخضراء والبيضاء والمسجد ينبع منه الماء فلما بلغ هذا القول الحجاج بن يوسف قال أخطأت إست بن عبيد الحفرة أنا والله صاحب ذاك.خضلة تعيبها رصوفالخضلة، المرأة الناعمة التارة. والرصوف، المرأة الصغيرة الفرج. ويقال: الضيقة الفرج حتى لا يكون للذكر فيه مسلك، وهي مثل الرتقاء. والرصف، ضم الشيء بعضه إلى بعض. يعني أن هذه الرصوف المعيوبة تعيب هذه الناعمة. يضرب لمن يعيب الناس وبه عيب.خوق من السام بجيد أوقصالخوق، الحلقة من الذهب أو الفضة. والسام جمع سامة وهي عروق الذهب. والجيد الأوقص، القصير. يضرب للشريف الآباء الدنيء في نفسه.خمر أبي الروقاء لست تسكريضرب للغني الذي لا فضل له على أحد، ولا إحسان إلى إنسان.أخلفك الوزن وسهل لا يرىالوزن، نجم يطلع من مطلع سهيل يشبه سهيلاً في الضوء. وكذلك حضار، مثل قطام، يقال حضار والوزن محلفان. وذلك أن كل واحد منهما يظن أنه سهيل فيحمل كل من رآه على الحلف إنه هو بعينه. وسهل تكبير سهيل. يضرب لمن علق رجاءه برجلين ثم لا يفيان بما أمل.خبراء واد ليس فيها مهلكالخبراء، مكان فيه شجر السدر، وهي مناقع للماء يبقى فيها الصيف. يضرب للكريم يأمن جيرانه سوء الحال وشفف العيش.خطيطة فيها كلاب شغرالخطيطة، الأرض التي لم يصبها مطر بين أرضين ممطورتين. وشغر الكلب، رفع إحدى رجليه من الأرض ليبول. يضرب لقوم وقعوا في بؤس وهم مع ذلك يستطيلون على الناس.خلة أعراب ودين فادحالخلة، المحبة والمحب أيضاً. والدين الفادح، المثقل. يقال: فدحه الدين، إذا أثقله. وخص الأعراب لأنها لقيت الشدة فتكلفك ما لا طاقة لك به. يضربه من يلزمه ما يكره ولا بد له من تحمله.خربان أرض صقرها ملتالخرب، ذكر الحباري والجمع خربان. وألت الصقر، إذا أدخل رأسه تحت ريشه يضرب لقوم يعيشون في أرض غفل صاحبها عنهم.خابرت سعداً في مليط مخدجالمخابرة، المشاركة في المزارعة، ثم تستعار في غيرها. والمليط، ولد الناقة تملطه أي تسقطه. والمخدج، الذي ولد لغير تمام. يضرب للرجلين تنازعا فيما لا يتنازع فيه ولا خير عنده.أخلف بقوة سادهم حقابيقال: خلف الشيء يخلف خلوفاً إذا فسد وتغير، ومنه خلوف فم الصائم. والحقاب، شيء محلى تلبسه المرأة. وأراد، ذات حقاب، يعني امرأة وتقديره ما أفسد أمر قوم ملكتهم امرأة. يضرب للوضيع يملك الشريف.أخطأ نوءكالنوء، النجم يطلع أو يسقط فيمطر. يقال: مطرنا ينوء كذا. يضرب لمن طلب حاحة فلم يقدر عليها.الخيل ميامين |
|||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||
قالوا أن جرير بن عبد الله حين نافره القضاعي أتى بفرس فركبه من قبل وحشيه فقال له القضاعي: إست لم تعود المجمر. فقال جرير: الخليل ميامين. فذهبت مثلاً. خذها من ذي قبل ومن ذي عوضأي فيما يستقبل. وعوض، اسم للدهر المستقبل. والهاء، للخطة. يضرب عند التوعد والتهدد.الخير عادة والشر لجاجةجعل الخير عادة لعود النفس إليه وحرصها على إذا ألفته لطيب ثمره، وحسن أثره. وجعل الشر لجاجة لما فيه من الإعوجاج، ولاجتواء العقل إياه.أخمعي وتيسيالخمع، الظلع. والخامعة، الضبع لأنها تخمع في مشيتها. والخطاب في هذا المثل لها. وتيسي معناه كذبت. وقد مر شرحه في باب التاء. يضرب للمهذار.الخازباز أخصبهذا ذباب يظهر في الربيع فيدل على خصب السنة. قال ابن أحمر يصف روضة:
خير المال عين خرارة في أرض خوارةالخرارة، التي لها خرير، وهو صوت المال. والخوارة، الأرض التي فيها لين وسهولة. يعنون فضل الدخقنة على سائر المعاملات.خير الرزق ما يكفي وخير الذكر الخفيخذ حقك في عفاف وافياً أو غير وافيضرب في القناعة باليسير.خالص المؤمن وخالق الفجرأي، لتخلص مودتك للمؤمن. فأما المنافق والفاجر فجاملهما ولا تهضم دينك. وهذا قريب مما قاله صعصعة بن صوحان لأخيه زيد بن صوحان: إذا لقيت المؤمن فخالصه. وقد مر في الباب الأول.خيره في جوفهأي، أنك تحقر في المنظر وتأتيك أنباؤه بغير ذلك. يضرب لمن تزدريه وهو يجاذبك.خشية خير من واد حباًنصب حباً على التمييز. أي لأن تخشى خير من أن تحب. وهذا مثل قولهم: رهباك خير من رغباك. ومثل قولهم: فرقاً أنفع من حب.خياركم خيركم لأهلهيروى هذا في حديث مرفوع.خذ من فلان العفوأي، ما أمكن وجاء من غير كد فاقبله، وما تعذر عليك فدعه.ما على أفعل من هذا البابأخطب من سحبان وائلوهو رجل من باهلة، وكان من خطبائها وشعرائها وهو الذي يقول:
أخنث من هيتهذا المثل من أمثال أهل المدينة سار على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان حينئذ بالمدينة ثلاثة من المخنثين: هيت، وهرم، وماتع، فسار المثل من بينهم بهيت. وكان المخنثون يدخلون على النساء فلا يحجبون، فكان هيت يدخل على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم متى أراد، فدخل يوماً دار أم سلمة رضي الله تعالى عنها ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندها، فأقبل على أخي أم سلمة عبد الله ابن أبي أمية يقول: إن فتح الله عليكم الطائف فسل أن تنفل بادية بنت غيلان بن سلمة بن معتب الثقفية فإنها مبتلة هيفاء، شموع نجلاء، تناصف وجهها في القسامة، وتجزأ معتدلاً في الوسامة، أن قامت تثنت، وإن قعدت تبنت، وإن تكلمت تغنت، أعلاها قضيب، وأسفلها كثيب، إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإن أدبرت أدبرت بثمان، مع ثغر كالأقحوان، وشي بين فخذيها كالقعب المكفا، كما قال قيس بن الخطيم:
|
|||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||
فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: "ما لك سباك الله? ما كنت أحسبك إلا من غير أولي الإربة من الرجال، فلذا كنت لا أحجبك عن نسائي". ثم أمره بأن يسير إلى خاخ ففعل. ودخل في أثر هذا الحديث بعض الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتأذن لي يا رسول الله في أن أتبعه فأضرب عنقه? فقال: لا، "إنا قد أمرنا أن لا نقتل المصلين". فبلغ خبره المنخنث فقال: ذلك من النازدرين، أي من مخرقي الخبر، وبقي هيت بخاخ إلى أيام عثمان رضي الله عنه. قلت: هذا تمام الحديث، وأما تفسيره فقد فسره أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه فقال: أما قوله، وإن قعدت تبنت. فالتبين تباعد ما بين الفخذين، يقال: تبنت الناقة إذا باعدت ما بين فخذيها عند الحلب. ويقال: تبنت أي صارت كأنها بنيان من عظمها. وقوله، تقبل بأربع يعني بأربع عكن في بطنها. وقوله، وتدبر بثمان يعني أطراف هذه العكن الأربع في جنبيها لكل عكنة طرفان، لأن العكن تحيط بالطرفين والجانبين حتى تلحق بالمتنين من مؤخر المرأة. وقال بثمان وإنما هي عدد للأطراف، واحدها طرف، وهو مذكر لأن هذا كقولهم: هذا الثوب سبع في ثمان، على نية الأشبار، فلما لم يقل في ثمانية أشبار أتى بالتأنيث. وكما يقولون: صمنا من الشهر خمساً. والصوم للأيام دون الليالي فإذا ذكرت الأيام قيل صمنا خمسة أيام. وقوله، تغترق الطرف، أي تشغل عين الناظرين إليها عن النظر إلى غيرها. ويقال: بل معناه أنها ينظر إليها بالطرف كله وهي لا تشعر. وقوله، شف وجهها نزف، أي جهده، يريد أنها عتيقة الوجه دقيقة المحاسن ليست بكثيرة لحم الوجه. والنزف، خروج الدم أي أنها تضرب إلى الصفرة ولا يكون ذلك إلا من النعمة. والشكول، الضروب. والجبلة، الكزة الغليظة. وأما اسم هيت فقد اختلفوا فيه قال بعضهم: هو هنب بالنون والباء. قال الأعرابي: الهنب الفائق الحمق وبه سمي الرجل هنبا. وقال الليث: قد صحف أهل الحديث فقالوا، هيت بالتاء وأظنه صواباً. هذا كلامهم حكيته على الوجه والله أعلم. وأما قولهم: أخنث من دلالفهو أيضاً من مخنثي المدينة، واسمه نافذ، وكنيته أبو يزيد، وهو ممن خصاه ابن حزم الأنصاري أمير المدينة في عهد سليمان بن عبد الملك وذلك أنه أمر ابن حزم عاملة أن أحص لي مخني المدينة، فتشظى قلم الكاتب فوقعت نقطة على ذروة الحاء فصيرتها خاء، فلما ورد الكتاب المدينة ناوله ابن حزم كاتبه فقرأ عليه أخص المخنثين فقال له الأمير: لعله حصي بالحاء. فقال الكاتب: إن على الحاء نقطة مثل تمرة، ويروى مثل سهيل، فتقدم الأمير في إحضارهم ثم خصاهم، وهم طويس، ودلال، ونسيم السحر، ونومة الضحا، وبرد الفؤاد، وظل الشجر. فقال كل واحد منهم عند خصائه كلما سارت عنه. فأما طويس فقال: ما هذا الأختان أعيد علينا? وقال دلال: بل هذا هو الختان الأكبر. وقال نسيم السحر: بالخصاء صرت مخنثاً حقاً. وقال نومة الضحا: بل صرنا نساء حقاً. وقال برد الفؤاد: استرحنا من حمل ميزاب البول. وقال ظل الشجر: ما يصنع بسلاح لا يستعمل? ومر الطبيب الذي خصاهم بابن أبي عتيق فقال له: أنت خاصي دلال أما والله إن كان ليجيد.
أخنث من مصفر إسته |
|||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
هذا مثل من أمثال الأنصار كانوا يكيدون به المهاجرين من بني مخزوم. حكى ذلك ابن جعدبة. وزعم أنهم كانوا يعنون بهذا المثل أبا جهل بن هشام، وقد كان يردع اليتيه بالزعفران لبرص كان هناك، فادعت الأنصار إنه إنما كان يطليها بالزعفران تطيباً لمن كان يعلوه لأنه كان مستوها. قالوا: ولذلك قال فيه عتبة بن ربيعة: سيعلم مصفر إسته إينا ينتفخ سحره. فدفعت بنو مخزوم ذلك وقالت فقد قال قيس بن زهير لأصحابه يوم الهباءة، وهو يريدهم على قص أثر حذيفة بن بدران: حذيفة رجل مخرنفج. ولكأني بالمصفر إسته مستنقعاً في جفر الهباءة. قالوا: فينبغي أن تحكموا على حذيفة أيضاً أنه كان مستوها مثفاراً ولم نر أحداً قط قال ذلك. وقد ضرب أهل مكة المثل قبل الإسلام، في التخنث برجل آخر من مشركي قريش، لا أحب ذكره، وزعموا أنه كان مأبونا، ورووا له هذا الشعر:
أخسر صفقة من شيخ مهومهو، بطن من عبد القيس، واسم هذا الشيخ عبد الله بن بيدرة، ومن حديثه أن إياداً كانت تعير بالفسو وتسب به، فقام رجل من أياد بسوق عكاظ ذات سنة ومعه بردا حبرة ونادى: ألا أني من أياد، فمن الذي يشتري عار الفسو مني ببردي هذين? فقام عبد الله هذا الشيخ العبدي وقال: هاتهما فاتزر بأحدهما وارتدى بالآخر. وأشهد الأيادي عليه أهل القبائل بأنه اشترى من أياد لعبد القيس عار الفسو ببردين فشهدوا عليه وآب إلى أهله فسئل عن البردين فقال: اشتريت لكم بهما عار الدهر. فقال عبد القيس لإياد:
أخيل من واشمة إستهاقال أبو عمر: هي امرأة وشمت فرجها فاختالت على صواحباتها. ويقال: بل هي دغة.أخلف من ولد الحماريعنون البغل لأنه لا يشبه أباه ولا أمه.أخلف من نار الحباحبويقال أيضاً: من نار أبي حباحب. وأخلف من وقود أبي حباحب. ومن حديثه، فيما ذكره ابن الكلبي، إنه كان رجلاً من العرب في سالف الدهر بخيلاً لا توقد له نار بليل، مخافة أن يقتبس منها، فإن أوقدها ثم أبصرها مستضيء أطفأها. فضربت العرب بناره في الخلف المثل. وضربوا به في البخل المثل. وقال غير ابن الكلبي: الحباحب النار التي توريها الخيل بسنابكها من الحجارة. واحتج بقول الله تعالى: فالموريات قدحاً. وقال قائل: الحباحب طائر يطير في الظلام كقدر الذباب له جناح يحمر إذا طار به، يتراءى من البعد وهو تغير رائحته.أخلف من عرقوبهذا من خلف الوعد. وسنذكر قصته في حرف الميم عند قوله: مواعيد عرقوب.أخلف من شرب الكمون |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
لأن الكمون يمني السقي فيقال له: أتشرب الماء? ويقال أيضاً: مواعيد الكمون، كما يقال، مواعيد عرقوب. إلا أن الكمون مفعول لا فاعل كما كان عرقوب في قولهم: مواعيد عرقوب، فاعلا. قال الشاعر:
أخلف من بول الجملهذا من الخلاف، لا من الخلف، لأنه يبول إلى خلف. وقولهم:أخلف من ثيل الجملالثيل، وعاء قضيبه. وقيل ذلك فيه لأنه يخالف في الجهة التي إليها مبال كل حيوان.أخف من فراشةالفراشة، أكبر من الذباب الضخم، فإن أخذتها بيدك صارت بين أصابعك مثل الدقيق. قال الشاعر:
أخف رأساً من الذئبقالوا إن الذئب لا ينام كل نومه لشدة حذره، ومن شقائه بالسهر لا يكاد يخطئه من رماه، وإذا نام فتح إحدى عينيه. قال حميد:
أخف حلماً من عصفورهو أن العرب تضرب المثل بالعصفور لأحلام السخفاء. قال حسان:
أخف حلماً من بعيرهو من قول الشاعر:
أخف نم الجماحهو سهم يلعب به الصبيان لا نصل له يجعلون في رأسه مثل البندقة لئلا يعقر، وربما جعل في طرفه تمر معلوك بقدر عفاص القارورة. وقوس الجماح مثل قوس النداف إلا أنها أصغر، فإذا شب الغلام ترك الجماح وأخذ النبل. وأما قولهم:أخف من يراعةفيجوز أن يراد به الذي يطير بالليل كأنه نار. يقال: هو ذباب. فيكون كقولهم: أخف من فراشة. ويجوز أن يراد به القصبة. والجمع، يراع فيهما.أخفى من الماء تحت الرفةيعني التبنة. قلت: هذا الحرف في كتاب حمزة بتشديد الفاء. وكذلك أورده الجوهري في الصحاح في قولهم: وردت الإبل رفها. والصحيح، أن الرفة من الأسماء المنقوصة، والجمع رفات، مثل قلة وقلات، وثبة وثبات.أخفى مما يخفي الليللأن الليل يستر كل شيء ولذلك قالوا في المثل الآخر: الليل أخفى للويل. وفي مثل آخر: الليل أخفى والنهار أفضح. وأخفى أفعل من قولهم: خفيت الشيء إذا كتمته، أخفيه خفياً، وليس من الإخفاء.أخرق من حمامةلأنها لم تحكم عشها، وذلك أنها ربما جاءت إلى الغصن من الشجرة فتبني عليه عشها في الموضع الذي تذهب به الريح وتجيء. فبيضها أضيع شيء، وما ينكسر منه أكثر مما يسلم. قال عبيد بن الأبرص:
أخرق من ناكثة عزلهاويقال: من ناقضة غزلها. وهي امرأة كانت من قريش يقال لها أم ربطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وهي التي قيل فيها: خرقاء وجدت صوفاً. والتي قال الله عز وجل فيها: "ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً". قال المفسرون: كانت هذه المرأة تغزل وتأمر جواريها أن يغزلن، ثم تنقض، وتأمرهن أن ينقضن ما فتلن وأمررن، فضرب بها المثل في الخرق.أخسر من حمالة الحطبهي أيضاً من قريش. وهي أم جميل، أخت أبي سفيان بن حرب، وامرأة أبي لهب المذكورة في سورة تبت يدا أبي لهب وفيها يقول الشاعر:
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||
أخسر من مغبونمثل مولد. ويقولون في مثل آخر: في إست المغبون عود.أخيب من القابض على الماءهذا مأخوذ من قول الشاعر:
أخيب من حنينقد اختلف النساء فيه وقد ذكرت قول أبي عبيد، وابن السكيت فيه في حرف الراء عند قولهم: رجع بخفي حنين، وأما الشرقي بن القطامي فإنه قال: كان حنين من قريش، وزعم أن أصل المثل أن هاشم بن عبد مناف كان رجلاً كثير التقلب في أحياء العرب للتجارات والوفادات على الملوك، وكان نكحة، فكان أوصى أهله أنه متى أتوا بمولود معه علامته قبلوه، وتصير علامة قبولهم إيتاه أن يكسوه ثياباً ويلبسوه خفا ثم أن هاشماً تزوج في حي من أحياء اليمن، وارتحل عنهم، فولد له غلام فسماه جده، أبو أمه، حنيناً، وحمله إلى قريش مع رجل من أهله فسأل عن رهط هاشم فدل عليهم، فأتاهم بالغلام وقال: إن هذا ابن هاشم. فطالبوه بالعلامة، فلم تكن معه، فلم يقبلوه، فرد الغلام إلى أهله فحين رأوه قالوا: جاء بخف حنين، أي جاء خائباً حين جاء في خف نفسه، أي لو قبل لألبس خف أبيه. وقال غيره: كان حنين رجلاً عبادياً من أهل دومة الكوفة وهي النجف محلة منها وهو الذي يقول:
أخلى من جوف حماروأخرب من جوف حمار. قالوا: هو رجل من عاد. وجوف، واد كان يحله ذو ماء وشجر فخرج بنوه يتصيدون فأصابتهم صاعقة فأهلكتهم فكفر وقال: لا أعبد رباً فعل ذا ببني. ثم دعا قومه إلى الكفر فمن عصاه قتله. فأهلكه الله وأخرب واديه. فضربت العرب به المثل في الخراب والخلاء وقالوا: أخرب من جوف حمار. وأخلى من جوف حمار. وأكثرت الشعراء ذكره في أشعارهم فمن ذلك قول بعضهم:
أخز من ذات النحيينقد ذكرت قصتها في حرف الشين عند قولهم: أشغل نم ذات النحيين.أخنث من طويس |
||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
ويقال: أشأم منن طويس. الطاووس طائر معروف ويصغر على طويس بعد حذف الزيادات وكان طويس هذا من مخنثي المدينة، وكان يسمى طجاوساً، فلما تخنث سمي بطويس، ويكنى بأبي عبد النعيم، وهو أول من غنى في الإسلام بالمدينة ونقر الدف المربع، وكان أخذا طرائق الغناء عن سبي فارس، وذلك أن عمر رضي الله عنه كان صير لهم في كل شهر يومين يستريحون فيهما من المهن، فكان طويس يغشاهم حتى فهم طرائقهم، وكان مألوفاً خليعاً يضحك كل ثكلى حرى. فمن مجانته أنه كان يقول: يا أهل المدينة ما دمت بين أظهركم فتوقعوا خروج الرجل والدابة، وإن مت فأنتم آمنون، فتدبروا ما أقول. إن أمي كانت تمشي بين نساء الأنصار بالنمائم، ولدتني في الليلة التي مات فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفطمتني في اليوم الذي مات فيه أبو بكر، وبلغت الحلم في اليوم الذي مات فيه عمر، وتزوجت في اليوم الذي قتل فيه عثمان، وولد لي في اليوم الذي قتل فيه علي. فمن مثلي? وكان يظهر للناس ما فيه من الآفة غير محتشم منه، ويتحدث به، وقال فيه شعراً وهو:
أخبث من ذئب الخمر، وأخبث من ذئب الغضىقال حمزة: العرب تسمي ضروباً من البهائم بضروب من المراعي تنسبها إليها فيقولون: أرنب الخلة، وضب السحا، وظبي الحلب، وتيس الربلة، وقنفذ برقة، وشيطان الحماطة، وذلك كله على قدر طباع الأمكنة والأغذية العاملة في طباع الحيوان. وفي أسجاع ابنة الخس: أخبث الذئاب ذئب الغضى، وأخبث الأفاعي أفعى الجدب، وأسرع الظباء ظباء الحلب، وأشد الرجال الأعجف، وأجمل النساء الفخمة الأسيلة، وأقبح النساء الجهمة القفرة، وآكل الدواب الرغوث، وأطيب اللحم عوذه، وأغلظ المواطئ الحصا على الصفا، وشر المال ما لا يزكى ولا يذكى، وخير المال مهرة مأمورة أو سكة مأبورة. قال: وعلى هذا المجرى حكاية حكاها ابن الأعرابي عن العرب. زعم أنه قليل للبكرية: ما شجرة أبيك? فقالت: العرفجة، إذا قدحت التهبت وإذا خليت قصبت. وقيل للقيسية: ما شجرة أبيك? فقالت: الخلة، ذليقة الدرة حديدة الجرة. وقيل للتميمية: ما شجرة أبيك? فقالت: الأسليح، رغوة وصريح، وسنام أطريح، تفيئه الريح. وقيل للأسدية: ما شجرة أبيك? فقالت: الشر شر، وطب حشر وغلام أشر. حشر، أي وسخ، ووسخ الوطب من اللبن يدعى حشرا. قلت: قوله، وطب حشر، كذا قرئ على حمزة بالحاء وروي عنه. والصواب جشر بالجيم كذا في التهذيب عن الأزهري، وفي الصحاح عن الجوهري. قال حمزة: والسنام الأطريح المرتفع: يقال طرح القوم بناءهم أي رفعوه وطولوه. والحلب، شجرة حلوة فلذلك ظباؤها أسرع. وأبطأ الظباء ظباء الحمض لأن الحمض مالح.أخون من ذئب |
||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||
ويقولون في مثل آخر: مستودع الذئب أظلم. وفي مثل آخر: من استرعى الذئب ظلم. وقال الشاعر:
أخب من ضبومنه اشتقوا قولهم: فلان خب ضب.أخيل من غرابلأنه يختال في مشيته.أخيل من مذالةيعنون الأمة لأنها تهان وهي تتبختر.أخيل من ثعلب في إسته عهنهقال حمزة: هذا مثل رواه محمد بن حبيب، ولم يفسره، ولا أعرف معناه.أخدع من ضبالتخدع، التواري. والمخدع من هذا أخذ وهو بيت في جوف بيت يتوارى فيه. وقالوا في الضب ذلك لتواريه وطول إقامته في جحره وقلة ظهوره. وقال أبو علي لكذه خدع الضب إنما يكون من شدة حذره، وأما صفة خدعه فإن يعمد بذنبه باب جحره ليضرب به حية أو شيئاً آخر إن جاءه، فيجيء المحترش، فإن كان الضب مجرباً أخرج ذنبه إلى نصف الجحر، فإن دخل عليه شيء ضربه، وإلا بقي في جحره. فهذا هو خدعه.قال الشاعر:
أخطأ من ذبابلأنه يلقي نفسه في لاشيء الحار أو الشيء يلزق به فلا يمكنه التخلص منه.أخطأ من فراشةلأنها تلقي نفسها على النار. قلت: وأخطأ في المثلين من خطئ لا من أخطأ، وهما لغتان. أنشد أبو عبيدة: يا لهف هند إذ خطئن كاهلا.أي أخطأن. أخبط من حاطب ليللأن الذي يحتطب ليلاً يجمع كل شيء مما يحتاج إليه وما لا يحتاج إليه، فلا يدري ما يجمع.أخبط من عشواءهي الناقة التي لا بتصر بالليل فيهي تطأ كل شيء. ويقال في مثل آخر: إن أخا الخلاط أعشى بالليل. قالوا: الخلاط، القتال. وصاحب القتال بالليل لا يدري من يضرب.أخطف من قرلىقالوا أنه طير من بنات الماء صغير الجرم، حديد الغوص، سريع الاختطاف، ولا يرى إلا مرفرفاً على وجه الماء على جانب كطيران الحدأة يهوي بإحدى عينيه إلى قعر الماء طمعاً، ويرفع الأخرى إلى الهواء حذراً، فإن أبصر في الماء ما يستقل بحمله من سمك أو غيره انقض عليه كالسهم المرسل فأخرجه من قعر الماء، وإن أبصر في الهواء جارحاً مر في الأرض. وكما ضربوا به المثل في الاختطاف، كذلك ضربوا به المثل في الحذر والحزم فقالوا: أحذر من قرلى، كما قالوا: أحذر من غراب. وقالوا: أحزم من قرلى، كما قالوا أحزم من حرباء. وفي الأسجاع لابنة الخس: كن حذرا كالقرلى إن رأى خيراً تدلى وإن رأى شراً تولى وقال حمزة: وقد خالف رواة النسب هذا التفسير فقالوا: قرلى هواسم رجل من العرب كان لا يتخلف عن طعام أحد، ولا يترك موضع طمع إلا قصد إليه، وإن صادف في طريق يسلكه خصومة ترك ذلك الطريق ولم يمر به فقالوا فيه: أطمع من قرلى. فهذا ما حكاه النسابون في تفسير هذا المثل. قال حمزة: وأقول أنا، خليق أن يكون هذا الرجل شبه بهذا الطائر وسمي باسمه. وقال الشاعر:
أخشن من الجذيلتصغير جذل، وهي خشبة تغرز في الأرض فتجيء الإبل الجرباء فتحتك بها. ويقولون:أخطب من قس وأبلغ من قسوقد ذكرته في حرف الباء قبل.أخجل من مقموريريدون خجل الانكسار والاهتمام كما قال الأخطل:
أخصب من صبيحة ليلة الظلمة |
||||||||||||||||||||
|
|
||||
وذلك أنه أصابت الناس ليلة ببغداد، إذ ريح جاءت بما لم تأت به قط ريح، وذلك في أيام المهدي فألفي ساجداً وهو يقول: اللهم أحفظنا وفينا نبيك عليه السلام، ولا تشمت بنا أعداءنا من الأمم، وإن كنت يا رب أخذت الناس بذنبي فهذه ناصيتي بيدك، فارحمنا يا أرحم الراحمين. في دعاء كبير حفظ منه هذا. فلما أصبح تصدق بألف ألف درهم وأعتق مائة رقبة وأحج مائة رجل، ففعل مثل ذلك جل قواده وبطانته والخيرون ومن أشبه هؤلاء. فكان الناس بعد ذلك إذا ذكروا الخصب قالوا: أخصب من صبيحة ليلة الظلمة. المولدون"خليفة زحل" يضرب للثقيل."خاط علينا كيسا" "خذ بيدي اليوم آخذ برجلك غداً" أي انفعني بقليل أنفعك بكثير. "خذه بالموت حتى يرضى بالحمى" "خذ من غريم السوء أجره" "خاطر من استغنى برأيه" "خفيف الشفة" للقليل المسألة. "خفيف على القلب" للثقيل. "خصي يسخر من زب مولاه" "خليت عن الجاورس لئلا أحتاج إلى خصومة العصافير" "خذ القليل من اللئيم وذمه" "خليلي إن العسر سوف يفيق" "خصيم الليالي والغواني مظلم" "خذ فيما تكون" "خير البيوع ناجز بناجز" "خير المال ما وجهته وجهه" "خير الأعمال ما كان ديمة" "خذه قبل أن يفرط عليك" "خير الناس للناس خيرهم لنفسه" "خير الناس من فرح للناس بالخير" "خالف هواك ترشد" "الخطوب تارات" "الخرق من الشقة" "الخل حيث لا ماء حامض" "الخيرة فيما يصنع الله" "الخضوع عند الحاجة رجولية" "الخضر معه وتد" يضرب للطائش الجوال "الخوخ أسفل" "الخصي ابن مائة سنة واسته بنت عشرين" "اختم بالطين ما دام رطباً" "الحلم ريحانة ولست بقهرمانة" "أخرج الطمع من قلبك تحل القيد من رجلك" الباب الثامنفيما أوله دالدردب ألما عضه الثقافيقال: درب بالشيء ودردب به، إذا اعتاده وضري به. ودردب أي خضع وذل. والثقاف، خشبة تسوى بها الرماح. يضرب لمن يمتنع مما يراد منه ثم يذل وينقاد.دونه بيض الأنوقالأنوق، الرخمة. وهي تضع بيضها حيث لا يوصل إليه بعداً وخفاء. يضرب للشيء يتعذر وجوده. وقال أيضاً.دونه النجمفيجوز أن يرادبه الجنس، ويجوز أن يراد به الثريا وقد يقال:دونه العيوقهو الكوكب المعروف.دهنت وأحففتيقال: حف رأسه يحف حفوفاً إذا بعد عهده بالدهن. وأحففته أنا. يضرب للرجل يحسن القول في وجهك ويحفر لك من خلفك.أدنى حمارك فازجريأي، اهتمي بأمرك الأقرب ثم تناولي الأبعد.أذركي القويمة لا تأكلها الهويمةالقويمة، تصغير قامة. ويعنى بها الصبي لأنه يقتم كلما أدرك يجعله في فيه، فربما أتى على بعض الهوام كالعقرب وغيرها. والقم والأقتمام الأكل. وأنت القامة أراد الصبية، وصغرها لصغرها، وخصها لضعفها وضعف عقلها. والهويمة، تصغير هامة وهي ما هم ودب. يضرب في حفظ الصبي وغيره. والمراد به إدراك الرجل الجاهل لا يقع في هلكة.أدرك أرباب النعمأي جاء من اهتمام وعناية بالأمر.دون ذا وينفق الحمارزعم الشرقي وغيره أن إنساناً أراد بيع حمال له فقال لمشور: أطرد حماري ولك علي جعل. فلما دخل به السوق قال له المشور: هذا حمارك الذي كنت تصيد عليه الوحش. فقال الرجل: دون ذا وينفق الحمار، أي الزم قولاً دون الذي تقول، أي أقل منه والحمار ينفق الأن دون هذا التنفيق. والواو، للحال. ويروى: دون ذا ينفق الحمار. من غير واو. أي ينفق من غير هذا القول. يضرب عند المبالغة في المدح إذا كان بدونه اكتفاء.دري دبسقال ابن الأعرابي: تقول العرب للسماء إذا أخالت للمطر دري دبس. وقال غيره: دبس اسم شاة. يضرب لمن يكثر الكلام.دمث لنفسك قبل النوم مضطجعاًويروى لجنبك. أي استعد للنوائب قبل حلولها. والتدميث، التليين. والدماثة والدمث اللين. ويروى أن عائشة رضي الله تعالى عنها ذكرت عمر رضي الله تعالى عنه فقالت: كان والله أحوزياً نسيج وحده، قد أعد للأمور أقرانها.دقك بالمنحاز حب القلقلذكرت الأعراب القدم أن القلقل شجيرة خضراء تنهض على ساق، ولها حب كحب اللوبيا حلو طيب يؤكل، والسائمة حريصة عليه. يوضع هذا المثل في الإذلال والحمل عليه.دون ذلك خرط القتاد |
||||
|
|
||||||||||
الخرط، قشرك الورق عن الشجرة اجتذاباً بكفك. والقتاد، شجر له شوك أمثال الإبر. يضرب للأمر دونه مانع. أدركني ولو بأحد المغروينالمغرو، السهم المريش. قال المفضل: كان رجلان من أهل هجر أخوان ركب أحدهما ناقة صعبة، وكانت العرب تحمق أهل هجر، وإن الناقة جالت، ومع الذي لم يركب منهما قوس، واسمه هنين، فناداه الراكب منهما فقال: يا هنين، ويلك أدركني ولو بأحد المغروين، يعني سهمه. فرماه أخوه فصرعه، فذهب قوله مثلاً. يضرب عند الضرورة ونفاد الحيلة.الدم الدم والهدم الهدمجعل الهدم هدماً، محرك الدال، متابعة لقوله الدم الدم. يعني، أني أبايعك على دمي في دمك وهدمي في هدمك. قاله عطاء بن مصعب.ونصب، الدم، على التحذير، أي أحذر سفك دمي فإن دمك وكذلك هدمي هدمك. يضرب عند استجلاب منفعة للوفاق والاتحاد. درت حلوبة المسلمينيعني بذلك فيأهم وخراجهم حين كثرا.أدرها وإن أبتيضرب لمن يلح في طلب الحاجة ويكره المطلوب إليه على قضائها.ده درين سعد القينهذا مثل قد تكلم فيه كثير من العلماء فقال بعضهم: الأصل فيه أن العرب تعتقد أن العجم أهل مكر وخديعة، وكان العجم يخالطونهم، وكانوا يتجرون في الدر، ولا يحسنون العربية فإذا أرادوا أن يعبروا عن العشرة قالوا ده وعن الاثنين قالوا دو فوقع إليهم رجل معه خرزات سود وبيض فلبس عليهم وقال: دو درين. أي نوعان من الدر. أو، ده درين. أي قال عشرة منه بكذا. ففتشوا عنه فوجدوه كاذباً فيما زعم فقالوا: ده درين ثم ضموا إلى هذا اللفظ سعد القين لأنهم عرفوه بالكذب حين قالوا: إذا سمعت بسري القين فإنه مصبح. فجمعوا بين هذين اللفظين في العبارة عن الكذب وثنوا قولهم درين لمزاوجة القين، فإذا أرادوا أن يعبروا عن الباطل تكلموا بهذا. ثم تصرفوا في الكلمة فقالوا: دهدر، ودهدن، ودهدار. وجعلوا كلها أسماء للباطل والكذب. وقال بعضهم: أصل ده در فثنوه عبارة عن تضاعف معنى الباطل والمبالغة فيه، كما جمعوا أسماء الدواهي فقالوا: الأقورين، والفتكرين، والبرحين، إشارة إلى اجتماع الشر فيه ثم غيروا أوله عن ده، بالفتح، إلى ده، بالضم، ليكونوا قد تصرفوا فيه بوجه ما قالوا. وموضع المثل نصب بإضمار أعني أو أبصر. ويجوز أن يكون رفعاً على الابتداء، أي أنت صاحب هذه الفظة، أو مثل من عرف بهذا. وسعد رفع أيضاً على هذا التقدير، أي أنت سعد القين، وحذف التنوين لالتقاء الساكنين. قال أبو زيد في نوادره: يقال للرجل يهزأ منه ده درين وطرطبين. قال أبو الفضل المنذري: وجدت عن أبري الهيثم ده مضمومة، وسعد منصوباً. كأنه يريد يا سعد، مضافاً إلى القين غير معرب كأنه موقوف. قال: تقال هذه الكلمة عند تكذيب الرجل صاحبه. قال أبو الفضل، وقال أبو عبيدة ده درين قال: وإنما تركوا منها نون القين موقوفة ولم ينونوا سعداً في هذا الموضع، ونصبوا ده درين على إضمار فعل ينصبه وهو أعني. قال: وبعضهم يقولون دهدري، يغير نون الاثنين، ومعناه عندهم الباطل. قال الأصمعي: ولا أدري ما أصله. قال أبو عبيد: وأما أبو زياد الكلابي فإنه قال ده دريه بالهاء. هذا ما قالوا فيه. ثم صار الدهدر اسماً لباطل، ثم أبدلوا الراء نوناً فقالوا دهدن ومعناه قول الراجز:
ادفع الشر عنك بعود أو عمودقال بعضهم: إذا أتاك سائلك فلا ترده إلا بعطية قليلة أو كثيرة تقطع بها عنك لسانه فلا يذمك. وقال آخرون: ادفع الشر بما تقدر عليه.دع عنك نهباً صحيح في حجراته |
||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
النهب، المال المنهوب، وكذلك النهبي. والحجرات، النواحي. يضرب لمن ذهب من ماله شيء ثم ذهب بعده ما هو أجل منه. وهذا من بيت امرئ القيس، قاله حين نزل على خالد بن سدوس بن أصمع النبهاني، فأغار عليه باعث بن حويص وذهب بإبله فقال له جاره خالد: أعطني صنائعك ورواحلك حتى أطلب عليها مالك، ففعل، فانطوى عليها. ويقال: بل لحق القوم فقال لهم: أغرتم على جاري يا بني جديلة. فقالوا: والله ما هو لك بجار. قال: بلى! والله ما هذه الإبل التي معكم إلا كالرواحل التي تحتي. قالوا: كذلك؛ فأنزلوه، وذهبوا بها. فقال أمرؤ القيس فيما هجاه به:
دب قملةمثل يضرب للإنسان إذا سمن وحسن حاله.الدال على الخير كفاعلههذا يروى في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال المفضل: أول من قاله اللجيج بن شنيف اليربوعي في قصة طويلة ذكرها في كتابه الفاخر.أدرك أمراً بجنهأي بحدثان عهده وقربه.دع امرءاً وما اختاريضرب لمن لا يقبل وعظك. يقال: دعه واختياره. كما قيل:
دردبه دردبة العلوقوهي التي تمنع ولدها رضاعها. ودردبتها، عطفها ورأمها.دري عقاب بلبن وأشخابأشخاب، جمع شخب، وهو ما امتد من اللبن إذا خرج من الضرع. وعقاب، اسم ناقة. وهذا من أمثال المخنثين، وقد مر في حرف الحاء.إذع إلى طعانك من تدعو إلى جفانكأي استعمل في حويجك كم نحصخ بمعروفك.الدلو تأتي الغرب المزلةالغرب، مخرج الماء من الحوض. يقول: تأتي الدلو على غير وجهتها، وكان يجب أن تأتي الأزاء. وقائل هذا المثل بسطام بن قيس أريه في منامه ليلة قتل في صبيحتها. فقال له نتقيذ: هلا قلت، ثم تعود بادياً مبتلة، فتكسر الطيرة عنك.درب البهم بالرمأي عودها الرعي تدرب به. يضرب في تأديب الرجل ولده.دعني رأساً برأسيضرب لمن طلبت إليه شيئاً فطلب منك مثله. قال الشاعر:
أدنى الجري الخببأي، إذا خببت في الخير فقد جريت فيه. يضرب في الأمر بالمعروف والخير.دع عنك بنيات الطريقأي، عليك بمعظم الأمر ودع الروغان.أدخلوا سواداً في بياضيضرب في التخليط. أي دخمسوا وصنعوا أمراً أرادوا غيره.دعا القوم النقرىأي، الدعوة النقرى، يعني الخاصة. وأصله من نقر الطير إذ لقط من ههنا وههنا، وانتقر الرجل إذا فعل ذلك. يضرب لمن اختص قوماً بإحسانه. قال عمر بن الأهتم.
دافع الأيام بالقروضأي اقرض الدهر وكل قليلاً قليلاً. يضرب في حفظ المال.دون غلبان خرط القتادغليان، اسم فحل. يضرب للمتمنع وكان في النسخ المعتمدة غليان، بالغين المعجمة. وفي شعر أبي العلاء، بالعين غير المعجمة، في قوله:
دع الشر يعبرقاله المأمون لرجل اغتاب رجلاً في مجلسه.دمعة من عوراء غنيمة باردةأي من عين عوراء. يضرب للبخيل يصل إليك منه القليل.دع القطا ينم |
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
يضرب في ترك أمريهم بإمضائه. ذكر أن بعض أصحاب الجيوش أراد الإيقاع بالعدو، فاستطع رأي الذي فوقه في ذلك، فوقع في كتابه: دع القطا ينم. أدبر غريره وأقبل هريرهالغرير، الخلق الحسن. و الهرير، الكراهية. أي ذهب منه ما كان يغر ويعجب، وجاء ما يكره منه من سوء الخلق وغير ذلك. يضرب للشيخ إذا ساء خلقه.دون كل قريبي قربىيضرب لمن يسألك حاجة وقد سألكها من هو أقرب إليك منه.ديكه يلقط الحبويروى: يلتقط الحصا. يضرب للنمام.دل عليه أربهقال أبو عمرو: يقال للرجل الدميم تقتحمه العين، ولا يؤبن بشيء من النجدة والفصل. دل عليه أربه. أي عقله.دعع العوراء تخطأكأي الخصلة القبيحة أو الكلمة الشنعاء. وتخطأك، بالهمز، من قولهم: أردتكم فخطئتكم أي تجاوزتكم. قيل هذا أحكم مثل ضربته العرب.دع المعاجيل لطمل أرجلالمعاجيل، جمع معجل، وهو الطريق المختصر إلى المنازل والمياه كأنه أعجل عن أن يكون مبسوطاً. والطمل، اللص الخبيث. والأرجل، الصلب الرجل الذي لا يكاد يحفى. يضرب في التباعد عن مواضع التهم. أي دعها لأصحابها.دأماء لا يقطع بالأرماثالدأماء، البحر. والرمث، خشبات يضم بعضها إلى بعض ثم تركب في البحر للصيد وغيره. يضرب في الأمر العظيم الذي لا يدركه إلا من له أعوان وعدد تليق به.دهور نبحاً واسته مبتلةالدهورة، نباح الكلب من فرق الأسد ينبح ويضرط ويسلح خوفاً منه. يضرب لمن يتوعد من هو أقوى منه وأمنع.دم سلاغ جبارهذا رجل من عبد القيس له حديث. ولم يذكر حمزة أكثر من هذا.دع الكذب حيث ترى أنه ينفعك فإنه يضرك وعليك بالصدقحيث ترى أنه يضرك فإنه ينفعكيضرب في الحث على لزوم الصدق حتى يصير عادة.دار من رهاًقال أبو الندى: رها قبيلة ورها بلد أيضاً. يضرب لمن تستخبره فيخبرك بما تعرفه.الدين النصيحةالأصل في النصيحة التلفيق بين الناس. من النصح، وهو الخياط. وذلك أن تلفق بين التفاريق. وهذا من حديث يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتمامه، قالوا: لمن يا رسول الله? قال: "لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". قالت العماء: النصيحة لله، أن يخلص العبد العمل لله. والنصيحة لرسوله، أن يصفو قلبه في قبول دعوى النبوة ولا يضمر خلافها. والنصيحة للمسلمين، أن لا يتميزوا عنه في حال من الأحوال. وقيل: النصيحة لأئمة المسلمين أن لا يشق عصاهم ولا يعق فتواهم.دغري لا صفىويروى: دغرا لا صفا. فدغرى، لغة الأزد، ودغرا، لغة غيرهم. والمعنى: أدغروا عليهم، أي احملوا ولا تصافوهم. يضرب في انتهاز الفرصة.دماء الملوك أشفى من الكلبأصل الكلب الشدة، وكلبة الشتاء شدة برده، والكلب الكلب الذي يكلب بحلوم الناس. ويروى: دماء الملوك شفاء الكلب. تزعم العرب أن من كان به كلب من عض الكلب الكلِب، وهو شيء شبيه بالجنون يعتري من عضة ذلك الكلب، ثم إذا سقي دماء الملوك شفي. ودفع بعض أصحاب المعاني هذا فقال: معنى المثل أن دم الكريم هو الثأر المنيم كما قال القائل:
الدهر أبلغ في النكيريعني بالنكير الإنكار والتغيير. يريد أن الدهر يغير ما يأتي عليه.الدهر أطرق مستتبأي مطرق مغض منقاد. قال بشار بن برد:
الدهر أرود مستبدأي لين المعاملة غالب على أمره. وهذا كقول ابن مقبل:
الدهر أنكب لا يلبويروى: أنكث لا يلث. أنكب، من النكبة أي كثير النكبات. والصحيح أن يقال: أنكب من النكب، وهو الميل، يعني أنه عادل عن الاستقامة لا يقيم على وجهة واحدة. وانكث أي كثير النكث والنقض لما أبرم. وألث مثل ألب في المغنى.ما على أفعل من هذا الباب |
||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
أدق من خيط باطلٍفيه قولان: أحدهما، أنه الهباء يكون في ضوء الشمس فيدخل من الكوة في البيت. والثاني، أنه الخيط الذي يخرج من فم العنكبوت، ويسميه الصبيان، مخاط الشيطان. وهذا القول أجود. وقال الجوهري: خيط باطل، ولعاب الشمس، ولعاب الشيطان، واحد. وكان لقب مروان ابن الحكم خيط باطل، وذلك أنه كان طويلاً مضطرباً فلقب به لدقته. وفيه يقول الشاعر:
أدق من الشخبهو ما يخرج من ضرع الشاة كالشعرة من اللبن إذا بدئ بحلبها.أدق من الطحينهذا أفعل من المفعول وهو المدقوق. وما تقدم فمن الدقة. وهذا من قول الشاعر الحطيئة يخاطب أمه:
أدب من ضيونٍالضيون، السنور الذكر. وكان القياس أن يقال، ضين، وهذا من التصحيح الشاذ، وتصغيره ضيين. وبعضهم يقول، ضييون. قال الشاعر:
أدب من قرنبىوهي دويبة شبه الخنفساء. قال الشاعر:
أدنأ من الشسعمن الدناء، هذا إذا همزوه، فإذا تركوا الهمز يقولون: أدنى إلى المرء من شسعه للشيء القريب مننه جداً.أدل من حنيف الحناتمهو رجل من بني تيم اللات من ثعلبة كان دليلاً ماهراً بالدلالة. حكى هذا المثل أبو عبيدة. وكذا يقولون:أدل من حنيف الحناتمهو رجل من بني تيم اللات من ثعلبة كان دليلاً ماهراً بالدلالة. حكى هذا المثل أبو عبيدة. وكذا يقولون:أدل من دعيميص الرملهو اسم رجل كان دليلاً خريتا داهياً يضرب به المثل فيقال: هو دعيميص هذا الأمر. أي عالم به.أدهى من قيس بن زهيرهو سيد عبس. وذكر من دهائه أشياء كثيرة منها أنه مر ببلاد غطفان فرأى ثروة وعديدا، فكره ذلك. فقال له الربيع بن زياد العبسي: أنه يسوءك ما يسر الناس. فقال له: يا ابن أخي أنك لا تدري أن مع الثروة والنعمة التحاسد والتباغض والتخاذل، وأن مع القلة التعاضد والتوازر والتناصر. ومنها قوله لقومه: إياكم وصرعات البغي، وفضحات الغدر، وفلتات المزح. وقوله:: أربعة لا يطاقون، عبد ملك، ونذل شبع، وأمة ورثت، وقبيحة تزوجت، وقوله: المنطق مشهرة، والصمت مسترة، وقوله: ثمرة اللجاجة الحيلة، وثمرة العجلة الندامة، وثمرة العجب البغضة، وثمرة التواني الذلة. وأما قولهم:أدنف من المتمنيفسيأتي ذكره مستقصى في حرف الصاد عند قولهم: أصب من المتمنية.أدم من بعرة وأدم من الوبارةوهي جمع وبر، وهو دويبة مثل الهرة طحلاء اللون لا ذنب لها.المولدون"دعامة العقل الحلم" "دنياك ما أنت فيه" "دخل فضولي النار فقال الحطب رطب" "دل على عاقر اختياره" "دع اللوم إن اللوم عون النوائب" "دواء الدهر الصبر عليه" "دع المراء وإن كنت محقاً" "دعوا قذف المحصنات تسلم لكم الأمهات" "الدراهم أرواح تسيل" "الدابة تساري مقرعة" "الدنيا قنطرة" "الدنيا قروض ومكافآت" "الدرجة أوثق من السلم" يضرب في اختيار ما هو أحوط."الدنيار القصير يسوى دراهم كثيرة" يضرب للشيء يستحقر ونفعه عظم. "الدراهم بالدارهم تكسب" الباب السابعفيما أوله ذالذهب أمس بما فيهأول من قال ذلك ضمضم بن عمرو اليربوعي، وكان هوي امرأة فطلبها بكل حيلة فأبت عليه. وقد كان غر بن ثعلبة بن يربوع يختلف إليها، فاتبع ضمضم أثرهما وقد اجتمعا في مكان واحد، فصار تفي خمر إلى جانبهما يراهما ولا يريانه فقال غر:
ذري بما عندك يا ليغاء |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||
ذري، أي أبيني ذروا من كلامك استدل به على مرادك. والليغاء. تأنيث الأليغ، وهو الذي لا يبين كلامه. يضرب لمن يكتم صاحبه ذات نفسه. ذكرني فوك جماري أهليأصله أن رجلاً خرج يطلب حمارين ضلا له فرأى امرأة متنقبة فأعجبته حتى نسي الحمارين، فلم يزل يطلب إليها حتى سفرت له فإذا هي فوهاء، فحين رأى أسنانها ذكر الحمارين فقال: ذكرني فوك حماري أهلي. وأنشأ يقول:
ذهبوا أيدي سباً وتفرقوا أيدي سباًأي تفرقوا تفرقاً لا اجتماع معه. اخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي ابن أحمد الواحدي، أخبرنا الحاكم أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي، أخبرنا أبو عمرو بن مطر، حدثنا أبو خليفة، حدثنا أبو همام، حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي جناب، عن يحيى بن هانئ، عن فروة بن مسيك قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أخبرني عن سبا أرجل هو أم امرأة? فقال: "هو رجل من العرب ولد عشرة، تيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة، فأما الذين تيامنوا: فالأزد، وكندة، ومذحج، والأشعرون، وأنمار، ومنهم بجيلة. وأما الذين تشاءموا: فعاملة، وغسان، ولخم، وجذام. وهم الذين أرسل عليهم سيل العرم"، وذلك أن الماء كان يأتي أرض سبأ من الشحر وأودية اليمن، فردموا ردماً بين جبلين وحبسوا الماء، وجعلوا في ذلك الردم ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض، فكانوا يسقون من الباب الأعلى ثم من الثاني ثم من الثالث فاخصبوا وكثرت أموالهم، فلما كذبوا رسولهم بعث الله جرذاً نقبت ذلك الردم حتى انتقض فدخل الماء جنتيهم فغرقهما ودفن السيل بيوتهم فذلك قوله تعالى: "فأرسلنا عليهم سيل العرم". والعرم، جمع عرمة، وهي السكر الذي يحبس الماء. وقال ابن الأعرابي: العرم ، السيل الذي لا يطاق. وقال قتادة ومقاتل: العرم اسم وادي سبأ. وأخبرنا الإمام علي بن أحمد الخزاعي، أخبرنا أبو الوليد الأزرقي، حدثنا جدي، حدثنا سعيد ين أحمد الخزاعي، أخبرنا أبو الوليد الأزرقي، حدثنا جدي، حدثنا سعيد بن سالم القداح عن عثمان ابن ساج، عن الكلبي، عن أبي صالح قال: ألفت طريقة الكاهنة إلى عمرو ابن عامر الذي يقال له مزيقياً بن ماء السماء وهو عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد ابن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وكانت قد رأت في كهانتها أن سد مارب سيخرب، وأنه سيأتي سيل العرم فيخرب الجنتين، فباع عمرو بن عامر أمواله وسار هو وقومه حتى انتهوا إلى مكة فأقاموا بمكة وما حولها فأصابتهم الحمى، وكانوا ببلد لا يدرون فيه ما الحمى، فدعوا طريفه فشكوا إليها الذي أصابهم فقالت لهم: قد أصابني الذي تشكون وهو مفرق بيننا. قالوا: فماذا تأمرين? قالت: من كان منكم ذا هم بعيد، وجمل شديد، ومزاد جديد، فليلحق بقصر عمان المشيد. فكانت أزد عمان. ثم قالت: من كان منكم ذا جلد وقسر وصبر على أزمات الدهر فعليه بالأراك من بطن مر. فكانت خزاعة. ثم قالت: من كان منكم يريد الراسيات في الوحل، المطعمات في المحل، فليلحق بيثرب ذات النخل. فكانت الأوس والخزرج. ثم قالت: من كان منكم يريد الخمر والخمير، والملك والتأمير، ويلبس الديباج والحرير، فليلحق ببصرى وغوير، وهما من أرض الشأم. فكان الذين سكنوها آل جفنة من غسان. ثم قالت: من كان منكم يريد الثياب الرقاق، والخيل العتاق، وكنوز الأرزاق، والدم المهراق، فليلحق بأرض العراق. فكان الذين سكنوها آل جذيمة الأبرش، ومن كان بالحيرة، وآل محرق.?اذهبي فلا أنده سربك النده، الزجر. والسرب، المال الراعي. وكان يقال للمرأة في الجاهلية، اذهبي فلا أنده سربك. فكانت تطلق بهذه الفظة. ?الذود إلى الذود إبل قال ابن الأعرابي: الذود لا يوحد، قد يجمع أذواداً، وهو اسم مؤنث يقع على قليل الإبل ولا يقع على كثير، وهو ما بين الثلاث إلى العشر إلى العشرين إلى الثلاثين ولا يجاوز ذلك. يضرب في اجتماع القليل إلى القليل حتى يؤدي إلى الكثير. ??الذئب يأدو للغزاليقال أدوت له أدواً إذا ختلته ونشد:
|
||||||||||
|
|
|||||||||||
ذئب الخمرالخمر، ما واراك من شجر أو حجر أو جرف واد، وإنما يضاف إلى الخمر للزومه إياه. ومثله: ذئب غضا، وقنفذ برقة، وتيس حلب، وهو نبت تعتاده الظباء. ويقال: تيس الربل، وضب السحا، وشيطان الحماطة، وأرنب الخلة.الذئب يكنى أبا جعدةيقال أن الجعدة الرخل، وهي الأنثى من أولاد الضأن، يكنى الذئب بها لأنه يقصدها ويطلبها لضعفها وطيبها. وقيل الجعدة نبت طيب الرائحة ينبت في الربيع ويجف سريعاً، فكذلك الذئب أن شرف بالكنية فإنه يغدر سريعاً، ولا يبقى على حاله واحدة. وقيل: يعني أن الذئب وإن كانت كنيته حسنة فإن فعله قبيح. وقيل أنه لعبيد بن الأبرص قاله حين أراد النعمان بن المنذر قتله. يضرب لمن يبرك باللسان ويريد بك الغوائل. وسئل ابن الزبير عن المتعة فقال: الذئب يكنى أبا جعدة. يعني أنها كنية حسنة للذئب الخبيث، فكذلك المتعة حسنة الاسم قبيحة المعنى. وقيل كني الذئب بأبي جعدة وأبي جعادة لبخله من قولهم فلان جعد اليدين إذا كان بخيلاً.ذهبوا إسراء قنفذأي كان ذهابهم ليلاً كالقنفذ لا يسري إلا ليلاً.الذئب خالياً أسدويروى أشد، أي إذا وجدك خالياً وحدك كان أجرأ عليك. وهذا قوله قاله بعضهم. وأجود من هذا أن يقال الذئب إذا خلا من أعوان من جنسه كان أسداً لأنه يتكل على ما في نفسه وطبعه من الصرامة والقوة فيثب وثبة لا بقيا معها. وهذا أقرب إلى الصواب لأن، خالياً، حال من الذئب لا من غيره، والتقدير: الذئب يشبه الأسد إذا كان خاليا. كما تقول: زيد ضاحكاً قمر. ومعنى التشبيه عامل في الحال قال أبو عبيد: يقول، إذا قدر عليك في هذه الحال فهو أقوى عليك وأجرأ بالظلم، أي في غير هذه الحال، أراد لا تعجز عنه ولا معين له من جنسه. وقال أيضاً: قد يضرب هذا المثل في الدين، ومنه حديث معاذ رضي الله تعالى عنه: عليكم بالجماعة فإن الذئب إنما يصيب من الغنم الشاذه القاصية. قال أبو عبيد: فصار هذا المثل في أمر الدين والدنيا، يضرب لكل متوحد برأيه أو بدينه أو بسفره.ذهب في الأخيب الأذهبوذهب في الخيبة الخيباء، إذا طلب ما لا يجدي ولا يجد عليه طلبه شيئاً، بل يرجع بالخيبة.الذئب مغبوط بذي بطنهويروى: الذئب يغبط بغير بطنه. وذو بطنه، ما في بطنه. ويقال: ذو البطن، اسم للغائط يقال ألقي ذا بطنه، إذا أحدث. قال أبو عبيد: وذلك أنه ليس يظن به أبداً الجوع، إنما يظن به البطنة لأنه يعدو على الناس والماشية. قال الشاعر:
الذئب أدغمقال ابن دريد: تفسير ذلك أن الذئاب دغم، ولغت أو لم تلغ، والدغمة لازمة لها فربما قيل قد ولغ وهو جائع. يضرب لمن يغبط بما لم ينله. والدغمة، السواد. والدغمان من الرجل الأسود.ذهبوا شغر بغر وشذر مذر=وشذر مذر وخذع مذعأي في كل وجه.ذهب دمه درج الرياحويروى: أدراج الرياح، وهي جمع درج، وهي طريقها. يضرب في الدم إذا كان هدراً لا طالب له.ذهبت هيف لأديانهاالهيف، الريح الحارة تهب من ناحية اليمن في الصيف. قال أبو عبيد: واصل الهيف السموم. وقوله لأديانها، جمع دين، وهو العادة، أي لعاداتها، وإنما جمع الأديان لأن الهيف اسم جنس وجاء باللام على معنى إلى، أي رجعت إلى عاداتها، وعادتها أن تجفف كل شيء وتيبسه. يضرب مثلاً عند تفرق كل إنسان لشأنه ويقال: يضرب لكل من لزم عادته ولم يفارقها.ذليل عاذ بقرملةقال الأصمعي: القرملة شجيرة ضعيفة لا ورق لها. قال جرير:
ذكرتني الطعن وكنت ناسياً |
|||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||
قيل أن أصله أن رجلاً حمل على رجل ليقتله، وكان في يد المحمول عليه رمح، فأنساه الدهش والجزع ما في يده فقال له الحامل: ألق الرمح. فقال الآخر: إن معي رمحاً لا أشعر به، ذكرتني الطعن... المثل. وحمل على صاحبه فطعنه حتى قتله أو هزمه. يضرب في تذكر الشيء بغيره. يقال أن الحامل صخر بن معاوية السلمي، والمحمول عليه يزين بن الصعق. وقال المفضل: أول من قاله رهيم بن حزن الهلالي، وكان انتقل بأهله وماله من بلده يريد بلداً آخر، فاعترضه قوم من بني تغلب فعرفوه وهو لا يعرفهم فقالوا له: خل ما معك وانج. قال لهم: دونكم المال ولا تعرضوا للحرم. فقال له بعضهم: إن أردت أن نفعل ذلك فألق رمحك. فقال: وإن معي لرمحاً فشد عليهم فجعل يقتلهم واحداً بعد واحد وهو يرتجز ويقول:
ذقه تغتبطأصله أن قوماً كانوا على شراب وفيهم رجل لا يشرب فطربوا وهو مسبت، فقيل له هذا القول، أي ذق حتى تطرب كما طربنا. يضرب لمن حرم لتوانيه في السعي.ذهب أهل الدثر بالأجرالدثر، كثرة إملال. يقال: مال دثر، ومالان دثر، وأموال دثر، أي كثير. وهذا المثل يروى في الحديث.ذهب في السمهىقال أبو عمرو: أي في الباطل. وجرى فلان السمهي، إذا جرى إلى أمر لا يعرفه. وذهبت إبله السمهى، إذا تفرقت في كل وجه. والسمهى الهواء بين السماء والأرض. والسمهى والسميهي، الكذب والباطل.إذكر غائباً يقتربويروى: أذكر غائباً تره. وقال أبو عبيد: هذا المثل يروى عن عبد الله ابن الزبير أنه ذكر المختار يوماً وسأل عنه والمختار يومئذ بمكة قبل أن يقدم العراق فبينا هو في ذكره إذ طلع المختار فقال ابن الزبير: اذكر غائباً... المثل.ذل لو أجد ناصراًقال المفضل: كان أصله أن الحرث بن أبي شمر الغساني سأل أنس بن أبي الحجير عن بعض الأمر فأخبره، فلطمه الحرث، فغضب أنس وقال: ذل لو أجد ناصراً. ثم لطمه أخرى فقال: لو نهيت الأولى لانتهت الأخرى. فذهبت كلمتاه مثلين. وتقدير المثل: هذا ذل لو أجد ناصراً لما قبلته.ذهب كاسباً فلج بهأي، لج الشر به حتى أهلكه وأوقعه في شر إما غرق أو قتل أو غيرهما.ذهب ماله شعاعمبني على الكسر، مثل قطام، أي متفرقا. قال الشاعر:
ذآنين لا رمث لهاالذؤنون، نبت. والرمث، مرعى من مراعي الإبل من الحمض، وهذا الذؤنون يثبت في الرمث. يضرب للقوم لا قديم لهم، ولا يرجى خير من لا قديم له.ذهب المحلق في نبات طمارالتحليق، الارتفاع في الهواء يقال حلق الطائر. وطمار، المكان المرتفع. قال الأصمعي: يقال انصب عليه من طمار مثل قطام قال الشاعر:
ذهب في ضل بن ألٍإذا ركب رأسه في الباطل. يقال: ذهب في الضلال والألال، والضلال والتلال، إذا ذهب في غير حق.ذليل من يذلله خذامقالوا: خذام كان رجلاً ذليلاً. يضرب للضعيف يقهره من هو أضعف منه.الذليل من تأكله الوبراءقالوا: الوبراء، الرخمة. وهي تحمق وتضعف. وأراد وأبو برهاريشها.ذهب منه الأطيبانيضرب لمن قد أسن . أي لذة النكاج والطعام. قال، نهشل:
ذكر ولا حساسمبني على الكسر مثل قطام وحذام. يضرب للذي يعدو لا يحس أنجازه. ويروى: ولا حساس نصباً على التبرئة. ومنهم من يرفعه ونيون ويجعل لا بمنزلة ليس. ومنهم من يقول ولا حسيس ينصب بغير تنوين. ومنهم من يرفع بتنوين.ذل بعد شماسه اليعفوريضرب لمن انقاد بعد جماحة. واليعفور اسم فرس.أذل الناس معتذر إلى لئيملأن الكريم لا يحوج إلى الاعتذار، ولعل اللئيم لا يقبل العذر.الذئب للضبعأي هو قرنه. يضرب في قريني سوء.ذهبت طولاً وعدمت معقولاً |
||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
يضرب للطويل بلا طائل. ذهبوا تحت كل كوكبيضرب للقوم إذا تفرقوا.ذهبوا في اليهيرأي، في الباطل. اليهير بفعل لأنه ليس في الكلام فعيل، وهو صمغ الطلح. وأنشد أبو عمرو:
داك أحد الأحدينقال ابن الأعرابي: هذا أبلغ المدح. قال: ويقال أحدى الأحد كما تقول واحد لا نظير له. ويقال: فلان واحد الأحدين، وواحد الآحاد. وقولهم: هذا أحدى الأحد. قالوا التأنيث للمبالغة بمعنى الداهية وأنشدوا:
ذهبت في وادي تيه بعد تيهيضرب لمن يسلك سبيل الباطل.ذيبة قف ما لها غميسالفق، ما غلظ من الأرض. والغميس، الوادي فيه شجر ملتف. يضرب لمن جاهر بالعداوة وأظهر المناواة.الذيخ في خلوته مثل الأسدالذيخ، الذكر من الضبع. يضرب لمن يدعي منفرداً ما يعجز عنه إذا طولب به في الجميع. وهذا مثل قولهم: كل مجر في الخلاء يسر.ذباب سيف لحمه الوقائصالوقيصة، المكسورة العنق من الدواب. يضرب لمن له مال وسعة وهو مقتر على عياله، ولمن له قدرة وقوة فهو لا ينازع إلا ضعيفاً ذليلاً.ذيبة معزى وظليم في الخبريقال في جمع الماعز معز ومعيز ومعزى، والألف في معزى للإلحاق بفعلل، مثل هجرع وهبلع ودرهم، وتصغيرها معيز. والخبر، اسم من الاختبار يقول هو في الخبث كالذئب وقع في المعزى وفي الاختبار كالظليم إن قيل له طر قال أنا جمل، وإن قيل له أحمل قال أنا طائر. يضرب للخلوب المكار.ما على أفعل من هذا البابأذل من قيسي بحمصوذلك أن حمص كلها لليمن ليس بها من قيس إلا بيت واحد.أذل من يد في رحميريد الضعف والهوان. وقيل يعني يد الجنين. وقال أبو عبيدة: معناه أن صاحبها يتوقى أن يصيب بيده شيئاً.أذل من بعير سانيةوهو البعير الذي يستقى عليه الماء. قال الطرماح:
أذل من حمار قبانوهو ضرب من الخنافس يكون بين مكة والمدينة. وقال:
أذل من قراد بمنسمقال الفرزدق:
أذل من وتد بقاعلأنه يدق أبداً. وأما قولهم:أذل من حمار مقيدفقد قال فيه الشاعر وفي الوتد:
أذل من فقع بقرقرةلأنه لا يمتنع على من اجتازه. ويقال: بل لأنه يوطأ بالأرجل. والفقع، الكماءة البيضاء والجمع فقعة مثل جبء وجبأة. ويقال: حمام فقيع، إذا كان أبيض. ويشبه الرجل الذليل بالفقع فيقال: هو فقع قرقر، لأن الدواب تنجله بأرجلها. قال النابغة يهجو النعمان بن المنذر:
أذل من السقبان بين الحلائبالسقبان، جمع السقب، وهو ولد البعير الذكر ويقال للأنثى حائل. والحلائب، جمع الحلوبة وهي التي تحلب.أذل من اليعرهو الجدي، أو العناق، يشد على فم الزبية ويغطي رأسه، فإذا سمع السبع صوته جاء في طلبه فوقع في الزبية فأخذ.أذل من النقد |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
قال أهل اللغة: النقد جنس من الغنم، فصار الأرجل، قباح الوجوه، يكون بالبحرين. الواحد نقدة. قال الأصمعي: أجود الصوف صوف النقد. وقال:
أذل ممن بالت عليه الثعالبهذا مثل للشيء يستذل. كما يقال في المثل الآخر: هدمة الثعلب، يعني حجره المهدوم. ويقال في الشر يقع بين القوم وقد كانوا على صلح: بال بينهم الثعلب، وفسا بينهم الظربان، وكسر بينهم رمح، ويبس بينهم الثرى، وخريت بينهم الضبع. قال حميد بن ثور:
أذل من قرملةالقرمل، شجر قصار لا ذرى لها ولا ملجأ ولا ستر. ويقال في مثل آخر: ذليل عاذ بقرملة، أي بشجرة لا تستره ولا تمنعه، أي هو ذليل عاذ بأذل من نفسه.أذل من النعلهذا من قول البعيث:
أذل من البذجيعنون لحمل، والجمع بذجان. وأنشد:
أذل من بيضة البلدهي بيضة تتركها النعامة في فلاة من الأرض فلا ترجع إليها. قال الراعي:
أذكى من الورد ومن المسك الأصهب والعنبر الأشهبأذل من أموي بالكوفة يوم عاشوراءأذل من قمعيعنون هذا الملتزق بأعلى التمر يرمى به فيوطأ بالأرجل.أذل من عيرالعير، الوتد. وإنما قيل ذلك لأنه يشجج رأسه أبداً. ويجوز أن يراد به الحمار.أذل من حواروهو ولد الناقة، ولا يزال يدعى حوار حتى يفصل.أذل من الحذاءلأنه يمتهن في كل شيء عند الوطء. وكذلك يقولون:أذل من الرداء وأذل من الشسعأذل من البساطيعنون هذا الذي يبسط ويفرش فيطؤه كل أحد.المولدون"ذئب في مسك سحلة" "ذئب استنعج" "ذل العزل يضحك من تيه الولاية" "ذنب الكلب يكسبه الطعم وفمه يكسبه الضرب" "ذل من لا سفيه له" "ذدت السباع ثم تفرسني الضباع" "ذهب الحمار يطلب قرنين فعاد مصلوم الأذنين" "ذهب الناس وبقي النسناس" "ذهب عصيري وبقي ثديري" للشيء تذهب منفعته وتبقى كلفته."ذكر الفيل بلاده" "ذممتني على الإساءة فلم رضيت عن نفسك بالمكافأة" قاله علي بن أبي عبيدة. "ذر مشكل القول وإن كان حقاً" "الذل في أذناب البقر" الباب العاشرفيما أوله راءرعى فأقصبيقال: قصب البعير يقصب، إذا امتنع من الشرب. وأقصب الراعي، إذا فعلت إبله ذلك، أي أساء رعيها فامتنعت من الشرب. وليس في قوله رعى ما يدل على الإساءة والتقصير، ولكمن استدل بقوله أقصب على سوء الرعي، وذلك أن الإبل امتنعت من الشرب أما لخلاء أجوافها، وإما لإمتلائها، وهما يدلان على إساءة الرعي. يضرب لمن لا ينصح ولا يبالغ فيما تولى حتى يفسد الأمر.رمتني بدائها وانسلتهذا المثل لإحدى ضرائر رهم بنت الخزرج امرأة سعد بن زيد مناة، رمتها رهم بعيب كان فيها فقالت الضرة: رمتني بدائها... المثل. وقد ذكرت القصة بتمامها في باب الباء في قوله: ابدئيهن بفعال سبيت. يضرب لمن يعير صاحبه بعيب هو فيه.رماه بأقحاف رأسهأي، أسكته بداهية عظيمة أوردها عليه. وإنما قيل بلفظ الجمع لأنهم أرادو رماه به مرة بعد مرة. ويجوز أن يجمع بما حوله إرادة أن كل جزء منه قحف. كما قالوا: غليظ المشافر، وعظيم المناكب. والقحف، اسم لما يعلو الدماغ من الرأس، ولا يرميه به ما لم يزله عن موضعه وينزعه منه، وهذا كناية عن قتله فكأنه بلغ به في الإسكات غاية لا وراء لها وهو القتل، والمقتول لا يتكلم.رماه الله بداء الذئبمعناه أهلكه الله، وذلك أن الذئب لا داء له إلا الموت. ويقال: معناه، رماه الله بالجوع، لأن الذئب أبداً جائع.رماه الله بثالثة الأثافي |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||
قالوا: هي القطعة من الجبل يوضع إلى جنبها حجران وينصب عليها القدر. يضرب لمن رمي بداهية عظيمة. ويضرب لمن لا يبقي من الشر شيئاً، لأن الأثفية ثلاثة أحجار كل حجر مثل رأس الإنسان، فإذا رماه بالثالثة فقد بلغ النهاية. كذا قاله الأزهري. قال البديع الهمذاني:
رمي فلان بحجرهأي، بقرنه الذي هو مثله في الصلابة والصعوبة. جعل الحجر مثلاً للقرن لأن الحجر يختلف باختلاف المرمي، فصغار هذا لصغار ذاك وكباره لكباره. وفي حديث صفين أن معاوية لما بعث عمرو بن العاص حكماً مع أبي موسى، جاء الأحنف بن قيس إلى علي كرم الله وجهه فقال: إنك قد رميت بحجر الأرض، فاجعل معه ابن عباس فإنه لا يشد عقدة إلا حلها. فأراد علي أن يفعل ذلك فأبت اليمامة إلا أن يكون أحد الحكمين منهم، فعند ذلك بعث أبا موسى. ومعناه: أنك رميت بحجر لا نظير له، فهو حجر الأرض في انفراده. كما تقول: فلان رجل الدهر، أي لا نظير له في الرجال.رمي فلان من فلان في الرأسإذا أعرض عنه وساء رأيه حتى لا نظير إليه. قال أبو عبيد: ومنه حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، حين سلم عليه زياد بن حذير فلم يرد عليه، فقال زياد: لقد رميت من أمير المؤمنين في الرأس. وكان ذلك لهيئة رآها عليه فكرهها. وأراد زياد لقد ساء رأي أمير المؤمنين في. فإذا قيل: رمي فلان من فلان في الرأس، كان التقدير، رمي في رأسه منه شيء، أي ألقي في دماغه منه وسوسة حتى ساء رأيه فيه. والألف واللام من قولهم، في الرأس، ينوبان عن الإضافة كقوله:
رهبوت خير من رحموتأي، لأن ترهب خير من أن ترحم. قال المبرد: رهبوني خير من رحموتي. ومثله في الكلام جبروت وجبروتي.رويداً الغزو ينمرقهذه مقالة امرأة كانت تغزو، تسمى رقاش من بني كنانة، فحملت من أسير لها فذكر لها الغزو فقالت: رويد الغزو، أي أمهل الغزو حتى يخرج الولد. يضرب في التمكث وانتظار العاقبة. ذكر المفضل: أن امرأة كانت من طيئ يقال لها رقاش، فكانت تغزو بهم ويتيمنون برأيها، وكانت كاهنة لها حزم ورأي، فأغارت طيئ، وهي عليهم، على أياد بن نزار بن معد، يوم رحى جابر، فظفرت بهم، وغنمت، وسبت، فكان فيمن أصابت من أياد شاب جميل فاتخذته خادماً، فرأت عورته فأعجبها فدعته إلى نفسها، فحملت، فأتيت في إبان الغزو تقول: رويد الغزو ينمرق. فأرسلتها مثلاً. ثم جاؤا لعادتهم فوجدوها نفساء مرضعاً قد ولدت غلاماً فقال شاعرهم:
رويد الشعر يغبالغاب، اللحم البائت، أي دعه حتى تأتي عليه أيام فتنظر كيف خاتمته أيحمد أم يذم. ويجوز أن يراد، دع الشعر يغب، أي يتأخر عن الناس من قولهم: غبت الحمى، إذا تأخرت يوماً، أي لا يتواتر شعرك عليهم فيملوه.رويداً يعلون الجددويروى: يعدون الخبار. الخبار، الأرض الرخوة. والجدد، الصلبة. يضرب مثلاً للرجل يكون به علة فيقال: دعه حتى تذهب علته. قاله قيس يوم داحس، حين قال له حذيفة: سبقتك يا قيس. فقال: أمهل حتى يعدوا الجدد، أي في الجدد. ومن روى، يعلون، كان الجدد مفعولاً. وقد ذكرت هذه القصة بتمامها في باب القاف عند قولهم: قد وقعت بينهم حرب داحس.رويداً يلحق الداريونالداري، رب النعم، سمي بذلك لأنه مقيم في داره فنسب إليها. يضرب في صدق الاهتمام بالأمر، لأن اهتمام صاحب الإبل أصدق من اهتمام الراعي.روغي جعار وانظري أين المفرجعار، اسم للضبع سميت بذلك لكثرة جعرها. وهي مبنية على الكسر مثل قطام. يضرب للجبان الذي لا مفر له مما يخاف.ريح حزاء فالنجاءالحزاء، بفتح الحاء، نبت ذفر يتدخن به للأرواح، يشبه الكرفس، يزعمون أن الجن لا تقرب بيتاً هو قيه. يضرب للأمر يخاف شره فيقال أهرب فإن هذا ريح شر. والنجاء، الإسراع، يمد ولا يقصر إلا في ضرورة الشعر كما قال:
|
||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||
قيل: دخل عمر بن حكيم النهدي على يزيد بن المهلب، وهو في الحبس، فلما رآه قال: يا أبا خالد، ريح حزاء. أي أن هذا تباشير شر، وما يجيء بعد شر منه، فهرب من الغد. ريحهما جنوبيضرب للمتصافيين، فإذا تكدر حالهما قيل: شملت ريحهما. وقال:
أرعي فزارة لأهناك المرتعيضرب لمن يصيب شيئاً ينفس به عليه.رمى فيه بأرواقهيضرب لمن ألقى نفسه في شيء. قال الشاعر:
رأس برأي وزيادة خمسمائةقالوا أول من تكلم به الفرزدق في بعض الحروب، وكان صاحب الجيش، قال: من جاءني برأس فله خمسمائة درهم. فبرز رجل وقتل رجلاً من العدو فأعطاه خمسمائة درهم، ثم برز ثانية فقتل، فبكى أهله عليه فقال الفرزدق: أما ترضون أن يكون رأس برأس وزيادة خمسمائة. فذهب مثلاً.رب قول أشد من صوليضرب عند الكلام يؤثر فيمن يواجه به قال أبو عبيد: وقد يضرب هذا المثل فيما يتقي من العار. وقال أبو الهيثم: أشد في موضع خفض لأنه تابع للقول، وما جاء بعد رب فالنعت تابع له.رب حام لأنفه وهو جادعهيضرب لمن يأنف من شيء ثم يقع في أشد مما حمى منه أنفه.أراك بشر ما أحار مشفرأي، لما رأيت بشرته أغناك ذلك أن تسأل عن أكله. يضرب للرجل ترى له حالاً حسنة أو سيئة. ومعنى أحار، رد ورجع، وهو كناية عن الأكل، يعني ما رد مشفرها إلى بطونها مما أكل. يقال: حارت الغصة، إذا انحدرت إلى الجوف. وأحارها صاحبها، أي حدرها.أراد أن يأكل بيدينيضرب لمن له مكسب من وجه فيشره لوجه آخر فيفوته الأول.رددت يديه في فيهيضرب لمن غظته. ومنه قوله تعالى: فردوا أيديهم في أفواههم.رماه فأشواهالأشواء، أخطاء المقتل، من الشوى. وهو الأطراف. والشوى القوائم. ومنه: سليم النظاعيل الشوي شنج النسا. يضرب لمن يقصد بسوء فيسلم منه.أرجلكم والعزفطقالوا: حديثه أن عامر بن ذهل بن ثعلبة كان أشد من الناس قوة فأسن وأقعد فاستهزأ منه شباب من قومه وضحكوا من ركوبه، فقال: أجل والله، أني لضعيف فأدنوا مني فأحملوني. فدنوا منه ليحملوه، فضم رجلين إلى إبطه ورجلين بين فخذيه، ثم زجر بعيره فنهض بهم مسرعاً وقال: بني أخي، أرجلكم والعرفط. فأرسلها مثلاً. وضمهم حتى كادوا يموتون. يضرب لمن يسخر ممن هو فوقه في المال والقوة وغيرهما.أريها إستها وتريني القمرقال الشرقي بن القطامي: كانت في الجاهلية امرأة أكملت خلقاً وجمالاً، وكانت تزعم أن أحداً لا يقدر على جماعها لقوتها، وكانت بكراً، فخاطرها ابن ألغز الأيادي، وكان واثقاُ بما جماعها لقوتها، وكانت بكراً، فخاطرها ابن ألغز الأيادي، وكان واثقاًُ بما عنده، على أنه إن غلبها أعطته مائة من الإبل وإن غلبته أعطاها مائة من الإبل، فلما واقعها رأت لمحاً باصراً ورهزاً شديداً وأمراً لم تر مثله قط. فقال لها: كيف ترين? قالت طعناً بالركبة يا ابن ألغز. قال: فانظري إليه فيك. قالت: القمر هذا? فقال: أريها إستها وتريني القمر. فأرسلها مثلاً. وظفر بها وأخذ مائة من الإبل. وبعضهم يرويه: أريها السها وتريني القمر. يضرب لمن يغالط فيما لا يخفى.رب أخ لك لم تلده أمك |
||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
يروى هذا المثل للقمان بن عاد، وذلك أنه أقبل ذات يوم فبينا هو يسير إذ أصابه عطش فهجم على مظلة في فنائها امرأة تداعب رجلاً، فاستسقى لقمان فقالت المرأة: اللبن تبغي أم الماء? قال لقمان: أيهما كان ولا عداء. فذهبت كلمته مثلاً. قالت المرأة: أما اللبن فخلفك وأما الماء فأمامك. قال لقمان: المنع كان أوجز. فذهبت مثلاً. قال فبينا هو كذلك إذ نظر إلى صبي في البيت يبكي فلا يكترث له، ويستسقي فلا يسقى. فقال: إن لم يكن لكم في هذا الصبي حاجة دفعتموه إلي فكفلته. فقالت المرأة: ذاك إلى هانئ، وهانئ زوجها. فقال لقمان: وهانئ من العدد. فذهبت كلمته مثلاً. ثم قال لها: من هذا الشاب إلى جنبك فقد علمته ليس ببعلك? قالت: هذا أخي. قال لقمان: رب أخ لم تلده أمك. فذهبت مثلاً. ثم نظر إلى أثر زوجها في فتل الشعر، فعرف في فتله شعر البناء أنه أعسر فقال: ثكلت الأعيسر أمه، لو يعلم العلم لطال غمه. فذهبت مثلاً. فذعرت المرأة من قوله ذعراً شديداً، فعرضت عليه الطعام والشراب فأبى وقال: المبيت على الطوى حتى تنال به كريم المثوى، خير من إتيان ما لا تهوى. فذهبت مثلاً. ثم مضى حتى إذا كان مع العشاء إذا هو برجل يسوق إبله وهو يرتجز ويقول:
رأي الشيخ خير من مشهد الغلامقاله علي رضي الله تعالى عنه في بعض حروبه.أرغو لها حوارها تقروأصله أن الناقة إذا سمعت رغاء حوارها سكنت وهدأت. يضرب في إغاثة الملهوف بقضاء حاجته، أي أعطه حاجته يسكن.رثمت له بوضيمالبوّ، جلد الحوار المحشو تبناً. وأصله أن الناقة إذا ألقت سصقطها فخيف انقطاع لبنها أخذوا جلد حوارها فيحشى ويلطخ بشيء من سلاها فترأمه وتدر عليه. يقال: ناقة راثم ورؤوم إذا رئمت بوها أو ولدها، فإن رئمته ولم تدر عليه فتلك العلوق. وينشد:
أرخت مشافرها للعس والحلبيضرب للرجل يطلب إليك الحاجة فترده فيعاود فتقول: أرخت مشافرها، أي طمع فيها.رمدت الضأن فربق ربق |
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
الترميد، أن تعظم ضروعها، فإذا عظمت لم تلبث الضان أن تضع. وربق، أي هيئ الأرباق، وهي جمع ربق والواجدة ربقة. وهو أن يعمد إلى حبل فيجعل فيه عرا يشد فيها رؤوس أولادها. يضرب لما لا ينتظر وقوعه انتظاراً طويلاً. وفي ضده يقال: رمدت المعزى فرنق رنقالترنيق والترميق، الانتظار. وإنما يقال هذا لأنها تبطئ وإن عظمت ضروعها.إرق على ظلعكيقال: ظلع البعير. يظلع إذا غمز في مشيته. ومعنى المثل: تكلف ما تطيق، لأن الراقي في سلم أو جبل إذا كان ظالعاً فإنه يرفق بنفسه. ويقال: قِ على ظلعك. ومن وقى يقي، أي أبق عليه. يضرب لمن يتوعد فيقال له أقصد بذرعك وأرق على ظلعك، أي على قدر ظلعك، أي لا تجاوز حدك في وعيدك وأبصر نقصك وعجزك عنه. ويقال: أرقأ على ظلعك، بالهمز، أي أصلح أمرك أولاً، من قولهم: رقأت ما بينهم، أي أصلحت. ويقال: معناه كف وأربع وأمسك، من رقأ الدمع يرقأ. قال الكسائي: معنى ذلك كله اسكت على ما فيك من العيب. قال المرار الأسدي:
رب صلف تحت الراعدةالصلف، قلة النزل والخير. والراعدة، السحابة ذات الرعد. يضرب للبخيل مع الوجد والسعة. كذلك قاله أبو عبيد.رب عجلة تهب ريثاًويروى تهب ريثا. قاله أبو زيد. وريثا نصب على الحال في هذه الرواية، أي تهب رائثة فأقيم المصدر مقام الحال. وفي الرواية الأولى نصب على المفعول به. وأول من قال ذلك، فيما يحكي المفضل، مالك ابن عوف بن أبي عمرو بن عوف بن محلم الشيباني، وكان سنان بن مالك ابن أبي عمرو بن عوف بن محلم شام غيما، فأراد أن يرحل بامرأته خماعة بنت عوف بن أبي عمرو. فقال له مالك: أين تظعن يا أخي? قال: أطلب موقع هذه السحابة. قال: لا تفعل فإنه ربما خيلت وليس فيها قطر: وأنا أخاف عليك بعض مقانب العرب. قال: لكني لست أخاف ذلك. فمضى وعرض له مروان القرظ بن زنباع بن حذيفة العبسي فأعجله عنها، وانطلق بها، وجعلها بين بناته وأخواته ولم يكشف لها سترتاً. فقال مالك بن عوف لسنان: ما فعلت بأختي? قال: نفتني عنها الرماح. فقال مالك: رب عجلة تهب ريثاً، ورب فروقة يدعى ليثاً، ورب غيث لم يكن غيثاً. فأرسلها مثلاً. يضرب للرجل يشتد حرصه على حاجة ويخرق فيها حتى تذهب لكها.أرنيها نمرة أركها مطرةالهاء في، أرنيها، راجعة إلى السحابة، أي إذا رأيت دليل الشيء علمت ما يتبعه. يقال: سحاب نمر وأنمر إذا كان على لون النمر. وقوله: مطرة، يجوز أن يكون للأزدواج. ويجوز أن يقال سحاب ماطر ومطر، كما يقال هاطل وهطل.رأى الكوكب ظهراًأي أظلم عليه يومه حتى أبصر النجم نهاراً. كما قال طرفة:
رجعت أدراجيأي، في أدراجي، فحذف، في، وأوصل الفعل، يعني رجعت عودي على بدئي. وكذلك رجع أدراجه، أي طريقه الذي جاء منه. قال الراعي:
أرقب لك صبحاًيقوله الرجل لمن يتوعده فيقول: ستصبح فترى أنك لا تقدر على ما تتوعدني به. ويقال أيضاً للرجل يحدثك بحديث فتكذبه فتقول: أرقب لك صبحاً. أي سيظهر كذبك.رضيت من الغنيمة بالإيابأول من قاله أمرؤ القيس بن حجر في بيت له وهو:
أرخ يديك واسترخ=إن الزناد من مرخيضرب للرجل يطلب الحاجة إلى كريم فيقال له: لا تتشدد في طلب حاجتك فإن صاحبك كريم. والمرخ يكتفي باليسير فمن القدح.رجع بأفوق ناصلالناصل، السهم سقط نصله. والأفوق، الذي انكسر فوقه. يضرب لمن رجع عن مقصده بالخيبة أو بما لا غناء عنده. |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
رموه عن شريانةالشريان، شجر يتخذ منه القسي، أي اجتمعوا عليه ورموه عن قوس واحدة.رماه بنبله الصائبإذا أجاب كلام خصمه بكلام جيد. قال لبيد:
ارجع إن شئت في فوقيأي، عد إلى ما كنت وكنا من التواصل والمؤاخاة. قال الشاعر:
ركب المغمضةأصلها الناقة ذيدت عن الحوض فغمضت عينيها، فحملت على الذائد، فوردت الحوض مغمضة. قال أبو النجم. يرسلها التغميض إن لم ترسل. وقال بعضهم: إياك ومغمضات الأمور. يعني الأمور المشكلة. قال الكميت:
أرطي إن خيرك بالرطيطأرط، أي جلب وصاح. والرطيط، الجلبة والصياح. يريد جلبي وصيحي فإن خيرك لا يأتيك إلا بذاك. يضرب لمن لا يأتيه خيره إلا بمسئلة وكد.رجع بخفي حنينقال أبو عبيد: أصله أن حنيناً كان اسكافاً من أهل الحيرة، فساومه أعرابي بخفين فاختلفا حتى أغضبه فأراد غيظ الأعرابي، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه وطرحه في الطريق، ثم ألقى الآخر في موضع آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا الخلف بخف حنين. ولو كان معه الآخر لأخذته، ومضى، فلما انتهى إلى الآخر ندم على تركه الأول، وقد كمن له حنين، فلما مضى الأعرابي في طلب الأول، عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخفان فقال له قومه: ماذا جئت به من سفرك? فقال: جئتكم بخفي حنين. فذهبت مثلاً. يضرب عند اليأس من الحاجة والرجع بالخيبة. وقال ابن السكيت: حنين كان رجلاً شديداً أدعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران فقال: يا عم، أنا ابن أسد بن هاشم. فقال عبد المطلب: لا وثياب ابن هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع، فرجع. فقالوا: رجع حنين بخفيه. فصار مثلاً.رب نعل شر من الحفاءقال الكسائي: يقال رجل حاف بين الفوة والحفية والحفاية والحفاء، بالمد. وكان الخيل بن أحمد رحمه الله تعالى يساير صاحباً له فانقطع شسع نعله، فمشى حافياً، فخلع الخيل نعله وقال: من الجفاء أن لا أواسيك في الحفاء.رب أكلة تمنع أكلاتيضرب في ذم الحرص على الطعام. قال المفضل: أول من قال ذلك عامر بن الظرب العدواني، وكان من حديثه أنه كان يدفع بالناس في الحج فرآه ملك من ملوك غسان فقال: لا أترك هذا العدواني أو أذله. فلما رجع الملك إلى منزله أرسل إليه: أحب أن تزورني فأحبوك وأكرمك وأتخذك خلاً. فأتاه قومه فقالوا: تفد ويفد معك قومك إليه، فيصيبون في جنبك، ويتجيهون بجاهك. فخرج وأخرج معه نفراً من قومه فلما قدم بلاد الملك أكرمه وأكرم قومه ثم انكشف له رأي الملك فجمع أصحابه وقال: الرأي نائم والهوى يقظان ومن أجل ذلك يغلب الهوى الرأي، عجلت حين عجلتم ولن أعود بعدها، إنا قد توردنا بلاد هذا الملك فلا تسبقوني بريث أمر أقيم عليه ولا بعجلة رأي أخف معه فإن رأبي لكم. فقال قومه له: قد أكرمنا كما ترى وبعد هذا ما هو خير منه. قال: لا تعجلوا فإن لكل عام طعاماً، ورب أكلة تمنع أكلات. فمكثوا أياماً ثم أرسل إليه الملك فتحدث عنده، ثم قال له الملك: قد رأيت أن أجعلك الناظر في أموري. فقال له: أن لي كنز علم لست أعلم إلا به، تركته في الحي مدفوناً، وإن قومي أضناء بي، فاكتب لي سجلاً بجباية الطريق فيرى قومي طمعاً تطيب به أنفسهم، فاستخرج كنزي وأرجع إليك وافراً. فكتب له بما سأل، وجاء إلى أصحابه فقال: ارتحلوا، حتى إذا أدبروا قالوا: لم ير كاليوم وافد قوم أقل ولا أبعد من نوال منك. فقال: مهلاً، فليس على الرزق فوت، وغنم من نجا من الموت، ومن لا يرَ باطناً يعش واهناً. فلما قدم على قومه أقام فلم يعد.ربضك منك وإن كان سماراً |
|||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
يقال لقوت الإنسان الذي يقيمه ويعتمده من اللبن ربض. والسمار، اللبن الممذوق. يقول: منك اهلك وخدمك ومن تأوي إليه وإن كانوا مقصرين. وهذا كقولهم: أنفك منك وإن كان أجدع. رب مكثر مستقل ما في يديهيضرب للرجل الشحيح الشره الذي لا يقنع بما أعطي.أرني غياً أزد فيهيضرب للرجل يتعرض للشر ويوقع نفسه فيه.رأيته بأخي الخيرأي، رأيته بشر. ورأيته بأخي الشر، أي رأيته بخير.ربي سامع عذرتي لم يسمع قفوتيالعذرة، المعذرة. والقفوة، الذنب. يقال: قفوت الرجل، إذا قذفته بفجور صريحاً. وفي الحديث: لأحد إلا في القفو البين. والاسم القفوة. والمثل يقوله الرجل يعتذر من أمر شئتم به إلى الناس، ولو سكت لم يعلم به. ويروى: رب سامع قفوتي ولم يسمع عذرتي. قال الأصمعي: معناه سمع ما أكره من أمري ولم يسمع ما يغسله عني.رهباك خير من رغباكويروى: رهباك خير من رغباك. والضم أجود من: الفتح لأنه فتح إذ مد. يقال: الرغى والرغباء والنعمى والنعماء والبؤسي والبأساء، اللهم إلا أن يقال أرادوا المد فقصروا. وكلاهما مصدر أضيف إلى المفعول. يقول: فرقه منك خير لك من حبه لك. وقيل: لان تعطي على الرهبة منك خير من أن ترغب إليهم. ومثل هذا قولهم: رهبوت خير من رحموت. وقد مر قبل ذلك.رآه الصادر والوارديضرب لكل أمر مشهور يعرفه كل واحد.استراح من لا عقل لهيقال أن أول من قال ذلك عمرو بن العاص لابنه قال: يا بني، وال عادل خير من مطر وابل، وأسد حطوم خير من وال ظلوم، ووال ظلوم خير من فتنة تدوم. يا بني، عثرة الرجل عظم يجبر، وعثرة اللسان لا تبقي ولا تذر، وقد استراح من لا عقل له. قال الراعي:
رب لائم مليموقال بعض المتأخرين: مستراح من لا عقل له. أي، إن الذي يلوم الممسك هو الذي قد ألام في فعله لا الحافظ له. قاله أكثم بن صيفي.رب سامع بخبري لم يسمع عذرييقول: لا أستطيع أن أعلنه لأن في الإعلان أمراً أكرهه، ولست أقدر أن أوسع الناس عذراً. والباء في، بخبري، زائدة.رب رمية من غير رامأي، رب رمية مصيبة حصلت من رام مخطئ، لا أن تكون رمية من غير رام، فإن هذا لا يكون قط. وأول من قال ذلك الحكم بن عبد يغوث المنقري، وكان أرمى أهل زمانه، وآلى يميناً ليذبحن على الغبغب مهاة. ويروى، ليدجن. فحمل قوسه وكنانته فلم يصنع يومه ذلك شيئاً، فرجع كثيباً حزيناً وبات ليلته على ذلك، ثم خرج إلى قومه فقال ما أنتم صانعون? فإني قاتل نفسي أسفاً إن لم أذبحها اليوم ويروى، أدجها. فقال له الحصين بن عبد يغوث، أخوه: يا أخي، دج مكانها عشرتاً من الإبل ولا تقتل نفسك. قال: لا، واللات والعزى لا أظلم عاترة وأترك النافرة. فقال ابنه المطعطم بن الحكم: يا أبت احملني معك أرفدك. فقال له أبوه: وما أحمل من رعش وهل جبان فشل. فضحك الغلام وقال: إن لم تر أوداجها تخالط أمشاجها فاجعلني وداجها. فانطلقا فإذا هما بمهاة، فرماها الحكم فأخطأها، ثم مرت به أخرى فرماها فأخطأها، فقال: يا أبت أعطني القوس. فأعاطاه فرماه فلم يخطئها. فقال أبوه: رب رمية من غير رام.??ركب جناحي نعامةيضرب لمن جد في أمر، إما انهزام وإما غير ذلك.رب ساع لقاعدويروى معه: وآكل غير حامد. يقال أن أول من قاله النابغة الذبياني، وكان وفد إلى النعمان بن المنذر وفود من العرب فيهم رجل من بني عبس، يقال له شقيق، فمات عنده، فلما حبا النعمان الوفود بعث إلى أهل شقيق بمثل حباء الوفد، فقال النابغة حين بلغه ذلك: رب ساع لقاعد. وقال للنعمان:
|
||||||||||||||||
|
|
||||
ويروى: أسلمي أم خالد رب ساع لقاعد. قالوا: إن أول من قال ذلك معاوية بن أبي سفيان، وذلك إنه لما أخذ من الناس البيعة ليزيد ابنه قال له: يا بني، قد صيرتك ولي عهدي بعدي،، وأعطيتك ما تمنيت، فهل بقيت لك حاجة، أو في نفسك أمر تحب أن أفعله? قال يزيد: يا أمير المؤمنين، ما بقيت لي حاجة، ولا في نفسي غصة ولا أمر أحب أن أناله إلا أمر واحد. قال: وما ذاك يا بني? قال: كنت أحب أن أتزوج أم خالد امرأة عبد الله بن عامر بن كريز، فهي غايتي ومنيتي منن الدنيا. فكتب معاوية إلى عبد الله بن عامر فاستقدمه، فلما قدم عليه أكرمه وأنزله أياماً ثم خلا به فأخبره بحال يزيد، ومكانه منه، وإيثاره هواه، وسأله طلاق أم خالد على أن يطعمه فارس خمس سنين، فأجابه إلى ذلك، وكتب عهده، وخلى عبد الله سبيل أم خالد. فكتب معاوية إلى الوليد بن عتبة، وهو عامل المدينة، إن يعلم أم خالد أن عبد الله قد طلقها لتعتد، فلما انقضت عدتها دعا معاوية أبا هريرة فدفع إليه ستين ألفاً وقال له: ارحل إلى المدينة حتى تأتي أم خالد فتخطبها على يزيد، وتعلمها أنه ولي عهد المسلمين، وإنه سخي كريم، وإن مهرها عشرون ألف دينار، وكرامتها عشرون ألف دينار، وهديتها عشرون ألف دينار. فقدمك أبو هريرة المدينة ليلاً فلما أصبح أتى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه الحسن بن علي فسلم عليه وسأله متى قدمت? قال: قدمت البارحة. قال: وما أقدمك? فقص عليه القصة. فقال له الحسن: فاذكرني لها. قال: نعم. ثم مضى فلقيه الحسن ابن علي، وعبيد الله بن العباس رضي الله تعالى عنهم، فسألاه عن مقدمه، فقص عليهما القصة فقالا له: اذكرنا لها. قال: نعم. ثم مضى فلقيه عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن مطيع بن الأسود، فسألوه عن مقدمه فقص عليهم القصة فقالوا: اذكرنا لها. قال: نعم. ثم أقبل حتى دخل عليها فكلمها بما أمر به معاوية ثم قال لها: إن الحسن والحسين، ابني علي، وعبد الله بن جعفر، وعبيد الله بن العباس، وابن الزبير، وابن مطيع سألوني أن أذكرهم لك. قالت: أما همي فالخروج إلى بيت الله والمجاورة له حتى أموت أو تشير علي بغير ذلك. قال أبو هريرة: أما أنا ففلا أختار لك هذا. قالت: فاختر لي. قال: اختاري لنفسك. قالت: لا بل اختر أنت لي. قال لها: أما أنا فقد اخترت لك سيد شباب أهل الجنة. فقالت: قد رضيت بالحسن بن علي. فخرج إليه أبو هريرة فأخبر الحسن بذلك وزوجها منه، وانصرف إلى معاوية بالمال، وقد كان بلغ معاوية قصته، فلما دخل عليه قال له: إنما بعثتك خاطباً ولم أبعثك محتسباً. قال أبو هريرة: إنها استشارتني، والمستشار مؤتمن. فقال معاوية عند ذلك: اسلمي أم خالد، رب ساع لقاعد، وآكل غير حامد. فذهبت مثلاً. رضا الناس غاية لا تدركهذا المثل يروى في كلام أكثم بن صيفي.الرباح مع السماحالرباح، الربح. يعني أن الجود يورث الحمد ويربح المدح.أرها أجلى أني شئتأجلى، مرعى معروف. وهذا من كلام حنيف الحناتم، لما سئل عن أفضل مرعى، وكان من آبل. فقال: كذا وكذا، فعد مواضع. ثم قال بعد هذا: أرها، يعني الإبل، أجلى أني شئت. يعني متى شئت، أي أعرض عليها. ويروى: أرعها أجلى. يضرب مثلاً للشيء بلغ الغاية في الجودة.أركب لكل حال سيساءهالسيساء، ظهر الحمار. ومعناه أصبر على كل حال.راض من المركب بالتعليقأي، أرض من عظيم الأمور بغيرها. يضرب في القناعة بأدراك بعض الحاجة. والمركب، يجوز أن يكون بمعنى الركوب، أي أرض بدل ركوبك بتعليق أمتعتك عليه. ويجوز أن يراد به المركوب، أي أرض منه بأن تتعلق به في عقبتك ونوبتك.أرق على خمرك أو تبينأي، رققها بالماء لئلا تذهب بعقلك، أو تبين فانظر ما تصنع.رب مخطئة من الرامي الذعافأي، رب رمية مخطئة من الرامي القاتل. من قولهم: ذعفه، إذا سقاه الذعاف، وهو السم القاتل. وهذا قريب من قولهم: قد يعثر الجواد.رب شد في الكرزيقال أن فارساً طلبه عدو، وهو على عقوق، فألقت سليلها وعدا السليل مع أمه، فنزل الفارس وحمله في الجوالق فرهقه العدو وقال له: ألق إلي الفلو. وقال هذا القول. يعني أنه ابن منجبين. يضرب لمن يحمد مخبره.رب حثيث مكيثيقال مكث فهو ماكث ومكيث. يضرب لمن أراد العجلة فحصل على البطء. |
||||
|
|
||||||||
رجلاً مستعير أسرع من رجلي مؤديضرب لمن يسرع في الاستعارة ويبطئ فقي الرد.رب شانئة أحفى من أميعني أنها تعني بطلب عيوبك، فعنايتها أشد من عناية الأم، لأن الأم تخفي عيبك فتبقي عليه وهي تظهره فتتهذب بسببها.رب أخ لك لم تلده أمكيعني به الصديق فإنه ربما أربى في الشفقة على الأخ من الأب والأم.رب ريث يعقب فوتاًهذا مثل قولهم: في التأخير آفات. أي ربما أخر أمر فيفوت.رب طلب جر إلى حربأي، ربما طلب المرء ما فيه هلاك ماله. ومثله:رب أمنية جلبت منيةويروى: نتجت منية. ومثلهما:رب طمع أذنى إلى عطبوقريب مما تقدم قولهم:رب نار كي خيلت نار شيءوقال:
ربما كان السكوت جواباًهذا كقولهم: ترك الجواب جواب. قال أبو عبيد: يقال ذلك للرجل الذي يجل خطره عن أن يكلم بشيء فيجاب بترك الجواب.ربما أعلم فأذرأي، ربما أعلم الشيء فأذره لما أعرف من سوء عاقبته.رأى الكواكب مظهراًيقال أظهر إذا دخل في وقت الظهيرة. يضرب لمن دهى فأظلم عليه يومه.رضي من الوفاء باللفاءالوفاء، التوفية. يقال: وفيته حقه توفية ووفاء. واللفاء، الشيء الحقير. يقال: لفاه حقه، إذا بخسه. فاللفاء والوفاء مصدران يقومان مقام التوفية والتلفية. يضرب لمن رضي بالتافه الذي لا قدر له دون التام الوافر.أرسل حكيماً وأوصهأي، إنه وإن كان حكيماً فإنه يحتاج إلى معرفة غرضك. وبضده يقال:أرسل حكيماً ولا توصهأي، هو مستغن بحكمته عن الوصية. قالوا أن هذين المثلين للقمان الحكيم، قالهما لابنه.الرشف أنقعأي، أذهب وأقطع للعطش. والرشف، التأني في الشرب. يضرب في ترك العجلة.الرغب شؤميعني، أن الشره يعود بالبلاء. يقال: رغب رغباً فهو رغيب. والرغيب أيضاً، الواسع الجوف. وأكثر ما يستعمل في ذم كثرة الأكل والحرص عليه.الرفيق قبل الطريقأي، حصل الرفيق أولاً وأخبره فربما لم يكن موافقاً ولا تتمكن من الاستبدال به.الراوية أحد الشاتمينهذا مثل قولهم: سبك من بلغك.ركبت هجاجي فركب هجاجهيقال: ركب فلان هجاج غير مجرى، وهجاج مثل قطام، إذا ركب رأسه. يضرب للرجلين إذا تداريا، أي ركبت باطلي فركب باطله.أرتدت عليه أرعاظ النبليضرب لمن طلب شيئاً فلم يصل إليه.رب فرس دون السابقةيضرب عند الترضية بالقناعة بما دون المنى.ركبت عنز بحدج جملاعنز، امرأة من طسم، سبيت فحملت في هودج يهزأون بها. والتقدير: ركبت عنز جملا مع حدج، أو جملاً سائراً بحدج. وقد ذكرت الكلام فيه في باب الشين عند قوله: شر يوميها وأغواه لها.أرخ عناجه يدالكالعناج، العنج وهو أن تثني بالزمام. والمدالة، المداراة والرفق، أي أرفق به يتابعك، وذلك أن الرجل إذا ركب البعير الصعب وعنجه بالزمام لم يتابعه. ويجوز أن يكون يدالك من الدلو وهو السير الرويد، يقال: دلوت الناقة أي سيرتها سيراً رويداً، وقال:
أرفع باست ممجر ذات ولدالممجر من الشاء التي لا تستطيع أن تنهض بولدها من الهزال. يضرب للرجل العاجز يضيق عليه أمره فلا ستطيع الخروج منه، فيقال لك أعنه.رماه الله بالطلاطلة والحمى المماطلةالطلاطلة، الداء العضال لا دواء له. وقال أبو عمرو: وهو سقوط اللهاة. يضرب هذا لمن دعي عليه، أي رماه الله بالداهية.أرى خالاً ولا أرى مطراالخال، السحاب يرجى من مثله المطر. يضرب للكثير المال لا يصاب منه خير.ركوض في كل عروضالعروض، الناحية. يضرب لمن يمشي بين القوم بالفساد.رجعت خسأ وذماًيضرب لمن يرجع عن مطلوبه خائباً مذموماً. ونصب خسأ وذماً بالواو التي بمعنى مع، أي رجعت مع خسء وذم.رب فرحة تعود ترحةيعني، إن الرجل يولد له الولد فيفرح وعسى أن يعود فرحه إلى ترح لجناية يجنيها، أو ركوب أمر فيه هلاكه.رب جوع مريءيضرب في ترك الظلم، أي لا تظلم أحداً فتتخم.رماني من جول الطويالجول والجال، نواحي البئر من داخل، أي رماني بما هو راجع إليه. |
||||||||
|
|
||||||||||||||||
ركب عود عوداًيعنون السهم والقوس.رب كلمة سلبت نعمةيضرب في اغتنام الصمت.رتوا تحلب الأبكارقال الأموي: رتوت بالدلو أي مددتها مداً رفيقاً. والأبكار، جمع بكر وهي من الإبل الناقة التي ولدت بطناً واحداً. ونصب رتواً على المصدر، أي أرفق رفقاً يلحق الإتباع.رب ملوم لا ذنب لههذا من قول أكثم بن صيفي يقول: قد ظهر للناس منه أمر أنكروه عليه وهم لا يعرفون حجته وعذره فهو يلام عليه. وذكروا أن رجلاً في مجلس الأحنف بن قيس قال: ليس شيء أبغض إلي من التمر والزبد. فقال الأحنف: رب ملوم لا ذنب له.أرض من العشب بالخوصةهذا مثل قولهم: أرض من المركب بالتعليق. والخوصة، واحدة الخوص وهي ورق النخل والعرفج. يقال: أخوصت النخلة وأخوص العرفج إذا تفطر بورق. يضرب في القناعة بالقليل من الكثير.الريع من جوهر البذريقال راع الطعام يريع وأروع يريع إذا صارت له زيادة في العجن والخبز. يضرب للفرع الملائم للأصل.الرفق يمن والخرق شؤماليمن، البركة. والرفق، الغسم من رفق به وهو ضد العنف. والذي في المثل من قولهم رفق الرجل فهو رفيق وهو ضد الخرق من الأخرق. وفي الحديث: ما دخل الرفق شيئاً إلا زانه. أراد به ضد العنف. يضرب في الأمر بالرفق والنهي عن سوء التدبير.الروم إذا لم تغز غزتيعني أن العدو إذا لم يقهر رام القهر، وفي هذا حض على قهر العدو.أريد حباءه ويريد قتليهذا مثل تمثل به أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه حين ضربه ابن ملجم، لعنه الله. وباقي البيت. عذيرك من خليلك من مراد.رب طرف أفصح من لسانهذا مثل قولهم: البغض تبديه لك العينان.رب كلمة تقول لصاحبها دعنييضرب في النهي عن الإكثار مخافة الإهجار. ذكروا أن ملكاً من ملوك حمير خرج متصيداً ومعه نديم له كان يقربه ويكرمه، فأشرف على صخرة ملساء ووقف عليها فقال له النديم: لو أن إنساناً ذبح على هذه الصخرة إلى أن كان يبلغ دمه. فقال الملك: اذبحوه عليها ليرى دمه أين يبلغ? فذبح عليها. فقال الملك: رب كلمة تقول لصاحبها دعني.رب مملول لا يستطاع فراقهرب رأس حصبد لسانالحصيد بمعنى المحصود. يضرب عند الأمر بالسكوت.رب ابن عم ليس بابن عمهذا يحتمل معنيين: أحدهما، أن يكون شكاية من الأقارب، أي رب ابن عم لا ينصرك ولا ينفعك فيكون كأنه ليس بابن عم. والثاني، أن يريد رب إنسان من الأجانب يهتم بشأنك ويستحي من خذلانك فهو ابن عم معنى وإن لم يكن ابن عم نسباً. ومثله في احتمال المعنيين قولهم: رب أخ لك لم تلده أمك.رزمة ولا درةالرزمة، حنين الناقة. والدرة، كثرة اللبن وسيلانه. يضرب لمن يعد ولا يفي.رد الحدر من حيث جاءكأي لا تقبل الضيم وأرم من رماك.ركض ما وجد ميداناًأي، ركض مدة وجدانه المركض. يضرب لمن تعدى حد القصد.رب طمع يهدي إلى طبعالطبع، الدنس. قال الشاعر:
رباعي الإبل لا يرتاع من الجرسهذا مثل تتبذله العامة. والرباعي الذي ألقى رباعيته من الإبل وغيرها، وهي السن التي بين الثنية والناب. يقال رباع مثل ثمان والأنثى رباعية. قال العجاج يصف حماراً وحشياً: رباعياً مرتبعاً أو شوقبا. ويطلق على الغنم في السنة الرابعة، وعلى البقر والحافر في الخامسة، وعلى الخف في السابعة. يضرب لمن لقي الخطوب ومارس الحوادث.ربما أصاب الأعمى رشدهأي، ربما صادف الشيء وفقه من غير طلب منه وقصد. وكثيراً ما يقولون: بما أصاب الأعمى رشده، مكان ربما. قال حسان:
أرينب مقرنفظه على سواء عرفطه |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أرينب، تصغير أرنب وهي تؤنث. والأقرنفاط، الانقباض. ومنه قول الرجل لامرأته وقد شاخا: يا حبذا مقرنفطك إذ أنا لا أفرطك. فقالت: يا حبذا ذباذبك إذ الشباب غالبك. وهذه أرنب هربت من كلب أو صائد فعلت شجرة عرفطة. وسواء الشيء، وسطه. يضرب لمن يتستر بما ليس يستره. رماه الله بأحبى أقوسأي بالداهي. والأجبى الأقوس، الداهية الممارس من الرجال. تقول العرب: قالت الأرنب: لا يدريني، أي لا يختلني، إلا الأحبى الأقوس، الذي يبدرني ولا ييأس. قلت: الأحبى، أفعل من الحبو وهو الصائد الذي يحبو للصيد. والأقوس، المنحني الظهر، وهو من صفة الصائد أيضاً، فصار اسماً للداهية فلذلك نكره. وبعضهم يروي: رماه الله بأحوى، بالواو، كما يقال: رماه الله بأحوى ألوى. هذا من الحي واللي، أي بمن يجمع ويمنع. ومنه، لي الواجد ظلم.رب حمقاء منجبةيقال: أنجب الرجل، إذا كانت أولاده نجباً. وأنجبت المرأة، ولدت نجيباً. قال ابن الأعرابي: أربعة موقى، كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وعجل بن لجيم، ومالك بن زيد مناة بن تميم، وأوس بن تغلب، وكلهم قد أنجب.رمى الكلام على عواهنهإذا لم يبال أصاب أم أخطأ. قلت: أصل هذا التركيب يدل على سهولة ولين وقلة عنان في شيء، ومنه العهين المنفوش. ورجل عاهن، أي كسلان مسترخ. والعواهن، عروق في رحم الناقة. ولعل المثل يكون من هذا، أي أن القائل من غير روية لا يعلم ما عاقبة قوله كما لا يعلم ما في الرحم.ربما أراد الأحمق نفعك فضركيضرب في الرغبة عن مخالطة الجاهل.ركب عرعرهإذا أساء خلقه. وهذا كما يقال: ركب رأسه. وعرعرة الجبل والسنام أعلاه ورأسه.رجع على حافرتهأي، الطريق الذي جاء منه. وأصله من حافر الدابة كأنه رجع على أثر حافره. يضرب للراجع إلى عادته السوء.رفع به رأساًأي، رضي بما سمع وأصاخ له: أنشد ابن الأعرابي في هذا المعنى:
رماه الله بأفعى حاريةالأفعى، حية يقال لمذكرهتا الأفعوان، وهي أفعل قدينون، كما يقال أروى بالتنوين. والحارية، التي نقص جسمها من الكبر. يقال: حري يحري حرياً، وفلان يحري كما يحري القمر، أي ينقص. يقال أن الأفعى الحارية لا تطني، أي لا تبقي لديغها بل تقتل من ساعتها.رماه الله بالصدام والأوق والجذامالصدام، داء يأخذ في رؤوس الدواب. قال الجوهري: هو الصدام بالكسر. وقال الأزهري: بالضم. قلت: وهذا هو القياس، لأن الأدواء على هذا الصيغة وردت مثل الزكام والسعال والجذام والصداع والخراع وغيرها. والأولق، الجنون، وهو فوعل لأنه يقال رجل مؤولق، أي مجنون. قال الشاعر:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||
قال: فحبسه الوالي، وكتب إلى هشام بما فعل، فكتب إليه هشام يأمره بإطلاقه وأمر له بعطاء. رماه الله بليلة لا أخت لهاأي بليلة يموت فيها.رماه الله بدينهيعنون به الموت، لأن الموت دين على كل أحد سيقضيه إذا جاء متقاضيه.رماه الله من كل أكمة بحجريقال هذا في الدعاء على الإنسان.أربط حمارك إنه مستنفريقال: ربط يربط ويربط. واستنفر، بمعنى نفر، ويكون بمعنى انفر. يضرب لمن يؤذي قومه، ومعناه كف فقد عرت في شتم قومك كما يعير الحمار عن مربطه.أرني حسناً أركه سميناًيقولون، قال رجل لرجل: أرني حسناً. فقال: أريكه سميناً. يعني أن الحسن في السمن. وهذا كقولهم: قيل للشحم أين تذهب? قال: أقوم المعوج.رب كلمة أفادت نعمةهذا ضد قولهم: رب كلمتة سلبت نعمة.ربما أصاب الغبي رشدهالغباوة، الحمق. يضرب في التسليم والرضا بالقدر.??رب بعيد لا يفقد بره وقريب لا يؤمن شرهالرفيق جمال وليس بمالوهذا كما قالوا: اشتر الموتان ولا تشتر الحيوان.رب عالم مرغوب عنه وجاهل مستمع منهرب عزيز أذله خرقه وذليل أعزه خلقهرب مؤتمن ظنين ومتهم أمينرب شبعان من النعم غرثان من الكرمارتجنت الزبدةالارتجان، اختلاط الزبدة باللبن، فإذا خلصت للزبدة فقد ذهب الارتجان. يضرب للأمر المشكل لا يهتدي لإصلاحه.رمى بسهمه الأسود والمدمىأصل هذا المثل، أن الجموح أخا بني ظفر بيت بني لحيان فهزم أصحابه وفي كنانته نبل معلم بسواد، فقالت له امرأته: أين النبيل التي كنت ترمي بها? فقال:
رعداً وبرقاً والجهام جافريقال: جفل السحاب وجفر إذا أراق ماءه. ونصب رعداً وبرقاً على المصدر، أي يرعد رعداً ويبرق برقاً. يضرب لمن يتزيا بما ليس فيه.رأيت أرضاً تتظالم معزاهاأي، تتناطح من سمنها وكثرة عيشها. يضرب لقوم كثرت نعمتهم ولذت معيشتهم فهم يبطرونها.أراني غنياً ما كنت سوياًيعني، أن الغني في الصحة. وهذا روي عن أكثم بن صيفي.الرفق بني الحلمأي مثله. وينشد:
ربما دلك على الرأي الظنونقال الفراء: يراد ربما أصاب المتهم في عقله، الضعيف في رأيه شاكله الصواب إذا استشير. والظنون، كل ما لم يوثق به من ماء أو غيره. وقال أبو الهيثم: الظنون من الرجال الذي يظن به الخير فلا يوجد كذلك.أراد ما يحظيني فقال ما يعظينيالاحظاء، أن تجعله ذا حظوة ومنزلة. والعظي، الرمي يقال عظاه يعظيه عظياً. ولقي فلان ما عجاه وما عظاه إذا لقي شدة. ولقاه الله ما عظاه، أي ما ساءه. يضرب للرجل ينصح صاحبه فيخطئ فيقول له ما يغظبه ويسوءه.أروية ترعى بقاع سملقالأروية، الأنثى من الأوعال وهي ترعى في الجبال. والقاع، الأرض المستوية. والسملق والسلق، المطمئن من الأرض. يضرب لمن يرى منه ما لم ير قبل من صلاح أو فساد.أرم فقد أفقته مريشاًيقال أفقت السهم إذا وضعت فوقه في الوتر. يضرب لمن تمكن من طلبته.رحل يعض غارباً مجروحاًالغارب، أعلى السنام. يقال: عضه، وعض به، وعض عليه. يضرب لمن هو في ضيق وضنك فألقى غيره عليه ثقله.رأز لك القنفذ أم جابرالروز، الاختبار. وأم جابر، امرأة كانت دميمة. يقول أن القنفذ اختبر لأجلك هذه المرأة. يعني أنها في حركاتها ودمامتها مثل القنفذ، فقد بين القنفذ لك صفتها. يضرب لمن يدلك تصرفه على ما في قلبه من الضغن.رأس لشور ما يطار نعرتهشور، اسم رجل. والنعرة، ذباب يتعرض للحمير وسائر الدواب فيدخل أنفها. يضرب لمن أصر على جهله فلا يزجره زجر ناصح.أرواح وجرى كلها دبور |
|||||||||||
|
|
||||||||||
يقال: ريح وأرواح ورياح وأرياح، فمن قال أرواح بناه على أصل، ومن قال أرياح بناه على لفظ الريح. ووجرى، موضع بالشأم قريب من أرمينية فيه برد شديد، ويقال أن ريح الشمال فيها لا تفتر. والدبور، ريح تأتي من جانب القبلة وهي أخبث الأرواح، يقال أنها لا تلقح شجراً ولا تنشيء سحاباً. يضرب لمن كله شر. رتوت بالغرب العظيم الأثجلالرتو، الخطو. والغرب، الدلو العظيمة. والأثجل، الواسع. يضرب لمن يحتمل المشاق والأمور العظيمة ناهضاً بها.رماه بسكاتهأي، رماه بما أسكته، يعني بداهية دهياء.رب قول يبقي وسماًقالوا: أن أول من قال ذلك أعرابي، وكان رث الحال فقال له رجل: يا أعرابي، والله ما يسرني أن أبيت لك ضيفاً. قال الأعرابي: فوالله لو بت ضيفاً لي لأصبحت أبطن من أمك قبل أن تلدك بساعة. إنا إذا أخصبنا فنحن آكل للمأدوم، وأعطى للمحروم، ولرب قول يبقي وسماً، قدره منا فعال تحسم ذما. فذهبت من قوله مثلاً.رب زارع لنفسه حاصد سواهقال ابن الكلبي: أول من قال ذلك عامر بن الظرب، وذلك أنه خطب إليه صعصعة بن معاوية ابنته فقال: يا صعصعة، إنك جئت تشتري مني كبدي وأرحم ولدي عندي، منعتنك أو بعتك النكاح خير من الأيمة والحسيب كفؤ الحسيب، والزوج الصالح يعد أباً، وقد أنكحتك خشية أن لا أجد مثلك. ثم أقبل على قومه فقال: يا معشر عدوان أخرجت من بين أظهركم كريمتكم على غير رغبة عنكم، ولكن من خط له شيء جاءه رب زارع لنفسه حاصد سواه، ولولا قسم الحظوظ على غير الحدود ما أدرك الأخر من الأول شيئاً يعيش به، ولكن الذي أرسل الحيا أنبت المرعى ثم قسمه أكلاً لكل فمن بقلة ومن الماء جرعة، إنكن ترون ولا تعلمون، لن يرى ما أصف لكم الأكل ذي قلب واع، ولكل شيء راع، ولكل رزق ساع، أما أكيس وإما أحمق، وما رأيت شيئاً قط إلا سمعت حسه ووجدت مسه، وما رأيت موضعاً إلا مصنوعاً، وما رأيت جائياً إلا داعياً ولا غانماً إلا خائباً ولا نعمة إلا ومعها بؤس، ولو كان يميت الناس الداء لأحياهم الدواء، فهل لكم في العلم العليم? قيل: ما هو? قد قلت فأصبت، وأخبرت فصدقت. فقال: أموراً شتى وشيئاً شياً، حتى يرجع الميت حياً، ويعود لا شيء شيا، ولذلك خلقت الأرض والسماء. فتولوا عنه راجعين فقال: ويلها نصيحة ول كان من يقبلها.أرقب البيت من راقبهأي، احفظ بيتك من حافظه وانظر من تخلف فيه. وأصله أن رجلاً خلف عبده في بيته فرجع وقد ذهب العبد بجميع أمتعته فقال هذا. فذهب مثلاً.رب جزة على شاة سوءالجزة، ما يجز من الصوف. يضرب للبخيل المستغني.رب مستغزر مستبكيءيقال: استغزرته، أي وجدته غزيراً، وهو الكثير اللبن. واستبكاؤه، أي وجدته بكياً وهو القليل اللبن. يضرب لمن استقل إحسانك إليه وإن كان كثيراً.رجع على قرواهأي، على عادته، وهو فعلى من قروته أي تتبعته. يضرب لمن يرجع إلى طبعه وخلقه.رب عين أتم من لسانهذا كقولهم: جلى محب نظره. وكقولهم: شاهد الحظ أصدق.رب حال أفصح من لسانهذا كما قيل: لسان الحال أبين من لسان المقال.رحم الله من أهدى إلي عيوبيقاله عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى.رزق الله لأكدكأي لا ينفعك كدك إذا لم يقدر لك. قال الأصمعي: أي أتاك الأمر من الله لا من أسباب الناس. وهذا كما قال الشاعر:
رمي فلان بريشه على غار بهيضرب لمن خلي ومراده لا ينازعه فيه أحد. وهذا يروى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ليزيد بن الأصم الهلالي، ابن أخت ميمونة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم: ذهبت والله ميمونة ورمي بريشك على غاربك قلت: يمكن أن يكون هذا من قولهم أعطاه مائة بريشها. قال أبو عبيدة: كانت الملوك إذا حبوا حباء جعلوا في أسنمة الإبل ريش نعام ليعرف أنها حباء الملك وإن حكم ملكه ارتفع عنها. فكذلك هذا المخلى ورأيه ارتفع عنه حكم غيره. والرواية الصحيحة في هذا المثل: رمي فلان برسنه على غاربه وعلى هذه الرواية لا حاجة لنا إلى شرحه وتفسيره.رب يؤدب عبده |
||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||
قال سعد بن مالك الكناني للنعمان بن المنذر، وقد ذكرت قصته في الباب الأول عند قولهم: أن العصا قرعت لذي الحلم. رأيه دون الحداب يحصرالحداب، جمع حدب وهو ما ارتفع من الأرض. وحصر، إذا ضاق وعجز. يضرب لمن استبهم عليه رأيه عند صغار الأمور فكيف عند عظامها إذا عرته وهجمت عليه.ما على أفعل من هذا البابأروى من النعامةلأنها لا تريد الماء فإن رأته شربته عبثاً.أروى من ضبلأنه لا يشرب الماء أصلاً، وذلك أنه إذا عطش استقبل الريح ففتح لها فاه فيكون في ذلك ريه. والعرب تقول في الشيء الممتنع: لا يكون كذا حتى يرد الضب. ولا أفعل ذلك حتى يحن الضب في أثر الإبل الصادر. وهذا ما لا يكون.أروى من حيةلأنها تكون في القفار فلا تشرب الماء ولا تريده. وكذلك:أروى من النمللأنها تكون أيضاً في الفلوات.أروى من الحوتويقال أيضاً: أظمأ من الحوت. وسيرد في باب الظاء.أروى من بكر هينقةهو يزيد بن ثروان، وهو الذي يحمق، وكان بكره يصدر عن الماء مع الصادر وقد روى ثم يرد مع الوارد قبل أن يصل إلى الكلا.أروى من معجل أسعدهذا كان رجلاً أحمق وقع في غدير فجعل ينادي ابن عم له يقال له أسعد فيقول: ويلك، ناولني شيئاً أشرب به الماء. ويصيح بذلك حتى غرق. وقال الأصمعي في كتابه في الأمثال: أروى من معجل أسعد، مشدداً. وقال: المعجل، الذي يجلب الإبل جلبة ثم يحدرها إلى أهل الماء قبل أن ترد الإبل، ففسر هذه اللفظة ولم يذكر قصة للممثل. وأسعد على هذا التأويل قبيلة.أرجل من خفيعنون به خف البعير والجمع أخفاف وخفاف وهي قوائمه.أرمى من ابن تقنهو رجل من عاد كان أرمى من تعاطي الرمي في زمانه. وقال: يرمي بها أرمى من ابن تقن.أرسح من ضفدعقال حمزة، في تفسيره حديث من أحاديث الأعراب: زعمت الأعراب في خرافاتها أن الضفدع كان ذا ذنب فسلبه الضب ذنبه. قالوا: وكان سبب ذلك أن الضب خاصم الضفدع في الظمأ أيهما أصبر، وكان الضب ممسوح الذنب، فخرجا في الكلا فصبر الضب يوماً فناداه الضفدع: يا ضب ورداً ورداً.فقال الضب:
أرسب من حجارةالرسوب، ضد الطفو، أثبت تحت الماء.أرق من رقراق السرابوهو ما تلألأ منه. وكل شيء له تلألؤ فهو رقراق.أرجل من حافريعنون به الرجلة، وهي القوة على المشي راجلاً. يقال: رجل رجيل، وامرأة رجيلة، إذا كانا قويين على المشي. قال الشاعر:
أرق من غرقيء البيضومن سحا البيض. الغرقي، القشرة الرقيقة داخل البيض. وسحا كل شيء قشرة وهو مقصور وفي كتاب حمزة ممدود. والصحيح أنه يفتح ويقصر، وسحاء الكتاب يمد ويكسر.أرق من النسيمومن الهواء، ومن الاء، ومن دمع الغمام، ودمع المستهامن ومن دمعة شيعية، وهذا من قول الشاعر:
أرق من رداء الشجاعقالوا: الشجاعن ضرب نم الحيات. ورداؤه قشره. ويقال أيضاً: أرق من ريق النحل، وهو لعابه. ومن دين القرامطة.أرخص من الزبلومن التراب، ومن التمر بالبصرة، ومن قاضي مني، وذلك أنه يصلي بهم ويقضي لهم ويغرم زيت مسجدهم من عنده.أرزن من النضاريعني الذهب.أرمى من أخذ بأفواق النبلأرفع من السماءأروغ من ثعالة ومن ذنب ثعلبقال طرفة:
أروح من اليأسهذا كما قيل: اليأس أحدى الراحتين.أرعن من هواء البصرة |
|||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
الرعن، الاسترخاء والاضطراب وقال: ورحلوها رحلة فيها رعن. وإنما وصفوا هواءها بذلك لاضطراب فيه، وسرعة تغيره. وأما قولهم: البصرة الرعناء. كما قال الفرزدق:
المولدون"رأسه في القبلة واسته في الخربة" يضرب لمن يدعي الخير وهو عنه بمعزل."رأس في السماء واست في الماء" "رأس كلب أحب إليه من ذنب أسد" "رأس المال أحد الربحين" "رأس الدين المعرفة" "رأس الخطايا الحرص والغضب" "رأس الجهل الاغترار" "ركوب الخنافس ولا المشي على الطنافس" "رضي الخصمان وأبي القاضي" "رد من طه إلى بسم الله" يضرب للرفيع يتضع. "ريح ولكنه مليح" "ريح في القفص" يضرب للباطل. "رقيق الحافر" للمتهم. "رقص في زورقه" إذا سخر به وهو لا يشعر. "ريق العذول سم قاتل" "رب مزح في غوره جد" "رب صديق يؤتى من جهله لا من حسن نيته" "رب صبابة غرست من لحظة" "رب حرب شبت من لفظة" "رب واثق خجل" "رب ضنك أفضى إلى ساحة وتعب إلى راحة" "ربما شرق شارب الماء قبل ريه" "ربما أصحب الحرون" "ربما غلا لاشيء الرخيص" "ربما اتسع الأمر الذي ضاق" "ربما صحت الأجسام بالعلل" "رب سكوت أبلغ من كلام" "رب عطب تحت طلب" "رب مستعجل لأذية ومستقبل لمنية" "رب صباح لامرئ لم يمسه" "رد الطرف من الظرف" "ب كلمة لبلست عليها أذني مخافة أن أقرع لها سني" "الرأس صومعة الحواس" "الرديء لا يساوي حمولته" "الرديء رديء كلما جلوته صدي" "أردى الدواب يبقى على الآري" وقال الشاعر:
الباب الحادي عشرفيما أوله زايزينب سترةقالوا: هي زينب بنت عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن المخزومي، وكانت عجوزاً كبيرة ولها جوار مغنيات، وكان ابن زهيمة المدني الشاعر، واسمه محمد مولى خالد بن أسيد، يتعشق بعض جواريها ويشبب بها، ويغنيه يونس الكاتب ويلقيه على جواريها فيسر بذلك ويصلها ويكسوها فمن قوله فيها:
زمان أربت بالكلاب الثعالبيقال: أرب به إذا ألفه ولزمه. ومنه مرب الغبل حيث لزمته. يعني أشتد الزمان فسمن الكلب من أكل الجيف فلم يتعرض للثعلب. يضرب لمن يوالي عدوه لسبب ما.زين في عين والد ولديضرب في عجدب الرجل برهطه وعترته. يورى عن عمر بن عبد العزيز إنه قيل له: لو بايعت لابنك عبد الملك مع فضله وشأنه وورعه. فقال: لولا أني أخشى أن يكون زين في عيني منه ما يزين للوالد من ولده لفعلت. ثم توفي عبد الملك قبل عمر رحمهما الله. قال الأصمعي: مر بأعرابي ينشد ابناً له فقيل له: لو قلت هذا لدللناك عليه. قال: فأنشدنا:
زندان في مرقعةقال أبو عبيد: نرى المرقعة كنانة أو خريطة قد رقعت. يضرب للرجل المحتقر لا يغني شيئاً. وهذا كما قال عند تقليل الشيء: ليس في جفيره غير زندين.زندان في وعاءوهذا أيضاً يوضع موضع الدناءة والخسة. يضرب للضعيفين يجتمعان.أزلأم المعيدي ونفر |
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
وأصله، أن مياد بن حن بن ربيعة بن حرام العذري، من قضاعة، نافر رجلاً من أهل اليمن إلى حكم عكاظ، فأقبل مياد بن حن على فرسه وعليه سلاحه فقال: أنا مياد بن حن، أنا ابن حباس الظعن. وأقبل اليماني عليه حلة يمانية فقال: مياد أحكم بيننا أيها الحكم. فقال الحكم: أزلأم المعيدي ونفر. فأرسهلا مثلاً. وقضى لمياد على صاحبه. وأزلأم، ارتفع يقال أزلأم النهار إذا ارتفع. يضرب في فوز أحد الخصمين. زاحم بعود أودغأي، لا تستعن إلا بأهل السن والتجربة في الأمور. وأراد زاحم بكذا أودع المزاحمة، فحذف للعلم به.زف رألهالرأل، ولد النعام. وزف، معناه أسرع. يضرب للطائش الحلم، ولمن استخفه الفزع أيضاً.زوج من عود خير من قعودهذا المثل لبعض نساء الأعراب. قال المبرد: حدثني علي بن عبد الله عن ابن عائشة قال: كان ذو الأصبع العدواني رجلاً غيوراً وله بنات أربع، وكان لا يزوجهن غيرة، فاستمع عليهن يوماً وقد خلون يتحدثن فقالت قائلة منهن: لتقل كل واحدة منا ما في نفسها، ولنصدق جميعاً. فقالت كبراهن:
زلت به نعلهيضرب لمن نكب وزالت نعمته. قال زهير بن أبي سلمى:
زادك الله رعالة كلما ازددت مثالةالرعالة، الحماقة، رجل أرعل وامرأة رعلاء. والمثالة، مصدر الرجل إذا صار أفضل من غيره. يضرب لمن يزداد حمقه إذا ازداد ماله وحسن حاله.زر غباً تزدد حباًقال المفضل: أول من قال ذلك معاذ بن صرم الخزاعي، وكانت أمه من عك، وكان فارس خزاعة، وكان يكثر زيارة أخواله. قال: فاستعار منهم فرساً وأتى قومه فقال له رجل يقال له جحيش بن سودة، وكان له عدو: أتسابقني على أن من سبق صاحبه أخذ فرسه. فسابقه فسبق معاذ وأخذ فرس جحيش وأراد أن يغتظه فطعن أيطل الفرس بالسيف فسقط فقال جحيش: لا أم لك قتلت فرساً خيراً منك ومن والديك. فرفع معاذ السيف فضرب مفرقه فقتله، صم لحق بأخواله وبلغ الحي ما صنع، فركب أخ لجحيش وابن عم له فلحقاه فشد على أحدهما فطعنه فقتله، وشد على الأخر فضربه بالسيف فقتله وقال في ذلك: |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
زند متينكلمة تقال للرجل يذم. والزند، الضيق الخلق. والمتين، البخيل الشديد.أزور أحمائي ليعرفونيوذلك إن امرأة خرجت إلى أحمائها في أسبوعها، فأنبت على خروجها فقالت هذا القول كأنها تهددتهم وتهزأت بهم. يضرب لمن حذر فلم يحذر.ازددت رغماً ولم تدرك وغماًالرغم، الغبط. والوغم، الحقد والثأر. يضرب في الخيبة عن الأمل.زدهم أعنزاًزعم أبو عمرو أن كعب بن ربيعة اشترى لأخيه كلاب بن ربيعة بقرة بأربعة أعنز، فركبها كلاب وألجمها من قبل إستها، وحول وجهه إليها، ثم أجراها فأعجبه عدوها فالتفت إلى أخيه وقال: زدهم أعنزاً. فذهبت مثلاً حين أمر بالزيادة بعد البيع. يضرب للأحمق.زعمت أن العير لا يقاتليضرب لمن يظهر منه البأس والنجدة ولم يكن يرى أن ذلك عنده.زيل زويله وزوالهيضرب لمن أصابه أمر فأقلقه. ويقال: زال الله زواله من زلت الشيء أزيله زيلاً، أي أزلته وفرقته. وكذلك أزال الله زواله إذا دعي عليه بالهلاك. ويقال أيضاً: زيل زويله وزواله. قال ذو الرمة يصف بيض نعامة:
زمامها لدودهايضرب للرجل والمرأة إذا كان لهما من يزجرهما عن القبيح. قاله أبو عمرو.زدها على حبل نيكاًيضرب للرجل الشره. وأصله أن امرأة حملت فرأت أيور حمير فقالت: أروني ذاك. ثم قالت: أروني ذاك. قيل لها: إن الحمير لا تنكح على الحبل، وإن زوجك سيزيدك على حبلك نيكاً. وليس شيء من الذكر يأتي الأنثى بعد حبلها إلا الرجل.زال سرجهم عن المعدأي، تغيرت أحوالهم. والمعد، ما تحت رجل الفارس من جنب الفرس.الزيادة في الحد نقصان من المحدوديضرب في النهي عن الإفراط في المدح.الزيت في العجين لا يضيعيضرب لمن يحسن إلى أقاربه.زقه زق الحمامة فرخهايضرب لمن يربي قريبه غير مقصر في الشفقة عليه.الأزواج ثلاثةزوج بهر أي يبهر العيون بحسنه وزوج دهر أي يجعل عدة للدهر ونوائبه وزوج مهر أي ليس منه إلا المهر يؤخذ منه.زند كبا وبنان أجذميضرب لمن لا يرتجي خيره بحال. يقال كبا الزند إذا لم تخرج ناره. والأجذم. المقطوع اليد. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
زلنا وزال الدهر في براديقال: البراد، الضعف يبقى بعد ذهاب المرض. يريد ما زلنا وما زال في الدهر ضعف من العيش. فحذف، ما، مثل بيت الحماسة:
أزمولة في الملق الممنعالأزمولة، الوعل المصوت. والملق، جمع ملقة وهي الحجر الأملس. يضرب للضعيف أجاره القوي.زلة العالم يضرب بها الطبل وزلة الجاهل يخفيها الجهلزيادة الكرشيضرب لمن لا خير فيه ولا يصلح لشيء. ومثله:زوائد الأديموهي أكارعهه التي تطرح.زلة الرأي تنسي زلة القدمأزهد الناس في العالم جيرانهيضرب في السقطة تحصل من العاقل الحازم. هذا كقولهم: مثل العالم مثل الحمة. وقد أوردته في الميم.ما على أفعل من هذا البابأزكن من إياسهو غياس بن معاوية بن قرة المزني، كان قاضياً فائقاً زكناً تولى قضاء البصرة سنة لعمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى، فمن نوادر زكنه أنه سمع نباح كلب لم يره فقال: هذا نباح كلب مربوط على شفير بئر. فنظروا فكان كما قال، فقيل له في ذلك فقال: سمعت عند نباحه دوياً من مكان واحد، ثم سمعت بعده صدى يجيبه فعلمت أنه عند بئر. ومن نوادر زكنه أيضاً أنه رأى أثر اعتلاف بعير فقال: هذا بعير أعور. فنظروا فكان كما قال. فقيل له: من أين قلت ذاك? فقال: لأني وجدت اعتلافه من جهة واحدة. قالوا: ومن نوادر زكنه أنه رأى قوماً يأكلون تمراً ويلقون النوى متفرقاً، فرأى الذباب يجتمعن في موضع من التمر ولا يقربن موضعاً آخر فقال إياس: إن في هذا الموضع حية. فنظروا فوجدوا الأمر كما قال. فقيل له: من أين علمت? قال: رأيت الذباب لا يقربن هذا الموضع فقلت تجدن ريح سم فقلت حية. ونظر إلى ديك ينقر ولا يقرقر فقال: هذا هرم لأن الشاب إذا وجد حباً نقره وقرقر لتجتمع الدجاج إليه. ورأى جارة في المسجد وعلى يدها طبق مغطى بمنديل فقال: معها جراد. فكان كما قال. فسئل فقال: رأيته خفيفاً على يدها. ومن نوادر زكنه أن رجلين احتكما إليه في مال فجحد المطلوب إليه المال فقال للطالب: أين دفعت إليه المال? فقال: عند شجرة في مكان كذا. قال: فانطلق إلى هذا الموضع لعلك تتذكر كيف كان أمر هذا المال، ولعل الله يوضح لك سبباً. فمضى الرجل وحبس خصمه فقال إياس بعد ساعة: أترى خصمك قد بلغ موضع الشجرة. قال: لا، بعد. قال: قم يا عدو الله أنت خائن. قال: فأقلني أقالك الله. فاحتفظ به حتى أقر ورد المال. قال حمزة: ونوادر إياس كثيرة وقد كتب المدايني عليه كتاباً وسماه كتاب زكن إياس ويقال مات معاوية بن قرة أبو إياس وهو ابن ست وسبعين سنة فقال إياس في العام الذي مات فيه أبوه: رأيت في المنام كأني وأبي على فرسين فجريا جميعاً فلم أسبقه ولمن يسبقني. فعاش إياس أيضاً ستا وسبعين سنة. وذكر بعض الشعراء إياساً في شعره فلم يستقم له أن يذكره بالزكن فوضع مكانه الذكاء فقال:
أزنى من هرقال ابن الكلبي: هو بنت يامين اليهودية من حضرموت، وهي أحدى الشوامت بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذها الماجر بن أبي أمية، عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقطع يدها.أزنى من قردزعم الهيثم بن عدي أن قرداً اسم رجل من هذيل يقال له قرد بن معاوية. وقال بعضهم: إن القرد أزنى الحيوان، وزعم أن قرداً زنى في الجاهلية فرجمته القرود.أزنى من هجرسقالوا هو القرد. وقالوا هو الدب.أزنى من سجاحهي امرأة من بني تميم بن مرة كانت ادعت فيهم النبوة، ثم حملتهم على أن زفوها إلى مسيلمة المتنبي، فوهبت نفسها له. فقال لها:
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
أزهى من غرابلأنه إذا مشى لا يزال يختال وينظر إلى نفسه. وقال:
أزهى من وعلقيل هو الشاء الجبلي، وزعموا أن اسمه مشتق من الوعلة، وهي البقعة المنيفة من الجبل. ويقولون أيضاً:أزهى من طاووسومن ديك، ومن ذباب، ومن ثور، ومن ثعلب.أزهى من ضيونومن قط، ومن حمامة.المولدون"زكاة النعم المعروف" "زكاة البدن العلل" "زل حمارك في الطين" "زاد في الطنبور نغمة" "زاد في الشطرنج بغلة" "زلق الحمار وكان من شهوة المكاري" "زاملة الأكاذيب للكذوب" "زكاة الجاه رفد المستعين" "زجاجه لا يقوي لصخري" "زلة اللسان لا تقال" "زم لسانك تسلم جوارحك" "زين الشرف التغافل" "الزواريق لا تشتري أو تدفع" "الزريبة الخالية خير من ملئها ذئاباً" "الزمانة عدم الأمانة" "الزبون يفرح بلا شيء"الباب الثاني عشرفيما أوله سينسبق السيف العذلقاله ضبة بن أد ملا لامه الناس على قتله قاتل ابنه في الحرم. وقد مر تمام القصة فيما تقدم عند قوله. إن الحديث ذو شجون. ويقال إن قولهم، سبق السيف العذل، لخزيم بن نوافل الهمداني.سقط العشاء به على سرحانقال أبو عبيد: أصله أن رجلاً خرج يلتمس العشاء فوقع على ذئب فأكله. وقال الأصمعي: أصله أن دابة خرجت تطلب العشاء فلقيها ذئب فأكلها. وقال ابن الأعرابي: أصل هذا أن رجلاً من غني يقال له سرحان بن هزلة كان بطلاً فاتكاً يتقيه الناس فقال رجل يوماً: والله لأرعين إبلي هذا الوادي، ولا أخاف سرحان بن هزلة. فورد بإبله ذلك الوادي فوجد به سرحان وهجم عليه فقتله وأخذ إبله وقال:
سرت إلينا شبادعهمالشبدع، العقرب ويشبه بها اللسان لأنه يلسع به الناس. قال الجعدي:
سد ابن بيض الطريقويروى: ابن بيض، بكسر الباء. قال الأصمعي: أصله أن رجلاً كان في الزمان الأول يقال له ابن بيض عقر ناقة على ثنية فسد بها الطريق، فمنع الناس من سلوكها. وقال المفضل: كان ابن بيض رجلاً من عاد، وكان تاجراً مكثراً؛ وكان لقمان بن عاد يخفره في تجارته ويجيره على خرج يعطيه ابن بيض يضعه له على ثنية إلى أن يأتي لقمان فيأخذه، فإذا أبصره لقمان قد فعل ذلك قال: سد ابن بيض السبيل. يقول إنه لم يجعل لي سبيلاً على أهله وماله حين وفي لي بالجعل الذي سماه لي، وينشد على قول الأصمعي:
أسعد أم سعيدهما إبنا ضبة بن أد. وقد ذكرت قصتهما في باب الحاء عند قوله: الحديث ذو شجون. يضرب في العناية بذي الرحم، وفي الاستخبار أيضاً عن الأمرين الخير والشر، أيهما وقع? ومنه قول الحجاج لقتيبة بن مسلم، وقد تزوج، فقال: أسعد أم سعيد. أراد أحسناء أم شوهاء. جعل التصغير مثلاً للقبح، والتكبير مثلاً للحسن. وكما قال أبو تمام:
ساواك عبد غيركهذا المثل مثل قولهم: عيد غيرك حر مثلك. يعني إنه بتعاليه عن أمرك ونهيك مثلك وفي الحرية.السراح من النجاحيضرب لمن لا يريد قضاء الحاجة، أي ينبغي أن تؤيسه منها إذا لم تقض حاجته.أسمحت قرونتهالقرونة والقرون والقرينة والقرين، النفس. أي استقامت له نفسه وانقادت. وقال مصعب بن عطاء: أي ذهب شكله وعزم على الأمر.سواسية كأسنان الحمار |
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
قال الأصمعي، وأبو عمرو: وما أشد ما هجا القائل، سواسية كأسنان الحمار ومثله: سواسية كأسنان المشط. قال كثير:
سكت ألفاً ونطق خلفاًالخلف، الرديء من القول وغيره. قال ابن السكيت: حدثني ابن الأعرابي قال: كان إعرابي مع قوم فحبق حبقة فتشور فأشار بإبهامه إلى إسته وقال: إنها خلف نطقت خلفاً. ونصب ألفاً على المصدر، أي سكت ألف سكتة ثم تكلم بخطأ.أساء سمعاً فأساء جابةويروى: ساء سمعاً فأساء أجابة. وساء في هذا الموضع تعمل عمل نحو قوله تعالى: "ساء مثلاً". ونصب سمعاً على التمييز. وأساء سمعاً نصب على المفعول به، تقول أسأت القول، وأسأت العمل. وقوله: فأساء جابة. هي بمعنى إجابة. يقال: أجاب إجابة وجابة وجواباً وجيبة. ومثل الجابة في موضع الإجابة الطاعة والطاقة والغارة والعارة. قال المفضل: هذه خمسة أحرف جاءت هكذا. قلت: وكلها أسماء وضعت موضع المصاد. قال المفضل: إن أول من قال ذلك سهيل بن عمرو أخو بني عامر بن لؤي، وكان تزوج صفية بنت أبي جهل بن أبي هشام، فولدت له أنس بن سهيل، فخرج معه ذات يوم وقد خرج وجهه، يريد التحى، فوقفا بحزورة مكة. فأقبل الأخنس بن شريق الثقفي فقال: من هذا? قال سهيل: ابني. قال الأخنس: حياك الله يا فتى. قال: لا والله ما أمي في البيت، انطلقت إلى أم حنظلة تطحن دقيقاً. فقال أبوه: أساء سمعاً فأساء إجابة! فأرسلها مثلاً. فلما رجعا قال أبوه: فضحني ابنك اليوم عند الأخنس، قال كذا وكذا فقالت الأم: إنما ابني صبي. قال سهيل: أشبه امرؤ بعض بزه. فأرسلها مثلاً.سقط في يدهيضرب لمن ندم. وقال الأخفش: يقال سقط في يده، أي ندم. وقرأ بعضهم: ولما سقط في أيديهم. كأنه أضمر الندم، وجوز أسقط في يده. وقال أبو عمرو: لا يقال أسقط بالألف على ما لم يسم فاعله. وكذلك قال ثعلب. وقال الفراء والزجاج: يقال سقط وأسقط في يده أي ندم. قال الفراء: وسقط أكثر وأجود. وقال أبو القاسم الزجاجي. سقط في أيديهم نظم لم يسمع قبل القرآن، ولا عرفته العرب، ولم يوجد ذلك في أشعارهم، والذي يدل على ذلك أن شعراء الإسلام لما سمعوا هذا النظم واستعملوه في كلامهم خفي عليهم وجه الاستعمال لأن عادتهم لم تجربه فقال أبو نواس: ونشوة سقطت منها في يدي. وأبو نواس هو العالم النحرير، فأخطأ في استعمال هذا اللفظ لأن فعلت لا يبنى إلا من فعل يتعدى، لا يقال رغبت ولا يقال غضبت وإنما يقال رغب في وغضب علي. قال: وذكر أبو حاتم سقط فلان في يده، أي ندم، وهذا خطأ مثل قول أبي نواس. هذا كلامه، قلت: وأما ذكر اليد فلأن النادم يعض على يديه ويضرب إحداهما بالأخرى تحسراً كما قال: "ويوم يعض الظالم على يديه". وكما قال: "فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها". فلهذا أضيف سقوط الندم إلى اليد.سقط في أم أدراصالدرص، ولد اليربوع وما أشبه. وأم أدراص، اليربوع. يضرب لمن وقع في داهية! قال طفيل:
سحاب نوء ماؤه حميميضرب لمن له لسان لطيف، ومنظر جميل وليس وراءه خير.سهمك يا مروان لي شبيع |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||
السهم الشبيع القاتل. قلت: وهذا لفظ لم أسمعه إلا في هذا المثل، ولا أدري ما صحته، والله أعلم. وإنما وجدته في أمثال الإصطخري. قال يضرب لسفيه يتبذى على حليم، أي أعدل سهمك إلى من يباذيك. السر أمانةقال بعض الحكماء: وفي الحديث المرفوع إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهو أمانة وإن لم يستكتمه. قال أبو محجن الثقفي في ذلك:
إست البائن أعلمالبائن، الذي يكون عند حلب الناقة من جانبها الأيسر. ويقال للذي يكون من الجانب الآخر المعلي والمستعلي، وهو الذي يعلي العلبة إلى الضرع، والبائن الذي يحلب. ويقال بخلاف هذا وهما الحالبان في قولهم: خير حالبيك تنطحين. وهذا المثل يروى أن قائله الحرث بن ظالم. وذلك أن الجميح، وهو منقذ بن الطماح، خرج في طلب إبل له حتى وقع عليها في قبيلة مرة فاستجار بالحرث بن ظالم المري. فنادى الحرث: من كان عنده شيء من هذه الإبل فليردها. فردت جميعاً غير ناقة يقال لها اللفاع، فانطلق يطوف حتى وجدها عند رجلين يحلبانها فقال لهما: خليا عنها فليست لكما. وأهوى إليهما بالسيف فضرط البائن فقال المعلي: والله ما هي لك? فقال الحرث: إست البائن أعلم. فأرسلها مثلاً. يضرب لمن ولي أمراً وصلي به فهو أعلم به ممن لم يمارسه ولم يصل به.إست لم تعود المجمريقال أن أول من قال ذلك حاتم بن عبد الله الطائي، وذلك أن ماوية بنت عفزر كانت ملكة وكانت تتزوج من أرادت، وربما بعثت غلماناً لها ليأتوها بأوسم من يجدونه بالحيرة ، فجاؤها بحاتم فقالت له: استقدم إلي الفراش. فقال: إست لم تعود المجمر. فأرسلها مثلاً.إسته أضيق من ذلكقاله مهلهل، أخو كليب، لما أخبره همام بن مرة أن أخاه جساس بن مرة قتل كليباً، وكان همام ومهلهل متصافيين، فلما قتل جساس كليباً أخبرهما مهلهلاً بذلك فقال مهلهل هذا استبعاداً لما أخبر به.ساعداي أحرز لهماأول من قال ذلك مالك بن زيد مناة بن تميم، وكان أحمق، فزوجه أخوه سعد بن زيد نوار بنت حل بن عدي بن عبد مناة بن أد، ورجا سعد أن يولد لأخيه، فلما بني مالك بيته وأدخلت عليه امرأته، انطلق به سعد حتى إذا كان عند باب بيته قال له سعد: لج بيتك. فأبى مالك مراراً فقال: لج مالك ولجت الرجم، والرجم القبر. ثم إن مالكاً ولج ونعلاه معلقتان في ذراعيه، فلما دنا من المرأة قالت: ضع نعليك. قال: ساعداي أحرز لهما. فأرسلها مثلاً. ثم أتى بطيب فجعل يجعله في إسته فقالوا: ما تصنع? فقال: إستي أخبثي فأرسلها مثلاً.اسق أخاك النمريقال أبو عبيد: أصله أن رجلاً من النمر بن قاسط صحب كعب بن مامة، وفي الماء قلة، فكانوا يشربون بالحصاة، وكان كلما أراد كعب أن يشرب نظر إليه النمري فيقول كعب للساقي: اسق أخاك النمري. فيسقيه حتى نفد الماء، ومات كعب عطشاً. يضرب للرجل يطلب الحاجة بعد الحاجة.اسق رقاش إنها سقايةرقاش، مثل حذام، مبني على الكسر، اسم امرأة. يضرب في الإحسان إلى المحسن.استنت الفصال حتى القرعىويروى: استنت الفصلان حتى القريعي. يضرب للذي يتكلم مع من لا ينبغي أن يتكلم بين يديه لجلالة قدره. والقرعى، جمع قريع، مثل مرض ومريض وهو الذي به قرع، بالتحريك، وهو بثر أبيض يخرج بالفصال ودواؤه الملح وحباب ألبان الأبل ومنه المثل هو أحر من القرع.سرحان القصيمهذا مثل قولك: ذئب الغضى. والقصيم، رملة تنبت الغضى.سمن كلبك يأكلكويروى: أسمن. قالوا: أول من قال ذلك حازم بن المنذر الحماني، وذلك أنه مر بمحلة همدان فإذا هو بغلام ملفوف في المعاوز، فرحمه وحمله على مقدم سرجه حتى أتى به منزله وأمر أمة له أن ترضعه فأرضعته حتى فطم وأدرك وراهق الحلم، فجعله راعياً لغنمه، وسماه جحيشاً، فكان يرعى الشاء والإبل، وكان زاجراً عائقاً، فخرج ذات يوم فعرضت له عقاب فعافها، ثم مر به غداف فزجره وقال:
|
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
فلا يزال يتغنى بهذه الأبيات. وإن ابنة لحازم يقال لها رعوم هويت الغلام وهويها. وكان الغلام ذا منظر وجمال فتبعته رعوم ذات يوم حتى انتهى إلى موضع الكلا فسرح الشاء فيه واستظل بشجرة واتكأ على يمينه وأنشأ يقول:
أساف حتى ما يشتكي السوافالأسافة، ذهاب المال. يقال وقع في المال سواف، بالفتح، أي موت. هذا قول أبي عمرو. وكان الأصمعي يضمه ويلحقه بأمثاله. قال أبو عبيد: يضرب لمن مرن على حوائج الدهر فلا يجزع من صروفه.سر وقمر لكأي، اغتنم العمل ما دام القمر لك طالعاً. يضرب في اغتنام الفرصة. ويروى: أسر وقمر لك. من السرى والواو في الروايتين للحال، أي سر مقمراً.أسائر اليوم وقد زال الظهرقال يونس: أصله أن قوماً أغير عليهم فاستصرخوا بني عمهم فأبطؤوا عنهم حتى أسروا وذهبهم، ثم جاؤا يسألون عنهم فقال لهم المسؤول هذا القول. يضرب في اليأس من الحاجة. يقول: أتطمع فيما بعد وقد تبين لك اليأس.سال الوادي فذرهيضرب للرجل يفرط في الأمر.أساء رعياً فسقىأصله أن يسيء الراعي رعي الإبل نهاره حتى إذا أراد أن يريحها إلى أهلها كره أن يظهر لهم سوء أثره عليها فيسقيها الماء لتملأ منه أجوافها. يضرب للرجل لا يحكم الأمر ثم يريد إصلاحه فيزيده فساداً.سلوا السيوف واستللت المنتنقالوا: المنتن، السيف الردئ. يضرب للرجل لا يخر عنده يريد أن يلحق بقوم لهم فعال. قلت: لفظ المنتن معناه مما ينبو عنه السمع ولا يطمئن إليه القلب، والله أعلم بصحته.سواء علينا قاتلاه وسالبهوأوله: فمر على عكل لنقضي لبانة. قالوا معناه إذا رأيت رجلاً قد سلب رجلاً دلك على أنه لم يسلبه وهو حي ممتنع فاعلم بهذا أنه قاتله، فمن هذا جعلوا السالب قاتلاً. وتمثل به معاوية في قتلة عثمان رضي الله عنه. ورأيت في شرح الإصلاح للفارسي أبياتاً ذكر أنها للوليد ابن عقبة أولها:
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
ساجل فلان فلاناًأصله من السجل، وهو الدلو العظيمة. والمساجلة، أن يستقي ساقيان فيخرج كل واحد منهما في سجله مثل ما يخرج الآخر فأيهما نكل فقد غلب فضربت العرب به المثل في المفاخرة والمساماة. قال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب:
سبق درته غرارهالغرار، قلة اللبن. والدرة، كثرته، أي سبق شره خيره ومثله:سبق مطره سيلهيضرب لمن يسبق تهديده فعله.سرعان ذا إهالةسرعان بمعنى سرع نقلت فتحة العين إلى النون فبني عليها، وكذلك وشكان وعجلان وشتان. قال الخليل: هي ثلاث كلمات سرعان وعجلان ووشكان، وفي وشكان وسرعان ثلاث لغات: فتح الفاء، وضمها، وكسرها. تقول العرب: لسرعان ما خرجت، ولسرعان ما صنعت كذا. وأصل المثل أن رجلاً كانت له نعجة عجفاء، وكان رغامها يسيل من منخريها لهزالها. فقيل له: ما هذا الذي يسيل? فقال: ودكها. فقال السائل. سرعان ذا أهالة. نصب أهالة على الحال، وذا إشارة إلى الرغام، أي سرع هذا الرغام حال كونه أهالة. ويجوز أن يحمل على التمييز على تقدير نقل الفعل مثل قولهم: تصبب زيد عرقاً. يضرب لمن يخبر بكينونة الشيء قبل وقته.سمنكم هريق في أديمكميضرب للرجل ينفق ماله على نفسه ثم يريد أن يمتن به.سمن حتى صار كأنه الخرسقالوا: الخرس، الدن العظيم. والخراس، صانعه.سوء خمل الفاقة يضع الشرفأي، إذا تعرض للمطالب الدنية حط ذلك من شرفه. قال أوس بن حارثة لابنه: خير الغنى القنوع، وشر الفقر الخضوع. وينشد:
سمن كلب ببؤس أهلهيقال: كلب، اسم رجل خيف فسئل رهناً فرهن أهله، ثم تمكن من أموال من رهنهم أهله فساقها وترك أهله قال الشاعر:
استكت مسامعهمعناه صمت. وأصله السكك، وهو صغر الأذنين وكأن السكك صار كناية عن انتفاء السمع حتى كأن الأذن ليست وفي انتفائها معنى الصمم. والمراد منه: صمت إذنه ولا سمع ما يسره.اسمح يسمح لكويروى: أسمح، بقطع الألف. يضرب في المواتاة والموافقة.أساء كاره ما عملوذلك أن رجلاً أكره رجلاً على عمل فأساء عمله فقال هذا المثل. يضرب لمن يطلب إليه الحاجة فلا يبالغ فيها.سداد من عوزالسداد، اسم من سد يسده سداً والسداد لغة فيه. قاله ابن السكيت، وقال ثعلب: السداد من سد السهم يسد. وقال النضر ابن شميل: أصل السداد شيء من اللبن ييبس في أحليل الناقة سمي به لأنه يسد مجرى اللبن، والعوز، اسم من الأعواز يقال أعوز الرجل إذا افتقر، وعوز مثله، وعوز الشيء يعوز عوزاً إذا لم يوجد. يضرب للقليل يسد الخلة.سبح ليسرقيضرب لمن يرائي في عمله.سلأت وأقطتأي إذا بت السمن وجففت الأقط. يضرب لمن اخصب جنابه بعد جدب. |
||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
استر عورة أخيك لما يعلمه فيكأي إن بحثت عنه بحث عنك كقولهم: من نجل الناس نجلوه.سفيه مأمورهذا من كلام سعد بن ضبيعة للنعمان بن المنذر. وقد ذكرته، في قولهم: إن العصا قرعت لذي الحلم.سواء هو والعدمويقال العدم، وهما لغتان. ويروى: سواء هو والقفر، أي إذا نزلت به فكأنك نازل بالقفار المحملة. قاله أبو عبيد. يضرب للبخيل.سمن فأرنالأرن، النشاط. يقال أرن فهو أرن وأرون مثل مرح ومروح. يضرب لمن تعدى طوره.سواء لواءهما فعال من استوى والتوى. قلت: هذا شاذ، أن يبنى فعال من غير الثاني. ومثل هذا قول الأخطل: لا بالحصور ولا فيها بسار. وقولهم: جبار، هما من أسأرت وأجبرت. والمثل يضرب للنساء، أي هن يستوين ويلتوين ويجتمعن ويتفرقن ولا يثبتن على حال واحدة. ويضرب للمتلون. ويقال أيضاً للنساء:سواه لواهمن السهو واللهو. يعني أنهن يسهون عما يجب حفظه ويشتغلن باللهو.سرق السارق فانتحريقال: انتجر الرجل، إذا نحر نفسه حزناً على ما فاته. وأصله أن سارقاً سرق شيئاً فجاء به إلى السوق ليبيعه فسرق، فنحر نفسه حزناً عليه فصار مثلاً للذي ينتزع من يده ما ليس له فيجزع عليه. يقال: سرق منه مالاً، وسرقه مالاً، على حذف حرف الجر وتعدية الفعل بعد الحذف، أو على معنى السلب كأنه قال سلبه مالاً. وتقدير المثل: سرق السارق سرقته، أي مسروقه، فانتحر. أي صار منحوراً كمداً.سفيه لم يجد مسافهاًهذا المثل يروى عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قاله لعمرو ابن الزبير حين شتمه عمرو.السليم لا ينام ولا ينيمقال المفضل: أول من قال ذلك اليأس بن مضر، وكان من حديث ذلك، فيما ذكر الكلبي عن الشرقي بن القطامي، أن إبل إلياس ندت ليلاً فنادى ولده وقال: إني طالب الإبل في هذا الوجه. وأمر عمر ابنه أن يطلب في وجه آخر وترك عامر ابنه لعلاج الطعام. قال: فتوجه إلياس وعمرو وانقطع عمير ابنه في البيت مع النساء. فقالت ليلى بنت حلوان امرأته لإحدى خادميها: أخرجي في طلب أهلك. وخرجت ليلى فلقيها عامر محتقباً صيداً قد عالجه، فسألها عن أبيه وأخيه فقالت: لا علم لي. فأتى عامر المنزل وقال للجارية: قصي أثر مولاك. فلما ولت قال لها: تقرصعي، أي اتئدي وانقبضي. فلم يلبثوا أن أتاهم الشيخ، وعمرو ابنه قد أدرك الإبل، فوضع لهم الطعام فقال إلياس: السليم لا ينام ولا ينيم. فأرسلها مثلاً. وقالت ليلى امرأته: والله أن زلت اخندف في طلبكما والهة. قال الشيخ: فأنت خندف. قال عمرو: فما فعلت أنا أفضل، أدركت الإبل. قال: فأنت مدركة. سمي عميراً قمعة لانقماعه في البيت. فغلبت هذه الألقاب على أسمائهم. يضرب مثلاً لمن لا يستريح ولا يريح غيره.اسع بجدك لا بكدكقالوا إن أول من قال ذلك حاتم بن عميرة الهمداني وكان بعث ابنيه الحسل وعاجنة إلى تجارة فلقي الحسل قوم من بني أسد فأخذوا ماله وأسروه. وسار عاجنة أياماً ثم وقع على مال في طريقه من قبل أن يبلغ موضع متجره فأخذه ورجع، وقال في ذلك:
سر عنك |
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
قالوا أن أول من قال ذلك خداش بن حابس التميمي، وكان قد تزوج جارية من بني سدوس، يقال لها الرباب، وغاب عنها بعد ما ملكها أعواماً، فعلقها آخر من قومها، يقال له سلم، ففضحها. وأن سلماً شردت له إبل فركب في طلبها فوافاه خداش في الطريق فلما علم به خداش كتمه أمر نفسه ليعلم علم امرأته وسار فسأل سلم خداشاً: ممن الرجل? فخبره بغير نسبه. فقال سلم:
إست المسؤول أضيقلأن العيب يرجع إليه. قاله أسد بن خزيمة في وصيته لبنيه عند وفاته قال: يا بني، اسألوا فإن إست المسؤول أضيق.سوء الاستماك خير من حسن الصرعةيعني حصول بعض المراد على وجه الاحتياط خير من حصول كله على التهور.سدك بأمرئ جعلهأي أولع به كما يولع الجعل بشيء. يضرب لمن يفسد شيئاً. قال أبو زيد: وذلك أن يطلب الرجل حاجة فإذا خلا ليذكر إذ بعضها جاء آخر يطلب مثلها فالأول لا يقدر إن يذكر شيئاً من حاجته لأجله فهو جعله. وقال:
سقوا بكأس حلاقيعني أنهم استؤصلوا بالموت. وحلاق، اسم للمنية لأنه يستأصل الأحياء كما يستأصل الحلق الشعر.سلي هذا من إستك أولاًيضرب لمن يلومك وهو أحق باللوم منك.سبني وأصدقيضرب في الحث على الصدق في القول. وأصل السب إصابة السبة، يعني الإست.سير السواني سفر لا ينقطعالسواني، الإبل يستقى عليها الماء من الدواليب فهي أبداً تسير.سلكوا وادي تضلليضرب لمن عمل شيئاً فأخطأ فيه.سقطت به النصيحة على الظنةأي أسرف في النصيحة حتى أتهم.سبك من بلغك السباأي من واجهك بما قفاك به غيره من السب فهو الساب.سبح يغترواأي أكثر من التسبيح يغتروا بك فيثقوا فتخونهم. يضرب لمن نافق.سيل به وهو لا يدريأي، ذهب به السيل. يريد دهي وهو لا يعلم. يضرب للساهي الغافل. وقال:
سرك من دمكأي، ربما كان في إضاعة سرك أراقة دمك. فكأنه قيل سرك جزء من دمك.سوء الاكتساب يمنع من الانتسابأي، قبح الحال يمنع من التعرف إلى الناس. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
سيرين في خرزةيضرب لمن يجمع حاجتين في حاجة. وقال:
سأكفيك ما كان قوالاكان النمر بن تولب العكلي تزوج امرأة من بني أسد بعد ما أسن، يقال لها جمرة بنت نوفل، وكان للنمر بنو أخ فراودوها عن نفسها فشكت ذلك إليه فقال لها: إذا أرادوا منك شئياً من ذلك فقولي كذا وقولي كذا. فقالت: سأكفيك ما يرجع إلى القول والمجاملة.أسرع في نقض امرئ تمامهيعني أن الرجل إذا تم أخذ في النقصان.استوت به الأرضيعنون إنه مات ودرس قبره حتى لا فرق بينه وبين الأرض التي دفن فيها.أسوأ القول الإفراطلأن الإفراط في كل أمر مؤد إلى الفساد.?السعيد من وعظ بغيرهأي ذو الجد من اعتبر بما لحق غيره من المكروه فيجتنب الوقوع في مثله. قيل إن أول من قال ذلك مرثد بن سعد، أحد وفد عاد الذين بعثوا إلى مكة يستقون لهم، فلما رأى ما في السحابة التي رفعت لهم في البحر من العذاب أسلم مرثد وكتم أصحابه إسلامه، ثم أقبل عليهم فقال: ما لكم حيارى كأنكم سكارى إن السعيد من وعظ بغيره ومن لم يعتبر الذي بنفسه يلقى نكال غيره. فذهبت من قوله أمثالاً.?سيان أنت والعزلالأعزل الذي لا سلاح معه. يضرب لمن لا غناء عنده في أمر.?سفه بالناب الرغاءأي سفه بالشيخ الكثير الصبا والتضجر.??سوف ترى وينجلي الغبار أفرس تحتك أم حماريضرب لمن ينهى عن شيء فيأبى.أسمع صوتاً وأرى فوتاًيضرب لمن يعد ولا ينجز.أسرع فقداناً تسرع وجداناًأي، إذا كنت متفقداً لأمرك لم تفتك طلبتك.سلط الله عليه الأيهمينويقال الأعميين، يعني السيل والجمل الهائج.سوري سوارٍمثل قولهم: صمي صمام، للداهية. قال الأزدي:
سبهلل يعلو الأكمالسبهلل، الفارغ. يضرب لمن يصعد في الأكام نشاطاً وفراغاً.سائل الله لا يخيبيضرب في الرغبة عن الناس وسؤالهم.سحابة صيف عن قليل تقشعيضرب في انقضاء الشيء بسرعة.السفر قطعة من العذابيعني من عذاب جهنم لما فيه من المشاق.السفر ميزان السفرأي أنه يسفر عن الأخلاق.سوء الظن من شدة الضنهذا مثل قولهم: إن الشفيق بسوء ظن مولع.سقط العشاء به على متقمرقالوا: هو الأسد يطلب الصيد في القمراء. وأراد سقط طلب العشاء به على كذا. وعلى هذا تقدير ما تقدم من قولهم: سقط العشاء به على سرحان.سمعاً لا بلغاًيضرب في الخبر لا يعجب، أي نسمع به ولا يتم. ويقال سمعاً لا بلغاً. وقال الكسائي: إذا ُسمع الرجل الخبر لا يعجبه قال: اللهم سمع لا بلغ وسمع لا بلغ. قلت: السمع مصدر وضع موضع المفعول. والبلغ البالغ. يقال: أمر الله بلغ. والسمع، بالكسر، فعل بمعنى مفعول كالذبح والطحن والفرق والفلق. والبلغ، بالكسر، ازدواج وإتباع للسمع. ونصب سمعاً وبلغاً على معنى اللهم اجعله، يعني الخبر، مسموعاً لا بالغاً. ومن رفع حذف المبتدأ، أي هذا مسموع لا يبلغ تمامه وحقيقته على طريق التفاؤل.سهم الحق مريش يشك غرض الحجةالشك، الشق. ومنه قول عنترة:
سلم أديمه من الحلميقال حلم الأديم إذا وقع فيه الحلمة. يضرب لمن كان بارعاً سالماً من الدنس.سبنتاة في جلد بخنداةالسبنتى، الثمر، وألفه ليست للتأنيث، ويقال للمؤنث سبنتاة، والجمع سبانت. ومنهم من يقول سبانيت. وبعضهم يقول سبات. وكذلك في جمع بخنداة بخاند وبخاد، وفي جمع علندات علاند وعلاد. يضرب للمرأة السليطة الصخابة.اسمع ممن لا يجد منك بداًيضرب في قبول النصيحة، أي أقبل نصيحة من يطلب نفعك، يعني الأبوين، ومن لا يستجلب بنصحك نفعاً إلى نفسه بل إلى نفسك.سال بهم السيل وجاش بنا البحرأي وقعوا في أمر شديد ووقعنا نحن في أشد منه، لأن الذي يجيش به البحر أشد حالاً من الذي يسيل به السيل.سحابة خالت وليس شائم |
|||||||||||||
|
|
||||||||||
يقال: أخالت السحابة وتخيلت، إذا رجت المطر، فأما خالت فلا ذكر له في كتب اللغة، والصحيح أخالت. والشائم، الناظر إلى البرق. يضرب لمن له مال ولا آكل له. إسأل عن النقي النشول المصطلبالنقي، المخ. والنشول، مبالغة الناشل، وهو الذي ينشل اللحم من القدر. والمصطلب، الذي يأخذ الصليب وهو الودك. يضرب لمن احتجن مال غيره إلى نفسه.سلقة ضب وأمت مكوناًالسلقة، الضبة التي قد ألقت بيضها. والمكون، التي جمعت بيضها في جوفها. والمواءمة، المفاخرة. يضرب للضعيف يباري القوي.أسرع بذاكم صابة نقاباًيقال أن امرأة خرجت من بيتها لجاجة فلما رجعت لم تهتد إلى بيتها، فكانت تتردد بين الحي على تلك الحال خمساً، ثم اشرفت فرأت بيتها إلى جنبها فعرفته فقالت: أسرع بذاكم صابة نقاباً. يقال: لقيت فلاناً نقاباً، أي فجأة. وتعني بقولها صابة أصابة، وهي مثل الطاقة والطاعة والجابة، أي ما أسرع هذه الإصابة مفاجئة. يضرب لمن بالغ في إبطائه ويرى أنه أسرع فيما أمر به.سيل بدمن دب في ظلامالدمن، البعر والروث يدب السيل تحته فلا يشعر به حتى يهجم ولا سيما في الظلام. يضرب لمن يظهر الود ويضمر العداوة.سميتك الفشفاش إن لم تقطعالفشفاش، السيف الكهام. وروى أبو حاتم الفشفاش، بكسر الشين، جعله مثل قطام ورقاش، ثم أدخل عليه الألف واللام. يضرب لمن ينفذ في الأمور ثم خيف منه النبو.سيري على غير شجر فإني غير متعته لهقال المؤرج: سمعت رجلاً من هذيل يقول لصاحبه: إذا روي بعيرك فسره بهذه الصخرة، أي أربطه بها. والشجر جمع شجار وهو العود يلقى عليه الثياب. والتعته التنوق والتحذلق. يقول: أربطي على غير عود معروض فإني غير متنوق فيه وذلك لأن العود إذا عرض فربط عليه القد كان أثبت له. ومعنى المثل لا تكلفني فوق ما أطيق. قاله المؤرج.ما على أفعل من هذا الباباسرق من شظاظهو رجل من بني ضبة كان يصيب الطريق مع مالك بن الريب المازني. زعموا أنه مر بامرأة من بني نمير، وهي تعقل بعيراً لها وتتعوذ من شر شظاظ، وكان بعيرها مسناً، وكان هو على حاشية من الإبل، وهي الصغير، فنزل وقال لها، أتخافين على بعيرك هاذ شظاظاً? فقالت: ما آمنة عليه. فجعل يشغل وجعلت تراعي جمله بعينها فأغفلت بعيرها فاستوى شظاظ عليه وجعل يقول:
أسأل من فلحسويروى: أعظم في نفسه من فلحس. وهو رجل من بني شيبان كان سيداً عزيزاً يسأل سهماً في الجيش، وهو في بيته، فيعطى لعزه، فإذا أعطيه سأل لامرأته، فإذا أعطيه سأل لبعيره. قال الجاحظ: كان لفلحس ابن يقال له زاهر بن فلحس مر به عزي من بني شيبان فاعترضهم وقال: إلى أين? قالوا: نريد عزو بني فلان؛ قال: فاجعلوا لي سهماً في الجيش. قالوا: قد فعلنا. قال: ولامرأتي. قالوا: لك ذلك. قال: ولناقتي. قالوا: أما ناقتك فلا. فإني جار لكل من طلعت عليه الشمس ومانعه منكم. فرجعوا عن وجههم ذلك خائبين ولم يغزوا عامهم ذلك. وقال أبو عبيدة: معنى قولهم اسأل من فلحس إنه الذي يتحين طعام الناس. يقال: أتانا فلان يتفلحس. كما يقال في المثل الآخر: جاءنا يتطفل. ففلحس عنده مثل طفيل.أسأل من قرثعهو رجل من بني أوس بن ثعلبة. وكان على عهد معاوية، وفيه يقول أعشى بني تغلب:
أسرع من حداجةهو رجل من عبس بعثته بنو عبس حين قتلوا عمرو بن عمرو بن عدس إلى الربيع بن زياد ومروان بن زنباع لينذرهما قبل أن يبلغ بني تميم قتل صاحبهم فيغتالوهما، فكان أسرع الناس، فضرب به المثل في السرعة.أسرع من نكاح أم خارجة |
||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
هي عمرة بنت سعد بن عبد الله بن قدار بن ثعلبة، كان يأتيها الخاطب فيقول: خطب. فتقول: نكح. فيقول: أنزلي. فتقول: أنخ. ذكر أنها كانت تسير يوماً وابن لها يقود جملها، فرفع لها شخص، فقالت لابنها: من ترى ذلك الشخص? فقال: أراه خاطباً. فقالت: يا بني تراه يعجلنا أن نحل، ماله إل وغل. وكانت ذواقة تطلق الرجل إذا ذجربته وتتزوج آخر، فتزوجت نيفاً وأربعين زوجاً، وولدت عامة قبائل العرب. تزوجت رجلاً من أياد فخلعها منه ابن أختها خلف بندعد فخلف عليها بعد الأيادي بكر بن يشكر بن عدوان بن عمرو بن قيس عيلان، فولدت له خارجة، وبه كنيت، وهو بطن ضخم من بطون العرب، ثم تزوجها عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقياً فولدت له سعد أبا المصطلق والحيا، وهما بطنان في خزاعة، ثم خلف عليها بكر بن عبد مناة بن كنانة فولدت له ليثاً والديل وعريجاً، ثم خلف عليها مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد فولدت له غاضرة وعمراً، ثم خلف عليها جشم بن مالك بن كعب بن القين بن جسر من قضاعة فولدت له عرانية بطناً صخماً، ثم خلف عليها عامر بن عمرو ابن لحيون البهراني من قضاعة فولدت له ستة: بهراء وتعلبة وهلالاً وبياناً ولخوة والعنبر، ثم خلف عليها عمرو بن تميم فولدت له أسيد والهجيم. قال المبرد: أم خارجة قد ولدت في العرب نيف وعشرين حياً من آباء متفرقين. قال حمزة: وكانت أم خارجة هذه، ومارية بنت الجعيد العبدية، وعاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان السلمية، وفاطمة بنت الخرشب الأنمارية، والسواء العنزية، ثم الهزانية، وسلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد أحد بني النجار وهي أم عبد المطلب بن هاشم، إذا تزوجت الواحدة منهن رجلاً وأصبحت عنده كان أمرها إليها إن شاءت أقامت وإن شاءت ذهبت، ويكون علامة ارتضائها للزود أن تعالج له طعاماً إذا أصبح. أسرع من ذي عطسيعين به العطاس. وهذا كما يقال: أسرع من رجع العطاس.أسرع من اليد إلى الفموأقصد من اليد إلى الفم. قال زهير بن أبي سلمى:
أسمع من الفرس يسقط الشعر منه فيسمع وقعه على الأرض.أسرع من فريق الخيلهذا فعيل بمعنى مفعل كنديم وجليس، ويعني به الفرس الذي يسابق فيسبق، فهو يفارق الخيل وينفرد عنها.أسرع غدرة من الذئبوقال فيه بعض الشعراء:
أسرع من ورل الحضيضقال الخليل: الورل شيء على خلقة الضب إلا أنه أعظم، يكون في الرمل فإذا نظر إلى إنسان مر في الأرض لا يرده شيء.أسمع من قرادوذلك أنه يسمع صوت أخفاف الإبل من مسيرة يوم فيتحرك لها. قال أبو زياد الأعرابي: رما رحل الناس عن دارهم بالبادية وتركوها قفاراً، والقردان منتثرة في أعطان الإبل وأعقار الحياض، ثم لا يعودون إليها عشر سنين وعشرين سنة، ولا يخلفهم فيها أحد من سواهم، ثم يرجعون إليها فيجدون القردان في تلك المواضع أحياء وقد أحست بروائح الإبل قبل أن توافي فتحركت. قال ذو الرمة:
أسرع من الخذروفهو حجر يثقب وسطه فيجعل فيه خيط يلعب بها الصبيان إذا مدوا الخيط در دريراً. قال يصف الفرس:
أسرع من عدوي الثوباءوذلك أن من رأى آخر يتثاءب لم يلبث أن يفعل مثل فعله.أسرع من تلمظ الورلويروى: من تلميظة. الورل، قالوا هو دابة مثل الضب. واللمظ، الأكل والشرب بطرف الشفة. يقال: لمظ يلمظ لمظاً وتلمظ يتلمظ أيضاً إذا تتبع بلسانه بقية الطعام في فمه، أو أخرج لسانه فمسح به شفتيه. ومن روى تلميظة ورل أراد الكثرة ويقال تلمظت الحية إذا أخرجت لسانها كتلمظ الأكل.أسرع من المهثهثة |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||
وهي النمامة. هذه رواية محمد بن حبيب. وروى ابن الأعرابي: المهتهتة بالتاء العجمة من فوقها بنقطتين. وقال: هي التي إذا تكلمت قالت: هت هت. قال حمزة: وهذا التفسير غير مفهوم قلت: قال ابن فارس الهثهثة الاختلاط، والهتهتة صوت البكر، ورجل مهت خفيف في العمل. وقال الأصمعي: رجل مهت وهتات أي خفيف كثير الكلام وكلاهما، أعني التاء والثاء، يدلان على ما ذهب إليه محمد بن حبيب، لأن النمامة تخف وتسرع في نقل الكلام وتخليطه. وحكي عن أبي عمرو أن الهتاء الكذابة والنمامة. وأما ما قاله ابن الأعرابي أنها هي التي إذا تكلمت قالت هت هت فإنه أراد قلة مبالاتها بما تقول لسخافة عقلها وكلامها وجعل قولهما صوتاً لا معنى وراءه كقولهم في حكاية الأصوات غسغس إذا قال غس غس، وهجهج إذا قال هج هج، وأشباه ذلك. وإذا كان على هذا الوجه فتفسير ابن الأعرابي مفهوم. أسرع غضباً من فاسيةيعنون الخنفساء لأنها إذا حركت فست ونتنت.أسرع من العيرقالوا أن العير ههنا إنسان العين سمي عيراً لنتوئه. ومن هذا قولهم في المثل الآخر: جاء فلان قبل عير وما جرى، يريدون به السرعة، أي قبل لحظة العين. قال تأبط شراً:
أسمع من سمعٍويقال أيضاً: أسمع من السمع الأزل، لأن هذه الصفة لازمة له، كما يقال للضبع العرجاء. والسمع، سبع مركب لأنه ولد الذئب من الضبع، والسمع كالحية لا يعرف الأسقام والعلل، ولا يموت حتف أنفه، بل يموت بعض من الأعراض يعرض له، وليس في الحيوان شيء عدوه كعدو السمع لأنه أسرع من الطير. قال الشاعر:
|
||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||
يقال: وثبات السمع تزيد على عشرين أو ثلاثين ذراعاً. قال حمزة: ومن المركبات العسبار والأسبور والديسم. فأما العسبار، فلد الضبع. وأما الديسم، فولد الذئب من الكلبة. قال: ومن المركبات حيوان بين الثعلب والهرة الوحشية. حكى ذلك يحيى بن حكيم. ويقال: يحيى ابن بجيم. وأنشد لحسان بن ثابت الأنصاري في ذلك:
أسمع من لافظةقد اختلفوا فيها فقال بعضهم: هي العنز التي تشلى للحلب فتجيء لافظة بجرتها فرحاً بالحلب. وقال بعضهم: هي الحمامة لأنهها تخرج ما في بطنها لفرخها. وقال بعضهم: هي الديك لأنه يأخذ الحبة بمنقاره فلا يأكلها ولكن يلقيها إلى الدجاجة. والهاء فيها للمبالغة ههنا. وقال بعضهم: هي الرجى لأنها تلفظ ما تطحنه، أي تقذف به. وقال بعضهم: هي البحر لأنه يلفظ بالدرة التي لا قيمة لها. قال الشاعر:
أسرق من برجانيقال أنه كان لصاً من ناحية الكوفة صلب في السرق فسرق وهو مصلوب.أسرق من تاجةقال حمزة: حكى هذا المثل محمد بن حبيب فلم ينسب الرجل ولا ذكر له قصة.أسرق من زبابةهي الفأرة البرية. والفأر ضروب: فمنها الجرذ، والفأر المعروفان، وهما كالجواميس والبقر والبخت والعراب. ومنها، اليرابيع والزباب والخلد. فالزباب صم يقال زبابة صماء، ويشبه بها الجاهل. قال الحرث ابن حازة:
أسلط من سلقةقال حمزة: هي الذئبة، ولم يزد على هذا. وفي بعض النسخ ولا يقال للذكر سلق. قلت: السلق الذئب والسلقة الذئبة، وتشبه بها المرأة السليطة فيقال: هي سلقة. وأما قولهم: أسلط من سلقة. فإن أرادوا امرأة بعينها تسمى سلقة فلا وجه لتنكيرها، وإن أرادوا بالسلاطة الصخب فالكلام صحيح، كأنهم قالوا أصخب من ذئبة. ويقولون: امرأة سليطة أي صخابة. ويجوز أن يكون من السلاطة التي هي القهر والغلبة، ومنها يقال: السلطان. وأناث السباع أجرأ من ذكورها. يقولون: اللبوة أجرأ من الأسد. وهذا وجه.أسهل من جلذانهو حمى قريب من الطائف لين مستو كالراة. وفي بعض الأمثال: قد صرخت بجلذان. يضرب للأمر الواضح الذي لا يخفى لأن جلذان لا خمر فيه يتوارى به.أسلح من حباري ومن دجاجةالحباري تسلح ساعة الخوف والدجاجة ساعة الأمن.أسبح من نونٍيعنون السمك. وجمع النون أنوان ونينان، كما يقال أحوات وحيتان في جمع الحوت.أسير من شعرٍلأنه يرد الأندية ويلج الأخبية سائراً في البلاد مسافراً بغير زاد:
|
||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
وقال بعض حكماء العرب: الشعر قيد الأخبار وبريد الأمثال، والشعراء أمراء الكلام وزعماء الفخار، ولكل شيء لسان ولسان الدهر هو الشعر. أسرى من جرادقال حمزة: هو في السرى التير هي سير الليل. والجراد لا يسري ليلاً. قلت: لو قيل أسرأ من قولهم سرأت الجرادة تسرأ سراءاً إذا باضت، فلينت الهمزة فقيل أسرار من جراد، أي أكثر بيضاً منه لم يكن باس. والسراة بالكسر بيضة الجراد. وقد يقال سروة. والأصل الهمز.أسرى من أنقدهذا من السرى. وأنقد، اسم معرفة لا يصرف ولا تدخله الألف واللام كقولهم للأسد أسامة، وللذئب ذؤالة، والقنفذ لا ينام الليل بل يجول ليله أجمع. ويقال في مثل آخر: بات فلان بليل أنقد. وفي مثل آخر: اجعلوا ليلكم ليل أنقد.أسعى من رجلقال حمزة: لا أدري أرجل الإنسان يراد بها أم رجل الجراد? قلت: أكثر الحيوانات يسعى على الرجل، فلا يبعد أن يراد به رجل الإنسان وغيره التي يسعى عليها.أسهر من قطربهو دويبة لا تنام الليل من كثرة سيرها. هذا قول أبي عمرو. وغيره لا يرويه أسهر وإنما يروى أسعى، ويحتج بأن سهره إنما يكون نهاراً لا ليلاً، ويستشهد بقول عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: لا أعرفن أحدكم جيفة ليل قطرب نهار. قال: وذلك القطرب لا يستريح النهار.أسهر من النجم=أسرى من الخيالأسهر من جدجدٍهو شيء شبيه بالجراد، قفاز، يقال له صرار الليل.أسمن من يعروويقال يغرو. قالوا: هو دابة تكون بخراسان تسمن على الكد.أسرع من الريحومن البرق ومن الإشارة ومن الجواب ومن البينومن اللمح ومن الطرف ومن لمح البصر ومن طرف العينومن رجع الصدىوهو الذي يجيبك بمثل صوتك من الجبل وغيره.ومن رجع العطاس ومن حلب شاةومن مضغ ثمرة ومن لمع الكفاللمع، التحريك. ومنه: كلمع اليدين في حبي مكلل. وألمعت بالشيء والتمعته أي اختلسته.ومن السم الوحي ومن الماء إلى قرارهومن كلب إلى ولوغهيقال: ولغ الكلب يلغ ولوغاً إذا شرب ما في الإناء.ومن لحسة الكلب أنفه ومن لفت رداء المرتديومن السيل الحدور ومن النار في يبيس العرفجومن شرارة في قصباء ومن النار تدني من الحلفاءوأسرع من دمعة الخصي ومن قول قطاة قطاً أسمع من حيةومن ضب ومن قنفذ ومن دلدل ومن صدىومن فرخ العقاب أسفد من هجرسومن ضيون ومن ديك ومن عصفورأسود من الأحنفهذا من السيادة.أسجد من هدهديضرب لمن يرمى بالأبنة.أسبق من الأجل ومن الأفكار أسير من الخضرعليه السلام.أسمج من شيطان على فيلأسر من غني بعد عدم وبرء بعد سقمأسأل من صماءقال ابن الأعرابي: يعنون الأرضِ، وذلك أنها لا تسمع صليل الماء ولا تمل انصبابه فيها وأنشد:
المولدون"سوسوا السفل بالمخافة" "سلطان غشوم خير من فتنة تدوم" "سوء الخلق يعدي" "سماع الغناء برسام حاد" لأن المرء يسمع فيطرب، ويطرب فيسمح، ويسمح فيفتقر، ويفتقر فيغتم، ويغتم فيمرض، ويمرض فيموت. قاله الكندي."سبحان الجامع بين الثلج والنار" "وبين الضب والنون" يضرب للمتضادين يجتمعان.
"سراويله في زيقه" أي أن الحاجة والجهد ألجآه إلى أن رفع قميصه بسروايله. "سارت به الركبان" يضرب للحديث الفاشي.
"سامعاً دعوت" يخاطب به الرجل الرجل قد أمره بشيء فظن أنه لم يفهمه. "سوقنا سوق الجنة" كناية عن الكساد. "سال به السيل" إذا هلك. "سخن صدره عليك" "سفير السوء يفسد ذات البين" "ستساق إلى ما أنت لاق" "السؤدد مع السواد" أي مع الجماعة والجمهور. "السلف تلف الأسواق موائد الله في أرضه" |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
"السيف يقطع بحده الساجور خير من الكلب" "الاستقصاء فرقة السالم سريع الأوبة" "السعيد من كفي السلامة إحدى الغنيمتين" "السعر تحت المنجل السلطان يعلم ولا يعلم" "السودان بالتمر يصطادون استندت إلى خص مائل" "استغن أو مت اسمع ولا تصدق" "اسجد لقرد السوء في زمانه استر ما ستر الله" "استعينوا على حوائجكم بالإبرام" "السنور الصياح لا يصطاد شيئاً" لأن الفار يأخذ منه حذره. يضرب لم يوعد ولا يفي. الباب الثالث عشرفيما أوله شينشتى يؤوب الحلبةوذلك أنهم يوردون إبلهم وهم مجتمعون فإذا صدروا تفرقوا واشتغل كل واحد منهم بحلب ناقته، ثم يؤوب الأول فالأول. يضرب في اختلاف الناس وتفرقهم في الأخلاق. وشتى في موضع الحال، أي يؤوب الحلبة متفرقين. وشتى فعلى من شت يشت إذا تفرق.شغلت شعابي جدوايويروى سعاتي، وهو اسم من سعى يسعى. والجدوى، العطاء. أي شغلتني النفقة على عيالي عن الأفضال على غيري. قال المنذري: سعاتي تصحيف وقع في كثير من النسخ.شاكه أبا يسارالمشاكهة، المشابهة. وأصل المثل أن رجلاً كان يعرض فرساً له على البيع فقال له رجل يقال له أبو يسار: أهذه فرسك التي كنت تصدي الوحش عليها? فقال له صاحب الفرس: شاكه أبا يسار، يعني أقصد في مدحك، وقارب الموصوف في وصفك وشابهه. وقوله: أبا يسار. نداء لا مفعول شاكه. يضرب لمن يبالغ في وصف الشيء.شر ما يجيئك إلى مخة عرقوبويروى: ما يشيئك. ولاشين، بدل من الجيم. وهذه لغة تميم، يقال أجأته إلى كذا أي ألجأته والمعنى: ما ألجأك إليها إلا شر، أي فقر وفاقة، وذلك أن العرقوب لا مخ له وإنما يحوج إليه من لا يقدر على شيء. يضرب للمضطر جداً.شر الرأي الدبريوهو الرأي الذي يأتي ويسنح بعد فوت الأمر، مأخوذ من دبر الشيء، وهو آخره. يقال: فلان لا يصلي الصلاة إلا دبرياً أي في آخر وقتها. والمحدثون يقولون دبرياً، بالضم. وقال ابن الأعرابي دبرياً ودبرياً. وقال أبو الهيثم: يجزم الباء. قال القطامي:
شر ما رام امرؤ ما لم ينللا يتعب، ثم لا يحلى ولا يفوز بمطلوبه.شر السير الحقحقةيقال: هي أرفع السير وأتعبه للظهر. ويقال: هي كف ساعة وأتعاب ساعة. قال مطرف بن عبد الله بن الشخير لابنه لما اجتهد في العباد: خير الأمور أوساطها وشر السير الحقحقة.شر المال القلعةوروى أبو زيد، القلعة، بتحريك اللام، يعني المال الذي لا يثبت مع صاحبه مثل العارية والمستأجر من قولهم: مجلس قلعة، إذا احتاج صاحبه كل ساعة أن يقوم وينتقل. يقال: إياك وصدر المجلس فإنه مجلس قلعة.شر يوميها وأغواه لهاأصله أن امرأة من طسم يقال لها عنز أخذت سبية فحملوها في هودج وألطفوها بالقول والفعل فعند ذلك قالت: شر يوميها وأغواه لها. تقول شر أيامي حين صرت أكرم للسباء. قال أبو عبيد: وفيها بيت سائر وهو:
شر أيام الديك يوم تغسل رجلاهويقال: براثنه. وذلك أنه إنما يقصد إلى غسل رجليه بعد الذبح والتهيئة للاستواء. قال الشيخ علي بن الحسن الباخرزي في بعض مقطعاته يشكو قومه:
|
||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
شر المال ما لا يزكى ولا يذكىأي، لا يذبح. يعنون الحمر، لأنه لا زكاة فيها لقوله صلى الله عليه وسلم: "ليس في الجبهة ولا في الكسعة ولا في النخة صدقة". فالجبهة، الخيل. والكسعة، الحمير. والنخة، الرقيق. ويقال البقر العوامل.شوى أخوك حتى إذا أنضج رمدالترميد، القاء الشيء في الرماد. يضرب لمن يفسد اصطناعه بالمن، ويردف صلاحه بما يورث سوء الظن. ويروى عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه مر بدار رجل عرف بالصلاح، فسمع من داره صوت بعض الملاهي فقال: شوى أخوك حتى إذا انضج رمد.شخب في الإناء وشخب في الأرضيقال شخب اللبن والدم إذا خرج كل واحد منهما من موضعه ممتدا. والغابر يشخب ويشخب. والمصدر الشخب بالفتح، والشخب بالضم الاسم. وأصل المثل في الحالب يحلب فتارة يخطئ فيحلب في الأرض وتارة يصيب فيحلب في الإناء. يضرب مثلاً لمن يتكلم فيخطئ مرة ويصيب مرة.شراب بأنقعأي، معاود للأمر مرة بعد مرة وأصله الحذر من الطير لا يرد المشاعر لكنه يأتي المناقع يشرب منها، فكذلك الرجل الكيس الحذر لا يقتحم الأمور. والأنقع، جمع نقع، وهو الأرض الحرة الطين يستنقع فيها الماء، والجمع نقاع وانقع. وهذا مثل قاله ابن جريج في معمر بن راشد.شرق ما بينهم بشرأي، نشب الشر فيهم فلا يفارقهم.شب شوباً لك بعضهيضرب في الحث على أعانة من لك فيه منفعة. وهو مثل قولهم: أحلب حلباً لك شطره. وقد مر في باب الحاء.شمط حب دعددعد اسم امرأة يصرف ولا يصرف قال الشاعر:
شد له حزيمهويقال: حيزومه، وهما الصدر. ومعناه تشمر وتأهب.شرق بالريقأي، ضره أقرب الأشياء إلى نفعه لأن ريق الإنسان أقرب شيء إليه.شنشنة أعرفها من أخزمقال ابن الكلبي: إن الشعر لأبي أخزم الطائي، وهو جد أبي حاتم أو جد جده، وكان له ابن يقال له أخزم، وقيل كان عاقاً، فمات وترك بنين فوثبوا يوماً على جدهم أي أخزم فأدموه فقال:
شريقة تعلم من اطفحيقال: اطفحت القدر، على افتعلت، إذا أخذت طفحاتها، وهي زبدها. وشريقة، امرأة. يضرب لمن يعلم كيفية أمر ويعلم المذنب فيه من البريء.شاهد البغض اللحظومثله: في الحب جليى محب نظره. ومنه قول زهير:
شفيت نفسي وجدعت أنفييضرب لمن يضر بنفسه من وجه ويشتفي من وجه.أشدد يديك بغرزهيضرب لم يحث على التمسك بالشيء ولزومه.شمر وائتزر والبس جلد النمريضرب لمن يؤمر بالجد والأجتهاد.شيطان الحماطةيقال: كأنه شيطان الحماطة، وما هو إلا شيطان الحماطة. يقال ليبيس الأفاني حماط. قال أبو عمرو: الأفاني، من أحرار البقول واحدتها أفانية. والشيطان، الحية، وأضيف إلى الحماط لإلفه إياه كما يقال ضب كدبة وذئب غضى. يضرب للرجل إذا كان ذا منظر قبيح.شهدت بأن الخبز باللحم طيبأن الحباري خالة الكروانويروى بأن الزبد بالتمر طيب. قال أبو عمرو: يضرب عند الشيء يتمنى ولا يقدر عليه.شمر ذيلاً وأدرع ليلاًيضرب في الحث على التشمير والجد في الطلب.أشرق ثبير كيما نغيرأشرق، أي أدخل يا ثبير في الشروق كي نسرع للنحر. يقال أغر الثعب، أي أسرع. قال عمر رضي الله عنه أن المشركين كانوا يقولون: أشرق ثبير كيما نغير، وكانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس. يضرب في الإسراع والعجلة. |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
شرعك ما بلغك المحلأي، حسبك من الزاد ما بلغك مقصدك. ومنه قول الراجز:
أشبه شرج شرجاً لو أن أسيمراًقال أبو عبيد: كان المفضل يحدث أن صاحب المثل لقيم بن لقمان، وكان هو وأبوه قد نزلا منزلاً يقال له شرج، فذهب لقيم يعشي إبله، وقد كان لقمان حسد لقيما وأراد هلاكه فاحتفر له خندقاً وقطع كل ما هناك من السمر ثم ملأ به الخندق فأوقد عليه ليقع فيه لقيم، فلما أقبل عرف المكان، وأنكر ذهاب السمر فعندها قال: أشبه شرج شرجاً لو أن أسيمرا. فشرج ههنا موضع بعينه. والشرج في غير هذا الموضع مسيل الماء من الحرة إلى السهل والجمع شراج. وقوله لو أن أسيمراً كانت فيه أو به، يعني أن هذا الذي أراه الآن هو الذي قبل هذا كان لو أن أسيمراً موجودة. يضرب في الشيئين يتشابهان ويفترقان في شيء.شجر يرفأي يهتز نضارة. ويجوز يرف بالتخفيف من ورف الظل إذا اتسع. وحقه أن يذكر معه الظل، أي شجر يرف ظله. يضرب لمن له منظر ولا مخبر عنده.شر الرعاء الحطمةوهو الذي يحطم الراعية بعنفه. يضرب لمن يلي شيئاً ثم لا يحسن ولايته، وإنما ينبغي أن يكون الراعي كما قال الراعي:
شغل عن الرامي الكنانة بالنبلأصله أن رجلاً من بني فزارة، ورجلاً من بني أسد كانا متواخين وكان راميين لا يسقط لهما سهم، ومع الفزاري كنانة جديدة ومع الأسدي كنانة رثة فأعجبته كنانة الفزاري فقال الأسدي: أينا ترى أرمى أنا أم أنت? قال الفزاري: أنا أرمى منك، وأنا علمتك. قال الأسدي: انصب لي كنانتك وانصب لك كنانتي. فقال له الفزاري: انصب لي كنانتك. فعلق الأسدي كنانته على شجرة ورماها الفزاري، فجعل لا يرمي بسهم إلا شكلها حتى قطعها بسهامه فلما نفدت سهامه قال: انصب لي كنانتك حتى أرميها. فرمى فسدد السهم نحوه فشك كبد الفزاري فسقط الفزاري ميتاً، فأخذ الأسدي قوسه وكنانته. قال الفرزدق:
شق فلان عصا المسلمينإذا فرق جمعهم. قال أبو عبيد: معناه فرق جماعتهم. قال: والأصل في العصا الاجتماع والائتلاف، وذلك أنها لا تدعي عصا حتى تكون جميعاً، فإن انشقت لم تدع عصا. ومن ذلك قولهم للرجل إذا أقام بالمكان، واطمأن به، واجتمع له فيه أمره: قد ألقى عصاه.قال معقر البارقي:
الشجاع موقىوذلك أنه قل من يرغب في مبارزته خوفاً على نفسه. وهذا كما يقال: أحرص على الموت توهب لك الحياة.شخب طمحالشخب، اللبن يمتد من الضرع. يضرب للرجل يكون منه السقطة. ويقال معناه حظ فات، يقال: طمح الشخب، وهو أن يسقط على الأرض فلا ينتفع به.شحمتي في قلعيالقلع، كنف يجعل الراعي فيه أداته. قيل للذئب: ما تقول في غنم يكون معها غلام? قال: أخاف أحدى خطياته، أي سهامه. فقيل: في غنم معها جارية? قال: شحمتي في قلعي، أي أتصرف فيها كما أريد. يضرب للشيء الذي هو في ملك الإنسان يضرب بيده إليه متى شاء، وكذلك إن كان في ملك من لا يمنعه منه. وجمع القلع قلعة وقلاع.أشنأ حق أخيكقال ابن الأعرابي: يقول، سلم إليه حقه فلا تحملنك محبة الشيء أن تمنعه.الشر يبدؤه صغاره |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||
قال أبو عبيد: يقول فاصفح عنه واحتمله لئلا يخرجك إلى أكثر منه. قال مسكين الدارمي:
الشر أخبث ما أوعيت من زاديضرب في اجتناب الذم والشر. قاله أبو عبيد. وهو بيت أوله: الخير يبقى وإن طال الزمان به. وزعموا أن هذا بيت قالته الجن. وقيل بل هو لعبيد بن الأبرص.الشحيح أعذر من الظالمقال أبو عبيد: هذا مثل مبتذل عند العامة وإنما نراهم جعلوا له عذراً إذا ُكان استقاؤه ماله ليصون به وجهه وعرضه عن مسألة الناس. يقولون فهذا ليس بمليم إنما هو تارك للفضل، ولا عتب على من حفظ شيئه إنما يلزمه اللائمة الآخذ مال غيره. قال: وهاذ ُكالمثل الذي يلوم الممسك هو الذي قد ألام في فعله لا الحافظ له. وقال أبو عمرو: الشحيح أعذر من الظالم، أي من بخل عليك بماله فشتمته فقد ظلمته وهو أعذر منك. قالوا: إن أول من قال ذلك عامر بن صعصعة وكان جمع بنيه عند موته ليوصيهم، فمكث طويلاً لا يتكلم، فاستحثه بعضهم فقال: إليك يساق الحديث. ثم قال: يا بني جودوا ولا تسألوا الناس، وأعلموا أن الشحيح أعذر من الظالم، أي من بخل عليك بماله فشتمته فقد ظلمته وهو أعذر منك. قالوا: أن أول من قال ذلك عامر بن صعصعة وكان جمع بنيه عند موته ليوصيهم، فمكث طويلاً لا يتكلم، فاستحثه بعضهم فقال: إليك يساق الحديث. ثم قال: يا بني جودوا ولا تسألوا الناس، واعلموا أن الشحيح أعذر من الظالم، وأطعموا الطعام ولا يستذلن لكم جار.شربنا على الخسفأي، على غير أكل. من قولهم: باتت الدابة على الخسف، أي على غير علف. وكذلك بات القوم على الخسف، أي جياعاً. قلت: واصل الخسف الذل والمشقة. يقال: سامه خسفاً وخسفاً، بالضم، أي كلفه مشقة وذلاً، وفي كل ما تقدم ضرب من الذل ونوع من المشقة.اشتر لنفسك وللسوقأي اشتر ما ينفق عليك إذا بعته.اشتدي زيمالاشتداد، العدو. وزيم اسم فرس. يضرب في انتهاز الفرصة.الشعير يؤكل ويذمويقال: خبز الشعير يؤكل ويذم. وهذا كالمثل الآخر: أكلاً وذماً.أشوار عروس ترىالشوار، الفرج. قالته الزباء لجذيمة، وقد مر ذكرها في باب الخاء، والتقدير: أترى شوار عروس? تتهكم بجذيمة. يضرب عند الهزء.شبر فتشبرأي، أكرم فاستحمق وعظم فتعظم. والشبر، القربان الذي يقرب. ومعناه قرب فتقرب. يضرب للذب يجاوز قدره.شعبان في يده كسرةيضرب لمن ماله يربي على حاجته.شيئاً ما يطلب السوط إلى الشقراءأي يطلب العدو. وأصله أن رجلاً ركب فرساً له شقراء فجعل كلما ضربها زادته جرياً. يضرب لمن طلب حاجة وجعل يدنو من قضائها والفراغ منها. وما، صلة. قاله أبو زيد.شم خمارها الكلبيضرب للمرأة إذا كانت سهكة الريح. ويقال ذلك للفاجرة أيضاً.شفاؤه نكء الدبرأي ألق الشر بمثله. يضرب لمن لا يصلح إلا على الذل.الشر للشر خلقكقولهم: الحديد بالحديد يفلح.أشئت عقيل إلى عقلكعقيل، اسم رجل. وأشئت، ألجئت. يريد لما ألجئت إلى عقلك ووكلت إلى رأيك جلباً إليك ما تكره. قال أبو عمرو: اشئت إلى عقلك يا عقيل. قال: والعقل، العرج. وكان عقيل أعرج. يضرب هذا للرجل يقع في أمر يهتم للخروج منه فيقال اضطررت إلى نفسك فاجتهد وإن كنت عليلاً، إذا اجتهدت كنت قمنا أن تنجو.شبعنان مقصور لهيضرب لمن حسن حاله بعد الهزال. مثل قولهم: القيد والرتعة. والقصر، الحبس. وقوله: مقصور له، أي محبوس لنفسه، لأن فائدة حبسه ترجع إليه وهو سمنة وحسن حاله.أشدد حيازيمك لذلك الأمرأي، وطن نفسك عليه وخذه بجد. قال أحيحة بن الجلاح لابنه:
شيخ يعلل نفسه بالباطل |
|||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
يضرب للعنين، أو الشيخ الكبير الذي لا يقدر على الباه. شاخس له الدهر فاهأي، تغير عما كان له عليه من قولهم تشاخست أسنانه إذا اختلفت نبتتها.شق عصاهم نوى شجورأي مخالفة بعيدة. وشجور، من قولهم: ما شجرك عن كذا? أي ما صرفك? ونوى شجور، بعد بعيد يصرف القاصد له لغور بعده.الشرط أملك عليك أم لكيضرب في حفظ الشرط يجري بين الأخوان.الشر قليله كثيرهذا قريب من قولهم: الشر تحقره وقد ينمي.الشيب قناع المقتيعني أن الغواني تمقت المشايخ. كما قال:
الشباب مطية الجهلويروى: مظنة الجهل. أي منزله ومحمله الذي يظن به.شر العيشة الرمقالعيشة، العيش. والرمق، جمع رمقة، وهي البلغة التي يتبلغ بها. ويروى: الرمق، أي العيش الرمق، وهو الذي يمسك الرمق. يضرب في ضيق المعيشة وشدتها.الشماتة لومقاله أكثم بن صيفي التميمي. أي لا يفرح بنكبة الإنسان إلا من لؤم أصله. وقال:
الشر كشكلهأي الشر يشبه بعضه بعضاً. ويروى الشيء كشكله.شر من المرزئة سوء الخلف منهاالمرزئة، الرزء، وهو المصيبة. يضرب للخلف قام مقام الخلف. وقيل أراد بالخلف ما يستوجبه من الصبر إن صبر وسوؤه أن يحبط ذلك بالجزع.شر من الموت ما يتمنى معه الموتيضرب في الداهية الدهياء.شر اللبن الوالجيقال ولج إذا دخل، يريد شر اللبن ما دخل بيتك، يحث على بذل اللبن للضيف وإيثاره على نفسك وولدك. يضرب في الحث على الإحسان إلى الناس. وقيل الوالج ما يرد في الضرع بأن يرش عليه الماء. قال الحرث بن حازة لابنه عمرو:
أشربتني ما لم أشربأي أدعيت علي ما لم أفعل.الشبهة أخت الحراميضرب للشيئين لا يكون بينهما كثير بون.الشر خير إذا كان مشتركايضرب في تهوين الأمر العظيم يهجم على الخق الكثير.الشبعان يفت للجائع فتاً بطيئاًيضرب لمن يلا يهتم بشأنك ولا يأخذه ما أخذك.شقشقة هدرت ثم قرتالشقشقة، شيء كالرئة يخرجها البعير من فيه إذا هاج. وإذا قالوا للخطيب ذو شقشة فإنما يشبه بالفحل. ولأمير المؤمنين علي رضي الله عنه خطبة تعرف بالشقشقية لأن ابن عباس رضي الله عنهما قال له حين قطع كلامه: يا أمير المؤمنين لو أطردت مقالتك من حيث أفضيت. فقال: هيهات يا ابن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرت.شر الضروع ما در على العصبوهو أن يشد فخذ الناقة حتى تدر. ويقال لتلك الناقة عصوب.شر الناس من ملحه على ركبتهيضرب للنزيق السريع الغضب، وللغادر أيضاً. قلت: هذا لفظ يحتاج إلى شرح. والأصل فيه أن العرب تسمي الشحم ملحاً لبياضه وتقول: أملحت القدر، إذا ُجعلت فيها الشحم. وعلى هذا فسر قوله:
أشأم كل امرئ بين فكيه |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||
ويروى: لحييه، وهما واحد. وأشأم، بمعنى الشؤم كقوله: فتنتج لكم غلمان أشأم. أي غلمان شؤم. يراد أن شؤم كل إنسان في لسانه، وهذا كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أيمن امرئ وأشأمه بين لحييه". وكما قيل: مقتل الرجل بين فكيه. قال أبو الهيثم: للعرب أشياء جاؤا بها على أفعل هي كالأسامي عندهم في معنى فاعل أو فعيل أو فعل كقولهم أشأم كل امرئ بين لحييه، بمعنى شؤم. و كقولهم المرء بأصغريه، أي بصغيريه. وكقولهم أني منه لأوجل وأوجر، أي وجل ووجر، أي خائف. وكقول الشاعر:
أشبه فلان أمهيضرب لمن يضعف ويعجز.شجي بريقهإذا غص بريقه. يضرب لمن يؤتى من مأمنه.شديد الحجزةقالوا: هي معقد الأزار. يضرب للصبور على الشدة والجهد. وسئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن بني أمية فقال: أشدنا حجزاً وأطلبنا للأمر لا ينال فينالونه.شر أهر ذا نابيقال: أهر، إذا حمله على الهرير. وشر، رفع بالابتداء وهو نكرة، وشرط النكرة أن لا يبتدأ بها حتى تخصص بصفة كقولنا رجل من بني تميم فارس، وابتدأ بالنكرة ههنا من غير صفة، وإنما جاز ذلك لأن المعنى ما أهر ذا ناب الأشر. وذو الناب السبع. يضرب في ظهور إمارات الشر ومخايله.اشدد حظني قوسكهذا من أمثال بني أسد. وحظني اسم رجل. ويضرب عند الأمر بتهيئة الأمر والاستعداد له.شرب فما نقع ولا بضعيقال بضعت من الماء بضعاً رويت ونقعت، أي شفيت غليلي. يضرب لمن لا يسأم أمراً.شهر ثرى وشهر ترى وشهر مرعىيعنون شهور الربيع، أي يمطر أولاً، ثم يطلع النبات فتراه، ثم يطول فترعاه النعم. وأرادوا شهر ثرى لا فيه وشهر ترى فيه فحذفا كما قال:
شعبت قومي شعوبالشعب، من الأضداد، يكون بمعنى الجمع وبمعنى التفريق، وهو بمعنى التفريق ههنا. وشعوب، اسم للمنية لأنها تشعب بين الناس، أي تفرق. يضرب عند تفرق القوم.شوف النحاس يظهر النحاساالشوف، الجلاء. يقال: شفته، إذا جلوته. يقول: إذا شفت النحاس فإن شوفه لا يخرجه من النحاسية. يضرب للئيم يحث على الكرم فيأباه.شريب جعد قروه المقيرالشريب، الذي يشاربك. وجعد، اسم رجل. والقرو، أصل شجرة ينقر فيجعل كالحوض يصب فيه العصير. والمقير المطلي بالقير. يضرب للبخيل لا فضل عنده يعطى أحداً.شنوة بين يتامى رضعالشنؤة، ما يستقدر من القول والفعل. يضرب لقوم اجتمعوا على فجور وفاحشة، ليس فيهم مرشد ولا ناه.شيك بسلاءة أم جندعالسلاءة، شوكة النخل. وأم جندع امرأة. يضرب لمن يؤتى من مأمنه.شر دواء الإبل التذبيحوذلك إن السنة إذا كانت مجدبة يخاف منها على الإبل ذبحوا أولادها لتسلم الأمهات. يضرب لمنن فر من أمر فوقع في شر منه.شم بخنابة أم شبلالخنابة، ما لان من الأنف مما يلي الخد. وأما شبل الأسد. يضرب للمتكبر.شمر ثروان وصاو هكعةيقال رجل ثروان إذا كان كثير المال. والصاوي، اليابس، يقال صوى يصوي صوياً إذا يبس. والهكعة، الأحمق الكسلان. يضرب للغني المشمر الجاد في أمره يباهيه ويباريه كسلان رث الحال فمن أين يلتقيان.شيخ بحوران له ألقابحوران، من أرض الشام. وبعده: الذئب والعقعق والغراب. يضرب لمن يظهر للناس العفاف والصلاح ومن حقه أن يحترز من قربه.شهر ربيع كجمادى البوسجمادى عبارة عن الشتاء وجمود الماء فيه. يضرب لمن يشكو حاله في جميع الأوقات أخصب أم أجدب.شريف قوم يطعم القديديقال أن القديد شر الأطعمة، والرجل الشريف لا يقدد اللحم، وهذا الشريف يقدد. يضرب لمن يظهر السخاء ولا يرى منه إلا قليل خير.شكوت لوحاً فحزا لي يلمعااللوح، العطش وحزا يحزو حزواً رفع. واليلمع، السراب. يضرب لم يشكو حاله إلى صاحب له فأطمعه فيما لا مطمع فيه.شمل تعالى فوق خصبات الدقلالشمل والشل ما يبقى على النخل بعد الصرام. والخصبة، النخلة الكثيرة الحمل. قال الأعشى: |
||||||||||
|
|
||||||||||
شوال عين يغلب الضماراالشوال، الشيء القليل. والضمار، النسيئة. والعينن النقد. والمعنى: قليل النقد خير من النسيئة. قاله أبو جابر بن مليل الهذلي، أيام حاصر الحجاج بن يوسف عبد الله بن الزبير، وكان عبد الله يحسن الوعد، ويطيل الإنجاز، وكان الحجاج يفجأ أصحابه بالعطيات، فقيل لأبي جابر: كيف ترى ما نحن فيه? فقال هذا القول. فذهب مثلاً.أشرى الشر صغارهأي، ألجه وأبقاه من قولهم: شري البرق، إذا ُكثر لمعانه، وشري الفرس، إذا ُلج في سيره. قالوا إن صياداً قدم بنحي من عسل ومعه كلب له، فدخل على صاحب حانوت فعرض عليه العسل ليبيعه منه فقطر من العسل قطرة فوقع عليها زنبور، وكان لصاحب الحانوت ابن عرس، فوثب ابن عرس على الزنبور فأخذه، فوثب كلب الصائد على ابن عرس فقتله، فوثب صاحب الحانوت على الكلب فضربه بعصا ضربة فقتله، فوثب صاحب الكلب على صاب الحانوت فقتله، فاجتمع أهل قرية صاحب الحانوت فوثبوا على صاحب الكلب فقتلوه، فلما بلغ ذلك أهل قرية صاحب الكلب اجتمعوا فاقتتلوا هم وأهل قرية صاحب الحانوت حتى تفانوا، فقيل هذا المثل في ذلك.أشب لي أشباباًقال أبو زيد: إذا عرض لك إنسان من غير أن تذكره قلت هذا. أي رفع لي رفعاً. قلت: وأصله من شب الغلام يشب إذا ُترعرع وارتفع، وأشبه الله أشباباً. أي رفعه. يضرب في لقاء الشيء فجأة.شر مرغوب إليه فصيل ريانوذلك أن الناقة لا تكاد تدور إلا على ولد أو على بو، فإذا كان الفصيل ريان لم يمرها فبقي أربابها من غير لبن. يضرب للغني التجأ إليه محتاج.شوق رغيب وزبير أصمعقيل الشوق ههنا الشقو وهو فتح الفم فقدم الواو في المصدر والفعل جاء على أصله. يقال شقا فمه يشقوه إذا ُفتحه. والزبير، اللقمة. والأصمع، الصغير. يضرب لمن وعد وأكد ثم لا يفي بشيء مما قال، وإن وفي قل وصغر.شر إخوانك من لا تعاتبهذا كقولهم: معاتبة الأخ خير من فقده. أي لأن تعاتبه ليرجع إلى ما تحب خير من أن تقطعه فتفقده. وقوله من لا تعاتب، أي لا تعاتبه. ومن روى بالياء أراد من لا يعاتبك.الشمس أرحم بنايعني أنها دثارهم في الشتاء كما قال الشاعر:
شدة الحذر متهمةأي موقعة في التهمة.شنئتهار في أهلها=من قبل أن ترءى إليأي أبغضتها من قبل أن تزف إلي. يضرب للمشنوء. قلت: كذا وجدت هذا المثل من: قبل أن تزءى. والصواب: تزوى، أي تضم وتجمع، وإلا فليس لهذا التركيب ذكر في كتب اللغة. ويمكن أن يحمل على أن الهمزة بدل من الهاء، أي تزهى، ومعناه ترفع يقال: زها السراب الشيء يزهاه إذا رفعه.شفرت له الدنيا برجلهاشفرت، أي رفعت. والباء، في برجلها زائدة. يضرب لمن ساعدته الدنيا فنال منها حظه.شر الأخلاء خليل يصرفه واشيضرب للكثير التلون في الوداد.اشرب تشبع واحذر تسلم واتق توقهقال أبو عبيد: يضرب في التوقي في الأمور. قال: وهو في بعض كتب الحكمة. قلت: والهاء في قوله توقه يجوز أن تكون للسكت، ويجوز أن تكون كناية عن الشر، كأنه قال اتق الشر توقه.شاور في أمرك الذين يخشون اللههذا يروى عن عمر رضي الله عنه.شدة الحرص من سبل المتالفيضرب في الشهوان الحريص على الطعام وغيره.شوى زعم ولم يأكليعني: زعم أنه تولى شيه ثم لم يأكل. يضرب لمن تولى أمراً ثم نزع نفسه منه.شغل الحلي أهله أن يعاراأي، أهل الحلي احتاجوا أن يعلقوه على أنفسهم، فلذلك لا يعيرون. وهذا قريب من قولهم: شغلت شعابي جدواي. يضرب المسؤول شيئاً هو أحوج إليه من السائل.ما على أفعل من هذا البابأشد الرجال الأعجف الأضخميعني المهزول الكبير الألواح.أشأم من البسوس |
||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
هي بسوس بنت منقذ التميمية خالة جساس بن مرة بن ذهل الشيباني قاتل كليب، وكان من حديثه أنه كان للبسوس جار من جرم يقال له سعد ابن شمس، وكانت له ناقة يقال لها سراب، وكان كليب قد حمى أرضاً من أرض العالية في أنف الربيع فلم يكن يرعاه أحد إلا إبل جساس لمصاهرة بينهما، وذلك أن حليلة بنت مرة أخت جساس كانت تحب كليباً، فخرجت سراب ناقة الجرمي في إبل جساس ترعى في حمى كليب، ونظر إليها كليب فأنكرها فرماها بهم فاختل ضرعها فولت حتى بركت بفناء صاحبها وضرعها يشخب دما ولبناً، فلما نظر إليها صرخ يا للذل، فخرجت جارية البسوس ونظرت إلى الناقة فلما رأت ما بها ضربت يدها على رأسها ونادت: وا ذلاه. ثم أنشأت تقول:
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||
أشغل من ذات النحيينهي امرأة من بني تيم الله بن ثعلبة، كانت تبيع السمن في الجاهلية، فأتاها خوات بن جبير الأنصاري يبتاع منها سمناً فلم ير عندها أحداً وساومها فحلت نحياً فنظر إليه ثم قال: أمسكيه حتى أنظر إلى غيره. فقالت: حل نحياً آخر، ففعل، فنظر إليه فقال: أريد غير هذا فامسكيه. ففعلت. فلما شغل يديها ساورها فلم تقدر على دفعه حتى قضى ما أراد وهرب فقال:
?أشأ من خوتعة |
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||
وهو أحد بني عفيلة بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمى بن جديل. ومن حديثه أنه دل كثيف بن عمرو التغلبي على بني الزبان الذهلي لثروة كانت له عند عمرو بن الزبان وكان سبب ذلك أن مالك بن كومة الشيباني لقي كثيف بن عمرو في بعض حروبهم، وكان مالك نحيفاً قليل اللحم، وكان كثيف ضخماً، فلما أراد مالك أسر كثيف اقتحم كثيف عن فرسه لينزل إليه مالك فأوجره مالك السنان وقال: لتستأسرن أو لأقتلنك. فاحتق فيه هو عمرو بن الزبان، وكلاهما أدركه، فقالا: قد حكمنا كثيفاً. يا كثيف، من أسرك? فقال: لولا مالك بن كومة كنت في أهلي. فلطمه عمرو بن الزبان، فغضب مالك وقال: تلطم أسيري. إن فداءك يا كثيف مائة بعير، وقد جعلتها لك بلطمة عمرو وجهك، وجز ناصيته وأطلقه، فلم يزل كثيف يطلب عمراً بالطمة حتى دل عليه رجل من غفيلة، يقال له خوتعة، وقد ندت لهم إبل فخرج عمرو واخوته في طلبها فأدركوها فذبحوا حواراً فاشتووه وجلسوا يتغذون فأتاهم كثيف بضعف عددهم، وأمرهم إذا جلسوا معهم على الغذاء أن يكتنف كل رجل منهم رجلان، فمروا بهم مجتازين، فدعوا فأجابوهم، فجلسوا كما ائتمروا، فلما حسر كثيف عن وجهه العمامة عرفه عمرو فقال: يا كثيف، إن في خدي وفاء من خدك وما في بكر بن وائل خد أكرم منه، فلا تشب الحرب بيننا وبينك. فقال: كلا بل أقتلك وأقتل أخوتك. قال: فإن كنت فاعلاً فأطلق هؤلاء الفتية الذين لم يتلبسوا بالحروب فإن وراءهم طالباً أطلب مني، يعني أباهم. فقتلهم وجعل رؤوسهم مخلاة وعلقها في عنق ناقة لهم يقال لها الديهم، فجاءت الناقة والزبان جالس أمام بيته حتى بركت فقال: يا جارية، هذه ناقة عمرو، وقد أبطأ هو واخوته. فقامت الجارية فجست المخلاة فقالت: قد اصاب بنوك بيض نعام. فجاءت بها إليه، وأدخلت يدها فأخرجت رأس عمرو أول ما أخرجت، ثم رؤوس اخوته وفغسلها ووضعها على ترس وقال: آخر البز على القلوص. قال أبو الندى: معناه هذا آخر عهدي بهم لا أراهم بعده. فأرسلها مثلاً. وضرب الناس بحمل الدهيم المثل فقالوا: أثقل من حمل الدهيم. فلما أصيح نادى: يا صباحاه. فأتاه قومه فقال: والله لأحولن بيتي ثم لا أرده إلى حاله الأول حتى أدرك ثأري وأطفئ ناري. فمكث بذلك حيناً لا يدري من أصاب ولده ومن دل عليهم، حتى خبر بذلك، فحلف لا يحرم دم غفلي حتى يدلوه كما دلوا عليه فجعل يغزو بني غفيلة حتى اثخن فيهم، فبينما هو جالس عند ناره إذ سمع رغاء بعير فإذا رجل قد نزل عنه حتى أتاه فقال: من أنت، فقال: رجل من بني غفيلة. فقال: أنت وقد آن لك. فأرسلها مثلاً. فقال: هذه خمسة وأربعون بيتاً من بني تغلب بالأقطانتين، يعني موضعاً بناحية الرقة، فسار إليهم الزبان ومعه مالك بن كومة. قال مالك: فنعست على فرسي، وكان ذريعاً، فتقدم بي فما شعرت إلا وقد كرع في مقراة القوم، فجذبته فمشى على عقبيه، فسمعت جارية تقول: يا أبت، هل تمشي الخيل على أعقابها? فقال لها أبوها: وما ذاك يا بنية? قالت: رأيت الساعة فرساً كرع في المقراة ثم رجع على عقبيه. فقال لها: أرقدي فإني أبغض الجارية الكلوء العين. فلما أصبحوا أتتهم الخيل دواس، أي يتبع بعضها بعضاً فقتلوهم جميعاً. قوله دواس، كذا أورده حمزة في كتابه، والصواب دوائس، يقال داستهم الخيل بحوافرها، وأتتهم الخيل دوائس، أي يتبع بعضها بعضاً. ووجدت في بعض النسخ يقال: دست الخيل تدس دساً إذا تبع بعضها بعضاً. وأنشد: ?خيلاً تدس إليهم عجلاً=وبنو رحائلها ذوو بصر أي ذوو حزم. أشأم من أحمر عادهو قدار بن سالف عاقر. ويقال له أيضاً قدار بن فديرة، وهي أمه، وهو الذي عقر ناقة صالح عليه السلام فأهلك الله بفعله ثمود.??أشهر من الفرس الأبلقويقال أيضاً: أشهر من فارس الأبلق.أشأم من داحس |
||||
|
|
||||||||||||||||||||||
وهو فرس لقيس بن زهير العبسي، وهو داحس بن ذي العقال، وكان ذو العقال. فرساً لحوط بن جابر بن حميري بن رياح بن يربوع بن حنظلة، وكانت أم داحس فرساً لقرواش بن عوف بن عاصم بن عبيد بن يربوع، يقال لها جلوى، وإنما سمي داحساً لأن بني يربوع احتملوا سائرين في نجعة لهم، وكان ذو العقال من ابنتي حوط بن جابر يجنبانه، فمرت به جلوى فلما رآها ذو العقال ودى، فضحك شاب منهم، فاستحيت الفتاتان فأرسلتاه فنزا على جلوى، فوافق قبولها، فاقصت ثم أخذه لهما بعض رجال القوم، فلحق بهم حوط، وكان رجلاً سيئ الخلق، فلما نظر إلى عين فرسه قال: والله لقد نزا فرسي، فأخبراني ما شأنه. فأخبرتاه بما كان فنادى: يال رياح، والله لا أرضى حتى آخذ ماء فرسي. قال بنو ثعلبة: والله ما استكرهنا فرسك وما كان إلا منفلتاً. قال: فلم يزل الشر بينهم حتى عظم، فلما رأوا ذلك قالوا: ما تريدون يا بني رياح? قالوا: نريد ماء فرسنا. قالوا: فدونكم الفرس. فسطا عليها حوط وجعل يده في ماء وملح ثم أدخلها في رحمها ودحس بها حتى ظن أنه فتح الرحم وأخرج الماء، واشتملت الرحم على ما فيها فنتجها قرواش بن عوف داحساً، فسمي داحساً لذلك. والدحس، إدخال اليد بين جلد الشاة ولحمها حين يسلخها. ثم رآه حوط فقال: هذا ابن فرسي. فكرهوا الشر فبعثوا به إليه مع لقوحين وراوية من لبن فاستحيا فرده إليهم. وهو الذي ذكره جرير حيث يقول:
أشأم من قاشرهو فحل لبني عوافة بن سعد ين زيد مناة بن تميم، وكان لقوم إبل تذكر، فاستطرقوه رجاء أن يؤنث إبلهم فماتت الأمهات والنسل. ويقال: قاشر اسم رجل وهو قاسر بن مرة أخو زرقاء اليمامة، وهو الذي جلب الخيل إلى جو حتى استأصلهم.أشجع من ليث عفرينزعم الأصمعي أنه دابة مثل الحرباء تتعرض للراكب وتضرب بذنبها. وقالوا: هو منسوب إلى عفرين اسم بلد. ويقال: ليث عفرين دويبة مأواها التراب السهل في أصول الحيطان تدور ثم تندس في جوفها فإذا هيجت رمت بالتراب صعداً. وقال الجاحظ: إنه ضرب من العناكب يصيد الذباب صيد الفهود، وهو الذي يسمى الليث وله ست عيونه، فإذا رأى الذباب لطئ بالأرض وسكن أطرافه فمتى وثب لم يخطئ. ويقولون في سن الرجل: ابن العشر سنين لعاب بلقلين، وابن العشرين باغي نسين، أي طالب نساء، وابن الثلاثين أسعى الساعين، وابن الأربعين أبطش الباطشين، وابن الخمسين ليث عفرين، وابن الستين مؤنس الجليسين، وابن السبعين أحكم الحاكمين، وابن الثمانين أسرع الحاسبين، وابن التسعين أحد الأرذلين، وابن المائة لا حاء ولا ساء، أي لا رجل ولا امرأة.أشد حمرة من بنت المطروهي دويبة حمراء تظهر غب المطر.أشأم من حميرةهي فرس شيطان بن مدلج الجشمي، ثم أحد بني إنسان. وكان من حديثه أن بني جشم ابن معاوية أسهلوا قبل رجب بأيام يطلبون المرعى فأقلت حميرة فجاء صاحبها يريفها عامة نهاره حتى أخذها. وخرجت بنو أسد وبنو ذبيان غازين فرأوا آثار حميرة فقالوا: إن هؤلاء لقريب منكم. فاتبعوا آثارها حتى هجموا على الحي فغنموا وذلك يوم بيسان. فقال شيطان يذكر شؤمها:
أشأم من منشم |
||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||
ويقال أشأم من عطر منشم. وقد اختلف الرواة في لفظ هذا الاسم ومعناه وفي اشتقاقه وفي سبب المثل. فأما اختلاف لفظه فإنه يقال منشِم ومنشَم ومشام. وأما اختلاف معناه فإن أبا عمرو بن العلاء زعم أن المنشم الشر بعينه. وزعم آخرون أنه شيء يكون في سنبل العطر يسميه العطارون قرون السنبل وهو سم ساعة قالوا وهو البيش. وقال بعضهم إن المنشم ثمرة سوداء منتنة. وزعم قوم أن منشم اسم امرأة. وأما اختلاف اشتقاقه فقالوا إن منشم اسماً واحداً، وكان الأصل، من شم، فحذفوا الميم الثانية من شم وجعلوا الأولى حرف أعراب. وقال آخرون هو من نشم إذا بدأ يقال نشم فقي كذا إذا أخذ فيه، يقال ذلك في الشر دون الخير. وفي الحديث: لما نشم الناس في عثمان، أي طعنوا فيه. فأما من رواه مشأم فإنه يجعله اسماً مشتقاً من الشؤم. وأما اختلاف سبب المثل فإنما هو في قول من زعم أن منشم اسم امرأة، وهو أن بعضهم يقول: كانت منشم عطارة تبيع الطيب فكانوا إذا قصدوا الحرب غمسوا أيديهم في طيبها وتحالفوا عليه بأن يستميتوا في تلك الحرب، ولا يولوا أو يقتلوا، فكانوا إذا دخلوا الحرب بطيب تلك المرأة يقول الناس: قد دقوا بينهم عطر منشم. فلما كثر منهم هذا القول سار مثلاً، فممن تمثل به زهير بن أبي سلمى حيث يقول:
أشأم من رغيف الحولاءقالوا أنها كانت خبازة. ومن حديثها، فيما ذكر ابن أخي عمارة بن عقيل ابن بلال بن جرير، إن هذه الخبازة كانت في بني سعد بن زيد مناة بن تميم فمرت بخبزها على رأسها فتناول رجل منهم على رأسها رغيفاً فقالت له: والله ما لك علي حق، ولا استطعمتني، فيم أخذت رغيفي? أما إنك ما أردت بما فعلت ألا أبس فلان، رجل كانت في جواره. فثار القوم فقتل بينهم ألف إنسان.أشأم من طير العراقيبهو طير الشؤم عند العرب، وكل طائر يتطير منه للإبل فهو طير عرقوب لأنه يعرقبها.أشأم من الأخيلهو الشقراق وذلك أنه لا يقع على ظهر بعير دبر الأجزل ظهره. قال الفرزدق يخاطب ناقته:
|
||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ويروى: من طير الأشائم. ويقال بعير مخيول، إذا وقع الأخيل على عجزه فقطعه، ويسمونه مقطع الظهور. وإذا لقي الأخيل منهم مسافر تطير وأيقن بالعقر في الظهر أن لم يكن موت، وإذا عاين أحدهم شيئاً من طير العراقيب قالوا: أتيح له أبنا عيان، كأنه قد تعاين القتل أو العقر. وإذا تكهن كاهنهم، أو زجر زاجر طيرهم، أو خط خاطهم فرأي في ذلك ما يكره قال: أبنا عيان أظهرا البيان. ويورى: أسرعا البيان. وهما خطان يخطهما الزاجر ويقول هذا اللفظ كأنه بهما ينظر إلى ما يريد أن يعلمه. ويروى: ابني عيان أظهرا البيان، على النداء، أي يا ابني عيان أظهر البيان. أشأم من غراب البينإنما لزمه هذا الاسم لأن الغراب إذا بان أهل الدار للنجعة وقع في موضع بيوتهم يتلمس ويتقمم فتشاءموا به وتطيروا منه إذ كان لا يعتري منازلهم إلا إذا باتوا فسموه غراب البين، ثم كرهوا إطلاق ذلك الاسم مخافة الزجر والطيرة، وعلموا أنه نافذ البصر، صافي العين حتى قالوا: أصفى من عين الغراب. كما قالوا: أصفى من عين الديك، وسموه الأعور كناية كما كنوا طيرة عن الأعمى فكنوه أبا بصير، وكما سموا الملدوغ والمنهوس السليم، وكما قالوا للمهالك من الفيافي المفاوز وهذا كثير. ومن أجل تشاؤمهم بالغراب اشتقوا من اسمه الغربة والاغتراب والغيب، ولي في الأرض بارح ولا نطيح ولا قعيد ولا أعضب ولا شيء مما يتشاءمون به إلا والغراب عندهم أنكد منه ويرون إن صياحاً أكثر إخباراً وإن الزجر فيه أعم. قال عنترة:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
أشأم من ورقاءيعنون الناقة، وهي مشئومة، وذلك أنها ربما نفرت فذهبت في الأرض. وهذا المثل ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام ولم يعتل فيه بأكثر من هذا. قاله حمزة. قلت: روى أبو الندى أشأم من زرقاء. وقال: هي اسم ناقة نفرت براكبها فذهبت في الأرض.أشم من نعامة ومن ذئب ومن ذرةقالوا: أن الرأل يشم ريح أبيه وأمه وريح الضبع والإنسان من كل مكان بعيد. وزعم أبو عمرو الشيباني أنه سأل الأعراب عن الظليم هل يسمع? فقالوا: لا، ولكن يعرف بأنفه ما لا يحتاج معه إلى سمع. قال: وإنما لقب بيهس بنعامة لأنه كان شديد الصمم. والذئب يشم ويستروح من ميل وأكثر من ميل. والذرة تشم كرجل الجرادة تنبذها من يدك في موضع لم تر فيه ذرة قط ثم لا تلبث أن ترى الذر إليها كالخيط الممدود.أشهر من فلق الصبحوالأصل اللام. قال الله تعالى: "قل أعوذ برب الفلق". يعني الصبح ويقال: يعني الخلق. ويقال: الفلق اسم واد في جهنم. فأما قولهم أشهر وأبين من فلق الصبح فيجوز أن يكون فعلاً في معنى مفعول كأنه من مفلوق الصبح. والأصل من الصبح المفلوق الذي الله فالقه. وإن جعلت الفلق الصبح نفسه كما قال ذو الرمة:
أشبه به من التمرة بالتمرةفي هذا حديث، وذلك أن عبيد الله بن زياد بن ظبيان، أحد بني تيم اللات بن ثعلبة، دخل على عبد الملك بن مروان وكان أحد فتاك العرب في الإسلام، وهو الذي حز رأس مصعب بن الزبير فدخل به على عبد الملك ابن مروان وألقاه بين يديه فسجد عبد الملك وكان عبد الله هذا يقول بعد ذلك: ما رأيت أعجز مني أن لا أكون قتلت عبد الملك فأكون قد جمعت بين قتلي ملك العراق وملك الشام في يوم واحد. وكان يجلس مع عبد الملك على سريره بعد قتله مصعب بن الزبير فبرم به فجعل له كرسياً يجلس عليه، فدخل يوماً وسويد بن منجوف السدوسي جالس على السرير مع عبد الملك فجلس على الكرسي مغضباً. فقال له عبد الملك: يا عبيد الله، بلغني أنك لا تشبه أباك. فقال: لأنا أشبه بأبي من التمرة بالتمرة، والبيضة بالبيضة، والماء بالماء، ولكني أخبرك، يا أمير المؤمنين، عمن لا تنضجه الأرحام، ولا ولد لتمام، ولا أشبه الأخوال والأعمام. قال: ومن ذلك? قال: سويد بن منجوف. فقال عبد الملك: سويداً كذلك أنت? فقال: إنه ليقال ذلك. وإنما عرض بعبد الملك لأنه ولد لسبعة أشهر. فلما خرجا قال له عبيد الله: والله يا ابن عمي ما يسرني بحملك على حمر النعم. فقال له سويد: وأنا والله ما يسرني بجوابك إياه سود النعم.أشره من الأسدوذلك أنه يبتلع البضعة العظيمة من غير مضغ. وكذلك الحية لأنهما واثقان بسهولة المدخل وسعة المجرى.أشهى من كلبة حوملقلت: أشهى، من قولهم، شهيت الطعام أشهى شهوة، أي اشتهيته. ويقال: رجل شهوان، وامرأة شهوى، ورجال ونساء شهاوي، وأشهى أشد شهوة، وذلك أنها رأت القمر طالعاً فعوت إليه تظنه لاستدارته رغيفاً. وحومل، امرأة من العرب كانت تجيع كلبة لها. وقد ذكرت قصتها في حرف الجيم.أشبق من حبىهي امرأة مدنية كانت مزواجاً فتزوجت على كبر سنها فتى يقال له ابن أم كلاب، فقام ابن لها كهل فمشى إلى مروان بن الحكم وهو والي المدينة وقال: إن أمي السفيهة على كبر سنها وسني تزودت شاباً مقتبل السن فصيرتني ونفسها حديثاً. فاستحضرها مروان وابنها فلم تكترث لقوله. ولكنها التفت إلى ابنها وقالت: يا برذعة الحمار، أما رأيت ذلك الشاب المقدود العنطنط والله ليصرعن أمك بين الباب والطاق فليشفين غليلها ولتخرجن نفسها دونه، ولوددت أنه ضب وأني ضبيبته وقد وجدنا خلاء. فانتشر هذا الكلام عنها فضربت بها الأمثال. فممن ضرب في الشعر المثل بها هدبة بن الخشرم العذري قال:
|
||||||||||||||||
|
|
||||||||||
وكانت نساء المدينة تسمين حبى حواء أم البشر لأنها علمتهن ضروباً من هيئات الجماع، ولقبت كل هيئة منها بلقب منها: القبع، والغربلة، والتخير، والرهز. فذكر الهيثم بن عدي أنها زوجت بنتاً لها من رجل ثم زارتها وقالت: كيف ترين زوجك? قالت: خير زوج، أحسن الناس خلقاً وخلقاً، وأوسعهم رحلاً وصدراً، يملأ بيتي خيراً وحري أيراً إلا أنه يكلفني أمراً صعباً قد ضقت به ذرعاً. قالت: وما هو? قالت: يقول عند نزول شهوته وشهوتي، انخري تحتي. فقالت حبى: وهل يطيب نيك بغير رهز ونخير? جاريتي حرة إن لم يكن أبوك قدم من سفر وأنا على سطح مشرفة على مر بدابل الصدقة، وكل بعير هناك قد عقل بعقالين، فصرعني أبوك، ورفع رجلي، وطعنني طعننة نخرت لها نخرة نفرت منها إبل الصدقة نفرة قطعت عقلها وتفرقت فما أخذ منها بعيران في طريق، فصار ذلك أول شيء نقم على عثمان، وما كان له في ذلك ذنب، الزوج طعن، والزوجة نخرت، والإبل نفرت فما ذنبه? أشبق من جمالةهو رجل من بني قيس بن ثعلبة دخل على ناقة له في العطنى باركة تجتر فجعل ينيكها، فقامت الناقة وتشبث ذيله بمؤخر كورها، فأتت به كذلك وسط الحي والقوم جلوس، فجرت فيه هذه الأمثال فقالوا: أشبق من جمالة. وأخرى من جمالة. وأفضح من جمالة. وأرفع مناكاً من جمالة.أشرد من خفيددهو الظليم الخفيف السريع. من خفد إذا أسرع وقال:
أشرد من ورلهو دابة تشبه الضب. ويقال أيضاً: أشرد من ورل الحضيض. وذلك أنه إذا رأى الإنسان مر في الأرض لا يرده شيء.أشكر من بروقةهي شجرة تخضر من غير مطر، بل تنبت بالسحاب إذا نشأ فيما يقال.أشكر من كلبقال محمد بن حرب: دخلت على العتابي بالمخرم فرأيته على حصير وبين يديه شراب في إناء، وكلب رابض في الفناء، يشرب كأساً ويولغه أخرى. قال: اسمع، أنه يكف عني أذاه، ويكفيني أذى سواه، ويشكر قليلي، ويحفظ مبيتي ومقيلي، فهو من بين الحيوان خليلي. قال ابن حرب: فتمنيت والله أن أكون كلباً له لأحوز هذا النعت منه. وقولهم:أشره من وافد البراجمقد ذكرت قصته في أول الكتاب عند قولهم: إن الشقي وافد البراجم.أشقى من راعي بهم ثمانينقد مر ذكره في باب الحاء في قولهم: أحمق من راعي ضأن ثمانين.أشعث من قتادةهي شجرة شديدة الشوك، وهذا أفعل من شعث أمره يشعث شعثاً فهو شعث، إذا انتشر. يقال: لم الله شعثك. أي ما انتشر من أمرك.أشح من ذات النحيينقد ذكرت قصتها في هذا الباب عند قولهم: أشغل من ذات النحيين.أشد من لقمان العاديقالوا أنه كان يحفر لإبله بظفره حيث بدا له إلا الصمان والدهناء فإنهما غلبتاه بصلابتهما.أشد من فيلٍقال حمزة: إن الهند تخبر عنه إن شدته وقوته مجتمعان في نابه وخرطومه، ثم زعموا أن قرنه نابه وإن خرطومه أنفه وأوردوا من الحجة على ذلك أن نابيه خرجا مستطيلين حتى خرقا الحنك وخرجا أعقفين. قالوا: ودليلنا على ذلك أنه لا يعض بهما كما يعض الأسد بنابه بل يستعملهما كما يستعمل الثور قرنه عند القتال والغضب، وأما خرطومه فهو وإن كان أنفه فإنه سلاح من أسلحته ومقتل من مقاتله أيضاً.أشد من فرسٍهذا يجوز أن يكون من الشدة، ومن الشد أيضاً، وهو العدو.أشأى من فرسهذا من الشاو، وهو السبق. يقال: شأوت وشأيت.أشد قويس سهمايقال هذا في موضع التفضيل. ومثله: هو أعلاهم ذا فوق. أي سهما.أشرب من الهيموهي الإبل العطاش. قال الله تعالى: فشاربون شرب الهيم. وهو جمع أهيم وهيماء من الهيام، وهو أشد العطش. وقال الأخفش: هي الرمل. جعله من الهيام وهو الرمل الذي لا يتماسك في اليد. قلت: هذا وجه جيد، إلا أن جمعه هيم، مثال قذال وقذل. ثم يجوز أن يقدر سكون الياء فيصير فعلاً مثل قذل وسحب، في تخفيف قذل وسحب، ثم فعل به ما فعل بعين وبيض ليفرق بني الواوي واليائي. والمفسرون على أنها الإبل العطاش. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: هي التي بها الهيام، وهو داء، فلا تروى. قال الشاعر:
أشرب من رمل |
||||||||||
|
|
|||||||||||||
قال إعرابي يصف حفظه: كنت كالرملة لا يصب عليها ماء إلا نشفته. قال الشاعر:
أشهى من الخمرهذا من المثل الآخر: كالخمر يشتهى شربها ويكره صداعها. وأشهى، أفعل من المفعول يقال: طعام شهي. أي مشتهى، من قولك شهيت الطعام، أي اشتهيته.أشأم من شولة الناصحةيقال أنها كانت أمة لعدوان رعناء وكانت تنصح مواليها فتعود نصيحتها وبالاً عليهم لحمقها.أشهى من كلبة بني أفصىقال المفضل: بلغنا أن كلبة كانت لبني أفصى بن تدمر من بجيلة، وإنها أتت قدراً لهم قد نضج ما فيها فصار كالقطر حرارة فأدخلت رأسها في القدر فنشب رأسها فيها واحترقت، فضربت برأسها الأرض فكسرت الفخارة، وقد تشيط رأسها ووجهها فصارت آية، فضرب الناس بها المثل في شدة شهوة الطعام.أشبه من الماء بالماءقالوا: إن أول من قال ذلك أعرابي ذكر رجلاً فقال: والله لولا شواربه المحيطة بفمه ما دعته أمه باسمه، ولهو أشبه بالنساء من الماء بالماء. فذهبت مثلاً.أشأم من الزماحهذا مثل من أمثال أهل المدينة. والزماح، طائر عظيم زعموا أنه كان يقع على دور بني خطمة من الأوس، ثم في بني معاوية كل عام أيام التمر والثمر فيصيب طعما من مرابدهم ولا يتعرض أحد له فإذا استوفى حاجته طار ولم يعد إلى العام المقبل. وقيل أنه كان يقع على آطام يثرب ويقول: خرب خرب. فجاء كعادته عاماً فرماه رجل فقتله ثم قسم لحمه في الجيران فما امتنع أحد من أخذه إلا رفاعة بن مرار فإنه قبض يده ويد أهله عنه، فلم يحل الحول على أحد ممن أصاب من ذلك اللحم حتى مات، وأما بنو معاوية فهلكوا جميعاً حتى لم يبق منهم ديار. قال قيس بن الخطيم الأوسي:
أشأم من سرابقالوا: هو اسم ناقة البسوس. وقد تقدم ذكرها في هذا الباب.أشأم من طويسقد مر ذكره في باب الخاء عند قولهم: أخنث من طويس.أشهر ممن قاد الجملومن الشمس ومن القمر ومن البدر ومن الصبحومن راية البيطار ومن العلم، يعنون الجبل.ومن قوس قزح ومن علائق الشعر، ويروى الشجر.أشجى من حمامةيجوز أن يكون من شجي يشجى شجاً، أي حزن. ومن شجا يشجو إذا أحزن.أشجع من ديكومن صبي ومن أسامة ومن ليث عريسةون هني وهو رجلأشد من ناب جائعومن وخز الأشافي ومن الحجر ومن الأسدأسرب من الرمال ومن القمع ومن عقد الرملوهو ما تعقد وتلبد منه.أشد من عائشة بن عثمزعموا أنه كان يحمل الجزور.أشد من دلمقالوا الدلم شيء يشبه الحية وليس بالحية، يكون بناحية الحجاز، والجمع إدلام، مثل زلم وأزلام، وضم وأصنام. يضرب في الأمر العظيم.أشعث من وتدأشغل من مرضع بهم ثمانين أشم من هقلمثل قولهم: أشم من نعامة.المولدون"شر السمك يكدر الماء" أي لا تحقر خصماً صغيراً."شبر في ألية خير من ذراع في رية" يضرب في صرف ما بين الجيد والرديء. "شرطه أهل الجنة" لمن يقول بالمرد. "شهر ليس لك فيه رزق لا تعد أيامه" "شغلين الشعير عن السعر والبر عن البر" "شفيع المذنب إقراره وتوبته اعتذاره" "شر الناس من لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً" "شهادات الفعال أعدل من شهادات الرجال" "الشباب جنون بروه الكبر" "الشر قديم" "الشاة المذبوحة لا تألم السلخ" "الشيطان لا يخرب كرمه" "شهادة العقول أصح من شهادة العدول" الباب الرابع عشرفيما أوله صادصدقني سن بكره |
|||||||||||||
|
|
||||
البكر، الفتى من الإبل. ويقال: صدقته الحديث، وفي الحديث. يضرب مثلاً في الصدق. وأصله أن رجلاً ساوم رجلاً في بكر فقال: ما سنه? فقال صاحبه: بازل. ثم نفر البكر فقال له صاحبه: هدع هدع. وهذه لفظة يسكن بها الصغار من الإبل، فلما سمع المشتري هذه الكلمة قال: صدقني سن بكره. ونصب سن على معنى عرفني سن. ويجوز أن يقال أراد صدقني خبر سن، ثم حذف المضاف. ويروى: صدقني سن، بالرفع، جعل الصدق للسن توسعاً. قال أبو عبيد: وهذا المثل يروى عن علي رضي الله عنه أنه أتى فقيل له: أن بني فلان وبني فلان اقتتلوا فغلب بنو فلان، فأنكر ذلك، ثم أتاه آت فقال: بل غلب بنو فلان، للقبيلة الآخرى، فقال علي: صدقني سن بكره. وقال أبو عمرو: دخل الأحنف على معاوية بعد ما مضى علي رضي الله تعالى عنه، فعاتبه معاوية وقال له: أما أني لم أنس ولم أجهل اعتزالك يوم الجمل ببني سعد ونزولك بهم سفوان وقريش تذبح بناحية البصرة ذبح الحيران، ولم أنسى طلبك إلى ابن أبي طالب أن يدخلك في الحكومة لتزيل عني أمراً جعله الله لي وقضاه، ولم أنس تحضيضك بني تميم يوم صفين على نصرة علي كل يبكته. قال: فخرج الأحنف من عنده فقيل له: ما صنع بك? وما قال لك? قال: صدقني سن بكره، أي خبرني بما في نفسه وما انطوت عليه ضلوعه. صباء في همامةالصباء الصبا، إذا فتحت مددت وإذا كسرت قصرت. والهمامة، مصدر الهم، يقال شيخ هم، إذا أشرف على الفناء، وهم عمره بالنفاد: يضرب للشيخ يتصابى.صمت حصاة بدمقال الأصمعي: أصله أن يكثر القتل وسفك الدماء حتى إذا ما وقعت حصاة من يد راميها لمن يسمع لها صوت، لأنها لا تقع إلا في دم فهي صماء، وليست تقع على الأرض فتصوت. ومثله في تجاوز الحد: بلغت الدماء البنن. وإنما جعل الصمم فعلاً للحصاة وهو، أعني الصمم، انسداد طريق الصوت على السامع حتى لا يدخل إذنه، لأنهم جعلوا الدم ساداً لما يخرج من صوت الحصاة إلى السامع، فعدوا عدم الخروج كعدم الدخول ويجوز أن يقال جعل الحصاة صماء لأنها تسمع صوت نفسها لكثرة الدم ولولا ذلك لصوتت فسمعت. يضرب في الإسراف في القتل وكثرة الدم.صبراً على مجامر الكرامقال قوم راود يسار الكواعب مولاته عن نفسها فنهته فلم ينته فقالت: إني منجرتك نجوراً فإن صبرت عليه طاوعتك. ثم أتته بجمرة فلما جعلتها تحته قبضت على مذاكيره فقطقتها وقالت: صبراً على مجامر الكرام. ويضرب لمن يؤمر بالصبر على ما يكره تهكماً. وقال المفضل: بلغنا أن إعرابياً قدم الحضر بابل فباعها بمال جم وأقام لحوايج له، ففطن قوم من جيرته لما معه من المال فعرضوا عليه تزويج جارية وصفوها بالجمال والحسب والكمال، طمعاً في ماله، فرغب فيها فزوجوه إياها، ثم إنهم اتخذوا طعاماً وجمعوا الحي وأجلس الأعرابي في صدر المجلس فلما فرغوا من الطعام ودارت الكؤوس وشرب الأعرابي وطابت نفسه، أتوه بكسوة فاخرة وطيب فالبس الخلع ووضعت تحته مجمرة فيها بخور لا عهد له بذلك، وكان لا يلبس السراويل، فلما جلس عليها سقطت مذاكيره في المجمرة فاستحيا أن يكشف ثوبه وظن أن تلك سنة لا بد منها، فصبر على النار وهو يقول: صبراً على مجامر الكرام. فذهبت مثلاً. واحترقت مذاكيره، وتفرق القوم، وارتحل الأعرابي إلى البادية وترك امرأته وماله فلما قص على قومه قالوا: ما رأي إست لم تعود المجمرة? فذهب قولهم مثلاً أيضاً. يضرب لمن لم يكن له عهد قديم.صمي ابنة الجبل مهما يقل تقلابنة الجبل، الصدى، وهو الصوت يجيبك من الجبل وغيره. والداهية، يقال لها ابنة الجبل أيضاً. وأصلها الحية فيما يقال. يقول: اسكتي إنما تتلمين إذا تكلم. يضرب مثلاً للامعة الذليل، أي أنك تابع لغيرك. قاله أبو عبيدة.صيدك لا تحرمهيضرب للرجل يطلب غيره بوتر فيسقط عليه وهو مغتر، أي أمكنك الصيد فلا تغفل عنه، أي اشتف منه.صفقة لم يشهدها حاطبهو حاطب بن أبي بلتعة، وكان حازماً، وباع بعض أهله بيعة غبن فيها حين لم يشهدها حاطب، فضرب هذا المثل لكل أمر يبرم دون صاحبه.صادف دراء السيل درأ يصدعهالدرء، الدفع. ويسمى ما يحتاج إلى دفعه من الشر دراء. ويعني به ههنا دفعات السيل، أي صادف الشر شراً يغلبه. وهذا كما يقال: الحديد بالحديد يفلح.أصابنا وجار الضبع |
||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
هذا مثل تقوله العرب عند اشتداد المطر. يعنون مطراً يستخرج الضبع من وجارها. صارت الفتيان حمماهذا من قول الحمراء بنت ضمرة بن جابر، وذلك أن بني تميم قتلوا سعد ابن هند، أخا عمرو بن هند الملك، فنذر عمرو ليقتلن بأخيه مائة من بني تميم، فجمع أهل مملكته، فسار إليهم فبلغهم الخبر، فتفرقوا في نواحي بلادهم، فأتى دارهم فلم يجد إلا عجوزاً كبيرة وهي الحمراء بنت ضمرة، فلما نظر إليها وإلى حمرتها قال لها: إني لأحسبك أعجمية. فقالت: لا، والذي أسأله أن يخفض جناحك، ويهد عمادك، ويضع وسادك، ويسلبك بلادك، ما أنا بأعجمية. قال: فمن أنت? قالت أنا بنت ضمرة بن جابر، ساد معداً كابراً عن كابر، وأنا أخت ضمرة بن ضمرة. قال: فمن زوجك? قالت: هوذة بن جرول. قال: وأين هو الآن أما تعرفين مكانه? قالت: هذه كلمة أحمق، لو كنت أعلم مكانه حال بينك وبيني. قال: وأي رجل هو? قالت: هذه أحمق من الأولى، أعن هوذة يسأل?. هو والله طيب العرق، سمين العرق، لا ينام ليلة يخاف، ولا يشبع ليلة يضاف، يأكل ما وجد، ولا يسأل عما فقد. فقال عمرو: أما والله لولا أني أخاف أن تلدي مثل أبيك وأخيك وزجك لاستبقيتك. فقالت: وأنت والله لا تقتل إلا نساء أعاليها ثدي وأسفلها دمي، ووالله ما أدركت ثأراً ولا محوت عاراً وما من فعلت هذه به بغافل عنك ومع اليوم غد. فأمر بإحراقها فما نظرت إلى النار قالت: هيهات صارت الفتيان حمما. فذهبت مثلاً. ثم ألقيت في النار ولبث عمرو عامة يومه لا يقدر على أحد حتى إذا كان في آخر النهار أقبل راكب يسمى عماراً توضع به راحلته حتى أناخ إليه فقال له عمرو: من أنت? قال: أنا رجل من البراجم. قال فما جاء بك إلينا? قال: سطع الدخان وكنت قد طويت منذ أيام فظننته طعاماً. فقال عمرو: إن الشقي وافد البراجم. فذهبت مثلاً. وأمر به فألقي في النار فقال بعضهم: ما بلغنا أنه أصاب من بني تميم غيره وإنما أحرق النساء والصبيان. وفي ذلك يقول جرير:
صدقته الكذوبيعني بالكذوب النفس. يضرب لمن يتهدد الرجل فإذا رآه كذب، أي كع وجبن، قال الشاعر:
صهب السبالكناية عن الأعداء. قال الأصمعي: صهب السبال وسود الأكباد يضربان مثلاً للأعداء وإن لم يكونوا كذلك. قال ابن قيس الرقيات:
الصبي أعلم بمضغ فيهيضرب لمن يشار عليه بأمره هو أعلم بأن الصواب في خلافه. وروى أبو عبيدة: بمصغى فيه، بالصاد غير معجمة، من صغى يصغى إذا مال، أي يعلم كيف يميل بلقمته إلى فيه. كما قيل أهدى من اليد إلى الفم. وروى أبو زيد: الصبي أعلم بمصغى خذه. أي يعلم إلى من يميل، ويذهب إلى حيث ينفعه، فهو أعلم به وبمن يشفق عليه.صفرت يداه من كل خبرأي خلتا. وفي الدعاء: نعوذ بالله من صفر الإناء وقرع الفناء.صدرك أوسع لسركيضرب في الحث على كتمان السر. يقال: من طلب لسره موضعاً فقد أفشاه. وقيل لإعرابي: كيف كتمانك للسر? قال: أنا لحده.صار شأنهم شويناًيضرب لمن نقصوا وتغيرت حالهم. يقال: تقدم المهلب بن أبي صفرة إلى شريح القاضي فقال له: أبا أمية، لعهدي بك وإن شأنك لشوين. فقال له شريح: أبا محمد، أنت تعرف نعمة على غيرك وتجهلها من نفسك.صمي صماميقال للداهية والحرب صمام، على وزن قطام وحذام، وصمي ابنة الجبل. وأصلها الحية فيما يقال. أنشد ابن الأعرابي لدوس بن ضباب:
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||
أي، أنوه به كما ينوه بابنة الجبل، وهي الحية. وإنما يقولون: صمي صمام، وصمي ابنة الجبل، إذا أبى الفريقان الصلح ولجوا في الاختلاف، أي لا تجيبي الراقي ودومي على حالك. قال ابن أحمر:
صنعة من طب لمن حبأي، أصنع هذا الأمر لي صنعة من طب لمن حب، أي صنعة حاذق لإنسان يحبه. يضرب في التنوق في الحاجة واحتمال التعب فيها. وإنما قال، حب، لمزاوجة طب، وإلا فالكلام أحب. وقال بعضهم: حببته وأحببته لغتان، وقال:
أصاب قرن الكلايضرب للذي يصيب مالاً وافراً لأن قرن الكلا أنفه الذي لم يؤكل منه شيء.صلدت زنادهإذا قدح فلم يور. يضرب للبخيل يسأل فلا يعطي. قال الشاعر:
صار الأمر إلى الوزعةيعني، قام بإصلاح الأمر أهل الأناة والحلم. والوزعة، جمع وازع يقال: وزع إذا كف. وذكر أن الحسن البصري لما استقضي ازدحم الناس عليه فآذوه فقال: لا بد للسلطان من وزعة. فلذلك ارتبط السلاطين هذا الشرط.سار خير قويس سهماًأي، صار إلى الحال الجميلة بعد الخساسة. وتقدير الكلام: صار خير سهام قويس سهما. وصغر القوس لأنها إذا كانت صغيرة كانت أنفذ سهماً من العظيمة.أصمى رميتهيقال: أصمى الرامي إذا أصاب. وأنمى إذا أشوى، أي أصاب الشوى ولم يصب المقتل. ويقال: بل يقال هو الذي يغيب عنك ثم يموت. وفي الحديث: كل ما أصميت ودع ما أنميت. يضرب للرجل يقصد الأمر فيصيب منه ما يريد.أصاخ إصاخة المنده للناشدالإصاخة، السكوت. والناشد، الذي ينشد الشيء. والناده، الزاجر. والمنده، الكثير النده، أي الزجر للإبل. يضرب لمن جد في الطلب ثم عجز فأمسك.صرح الحق عن محضهأي انكشف الأمر وظهر بعد غيوبه. وقال أبو عمرو: أي انكشف الباطل واستبان الحق فعرف.صفرت وطابهالوطب، سقاء اللبن. وصفرت، خلت. وهذا اللفظ كناية عن الهلاك: قال امرؤ القيس:
صدقني وسم قدحهوسم القدح، العلامة التي تدل عليه لتدل على نصيبه، وربما كانت العلامة بالنار. ومعنى المثل خبرني بما في نفسه. وهو مثل قولهم: صدقني سن بكره.الصدق ينبي عنك لا الوعيديقول: إنما ينبي عدوك عنك إن تصدقه في المحاربة وغيرها لا أن توعده ولا تنفذ لما توعد به.صغراهن شراهن |
|||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ويروى صغراها شراها. ويروى مراها. وأول من قال ذلك امرأة كانت في زمن لقمان لها زوج يقال له: الشجي. وخليل يقال له: الخلي. فنزل لقمان بهم، فرأى هذه المرأة ذات يوم انتبذت من بيوت الحي فارتاب لقمان بأمرها فتبعها فرأى رجلاً عرض لها ومضيا جميعاً وقضيا حاجتهما، ثم أن المرأة قالت للرجل: إني أماوت، فإذا اسندوني في رجمي فأتني ليلاً فأخرجني ثم أذهب إلى مكان لا يعرفنا أهله. فلما سمع لقمان ذلك قال: ويل للشجي من الخلي. فأرسها مثلاً. ثم رجعت المرأة إلى مكانها وفعلت ما قالت، فأخرجها الرجل وانطلق بها أياماً إلى مكان آخر، ثم تحولت إلى الحي بعد برهة فبينا هي ذات يوم قاعدة مرت بها بناتها فنظرت إليها الكبرى فقالت: أمي والله. قالت الوسطى: صدقت والله. قالت المرأة: كذبتما ما أنا لكما بأم ولا لأبيكما بامرأة. فقالت لهما الصغرى: أما تعرفان محياها. وتعلقت بها وصرخت فقالت الأم حين رأت ذلك: صغراهن شراهن. فذهبت مثلاً. ثم إن الناس اجتمعوا فعرفوها فرفعوا القصة إلى لقمان بن عاد وقالوا له: اقض بيننا فلما نظر لقمان إلى المرأة عرفها فقال: عند جهينة الخبر اليقين. يعني نفسه وما عاين منها. فأخبر لقمان الزوج بما عرف فقال: عند جهينة الخبر اليقين. يعني نفسه وما عاين منها. فأخبر لقمان الزوج بما عرف، وأقبل على المرأة فقص عليها قصتها كيف صنعت? وكيف قالت لصديقها? فلما أتاها بما لا تنكر قالت: ما كان هذا في حسابي. فأرسلتها مثلاً. فقال لقمان: أحكم فيها. فقال: ارجموها كما رجمت نفسها في حياتها. فرجمت. فقال الشجي: أحكم بيني وبين الخلي فقد فرق بيني وبين أهلي. فقال: يفرق بين ذكره وأنثيه كما فرق بينك وبين أنثاك. فأخذ الخلي فجب ذكره. صحيفة المتلمسقال المفضل: كان من حديثها أن عمرو بن المنذر بن امرئ القيس، كان يرشح أخاه قابوس، وهما لهند بنت الحرث بن عمرو الكندي آكل المرار، ليملك بعده، فقدم عليه المتلمس وطرفة فجعلها في صحابة قابوس وأمرهما بلزمه. وكان قابوس شاباً يعجبه اللهو وكان يركب يوماً في الصيد فيركض ويتصيد وهما معه يركضان حتى رجعا عشية وقد لغبا فيكون قابوس من الغد في الشراب فيقفان بباب سرادقه إلى العشي، وكان قابوس يوماً على الشراب فوقفا ببابه النهار كله ولم يصلا إليه، فضجر طرفة وقال:
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
فلما قال له عبد عمرو أنه قال ما قال وأنشد ذلك، قال: فليت لنا مكان الملك عمرو..... فقال عمرو: ما أصدقك عليه. وقد صدقه، ولكن خاف أن ينذره وتدركه الرحم، فمكث غير كثير ثم دعا المتلمس وطرفة فقال: لعلكما اشتقتما إلى أهلكما وسركما أن تنصرفا! قالا: نعم! فكتب لهما إلى أبي كرب، عامله على هجر، أن يقتلهما، وأخبرهما أنه قد كتب لهما بحباء معروف، وأعطى كل واحد منهما شيئاً. فخرجا، وكان المتلمس قد اسن، فمر بنهر الحيرة على غلمان يلعبون فقال المتلمس: هل لك في كتابينا فإن كان فيهما خير مضينا له وإن كان شراً اتقيناه. فأبى طرفة عليه، فأعطى المتلمس كتابه بعض الغلمان فقرأه عليه فإذا فيه السوأة، فألقى كتابه في الماء وقال لطرفة: أطعني وألق كتابك. فأبى طرفة ومضى بكتابه. قال: ومضى المتلمس حتى لحق بملوك بني جفنة بالشام. وقال المتلمس في ذلك:
صاحت عصافير بطنهقال الأصمعي: العصافير الأمعاء. يضرب للجائع.
صابت بقرأي نزل الأمر في قراره فلا يستطاع له تحويل. وصابت، من الصوب وهو النزول. والقر، القرار. يضرب عند شدة تصيبهم، أي صارت الشدة في قرارها. ويروى: وقعت بقر. قال عدي بن زيد:
صبحناهم فغدوا شأمةأي أوقفنا بهم صبحاً فأخذوا الشق الأشأم. أي صاروا أصحاب شأمة وهي ضد اليمنة.أصلح غيث ما أفسد البرد |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||
يعني إذا أفسد البرد الكلأ بتحطيمه إياه أصحله المطر بإعادته له. يضرب لمن أصلح ما أفسده غيره. الصمت حكم وقليل فاعلهالحكم، الحكمة ومنه قوله تعالى: "وآتيناه الحكم صبياً". ومعنى المثل استعمال الصمت حكمة ولكن قال من يستعملها. يقال أن لقمان الحكيم دخل على دواد عليهما السلام وهو يصنع درعاً، فهم لقمان أن يسأله عما يصنع، ثم أمسك ولم يسأل حتى تمم داود الدرع وقام فلبسها وقال: نعم أداة حرب فقال لقمان: الصمت حكم وقليل فاعله.الصمت يكسب أهله المحبةالحكم، الحكمة ومنه قوله تعالى: وآتيناه الحكم صبياً. ومعنى المثل استعمال الصمت حكمة ولكن قل من يستعملها. يقال أن لقمان الحكيم دخل على داود عليهما السلام وهو يصنع درعاً، فهم لقمان أن يسأله عما يصنع، ثم أمسك ولم يسأل حتى تمم داود الدرع وقام فلبسها وقال: نعم أداة حرب. فقال لقمان: الصمت حكم وقليل فاعله.الصمت يكسب أهله المحبةأي محبة الناس لسلامتهم منه. يضرب في مدح قلة الكلام.صار الأمر عليه لزاممكسور مثل حذام وقطام. أي صار هذا الأمر لازماً له.صوت امرئ واست ضبعوذلك أن رجلاً من بني عقيل كان أسيراً في عنزة اليمن، فبقي أربع حجج، فعلق النساء يرسلنه فيحطبهن ويسقيهن الماء، فإذا ُأقبل نظرن إلى صدره وإذا ما نهض تضاعف فقلن: يا أبا كليب أما حين تقوم فصدرة أم أسد وأما إذا أدبرت فرجلاً أم ضبع، وأنه كره أن يهرب نهاراً فتأخذه الخيل، فأرسلته عشية مع الليل فمر من تحت الليل فأصبح وقد استحرز. يضرب للداهي الذي يخادع القوم.صاحب سر فطنته في غربةأي أنه لا يدري كيف يدبره ويحفظه حتى يضيعه، يعني السر.صبراً وإن كان قتراًالقترة، شدة المعيشة. ويروى: وإن كان قبراً. يضرب عند الشدائد والمشاق.صه صاقعيقال: صه، أي اسكت. وصقع، إذا كذب. قال ابن الأعرابي: الصاقع الذي يصقع في كل النواحي. أي اسكت فقد ضللت عن الحق. يضرب لمن عرف بالكذب.صري واحلبيالصر، شد الضرع بالصرار. يضرب في حفظ المال.أصيد القنفذ أم لقطةيضرب لمن وجد شيئاً لم يطلبه.أصابتهم خطوب تنبلأي تختار الأنبل فالأنبل، يعني تصيب الخيار منهم.أصابته حطمة حتت ورقةأي نكبة زلزلت أركانه.أصغر القوم شفرتهمأي خادمهم الذي يكفي مهنتهم. شبه بالشفرة تمتهن في قطع اللحم وغيره.صار الزج قدام السنانيضرب في سبق المتأخر المتقدم من غير استحقاق.أصبح ليلذكر المفضل بن محمد بن يعلي الضبي أن امرأ القيس بن حجر الكندي كان رجلاً مفركاً لا تحبه النساء ولا تكاد امرأة تصبر معه، فتزوج امرأة من طيء فابتنى بها فأبغضته من تحت ليلتها وكرهت مكانها معه، فجعلت تقول: يا خير الفتيان أصبحت أصبحت. فيرفع رأسه فينظر فإذا الليل كما هو. فتقول: أصبح ليل. فلما أصبح قال لها: قد علمت ما صنعت الليلة، وقد عرفت إن ما صنعت كان من كراهية مكاني في نفسك، فما الذي كرهت مني? فقالت: ما كرهتك. فلم يزل بها حتى قالت: كرهت منك إنك خفيف العزلة، ثقيل الصدر، سريع الأراقة، بطيء الإفاقة. فلما سمع ذلك منها طلقها وذهب قولها: أصبح ليل. مثلاً. قال الأعشى:
أصاب تمرة الغرابيضرب لمن يظفر بالشيء النفيس لأن الغراب يختار أجود التمر.أصبح فيما دهاه كالحمار الموحوليضرب لمن وقع في أمر لا يرجى له التخلص منه. والموحول، المغلوب بالوحل. يقال: وأحلته فوحلته أو حله إذا غلبته به.أصم الله صداهأي دماغه وموضع سمعه. يقال في الدعاء على الإنسان بالموت. قال الأصمعي: العرب تقول الصدى في الهامة، والسمع في الدماغ، واصم الله صداه من هذا. قلت: الصحيح في هذا أن يقال الصدى الذي يجبيبك بمثل صوتك من الجبال وغيرها، وإذا مات الرجل لم يسمع الصدى منه شيئاً فيجيبه كأنه صم.صاح بهم حادثات الدهريضرب لقوم انقرضوا واستأصلتهم حوادث الزمان.صفرت عياب الود بيننايضرب في انقطاع المودة وانقضائها.صار حلس بيته |
|||||||
|
|
|||||||||||||
إذا لزمه لزوماً بليغاً. والحلس، ما ولي ظهر البعير تحت المقتب من كساء أو مسح يلازمه ولا يفارقه. ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه في فتنة ذكرها: كن حلس بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية. يأمره بلزوم بيته. صرحت كحلوذلك إذا أصابت الناس سنة شديدة يقال صرح بالضم صراحة وصروحة إذا خلص، وكذلك صرح بالتشديد. وكحل السنة والجدب معرفة لا تدخلها الألف واللام فإذا قيل صرحت كحل كان معناه خلصت السنة في الشدة والدوبة. وقيل كحل اسم للسماء يقال صرحت كحل إذا لم يكن في السماء غيم. قال سلامة بن جندل:
صر عليه الغزو إستهالصر، شد الصرار على أطباء الناقة. يضرب لمن ضيق تصرفه عليه أمره. قال المؤرج: دخل رجل على سليمان بن عبد الملك، وكان سليمان أول من أخذ الجار بالجار، وعلى رأس سليمان وصيفة روقة، فنظر إليها الرجل فقال له سليمان: أتعجبك? فقال: بارك الله لأمير المؤمنين فيها. فقال: أخبرني بسبعة أمثال قيلت في الإست وهي لك. فقال الرجل: إست البائن أعلم. قال سليمان: واحد. قال: صر عليه الغزو إسته. قال سليمان: اثنان. قال: إست لم تعود المجمر. قال سليمان ثلاثة. قال: إست المسؤول أضيق. قال سليمان أربعة. قال: الحر يعطي والعبد يألم إسته. قال سليمان خمسة. قال الرجل: إستي أخبثي. قال سليمان: ستة. قال: بلى أخذت الجار بالجار كما يأخذ أمير المؤمنين. قال: خذها لا بارك الله لك فيها.صدقني قحاح أمرهوقح أمره، أي صحة أمره وخالصه من قولهم عربي قح، أي خالص.صرخت بجلذانكذا أورده الجوهري بالذال المعجمة. ووجدت عن الفراء غير معجمة قال: يقال صرحت بجلدان وبجدان وبجداء، إذا تبين لك الأمر وصرح. وقال ابن الأعرابي: يقال صرحت بجد وجدان وجلدان وجداء وجلداء. وأورده حمزة في أمثال بالذال المعجمة، وأظن الجوهري نقل عنه، وهو على الجملة موضع بالطائف لين مستو كالراحة لا خمر فيه يتوارى به. والتاء في صرحت عبارة عن القصة أو الخطة.صرح المحض عن الزبديقال للأمر إذا انكشف وتبين.الصريح تحت الرغوةقال أبو الهيثم: معناه أن الأمر مغطى عليك وسيبدو لك.صلخاً كصلخ النعامةأي صلخه الله كما صلخ النعامة. وهذا كما يقال للنعامة مصلم الأذنين.صلمعة بن قلمعةقال ابن الأعرابي: هذا مثل قولهم، طامر بن طامر، إذا كان لا يدري من هو ولا يعرف أوبوه وهو من طمر إذا وثب. يضرب لمن يظهر ويثب على الناس من غير أن يكون له قديم وينشد:
أصابه ذباب لاذعيضرب لمن نزل به شر عظيم يرق له من سمعه.صبان ثوب لقبت هرانعاالهرنوع، القملة الكبيرة. والصبئان، جمع صؤاب وهي بيضة القلمة. يضرب لمن يظهر جدة والناس يعلمون أنه سيئ المال.صارت ثرياً وهي عود أقشرالثرية والثرياء، الأرض الندية. ومال ثري، أي كثير. ورجل ثروان، وامرأة ثروى، إذا كثر مالها. وثريا تصغير ثروى. والأقشر، الأحمر الذي كأنه نزع قشره. يضرب لمن حسنت حاله بعد فقر وكثر مادحوه بعد ذم.صبراً أتان فالجحاش حولالحول، جمع حائل وهي التي لم تحمل عامها. ونصب صبراً على المصدر. يضرب لمن وعد وعداً حسناً والموعود غير حاضر، وخص الجحاش ليكون التحقيق أبعد.صبوح حيان به جموححيان، اسم رجل. والصبوح، ما يشرب عند الصبح وهو يجمح بشاربه لأنه شربها في غير وقتها. يضرب لمن يتصدر للرياسة في غير حينها.صبحى شكوت فاستشنت طالقيقال ناقة صبحى إذا حلب لبنها. والطالق الناقة التي يتركها الراعي لنفسه فلا يحلبها على الماء. يقول: هذه الصبحى شكوتها إذا حلبت فما بال هذا الطالق صار ضرعها كالشن البالي. يضرب للرجلين يعذر أحدهما في أمر قد تقلداه معاً ولا يعذر الآخر فيه لاقتداره عليه أن عجز عنه صاحبه.صبعت لي إصبعك العمالة |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||
يقال صبعت بفلان وعلى فلان أصبع صبعاً إذا اشرت نحوه بإصبعك مغتاباً. وههنا صبعت لي، ولم يقل علي ولا بي لأنه أراد استعملت إصبعك العمالة لي، أي لأجلي. ويصح أن تقول صبعت إصبعك، أي أصبتها، كما يقول رأسته وصدرته ويديته، أي أصبت هذه الأشياء والأعضاء منه. ويجوز أن يكون لي بمعنى إلي كما يقال هديته للطريق وإلى الطريق وأوحيت إليه وله، فتكون من صلة معنى صبعت، وهو أشرت، كأنه قال أشرت لي، أي إلي. والعمالة، مبالغة العاملة، أي أنها تعودت ذلك العمل. يضرب لمن يعيبك باطناً ويثني عليك ظاهراً. صراة حوض من يذقها يبصقالصراة، الماء المجتمع في الحوض أو في البئر أو غير ذلك. فيبقى الماء فيه أياماً ثم يتغير. يضرب للرجل يجتنبه أهله وجيرانه لسوء مذهبه.صبابتي تروي وليست غيلاًالصبابة، بقية الماء في الإناء وغيره. والغيل، الماء يجري على وجه الأرض. يضرب لمن ينتفع بما يبذل وإن لم يدخل في حد الكثرة.الصوف ممن ضن بالرسل حسنيقال: هذا قاله رجل نظر إلى نعجة لها صوف كثير فاغترر بصوفها وظن أن لها لبناً فلما حلبها لم يكن بها لبن فقال هذا. يضرب لمن نال قليلاً ممن طمع في كثير.صكاً ودرهماك لكقال المفضل: إن امرأة بغيا كانت تؤجر نفسها من الرجال بدرهمين لكل من طلبها فاستأجرها يوماً رجل بدرهمين، فلما جاء معها أعجبها جماعه وقوته وشدة رهزه فجعلت تقول: صكاً، أي صك صكاً، ودرهماك لك. فذهبت مثلاً. وروى ابن شميل: غمزا ودرهماك لك فإن لم تغمز فبعد لك، رفعت البعد. قال يضرب مثلاً للرجل تراه يعمل العمل الشديد.اصطناع المعروف يقي مصارع السوءيقال: صنع معروفاً، واصطنع كذلك في المعنى، أي فعل المعروف في أهله يقي فاعله الوقوع في السوء.الصدق عز والكذب خضوعقاله بعض الحكماء. يضرب في مدح الصدق وذم الكذب.صالبي أشد من نافضكهما نوعان من الحمى. يضرب في الأمرين يزيد أحدهما على الآخر شدة.الصدق في بعض الأمور عجزأي ربما يضر الصدق صاحبه.صررنا حب ليلى فانتثرأي صناه فضاع. يضرب لما يتهاون به.صبح بني فلان زوير سوءإذا عراهم في عقر دارهم. والزوير، زعيم القوم وقال:
صبراً وبضبيقاله شتير بن خالد لما قتله ضرار بن عمرو الضبي بابنه حصين. ونصب صبراً على الحال، أي اقتل مصبوراً، أي محبوساً. وقوله وبضبي، أي اقتل بضبي، كأنه يأنف أن يكون بدل ضبي. يضرب في الخصلتين المكروهتين يدفع الرجل إليهما.ما على أفعل من هذا البابأصبر من قضيبقال ابن الأعرابي: هو رجل كان في الدهر الأول من بني ضبة. وله حديث سيأتي في باب اللام. وضربت به العرب المثل في الصبر على الذل وأنشد:
أصبر من عد بدفيه جلبوأصبر من ذي ضاغط معرك |
|||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
قال محمد بن حبيب: كان من حديث هذين المثلين أن كلباً أوقعت ببني فزارة يوم العاء قبل اجتماع الناس على عبد الملك بن مروان، فبلغ ذلك عبد العزيز بن مروان فأظهر الشماتة، وكانت أمه كلبية، وهي ليلى بنت الأصبغ بن زيان وأم بشر بن مروان قطبة بنت بشر بن عامر بن مالك ابن جعفر، فقال عبد العزيز لبشر أخيه: أما علمت ما فعل أخوالي بأخوالك? قال بشر: وما فعلوا? فأخبره الخبر فقال: أخوالك أضيق أستاهاً من ذلك. فجاء وفد بني فزارة إلى عبد الملك بخبرونه بما صنع بهم، وإن حريث بن بجدل الكلبي أتاهم بعهد من عبد الملك أنه مصدق، فسمعوا له وأطاعوا فاغترهم فقتل منهم نيفاً وخمسين رجلاً فأعطاهم عبد الملك نصف الحمالات وضمن لهم النصف الباقي في العام المقبل، فخرجوا ودس إليهم بشر بن مروان مالاً فاشتروا السلاح والكراع ثم اغتروا كلباً ببني فزارة فلقوهم ببنات قين فتعدوا عليهم في القتل فخرج بشر حتى أتى عبد الملك وعنده عبد العزيز بن مروان فقال: أما بلغك ما فعل أخوالي بأخوالك? فأخبره الخبر، فغضب عبد الملك لأخفارهم ذمته وأخذهم ماله وكتب إلى الحجاج يأمره إذا فرغ من أمر بن الزبير أن يوقع ببني فزارة أن امتنعوا ويأخذ من أصاب منهم. فلما فرغ الحجاج من أمر ابن الزبير نزل ببني فزارة فأتاهم حلحلة بن قيس بن أشيم، وسعيد بن أبان بن عيينة بن حصن ابن حذيفة بن بدر، وكانا رئيس القوم. فأخبرا الحجاج أنهما صاحبا الأمر ولا ذنب لغيرهما، فأروثقهما وبعث بهم إلى عبد الملك فلما ادخلا عليه قال: الحمد لله الذي أقاد منكما. قال حلحلة: أما والله ما أقاد مني ولقد نقضت وتري وشفيت صدري وبردت وحري. قال عبد الملك: من كان له عند هذين وتر يطلبه فليقم إليهما. فقام سفيان بن سويد الكلبي، وكان أبوه فيمن قتل يوم بنات قين، فقال: يا حلحلة، هل حسست لي سويداً? قال: عهدي به يوم بنات قين وقد انقطع خرؤه في بطنه. قال: أما والله لأقتلنك. قال: كذبت والله ما أنت تقتلني وإنما يقتلني ابن الزرقاء. والزرقاء إحدى أمهات مروان بن الحكم، وكانت لها راية، وكانوا يسبون بالزرقاء. فقال بشر: صبراً حلحل. فقال: أي والله.
أصح من عير أبي سيارةهو رجل من بني عدوان اسمه عملية بن خالد بن الأعزل، وكان له حمار أسود أجاز الناس عليه من المزدلفة إلى منى أربعين سنة، وكان يقول: أشرق ثبير كيما نغير. ويقول:
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||
وكان خالد بن صفوان، والفضل بن عيس الرقاشي يختاران ركوب الحمير على ركوب البراذين ويجعلان أبا سيارة لهما قدوة. فأما خالد فإن بعض الأشراف بالبصرة بلقاه فرآه على حمار فقال: ما هذا المركب أبا صفوان? فقال: عير من نسل الكداد، أصحر السربال، مفتول الأجلاد، محملج القوائم، يحمل الرجلة ويبلغ العقبة، ويقل داؤه ويخف دواؤه، ويمنعني أن أكو ن جباراً في الأرض أو أكون من المفسدين، ولولا ما في الحمار من المنفعة لما امتطى أبو سيارة ظهر عير أربعين سنة. وأما الفضل بن عيس فإنه سئل أيضاً عن ركوب الحمار فقال: لأنه أقل الدواب مؤنة، وأكثرها معونة، وأسهلها جماحاً، وأسلمها صريعاً، واخفضها مهوى، وأقربها مرتقى، يزهى راكبه وقد تواضع بركوبه، ويسمى مقتصداً وقد أسرف في ثمنه، ولو شاء عملية بن خالد أبو سيارة أن يركب جملاً مهرباً أو فرساً عربياً لفعل، ولكنه امتطى عيراً أربعين سنة. فسمع أعرابي كلامه فعارضه فقال: الحمار شنار، والعير عار، منكر الصوت، بعيد الفوت، متغرق في الوحل، متلوث في الضحل، ليس بركوبه فحل، ولا مطية رحل، أن وقفته أدلى، وإن تركته ولى، كثيرر الروث، قليل الغوث، سريع إلى الفراره، بطيء في الفاره، لا ترفأ به الدماء، ولا تمهر به النساء، ولا يحلب في إناء. قال أبو اليقظان: أبو سيارة أول من سن في الدية مائة من الإبل. أصنع من سرفةهي دويبة. وقد اختلفوا في نعتها. قال اليزيدي: هي دويبة صغيرة تنقب الشجر وتبني فيه بيتاً. وقال أبو عمرو بن العلاء: هي دويبة مثل نصف عدسة تنقب الشجر ثم تبني فيه بيتاً من عيدان تجمعها مثل عزل العنكبوت منخرطاً من أعلاه إلى أسفله كأن زواياه قومت بخط، وله في إحدى صفائحه باب مربع قد ألزمت أطراف عيدانه من كل صفيحة أطراف عيدان الصفيحة الأخرى كأنها مفروة. وقال محمد بن حبيب: هي دويبة تنسج على نفسها بيتاً فهو ناووسها حقاً، والدليل على ذلك أنه إذا نقض هذا البيت لم توجد الدودة فيه حية أصلاً. وزاد بعض رواة الأخبار على نفسها بيتاً فهو ناووسها حقاً، والدليل على ذلك أنه إذا نقض هذا البيت لم توجد الدودة فيه حية أصلاً. وزاد بعض رواة الأخبار على ابن حبيب زيادة فزعم أن الناس في أول الدهر حين كانوا يتعلمون الحيل من البهائم تعلموا من السرفة أحداث بناء النواويس على موتاهم فإنها في خرط وشكل بيت السرفة ويقال: واد سرف، أي كثير السرفة. وأرض سرفة، وسرفت الشجرة، إذا أصابتها السرفة. ويقال أيضاً: اصنع من سرف ويقال:
أصنع من نخلويقال: من النحل. إنما قيل هذا لما فيه من النيقة في عمل العسل. قال الشاعر:
أصدق من قطاةلأن لها صوتاً واحداً لا تغيره، وصوتها حكاية لاسمها، تقول قطاقطا، ولذلك تسميها العرب الصدوق. وكذلك قولهم: أنسب من قطاة، لأنها إذا صوتت عرفت. قال أبو وجرة السعدي:
أصدق ظناً من المعيقالوا: هو الذيب يظن الظن فلا يخطئ. واشتقاقه من لمعان النار وتوقدها. وعرفه بعضهم نظماً فقال:
|
||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
واللوذعي مثل الألمعي، واشتقاقه من لذع النار. والأحذي، القطاع للأمور الخفيف في العمل لحذقه، من الحوذ وهو السوق السريع. وقال الأصمعي: هو المشمر في الأمور القاهر الذي لا يشذ عليه منها شيء. والأحوزي، الجامع لما يشذ من الأمور، من الحوز وهو الجمع. أصفى من ماء المفاصلقال الأصمعي: هو منفصل الجبل من الرملة يكون بينهما رضراض وحصى صغار يصفو ماؤه ويرق. قال أبو ذؤيب:
أصفى من جنى النحلهو العسل. ويقال له: المزج، والأري، والضحك، والضرب أيضاً.أصفى من لعاب الجرادقالوا هو مأخوذ من قول الأخطل:
أَصرد من جرادةمن الصرد الذي هو البرد، وذلك لأنها لا ترى في الشتاء أبداً لقلة صبرها على البرد. يقال: صرد الرجل يصرد صرداً فهو صرد ومصراد للذي يجد البرد سريعاً. ومنه قولهم حكاية عن الضب: أصبح قلبي صرداً.أصرد من عنز جرباءوذلك أنها لا تدفأ لقلة شعرها ورقة جلدها فالبرد أضر لها.أصرد من عين الحرباءقال حمزة: هذا المثل تصحيف للمثل الذي قبله، يعني صحف عنز من عين، وحرباء بجرباء. قلت: إنما يكون هذا لو قيل من عين حرباء، منكراً، فأما إذا قالوا من عين الحرباء، معرفاً بالألف واللام، ولا يقال عنز الجرباء، فكيف يقع التصحيف. ثم قال: إلا أن بعض الناس فسره على وجه مطرد فقال: الحرباء أبداً تستقبل الشمس بعينها تستجلب إليها الدفء. وهذا مخلص حسن.أصرد من السهمهذا من الصرد الذي هو بمعنى النفوذ. يقال: صرد السهم صرداً، إذا نفذ في الرمية. قال الشاعر:
أصرد من خازق ورقةهذا صرد السهم أيضاً. يقال: خزق السهم وخسق، إذا نفذ. ويقال في مثل آخر: وقع على خازق ورقة. يقال ذلك للداهي الذي يخزق الورقة من ثقافته وضبطه للأشياء ويقال: ما زال فلان يخزق علينا منذ اليوم.أصعب من رد الشخب في الضرعهذا من قول من قال:
أصعب من وقوف على وتدهذا من قول الشاعر:
أصول من جملمعناه أعض. يقال صال الجمل وعقر الكلب. قاله حمزة. قلت: وقال غيره صال إذا وثب صولاً وصولة وصيالاً. والفحلان يتصاولان، أي يتواثبان. وصال العير إذا حمل على العانة. فأما صال إذا عض فمماً تفرد به حمزة. وأما قولهم: جمل صؤل. فقال أبو زيد: صؤل البعير، بالهمز، يضؤل صآلة إذا صار يقتل الناس ويعدو عليهم فهو صؤل. وفي الحديث: أن المعرفة تنفع عند الجمل الصؤل والكلب العقور. وقال:
أصح من بيض النعامقلت هذا من قول الفرزدق:
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||
أصب من المتمنيةهذا مثل من أمثال أهل المدينة سار في صدر الإسلام. والمتمنية، امرأة مدنية عشقت فتى من بنس سليم يقال له نصر بن حجاج، وكان أحسن أهل زمانه صورة، فضنيت من حبه، ودنفت من الوجد به، ثم لهجت بذكره حتى صار ذكره هجيراها، فمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات ليلة بباب دارها فسمعها تقول رافعة عقيرتها:
أصلف من ملح في ماءالصلف، قلة الخير. يضرب لمن لا خير فيه، وذلك أن الملح إذا وقع في الماء ذاب فلا يبقى منه شيء. ومنه: صلفت المرأة، إذا لم يبق لها عند زوجها قدر ومنزلة.أصلف من جوزتين في غرارةلأنهما يصوتان باصطحاكهما ولا معنى وراءهما.أصلب من الأنضريعنون جمع النضر، وهو الذهب.ومن الجندل، ومن الحجر، ومن الحديد، ومن النضار، ومن عود النبعأصفى من الدمعةومن الماء، ومن عين الغراب، ومن عين الديك، ومن لعاب الجندب |
||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
أصعب من رد الجموحومن نقل صخر، ومن قضم قتأصفر من ليلة الصدرومن بلبلهذا من الصفير، والأول من الصفر والخلاء.أصيد من ليث عفرينومن صيونأصبر من حمارومن ضب، ومن الود على الذل، ومن الأثافي على النارومن الأرض، ومن حجر، ومن جذل الطعانأصنع من دود القز، أصح من ظبيأصغر من قرادومن صؤابة، ومن حبة، ومن صعوة، ومن صعةالمولدون"صورة المودة الصدق، صاحب الحاجة أعمى" "صارت البئر المعطلة قصراً مشيداً" يضرب للوضيع يرتفع."صاحب ثريد وعافية" يضرب لمن عرف بسلامة الصدر. "صار إلى ما منه خلق" يضرب للميت. "صار الأمر حقيقة كعيان الطريقة" "صلابة الوجه خير م غلة بستان" "صفقة بنقد خير من بدرة بنسيئة" "صبعه الشيطان" يضرب للتائه في ولايته. "صديق الوالد عم الولد، صام حولاً ثم شرب بولاً" "صبر ساعة أطول للراحة، صيغ وفاق الهوى وكفى المراد" "صبرك عن محارم الله أيسر من صبرك على عذاب الله" "الصعو في النزع والصبيان في الطرب" "الصبر مفتاح الفرج" "الإصلاح أحد الكاسبين" "الصناعة في الكف أمان من الفقر" "الصرف لا يحتمله الظرف" "أصاب اليهودي لحماً رخيصاً فقال هذا منتن" "الصبوح جموح" الباب الخامس عشرفيما أوله ضادضرب أخماساً لأسداسالخمس السدس من أظماء الإبل. والأصل فيه أن الرجل إذا أراد سفراً بعيداً عود إبله أن تشرب خمساً ثم سدساً حتى إذا أخذت في السير صبرت عن الماء. وضرب بمعنى بين وأظهر كقوله تعالى: "ضرب لكم مثلاً". والمعنى أظهر أخماساً لأجل أسداس، أي رقى إبله من الخمس إلى السدس. يضرب لمن يظهر شيئاً ويريد غيره. أنشد ثعلب:
ضرب في جهازهأصله في البعير يسقط عن ظهره القتب بأداته فيقع بين قوائمه فينفر منه حتى يذهب في الأرض. وضرب، معناه سار. وفي من صلة المعنى، أي صار عاثراً في جهازه. يضرب لمن ينفر عن الشيء نفوراً لا يعود بعده إليه.ضرب عليه جروتهالجروة، النفس ههنا. أي وطن عليه نفسه، وكذلك ألقى جروته. وقال ابن الأعرابي: معناه اعترف له وصبر عليه.ضغث على إبالةالإبالة، الحزمة من الحطب. والضغث، قبضة من حشيش مختلطة الرطب باليابس. ويروى: إيبالة. وبعضهم يقول: إبالة، مخففاً، وأنشد:
ضربه ضرب غرائب الإبلويروى: أضربه ضرب غريبة الإبل. وذلك أن الغريبة تزدحم على الحياض عند الورود وصاحب الحوض يطردها ويضربها بسبب إبله. ومنه قول الحجاج في خطبته يهدد أهل العراق: والله لأضربنكم ضرب غرائب الإبل. قال الأعشى:
ضل دريص نفقهويروى: ضل الدريص نفقه. الدرص، ولد الفأرة واليربوع والهرة وأشباه ذلك. ونفقه، جحره. ويقال: ضل عن سواء السبيل، إذا مال عنه. وضل المسجد والدار، إذا لم يهتد إليهما ولمن يعرفهما. يضرب لمن يعنى بأمره ويعد حجة لخصمه فينسى عند الحاجة.ضح رويداًهذا أمر من التضحية، أي لا تعجل في ذبحها، ثم استعير في النهي عن العجلة في الأمر. ويقال: ضح رويداً لم ترع، أي لم تفزع. ويقال: ضح رويداً تدرك الهيجا حمل، يعني حمل ابن بدر. وقال زيد الخيل:
ضل حلم امرأة فأين عيناهاأي هب أن عقلها ذهب فأين ذهب بصرها. يضرب في استبعاد عقل الحليم.ضريت فهي تخطفيعني العقاب. يضرب لمن يجترئ عليك فيعاود مساءتك.الضجور قد تحلب العلبة |
||||||||||||||||||||||
|
|
||||
الضجور، الناقة الكثيرة الرغاء فهي ترغو وتحلب. يضرب للبخيل يستخرج من الشيء وإن رغم أنفه. ونصب العلبة على المصدر كأنه قيل قد تحلب الحلبة المعهودة وهي أن تكون ملء العلبة. ضرب وجه الأمر وعينهيضرب لمن يداور الشؤون ويقلبها ظهراً لبطن من حسن التدبير.أضحك من ضرطه ويضرط من ضحكيأصله أن رجلاً كان في عصابة يتحدثون فضرط رجل منهم فضحك رجل من القوم فلما رآه الضارط يضحك ضحك الضارط فاستغرق في الضحك فجعل لا يملك إسته ضرطاً فقال الضاحك: العجب أضحك من ضرطه ويضرطه من ضحكي. فأرسلها مثلاً.أضرطاً وأنت الأعلىقاله سليك بن سلكة السعدي، وذلك أنه بينما هو نائم إذ جثم عليه رجل من الليل وقال: استأسر. فرقع إليه سليك رأسه فقال: الليل طويل وأنت مقمر. فأرسلها مثلاً. ثم جعل الرجل يلهزه ويقول: يا خبيث استأسر. فلما آذاه بذلك أخرج سليك يده وضم الرجل إليه ضمة أضرطته وهو فوقه فقال له سليك: أضرطاً وأنت الأعلى. فأرسلها مثلاً. يضرب لمن يشكو في غير موضع الشكوى.ضرح الشموس ناجزاً بناجزالضرح، الدفع بالرجل وأصله التنحية. يضرب لمن يكايد مثله في الشراسة. ونصب ناجزاً على الحال.ضرط ذلكتزعم العرب أن الأسد رأى الحمار فرأى شدة حوافره وعظم أذنيه وعظم أسنانه وبطنه فهابه وقال: إن هذا الدابة لمنكر وإنه لخليق أن يغلبني فلو زرته ونظرت ما عنده. فدنا منه فقال: يا حمار، أرأيت حوافره. فقال: أرأيت أسنانك هذه لأي شيء هي? قال: للحنظل. قال الأسد: قد أمنت أسنانه. قال: أرأيت أذنيك هاتين المنكرتين لأي شيء هما? قال: للذباب. قال: أرأريت بطنك هذا لأي شيء هو? قال: ضرط ذلك. فعلم أنه لا غناء عنده فافترسه. يضرب لما يهول منظره ولا معنى وراءه.الضبع تأكل العظام ولا تادري ما قدر إستهايضرب للذي يسرف في الشيء.إضطره السيل إلى معطشةيضرب لمن القاه الخير الذي كان فيه إلى الشر.أضئ لي أقدح لكأي كن لي أكن لك. وقيل بين حاجتك حتى أسعى فيها، كأنه رأى في لفظ السائل استبهاماً فقال له: صرح ما تريد أحثل لك غرضك. ويروى أكدح لك. يضرب للمساواة في المكافأة بالأفعال. وقال يونس ابن حبيب: زعم بعض العرب أنه هزؤ، لأنه إذا قال أضئ لي كيف يقول أقدح لك، لأن القادر على القدح لا يتعرض لإضاءة غيره، كأنه يقول واسني مع استغنائي عن ذلك. هذا كلامه. وحقيقة المعنى: كن لي أكثر مما أكون لك، لأن الإضاءة أكثر من القدح.ضربه فركب قطرهإذا سقط على أحد قطريه، أي جانبيه.ضعيف العصايقال للراعي الشفيق هو ضعيف العصا، وفي ضده صلب العصا.ضرط البلقاء جالت في الرسنقال ابن الأعرابي: يضرب للباطل الذي لا يكون وللذي يعد الباطل.ضربك بالفطيس خير من المطرقةأي إذا أذلك إنسان فليكن أكبر منك.ضغا مني وهو ضغاءأصل الضغو في الكلب والثعلب إذا اشتد عليه أمر عوى عواء ضعيفاً، ثم كثر ذلك حتى جعل لكل من عجز عن شيء. وضغا المقامر ضغواً وضغاء إذا خان ولم يعدل. يضرب لمن لا يقدر من الإنتقام إلا على صياح.ضل بن ضليضرب لمن لا يعرف هو ولا أبوه.ضرباً وطعناً أو يموت الأعجليضرب للعدو، أي نتجاهد حتى يموت أعجلنا أجلاً.أضللت من عشر ثمانياًيضب لمن يفسد أكثر ما يليه من الأمر.ضرط وردان بواد قيوردان، اسم حمار. والقي، الفلاة. يضرب لمن يخاصم غيره في باطل.ضرط البلقاء وخواخ نفقالوخواخ، الضعيف. والنفق، السريع النفاد. يضرب للنفاج المبقبق. ويروى ضرط رفعاً ونصباً، فالرفع على تقدير هذا ضرط، والنصب على المصدر، أي ضرط ضرط البلقاء.الضرب يجلي عنك لا الوعيديعني لا يدفع الوعيد عنك الشر وإنما يدفعه الضرب. وهذا كقولهم: الصدق ينبي عنك لا الوعيد.ضجت فزدها نوطاًالنوط، جلة صغيرة فيها تمر تعلق من البعير. وضجت، ضجرت. يضرب لمن يكلف حاجة فلا يضبطها فيطلب أن يخفف عنه فيزاد أخرى.ضاقت عليه الأرض برحبهايضرب لمن يتردد في أمره.ضرم شذاهيضرب للجائع إذا اشتد جوعه. قال الخليل.ضببوا لصبيكمويقال أيضاً: ضبب لأخيك واستبقه. الضبيبة، سمن ورب يجعل في العكة للصبي يطعمه. يضرب في إبقاء الإخاء وتربية المودة. |
||||
|
|
|||||||||||||||||||
ضربه ضربة ابنة اقعدي وقوميأي، ضربة من يقال لها أقعدي وقومي، يعني ضربة أمة لقيامها وقعودها في خدمة مواليها.ضباب أرض حرشها الأراقمحرشها، أي محروشها وما يحصل عليه منها. والأرقم، الحية تقتل إذا لسعت. يضب لمن له هيبة وجاه ثم لا يسلم عليه جار ولا قريب.ضروع معز ما لها أرماثالرمث، بقية قليلة من اللبن تبقى في الضرع، يعني أن هذه معز لا أرماث لها في ضروعها. يضرب لمن له ظاهر بشر ولا يكون وراءه إحسان.ضرة جبار رعاها المنصلالضرة، المال الكثير من الإبل والشاء وجميع السوائم. ورجل مضر إذا كان صاحب أموال كثيرة. يضرب للضعيف يستجير القوي فيحميه ويكنفه بكنفه.ضائف الليث قتيل المحليقال ضافه يضيفه إذا أتاه ضيفاً. يقول لا يضيف الأسد إلا من قتله المحل والجدب. يضرب لمن اضطر فغرر بنفسه.ضوارب بست لعرف باليدالضارب، الناقة تضرب حالبها، ولم يلحق الهاء لأنها في معرض النسبة، أي ذات الضرب، كقولهم امرأة حائض، ولابن، وتامر. والبسّ، السوق اللين. والعرف والعرفة، قروح تخرج باليد يقال رجل معروف إذا كان به عرفة، وإذا عرف الحالب لم يقدر أن يحلب. والتقدير هذه نوق ضوارب سيقت إلى ذي عرف بيده ليحلبها. يضرب لمن كلف ما يعجز عنه.ضبة حزن في حوامي قلعالحوامي، النواحي والأطراف. والقلع، الصخرة العظيمة، والضبة إذا كانت في مث لهذا المكان لا يقدر عليها صائدها. يضرب لليقظ الحازم لا يخادع عن نفسه وماله.ضيق الغزو إستهيضرب للجبان يحضر الحرب.ضربة بيضاء في ظرف سوءالضرب، العسل الأبيض الغليظ. يضرب للشيء المرآة الكريم الخبر.أضرطاً آخر اليوم وقد زال الظهرأي تضرط ضرطاً. نصبه على المصدر. وهذا المثل قاله عمرو بن تقن للقمان بن عاد حين نهض لقمان بالدلو فضرط. وقد ذكرته في باب الهمزة عند قوله: أحدى حظيات لقمان، في قصة طويلة.ضج فزده وقراًهذا مثل قولهم: إن جرجر العود فزده نوطاً. وقد مر قبل هذا.ما على أفعل من هذا البابأضبط من عائشة بن عثممن بني عبشمس بن سعد، وكان من حديثه إنه سقى إبله يوماً وقد أنزل أخاه في الركية يميحه، وازدحمت الإبل فهوت بكرة منها في البئر، فأخذ بذنبها وصاح به أخوه: يا أخي الموت. قال: ذاك إلى ذنب البكرة، يريد أنه إذا انقطع ذنبها وقعت، ثم اجتذبها فأخرجها فضرب به المثل في قوة الضبط فقيل: اضبط من عائشة بن عثم. هذه رواية حمزة وأبي الندى. وقال المنذري: عابسة، بالباء والسين، من العبوس والله أعلم. وقال بعضهم: عائشة بن غنم، بالغين والنون.أضعف من يد في رحم وأضل من يد في رحميريد الجنين. قاله أبو عمرو. وقيل معناه أن صاحبها يتوقى أن يصيب بيده شيئاً.أضيع من قمر الشتاءلأنه لا يجلس فيه. ولابن حجاج يصف نفسه:
أضيع من غمد بغير نصلقال حمزة: ذكره بعض الشعراء بأحسن لفظ فقال:
أضيع من دم سلاغويروى بالعين غير معجمة. قال حمزة: هو رجل من عبد القيس له حديث في مثل آخر: دم سلاغ جبار. قال: وهذان المثلان حكاهما النضر ابن شميل في كتابه في الأمثال. قال أبو الندى: قتل سلاغ بحضرموت فترك دمه وثأره فلم يطلب، فضربت العرب به المثل.أضل من موؤدة |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
هي اسم كان يقع على من كانت العرب تدفنها حية من بناتها. قال حمزة: واشتقاق ذلك من قولهم: قد آدها بالتراب، أي أثقلها به. ويقولون آدته العلة. ويقول الرجل للرجل اتئد، أي تثبت في أمرك. قلت: هذا حكم فيه خلل، وذلك أن قوله اشتقاق الموؤدة من آدها بالتراب لا يستقيم، لأن الأول من المعتل الفاء والثاني من المعتل العين، تقول من الأول وأد يئد وأداً ون الثاني آد يؤد أوداً، اللهم إلا أن يجعل من المقلوب ولا أعلم أحداً حكم به. قال حمزة: وذكر الهيثم بن عدي أن الوأد كان مستعملاً في قبائل العرب قاطبة، وكان يستعمله واحد ويتركه عشرة، فجاء الإسلام وقد قل ذلك فيها إلا من بني تميم فإنه تزايد فيهم ذلك قبل الإسلام وكان السبب في ذلك أنهم كانوا منعوا الملك ضريبته، وهي الأتاوة التي كانت عليهم، فجرد إليهم النعمان أخاه الريان مع دوسر، ودوسر أحدى كتائبه، وكان أكثر رجالها من بكر بن وائل، فاستاق نعمهم وسبى ذراريهم وفي ذلك يقول أبو المشمرج اليشكري:
أضل من سنانهو سنان بن أبي حارثة المري، وكان قومه عنفوه على الجود فقال: لا أراني يؤخذ على يدي. فركب ناقة له يقال لها الجهول ورمى بها الفلاة فلم ير بعد ذلك فسمته العرب ضالة غطفان، وقالوا في ضرب المثل به: لا أفعل ذلك حتى يرجع ضالة غطفان. كما قالوا: لا أفعل ذلك حتى يرجع قارظ عنزة. وقال زهير في ذلك:
أضل من قارظ عنزةهو يذكر بن عنزة. واقتص ابن الأعرابي حديثه فذكر أن بسببه كان خروج قضاعة من مكة. وذلك أن جزيمة بن مالك بن نهد هوي فاطمة بنت يذكر بن عنزة فطرد عنها، فخرج ذات يوم هو وأبوها يذكر يطلبان القرظ فمر بقليب فيه معسل النحل، فتقارعا للنزول فيه فوقعت القرعة على يذكر فنزل واجتنى العسل حتى رفع منه حاجته ثم قال: أخرجني ثم أخطبها فإني أزوجكها. فأبى وتركه ومضى، فلما انصرف إلى الحي سألوه عنه فقال: أخذ طريقاً وأخذت أخرى. فلم يقبلوا منه، ثم سمعوه يترنم بهذا الشعر:
أضل من ضبومن ورل، ومن ولد اليربوعلأنها إذا خرجت من حجرتها لم تهتد إلى الرجوع إليها، وسوء الهداية أكثر ما يوجد في الضب والورل والديك.أضل من يد في رحمزعم محمد بن حبيب أنها يد الجنين. وقال غيره هي يد الناتج.أضيق من ظل الرمح ومن خرت الإبرة ومن سم الخياطويقال أيضاً:أضيق من زج يعنون زج الرمح ومن تسعينأرادوا عقد تسعين لأنه أضيق العقود قال الشاعر: |
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
أضيق من مبعج الضبهو مستقر الضب في حجره حيث يبعجه، أي يشقه ويوسعه.أضيق من النخربوهو بيت الزنابير.أضعف من بقةومن بعوضة ومن فراشة ومن قارورةأضعف من بروقةهي شجرة ضعيفة. وقد مر وصفها في حرف السين وقال:
أضيع من لحم على وضمومن بيضة البلد ومن تراب في مهب ريح، ومن وصيةأضرط من عيرومن عنز ومن غولأضبط من ذرةومن نملة ومن الأعمى ومن صبيأصوأ من الصبحومن نهار ومن ابن ذكاءوهو الصبح أيضاً. وسميت الشمس ذكاء لأنها تذكو، من ذكت النار، إذا توقدت، تذكو ذكا، مقصور، يقال هذه ذكاء طالعة.المولدون"ضحك الجوزة بين حجرين" "ضيق الحوصلة" للبخيل."ضرطت فلطمت عين زوجها" "ضع الأمور مواضعها تضعك موضعك" "اضرب البرئ حتى يعترف السقيم" "الضرب في الجناح والسب في الرياح" "ضحك الأفاعي في جراب النورة" الباب السادس عشرفيما أوله طاءطويته على بلالهوعلى بللتهالبلال، جمع بلة، مثل برمة وبرام. يقال: ما في سقائك بلال، أي ماء. قال الراجز:
طارت بهم العنقاءقال الخليل: سميت عنقاء لأنه كان في عنقها بياض كالطوق. ويقال: لطول في عنقها. قال ابن الكلبي: كان لأهل الرس نبي يقال له حنظلة بن صفوان، وكان بأرضهم جبل يقال له دمخ مصعده في السماء ميل، وكانت تنتابه طائرة كأعظم ما يكون، لها عنق طويل من أحسن الطير فيها من كل لون، وكانت تقع منتصبة فكانت تكون على ذلك الجبل تنقض على الطير فتأكله، فجاعت ذات يوم وأعوزت الطير فانقضت على صبي فذهبت به فسميت عنقاء مغرب بأنها تعرب كل ما أخذته، ثم إنها انقضت على جارية فضمتها إلى جناحين لها صغيرين ثم طارت بها، فشكوا ذلك إلى نبيهم فقال: اللهم خذها واقطع نسلها وسلط عليها آفة. فأصابتها صاعقة فاحترقت، فضربتها العرب مثلاً في أشعارها، وأنشد لعنترة بن الأخرس الطائي في مرثية خالد بن زيد:
طال الأبد على لبديعنون آخر نسور لقمان بن عاد، وكان قد عَمرَّ عُمَرَ سبعة أنسر، وكان يأخذ فرخ النسر فيجعله في جوبة في الجبل الذي هو في أصله فيعيش الفرخ خمسمائة سنة أو أقل أو أكثر، فإذا مات أخذ آخر مكانه، حتى هلكت كلها إلا السابع أخذه فوضعه في ذلك الموضع وسماه لبداً، وكان أطولها عمراً، فضربت العرب به المثل فقالوا: طال الأبد على لبد، قال الأعشى:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
أطري فإنك ناعلةالأطرار، أن تركب طرر الطريق، وهي نواحيه. وقال ابن السكيت: معناه أدلي. وقال أبو عبيد: معناه اركب الأمر الشديد فإنك قوي عليه. قال: وأصله أن رجلاً قال لراعية كانت له ترعى في السهولة وتدع الحزونة: أطري، أي خذي طرر الوادي، وهي نواحيه، فإن عليك نعلين. قال: أحسبه عنى بالنعلين غلظ جلد قدميها. يضرب لمن يؤمر بارتكاب الأمر الشديد لاقتداره عليه. ويستوي فيه خطاب المذكر والمؤنث والجمع والاثنين على لفظ التأنيث، كذا قاله المبرد، وابن السكيت. وقال قوم: أظري، بالظاء المعجمة، أي اركبي الظرر، وهو الحجر المحدد، والجمع ظران، ويصعب المشي عليها قال الشاعر:
اطرقي وميشيالطرق، ضرب الصوف بالمطرقة. والميش، خلط الشعر بالصوف. قال رؤبة:
أطعمتك يد شبعت ثم جاعت ولا أطعمتك يد جاعت ثم شبعتقال الشرقي: أول من قاله امرأة قال لها ابنها: إني أخرج فأطلب من فضل الله. فدعت له بهذا. وزعموا أن الحرقة بنت النعمان بن المنذر، واسمها هند، وهي صاحبة الدير، أتاها عبيد الله بن زياد فسألها عما أدركت ورأت فأخبرته ثم قالت: كنا مغبوطين فأصبحنا مرحومين. فأمر لها بوسق من طعام ومائة دينار فقالت: أطعمتك يد شبعى فجاعت لا يد جوعى فشبعت.طار باست فزعةيضرب للرجل يفلت فزعاً بعد ما كاد يقع.طلب الأبلق العقوقيقال: أعقت الفرس فهي عقوق، ولا يقال معق، وذلك إذا حملت والأبلق لا يحمل. قال رجل لمعاوية: أفرض لي. قال: نعم. قال: ولولدي. قال: لا. قال: ولعشيرتي. فتمثل معاوية بهذا البيت:
أطعم أخاك من عقنقل الضبإنك إن تمنع أخاك يغضبعقنقل الضب، كرشه، وهو معي من أمعائه فيه جميع ما يأكله يضرب مثلاً في المواساة.أطرق إطراق الشجاعيعني الحية. يضرب للمفكر الداهي في الأمور. قال المتلمس:
أطرق كرا إن النعامة في القرى |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||
يقال: الكرا الكروان نفسه. ويقال: إنه مرخم الكروان، وجمع الكروان كروان: ومثله فرس صلتان وهو النشيط، وصميان وهو الصلب، والجمع صلتان وصميان، ورجل غذيان أي نشيط. قال الخليل: الكرا الذكر من الكروان. ويقال له: أطرق كراً إنك لن ترى. قال: يصيدونه بهذه الكلمة، فإذا سمعها يلبد في الأرض فيلقى عليه ثوب فيصاد. قال أبو الهيثم: هو طائر شبيه البلط لا ينام بالليل فسمي بضده من الكرا. قال: ويقال للواحدة كروانة وللجمع الكروان والكرى. يضرب للذي ليس عنده غناء ويتكلم فيقال له: اسكت وتوق انتشار ما تلفظ به كراهة ما يتعقبه. وقولهم: إن النعامة في القرى، أي تأتيك فتدوسك بأخفافها. ويقال أيضاً: أطرق كرا يخلب لكيضرب للأحمق تمنيه الباطل فيصدق.طارت عصافي رأسهيضرب للمذعور. أي كأنما كانت على رأسه عصافير عند سكونه فلما ذعرت طارت.طيور فيوءيضرب للسريع الغضب السريع الرجوع، من فاء يفيء.طامر بن طامرقال أبو عمرو: أي بعيد بن بعيد، من قولهم: طمر إلى بلد كذا، إذا ذهب إليها. يضرب لمن يثب عليه الناس وليس له أصل ولا قديم.طمعوا أن ينالوه فأصابوا سلعاً وقاراًالسلع، شجر مر، وكذلك القار. قال ابن الأعرابي: ويقال هذا أقير من ذلك. أي أمر من ذلك. يضرب لمن لا يدرك شأوه.الطعن يظأريقال: ظأرت الناقة أظأرها ظأراً إذا عطفتها على ولد غيرها. يضرب في الإعطاء على المخالفة، أي طعنك إياه يعطفه على الصلح.أطيب مضغة صيحانية مصلبةأي أطيب ما يمضغ صيحانية، وهي ضرب من التمر، ومصلبة، من الصليب وهو الودك. أي ما خلط من هذا التمر بودك فهو أطيب شيء يمضغ. يضرب للمتلائمين المتوافقين.أطعم أخاك من كلية الأرنبمثل قولهم: أطعم أخاك من عقنقل الضب. يضربان في المواساة.طعن فلان فلاناً الأثجلينإذا رماه بداهية من الكلام، وهو من الثلجة، وهي عظم البطن وسعته. قلت: يروى هذا على وجه التثنية، والصواب الأثلجين، على وجه الجمع، مثل الأقورين والفنكرين والبلغين وأشباهها، والعرب تجمع أسماء الدواهي على هذا الوجه للتأكيد وللتهويل والتعظيم.??طارت عصا بني فلان شققاًإذا تفرقوا في وجوه شتى. قال الأسدي:
طرقته أم اللهيم وأم قشعموهما المنية.طعن اللسان كوخز السنانلأن كلم الكلمة يصل إلى القلب والطعن يصل إلى اللحم والجلد.طراثيث لا أرطى لهاالطرثوث، نبت ينبت في الأرطى . يضرب لمن لا أصل له يرجع إليه.أطاع يداً بالقود فهو ذلوليضرب للصعب يذل ويسامح. ونصب يداً على التمييز.طالب عذر كمنجحٍقال أبو عمرو: أي إذا غضب عليك قوم فاعتذرت إليهم فقبلوا عذرك فقد أنجحت في طلبتك.طلب أمراً ولاة أوانٍيضرب لمن طلب شيئاً وقد فاته وذهب وقته وقال:
طار طائر فلانإذا استخف. كما يقال في ضده: وقع طائره، إذا كان وقوراً.طحت بك البطنةيضرب لمن يكثر ماله فيأشر ويبطر. وهذا مثل قولهم: نزت بك البطنة.اطلع عليه ذو العينينأي اطلع عليه إنسان. يضرب في التحذير.طمس الله كوكبهيضرب لمن ذهب رونق أمره وأنهد ركنه.طمح مرثمهأي، علا مكاناً لم يكن ينبغي له أن يعلوه. والمرثم، الأنف، من الرثم، وهو الكسر. وطمح، علا وارتفع.طار أنضجهاقالها رجل اصطاد فراخ هامة فملهن في رماد هامد، وهن أحياء، فانفلت أحدها فلم يرعه إلا وهو يطير فعند ذلك قال: طار أنضجها. فبينا هو كذلك إذ انفلت آخر يسعى، وبقي تحت الرماد واحد فجعل يصأى فقال: أصأ صويان فالدويرجان أنضج منك. قال أبو عمرو: وكلهن يضربن أمثالاً. ولم يبين في أي موضع تستعمل.طاطئ بَحْرَكَأي، على رسلك ولا تعجل. يقال: طأطأت رأسي، أي خفضته. جعل البحر بما فيه من اضطراب الأمواج مثلاً للعجلة، وجعل الطأطأة مثلاً لتسكين ما يعرض منها. يضرب للغضبان.أطلق يديك تنفعاك يا رجل |
||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
ويروى: أطلق، بقطع الألف، من الإطلاق، وهو ضد التقييد، يقال: أطلقت الأسير، وأطلقت يدي بالخبر، وطلقتها أيضاً، ومعنى المثل الحث على بذل المال واكتساب الثناء. طويته على غرهغر الثوب أثر تكسره يقال: أطوه على غره، أي على كسره الأول. يضرب لمن يوكل إلى رأيه، أي تركته على ما انطوى عليه وركن إليه.طعم ذكرك معسول بكل فميقال طعام معسول ومعسل إذا جعل فيه العسل، وهذا مثل على صيغة الخبر والمراد منه الأمر، أي ليكن ذكرك حلواً في أفواه الناس، وفي هذا حث على حسن القول والفعل.طال طولهويقال: طيله وطوله وطيله، ساكنة الواو والياء. ويقال: طال طوله، بضم الطاء وفتح الواو. وطال طواله وطياله، بالفتح كل يقال، ولها معنيان: قالوا: معناه طال عمرك. وقالوا: معناه طالت غيبتك. قال القطامي:
طعنت في حوص أمر لست منه في شيءالحوص، الخياطة في الجلد لا يكون في غير ذلك. قاله أبو الهيثم. ومنه حص عين البازي، وحص شق كعبك. ويقال: لأطعنن في حوصهم، أي لأخرقن ما خاطوه ولفقوه من الأمر. والحوص، المصدر. ويجوز أن يكون بمعنى المحوص، كالقول بمعنى المقول، والنول بمعنى المنول. يضرب لمن تناول من الأمر ما ليس له بأهله.طاعة النساء ندامةالطاعة، بمعنى الإطاعة، كالطاقة والجابة. والمصدر في قوله طاعة النساء مضاف إلى المفعول، أي طاعتك النساء، والطاعة لا تكون نفس الندامة ولكن سببها كأنه قال طاعتك النساء مورثة للندامة. يضرب في التحذير عواقب طاعتهن فيما يأمرن.طول التنائي مسلاة للتصافيمسلاة، مفعلة من السلو والسلوان. يقال: الخمر مسلاة للهم، أي مذهبة للحزن، وهذا كما أنشده الرياشي:
طالما متع بالغنىويروى أمتع، وكلاهما بمعنى واحد، وبنو عامر يقولون أمتع في موضع تمتع. ومنه قول الراعي: وكانا بالتفرق أمتعا. ومعنى المثل: طالما تمتع الإنسان بغناه. يضرب في حمد الغنى.اطمئن على قدر أرضكهذا قريب من قول العامة: مد رجلك على قدر الكساء. يضرب في الحث على اغتنام الاقتصاد.طرافة يولع فيها القعددالطرافة، مصدر الطريف والطرف، وهما الكثير الآباء إلى الجد الأكبر، ويمدح به. والقعدد، نقيضه ويذم به لأنه من أولاد الهرمى، وينسب إلى الضعف. قال الشاعر:
طليت عن فيقته للعجلييقال طليت الطلا وطليته إذا حبسته عن أمه. والفيقة، ما يجتمع من اللبن في الضرع بين الحلبتين. والعجلي، والولد تموت أمه فيربيه صاحبه بلبن غيرها. يقال عجوته أعجوه إذا فعلت ذلك به. يضرب لمن يظلم من لا ناصر له ولا يقاومه.اطلب تظفرالظفر، الفوز بالمراد والبغية. يقول: الظفر ثان للطلب فاطلب طلبتك أولاً تظفر به ثانياً. يطلب في الحث على طلب المقصود.اطلبه من حيث وليسحيث كلمة تبنى على الضم كقط وعلى الفتح ككيف وتضاف إلى الجمل تقول: اجلس حيث تجلس، واقعد حيث عمرو، أي حيث عمرو قاعد، وحيث يقوم زيد. وليس أصله لا أيس، ولا أيس اسم للموجود، فإذا قيل لا أيس فمعناه لا موجود ولا وجود، ثم كثر استعماله فحذفت الهمزة فالتقى ساكنان أحدهما ألف لا والثاني ياء ليس فحذفت الألف فبقي ليس، وهي كلمة نفي ملا في الحال، ويوضع موضع لا كقول لبيد: إنما يجزى الفتى ليس الجمل، أي لا الجمل. وفي هذا المثل وضع موضع لا، يعني اطلب ما أمرتك من حيث يوجد ولا يوجد، وهذا على طريق المبالغة. يقول: لا يفوتنك هذا الأمر على أي حال يكون وبالغ في طلبه.طرف الفتى يخبر عن لسانه |
|||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
ويروى عن ضميره. وقال بعض الحكماء: لا شاهد على غائب أعدل من طرف على قلب. طريق يحن فيه العودويروى: يحن فيه إلى العود. فمعنى الأول يحن، أي ينشط فيه العود لوضوحه. ومعنى الثاني، أي يحتاج فيه إلى العود لدروسه والعود أهدى في مثله من غيره. ويجوز أن يكون العود في معنى الأول يحن لصعوبته، فيكون المعنيان واحداً.طأ معرضاً حيث شئتأي ضع رجليك حيث شئت ولا تنق شيئاً قد أمكنك. يضرب لمن قرب مما كان يطلبه في سهولة.ما على أفعل من هذا البابأطول من ظل الرمحهذا من قول يزيد بن الطثرية:
أطول من طنب الخرقاءوذلك لأن الخرقاء لا تعرف المقدار فتطيله، وذكرهم للخرقاء ههنا كذكرهم للحمقاء في موضع آخر وهو قولهم: إذا طلع السماك ذهب العكاك وبرد ماء الحمقاء وذلك أن الحمقاء لا تبرد الماء فيقولون أن البرد يصيب ماءها وإن لم تبرده.أطول من الصبحويروى: من الفلق أيضاً. والصبح يعرض ويطول عند انتشاره لكنهم اكتفوا بذكر الطول عن ذكر العرض للعلم بوجوده.أطول من السكاكويقال له السكاكة أيضاً، وهما الهواء الذي يلاقي عنان السماء، ومنه قولهم: لا أفعل ذلك ولو نزوت في السكاك. أي في السماء. ويقال له اللوح أيضاً.أطول ذماء من الضبالذماء، ما بين القتل إلى خروج النفس ولا ذماء للإنسان. ويقال: الذماء بقية النفس وشدة انعقاد الحياة بعد الذبح. وهشم الرأس، والطعن الجائف، والتامور أيضاً، بقية النفس. وبعضهم يفصح عنه فيجعله دم القلب الذي ما بقي بقي الإنسان. والضب يبلغ من قوة نفسه أنه يذبح فيبقى ليلته مذبوحاً مفري الأوداج ساكن الحركة ثم يطرح من الغد في النار فإذا قدروا أنه نضج تحرك حتى يتوهموا أنه قد صار حياً وإن كان في العين ميتاً.أطول ذماء من الأفعىوذلك أن الأفعى تذبح فتبقى أياماً تتحرك.أطول ذماء من الحيةلأنه ربما قطع منها الثلث من قبل ذنبها فتعيش إن سلمت من الذر.أطول ذماء من الخنفساءوذلك أنها تشدخ فتمشي. ومن الحيوان ضروب يطول ذماؤها ولا يضرب بها المثل كالكلب والخنزير.أطول من فراسخ دير كعبهذا من قول الشاعر:
أطول صحبة من الفرقدينهو من قول الشاعر أيضاً حيث يقول:
أطول صحبة من ابني شماممن قول الشاعر أيضاً:
أطول صحبة من نخلتي حلوانهذا من قول الشاعر:
أطير من عقابوذلك أنها تتغدى بالعراق وتتعشى باليمن وريشها الذي عليها هو فروتها في الشتاء وخيشها في الصيف.أطير من حباريلأنها تصاد بظهر البصرة فتوجد في حواصلها الحبة الخضراء الغضة الطرية وبينها وبين ذلك بلاد وبلاد.أطيش من فراشةلأنها تلقى نفسها في النار.وأما قولهم: أطيش من ذبابفهو من قول الشاعر:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||
أطيش من عفرقال ابن الأعرابي: العفر، ذكر الخنازير. والعفر أيضاً الشيطان وهو العفريت أيضاً.أطيب نشراً من الروضةالنشر، الريح، يعني الرائحة.أطيب من نشراً من الصورقالوا الصور المسك وأنشد:
أطمع من قالب الصخرةهو رجل من معد رأى حجراً ببلاد اليمن مكتوباً عليه بالمسند: اقلبني أنفعك. فاحتال في قلبه فوجد على جانبه الآخر: رب طمع يهدي إلى طبع. فما زال يضرب بهامته الصخرة تلهفاً حتى سال دماغه وفاظ.أطمع من أشعبهو رجل من أهل المدينة يقال له أشعب الطماع، وهو أشعب بن جبير مولى عبد الله بن الزبير، وكنيته أبو العلاء. سأل أبو السمراء أبا عبيدة عن طمعه فقال: اجتمع عليه يوماً غلمة من غلمان المدينة يعابثونه، وكان مزاحاً ظريفاً مغنياً، فآذاه الغلمة فقال لهم: إن في دار بني فلان عرساً فانطلقوا إلى ثَمَّ فهو أنفع لكم. فانطلقوا وتركوه، فلما مضوا قال: لعل الذي قلت من ذلك حق. فمضى في أثرهم نحو الموضع فلم يجد شيئاً وظفر به الغلمان هناك فآذوه. وكان أشعب صاحب نوادر وإسناد وكان إذا قيل له حدثنا يقول: حدثنا سالم بن عبد الله وكان يبغضني في الله. فيقال له: دع ذا. فيقول: ما عن الحق مدفع. ويروى: ليس للحق مترك. وكانت عائشة بنت عثمان كفلته وكفلت معه ابن أبي الزناد فكان يقول أشعب: تربيت أنا وابن أبي الزناد في مكان واحد، فكنت أسفل ويعلو حتى بلغنا إلى ما ترون. وقيل لعائشة: هل آنست من أشعب رشداً? فقالت: قد أسلمته منذ سنة في البر فسألته بالأمس أين في الصناعة? فقال: يا أمه، قد تعلمت نصف العمل وبقي علي نصفه. فقلت كيف? فقال: تعلمت النشر في سنة وبقي علي تعلم الطي. وسمعته اليوم يخاطب رجلاً، وقد ساومه قوس بندق، فقال: بدينار. فقال: واله لو كنت إذا رميت عنها طائراً وقع مشوياً بين رغيفين ما اشتريتها بدينار. فأي رشد يؤنس منه. قال مصعب ابن الزبير: خرج سالم بن عبد الله بن عمر إلى ناحية من نواحي المدينة هو وحرمه وجواريه، وبلغ ِأشعب الخبر فوافى الموضع الذي هم به يريد التطفل فصادف الباب مغلقاً، فتسور الحائط فقال له سالم: ويلك يا أشعب من بناتي وحرمي. فقال: لقد علمت ما لنا في بناتك من حق، وإنك لتعلم ما نريد. فوجه إليه من الطعام ما أكل وحمل إلى منزله. وقال أشعب: وهب لي غلام فجئت إليه من الطعام ما أكل وحمل إلى منزله. وقال أشعب: وهب لي غلام فجئت إلى أمي بحمار موقور من كل شيء والغلام فقالت أمي: ما هذا الغلام? فأشفقت عليها من أن أقول وهب لي فتموت فرحاً فقلت: وهب لي غين. فقالت: وما غين? قلت: لام. قالت: وما لام? قلت: ألف. قالت: وما ألف? قلت: ميم. قالت: وما ميم? قلت: وهب لي غلام. فغشي عليها فرحاً ولو لم أقطع الحروف لماتت. وقال له سالم بن عبد الله: ما بلغ من طمعك? قال: ما نظرت قط إلى اثنين في جنازة يتساران إلا قدرت أن الميت قد أوصى لي من ماله بشيء؛ وما أدخل أحد يده في كمه إلى أظنه يعطيني شيئاً. وقال له ابن أبي الزناد: ما بلغ من طمعك? فقال: ما زفت بالمدينة امرأة إلا كسحت بيتي رجاء أن يغلط بها إلي. وبلغ من طمعه أنه مر برجل يعمل طبقاً فقال: أحب أن تزيد فيه طوقاً. قال: ولم? قال: عسى أن يهدى إلي فيه شيء. ومن طمعه أنه مر برجل يمضغ علكاً فتبعه أكثر من ميل حتى علم أنه علك. وقيل له: هل رأيت أطمع منك? قال: نعم! فقلت: الكاذب منا كذا من الراهب في كذا منه. فنزل الراهب وقد انعظ وقال: أيكما الكاذب? ثم قال أشعب: ودعوا هذا، امرأتي أطمع مني ومن الراهب. قيل له: وكيف? قال: إنها قالت لي: ما يخطر على قلبك من الطمع شيء يكون بين الشك واليقين إلا وأتيقنه.أطمع من طفيلهو رجل من أهل الكوفة مشهور بالطمع واللعمظة، وإليه ينتسب الطفيليون، وسيأتي ذكره مستقصى في باب الواو عند قولهم: أوغل من طفيل.أطمع من فلحسقد مر ذكره في باب السين عند قولهم: أسأل من فلحس. فأغنى عن الإعادة.أطمع من قرلىقد مر ذكره والاختلاف فيه في باب الخاء عند قولهم: أخلف من قرلى.أطمع من مقمورإنما قيل هذا لأنه يطمع أن يعود إليه ما قمر.أطوع من ثوابهذا رجل من العرب كان مطواعاً فضرب به المثل. قال الأخفس ابن شهاب: |
|||||||
|
|
||||||||||||||||
أطوع من فرسومن كلبأطب من ابن حذيمهذا رجل كان معروفاً بالحذق في الطب. قال أبو الندى: هو حذيم رجل من تيم الرباب كان أطب العرب، وكان أطب من الحرث، قال أوس بن حجر يذكره:
أطغى من السيل ومن الليل أطير من جرادةأطمر من برغوثأطول من يوم الفراقومن شهر الصوم ومن السنة الجدبةأطفل من ليل على نهارومن شيب على شبابويقال أيضاً:أطفل من ذبابأطيب من الحياةومن الماء على الظمأأطول من الدهرومن اللوحوهو السكاك وقد مر قبل.المولدون"طاعة اللسان ندامة" "طبيب يداوي الناس وهو مريض" "طريق الحافي على أصحاب النعال" "وطريق الأصلع على أصحاب القلانس" "طبل بسري" إذا أفشاه."طول اللسان يقصر الأجل" "طواه طي الرداء" "طلاب العلا بركوب الغرر" "طعمة الأسد تخمة الذئب" "طول بلا طول ولا طائل" "طاعة الولاة بقاء العز" "طول التجارب زيادة في العقل" "الطمع الكاذب فقر حاضر" "الطمع الكاذب يدق الرقبة " قاله خالد بن صفوان حين وأكله الأعرابي، وذلك أنه كان قد بنى دكاناً مرتفعاً لا يسع غيره ولا يصل إليه الراجل، فكان إذا تغدى قعد عليه وحيداً يأكل لبخله، فجاء إعرابي على جمل ساوي الدكان ومد يده إلى طعامه فبينما هو يأكل إذ هبت ريح وحركت شناً هناك فنفر البعير وألقى الأعرابي فاندقت عنقه فقال خالد: الطمع الكاذب يدق الرقبة. فذهبت مثلاً. "الطير بالطير يصطاد" "الطيور على ألافها تقع" "الطبل قد تعود اللطام" "اطرح نهدك وكل جهدك" "اطلع القرد في الكنيف فقال هذه المرآة لهذا الوجيه"
الباب السابع عشرفيما أوله ظاءظئار قوم طعنالظئار، المظاءرة. يقال ظأرت الناقة وظاءرتها إذا عطفتها على ولد غيرها. وظأرت الناقة أيضاً يتعدى ولا يتعدى. وهذا مثل قولهم: الطعن يظأر. يضرب لمن يحمل على الصلح خوفاً.ظلت على فراشها تكرىأي تنام. يضرب مثلاً للخلي الفارغ من الأمر.أظن ماءكم هذا ماء عناققالوا: كان من حديثه أن رجلاً بينا هو يستقي وبيته تلقاء وجهه، فنظر فإذا هو برجل معانق امرأته يقبلها، فأخذ العصا وأقبل مسرعاً لا يشك فيما رأى، فلما رأته امرأته جعلت الرجل في خالفة البيت بين الخالفة والمتاع، فنظر يميناً وشمالاً فلم ير شيئاً، وخرج فنظر في الأرض فلم ير شيئاً، فكذب بصره. فقالت المرأة، كأنها تريه أنها قد استنكرت من أمره شيئاً: ما دهاك يا أبا فلان، أرعبك شيء? فكتمها الذي رأى ومضى لحاجته، فلما كان في الورد الثاني قالت: يا أبا فلان: هل لك أن أكفيك السقي وتودع اليوم فإني قد أشفقت عليك? قال: نعم إن شئت. فأقام في المنزل، فانطلقت تسقي، وتحينت منه غفلة فأخذت العصا ثم أقبلت حتى تفلق بها رأسه فشجته. فقال: ويلك، مالك، وما دهاك? قالت: وما دهاني يا فاسق، أين المرأة التي رأيتها معك تعانقها? فقال: لا والله ما كانت عندي امرأة، وما عانقت اليوم امرأة. قالت: بلى، أنا نظرت إليها بعيني وأنا على الماء. فتحالفا، فلما أكثرت قال: أن تكوني صادقة فإن ماءكم هذا ماء عناق. يضرب مثلاً في الدواهي. قاله أبو عمرو. وروى غيره عناق، بفتح العين، وقال: العناق والعناقة الخيبة. وأنشد:
ظمأ قامح خير من ري فاضحقال الخليل: القامح والمقامح من الإبل الذي قد اشتد عطشه حتى فتر لذلك فتوراً شديداً. ويقال: القامح الذي يرد الحوض ولا يشرب،. يضرب في القناعة وكتمان الفاقة. ويروى: ظمأ فادح خير من ري فاضح. الفادح، المثقل. يقال فدحه الدين، أي أثقله. والفضح والفضوح، انكشاف الأمر وظهوره. يقال فضح الصبح إذا بدا، وافتضح فلان إذا انكشفت مساويه، وفضحه غيره إذا أظهر مقابحه.الظلم مرتعه وخيم |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
قاله حنين بن خشرم السعدي، أي عاقبته مذمومة. وجعل للظلم مرتعاً لتصرف الظالم فيه، ثم جعل المرتع وخيماً لسوء عاقبته إما في الدنيا وإما في العقبى. الظلم ظلمات يوم القيامةهذا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.ظلت الغنم عبيثة واحدةوذلك إذا لقي الغنم غنماً أخرى فاختلط بعضها ببعض. يضرب في اختلاط القوم وتساويهم في الفساد ظاهراً وباطناً.الظباء على البقريضرب عند انقطاع ما بين الرجلين من القرابة والصداقة، وكان الرجل في الجاهلية إذا قال لامرأته: الظباء على البقر، بانت منهم، وكان عندهم طلاقاً. ونصب الظباء على معنى اخترت أو اختار الظباء على البقر، والبقر كناية عن النساء. ومنه قولهم: جاء يجر بقره، أي عياله وأهله.ظنوا بني الظناناتالظنانة، المرأة التي تحدث بما لا علم لها به. قالها رجل غاب له أخ وبقي له أخوة مقيمون فاستبطؤوه لموعده الذي وعدهم فقال أحدهم: ظنوا بني الظنانات. فقال أحدهم: أظنه لقيه ذو النبالة الكثيرة فقتله، يعني القنفذ. وقال الآخر: أظنه لقيه الذي رمحه في إسته فقتله، يعني اليربوع. وقال الآخر: أظنه لقيته حجمة عينين فأكلته، يعني الأرنب، ويقال يعني الذئب، كذا قاله المنذري. وقال الآخر: أظنه اضطره السيل إلى جرثومة فمات من العطش. يضرب عند الحكم بالظنون.ظن الرجل قطعة من عقلهقال الأصمعي الذنب فقرة من الصلب، والضرع ابنه من الكرش، وظن الرجل قطعة من عقله. وقال عمر رضي الله عنه: لا يعيش أحد بعقله حتى يعيش بظنه. وقال سليمان بن عبد الملك: جودة اللسان بلا عقل خدعة، وجودة العقل بلا لسان هجنة، ولكن بين ذلك.ظل سيال ريحه حرورالسيال، شجر من العضاه ولها وردة طيبة الرائحة. والحرور، ريح حارة تهب بالليل، وقيل بالنهار. يضرب للرجل له سيما حسنة ولا خير عنده.ظالع يعود كسيراًالكسير، فعيل بمعنى مفعول، يعنون المكسور الرجل. والظلع، مثل الغمز يكون في رجل الدابة وغيرها. وقوله يعود من العيادة. يضرب للضعيف ينصر من هو أضعف منه.ظفره يكل عن حك مثلييضرب لمن يناويك ولا يقاويك.ظلال صيف ما لها قطارالظلال، ما أظلك من سحاب وغيره، والمراد به ههنا السحاب. يضرب لمن له ثروة ولا يجدي على أحد.ظئر رؤوم خير من أم سؤومالظئر، الحاضنة والجمع ظوائر، وهو جمع نادر. والرؤوم، العطوف. والسؤوم، الملول. يضرب في عدم الشفقة وقلة الاهتمام.ظاهر العتاب خير من باطن الحقدهذا قريب من قولهم: ويبقى الود ما بقي العتاب.ظل السلطان سريع الزوالالظفر بالضعيف هزيمةيضرب لمن يستضعف.ظن العاقل خير من يقين الجاهلما على أفعل من هذا البابأظلم من حيةلأنها تجيء إلى جحر غيرها فتدخله وتغلبه عليه. وكذلك قولهم:أظلم من أفعىيقال أنك لتظلمني ظلم الأفعى. قال الشاعر:
أظلم من ورلفلأن كل شدة يلقاها ذو حجر من الحية فهو يلقى مثل ذلك من الورل. والورل ألطف بدنا من الضب، وهو يقوى على الحيات ويأكلها أكلاً ذريعاً.أظلم من ذئبقد كثرت أمثال العرب وأشعار الشعراء بظلم الذئب فقالوا في أمثالهم: من استرعى الذئب ظلم. ومستودع الذئب أظلم. وكافأه مكافأة الذئب. وأما ما جاء في أشعارهم فحكى ابن الأعرابي أن إعرابياً ربى بالبادية ذئباً فلما شب افترس سخلة له فقال الأعرابي:
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
قال حمزة: وهذه الأبيات منقولة من حديث طويل من أحاديث الأعراب. أظلم من التمساحوكافأني مكافأة التمساحقال حمزة: له حديث من أحاديثهم طويل تركت ذكره.أظلم من الجلندىهذا مثل من أمثال أهل عمان، ويزعمون أنه جرى ذكره في القرآن في قوله عز وجل: "وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً". ويزعم كثير من الناس أن الجلندى وقع إلى سيف فارس في دولة الإسلام، وإن الذي كان يأخذ السفن كان في بحر مصر لا في بحر فارس.أظلم من فلحسقد مر ذكره في باب السين عند قولهم: أسأل من فلحس.أظلم من صبيلأنه يسأل ما لا يقدر عليه. ولذلك يقال: وأعطاه حكم الصبي، إذا أعطاه ما شاء.أظلم من ليليراد من الظلمة، قلت: قد قال بعضهم هذا شاذ أن يبنى أفعل التفضيل من الإظلام وليس كما ظن فإن ظلم يظلم ظلمة لغة في أظلم إظلاماً، وإذا صح هذا فالبناء وقع على سمته وقاعدته.أظلم من الليلهذا يراد به أفعل من الظلم لا من الظلمة، وإنما نسب إلى الظلم لأنه يستر السارق وغيره من أهل الريبة.أظمأ من حوتقال حمزة: يزعمون، دعوى بلا بينة، إنه يعطش في البحر، ويحتجون بقول الشاعر:
أظمأ من رملوإنما قالوا هذا لأنه أشرب شيء للماء.أظل من حجرٍوذلك لكثافة ظله. قلت: ليس للظل فعل يتصرف في ثلاثيه فيبنى منه أفعل التفضيل وحقه أشد ظلالاً. وقال: كأنما وجهك ظل من حجر. يعني أسود لأن ظل الحجر لا يكون كظل الشجر.أظلم من الشيبلأنه ربما يهجم على صاحبه قبل إبانه.المولدون"ظريف في جيبه عدد" إذا تكلف ما لا يليق به."ظلم الأقارب أشد من وقع السيف" قلت: هذا معنى قديم فإنه جاء في مشهور شعر الجاهلية: قال طرفة:
الباب الثامن عشرفيما أوله عينعند الصباح يحمد القوم السرىقال المفضل: إن أول من قال ذلك خالد بن الوليد لما بعث إليه أبو بكر رضي الله عنهما، وهو باليمامة، أن سر إلى العراق، فأراد سلوك المفازة فقال له رافع الطائي: قد سلكتها في الجاهلية، هي خمس للإبل الواردة، ولا أظنك تقدر عليها إلا أن تحمل من الماء. فاشترى مائة شارف فعطشها ثم سقاها الماء حتى رويت، ثم كتبها وكم أفواهها ثم سلك المفازة حتى إذا مضى يومان وخاف العطش على الناس والخيل وخشي أن يذهب ما في بطون الإبل نحر الإبل واستخرج ما في بطونها من الماء فسقى الناس والخيل ومضى، فلما كان في الليلة الرابعة قال رافع: انظروا هل ترون سدراً عظاماً، فإن رأيتموها وإلا فهو الهلاك. فنظر الناس فرأوا السدر فأخبروه، فكبر وكبر الناس، ثم هجموا على الماء فقال خالد:
عند جهينة الخبر اليقين |
|||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قال هشام بن الكلبي: كان من حديثه أن حصين بن عمرو بن معاوية ابن كلاب خرج ومعه رجل من جهينة يقال له الأخنس بن كعب وكان الأخنس قد أحدث في قومه حدثاً فخرج هارباً فلقيه الحصين فقال له: من أنت ثكلتك أمك? فقال له الأخنس: بل من أنت ثكلتك أمك? فردد هذا القول حتى قال الأخنس: أنا الأخنس بن كعب فأخبرني من أنت وإلا أنفذت قلبك بهذا السنان. فقال له الحصين: أنا الحصين بن عمرو الكلابي. ويقال، بل هو الحصين بن سبيع الغطفاني. فقال له الأخنس: فما الذي تريد? قال: خرجت لما يخرج له الفتيان. قال الأخنس: وأنا خرجت لمثل ذلك. فقال له الحصين: هل لك أن نتعاقد أن لا نلقى أحداً من عشيرتك أو عشيرتي إلا سلبناه. قال: نعم. فتعاقدا على ذلك، وكلاهما فاتك يحذر صاحبه، فلقيا رجلاً فسلباه فقال لهما: هل لكما أن تردا علي بعض ما أخذتما مني وأدلكما على مغنم. قالا: نعم. فقال: هذا رجل من لخم قد قدم من عند بعض الملوك بمغنم كثير وهو خلفي في موضع كذا وكذا. فردا عليه بعض ماله وطلبا اللخمي فوجداه نازلاً في ظل شجرة وقدامه طعام وشراب فحيياه وحياهما وعرض عليهما الطعام، فكره كل واحد أن ينزل قبل صاحبه فيفتك به فنزلا جميعاً فأكلا وشربا مع اللخمي، ثم أن الأخنس ذهب لبعض شأنه فرجع واللخمي يتشحط في دمه. فقال الجهني، وهو الأخنس، وسل سيفه لأن سيف صاحبه كان مسلولاً: ويحك فتكت برجل قد تحرمنا بطعامه وشرابه. فقال: اقعد يا أخا جهينة فلهذا وشبهه خرجنا. فشربا ساعة وتحدثا ثم إن الحصين قال: يا أخا جهينة، أتدري ما صعلة وا صعل? قال الجهني: هذا يوم شرب وأكل. فسكت الحصين حتى إذا ظن أن الجهني قد نسي ما يراد به قال: يا أخا جهينة، هل أنت للطير زاجر? قال: وما ذاك? قال: ما تقول هذه العقاب الكاسر? قال الجهني: وأين تراها? قال: هي ذه. وتطاول ورفع رأسه إلى السماء، فوضع الجهني بادرة السيف في نحره فقال: أنا الزاجر والناصر. واحتوى على متاعه ومتاع اللخمي وانصرف راجعاً إلى قومه فمر ببطنين من قيس يقال لهما مراح وأنمار فإذا هو بامرأة تنشد الحصين بن سبيع فقال لها: من أنت? قالت: أنا صخرة امرأة الحصين. قال: أنا قتلته. فقالت: كذبت ما مثلك يقتل مثله، أما لو لم يكن الحي خلوا ما تكلمت بهذا. فانصرف إلى قومه فأصلح أمرهم، ثم جاءهم فوقف حيث يسمعهم وقال:
عثرت على الغزل بأخرة فلم تدع بنجد قردةالقرد، ما تمعط من الإبل والغنم من الوبر والصوف والشعر. قال الأصمعي: أصله أن تدع المرأة الغزل وهي تجد ما تغزله من قطن أو كتان أو غيره حتى إذا فاتها تتبعت القرد في القمامات فتلقطها فتغزلها. يضرب لمن ترك الحاجة وهي ممكنة ثم جاء يطلبها بعد الفوت قال الراجز:
عادت لعترها لميسالعتر، الأصل. ولميس، اسم امرأة. يضرب لمن يرجع إلى عادة سوء تركها، واللام في لعترها بمعنى إلى، يقال عدت إليه وله. قال الله تعالى: "ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه".عبد صريخه أمةيضرب في استغاثة الذلي بآخر مثله، أي ناصره إذل منه. والصريخ، المصرخ ههنا.عبد غيرك حر مثلك |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||
يضرب للرجل يرى لنفسه فضلاً على الناس من غير تفضل وتطول. عبد وحلي في يديهيضرب في المال يملكه من لا يستأهله. ويروى: عبد اوحلي في يديه. ويروى: عبد وحلي في يديه. وكلها في المعنى قريب. والتقدير هذا عبد، أو هو عبد، فالابتداء محذوف والخبر مبقى.عبد ملك عبداً فأولاه تباًيضرب لمن لا يليق به الغنى والثروة. والتب، والتباب، وهو الخسار.عبد أرسل في سومهالسوم، اسم من التسويم وهو الإهمال، أي أرسل مسوماً في عمله، وذلك إذا وثقت بالرجل وفوضت إليه أمرك فأتى فيما بينك وبينه غير السداد والعفاف.أعطاه بقوف رقبته وبصوف رقبتهوبطوف رقبته وبظوف رقبتهقال ابن دريد: يقال أخذت بقوفة قفاه، وهو الشعر المتدلي في نقرة القفا. يضرب لمن يعطي الشيء بجملته وعينه ولا يأخذ ثمناً ولا أجراً.أعور عينك والحجريريد: يا أعور احفظ عينك واحذر الحجر، أو ارقب الحجر. وأصله أن الأعور إذا أصيبت عينه الصحيحة بقي لا يبصر، كما قال إسمعيل بن جرير البجلي الشاعر لطاهر بن الحسين، وكان طاهر أعور، وكان إسمعيل مداحاً، فقيل له أنه ينتحل ما يمدحك به من الشعر، فأحب طاهر أن يمتحنه فأمره أن يهجوه فأبى إسمعيل، فقال طاهر: إنما هو هجاؤك لي أو ضرب عنقك. فكتب في كاغد هذه الأبيات:
عنده من المال عائرة عينيقال عرت عينه، أي عورتها. ومعنى المثل أنه من كثرته يملأ العين حتى يكاد يعورها. وقال أبو حاتم: عارت عينه أي ذهبت. قال: ومعنى المثل عنده من المال ما تعير فيه العين، أي تجيء وتذهب وتحير. وقال الفراء: عنده من المال عائرة عين، وعائرة عينين، وعيرة عينين. وأصل هذا أنهم كانوا إذا كثر عندهم المال فقؤا عين بعير دفعاً لعين الكمال وجعل العور لها لأنها سببه، وكانوا يفعلون ذلك إذا بلغت الإبل ألفاً. والتقدير: عنده من المال إبل عائرة عين، أي مقدار ما يوجب عور عين، أي ألف.عين عرفت فذرفتيضرب لمن رأى الأمر فعرف حقيقته.أعييتني بأشر فكيف بدردرأصل ذلك أن رجلاً أبغض امرأته وأحبته، فولدت له غلاماً فكان الرجل يقبل دردره، وهو مغرز الأسنان، ويقول: فديت دردرك. فذهبت المرأة فكسرت أسنانها، فلما رأى ذلك منها قال: أعييتني بأشر فكيف بدردر. فأزداد لها بغضاً. والأشر، تحزيز الأسنان، وهو تحديد أطرافها، والباء في باشر وبدردر بمعنى مع، أي أعييتني حين كنت مع أشر فكيف أرجو فلاحك مع دردر. قال أبو زيد: معنى المثل أنك لم تقبلي الأدب وأنت شابة ذات أشر في أسنانك فيكف الآن وقد أسننت. ومثله:أعييتني من شُبَّ إلى دبَّ=ومن شُبٍّ إلى دبٍفمن تون جعله بمنزلة الاسم بإدخال من عليه، ومن لم ينون جعله كقولهم: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال. على وجه الحكاية للفعل. والمثلان يضربان لمن يكون في أمر عظيم غير مرضي فيمتد فيه أو يأتي بما هو أعظم منه. ويقال في قولهم: من شب، أي من لدن كنت شاباً إلى أن دببت على العصا، أي أنك معهود منك الشر منذ قديم فلا يرجى منك أن تقصر عنه. يقال شب الغلام يشب شباباً وشببة إذا ترعرع. قلت: الكلام شب، بالفتح، والمثل شب، بالضم، ولا وجه له يحمل عليه إلا أن يقال هذا من الشب الذي هو الإظهار، يقال: شعرها يشب لونها، أي يظهره. وكذلك شب النار إذا أوقدها وأظهرها، كأنهم أرادوا: أعييتني من لدن قيل ظهر، أي ولد وظهر للرائين، إلى أن شاب ودب على العصا، ثم نزل الفعل. ورفعوا دب في الوجهين على سبيل الإتباع والمزاوجة لأن دب لا يتعدى البتة. ويروى: من لدن شب إلى دب.عليه من الله لسان صالحة.يعني الثناء. يضرب لمن يثني عليه بالخير.عض على شبدعه |
|||||||||||
|
|
||||
الشبدع، العقرب. يضرب لمن يحفظ اللسان عما لا يغنيه. على يدي دار الحديثيضربه من كان عالما بالأمر. ويروى هذا المثل عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أنه تكلم به في حديث المتعة.على يدي عدلقال ابن السكيت: هو العدل بن جزء بن سعد العشيرة، وكان على شرط تبع، وكان تبع إذا أراد قتل رجل دفعه إليه فجرى به المثل في ذلك الوقت فصار الناس يقولون لكل شيء قد يئس منه: هو على يدي عدل.أعطى عن ظهر يدأي ابتداء لا عن بيع ولا مكافأة. قال الأصمعي: أعطيته مالاً عن ظهر يد، يعني تفضلاً ليس من بيع ولا من قرض ولا مكافأة. قلت: الفائدة في ذكر الظهر هي أن الشيء إذا كان في بطن اليد كان صاحبه أملك لحفظه، وإذا كان على ظهرها عجز صاحبها عن ضبطه فكان بمذولاً لمن يريد تناوله. يضرب لم ينال خيره بسهولة من غير تعب.عي أبأس من شللأصل هذا المثل أن رجلين خطبا امرأة، وكان أحدهما عي اللسان كثير المال، والآخر أشل لا مال له، فاختارت الأشل وقالت: عي أبأس من شلل، أي شر وأشد احتمالاً.عركت ذلك بجنبيأي احتملته وسترت عليه.عرف بطني بطن تربةهذا رجل كان غاب عن بلاده ثم قدم فألصق بطنه بالأرض فقال هذا القول. وتربة، أرض معروفة من بلاد قيس. يضرب لمن وصل إليه بعد الحنين له.عير بجير بجرةالبجر، جمع بجرة، وهي نتوء السرة يعبر بها عن العيوب. وبجرة في المثل اسم رجل، وكذلك بجير. ويروى بجرة، بفتح الباء. يقال عير بجيرة بجره نسي بجير خبره. والتعيير، من قولك عار الفرس يعير إذا نفر، وعير نفر، كأنه نفر الناس عنه بما ذكر من عيوبه. وحذف المفعول الثاني للعلم به.على أختك تطردينوذلك أن فرساً عارت فركب طالبها أختها فطلبها عليها. يضرب للرجل إذا لقي مثله في العلم والدهاء أو في الجهل والسفه.عرفتني نسأها اللهالنسء، التأخير. يقال نسأه في أجله، وأنسأه أجله. عن الأصمعي: والنسء والنساء اسم منه، ومنه قولهم: ومن سره النساء ولا نساء، فليخفف الرداء، وليباكر الغداء، وليقل غشيان النساء. ومعنى المثل: أخر الله أجلها. وأصله أن رجلاً كانت له فرس فأخذت منه ثم رآها بعد ذلك في أيدي قوم فعرفته، فجمحت حين سمعت كلامه فقال الرجل: عرفتني نسأها الله. فذهبت مثلاً. هذا قول الأصمعي، وأما غيره فقال: المثل لبيهس الملقب بنعامة، وإنما لقب بها لطول ساقيه، وقال حمزة: لقب به لشدة صممه، فطرق امرأته ذات ليلة فجأة في الظلماء فقالت امرأته: على آخرين فلما طلع الصبح قالت امرأة لبعض المغيرين: خالاتك يا عماه. فقال: عرفتني نسأها الله، أي أخر الله مدتها.اعجب حياً نعمهحي، اسم رجل أتاه رجل يسأله فلم يعطه شيئاً فشكاه فقيل: أعجب حياً نعمه، أي راقه وأعجبه فبخل به عليك.العاشية تهيج الآبية |
||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
يقال عشوت في معنى تعشيت، وغدوت في معنى تغديت، ورجل عشيان أي متعش. وقال ابن السكيت: عشي الرجل وعشيت الإبل تعشى عشاً إذا تعشت. قال أبو النجم: تعشى إذا أظلم عن عشائه. يقول: يتعشى وقت الظلمة. قال المفضل: خرج السليك بن السلكة، واسمه الحرث ابن عمرو بن زيد مناة بن تميم، وكان أنكر العرب وأشعرهم، وكانت أمه أمة سوداء، وكان يدعى سليك المقانب، وكان أدل الناس بالأرض وأعداهم على رجله لا تعلق به الخيل، وكان يقول: اللهم أنك تهيئ ما شئت لما شئت إذا شئت، أني لو كنت ضعيفاً لكنت عبداً، ولو كنت امرأة لكنت أمة، اللهم إني أعوذ بك من الخيبة، فأما الهيبة فلا هيبة، أي لا أهاب أحداً. زعموا أنه خرج يريد أن يغير في ناس من أصحابه فمر على بني شيبان في ربيع، والناس مخصبون في عشية فيها ضباب ومطر، فإذا هو ببيت قد انفرد من البيوت عظيم، وقد أمسى، فقال لأصحابه: كونوا بمكان كذا وكذا حتى آتي هذا البيت فلعلي أصيب خيراً أو آتيكم بطعام. فقالوا له: افعل. فانطلق إليه وجن عليه الليل فإذا البيت بيت يزيد بن رويم الشيباني، وإذا الشيخ وامرأته بفناء البيت، فاحتال سليك حتى دخل البيت من مؤخره فلم يلبث أن أراح ابن الشيخ بإبله في الليل. فلما رآه الشيخ غضب وقال: هلا كنت عشيتها ساعة من الليل. فقال ابنه: أنها أبت العشاء. فقال يزيد: أن العاشية تهيج الآبية. فأرسلها مثلاً. ثم نفض الشيخ ثوبه في وجهها فرجعت إلى مرتعها وتبعها الشيخ حتى مالت لأدنى روضة فرتعت فيها وقعد الشيخ عندها يتعشى، وقد خنس وجهه في ثوبه من البرد، وتبعه السليك حين رآه انطلق فلما رآه مغتراً ضربه من ورائه بالسيف فأطار رأسه وأطرد إبله وقد بقي أصحاب السليك، وقد ساء ظنهم وخافوا عليه، فإذا به يطرد الإبل، فقال سليك في ذلك:
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||
عود يقلحالعود، البعير المسن، يقال عود تعويداً إذا صار عوداً وهو السن بعد البزول بأربع سنين. ويقال: سؤدد عود، أي قديم. وينشد:
عود يعلم العنجالعنج، بتسكين النون، ضرب من رياضة البعير، وهو أن يجذب الراكب خطامه فيرده على رجليه، يقال عنجه يعنجه، والعنج الاسم. ومعنى المثل كالأول في أنه جل عن الرياضة كما جل ذلك عن التقليح، وذلك أن العنج إنما يكون للبكارة فأما العودة فلا تحتاج إليه.عرض علي الأمر سوم عالةقال الأصمعي: أصله في الإبل التي قد نهلت في الشرب ثم علت الثانية فهي عالة فتلك لا يعرض عليها الماء عرضاً يبالغ فيه ويقال: سامه سوم عالة، إذا عرض عليه عرضاً ضعيفاً غير مبالغ فيه، والتقدير: عرض علي الأمر عرض عالة، ولكن لما تضمن العرض معنى التكليف جعل السوم له مصدراً فكأنه قال: عرض علي الأمر فسامني ما يسام الإبل التي علت بعد النهل، ومن روى: سامني الأمر سوم عالة، كان على اللقم الواضح.أعطاني اللفاء غير الوفاءاللفاء، الخسيس. والوفاء، التام. يضرب لمن يبخسك حقك ويظلمك فيه.عرف حميق جملهأي عرف هذا القدر وإن كان أحمق. ويروى: عرف حميقاً جمله، أي أن جمله عرفه فاجترأ عليه. يضرب في الإفراط في مؤانسة الناس. ويقال: معناه عرف قدره. ويقال: يضرب لمن يستضعف إنساناً ويولع به فلا يزال يؤذيه ويظلمه.عجباً تحدث أيها العوديضرب لمن يكذب وقد أسن. أي لا يجمل الكذب بالشيخ. ونصب عجباً على المصدر، أي تحدث حديثاً عجباً.أعديتني فمن أعداكأصل هذا أن لصاً تبع رجلاً معه مال وهو على ناقة له، فتثاءب اللص فتثاءبت الناقة، فتثاءب راكبها ثم قال للناقة: أعديتني فمن أعداك. وأحس باللص فحذره وركض ناقته. يضرب في عدوى الشر. والعرب تقول: أعدى من الثؤباء، من العدوى.العنوق بعد النوقالعناق، الأنثى من أولاد المعز، وجمعه عنوق، وهو جمع نادر. والنوق، جمع ناقة. يضرب لمن كانت له حال حسنة ثم ساءت، أي كنت صاحب نوق فصرت صاحب عنوق.العير أوقى لدمهيضرب للموصوف بالحذر وذلك أنه ليس شيء من الصيد يحذر حذر العير إذا طلب. ويقال: هذا المثل لزرقاء اليمامة لما نظرت إلى الجيش، وكان كل فارس منهم قد تناول غصناً من شجرة يستتر به، فلما نظرت إليه قالت: لقد مشى الشجر ولقد جاءتكم حمير. فكذبوها. ونظرت إلى عير قد نفر من الجيش فقالت: العير أوقى لدمه من راع في غنمه. فذهبت مثلاً.عير بعير وزيادة عشرةقال أبو عبيدة: هذا مثل لأهل الشام ليس يتكلم به غيرهم، وأصل هذا أن خلفاءهم كلما مات منهم واحد وقام آخر زادهم عشرة في اعطياتهم فكانوا يقولون عند ذلك هذا. والمراد بالعير ههنا السيد.عير عاره وتدهعاره، أي أهلكه. ومنه قولهم: ما أدري أي الجراد عاره? أي، أي الناس ذهب به? يقال: عاره يعوره ويعيره أي ذهب به وأهلكه. وأصل المثل أن رجلاً أشفق على حماره فربطه إلى وتد فهجم عليه السبع فلم يمكنه الفرار، فأهلكه ما احترس له به.عير ركضته أمهويروى وكلته أمه. يضرب لمن يظلمه ناصره.عيير وحدهيضرب لمن لا يخالط الناس. وقال بعضهم: أي يعاير الناس والأمور ويقيسها بنفسه من غير أن يشاور، وكذلك جحيش نفسه، والكلام في وحده يجيء مستقصى عند قولهم: هو نسيج وحده. إن شاء الله تعالى.عند النطاح يغلب الكبش الأجمويقال أيضاً: التيس الأجم، وهو الذي لا قرن له. يضرب لمن غلبه صاحبه بما أعد له.عنز بها كل داءيضرب للكثير العيوب من الناس والدواب. قال الفزاري: للمعزى تسعة وتسعون داء وراعي السوء يوفيها مائة.عيشي جعارقال أبو عمرو: يقال للضبع إذا وقعت في الغنم: أفرعت في قراري كأنما ضراري أردت يا جعار. القرار، الغنم. وأفرع، أراق الدم، من الفرع وهو أول ولد تنتجه الناقة، كانوا يذبحونه لآلهتهم. يقال أفرع القوم إذا ذبحوه. وقال الخليل: لكثرة جعرها سميت جعار، يعني الضبع. قال الشاعر:
|
||||||||||
|
|
||||||||||
قال المبرد: لما أتى عبد الله بن الزبير قتل أخيه مصعب قال: أشهده المهلب بن أبي صفرة? قالوا: لا. قال: أفشهده عباد بن الحصين الحبطي? قالوا: لا. قال: أفشهده عبد الله بن حازم السلمي? قالوا: لا. فتمثل بهذا البيت. فقلت لها عيثي جعار وأبشري. عرض عليه خصلتي الضبعإذا خيره بين خصلتين ليس في واحدة منهما خيار وهما شيء واحد. تقول العرب في أحاديثها أن الضبع صادت ثعلباً فقال لها الثعلب: مني على أم عامر. فقالت: أخيرك بين خصلتين فاختر أيهما شئت. فقال: وما هما? فقالت: إما أن آكلك وإما أن أمزقك. فقال لها الثعلب: أما تذكرين يوم نكحتك? قالت: متى? وفتحت فاها فأفلت الثعلب.على أهلها تجني براقشكانت براقش كلبة لقوم من العرب، فأغير عليهم فهربوا ومعهم براقش، فاتبع القوم آثارهم بنباح براقش فهجموا عليهم فاصطلموهم. قال حمزة ابن بيض:
عجلت الكلبة أن تلد ذا عينينوذلك أن الكلبة تسرع الولادة حتى تأيت بولد لا يبصر، ولو تأخر ولادها لخرج الولد وقد فتح. يضرب للمستعجل عن أن يستتم حاجته.علقت معالقها وصر الجندبأي، قد وجب الأمر ونشب فجزع الضعيف من القوم. وأصله أن رجلاً انتهى إلى بئر وعلق رشاءه برشائها، ثم صار إلى صاحب البئر فادعى جواره فقال له: وما سبب ذلك? قال: علقت رشائي برشائك فإني صاحب البئر. وأمره بالرحيل فقال: علقت معالقها وصر الجندب. أي جاء الحر ولا يمكنني الرحيل. قال ابن الأعرابي: رأى رجل امرأة سبطة تامة فخطبها فانكح، ثم هديت إليه امرأة قميئة فقال: ليست هذه التي تزوجتها. فقالت المزفوفة: علقت معالقها وصر الجندب. يعني وقع الأمر. وعلق بمعنى تعلق، والمعالق يجوز أن يكون جمع معلق، وهو موضع العلوق، ويجوز أن يكون جمع متعلق بمعنى موضع التعلق، والتاء، في علقت، يجوز أن تكون كناية عن الدلو، ويجوز أن تكون كناية عن الأرشية، أي تعلقت بمواضع تعلقها.عند الله لحم حبارياتوعند الله لحم قطا سمان. يتمثل به في الشيء يتمنى ولا يوصل إليه.العقوق ثكل من لم يثكلأي، إذا عقه ولده فقد ثكلهم وإن كانوا أحياء. قال أبو عبيد: هذا في عقوق الولد للوالد، وأما قطيعة الرحم من الوالد للولد فقولهم: الملك عقيم. يريدون أن الملك لو نازعه ولده الملك لقطع رحمه وأهلكه حتى كأنه عقيم لم يولد له.عش ولا تغتر |
||||||||||
|
|
|||||||
أصل المثل، فيما يقال، أن رجلاً أراد أن يفوز بإبله ليلاً، واتكل على عشب يجده هناك، فقيل له: عش ولا تغتر بما لست منه على يقين. ويروى أن رجلاً أتى ابن عمر وابن عباس وابن الزبير رحمهم الله تعالى فقال: كما لا ينفع مع الشرك عمل كذلك لا يضر مع الأيمان ذنب. فكلهم قال: عش ولا تغتر. يقولون لا تفرط في أعمال الخير وخذ في ذلك بأوثق الأمور، فإن كان الشأن على ما ترجو من الرخصة السعة هناك كان ما كسبت زيادة في الخير، وإن كان على ما تخاف كنت قد احتطت لنفسك. عش رجباً تر عجباًقالوا: من حديثه أن الحرث بن عباد بن قيس بن ثعلبة طلق بعض نسائه من بعد ما اسن وخرف، فخلف عليها بعده رجل كانت تظهر له من الوجد به ما لم تكن تظهر للحرث، فلقي زوجها الحرث فأخبره بمنزلته منها، فقال الحرث: عش رجباً ترى عجباً. فأرسلها مثلاً. قال أبو الحسن الطوسي: يريد عش رجباً بعد رجب فحذف. وقيل: رجب كناية عن السنة لأنه يحدث بحدوثها، ومن نظر في سنة واحدة ورأى تغير فصولها قاس الدهر كله عليها، فكأنه قال: عش دهراً تر عجائب. وعيش الإنسان ليس إليه فيصح له الأمر به، ولكنه محمول على معنى الشرط، أي أن تعش تر، والأمر يتضمن هذا المعنى في قولك: زرني أكرمك.على ما خيلت وعث القصيمأي لأركبن الأمر على ما فيه من الهول. والقصيم، الرمل. والوعث، المكان السهل الكثير الرمل تغيب فيه الأقدام ويشق المشي فيه. وقوله: على ما خيلت، أي على ما شبهت، من قولهم: فلان يمضي على المخيل، أي على ما خيلت، أي على غرر نم غير يقين. والتاء في خيلت للوعث، وهو جمع وعثة. من صلة فعل محذوف، أي أمض على ما خيلت.عس الغوير أبؤساًالغوير، تصغير غار. والأبؤس، جمع بؤس، وهو الشدة. وأصل هذا المثل، فيما يقال، من قول الزباء حين قالت لقومها عند رجوع قصير من العراق ومعه الرجال، وبات بالغوير على طريقه: عس الغوير أبؤساً. أي لعل الشر يأتيكم من قبل الغار. وجاء رجل إلى عمر رضي الله عنه يحمل لقيطاً فقال عمر: عسى الغوير أبؤساً. قال ابن الأعرابي: إنما عرض بالرجل، أي لعلك صاحب هذا اللقيط. قال: ونصب أبؤساً. على معنى عسى الغوير يصير أبؤساً. ويجوز أن يقدر عسى الغوير أن يكون أبؤساً. وقال أبو علي: جعل عسى بمعنى كان ونزله منزلته. يضرب للرجل يقال له لعل الشر جاء من قبلك.عيصك منك وإن كان أشباًالعيص، الجماعة من السدر تجتمع في مكان واحد. والأشب، شدة التفاف الشجر حتى لا مجاز فيه. يقال: غيضة أشبة. وإنما صار الأشب عيباً لأنه يذهب بقوة الأصول. وربما يوضع الأشب. ويجوز أن يريد به الذم، أي كثرة لا غناء عندها ولا نفع فيها. قال أبو عبيد في معنى المثل: أي منك أصلك وإن كان أقاربك على خلاف ما تريد فاصبر عليهم فإنه لا بد منهم.عصبه عصب السلمةويروى، أعصبه، على وجه الأمر، وهي شجرة إذا أرادوا قطعها عصبوا أغصانها عصباً شديداً حتى يصلوا إليها وإلى أصلها فيقطعوه. يضرب للبخيل يستخرج منه الشيء على كره. قال الكميت:
عثر بأشرس الدهرأي بداهية الدهر وشدته. يقال أن الشرس ما صغر من شجر الشوك، ومنه الشراسة في الخلق.عشب ولا بعيرأي هذا عشب وليس بعير يرعاه. يضرب للرجل له مال كثير ولا ينفقه على نفسه ولا على غيره.عاد غيث على ما أفسدويروى على ما خيل. قيل: أفساده إمساكه وعوده إحياؤه، وإنما فسر على هذا الوجه لأن إفساده يصوبه لا يصلحه عوده. وقد قيل غير هذا وذلك أنهم قالوا: إن الغيث يحفر ويفسد الحياض ثم يعفي على ذلك بما فيه من البركة. يضرب للرجل فيه فساد ولكن الصلاح أكثر.أعطاه غيضاً من فيضأي قليلاً من كثير. يضرب لمن يسمح بالقل من كثرة.عنيته تشفي الجربالعنية، بول البعير يعقد في الشمس يطلى بها الأجرب. قلت: هي فعيلة من العناء، أي يعنى من طلي بها وتشتد عليه. ويجوز تعيينه، أي تزيل عناءه الذي يلقاه من الجرب فيكون من باب قردته، أي أزلت قراده. يضرب للرجل الجيد الرأي يستشفى برأيه فيما ينوب. |
|||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
عي بالإسنافقال الخليل: السناف للبعير بمنزلة اللبب للدابة، وقد سنفت البعير شددت عليه السناف. وقال الأصمعي: أسنفت. ويقولون: اسنفوا أمرهم، أي احكموه. ثم يقال لمن تحير في أمره: عي بالأسناف. وأصله أن رجلاً دهش فلم يرد كيف يشد السناف من الخوف فقالوا: عي بالأسناف. قال الشاعر:
عاد السهم إلى النزعةأي رجع الحق إلى أهله. والنزعة، الرماة، من نزع في قوسه، أي رمى. فإذا قالوا: عاد الرمي إلى النزعة، كان المعنى: عاد عاقبة الظلم على الظالم. ويكنى بها عن الهزيمة تقع على القوم.أعط القوس باريهاأي استعن على عملك بأهل المعرفة والحذق فيه وينشد:
عصا الجبان أطولقال أبو عبيد: واحسبه يفعل ذلك من فشله، يرى أن طولها أشد ترهيباً لعدوه من قصرها. قال: وقد عاب خالد بن الوليد من الإفراط في الاحتراس نحو هذا، وذلك يوم اليمامة لما دنا منها خرج إليه أهلها من بني حنيفة، فرآهم خالد قد جردوا السيوف قبل الدنو، فقال لأصحابه: أبشروا فإن هذا فشل منهم. فسمعها مجاعة بن مرارة الحنفي، وكان موثقاً في جيشه، فقال: كلا أيها الأمير، ولكنها الهندوانية وهذه غداة باردة فخشوا تحطمها فأبرزوها للشمس لتلين متونها. فلما تدانى القوم قالوا له: إنا نعتذر إليك يا خالد من تجريد سيوفنا، ثم ذكروا مثل كلام مجاعة.العبد يقرع بالعصا=والحر تكفيه الإشارةوقيل: الملامة. يضرب في خسة العبيد. وقولهم:عبيد العصاقال المفضل: أول من قيل لهم ذلك بنو أسد، وكان سبب ذلك أن ابناً لمعاوية بن عمرو حج ففقد، فأتهم به رجل من بني أسد يقال له حبال ابن نصر بن غاضرة، فأخبر بذلك الحرث فأقبل حتى ورد تهامة أيام الحج، وبنو أسد بها، فطلبهم فهربوا منه، فأمر منادياً ينادي: من آوى أسدياً فدمه جبار. فقالت بنو أسد: إنما قتل صاحبهم حبال بن نصر وغاضرة منهم من السكون، فانطلقوا بنا حتى نخبره، فإن قتل الرجل فهو منهم وإن عفا فهو أعلم. فخرجوا بحبال إليه فقالوا: قد أتيناك بطلبتك. فأخبره حبال بمقالتهم فعفا عنه، وأمر بقتلهم. فقالت له امرأة من كندة من بني وهب بن الحرث يقال لها عصية، وأخوالها بنو أسد: أبيت اللعن، هبهم لي فإنهم أخوالي. قال: هم لك فاعتقيهم. فقالوا: إنا لا نأمن إلا بأمان الملك. فأعطى كل واحد منهم عصا، وبنو أسد يومئذ قليل، فأقبلوا إلى تهامة ومع كل رجل منهم عصا، فلم يزالوا بتهامة حتى هلك الحرث فأخرجتهم بنو كنانة من مكة وسموا عبيد العصا بعصية التي أعتقتهم، وبالعصي التي أخذوها. قال الحرث بن ربيعة بن عامر يهجو رجلاً منهم:
أعرض ثوب الملبس |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
وذلك إذا عرضت القرفة فلم يدرك الرجل من يأخذ. ويروى عرض. فمن روى أعرض كان معناه ظهر كقول عمرو: وأعرضت اليمامة واشمخرت. ومن روى عرض كان معناه صار عريضاً. والملبس، المغطى، وهو المتهم. كأنه قال ظهر ثوب المتهم، يعني ما هو فيه واشتمل عليه من التهمة. وهذا قريب من قولهم أعرضت القرفة، وذلك إذا قيل لك: من تتهم? فتقول: بني فلان، للقبيلة بأسرها، وهذا من قولهم: أعرضت الشيء، جعلته عريضاً. قال أبو عمرو: كان أب حاضر الأسدي أسيد بن عمرو بن تميم من أجمل الناس وأكملهم منظراً، فرآه عبد الله بن صفوان بن أمية الجمعي يطوف بالبيت، فراعه جماله، فقال لغلام له: ويحك أدنني من الرجل فإني أخاله امرأ من قريش العراق. فأدناه منه، وكان عبد الله أعرج، فقال: ممن الرجل? فقال أبو حاضر: أنا امرؤ من نزار. فقال عبد اله: أعرض ثوب الملبس. نزار كثير، أيهم أنت? قال: امرؤ من مضر. قال: مضر كثير أيهم أنت? قال: أحد بني عمرو بن تميم، ثم أحد بني أسيد بن عمرو، وأنا أبو حاضر. فقال ابن صفوان: أفه لك عهيرة تياس. والعهيرة، تصغير العهر، وهو الزناء قلت: لعله أدخل الهاء في عهيرة للمبالغة. أو أرادة القبيلة ونصبه على الذم. أو أراد يا عهيرة تياس. قال أبو عمرو: وتزعم العرب أن بني أسد تياسو العرب. وقال الفرزدق في أبي حاضر، وبعضهم يرويها لزياد الأعجم، وكان أبو حاضر أحد المشهورين بالزنا:
أعلل تحظبالخظوب، السمن والامتلاء، أي أشرب مرة بعد مرة تسمن. يضرب في التأني عند الدخول في الأمور رجاء حسن العاقبة.عن صبوح ترققالصبوح، ما يشرب صباحاً. والغبوق، ضده. وترقيق الكلام، تزيينه وتحسينه، أي ترقق وتحسن كلامك كائناً عن صبوح. وأصله أن رجلاً اسمه جابان نزل بقوم ليلاً فأضافوه وغبقوه فلما فرغ قال: إذا صبحتموني كيف آخذ في طريقي وحاجتي? فقيل له: عن صبوح ترقق. وعن من صلة معنى الترقيق، وهو الكناية، لأن الترقيق تلطيف وتزيين، وإذا كنت عن شيء فهو ألطف من التصريح، فكأنه قيل: عن صبوح تكني. يضرب لمن كنى عن شيء وهو يريد غيره، كما أن الضيف أراد بهذه المقالة أن يوجب الصبوح عليهم. قال أبو عبيد: ويروى عن الشعبي أنه قال لرجل سأله عمن قبل أم امرأته فقال: أعن صبوح ترقق? حرمت عليه امرأته. قال أبو عبيد: ظن الشعبي فيما أحسب ما وراء ذلك.عدا القارص فحزرالقارص، اللبن يحذي اللسان. والحاذر، الحامض جداً. يضرب في الأمر يتفاقم قال العجاج:
استعجلت قديرها فامتلتيضرب لمن يعجل فيصيب بعض مراده ويفوته بعضه. والقدير، اللحم المطبوخ في القدر. والأمتلال، الملل، وهو جعل اللحم في الرماد الحار، وهو الملة.عرف النخل أهلهأصله أن عبد القيس وشن بن أقصى لما ساروا يطلبون المتسع والريف وبعثوا بالرواد والعيون فبلغوا هجر وأرض البحرين ومياهاً ظاهرة وقرى عامرة ونخلاً وريفاً وداراً أفضل وأريف من البلاد التي هم بها ساروا إلى البحرين وضاموا من بها من أياد والأزد وشدوا خيولهم بكرانيف النخل فقالت أياد: عرف النخل أهله. فذهبت مثلاً. يضرب عند وكول الأمر أهله.أعط أخاك تمرة فإن أبى فجمرةيضرب للذي يختار الهوان على الكرامة.عر فقره بفيه لعله يلهيهيقال ذلك للفقير ينفق عليه وهو يتمادى في الشر، أي خله وغيه. والعر، اللطخ، أي الطخ فاه بفقره لعله يشغله عن ركوب الشر. والمعنى: كله إلى فقره ولا تنفق عليه يصلح. ويروى أغر، بالغين المعجمة، وهو أصوب. يقال: غروت السهم إذا الزقت الريش عليه بالغراء. ومعناه الزق فقره بفيه، أي ألزمه إياه ودعه فيه لعله يلهيه. قال الأزهري: يريد خله وغيره إذا لم يطعك في الإرشاد فلعله يقع في هلكة تلهيه عنك وتشغله.عند النوى يكذبك الصادق |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
قال المفضل: إن رجلاً كان له عبد لم يكذب قط فبايعه رجل ليكذبنه، أي يحملنه على الكذب، وجعلا الخطر بينهما أهلهما ومالهما فقال الرجل لسيد العبد: دعه يبت عندي الليلة. ففعل، فأطعمه الرجل لحم حوار وسقاه لبناً حليباً، وكان في سقاه حازر، فلما أصبحوا تحملوا وقال للعبد: الحق بأهلك. فلما توارى عنهم نزلوا فأتى العبد سيده فسأله فقال: أطعموني لحماً لا غثاً ولا سميناً، وسقوني لبناً لا مخضاً ولا حقيناً، وتركتهم قد ظعنوا فاستقلوا، ولا أعلم أساروا بعد أو حلوا، وفي النوى يكذبك الصادق. فأرسلها مثلاً. وأحرز مولاه مال الذي بايعه وأهله. يضرب للصدوق يحتاج إلى أن يكذب كذبة. وقال أبو سعيد: يضرب للذي ينتهي إلى غاية ما يعلم، ويكف عما ولاء ذلك لا يزيد عليه شيئاً. ويروى: وفي النوى ما يكذبك. وما صلة والتقدير: وفي نواهم يكذب الصادق أن أخبر أن لآخر عهدي بهم كان هذا. عدو الرجل حمقه وصديقه عقلهقاله أكثم بن صيفي.على الشرف الأقصى فأبعدهذا دعاء على الإنسان، أي باعده الله وأسحقه. والشرف، المكان العالي. وأبعد، من بعد إذا هلك، كأنه قال أهلك كائناً أو مطلاً على المكان المرتفع، يريد سقوطه منه.عيل ما هو عائلهأي غلب ما هو غالبه، من العول وهو الغلبة والثقل، يقال عالني الشيء أي غلبني وثقل علي، وهذا دعاء للإنسان يعجب من كلامه أو غير ذلك من أموره.أعوذ بك من الخيبة فأما الهيبة فلا هيبةقالها سليك بن سلكة. والمعنى أعوذ بك أن تخيبني فأما الهيبة فلا هيبة، أي لست بهيوب.علمان خير من علمٍوأصله أن رجلاً وابنه سلكا طريقاً فقال الرجل: يا بني، استبحث لنا عن الطريق. فقال: إني عالم. فقال: يا بني، علمان خير من علم. يضرب في مدح المشاورة والبحث.عضلة من العضلقال أبو عبيد: هو الذي يسميه الناس باقعة من البواقع، من قولهم عضل به القضاء، أي ضاق، وعضلت المرأة نشب فيها الولد، كأنه قيل له عضلة لنشوبه في الأمور، أو لتضييقه الأمر على من يعالجه. قال أوس:
عاد الحيس يحاسيقال هذا الأمر حيس أي ليس بمحكم، وذلك أن الحيس تمر يخلط بسمن وأقط فلا يكون طعاماً فيه قوة. يقال: حاس يحيس إذا اتخذ حيساً فصار الحيس اسماً للمخلوط، ومنه يقال للذي احدقت به الأماء من طرفيه محيوس. والمعنى: عاد الأمر المخلوط يخلط، أي عاد الفاسد يفسد. وأصله أن رجلاً أمر بأمر فلم يحكمه فذمه آمره فقام آخر ليحكمه ويجيء بخير منه فجاء بشر منه، فقال الآمر: عاد الحيس يحاس. وقال:
اعتبر السفر بأولهيعني أن كل شيء يعتبر بأول ما يكون منه.على الخبير سقطتالخبير، العالم والخبر العلم. وسقطت، أي عثرت، عبر عن العثور بالسقوط لأن عادة العاثر أن يسقط على ما يعثر عليه. يقال إن المثل لمالك ابن جبير العامري، وكان من حكماء العرب، وتمثل به الفرزدق للحسين ابن علي رضي الله عنهما حين أقبل يريد العراق فلقيه وهو يريد الحجاز، فقال له الحسين رضي الله عنه: ما وراءك? قال: على الخبير سقطت، قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية، والأمر ينزل من السماء. فقال الحسين رضي الله عنه: صدقتني.عاط بغير أنوطالعطو، التناول. والأنواط، جمع نوط وهو كل شيء معلق. يقول: هو يتناول وليس هناك معاليق. يضرب لمن يدعي ما ليس يملكه.عادة السوء شر من المغرمقيل معناه: من عودته شيئاً ثم منعته كان أشد عليك من الغريم. وقيل معناه أن المغرم إذا أديته فارقك وعادة السوء لا تفارق صاحبها بل توجد فيه ضربة لازب.العجب كل العجب بين جمادى ورجبأول من قال ذلك عاصم بن المقشعر الضبي، وكان أخوه أبيدة علق امرأة الخنيفس بن خشرم الشيباني، وكان الخنيفس أغير أهل زمانه وأشجعهم، وكان الخنيفس فرسه وأخذ رمحه وانطلق يرصد أبيدة، وأقبل أبيدة وقد قضى حاجته راجعاً إلى قومه وهو يقول:
|
|||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
عي الصمت أحسن من عي المنطقالعي، بالكسر، المصدر، والعي، بالفتح، الفاعل. يعني: عي مع صمت خير من عي مع نطق. وهذا كما يقال: السكوت ستر ممدود على العي وفدام على الفدامة. وينشد:
العلفوف مولع بالصوفالعلفوف، الجافي من الرجال المسن. قاله ابن السكيت وأنشد:
أعرضت القرفةيقال: فلان قرفتي، أي الذي أتهمه، فإذا قال الرجل: سرق ثوبي رجل من خراسان، أو العراق. يقال له: اعرضت القرفة، أي التهمة، حين لم تصرح. وأعرض الشيء جعله عريضاً ويجوز أن يكون من قولهم: أعرض، أي ذهب عرضاً وطولاً، فيكون المعنى أعرضت في القرفة، ثم حذف في وأوصل الفعل. يضرب لمن يتم غير واحد.اعقل وتوكليضرب في أخذ الأمر بالحزم والوثيقة. ويروى أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أرسل نماقتي وأتوكل? قال: اعقلها وتوكل.عاد الأمر إلى الوزعةجمع وازع، يعني أهل الحلم الذين يكفون أهل الجهل.عدوك إذ أنت ربع |
||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||
أي أعد عدوك إذ كنت شاباً. يضرب في التحضيض على الأمر عند القدرة بإتيان ما كان يفعله قبل من الحزم وحسن التدبير. ويروى: عدوك إذ أنت ربع، أي إحذر عدوك إذ كنت ضعيفاً. عير رعى أنفه الكلاأي وجد ريحه فطلبه. يضرب لمن يستدل على الشيء بظهور مخايله.علقت بثعلبة العلوقيضرب للواقع في أمر شديد. والعلوق، المنية. وثعلبة، اسم رجل.عن ظهره يحل وقراًأي لنفسه يعلم، وذلك أن الدابة تسرع في السير لتضع الحمل عن ظهرها. ويروى: يحل، أي يضع.عض من نابه على جذميضرب للمنجد المحنك. والجذم، الأصل. وقال:
عجل لإبلك ضحاءهاالضحاء مثل الغداء. يضرب في تقديم الأمر.عودي على مبارككيضرب لمن نفر من شيء أشد النفار. وأصل المثل لإبل نفرت.عاد في حافرتهأي عاد إلى طريقه الأولى. يضرب في عادة السوء يدعها صاحبها ثم يرجع إليها.عش تر ما لم ترأي من طال عمره رأى من الحوادث ما فيه معتبر.عم العاجز خرجهويروى: عمك خرجك. وأصله أن رجلاً خرج معه عمه إلى سفر ولمن يتزود اتكالاً على ما في خرج عمه، فلما جاع قال: يا عم، أطعمني. فقال له عمه: عمك خرجك. يضرب لمن يتكل على طعام غيره.على هذا درا القمقمأي إلى هذا صار معنى الخبر. وأصله، فيما يقال، أن الكاهن إذا أراد استخراج السرقة أخذ قمقمة وجعلها فمقمة وجعهلها بين سبابتيه ينفث فيها ويرقي ويديرها فإذا انتهى في زعمه إلى السارق دار القمقم، فجعل ذلك مثلاً لمن ينتهي إليه الخبر ودار عليه.علق سوطك حيث يراه أهلكهذا يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام. والمعنى: أجعل نفسك يحيث يهابك أهلك، ولا تغفل عنهم وعن تخويفهم وردعهم.أعطي مقولاً وعدم معقولاًيضرب لمن له منطق لا يساعده عقل.عاقول حديثيضرب لمن لا يفوته حديث سمعه. والعاقول من النهر والوادي المعوج منه، وذلك يحفظ ما يتستر به ويلجأ إليه.أعشار أرفضتيقال: برمة أعشار، إذا كانت كسراً. وارفضت، تفرقت. يضرب للقوم عند تفرقهم.عز الرجل استغناؤه عن الناسهذا يروى عن بعض السلف.على غريبتها تحدى الإبلوذلك أن تضرب الغريبة لتسير فتسير بسيرها الإبل.عطشاً أخشى على جاني كمأة لا قراًالكمأة، تكون آخر الربيع، فإذا باكر جانيها وجد البرد، فإذا حميت الشمس عطش، والعطش أضر له من القر الذي لا يدوم.أعذر عجبأراد يا عجب، وهو اسم أخي القاتل، وكان الأخ على طعام الجيش فقال له أخوه: عجب لو زدتني. فقال: لا أستطيع. فقال: بلى، ولكنك علق. فهم بذلك فنهوه فقال: أعذر عجب. وقال أبو عمر: وقال له أخوه: فأما إذ أبيت فانظر فإني حاز بقفا الشفرة فإن غفل القوم أتيت سؤلك، وإن انتبه القوم لفعلي فالعم أنهم لحظهم أحفظ. فطفق يحز بقفا الشفرة فهتف به القوم فقال: أعذر عجب. يضرب مثلاً لما لا يقدر عليه.عثيثة تفرم جلداً أملساًيضرب للرجل يجتهد أن يؤثر في الشيء فلا يقدر عليه. قال الأحنف ابن قيس لحارثة بن بدر الغداني، وقد عابه عند زياد للدخول فيما لا يعنيه، وذلك أنه طلب إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أن يدخله في الحكومة، فلما بلغ الأحنف عيب حارثة إياه قال: عثيثة تقرم جلداً أملساً. وهي تصغير عثة، وهي دويبة تأكل الأدم. قال المخبل:
عي صامت خير من عي ناطقأصل عي قالوا عي فأدعم، قاله أبو الهيثم. قلت: ويجوز أن يكون عي فعلاً لا فعيلاً، يقال عي يعيا عياً فهو عي، كما يقال حي يحيا حياة فهو حي، ومثله رجل طب، وصب، وبر، وغيرها. وهذا كما مضى: عي الصمت خير من عي النطق. إلا أنه جرى على المصدر هناك وههنا على الفاعل. يقال: عيي يعيا عياً فهو عي وعيي. ويجوز أن يقال أصله فعل، بكسر العين، على قياس جدب فهو جدب، وترب فهو ترب، وعلى هذا قياس بابه، أعني باب فعل يفعل. يضرب هذا المثل عند اغتنام السكوت لمن لا يحسن الكلام. ويروى: عي صامت، على المصدر، يجعل صامت مبالغة كما يقال: شعر شاعر.أعذر من أنذر |
||||||||||
|
|
||||
أي من حذرك ما يحل بك فقد أعذر إليك، أي صار معذوراً عندك. أعمى يقود شجعةالشجعة، الزمني، أي ضعيف يقود ضعيفاً ويعينه. قاله أبو زيد. قال: وإذا رأيت أحمق ينقاد له العاقل قلت هذا للعاقل أيضاً. وقال الأزهري: الشجعة، بسكون الجيم، الضعيف.العدة عطيةأي يقبح إخلافها كما يقبح استرجاع العطية. ويقال: بل معناه تعدلها، كما يقال: سرور الناس بالآمال أكثر من سرورهم بالأموال.علة ما علة أوتاد وأخله وعمد المظله أبرزوا لصهركم ظلهقالتها امرأة زوجت وأبطأ أهلها هداءها إلى زوجها، واعتلوا بأنه ليس عندهم أداة للبيت، فقالته استحثاثاً لهم وقطعاً لعلتهم. يضرب في تكذيل العلل.عجلت بخارجة العجولخارجة، اسم رجل. والعجول، أمه ولدته لغير تمام. يضرب عندما عجل قبل أناه.عن مهجتي أجاحشالمجاحشة، المدافعة. وهذا مثل قولهم: جاحش عن خيط رقبته.علقتني من هذا الأمر قيرةأي ما يكره ويثقل القيرة القير والقار، وهما ما مر.عند رؤوس الإبل أربابهايضرب لمن يندرئ ويطغى على صاحبه. أي عندي من يمنعك.عن الشر لا تناسينويروى: لا تنسين. يضرب لمن لا يردعه عن الشر زجر زاجر. وعن، من صلة الزجر، كأنه قال: زجره عن الشر لا تتركين.أعرف ضرطي بهلالقال يونس بن حبيب: زعموا أن رقية بنت جسم بن معاوية ولدت نميراً وهلالاً وسواءة، ثم اعتاطت، فأتت كاهنة بذي الخلصة فأرتها بطنها وقالت: إني قد ولدت ثم اعتطت. فنظرت إليها، ومست بطنها، وقالت: رب قبائل فرق، ومجالس حلق، وظعن خرق، في بطنك لزق. فلما مخضت بربيعة بن عامر قالت: إني أعرف ضرطي بهلال. أي هو غلام، كما أن هلالاً كان غلاماً. يضرب هذا المثل حين يحدثك صاحبك بخبر فتقول: ما كان من هذا شيء. فيقول صاحبك: بلى، إني أعرف بعض الخبر ببعض كما قالت القائلة: أعرف ضرطي بهلال.أعن أخاك ولو بالصوتيضرب في الحث على نصرة الإخوان.على شصاصاء ترى عيش الشقيأي لا ترى الشقي إلى على شدة حال. والشصاصاء، شدة العيش.عند التصريح تريحأي إذا صرح الحق استرحت ولم يبق في نفسك شيء. وأراح معناه استراح. وصرح معناه صرح.الاعتراف يهدم الاقترافعجعج لما عضه الظعانعجعج، أي صاح. والظعان، نسع يشد به الهودج. يضرب لمن يضج إذا لزمه الحق. وهذا قريب من قولهم: دردب لما عضه الثقاف.عطوت في الحمضالعطو، التناول. أي أخذت في رعي الحمض. يضرب للمسرف في القول.عارية أكسبت أهلها ذماًوذلك أن قوماً أعاروا شيئاًً ثم استردوه فذموا، فقالوا هذا القول. يضرب للرجل يحسن إليه فيذم المحسن.عرفت الخيل فرسانهايضرب لمن يعرف قرنه فينكسر عنه لمعرفته به.العبد من لا عبد لهيضرب لمن لا يكون له من يكفيه عمله فيعمله بنفسه.عندك وهي فارقعيهأي بك عيب وأنت تعيبين غيرك.عناق الأرض إن ذنبي اقتفرعناق الأرض، دابة نحو الكلب الصغير، ويقال له الثفه، وليس يوبر من الدواب إلا الأرنب، وعناق الأرض، والتوبير أن تضم براثنها إذا مشت فلا يرى لها أثر في الأرض. والاقتفار، الإتباع. يضربه البريء الساحة يقول: إنا عناق الأرض أن تتبع أثري في الذي أرمى به، يعني لا يرى له على أثر.عودك والبدء درن ببدنالعرب تقول في موضع السرعة والخفة: ما هو الأدرن ببدن، لسرعة اتساخ البدن. يقول: عودك إلى هذا الأمر وبدؤك به كان سريعاً. يضرب لمن يعجل فيما هم به خير أو شر.على فاض من نتاقي الألبةفاض الشيء يفيض فيضاً كثر. ونتقت المرأة تنتق نتقاً إذا كثر أولادها. و الألبة، جمع آلب، يقال: ألب يألب إذا رجع. والنتاج والنتاق واحد. وهذا من قول امرأة اجتمع عليها ولدها وولد ولدها يضرب لمن جنى على نفسه شراً.أعز الحديث للخطيب الأوليقال: عزوت وعزيت إذا نسبت. يضرب للرجل إذا حدث فيقال: إلى من تنسب حديثك فإن فيه ريبة. أي انسبه إلى من قاله وانج.على بدء الخير واليمنيقال هذا عند النكاح، أي ليكن ابتداؤه على الخير واليمن، أي البركة. ويروى: على يد الخير واليمن. ومعناه ليكن أمرك في قبضة الخير.علموا قليلاً وليس لهم معقوليضرب للإنسان تسمعه بين الكلام ولا عقل له. |
||||
|
|
||||||||||||||
استعنت عبدي فاستعان عبدي عبدهجعل العبد مثلاً لمن هو دونه في القوة، وعبد العبد مثلاً لم هو دونه بدرجتين.العتاب قبل العقابيروى بالنصب على إضمار استعمل العتاب، وبالرفع على أنه مبتدأ يقول: أصلح الفاسد ما أمكن بالعتاب فإن تعذر وتعسر فبالعقاب.عرفطة من الغوابقيقال غبقته إذا سقيته بالغبوق. والعرفط، من شجر العضاه ينضح المغفور. يضرب لمن يكرم مخافة شره. وأراد بالغوابق السحاب جعل سقيها إياه غبقاً.العتاب خير من مكتوم الحقدويروى: من مكنون الحقد. قاله بعض الحكماء من السلف.أعمرت أرضاً لم تلس حوذانهااللوس، الأكل. والحوذان، بقلة طيبة الرائحة والطعم. وأعمرتها، وصفتها بالعمار. يضرب لمن يحمد شيئاً قبل التجربة.المعتذر أعيا بالقرىقالوا أنهم يحمدون تلقي الضيف بالقرى قبل الحديث، ويعيبون تلقيه بالحديث والإلتجاء إلى المعذرة والسعال والتنحنح، ويزعمون أن البخيل يعتريه عند السؤال بهر وعي فيسعل ويتنحنح وأنشدوا لجرير:
عثرة القدم أسلم من عثرة اللسانعقرة العمل النسيانالعقرة، خرزة تشدها المرأة في حقويها لئلا تحبل.عاد إلى عكرهالعكر، الأصل، والعكرة، أصل اللسان. وهذا كقولهم:عادت لعترها لميسأي أصلها.على جارتي عقق وليس علي عققالعقة، العقيقة، وهي قطعة من الشعر، يعني الذؤابة. قالته امرأة كانت لها ضرة، وكان زوجها يكثر ضربها، فحسدت ضرتها على أن تضرب، فعند ذلك قالت هذه الكلمة، أي أنها تضرب وتحب وتكرم وهي لا تضرب ولا تكرم. يضرب لمن يحسد غيره محسود.عتاب وضنأي لا يزال بين الخليلين ود ما كان العتاب، فإذا ذهب العتاب فقد ذهب الوصال.عذرتني كل ذات أبقالتها امرأة قيل أن أباها وطئها فقالت: عذرتني كل ذات أب. أي كل امرأة لها أب تعلم أن هذا كذب. يضرب في استبعاد الشيء وإنكار كونه.عمك أول شاربأي عمك أحق بخيرك ومنفعتك من غيره فابدأ به. يضرب في اختصاص بعض القوم.أعندي أنت أم في العكميقال: عكمت المتاع أعكمه عكما إذا شددته في الوعاء، وهو العكم. وعكمت الرجل العكم إذا عكمته له. يضرب لمن قل فهمه عند خطابك إياه.أعض به الكلاليبيقال أعضه إذا حمله على العض، أي جعل الكلاليب تعضه. يقال: عضه، وعض به، وعض عليه، أي ألصق به شراً.على وضر من ذا الإناءالوضر، الدرن والدسم. وعلى من صلة فعل محذوف، أي أرجي الدهر على كذا. يضرب لمن يتبلغ بالتسير.عرض للكريم ولا تباحثالبحث للصرف الخالص، أي لا تبين حاجتك له ولا تصرح فإن التعريض يكفيه.عمل به الفاقرةأي عمل به عملاً كسر فقاره. وفي التنزيل: "تظن أن يفعل بها فاقرة". أي داهية.عرض ما وقع فيه حمد ولا ذميضرب لمن لا خير عنده ولا شر.عذاب رعف به الدهر عليهيقال: رعف الفرس يرعف ويرعف إذا تقدم. يضرب لمن استقبله الدهر بشر شمر أي شديد.العود أحمديحوز أن يكون أحمد أفعل من الحامد، يعني أنه إذا ابتدأ العرف جلب الحمد إلى نفسه فإذا عاد كان أحمد له، أي أكسب للحمد له. ويجوز أن يكون أفعل من المفعول، يعني أن الابتداء محمود والعود أحق بأن يحمد منه. وأول من قال ذلك خداش بن حابس التميمي، وكان خطب فتاة من بني ذهل، ثم من بني سدوس يقال لها الرباب، وهام بها زماناً ثم أقبل يخطبها، وكان أبواها يتمنعان لجمالها وميسمها، فردا خداشاً، فأضرب عنها زماناً ثم أقبل ذات ليلة راكباً فانتهى إلى محلتهم وهو يتغنى ويقول:
|
||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
عند الرهان يعرف السوابقيضرب للذي يدعي ما ليس فيه.عليك وطبك فادوهالأدواء، أكل الدواية. وعليك، أغراء، أي لا تتكل على مال غيرك.عاد الأمر إلى نصابهيضرب في الأمر يتولاه أربابه.العزيمة حزم والاختلاط ضعفهذا من كلام أكثم بن صيفي. يضرب في اختلاط الرأي وما فيه من الخطأ والضعف.على الحازي هبطتيقال: حزا يحزو ويحزى إذا قدر. والحازي الذي ينظر في خيلان الوجه وفي بعض الأعضاء ويتكهن. وهذا مثل قولهم: على الخبير سقطت. وقد مر.عاش عيشاً ضارباً بجرانالجران، باطن عنق البعير. ويقال: ضرب الأرض بجرانه، إذا ألقى عليها كلاكله. يضرب لمن طاب عيشه في دعة وأقامة.أعطني حظي من شواية الرضفقال يونس: هذا مثل قالته امرأة كانت غريرة، وكان لها زوج يكرمها في المطعم والملبس، وكانت قد أوتيت حظاً من جمال فحسدت على ذلك، فابتدرت لها امرأة لتشينها فسألتها عن ضيع زوجها فأخبرتها بإحسانه إليها، فلما سمعت ذلك قالت: وما إحسانه وقد منعك حظك من شواية الرضف? قالت: وما شواية الرضف? قالت: هي من أطيب الطعام، وقد استأثر بها عليك فأطلبيها منه. فأحبت قولها لغرارتها، وظنت أنها قد نصحت لها، فتغيرت على زوجها، فلما أتاها وجدها على غير ما كان يعهدها، فسألها ما بالها? قالت: يا ابن عم، تزعم أني عليك كريمة، وإن لي عندك مزية، كيف وقد حرمتني شواية الرضف? بلغني حظي منها. فلما سمع مقالتها عرف أنها قد دهيت، فأصاخ، وكره أن يمنعها فترى أنه إنما منعها إياها ضناً بها فقال: نعم وكرامة، أنا فاعل الليلة إذا راح الرعاء، فلما راحوا وفرغوا من مهنهم ورضفوا غبوقهم، دعاها فاحتمل منها رضفة فوضعها في كفها، وقد كانت التي أوردتها قالت لها: إنك ستددين لها سخناً في بطن كفك، فلا تطرحيها فتفسد، ولكن عاقبي بين كفيك ولسانك. فلما وضعها في كفها أحرقتها فلم ترم بها، فاستعانت بكفها الأخرى فأحرقتها، فاستعانت بلسانها تبردها به فاحترق، فمجلت يديها، ونفطت لسانها، وخاب مطلبها، فقالت: قد كان عيي وشيي يصريني عن شر. فذهبت مثلاً. يضرب في الذراية على العائر الذي يتكلف ما قد كفي قال وقولها: أعطني حظي من شواية الرضف. يضرب للذي يسمو إلى ما لا حظ له فيه. هذا ما حكاه يونس عن أبي عمرو، وكذلك في أمثال شمر. قلت: قولها شواية الرضف. الشواية بالضم، الشيء الصغير من الكبير، كالقطعة من الشاة، يقال: ما بقي من الشاة إلا شواية. وشواية الخبز القرص منه. وشواية الرضف اللبن يغلي بالرضفة فيبقى منه شيء يسير قد انشوى على الرضفة. وقولها: قد كان عيي وشيي يصريني. الصري، القطع، ومنه: هواهن إن لم يصره الله قاتله. والعي مصدر قولهم عيي بالكلام يعيا عياً. والشي اتباع له. ويقال عيي شيي ابتاع له. وبعضهم يقول: شوي. ويقال: ما أعياه وما أشياه وما أشواه، أي ما أصغره. وجاء بالعي والشي. فالعي من بنات الياء، والشي من بنات الواو، وصارت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها. ومعناه: جاء بالشيء الذي يعيا فيه لحقارته. ومعنى المثل: قد كان عجزي عن الكلام وسكوتي يدفع عني هذا الشر، تندم على ما فرط منها.أعلة وبخلاً |
||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله تعالى عنها حين قال لها: أرخي علي مرطك. فقالت: أنا حائض. أعشبت فأنزلأي أصبت حاجتك فاقنع. يقال: أعشب الرجل إذا وجد عشباً، وأخصب إذا وجد خصباً.العقوبة ألأم حالات القذرةيعني أن العفو هو الكرم.العجلة فرصة العجزةيضرب في مدح التأني وذم الاستعجال.العاقل من يرى مقر سهمه من رميتهيضرب في النظر في العواقب.العين أقدم من السنأي أن الحديث لا يغلب القديم.عند الامتحان يكرم المرء أو يهانعند النازلة تعرف أخاكعليه من الله إصبع حسنأي أثر حسن. يقال للراعي: على ماشيته إصبع. أي أثر حسن.عليه واقية كواقية الكلابيضرب للئيم الموقى. و الواقية، الوقاية، وهو في المثل مصدر أضيف إلى الفاعل، أي كما تقي الكلاب أولادها.عليك نفسكأي اشتغل بشأنك. وهذا يسمى إغراء، ونصباً على الإغراء. وحروف الإغراء: عليك، وعندك، ودونك، وهن يقمن مقام الفعل، ومعنى كلها خذ. ويجوز عليك نفسك، بالضم، إذا أردت أن تؤكد الكاف وحده، كأنك قلت: عليك نفسك زيداً.عقراً حلقافي الدعاء بالهلكة. وفي الحديث، حين قيل له عليه السلام أن صفية بنت حيي رضي الله تعالى عنها حائض فقال: عقرى حلقى، ما أراها إلا حابستنا. قال أبو عبيد: هو عقرا حلقا، بالتنوين، والمحدثون يقولون: عقرى حلقى. وأصل هذا ومعناه: عقرها الله وحلقها، أي أصابها الله بوجع في حلقها. وهذا كما تقول: رأسته وعضدته وبطنته. وقال أبو نصر أحمد بن حاتم: يقال عند الأمر يعجب منه: خمشى عقرى حلقى، كأنه من الحلق والعقر والخمش، وهو الخدش، وقال:
عركه عرك الأديموعرك الرحى بثفالها. وعرك الصناع أديماً غير مدهون.عالى به كل مركبإذا كلفه كل أمر شاق.عسى غد لغيركيريد عسى غد يكون لغيرك، أي لا تؤخر أمر اليوم إلى غد فلعلك لا تدركه.عسى البارقة لا تخلفالبارقة، السحابة ذات البرق. يضرب في تعليق الرجاء بالإحسان.عذرت القردان فما بال الحلمالقردان، جمع قراد. والحلم، جنس منه صغار. وهذا قريب من قولهم: استنت الفصال حتى القرعى.عاث فيهم عيث الذئاب يلتبسن بالغنمالعيث، الفساد. يضرب لمن يجاوز الحد في الفساد بين القوم.أعرب عن ضميره الفارسييضرب لمن يظهر ما في قلبه.عند فلان كذب قليلأي هو الصدوق الذي لا يكذب. وإذا قالوا: عنده صدق، فهو الكذوب.عليه العفار والدبار وسوء الدارالعفار، التراب، والعفر مقصور منه كالزمان والزمن. والدبار، اسم من الأدبار كالعطاء من الإعطاء، ويجوز أن تكون الباء بدلاً من الميم، فيراد به الدمار وهو الهلاك. وسوء الدار، قال المفسرون: هو جهنم، نعوذ بالله تعالى منها.عليه العفاء والذئب العواءالعفاء، بالفتح والمد، التراب. قال صفوان بن محرز: إذا دخلت بيتي فأكلت رغيفاً وشربت عليه ماء فعلى الدنيا العفاء. وقال أبو عبيد: العفاء الدروس والهلاك وأنشد لزهير يذكر داراً:
عرفت شواكل ذلك الأمرأي ما أشكل من أمرهم. قاله عمارة بن عقيل.عجب من أن يجيء من جحن خيرالجحن، القصير النبات، يعني النماء، يقال: جحن يجحن فهو جحن، إذا كان سيء الغذاء، واجحنه غيره إذا أساء غذاءه. يضرب للقصير لا يجيء منه خير.
العجز وطيء |
|||||||||||||
|
|
|||||||
يقال: وطؤ فهو وطيء بين الوطاءة، وفراش وطيء أي وثير. يضرب لمن استوطأ مركب العجز وقعد عن طلب المكاسب والمخامد، ولمن ترك حقه مخافة الخصومة. العجز ريبةيعين أن الإنسان إذا قصد أمراً وجد إليه طريقاً فإن أقر بالعجز على نفسه ففي أمره ريبة. قال أبو الهيثم: هذا أحق مثلف ضربته العرب.عهدك بالفاليات قديميضرب لما فات ويتعذر تداركه. وأصله في الرأس يبعد عهده بالدهن والفلي.عرفطة تسقى من الغوادقالعرفطة، شجرة من العضاه خشنة المس. والغدق، الماء الكثير، وهو في الأصل مصدر، يقال: غدقت عين الماء، أي غزرت، ثم يوصف به فيقال: ماء غدق. ويقال: سحابة غادقة. والغوادق، السحاب الكثير الماء. يضرب للشرير يكرم ويبجل.عوراء جاءت والندي مقفرالعوراء، الكلمة الفاحشة. والندي والنادي، المجلس. والمقفر، الخالي. يضرب لمن يؤذي جليسه بكلامه وتعطيمه عليه من غير استحقاق.عرجلة تعتقل الرماحالعرجلة، الرجالة في الحرب. والاعتقال، أن يمسك الفارس رمحه بين جنب الفرس وفخذه. يضب لمن يخبر عن نفسه بما ليس في وسعه.أعتوبة بين ظماء جوعيقال: بينهم أعتوبة يتعاتبون بها، أي إذا تعاتبوا أصلح ما بينهم العتاب. يضرب لقوم فقرأ إذلاء يفتخرون بما لا يملكون.عارية الفرج وبت مطرحلبت، كساء غليظ النسج، ويقال هو طيلسان ن خز. يضرب لمن رضي بالتقشف وهو قادر على ضده، أي هي عارية الفرج وعندها بت مطروح. ويحتمل أن يعني به أنها تتجمل وقد عجزت عما يستر عورتها.عشيرة رفاغها توسعيعني أن أفنية العشيرة أوسع وأحمل لجناياته. يضرب لمن يرجع بجنايته إلى العشيرة ويؤذيها بالقول والفعل.عين بذات الحبقات تدمعالعين، عين الماء. والحبق، بقل من بقول السهل و الحزن. وتدمع كناية عن قلة الماء فيها. يضرب لمن له غنى وخيره قليل ولا ينتفع به إلا الإخساء، لأنه قال فيما بعد: وأردها الذئب وكلب أبقع.عيش المضر حلوه مر مقرالمضر، الذي له ضرائر. والمقر، الشديد المرارة. يقال أنه يضرب لمن كان له كفاف فطلب عيشاً أرفع وأنفع فوقع فيما يتعبه.عينك عبى والفؤاد في ددالدد والددن والدداء، اللعب واللهو. ويقال: رجل عبران، وامرأة عبرى، أي باكية. يضرب لمن يظهر حزناً لحزنك وفي قلبه خلاف ذلك.أعلام أرض جعلت بطائحاالأعلام، الجبال واحدها علم. والبطائح، جمع البطيحة، وهي الأرض المنخفضة. يضرب لشراف قوم صاروا وضعاء، ولمن كان حقه أن يشكر فكفر.عافيم في القدر ماء أكدرالعافي، ما يبقى في أسفل القدر لصاحبها. وقال: إذا رد عافي القدر من يستعيرها. وماء كدر وأكدر في لونه كدرة. يضرب لمن أحسن إليه فأساء المكافأة.عراضة توري الزناد الكائلالعراضة، الهدية. والزند الكائل، الكابي يقال: كال الزند يكيل كيلاً إذا لم تخرج ناره، وإنما قيل الزناد الكائل ولم يقل الكائلة لأن الزناد وإن كان جمع زند فهو على وزن الواحد مثل الكتاب والجدار. وهذا كما قال امرؤ القيس: تزول اليماني ذي العياب المحمل. وكما قال زهير: من أفال مرء نم. يضرب لمن يخدع الناس بحسن منطقه. ويضرب في تأثير الرشا عند انغلاق المراد.عشر والموت شجا الوريدالتعشير، نهيق الحمار عشرة أصوات في طلق واحد قال الشاعر:
أعلم بمنبت القصيصوالمعنى: أنه عارف بموضع حاجته. و القصيص، منابت الكمأة ولا يعلم بذلك إلا عالم بأمور النبات. وأما قولهم:أعلم من أين يؤكل الكتففزعم الأصمعي أن العرب تقول للضعيف الرأي: لا يحسن أكل لحم الكتف. قلت: أورد حمزة هذين المثلين في كتاب أفعل، وهما وإن كانا لأفعل فهذا الموضع أولى بهما لأنهما عريا من، من.ما على أفعل من هذا البابأعز من كليب وائل |
|||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
هو كليب بن ربيعة بن الحرث بن زهير، وكان سيد ربيعة في زمانه، وقد بلغ من عزه أنه كان يحمي الكلأ فلا يقرب حماه، ويجير الصيد فلا يهاج، وكان إذا مر بروضة أعجبته، أو غدير ارتضاه، كنع كليباً ثم رمى به هناك، فحيث بلغ عواؤه كان حمى لا يرعى، وكان اسم كليب ابن ربيعة وائلاً، فلما حمى كليبه المومى الكلأ قيل أعز من كليب وائل، ثم غلب هذا الاسم عليه حتى ظنوه اسمه، وكان من عزه لا يتكلم أحد في مجلسه ولا يحتبي أحد عنده، ولذلك قال أخوه مهلهل بعد موته:
أعيا من باقلهو رجل من أياد. قال أبو عبيدة: باقل رجل من ربيعة بلغ من عيه أنه اشترى ظبياً بأحد عشر درهماً، فمر بقوم فقالوا له: بكم اشتريت الظبي? فمد يده ودلع لسانه، يريد أحد عشر، فشرد الظبي وكان تحت إبطه. قال حميد الأرقط، في ضيف له أكثر من الطعام حتى منعه ذلك من الكلام:
أعز من الزباءهي امرأة من العماليق، وأمها من الروم، وكانت ملكة الحيرة تغزو بالجيوش، وهي التي غزت مارداً والأبلق، وهما حصنان كانا للسموءل بن عاديا اليهودي، وكان مارد مبنياً من حجارة سود، والأبلق من حجارة سود وبيض، فاستصعبا عليها فقالت: تمرد مارد وعز الأبلق. فذهبت مثلاً. وقد تقدمت قصتها مع جذيمة قبل.أعيا من يد في رحميضرب لمن يتحير في الأمر ولا يتوجه له. قال أبو الندى: ما في الدنيا أعيا منها لأن صاحبها يتقي كل شيء، قد دهن يده بدهن وغسلها بماء حتى تلين ولا يلتزق بها الرحم، فهو لا يكاد يمس بيده شيئاً حتى يفرغ.أعز من الأبلق العقوقيضرب لما يعز وجوده، وذلك لأن العقوق ف ي الإناث ولا تكون في الذكور. قال المفضل: إن المثل لخالد بن مالك النهشلي قاله للنعمان بن المنذر، وكان أسر ناساً من بني مازن بن عمرو بن تميم فقال: من يكفل بهؤلاء? فقال خالد: أنا. فقال النعمان: وبما أحدثوا? فقال خالد: نعم، وإن كان الأبلق العقوق. فذهبت مثلاً. يضرب في عزة الشيء. والعرب كانت تسمي الوفاء الأبلق العقوق لعزة وجود.أعقر من بغلة وأعقم من بغلة أعز من بيض الأنوققالوا: الأنوق الرحمة، وعز بيضها لأنه لا يظفر به لأن أوكارها في رؤوس الجبال والأماكن الصعبة البعيدة قال الأخطل:
أعز من الغراب الأعصمقال حمزة: هذا أيضاً في طريق الأبلق العقوق في أنه لا يوجد، وذلك أن الأعصم الذي تكون أحدى رجليه بيضاء، والغراب لا يكون كذلك. وفي الحديث: إن عائشة في النساء كالغراب الأعصم.أعز من قنوعهو من قول الشاعر:
أعز من الكبريت الأحمرفيقال هو الذهب الأحمر. ويقال بل هو لا يوجد إلا أن يذكر. وقال:
أعز من مروان القرظ |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
هو مروان بن زنباع العبسي، وكان يحمي القرظ لعزه. ويقال: بل سمي بذلك لأنه كان يغزو اليمن وبها منابت القرظ. ووصف مروان هذا للمنذر بن ماء السماء فاستوقده عليه فقال له: أنت مع ما حببت به من العز في قومك كيف علمك بهم? فقالت: أبيت اللعن، أني إن لم أعلمهم لم أعلم غيرهم. قال: ما تقول في عبس? قال: رمح حديد أن لم تطعن به يطعنك. قال: ما تقول في فزارة? قال: واد يحمى ويمنع. قال: فما تقول في مرة? قال: الحر بوادي عوف. قال: فما تقول في أشجع? قال: ليسوا بداعيك ولا بمجيبيك. قال فما تقول في عبد الله بن غطفان? قال: صقور لا تصيدك. قال: فما تقول في ثعلبة بن سعد? قال: أصوات ولا أنيس. أعز من حليمةهي بنت الحرث بن أبي شمر، ملك عرب الشام، وفيها سار المثل فقيل: ما يوم حليمة بسر. وهذا اليوم هو اليوم الذي قتل فيه المنذر بن ماء السماء ملك العراق، وكان قد سار بعربها إلى الحرث الأعرج الغساني، وهو الأكبر، وكان في عرب الشام، وهو أشهر أيام العرب، وإنما نسب هذا اليوم إلى حليمة لأنها حضرت المعركة محضضة لعسكر أبيها، فتزعم العرب أن النغبار ارتفع في يوم حليمة حتى سد عين الشمس فظهرت الكواكب المتباعدة عن مطلع الشمس، فسار المثل بهذا اليوم فقيل: لأرينك الكواكب ظهراً. وأخذه طرفة فقال:
أعز من أم قرفةهي امرأة فزارية كانت تحب مالك بن حذيفة بن بدر، وكان يعلق في بيتها خمسون سيفاً لخمسين رجلاً كلهم لها محرم.أعدى من الظليموذلك أنه إذا عدا مد جناحيه فكان حضره بين العدو والطيران.أعدى من الحيةهذا من العداء وهو الظلم. و هذا كقولهم: أظلم من حية. وأما قولهم:أعدى من الذئبفمن العداء والعداوة والعدو. وقولهم:أعدى من العقربهذا من العداء والعداوة. وقولهم:أعدى من الجربمن العدوى. وكذلك:أعدى من الثؤباءمن العدوى أيضاً والثؤباء، التثاؤب. وزعموا أن شظاظاً كان على ناقة يتبع رجلاً مغيراً، فتثاءب شظاظ، فتثاءبت ناقته، وتثاءبت ناقة الرجل المطلوب، فتثاءب الرجل من فوقها فقال:
أعدى من الشنفري |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
هذا من العدو. ومن حديثه، فما ذكر أبو عمرو الشيباني، أنه خرج هو وتأبط شراً وعمرو بن براق فأغاروا على بجيلة فوجدوا لهم رصداً على الماء، فلما مالوا له في جوف الليل قال لهما تأبط شراً: أن بالماء رصداً، وإني لأسمع وجيب قلوب القوم. فقالا: ما تسمع شيئاً، وما هو إلا قلبك يجب. فوضع أيديهما على قلبه وقال: والله ما يجب، وما كان وجاباً. قالوا: فلا بد لنا من ورود الماء. فخرج الشنفري، فلما رآه الرصد عرفوه، فتركوه حتى شرب من الماء ورجع إلى أصحابه فقال: والله ما بالماء أحد، ولقد شربت من الحوض. فقال تأبط شراً للشنفري: بلى، ولكن القوم لا يريدونك وإنما يريدونني. ثم ذهب ابن براق فشرب ورجع، ولم يعرضوا له. فقال تأبط شراً للشنفري: إذا أنا كرعت في الحوض فإن القوم سيشدون علي فيأسرونني، فاذهب كأنك تهرب، ثم كن في أصل ذلك القرن، فإذا سمعتني أقول: خذوا خذوا. فتعال فأطلقني. وقال لان براق: إني سآمرك أن تستأسر للقوم، فلا تنأعنهم، ولا تمكنهم من نفسك. ثم مر تأبط شراً: حتى ورد الماء، فحين كرع في الحوض شدوا عليه فأخذوه وكتفوه بوتر، وطار الشنفري فأتى حيث أمره، وانحاز ابن براق حيث يرون، فقال تأبط شراً: يا معشر بجيلة، هل لكم في خير? أن تياسرونا في الفداء ويستأسر لكم ابن براق. قالوا: نعم. فقال: ويلك يا ابن براق، أما الشنفري فقد طار وهو يصطلي نار بني فلان، وقد علمت ما بيننا وبين أهلك، فهل لك أن تستأسر وتياسرونا في الفداء? قال: لا والله حتى أروز نفسي شوطاً أو شوطين. فجعل يستن نحو الجبل ويرجع. حتى إذا رأوا أنه قد أعيا طمعوا فيه فاتبعوه، ونادى تأبط شراً: خذوا خذوا. فخالف الشنفري إلى تأبط شراً فقطع وثاقه، فلما رآه ابن براق. وقد خرج من وثاقه مال إلى عنده، فناداهم تأبط شراً: يا معشر بجيلة، أعجبكم عدو ابن براق، أما والله لأعدون لكم عدواً ينسيكم عدوه، ثم أحضروا ثلاثتهم فنجوا. وفي ذلك يقول تأبط شراً:
أعدى من السليكهذا من العدو أيضاً. ومن حديثه فيما زعم أبو عبيدة، أنه رأته طلائع جيش لبكر بن وائل، جاءوا متجردين ليغيروا على تميم ولا يعلم بهم، فقالوا: إن علم السليك بنا أنذر قومه. فبعثوا إليه فارسين على جوادين، فلما هايجاه خرج يمحص كأنه ظبي، فطارداه سحابة نهاره ثم قالا: إذا كان الليل أعيا فسقط فنأخذه. فلما أصبحا وجدا أثره قد عثر بأصل شجرة فنزا وندرت قوسه فانحطمت، فوجدا قصدة منها قد ارتزت في الأرض فقالا: لعل هذا كان من أول الليل ثم فتر. فتبعاه فإذا أثره متفاجاً قد بال في الأرض وخد فقالا: ما له? قاتله الله، ما أشد متنه! والله لأتبعناه. وانصرفا. فنم السليك غلى قومه فأنذرهم، فكذبوه لبعد الغاية فقال:
أعق من ضب |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
قال حمزة: أرادوا ضبة، فكثر الكلام بها فقالوا ضب قلت يجوز أن يكون الضب اسم الجنس كالنعام والحمام والجراد، وإذا كان كذلك وقع على الذكر والأنثى. قال: وعقوقها: أنها تأكل أولادها، وذلك أن الضبة إذا باضت حرست بيضها من كل ما قدرت عليه من ورل وحية وغير ذلك، فإذا نقبت أولادها وخرجت من البيض ظنتها شيئاً يريد بيضها فوثبت عليها تقتلها فلا ينجو منها إلا الشريد. وهذا مثل قد وضعته العرب في موضعه، وأتت بعلته، ثم جاءت إلى ما هو في العقوق مثل الضبة فضربت به المثل على الضد فقالوا: أبر من هرة، وهي أيضاً تأكل أولادها، فحين سئلوا عن الفرق، وجهوا أكل الهرة أولادها إلى شدة الحب لها فلم يأتوا في ذلك بحجة مقنعة. قال الشاعر:
أعق من ذئبةلأنها تكون مع ذئبها فيرمى، فإذا رأته أنه قد دمي شدت عليه فأكلته. قال رؤبة:
أعطش من النقاقةويروى من النقاق أيضاً، يعنون به الضفدع، وذلك أنه إذا فارق الماء مات. ويقال للإنسان إذا جاع: نقت ضفادع بطنه، وصاحت عصافير بطنه.أعطش من النمللأنه يكون في القفار حيث لا ماء ولا مشرب.أعذب من ماء البارقوهو ماء السحاب يكون فيه البرق.وماء الغناديةوهو ماء السحابة التي تغدو.وماء المفاصلوهو ماء المفصل بين الجبلين. قال أبو ذؤيب:
وماء الحشرجوهو ماء الحصى. قال:
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أعجل من نعجة إلى حوض لأنها إذا رأت الماء لم تنثن عنه بزجر ولا غيره حتى توافيه.أعجل من معجل أسعدقد مر تفسيره والخلاف فيه في باب الراء عند قولهم: أروى من معجل أسعد.أعبث من قردلأنه إذا رأى إنساناً يولع بفعل شيء يفعله أخذ يفعل مثله.أعيث من جعارالعيث، الفساد. وجعار، الضبع. وقد مر ذكره في مواضع من هذا الكتاب.أعقد من ذنب الضبقالوا أن عقده كثيرة. وزعموا أن بعض الحاضرة كسا أعرابياً ثوباً فقال له: لأكافنئك على فعلك بما أعلمك. كم في ذنب الضب من عقدة? قال: لا أدري. قال: فيه إحدى وعشرون عقدة.أعزب رأياً من حاقنالحاقن، الذي أخذه البول. ومن ذلك يقال: لا رأي لحاقن. وكذلك يقال:أعزب رأياً من صاربوهو الذي حبس غائطه. ومنه قولهم: صرب الصبي ليسمن.أعمر من قرادقال حمزة: العرب تدعي أن القراد يعيش سبعمائة سنة. قال: وهذا من أكاذيب الأعراب، والضحر منهم به دعاهم إلى هذا القول فيه.أعمر من ضبحكى الزبادي عن الأصمعي أنه قال: يبلغ الحسل مائة سنة ثم تسقط سنه، فحينئذ يسمى ضباً، وأنشد لرؤبة:
أعمر من نسرتزعم العرب أن النسر يعيش خمسمائة سنة. وقد مر ذكر لقمان ولبد فيما تقدم من الكتاب في باب الهمزة عند قولهم: أتى أبد على لبد.أعمر من نصريعنون نصر بن دهمان. زعم أبو عبيدة أنه كان من قادة غطفان وسادتها فعمر حتى خرف، ثم عاد شاباً يافعاً، ورجع بياض شعره سواداً، ونبتت أسنانه بعد الدرد. قال أبو عبيدة: فليس في العرب أعجوبة مثلها. و أنشد لبعض شعراء العرب فيه:
أعمر من معاذهذا مثل مولد إسلامي. ومعاذ هو معاذ بن مسلم، وكان صحب بني مروان في دولتهم، ثم صحب بني العباس وطعن في مائة وخمسين سنة فقال فيه الشاعر:
أعقل من ابن تقنهذا رجل يقال له عمرو بن تقن، وهو الذي يضرب به المثل فيقال: أرمى من ابن تقن. وكان من عاد من عقلائها ودهاتها، وكان لقمان ابن عاد أراده على بيع إبل له معجبة، فامتنع عليه، واحتال لقمان في سرقتها منه فلم يمكنه ذلك، ولا وجد غرة منه. وفيه قال الشاعر:
هو أعلم بمنبت القصيصفالمعنى أنه عارف بموضع حاجته. والقصيص، منابت الكمأة، ولا يعلم ذلك إلا عالم بأمور النبات. وأما قولهم: هوأعلم من أين يؤكل الكتففزعم الأصمعي أن العرب تقول للضعيف الرأي أنه لا يحسن أكل لحم الكتف.أعجز من هلباجة |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
هو النؤوم الكسلان العطل الجافي. قال حمزة: وقد سار في وصف الهلباجة فصل لبعض الأعراب المتفصحين، وفصل آخر لبعض الحضريين، فأما وصف الأعرابي فإن الأصمعي قال: أخبرني خلف الأحمر أنه سأل ابن أبي كبشة بن القبعثرى عن الهلباجة فتردد في صدره من خبث الهلباجة ما لم يستطع معه إخراج وصفه في كلمة واحدة ثم قال: الهلباجة الضعيف العاجز الأخرق الأحمق الجلف الكسلان الساقط، لا معنى فيه ولا غناء عنده، ولا كفاية معه ولا عمل لديه، وبلى يستعمل، وضرسه أشد من عمله، فلا تحاضرن به مجلساً، وبلى فليحضر ولا يتكلمن. وأما وصف الحضري فإن بعض بلغاء الأمصار سئل عن الهلباجة فقال: هو الذي لا يرعوي لعذل العاذل، ولا يصغي إلى وعظ الواعظ، ينظر بعين حسود، ويعرض أعراض حقود، إن سأل ألحف، وإن سئل سوف، وإن حدث حلف، وإن وعد أخلف، وإن زجر عنف، وإن قدر عسف، وإن احتمل أسف، وإن استغنى بطر، وإن افتقر قنط، وإن فرح أشر، وإن حزن يئس، وإن ضحك زأر، وإن بكى جأر، وإن حكم جار، وإن قدمته تأخر، وإن أخرته تقدم، وإن أعطاك من عليك، وإن أعطيته لم يشكرك، وإن أسررت إليه خانك، وإن أسر إليك اتهمك، وإن صار فوقك قهرك، وإن صار دونك حسدك، وإن وثقت به خانك، وإن انبسطت إليه شانك، وإن أكرمته أهانك، وإن غاب عنه الصديق سلاه، وإن حضر قلاه، وإن فاتحه لم يجبه، وإن أمسك عنه لم يبدأه، وإن بدأ بالود هجر، وإن بدأ بالبر جفا، وإن تكلم فضحه العي، وإن عمل قصر به الجهل، وإن اؤتمن غدر، وإن أجار اخفر، وإن عاهد نكث، وإن حلف حنث، لا يصدر عنه الآمل إلا بخيبة، ولا يضطر إليه حر غلا بمحنة. قال خلف الأحمر: سألت إعرابياً عن الهلباجة فقال: هو الأحمق الضخم القدم الأكول الذي والذي. ثم جعل يلقاني بعد ذلك ويزيد في التفسير كل مرة شيئاً، ثم قال لي بعد حين، وأراد الخروج: هو الذي جمع كل شر. أعجز ممن قتل الدخانهو الذي ضرب به المثل فقيل: أي فتى قتل الدخان? وقد مر ذكره في الباب الأول من الكتاب. قال ابن الأعاربي: هو رجل كان يطبخ قدراً فغشيه الدخان، فلم يتحول حتى قتله، فجعلت ابنته تبكيه وتقول: يا أبتاه، وأي فتى قتل الدخان? فلما أكثرت قال لها قائل: لو كان ذا حيلة تحول. وهذا أيضاً مثل. ولقوله تحول وجهان: أحدهما التنقل، والآخر طلب الحيلة. وأما قولهم:أعجز عن الشيء من الثعلب عن العنقودفإن أصل ذلك أن العرب تزعم أن الثعلب نظر إلى العنقود فرامه فلم ينله، فقال: هذا حامض. وحكى الشاعر ذلك فقال:
أعجز من مستطعم العنب من الدفلىهذا من قول الشاعر:
أعجز من جاني العنب من الشوكهذا أيضاً من قول الشاعر:
أعطف من أم إحدى وعشرينهي الدجاجة لأنها تحضن جميع فراخها وتزق كلها، وإن ماتت إحداهن تبين الغم فيها.أعز من إست النمرويقال أمنع.أعز من أنف الأسدويراد المنعة أيضاً.أعطش من قمعأعجل من كلب إلى ولوغهأعرض من الدهماءأعرى من إصبع ومن مغزل ومن حيةومن الأيم ومن الراحة ومن الحجر الأسودأعلق من قراد ومن الحناء أعطى من عقربلم يذكر حمزة معنى قوله: أعطى من عقرب. ويمكن أن يقال أنه اسم رجل معطاء، أو يقال أرادوا هذا العقرب المعروفة. وأعطى على هذا من العطو الذي هو التناول، أي أنه أكثر تناولاً لأعراض الناس من العقرب التي تأبر كل ما مرت به. فأما عقرب الذي يضرب به المثل فيقال: اتجر من عقرب، وأمطل من عقرب، فهو ممن لا يضرب به المثل في كثرة العطاء. هذا ما سنح في معنى هذا المثل. والله أعلم.أعدل من الميزانأعتق من برأعلم من دغفلأعمر من ابن لسان الحمرةأعلم من دعيأعمق من البحر |
|||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
أعز من الترياق ومن ابن الخصيومن مخ البعوض ومن عقاب الجوالمولدون"عز المرء استغناؤه عن الناس عار النساء باق" "عي القلادة ورأس التخت وأول الجريدة وبيت القصيدة" "ونكتة المسألة" "عناية القاضي خير من شاهدي عدل" "عين الهوى لا تصدق" "عليك بالجنة فإن النار في الكف" "عصارة لؤم في قرارة خبث" "عليه الدمار وسوء الدار" "عليه ما على الطبل يوم العيد" "عليه ما على أصحاب السبت" أي اللعنة."عليه ما على أبي لهب" "على هذا قتل الوليد" يعنون الوليد بن طريف الخارجي. يضرب للأمر العظيم يطلبه من ليس له بأهل. "عذر لم يتول الحق نسجه" "عقول الرجال تحت أسنة أقلامها" "على حسب التكبر في الولاية يكون التذلل في العزل" "عليك من المال ما يعولك ولا تعوله" "العادة توأم الطبيعة" "العزل طلاق الرجال وحيض العمال" قال الشاعر:
المجلد الثانيوهو يشتمل على نيف وستة آلاف مثل، ورتبه على حروف المعجم في أوائلها، وذكر في كل مثل من اللغة والإعراب ما يفتح الغلق، ومن القصص والأسباب ما يوضح الغرض ويسيغ الشرق، وافتتح كل باب بما في كتاب أبي عبيد أو غيره، ثم أعقبه بما على أفعل من ذلك الباب، ثم بأمثال المولدين، وجعل ثمانية وعشرين باباً، وجعل التاسع والعشرين في أسماء أيام العرب، والثلاثين في نبذ من كلام النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين. وبالجملة فهو غاية في حسن التأليف والوضع، وبسط العبارة، وكثرة الفوائد.الباب التاسع عشرفيما أوله غينغرة بين عيني ذي رحمأي، ليس تخفى الودادة والنصح من صاحبك كما لا يخفى عليك حب ذي رحمك لك في نظره فإنه ينظر بعين جلية، والعدو ينظر شزراً. وهذا كقولهم: جلى محب نظره. والتقدير: غرته غرة ذي رحم.غضب الخيل على اللجميضرب لمن يغضب غضباً لا ينتفع به ولا موضع له. ونصب غضب على المصدر، أي غضب غضب الخيل.غلبت جلتها حواشيهاالحاشية، صغار الإبل، سميت حاشية وحشواً لأنها تحشو الكبار، أي تتخللها. ويجوز أن يكون من أصابتها حشى الكبار إذا انضمت إلى جنبها. والجلة، عظامها جمع جليل ويراد بهما الصغار والكبار. يضرب لمن عظم أمره بعد أن كان صغيراً فغلب ذوي الأسنان.غشمشم يغشى الشجريراد به السيل لأنه يركب الشجر فيدقه ويقلعه. ويراد أيضاً الجمل الهائج. ويقال لهما الايهمان. يضرب للرجل لا يبالي ما يصنع من الظلم. وتقدير: سيل غشمشم، أي هذا سيل، أو هو سيل.غرثان فأربكوا لهيقال: دخل ابن لسان الحمرة على أهله، وهو جائع عطشان، فبشروه بمولود، وأتوه به فقال: والله ما أدري أآكله أم أشربه. فقالت امرأته: غرثان فأربكوا له. وروى ابن دريد: فأبكلوا له. من البكيلة وهي اقط يلت بسمن. والربيكة شيء من حساء واقط. قال: فلما طعم وشرب قال: كيف الطلا وأمه? فأرسلها مثلاً. يضرب لمن قد ذهبه همه وتفرغ لغيره.غزو كولغ الذئبالولغ، شرب السباع بألسنتها. أي غزو متدارك متتابع.غدة كغدة البعير وموت في بيت سلوليةويروى أغدة وموتاً، نصباً على المصدر، أي أؤغد أغداداً وأموت موتاً. يقال: أغد البعير إذا صار ذا غدة، وهي طاعونة. ومن روى بالرفع فتقديره غدتي كغدة البعير، وموتي موت في بيت سلولية. وسلول عندهم أقل العرب وأذلهم وقال:
|
||||||||||||||||
|
|
|||||||
وهذا من قول عامر بن الطفيل، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، وقدم معه أربد بن قيس أخو لبيد بن ربيعة العامري الشاعر لأمه، فقال رجل: يا رسول الله، هذا عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك. فقال: دعه، فإن يرد الله تعالى به خيراً يهده. فأقبل حتى قام عليه فقال: يا محمد، ما لي إن أسلمت? قال: لك ما للمسلمين، وعليك ما عليهم. قال: تجعل لي الأمر بعدك. قال: لا. ليس ذاك إلي إنما ذاك إلى الله تعالى يجعله حيث يشاء. قال: فتجعلني على الوبر وأنت على المدر. قال: لا. قال: فماذا تجعل لي? قال صلى الله عليه وسلم: أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها. قال: أو ليس ذلك إلى اليوم، وكان أوصى إلى أربد بن قيس: إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف. فجعل عامر يخاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراجعه، فدار أربد خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليضربه، فاخترط من سيفه شبراً ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سله، وجعل عامر يومئ إليه، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع بسيفه، فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم اكفنيهما بما شئت. فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته، وولى عامر هارباً وقال: يا محمد، دعوت ربك فقتل أربد، والله لأملأنها عليك خيلاً جرداً وفتياناً مرداً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمنعك الله تعالى من ذلك وابنا قيلة. يريد الأوس والخزرج. فنزل عامر ببيت امرأة سلولية، فلما أصبح ضم عليه سلاحه وخرج وهو يقول: واللات لئن أصحر محمد إلي وصاحبه، يعني ملك الموت، لأنفذتهما برمحي. فلما رأى الله تعالى ذلك منه، أرسل ملكاً فلطمه بجناحه فاذرأه في التراب، وخرجت على ركبته غدة، في الوقت، عظيمة فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول: غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية، ثم مات على ظهر فرسه. يضرب في خصلتين إحداهما شر من الأخرى. غمرات ثم ينجلينيقال إن المثل للأغلب العجلي. يضرب في احتمال الأمور العظام والصبر عليها. ورفع غمرات على تقدير، هذه غمرات. ويروى: الغمرات ثم ينجلين. وكأنه قال: هي الغمرات، أو القصة الغمرات، تظلم ثم تنجلي. وواحدة الغمرات، وهي الشدائد غمرة وهي ما تغمر الواقع فيها بشدتها، أي تقهره.غنيت الشوكة عن التنقيحأي عن التسوية والتحديد. يقال: نقحت العود إذا بريت عنه أبنه وسويته. يضرب لمن يبصر من لا يحتاج إلى التبصير.أغيرة وجبناًقال امرأة من العرب تعير به زوجها، وكان تخلف عن عدوه في منزله فرآها تنظر إلى قتال الناس، فضربها فقالت: أغيرة وجبناً، أي أتغار غيرة وتجبن جبناً، نصباً على المصدر، ويجوز أن يكونا منصوبين بإضمار فعل وهو أتجمع. يضرب لمن يجمع بين شرين. قاله أبو عبيد.غرني برداك من خدافليويروى غدافلي، وبالخاء أصح وعليه الاعتماد. قال المنذري: قرأته بخط أبي الهيثم خدافلي، قال: وهي الخلقان، ولا واحد للخدافل. وأصل المثل أن رجلاً استعار من امرأة برديها فلبسهما ورمي بخلقان كانت عليه، فجاءت المرأة تسترجع برديها فقال الرجل: غرني برداك من خدافلي. يضرب لمن ضيع ماله طمعاً في مال غيره.غثك خير من سمين غيركقال المفضل: أول من قال ذلك معن بن عطية المذحجي، وذلك أنه كانت بينهم وبين حي من أحياء العرب حرب شديدة، فمر معن في حملة حملها برجل من حربه صريعاً فاستغاثه وقال: امتن علي كفيت البلاء. فأرسلها مثلاً. فأقامه معن، وسار به حتى بلغه مأمنه، ثم عطف أولئك القوم على مذحج فهزموهم، وأسروا معناً وأخاً له يقال له روق، وكان يضعف ويحمق، فلما انصرفوا إذا صاحب معن الذي نجاه أخو رئيس القوم، فناداه معن وقال:
هل من جزاء عندك اليوم لمن رد عواديكامن بعد ما نلتك بالكلم لدى الحرب عواشيكا |
|||||||
|
|
||||||||||
فعرفه صاحبه فقال لأخيه: هذا المان علي، ومنقذي بعد ما أشرفت على الموت، فهبه لي. فوهبه له فخلى سبيله وقال: إني أحب أن أضاعف لك الجزاء، فاختر أسيراً آخراً. فاختار معن أخاه روقاً، ولم يلتفت إلى سيد مذحج، وهو في الأسارى، ثم انطلق معن وأخوه راجعين، فمرا بأسارى قومهما فسألوا عن حاله فأخبرهم الخبر فقالوا لمعن: قبحك الله، تدع سيد قومك وشاعرهم لا تفكه، وتفك أخاك هذا الأنوك الفسل الرذل: فوالله ما نكأ جرحاً، ولا أعمل رمحاً، ولا ذعر سرحاً، وإنه لقبيح المنظر، سيئ المخبر لئيم. فقال معن: غثك خير من سمين غيرك. فأرسلها مثلاً. ولما بايع الناس عبد الله بن الزبير تمثل بهذا المثل عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما فقال: أين المذهب عن ابن الزبير? أبوه حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجدته عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت عبد المطلب، وعمته خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وخالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وجده صديق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه، وأمه ذات النطاقين. قال ابن عباس رضي الله عنهما: فشددت على يده وعضده، ثم آثر على الحميدات والأسامات، فبأوت نفسي ولم أرض بالهوان، وإن ابن أبي العاصي مشى اليقدمية وإن ابن الزبير مشى القهقرى. ثم قال لعلي ابن عبد الله بن عباس: الحق بابن عمك، فغثك خير من سمين غيرك، ومنك أنفك وإن كان أجدع. فلحق ابنه علي بعبد الملك بن مروان. فكان آثر الناس عنده قوله: آثر على الحميدات. أراد قوماً من بني أسد ابن عبد العزى من قرابته، وكأنه صغرهم وحقرهم. قال الأصمعي: الحميديون من بني أسد من قريش، وابن أبي العاصي عبد الملك بن مروان، نسبه إلى جده. وقوله: مشى اليقدمية، أي تقدم بهمته وأفعاله "قلت" يقال مشى فلان اليقدمية والقدمية إذا تقدم في الشرف والفضل ولم يتأخر عن غيره في الأفضال على الناس. قال أبو عمرو: معناه التبختر، وهو مثل ولم يرد المشي بعينه. كذا رواه القوم اليقدمية، بالياء، والجوهري أورده في كتابه بالتاء، وقال: قال سيبويه التاء زائدة. وفي التهذيب بخط الأزهري بالياء منقوطة من تحتها بنقطتين كما روى هؤلاء. الغبط خير من الهبطويقولون: اللهم غبطاً ولا هبطاً. يريدون: اللهم ارتفاعاً لا اتضاعاً، أي نسألك أن تجعلنا بحيث نغبط. والهبط، الذل. يقال: هبط فهبط، لازم ومتعد. قاله الفراء.غل قمليضرب للمرأة السيئة الخلق. قال الأصمعي: إنهم كانوا يغلون الأسير بالقد وعليه الوبر، فإذا طال القد عليه قمل فلقي منه جهداً، فضرب لكل ما يلقى منه شدة.غيض من فيضأي قليل من كثير. الغيض، النقصان، الزيادة. يقال: غاض يغيض غيضاً، ومثله فاض. وهذا كقولهم: برض من عد. والبرض، القليل من كل شيء. والعد، الماء الذي له مادة. ومنه قول ذي الرمة:
غل يداً مطلقها واسترق رقبة معتقهايضرب لمن يستعبد بالإحسان إليه.غادر وهية لا ترقعأي فتق فتقاً لا رتق له. يضرب في الداهية الدهياء.غضبان لم تؤدم له البكيلةهذا قريب من قولهم: غرثان فاربكوا له. والبكيلة، الأقط بالدقيق يلت به فيؤكل بالسمن من غير أن تمسه النار.الغمج أروى والرشيف أشربالغمج، الشرب الشديد. والرشيف، القليل. قال أبو عمرو: أي أنك إذا أقبلت ترشف قليلاً أوشك أن يهجم عليك من ينازعك فاحتكر لنفسك. يضرب في أخذ الأمر بالوثيقة والحزم.غلبتهم أني خلقت نشبةيضرب لمن طلب شيئاً فألح حتى أحرز بغيته. ونشبة، مثل همزة، من النشوب. يقال: نشب في الشيء إذا علق به، ورجل نشبة أي كثير النشوب في الأمور.???????????استغاث من جوع بما أماتهيضرب لمن استغاث بمن يؤتى من جهته قال الشاعر:
غداً غدها إن لم يعقني عائقالهاء كناية عن الفعلة، أي غدا غد قضائها إن لم يحبسني حابس.اغفروا هذا الأمر بغفرتهأي أصلحوه بما ينبغي أن يصلح به. والغفرة، في الأصل، ما يغطى به الشيء من الغفر، وهو الستر والتغطية.الغضب غول الحلم |
||||||||||
|
|
||||||||||||||||
أي مهلكة. يقال: غاله يغوله واغتاله إذا أهلكه. ويقال: أية غول أغول من الغضب. وكل ما أغال الإنسان فأهلكه فهو غول. غلق الرهن بما فيهيضرب لمن وقع في أمر لا يرجو انتياشاً منه. وفي الحديث: لا يغلق الرهن، أي لا يستحقه مرتهنه إذا لم يرد الراهن ما رهنه فيه، وكان هذا من فعل الجاهلية فأبطله الإسلام.غنظوك غنظ جرادة العيارالغنظ، أشد الغيظ والكرب، يقال غنظه غنظاً، أي جهده وشق عليه. وكان أبو عبيدة يقول: هو أن يشرف الرجل على الموت من الكرب ثم يفلت منه. وأصل المثل أن العيار كان رجلاً أثرم فأصاب جراداً في ليلة باردة، وقد جف، فأخذ منه كفاً فألقاه في النار، فلما ظن أنه انشوى طرح بعضه في فيه فخرجت جرادة من بين سنيه فطارت، فاغتاظ منها جداً، فضربت العرب بذلك المثل، أنشد البياري لمسروح الكلبي يهاجي جريراً.
غني حتى غرف البحر بدلوينيضرب لمن انتاش حاله فتصلفالغرة تجلب الدرةيقال غارت الناقة تغار مغارة وغراراً إذا قل لبنها، والغرة اسم منه، يعني أن قلة لبنها تعد وتخبر بكثرته فيما يستقبل. يضرب لمن قل عطاؤه ويرجى كثرته بعد ذلك.غاط بن باطيقال: غاط في الشيء يغوط ويغيط إذا دخل فيه. ويقال: هذا رمل تغوط فيه الأقدام، أي تغوص. وباط، مثل فاض، من بطا يبطو إذا اتسع، ومنه، الباطية لهذا الإناء. يضرب للأمر الذي اختلط فلا يهتدى فيه. ويضرب للمخلط في حديثه إذا أرادوا تكذيبه.غريت بالسود وفي البيض الكثريقال غري بالشيء يغرا غراً إذا ولع به. والكثر الكثرة. يقال: الحمد لله على القل والكثر. يضرب لمن لزم شيئاً لا يفارقه ميلاً منه إليه.غذيمة بالظفر ليست تقطعالغذيمة، الأرض تنبت الغذم. يقال: حلو في غذيمة منكرة. والغذم، نبت. قال القطامي: في عثعث ينبت الحوذان والغذما. وتقدير المثل: غذم غذيمة، فحذف المضاف، وذلك أن الغذم ينبت في المزارع فيقلع ويرمى به، وهذا يقول هذه غذيمة لا تقطع بالظفر. ويضرب لمن نزلت به ملمة لا يقدر كل أحد على دفعها لصعوبتها.غمام أرض جاد آخرينيضرب لمن يعطي الأباعد ويترك الأقاربالغراب أعرف بالتمروذلك أن الغراب لا يأخذ إلا الأجود منه، ولذلك يقال: وجد تمرة الغراب. إذا وجد شيئاً نفيساً.غيبه غيابهأي دفن في قبره. والغياب، ما يغيب عنك الشيء، فكأنه أريد به القبر. يضرب في الدعاء على الإنسان بالموت.غزيل فقد طلاًغزيل، تصغير غزال، أي ناعم فقد نعمة. يضرب للذي نشأ في نعمة فإذا وقع في شدة لم يملك الصبر عليها.غبر شهرين ثم جاء بكلبينيضرب لمن أبطأ ثم أتى بشيء فاسد. صام حولاً ثم شرب بولاً.ألغظ المواطئ الحصا على الصفاأي مواطئ الحصا. يضرب للأمر يتعذر الدخول فيه والخروج منه.ما على أفعل من هذا البابأغنى عن الشي من الأقرع عن المشطهذا من قول سعيد بن عبد الرحمن بن حسان:
أغنى عنه من التفة عن الرفةالتفة، هي السبع الذي يسمى عناق الأرض. والرفة، التبن، ويقال دقاق التبن. والأصل فيهما تفهة ورفهة، قاله حمزة، وجمعهما تفات ورفات. قال الشاعر:
|
||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
ويقال في مثل آخر: استغنت التفة عن الرفة. وذلك أن التفة سبع لا يقتات الرفة وإنما يغتذي باللحم فهو يستغني عن التبن "قلت" التفة والرفة مخففتان. وقال الأستاذ أبو بكر: هما مشددتان. وقد أورد الجوهري في باب الهاء التفه والرفه. وفي الجامع مثله، إلا أنه قال ويخففان. وأما الأزهري فقد أورد الرفة في باب الرفت، بمعنى الكسر، وقال: قال ثعلب عن ابن الأعرابي: الرفت التبن. ويقال في المثل: أنا أغنى عنك من التفه عن الرفت. قال الأزهري: والتفه يكتب بالهاء، والرفت بالتاء "قلت" وهذا أصح الأقوال لأن التبن مرفوت مكسور. أغر من الدباء في الماءمن الغرور. والدباء، القرع. ويقال في المثل أيضاً: لا يغرنك الدباء وإن كان في الماء. قال حمزة: ولست أعرف معنى هذين المثلين "قلت" معنى المثل الأول منتزع من الثاني، وذلك أن أعرابياً تناول قرعاً مطبوخاً، وكان حاراً، فأحرق فمه فقال: لا يغرنك الدباء وإن كان نشؤه في الماء. يضرب للرجل الساكن ظاهراً الكثير الغائلة باطناً، فأخذ منه هذا المثل الآخر فقيل: أغر من الدباء في الماء.أغر من سرابلأن الظمآن يحسبه ماء. ويقال في مثل آخر: كالسراب يغر من رآه، ويخلف من رجاه.أغر من الأمانيهذا من قول الشاعر:
من سابق الدهر عثرأغر من ظبي مقمروذلك أن الخشف يغتر بالليل المقمر فلا يحترز حتى تأكله السباع. ويقال: بل معناه أن الظبي صيده في القمراء أسرع منه في الظلمة لأنه يعشى في القمراء. ويقال: معناه من الغرة بمعنى الغرارة، لا من الاغترار، وذلك أنه يلعب في القمراء.أغدر من غديرقال حمزة: هذا من قول الكميت:
أغدر من كناة الغدرهم بنو سعد تميم، وكانوا يسمون الغدر فيما بينهم إذا راموا استعماله بكنية هم وضعوها له وهي كيسان. قال النمر بن تولب:
أغوى من غوغاء الجرادالغوغاء، اسم للجراد إذا ماج بعضه في بعض قبل أن يطير "قلت" الغوغاء، يجوز أن يكون فعلالاً مثل قمقام عند من يصرفه، وفعلاء عند من لم يصرفه. قال أبو عبيدة: الغوغاء، شيء شبيه بالبعوض إلا أنه لا يعض ولا يؤذي وهو ضعيف. وقال غيره: الغوغاء، الجراد بعد الدبي، وبه سمي الغوغاء من الناس، وهم الكثير المختلطون.أغزل من عنكبوت وأغزل من سرفةقالوا هما من الغزل. وأما قولهم:أغزل من امرئ القيسفهو من الغزل، وهو التشبيب بالنساء في الشعر. قال حمزة وقولهم:أغزل من فرعلمن الغزل. والفرعل، ولد الضبع. ولم يزد على هذا "قلت" الغزل هاهنا الخرق، يقال: غزل الكلب إذا تبع الغزال، فإذا أدركه ثفا الغزال في وجهه ففتر وخرق، أي دهش، ولعل الفرعل يفعل كذلك إذا تبع صيده فقيل:أغزل من فرعل. ويقال هذا أيضاً من الأول. وفرعل، رجل قديم.أغدر من قيس بن عاصمزعم أبو عبيدة أنه كان من أغدر العرب، وذكر أنه جاوره رجل تاجر، فربطه وأخذ متاعه وشرب خمره وسكر حتى جعل يتناول النجم ويقول:
أغدر من عتيبة بن الحرثذكر أبو عبيدة أنه نزل به أنيس بن مرة بن مرداس السلمي في صرم بن بني سليم، فشد على أموالهم فأخذها وربط رجالها حتى افتدوا، فقال عباس بن مرداس، عم أنيس: |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
أغلم من تيس بني حمانقالوا أن بني حمان تزعم أن تيسهم قفط سبعين عنزاً بعد ما فريت أوداجه، وفخروا بذلك. قال حمزة: يقال للتيس قفط وسفد وقرع، ولذوات الحافر كام وكاش وباك، وللإنسان نكح وهرج وناك. قال: وزعموا أن مالك بن مسمع قال للأحنف بن قيس هازلاً، وهو يفتخر بالربيعة على المضرية: لأحمق بكر بن وائل أشهر من سيد بني تميم، يعني بالأحمق هنيفة القيسي. فقال الأحنف، وكان لفاعة، أي حاضر الجواب: لتيس بني تميم أشهر من سيد بكر بن وائل، يعني تيس بني حمان، وحمان من تميم. قال أبو الندى: واسمه عبد العزى بن سعد بن زيد مناة، وسمي حمان لسواد شفتيه.أغير من الفحل ومن جمل ومن ديك ومن عقيليعني عقيل بن علفة.أغرب من غرابأغوص من قرلىوهو طائر. وقد مر ذكره في مواضع من الكتاب.أغنج من مغنقة وهم المرأة الناعمة أغلظ من حمل الجسرأغشم من السيلأغدر من ذئبأعلم من خواتيعنون خوات بن جبير. وقد مر ذكره.أغلم من هجرس ومن ضبون.المولدونغيرة المرأة مفتاح طلاقهاغداؤه مرهون بعشائهيضرب للفقير.غراب نوحيضرب للمتهم، وللمبطئ أيضاً.غضب العشاق كمطر الربيعغضب الجهال في قوله وغضب العاقل في فعلهغبار العمل خير من زعفران العطلةغاص غوصة وجاء بروثةغاب حولين وجاء بخفي حنينغش القلوب يظهر في فلتات الألسن وصفحات الوجوهغلول الكتب من ضعف المروةغنى المرء في الغربة وطن وفقره في الوطن غربةغبن الصديق نذالةالغيرة من الإيمانالغزو أدر للقاح وأحد للسلاحالغائب حجته معهالغناء رقية الزناالغلط يرجعالغرباء برد الآفاقالغرثان لا يمعكغريم لا يناميضرب للملح في طلب الشيء.غضبه على طرف أنفهللرجل سريع الغضب.الباب العشرونفيما أوله فاءفي بطن زهمان زادهزهمان اسم كلب. روى أبو الندى، وابن الأعرابي زهمان، بفتح الزاي. وروى أبو الهيثم، وابن دريد، بضمها. يضرب لمن يكون معه عدته وما يحتاج إليه. وقال أبو عمرو: أصله أن رجلاً نحو جزوراً فقسمها فأعطى زهمان نصيبه، ثم رجع زهمان ليأخذ أيضاً مع الناس فقال صاحب الجزور: في بطن زهمان زاده. يضرب للرجل يطلب الشيء وقد أخذه مرة.في الصيف ضيعت اللبنويروى: الصيف ضيعت اللبن. والتاء من ضيعت مكسورة في كل حال إذا خوطب به المذكر والمؤنث والاثنان والجمع، لأن المثل في الأصل خوطبت به امرأة، وهي دختنوس بنت لقيط بن زرارة، كانت تحب عمرو ابن عمرو بن عدس، وكان شيخاً كبيراً ففركته فطلقها، ثم تزوجها فتى جميل الوجه، وأجدبت فبعثت إلى عمرو تطلب منه حلوبة فقال عمرو أفي الصيف صنعت اللبن، فلما رجع الرسول وقال لها ما قال عمرو ضربت يدها على منكب زوجها وقالت: هذا ومذقه خير. تعني أن هذا الزوج مع عدم اللبن خير من عمرو. فذهبت كلمتاهما مثلاً. فالأول يضرب لمن يطلب شيئاً قد فوته على نفسه، والثاني يضرب لمن قنع باليسير إذا لم يجد الخطير، وإنما خص الصيف لأن سؤالها الطلاق كان في الصيف، أو أن الرجل إذا لم يطرق ماشيته في الصيف كان مضيعاً لألبانها عند الحاجة.فرق بين معد تحابقال الأصمعي: يقول أن ذوي القرابة إذا تراخت ديارهم كان أحرى أن يتحابوا، وإذا تدانوا تحاسدوا وتباغضوا. وكتب عمر رضي الله تعالى عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أن مر ذوي القربى أن يتزاوروا ولا يتجاوروا.في رأسه خطة |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||
الخطة، الأمر العظيم. يضرب لمن في نفسه حاجة قد عزم عليها. والعامة تقول: في رأسه خطية. في رأسه نعرةهي الذباب يدخل في أنف الحمار. يضرب للطامح الذي لا يستقر على شيء.في وجه المال تعرف إمرتهأي نماءه وخيره. يقال: أمرت أموال فلان تأمر أمراً إذا نمت وكثرت وكثر خيرها. يضرب لمن يستدل بحسن ظاهره على حسن باطنه "قلت" قد أورد الجوهري إمرته، بسكون الميم، وكذلك هو في الديوان، وأورد الأزهري إمرته، بتشديد الميم، وكذلك أبو زيد وغيرهما. قال الأزهري: وبعضهم يقول إمرته من أمر المال أمراً.فتل في ذروتهالذروة، أعلى السنان وأعلى كل شيء. وأصل فتل الذروة في البعير هو أن يخدعه صاحبه ويتلطف له بفتل أعالي سنامه حكاً ليسكن إليه، فيتسلق بالزمام عليه. قال أبو عبيدة: ويروى عن ابن الزبير أنه حين سأل عائشة رضي الله عنها الخروج إلى البصرة أبت عليه، فما زال يفتل في الذروة والغارب حتى أجابته. الذروة والغارب واحد. وأدخل في على معنى تصرف فيه بأن فتل بعضه دون بعض فكأنه قيل: فتل بعض ما في ذروته. قال الأصمعي: فتل في ذروته، أي خادعه حتى أزاله عن رأيه. يضرب في الخداع والمماكرة.أفلت فلان جريعة الذقنأفلت، يكون لازماً ويكون متعدياً، وهو هنا لازم. ونصب جريعة على الحال، كأنه قال: أفلت قاذفاً جريعة، وهو تصغير جرعة، وهي كنابة عما بقي من روحه، يريد أن نفسه صارت في فيه وقريباً منه كقرب الجرعة من الذقن، قال الهذلي:
أفلت وله حصاصالحصاص، الحبق: وفي الحديث: أن الشيطان إذا سمع الآذان ولى وله حصاص كحصاص الحمار. يضرب في ذكر الجبان إذا أفلت وأهرب.أفلت وانحص الذنبالانحصاص، تناثر الشعر. وهذا المثل يروى عن معاوية رضي الله عنه أنه أرسل رجلاً من غسان إلى ملك الروم وجعل له ثلاث ديات أن ينادي بالآذان إذا دخل عليه، ففعل الغساني ذلك، وعند ملك الروم بطارقته، فأهووا ليقتلوه فنهاهم ملكهم وقال: كنت أظن أن لكم عقولاً، إنما أراد معاوية أن أقتل هذا غدراً، وهو رسول فيفعل مثل ذلك بكل مستأمن ويهدم كل كنيسة عنده فجهزه وأكرمه ورده فلما رآه معاوية قال: أفلت وانحص الذنب. فقال: كلا أنه لبهلبه. ثم حدثه الحديث فقال معاوية: لقد أصاب، ما أردت إلا الذي قال. وقوله: كلا أنه لبهلبه. قالوا: أصله أن رجلاً أخذ بذنب بعير فأفلت البعير وبقي شعر الذنب في يده فقيل: أفلت وانحص الذنب، أي تناثر شعر ذنبه، فهو يقول: لم يتناثر شعر ذنبي بل هو بحاله.فاها لفيك |
||||||||||
|
|
||||||||||
قال أبو عبيدة: أصله أنه يريد جعل الله تعالى بفيك الأرض، كما يقال: بفيك الحجر، وبفيك الأثلب. وقال: ومعناها الخيبة لك. وقال غيره: فاها، كناية عن الأرض، وفم الأرض التراب لأنها به تشرب الماء، فكأنه قال بفيه التراب. ويقال: ها، كناية عن الداهية، أي جعل الله فم الداهية ملازماً لفيك. ومعنى كلها الخيبة. وقال رجل من بلهجيم يخاطب ذئباً قصد ناقته:
أفواهها مجاسهاأصله أن الإبل إذا أحسنت الأكل اكتفى الناظر بذلك عن معرفة سمنها وكان فيه غنى جسمها. وقال أبو زيد: أحناكها مجاسها.في الخير له قدميريدون له سابقة في الخير. قال حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه:
أفضيت غليه بشقوريإذا أخبرته بسرائرك. والإفضاء، الخروج إلى الفضاء وأدخل الباء المتعدية، أي أخرجت إليه شقوري. قال أبو سعيد: يقال شقور وشقور، ولا أعرف اشتقاقه مم أخذ? وسألت عنه فلم يعرف. قال العجاج: جاري لا تستنكر عذري، سيري وإشفاقي على بعيري وكثرة الحديث عن شقوري. وقال الأزهري: من روى بفتح الشين فهو في مذهب النعت. والشقور، الأمور المهمة، والواحد شقر، ويقال أيضاً: شقور وفقور، وواحد الفقر فقر. وقال ثعلب: يقال لأمور الناس فقور وفقور، وهما هم النفس وحوائجها. يضرب لمن يفضى إليه بما يكتم عن غيره من السر.في إستها ما لا ترىيضرب للباذل الهيئة يكون مخبره أكثر من مرآه. ويضرب لمن خفي عليه شيء وهو يظن أنه عالم به.افتح صررك تعلم عجركالصرر، جمع صرة، وهي خرقة تجعل فيها الدراهم وغيرها ثم تصر، أي تشد وتقطع جوانبها لتؤمن الخيانة فيها. والعجر، جمع عجرة، وهي العيب. وأصلها العقدة والابنة تكون في العصا وغيرها. يراد ارجع إلى نفسك تعرف خيرك من شرك.الفحل يحمي شوله معقولاًالشول، النوق التي خف لبنها وارتفع ضرعها وأتى عليها من نتاجها سبعة أشهر، أو ثمانية، الواحدة شائلة، والشول جمع على غير قياس، يقال شولت الناقة، بالتشديد، أي صارت شولاء ونصب معقولاً على الحال، أي أن الحر يحتمل الأمر الجليل في حفظ حرمه وإن كانت به علة.فلم ربض العير إذنقال امرؤ القيس لما ألبسه قيصر الثياب المسمومة وخرج من عنده، وتلقاه عير فربض، فتفاءل امرؤ القيس، فقيل: لا بأس عليك. قال: فلم ربض العير إذن? أي أنا ميت. يضرب للشي فيه علامة تدل على غير ما يقال لك.في بيته يؤتى الحكم |
||||||||||
|
|
|||||||||||||
هذا مما زعمت العرب عن ألسن البهائم. قالوا أن الأرنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها، فانطلقا يختصمان إلى الضب، فقال الأرنب: يا أبا الحسل. فقال: سميعاً دعوت. قالت: أتيناك لنختصم إليك. قال: عادلاً حكمتما. قالت: فاخرج إلينا. قال: في بيته يؤتى الحكم. قالت: إني وجدت تمرة. قال: حلوة فكليها. قالت: فاختلسها الثعلب. قال: لنفسه بغى الخير. قالت: فلطمته. قال: بحقك أخذت. قالت: فلطمني. قال: حر انتصر. قالت: فاقض بيننا. قال: قد قضيت. فذهبت أقواله كلها أمثالاً. "قلت" ومما يشبه هذا ما حكي أن خالد بن الوليد لما توجه من الحجاز إلى أطراف العراق دخل عليه عبد المسيح بن عمرو بن نفيلة فقال له خالد: أين أقصى أثرك? قال: ظهر أبي. قال: من أين خرجت? قال: من بطن أمي. قال: علام أنت? قال: على الأرض. قال: فيم أنت? قال: في ثيابي. قال: ابن كم أنت? قال: ابن رجل واحد. قال: أتعقل? قال: نعم، وأفيد. قال: أحرب أنت أم سلم. قال: سلم. قال: فما بال هذه الحصون? قال: بنيناها لسفيه حتى يجيء حليم فينهاه. ومثل هذا أن عدي بن أرطأة أتى إياس بن معاوية قاضي البصرة في مجلس حكمه، وعدي أمير البصرة، وكان أعرابي الطبع فقال: لإياس يا هناه، أين أنت? قال: بينك وبين الحائط. قال: فاسمع مني. قال: للاستماع جلست. قال: إني تزوجت امرأة. قال: بالرفاه والبنين. قال: وشرطت لأهلها أن لا أخرجها من بينهم. قال: أوف لهم بالشرط. قال: فأنا أريد الخروج. قال: في حفظ الله. قال: فاقض بيننا. قال: قد فعلت. قال: فعلى من حكمت? قال: على ابن أخي عمك. قال: بشهادة من? قال: بشهادة ابن أخت خالتك. في الاعتبار غنى عن الاختبارأي من اعتبر بما رأى استغنى عن أن يختبر مثله فيما يستقبلأفنيتهن فاقة فاقة إذا أنت بيضاء رقراقةالكناية ترجع إلى الأموال. وفاقة، طائفة. والرقراقة، المرأة الناعمة التي تترقرق، أي تجيء وتذهب سمناً. هذا شيخ يقول لامرأته: أفنيت أموالي قطعة قطعة على شبابك. يضرب للذي يهلك ماله شيئاً بعد شيء.في الجريرة تشترك العشيرةيضرب في الحث على المواساة.فر الدهر جذعاًيقال: فررت عن أسنان الدابة إذا نظرت إليها لتعرف قدر سنها. والجذع قبل الثني بستة أشهر. أي أن الدهر لا يهرم. ونصب جذعاً على الحال. والمعنى: إن فاتنا اليوم ما نطلبه فسندركه بعد هذا.في مثل حولاء السلىويقال: حولاء الناقة. يقال: فلان مثل حولاء الناقة، وهي الماء الذي يخرج على رأس الولد. والسلى، جلدة رقيقة يكون فيها الولد. يضرب لمن كان في خصب ورغد عيش. وكذلك قولهم: في مثل حدقة البعير.فسا بينهم الظربانهو دويبة فوق جرو الكلب، منتن الريح، كثير الفسو، لا يعمل السيف في جلده، يجيء إلى حجر الضب فيلقم استه جحره ثم يفسو عليه حتى يغتم ويضطرب فيخرج فيأكله، ويسمونه مفرق النعم، لأنه إذا فسا بينها وهي مجتمعة تفرقت. وقال الراجز يذكر حوضاً يستقي منه رجل: له صنان إزاؤه كالظربان الموفى. إزاؤه، أي صاحبه، من قولهم: فلان إزاء مال، يريد أنه إذا عرق فكأنه ظربان لنتنه. وقال الربيع بن أبي الحقيق:
في القمر ضياء والشمس أضوأ منهيضرب في تفضيل الشيء على مثله.أفق قبل أن يحفر ثراكقال أبو سعيد: أي قبل أن تثار مخازيك، أي دعها مدفونة. قال الباهلي: وهذا كما قال أبو طالب:
في عضة ما ينبتن شكيرهايقال: شكرت الشجرة تشكر شكراً أي خرج منها الشكير، وهو ما ينبت حول الشجرة من أصولها. يضرب في تشبيه الولد بأبيه.في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
يقال: مجدت الإبل تمجد مجوداً إذا نالت من الخلى قريباً من الشبع. واستمجد المرخ والعفار أي استكثرا وأخذا من النار ما هو حسبهما شبهاً بمن يكثر العطاء طلباً للمجد لأنهما يسرعان الوري. يضرب في تفضيل بعض الشيء على بعض. قال أبو زياد: ليس في الشجر كله أورى زناداً من المرخ. قال: وربما كان المرخ مجتمعاً ملتفاً وهبت الريح فحك بعضه بعضاً فأورى فاحترق الوادي كله، ولم نر ذلك في سائر الشجر. قال الأعشى: زنادك خير الزناد الملو-ك خالط فيهن مرخ عفارا
في نظم سيفك ما ترى يا لقيمحديثه أن لقمان بن عاد كان إذا اشتد الشتاء وكلب كان أشد ما يكون، وله راحلة لا ترغو ولا يسمع لها صوت، فيشدها برحله ثم يقول للناس حين يكاد البرد يقتلهم: ألا من كان غازياً فليغز. فلا يلحق به أحد. فلما شب لقيم، ابن أخته، اتخذ راحلة مثل راحلته، فلما نادى لقمان: ألا من كان غازياً فليغز. قال له لقيم: أنا معك إذا شئت. ثم إنهما سارا فأغارا فأصابا إبلاً ثم انصرفا نحو أهلهما فنزلا فنحرا ناقة، فقال لقمان للقيم: أتعشي أم أعشي لك? قال لقيم: أي ذلك شئت. قال لقمان: اذهب فعشها حتى ترى النجم قم رأس، وحتى ترى الجوزاء كأنها قطار، وحتى الشعرى كأنها نار، فألا تكن عشيت فقد أنيت. قال له لقيم: نعم، واطبخ أنت لحم جزورك حتى ترى الكراديس كأنها رؤوس رجال صلع، وحتى ترى الضلوع كأنها نساء حواسر، وحتى ترى الوذر كأنه قطا نوافر، وحتى ترى اللحم كأنه غطفان يقول غط غط، فألا تكون أنضجت فقد أنهيت. ثم انطلق في إبله يعشيها، ومكث لقمان يطبخ لحمه، فلما أظلم لقمان، وهو بمكان يقال له شرج، قطع سمر شرج فأوقد به النار حتى أنضج لحمه، ثم حفر ونه فملأه ناراً ثم واراها، فلما أقبل لقيم عرف المكان وأنكر ذهاب السمر فقال: أشبه شرج شرجاً لو أن سميراً. فأرسلها مثلاً. وقد ذكرته في حرف الشين. ووقعت ناقة من إبله في تلك النار فنفرت، وعرف لقيم أنه إنما صنع لقمان ذلك ليصيبه، وأنه حسده فسكت عنه، ووجد لقمان قد نظم في سيفه لحماً من لحم الجزور وكبداً وسناماً حتى توارى سيفه، وهو يريد إذا ذهب لقيم ليأخذه أن ينحره بالسيف، ففطن لقيم فقال: في نظم سيفك ما ترى يا لقيم. فأرسلها مثلاً. فحسد لقمان الصحبة فقال له لقيم: القسمة. فقال له لقمان: ما تطيب نفسي أن تقسم هذه الإبل إلا وإنا موثق. فأوثقه لقيم، فلما قسمها لقيم نقى منها عشراً أو نحوها فجشعت نفس لقمان، فنحط نحطة تقبضت منها الإنساع التي هو بها موثق ثم قال: الغادرة والمتغادرة والأفيل النادرة. فذهب قوله هذا مثلاً. وقال لقيم: قبح الله النفس الخبيثة. قوله: الغادرة، من قولهم غدرت الناقة إذا تخلفت عن الإبل. والأفيل، الصغير منها. يريد اقسم جميع ما فيها. والمثل الأول يضرب في المماكرة والخدع. والثاني في الخسة والاستقصاء في المعاملة.فاق السهم بيني وبينهيقال فاق السهم وانفاق إذا انكسر فوقه، أي فسد الأمر بيني وبينه.الفرار بقراب أكيسكان المفضل يقول: إن المثل لجابر بن عمرو المازني، وذلك أنه كان يسير يوماً في طريق إذ رأى أثر رجلين، وكان عائفاً قائفاً، فقال: أرى أثر رجلين شديداً كلبهما، عزيزاً سلبهما، والفرار بقراب أكيس ثم مضى "قلت" أراد ذو الفرار، أي الذي يفر ومعه قراب سيفه إذا فاته السيف أكيس ممن يفيت القراب أيضاً قال الشاعر:
في ذنب الكلب تطلب الإهالةيضرب لمن يطلب المعروف عند اللئيم قال:
افعل ذلك آثراً ماقالوا معناه افعله أول كل شيء، أي افعله مؤثراً له. وقال الأصمعي: معناه افعل ذلك عازماً عليه. وما تأكيد. ويقال أيضاً: افعله آثر ذي أثير، أي أول كل شيء. قال عروة بن الورد:
فرقاً أنفع من حب |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
أول من قال ذلك الحجاج للغضبان بن القبعثري الشيباني، وكان لما خلع عبد الله بن الجارود وأهل البصرة الحجاج وانتهبوه قال: يا أهل العراق، تعشوا الجدي قبل أن يتغداكم. فلما قتل الحجاج ابن الجارود، أخذ الغضبان وجماعة من نظرائه فحبسهم، وكتب إلى عبد الملك بن مروان بقتل ابن الجارود وخبرهم، فأرسل عبد الملك عبد الرحمن بن مسعود الفزاري، وأمره بأن يؤمن كل خائف، وأن يخرج المحبوسين. فأرسل الحجاج إلى الغضبان، فلما دخل عليه قال له الحجاج: إنك لسمين. قال الغضبان: من يكن ضيف الأمير يسمن. فقال: أأنت قلت لأهل العراق تعشوا الجدي قبل أن يتغداكم? قال: ما نفعت قائلها ولا ضرت من قيلت فيه. فقال الحجاج: أو فرقاً خير من حب. فأرسلها مثلاً. يضرب في موضع قولهم: رهبوت خير من رحموت. أي لأن يفرق منك فرقاً خير من أن تحب. الفرع أول النتاجقالوا أول كل نتاج فرعه، فهو ربع وربعي. يضرب لابتداء الأمور.في سبيل الله سرجي وبغليأول من قال ذلك المقدام بن عاطف العجلي، وكان قد وفد على كسرى فأكرمه، فلما أراد الانصراف حمله على بغل مسرج من مراكبه، فلما وصل إلى قومه قالوا: ما هذا الذي أتيتنا به? فأنشأ يقول:
فيحي فياحهذا مثال قطام، مبني على الكسر، وهو اسم للغارة، أي اتسعي، يقال فاحت الغارة تفيح أي اتسعت، ودار فيحاء، أي واسعة. وأنث الفعل على أن الخطاب للغارة.فتى ولا كمالكقال متمم بن نويرة في أخيه مالك بن نويرة لما قتل في الردة، وقد رثاه متمم بقصائد. وتقديره: هذا فتى، أو هذا فتى.فضل القول على الفعل دناءةأي من وصف نفسه فوق ما فيه فهو دنيء "وفضل الفعل على القول مكرمة" أي كرم، وهو أن يفعل ولا يقول.فشاش فشيه من استه إلى فيهالفش، إخراج الريح من الوطب. وفشاش، مبني على الكسر، ومعناه: افعلي به ما شئت فما به انتصار.افتد مخنوقأي يا مخنوق. يضرب لكل مشفوق عليه مضطر. ويروى: افتدي مخنوق.في حس مس أبصر أن أمره مكسيقال: مكسني، أي ظلمني. يضرب للرجل إذا فطن أن قومه أرادوا ظلمه فتركهم وخرج من بينهم.أفرع فيما ساءني وصعدأفرع، هبط. وصعد، ارتفع. أي لم يأل جهداً في الأذى.في عيصه ما ينبت العودالعيص، الشجر الكثير الملتف. وما، صلة، أي أن كان العيص كريماً كان العود كريماً، وإن كان لئيماً كان لئيماً، يعني أن الفرع في وزن الأصل.في الأرض للحر الكريم منادحأي متسع ومرتزق. والمنادح، جمع مندوحة، وهي السعة. ويجوز أن يكون جمع مندح ومنتدح، وجمع ندح أيضاً كالمقابح في جمع قبح. ومعنى كلها الرحب والسعة.أفاق فذرقيضرب لمن كان في غم وكرب ففرج عنه.في المال أشراك وإن شح ربهأشراك، جمع شريك، كما يقال شريف وأشراف، يعنون الحادث والوارث.في النصح لسع العقاربأول من قال ذلك عبيد بن ضرية النمري، وذلك أنه سمع رجلاً يقع في السلطان فقال: ويحك، أنك غفل لم تسمك التجارب، وفي النصح لسع العقارب، وكأنني بالضاحك إليك باكياً عليك. فذهب قوله مثلاً.الإفراط في الأنس مكسبة لقرناء السوءقاله أكثم بن صيفي. يضرب لمن يفرط في مخالطة الناس.في الطمع المذلة للرقابهذا مثل قولهم: أذل رقاب الناس غل المطامع.أفرخ قيض بيضها المنقاض |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
القيض، قشر البيض الأعلى. والمنقاض، المنشق طولاً. وأفرخ، خرج الفرخ من البيض. أي ظهر أمره ظهور الفراخ من البيض. قال أبو الهيثم: هذا المثل ضرب بعد موت زياد، يعني زياد بن أبي سفيان. أفسد الناس الأحمران اللحم والخمروقيل الأحامرة فيكون فيها الخلوق والزعفران.في الله تعالى عوض عن كل فائتقاله عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى.في التجار علم مستأنفأي جديد.في العواقب شاف أو مريحيعني في النظر في عواقب الأمور.فعلت ذاك عمد عينإذا تعمدته بجد ويقين. ويقال: فعلته عمداً على عين. قال خفاف بن ندبة السلمي:
في است المغبون عوديضرب فيمن غبن، يعنون أنه مثل من أبن.فق بلحم حرباء لا بلحم ترباءالحرباء، جنس من القطا معروف. والترباء، التراب. وفق، من فاق بنفسه يفوق فؤوقاً إذا أشرفت نفسه على الخروج. ويقال: فق من فواق حلب الناقة. يقال: تفوق الفصيل وفاق إذا شرب ما في ضرع أمه. وأصل هذا أن رجلاً نظر إلى آخر ينظر إلى إبله، وهي تفوق، فخاف أن يعين إبله فتسقط فتنحر فقال: فق بلحم حرباء، أي اجتلب لحم الحرباء لا لحوم الإبل. وأراد بلحم ترباء لحماً يسقط على التراب. ويقال: الترباء الأرض نفسها.انفلقت بيضة بني فلان عن هذا الرأييضرب لقوم اجتمعوا على رأي واحد.فارقه فراقاً كصدع الزجاجةأي فراقاً لا اجتماع بعده، لأن صده الزجاجة لا يلتئم. قال ذو الرمة:
في العافية خلف من الراقيةأي من عوفي لم يحتج إلى راق وطبيب. والهاء، في الراقية، دخلت للمبالغة. ويجوز أن تكون الراقية مصدراً كالباقية والواقية.فعلنا كذا والدهر إذ ذاك مسجلأي لا يخاف أحد أحداً. يقال: أسجله، أي أرسله على وجهه.فرارة تسفهت قرارةهذا مثل قولهم: نزو الفرار استجهل الفرارا. والفرارة، البهيمة تنفر أو تقوم ليلاً فيتبعها الفم. والقرارة، بالقاف، الغنم. ومعنى تسفهت مالت به. قال ذو الرمة:
افعل كذا وخلاك ذمقال ابن السكيت: ولا تقل وخلاك ذنب. وقال الفراء: كلاهما من كلام العرب. وهو من قول قصير اللخمي قاله لعمرو بن عدي، وقد ذكرته في قصة الزباء في باب الخاء. وقوله: وخلاك. الواو للحال. وخلا معناه عدا، أي افعل كذا وقد جاوزك الذم فلا تستحقه. قال ابن رواحة:
أفرخ روعكيقال: أفرخت البيضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج منها. يضرب يدعى له أن يسكن روعه. قال أبو الهيثم: كلهم قالوا روعك، بفتح الراء، والصواب ضم الراء، لأن الروع المصدر، والروع القلب وموضع الروع، وأنشد بيت ذي الرمة بالضم:
أفرع بالظبي وفي المعزى دثريقال: أفرع إذا ذبح الفرع، وهو أول ولد تنتجه الناقة كانوا يذبحونه لآلهتهم يتبركون بذلك. وفي الحديث: لا فرع ولا عتيرة. والعتيرة، شاة كانوا يذبحونها لآلهتهم في رجب. ويقال: عكر دثر، بالتحريك، أي كثير. ومال دثر، بالتسكين، ومالان دثر، وأموال دثر أيضاً. والباء في، بالظبي، زائدة، أي أفرع الظبي، يعني، ذبحه وفي المعزى كثرة، يعني أن معزاه كثير وهو يذبح الظبي. يضرب لمن له أخوان كثير وهو يستعين بغيرهم.أفرط للهيم حبيناً أقعس |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
أفرط، أي قدم وعجل. والهيم، جمع أهيم وهيماء، وهي العطاش من الإبل. وحبيناً، تصغير أحين مرخماً، يقال: رجل أحبن وامرأة حبناء إذا كان بهما السقي، وهو الاستسقاء. والأقعس، الذي دخل ظهره وخرج صدره. أي قدم لسقي الإبل العطاش رجلاً عاجزاً. يضرب لمن استعان بعاجز. فصيل ذات الزبن لا يخيلذات الزبن، الناقة التي تزبن ولدها وحالبها. والتخيل، أن تكون الناقة لا ترأم ولدها فيقال لصاحبها: خيل لها، فيلبس جلد سبع، ثم يمشي على أربع يخيل إلى الأم أنه ذئب يريد أن يأكل ولدها، فتعطف عليه وترأمه. يقول: فهذه التي تزبن ولدها لا يخيل لها لأنه لا ينفع. يضرب للسيء المعاشرة طبعاً فلا يؤثر فيه التودد إليه.أفرخ القوم بيضتهمإذا أبدوا سرهم. وأفرخ لازم ومتعد. تقول في اللازم: ليفرخ روعك، أي ليذهب فزعك. وأفرخ الطائر إذا خرج من البيضة. وتقول في المتعدي: أفرخ روعك، أي سكن جأشك. ومعنى أفرخ القوم بيضتهم، أخلوا بيضتهم وفرغوها كما يفرغها الفرخ حين خرج منها، جعلوا خروج السر وظهوره منهم بمنزلة ظهور الفرخ من البيضة.في دون هذا ما تنكر المرأة صاحبهاقالوا إن أول من قال ذلك جارية من مزينة، وذلك أن الحكم بن صخر الثقفي قال: خرجت منفرداً فرأيت بإمرة، وهي موضع، جاريتين أختين لم أر كجمالها وظرفهما، فكسوتهما وأحسنت إليهما. قال: ثم حججت من قابل ومعي أهلي، وقد اعتللت ونصل خضابي، فلما صرت بإمرة إذا إحداهما قد جاءت فسألت سؤال منكرة "قال" فقلت: فلانة. قالت: فدى لك أبي وأمي، وإن تعرفني وأنكرك "قال" قلت: الحكم بن صخر. قالت: فدى لك أبي وأمي، رأيتك عام أول شاباً سوقة وأراك العام شيخاً ملكاً، وفي دون هذا ما تنكر المرأة صاحبها. فذهب مثلاً. "قال" قلت: ما فعلت أختك? فتنفست الصعداء وقالت: قدم عليها ابن عم لها فتزوجها وخرج بها فذاك حيث تقول:
فاتكة واثقة بريزعموا أن امرأة كثر لبنها فطفقت تهريقه فقال زوجها: لم تهريقينه? فقالت: فاتكة واثقة بري. يضرب للمفسد الذي وراء ظهره ميسرة.فصفصة حمارها لا يقمصيضرب لمن يصنع المعروف في غير أهله.في كل أرض سعد بن زيدقاله الأضبط بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة، رأى من أهله وقومه أموراً كرهها، ففارقهم، فرأى من غيرهم مثل ما رأى منهم، فقال: في كل أرض سعد بن زيد.فقد الأخوان غربةقريب من هذا قول الشيخ أبي سليمان الخطابي:
فم خلقت إن لم أخدع الرجاليعني لحيته. يقول: لم خلقت لحيتي إن لم أفعل هذا? يضرب في الخلابة والمكر من الرجل الداهي.ما على أفعل من هذا البابأفلس من ابن المدلقيروى بالدال والذال، وهو رجل من بني عبد شمس بن سعد بن زيد مناة لم يكن يجد بيتة ليله، وأبوه وأجداده يعرفون بالإفلاس. قال الشاعر في أبيه:
أفقر من العريانهو العريان بن شهلة الطائي الشاعر. زعم المفضل أنه غبر دهراً يلتمس الغنى فلم يزدد إلا فقراً.أفسد من الجراد |
||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
لأنه يجرد الشجر والنبات، وليس في الحيوان أكثر إفساداً لما يتقوته الإنسان منه، وفي وصية طيء لبنيه: يا بني إنكم قد نزلتم منزلاً لا تخرجون منه، ولا يدخل عليكم فيه، فارعوا مرعى الضب الأعور أبصر جحره وعرف قدره، ولا تكونوا كالجراد رعى وادياً وانقف وادياً، أكل ما وجد وأكله ما وجده. قوله: أنقف وادياً، أي أنقف بيضه فيه. قاله حمزة رحمه الله "قلت" والصواب نقف بيضه فيه، أي شقه وكسره. يقال: نقفت الحنظل إذا كسرته، فأما أنقف وادياً فيجوز أن يكون معناه جعله ذا بيض منقوف بيضه فيه. ويجوز أن يكون وادياً ظرفاً لا معمولاً، أي صار الجراد ذا بيض منقوف فيه كما قالوا أجرب الرجل وألبن وأتمر وأخواتها. أفسد من أرضة بلحبلىقال حمزة: يعنون بني الحبلى، وهم حي من الأنصار رهط ابن أبي ابن سلول.أفسد من السوسيقال في مثل آخر: العيال سوس المال. ويقال أيضاً: أفسد من السوس في الصوف في الصيف.أفسد من الضبعلأنها إذا وقعت في الغنم عاثت ولم تكتف بما يكتفي به الذئب. ومن عبث الضبع وإسرافها في الفساد استعارت العرب اسمها للسنة المجدبة فقالوا: أكلتنا الضبع. وقال ابن الأعرابي: ليسوا يريدون بالضبع السنة المجدبة وإنما هو أن الناس إذا أجدبوا ضعفوا عن الانبعاث، وسقطت قواهم، فعاثت فيهم الضباع والذئاب فأكلتهم. قال الشاعر:
أفسد من بيضة البلدفهي بيضة تتركها النعامة في الفلاة فلا ترجع إليها "قلت" أفسد في جميع ما تقدم من الإفساد إلا هذا، وذلك شاذ، وحقها أكثر إفساداً. وكذلك أفلس من الإفلاس شاذ، وأما هذا الأخير فإنه من الفساد لأنها إذا تركت فسدت.أفسى من ظربانقالوا هو دويبة فوق جرو الكلب، منتنة الريح، كثيرة الفسو، وقد عرف الظربان ذلك بنفسه، فقد جعله من أحد سلاحه، كما عرفت الحبارى ما في سلحها من السلاح إذا قرب الصقر منها، كذلك الظربان يقصد جحر الضب، وفيه حسوله وبيضه، فيأتي أضيق موضع فيه فيسده بيديه، ويروى بذنبه ويحول دبره إليه فلا يفسو ثلاث فسوات حتى يدار بالضب فيخر مغشياً عليه، فيأكله ثم يقيم في جحره حتى يأتي على آخر حسوله. والضب إنما يخدع، أي يغتال في جحره، حتى يضرب به المثل القائل:أخدع من ضبويغتال في سربه لشدة طلب الظربان له. وكذلك قولهم:أنتن من الظربانقال: والظربان يتوسط الهجمة من الإبل فيفسو فتتفرق تلك الإبل كتفرقها عن مبرك فيه قردان، فلا يردها الراعي إلا بجهد، ومن أجل هذا سمت العرب الظربان مفرق النعم. وقالوا للرجلين يتفاحشان ويتشاتمان: إنهما ليتجاذبان جلد الظربان، وإنهما ليتماسان الظربان "قلت" وقد روي: ليتماشنان جلد الظربان. من قولهم مشنه بالسيف إذا ضربه ضربة قشرت الجلد.أفسى من خنفساءلأنها تفسو في يد من مسها. قال الشاعر:
أفسى من نمسقالوا هو دويبة فاسية أيضاً.أفحش من فالية الأفاعي وأفحش من فاسيةهما اسمان لدويبة شبيهة بالخنفساء لا تملك الفساء.أفحش من كلبلأنه يهر على الناس.أفرغ من يد تفت اليرمعقالوا: اليرمع، الحجارة الرخوة. ويقال للمنكسر المغموم: تركته يفت اليرمع. وأما قولهم:أفرغ من حجام ساباط |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
فإنه كان حجاماً ملازماً لساباط المدائن، فإذا مر به جند قد ضرب عليهم البعث، حجمهم نسيئة بدانق واحد إلى وقت قفولهم، وكان مع ذلك يعبر الأسبوع والأسبوعان فلا يدنو منه أحد، فعندها يخرج أمه فيحجمها حتى يرى الناس أنه غير فارغ، فما زال ذلك دأبه حتى أنزف دم أمه فماتت فجأة، فسار مثلاً. قال الشاعر:
أفرس من سم الفرسانهو عتيبة بن الحرث بن شهاب، فارس تميم، وكان يسم صياد الفوارس أيضاً. وحكى أبو عبيدة عن أبي عمرو المدني أن العرب كانت تقول: لو أن القمر سقط من السماء ما التقفه غير عتيبة لثقافته.أفرس من ملاعب الأسنةهو أبو براء عامر بن جعفر بن كلاب فارس قيس.أفرس من عامرهو عامر بن الطفيل، وهو ابن أخي عامر ملاعب الأسنة، وكان أفرس وأسود أهل زمانه، ومر حيان بن سلمى بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بقبره، وكان غاب عن موته فقال: ما هذه الأنصاب? فاقلوا: نصبناها على قبر عامر. فقال: ضيقتم على أبي علي وأفضلتم منه فضلاً كثيراص. ثم وقف على قبره وقال: انعم ظلاماً أبا علي، فوالله لقد كنت تشن الغارة وتحمي الجارة، سريعاً إلى المولى بوعدك بطيئاً عنه بوعيدك، وكنت لا تضل حتى يضل النجم، ولا تهاب حتى يهاب السيل، ولا تعطش حتى يعطش البعير، وكنت والله خير ما كنت تكون حين لا تظن نفس بنفس خيراً. ثم التفت إليهم فقال: هلا جعلتم قبر أبي علي ميلاً في ميل? وكان منادي عامر ابن الطفيل ينادي بعكاظ: هل من راجل فأحمله، أو جائع فأطعمه، أو خائف فأؤمنه?أفرس من بسطامهو بسطام بن قيس الشيباني، فارس بكر. قال حمزة: وحدثني أبو بكر ابن شقير قال: حدثني أبو عبيدة قال، حدثني الأصمعي قال، أخبرني خلف الأحمر أن عوانة بن الحكم روى أن عبد الملك بن مروان سأل يوماً عن أشجع العرب شعراً فقيل: عمرو بن معد يكرب. فقال: كيف? وهو الذي يقول:
أفتك من البراض |
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
فهو البراض بن قيس الكناني. ومن خبر فتكه أنه كان وهو في حيه عياراً فاتكاً، يجني الجنايات على أهله، فخلعه قومه وتبرؤوا من صنيعه، ففارقهم، وقدم مكة فحالف حرب بن أمية، ثم نبا به المقام بمكة أيضاً ففارق أرض الحجاز إلى أرض العراق، وقد على النعمان بن المنذر الملك فأقام ببابه، وكان النعمان يبعث إلى عكاظ بطليمة كل عام تباع له عناك، فقال: وعنده البراض والرحال، وهو عروة بن عتبة بن جعفر بن كلاب، سمي رحالاً لأنه كان وفاداً على الملوك: من يجيز لي لطيمتي هذه حتى يقدمها عكاظ? فقال البراض: أبيت اللعن، أنا أجيزها على كنانة. فقال النعمان: ما أريد إلا رجلاً يجيزها على الحيين قيس وكنانة. فقال عروة الرحال: أبيت اللعن، أهذا العيار الخليع يكمل لأن يجيز لطيمة الملك، أن المجيزها على أهل الشيح والقيصوم من نجد وتهامة. فقال: خذها. فرحل عروة بها، وتبع البراض أثره حتى إذا صار عروة بين ظهراني قومه، بجانب فدك، نزلت العير، فأخرج البراض قداحاً يستسقم بها في قتل عروة، فمر عروة به وقال: ما الذي تصنع يا براض? قال: استخبر القداح في قتلي إياك. فقال: استك أضيق من ذاك. فوثب البراض بسيفه إليه فضربة ضربة حمد بها، واستاق العير، فبسببه هاجت حرب الفجار بين حي خندف وقيس. فهذه فتكة البراض التي بها المثل قد سار، وقال فيها بعض شعراء الإسلام:
أفتك من الجحافهو الجحاف بن حكيم السلمي. ومن خبر فتكه أن عمير بن الحباب السلمي كان ابن معه فنهض في الفتنة التي كانت بالشام بين قيس وكلب وبسبب الزبيرية والمروانية، فلقي في بعض تلك المغاورات خيلاً لبني تغلب فقتلوه، فلما اجتمع الناس على عبد الملك بن مروان ووضعت تلك الحروب أوزراها، دخل الجحاف على عبد الملك والأخطل عنده، فالتفت إليه الأخطل فقال:
أفتك من الحرث بن ظالممن خبر فتكه أنه وثب بخالد بن جعفر بن كلاب، وهو في جوار الأسود ابن المنذر الملك، فقتله، وطلبه الملك ففاته فقيل: إنك لن تصيبه بشيء أشد عليه من سبي جارات له من بلى، وبلى حي من قضاعة. فبعث في طلبهن فاستاقهن وأموالهن، فبلغه ذلك فكر راجعاً من وجه مهربه، وسأل عن مرعى إبلهن فدل عليه، وكن فيه، فلما قرب من المعرى إذا ناقة لهن يقال لها اللفاع غزيرة يحلبها حالبان، فلما رآها قال:
ذلك راعيك فنعم الراعي |
||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||
ثم قال: خليا عنها. فعرف البائن كلامه فحبق، فقال المعلى: والله هي لك. فقال الحرث: است البائن أعلم. فذهبت مثلاً. فخليا عنها، ثم استنقذ جاراته وأموالهن وانطق فأخذ شيئاً من جهاز رجل يقال له سنان بن أبي حارثة فأتى به أخته سلمى بنت ظالم وكانت، عند سنان، وقد تبنت ابن الملك شرحبيل بن الأسود فقال: هذه علامة بعلك، فضعي ابنك حتى آتيه به. ففعلت، فأخذه وقتله. فهذه فتكة الحرث بن ظالم، والمثل بها سائر. وأما قولهم: أفتك من عمرو بن كلثوم فإن خبر فتكه يطول. وجملته أنه فتك بعمرو بن عبد الملك في دار ملكه بين الحيرة والفرات، وهتك سرادقه، وانتهب رحله، وانصرف بالتغالبة إلى باديته بالشام موفوراً لم يكلم أحداً من أصحابه، فسار بفتكه المثل. افصح من العضينيقال: هما دغفل، وابن الكيس. قال الشاعر:
أفيل من الرأي الدبريهو الرأي الذي يحاضر به بعد فوت الأمر. قال الشاعر:
أفسد من الأرضة ومن الجرادأفسى من عبديأفرع من فؤاد أم موسىعلى نبينا وعليه الصلاة والسلام.أفسق من غرابأفوه من جريرأفخر من الحرث بن حلزةالمولدونفي سعة الأخلاق كنوز الأرزاقفي بعض القلوب عيونفي فمي ماء وهل ينطق من في فمه ماءفي رأسه خيوطفي كفه من رقى إبليس مفتاحفي شمك المسك شغل عن مذاقتهفر من المطر وقعد تحت الميرابفر من الموت وفي الموت وقعفر أخزاه الله خير من قتل رحمه اللهفوق كل طامة طامةفالوذج الجسر وفالوذج السوقيضربان لذي المنظر بغير مخبر.في نصحه حمة العقربفم يسبح ويد تذبحفرشت له دخلة أمريفوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلهافي تقلب الأحوال علم جواهر الرجالفاز بخصل الناصل للخائبالفضول علاوة الكفايةالإفلاس بذرقةأفرش له بنفخةالفضل للمبتدي وإن أحسن المقتديالفرص تمر مر السحابالفتنة ينبوع الأحزانالفاختة عنده أبو ذرالفطام شديدالباب الحادي والعشرونفيما أوله قافقطعت جهيزة قول كل خطيبأصله أن قوماً اجتمعوا يخطبون في صلح بين حيين قتل أحدهما من الآخر قتيلاً، ويسألون أن يرضوا بالدية، فبينا هم في ذلك إذ جاءت أمة يقال لها جهيزة فقالت: إن القاتل قد ظفر به بعض أولياء المقتول فقتله. فقالوا عند ذلك: قطعت جهيزة قول كل خطيب. أي قد استغني عن الخطب. يضرب لمن يقطع على الناس ما هم فيه بحماقة يأتي بها.قوري والطفيقاله رجل لامرأته، وكان لها صديق طلب إليها أن تقد له شراكين من شرج است زوجها، فلما سمعت ذلك استعظمته وزجرته، فأبى إلا أن تفعل، فاختارت رضاه على صلاح زوجها، فنظرت فلم تجد له وجهاً ترجو به إليه السبيل إلا أن عصبت على مبال ابن لها صغير بقصبة وأخفتها، فعسر عليه البول، فاستغاث بالبكاء، فلما سمع أبوه البكاء سألها ما يبكيه? فقالت: أخذه الأسر، وقد نعت لي دواؤه طريدة تقد له من شرج استك. فأعظم الرجل ذلك، وجعل الأمر لا يزداد بالصبي إلا شدة، فلما رأى أبوه ذلك اضطجع وقال: دونك يا أم فلام قوري والطفي. فاقتطعت منه طريدة لترضي صديقها وأطلقت عن الصبي. يضرب للرجل الغمر الغر ليحذر.قيل لحبلى ما تشتهين فقالت التمر وأهاليهأي، اشتهي كل شيء يذكر لي مع التمر. وواهاليه، أي اشتهيه ويعجبني. يضرب لمن يشتهي ما يذكر. وواها، كلمة تعجب. تقول لما يعجب: واهاً له. قال أبو النجم:
قبل النفاس كنت مصفرةيضرب للبخيل يعتل بالإعدام وهو مع الإثراء كان بخيلاً.قبل البكاء كان وجهك عابساًيضرب لمن يكون العبوس له خلقة. ويضرب للبخيل يعتل بالإعسار وقد كان في اليسار مانعاً.قد نجذته الأمور |
|||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
يضرب لمن أحكمته التجارب. ولعله من بنات النواجذ. يقال: عض على ناجذه، أي قد أسن. قال سحيم بن وثيل الرياحي:
اقصد بذرعكالذرع والذراع واحد. يضرب لمن يتوعد، أي كلف نفسك ما تطيق، والذرع، عبارة عن الاستطاعة، كأنه قال: اقصد الأمر بما تملكه أنت لا بما يملكه غيرك، أي توعد بما تسعه قدرتك ولا تطلب فوق ذلك في تهددي.انقطع السلى في البطنالسلى، جلدة رقيقة يكون فيها الولد من المواشي إن نزعت عن وجه الفصيل ساعة يولد، عاش، وإلا قتلته، وكذلك انقطع السلى في البطن، فإذا خرج السلى سلمت الناقة وسلم الولد وإلا هلكت وهلك الولد. يقال: ناقة سلياء، إذا انقطع سلاها. يضرب في فوات الأمر وانقضائه.قلب الأمر ظهراً لبطنيضرب في حسن التدبير. واللام في البطن، بمعنى على. ونصب ظهراً على البدل، أي قلب ظهر الأمر على بطنه حتى علم ما فيه.قدح في ساقهالقدح، الطعن. والساق، الأصل، مستعار من ساق الشجرة وهو جذعها وأصلها. يضرب لمن يعمل فيما يكره صاحبه.قرع له ظنبوبهإذا جد فيه ولم يفتر. قال سلامة بن جندل:
قد شمرت عن ساقها فشمرييضرب في الحث على الجلد في الأمر. والتاء في، شمرت، للداهية والخطاب في، شمري، على التأنيث للنفس.قبل الضراط استحصاف الأليتينأي قبل وقوع الأمر تعد الآلة.قرب الوساد وطول السواديضرب للأمر الذي يلقي الرجل فيما يكره. وقيل لابنة الخس: لم زينت وأنت سيدة قومك? فقالت هذه المقالة. وقال بعض العلماء: لو أتمت الشرح لقالت: قرب الوساد، وطول السواد، وحب السفاد. والسواد، المسارة، وهو قرب السواد من السواد، يعني الشخص من الشخص.قد يبلغ القطوف الوساعالقطوف من الدواب الذي يقارب الخطو. والوساع ضده. يضرب في قناعة الرجل ببعض حاجته دون بعض.قد يبلغ الخضم بالقضمالخضم، أكل بجميع الفم. والقضم، بأطراف الأسنان. قال ابن أبي طرفة: قدم أعرابي على ابن عم له بمكة فقال له: إن هذه بلاد مقضم وليست بلاد مخضم. ومعنى المثل: قد تدركه الغاية البعيدة بالرفق كما أن الشبعة تدرك بالأكل بأطراف الفم. قال الشاعر:
قد استنوق الجملأي صار ناقة. وكان بعض العلماء يخبر أن هذا المثل لطرفة بن العبد، وذلك أنه كان عند بعض الملوك، والمسيب بن غلس ينشد شعراً في وصف جمل، ثم حوله إلى نعت ناقة فقال طرفة: قد استنوق الجمل. ويقال إن المنشد كان المتلمس أنشد في مجلس لبني قيس بن ثعلبة، وكان طرفة يلعب مع الصبيان ويتسمع، فأنشد المتلمس:
قودوه بي باركاًوذلك أن امرأة حملت على بعير، وهو بارك، فأعجبها وطئ المركب فقال: قودوه بي باركاً. يضرب لمن يتعود مباشرة الترفة ثم باشرها.قرب الحمار من الرذهة ولا تقل له سأالردهة: مستنقع الماء. وسأ، زجر للحمار. يقال سأسأت بالحمار إذا دعوته ليشرب. يضرب للرجل يعلم ما يصنع. أي: كل الأمر إليه ولا تكرهه على فعله إذا أريته رشده.إقلب قلاب |
||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||
هذا مثل يضرب للرجل تكون منه سقطة فيتداركها بأن يقلبها عن جهتها ويصرفها عن معناها، وهو في حديث عمر رضي الله عنه. قال أبو الندى في أمثاله: يقال أحمق من عدي بن جناب، وهو أخو زهير بن عدي ابن جناب، وكان زهير وفاداً على الملوك، وفد على النعمان ومعه أخوه عدي فقال النعمان: يا زهير، إن أمي تشتكي فبم يتداوى نساؤكم? فالتفت عدي فقال: دواؤها الكمرة. فقال النعمان لزهير: ما هذه? فقال: هي الكمأة أيها الأمير. فقال عدي: اقلب قلاب، ما هي إلا كمرة الرجال. قد يضرط العير والمكواة في النارأول من قال ذلك عرفطة بن عرفجة الهزاني، وكان سيد بني هزان، وكان حصين بن نبيت االعكلي سيد بني عكل، وكان كل واحد منهما يغير على صاحبه، فإذا أسرت بنو عكل من بني هزان أسيراً قتلوه، وإذا أسرت بنو هزان منهم أسيراً فدوه، فقدم راكب لبني هزان عليهم فرأى ما يصنعون فقال لبني هزان: لم أر قوماً ذوي عدد وعدة وجلد وثروة، يلجؤون إلى سيد لا ينقض بهم وتراً، أرضيتم أن يفنى قومكم رغبة في الدية، والقوم مثلكم تؤلمهم الجراح ويعضهم السلاح، فكيف تقتلون ويسلمون? ووبخهم توبيخاً عنيفاً، وأعلمهم أن قوماً من بني عكل خرجوا في طلب إبل لهم فخرجوا إليهم فأصابوهم، فاستاقوا الإبل وأسروهم، فلما قدموا محلتهم قالوا: هل لكم في اللقاح، والأمة الرداح، والفرس الوقاح? قالوا: لا. فضربوا أعناقهم، وبلغ عكلاً الخبر فساروا يريدون الغارة على بني هزان، ونذرت بهم بنو هزان فالتقوا فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى فشت فيهم الجراح، وقتل رجل من بني هزان وأسر رجلان من بني عكل، وانهزمت عكل. وأن عرفطة قال للأسيرين: أيكما أفضل لأقتله بصاحبنا? وعسى أن يفادي الآخر. فجعل كل واحد منهما يخبر أن صاحبه أكرم منه، فأمر بقتلهما جميعاً، فقدم أحدهما ليقتل فجعل الآخر يضرط فقال عرفطة: قد يضرط العير والمكواة في النار. فأرسلها مثلاً. يضرب للرجل يخاف الأمر فيجزع قبل وقوعه فيه. وقال أبو عبيدة: إذا أعطى البخيل شيئاً مخافة ما هو أشد منه، قالوا: قد يضرط العير والمكواة في النار. ويقال إن أول من قاله مسافر بن أبي عمرو بن أمية، وذلك أنه كان يهوى بنت عتبة وكانت تهواه، فقالت له: إن أهلي لا يزوجونني منك لأنك معسر، فلو قد وفدت إلى بعض الملوك لعلك تصيب مالاً فتتزوجني. فرحل إلى الحيرة وافداً على النعمان فبينما هو مقيم عنده إذ قدم عليه قادم من مكة فسأله عن خبر أهل مكة بعده، فأخبره بأشياء وكان فيها أن أبا سفيان تزوج هنداً، فطعن مسافر من الغم، فأمر النعمان أن يكوى، فأتاه الطبيب بمكاويه فجعلها في النار ثم وضع مكواة منها عليه، وعلج من علوج النعمان واقف، فلما رآه يكوى ضرط فقال مسافر: قد يضطر العير والمكواة في النار. ويقال أن الطبيب ضرط.قبل عير وما جرىأي أول كل شيء. يقال: لقيته أول ذات يدين، وأول وهلة، وقبل عير وما جرى. قال أبو عبيد: إذ أخبر الرجل بالخبر من غير استحقاق ولا ذكر كان لذلك قيل: فعل كذا وكذا قبل عير وما جرى. قالوا خص العير لأنه أحذر ما يقنص، وإذا كان كذلك كان أسرع جرياً من غيره، فضرب به المثل في السرعة. وقال الأصمعي: معناه قبل أن يجري عير، وهو الحمار. وقال غيره: يريد بالعير المثال في العين، وهو الذي يقال له اللعبة، والذي يجري عليه هو الطرف، وجريه حركته. فيكون المعنى: قبل أن يطرف الإنسان. قال الشماخ:
قد حيل بين العير والنزوان |
|||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أول من قال ذلك صخر بن عمرو، أخو الخنساء، قال ثعلب: غزا صخر بن عمرو بني أسد بن خزيمة فاكتسح إبلهم، فجاءهم الصريخ، فركبوا فالتقوا بذات الأثل، فطعن أبو ثور الأسدي صخراً طعنة في جنبه وأفلت الخيل فلم يقعص مكانه، وجوي منها فمرض حولاً حتى مله أهله، فسمع امرأة تقول لامرأته سلمى: كيف بعلك? فقالت: لا حي فيرجى ولا ميت فينعى، لقد لقينا منه الأمرين. فقال صخر: أرى أم صخر لا تمل عيادتي. وفي وراية أخرى: فمرض زماناً حتى ملته امرأته، وكان يكرمها، فمر بها رجل وهي قائمة، وكانت ذات خلق وإدراك، فقال لها: يباع الكفل? فقالت: نعم، عما قليل. وكان ذلك يسمعه صخر فقال: أما والله لئن قدرت لأقدمنك قبلي. ثم قال لها: ناوليني السيف أنظر إليه هل تقله يدي? فناولته فإذا هو لا يقله فقال:
قرارة تسفهت قرارةقال الأصمعي: القرار والقرارة النقد، وهو ضرب من الغنم قصار الأرجل قباح الوجوه.وهذا مثل قولهم: نزو الفرار استجهل الفرار. يضرب للرجل يتكلم في القوم بالخطأ فيطابقونه على ذلك. وقال المنذري: فرارة، بالفاء، قال: وهي البهمة تنفر إلى أمها فيتبعها الغنم.القردان حتى الحلميضرب لمن يتكلم ولا ينبغي له أن يتكلم لنذالته. والحلم أصغر القردان.القرنبى في عين أمها حسنةهي دويبة مثل الخنفس، منقطعة الظهر، طويلة القوائم.قيل للشقي هلم إلى السعادة فقال حسبي ما أنا فيهيضرب لمنن قنع بالشر وترك الخير وقبول النصح.قد يدفع الشر بمثله إذا أعياك غيرهقاله بعض الماضين. وهذا مثل قول الفند الزماني:وبعض الحلم عند الجه-ل للذلة إذعانوفي الشر نجاة ح-ين لا ينجيك إحسانقد قلينا صفيركمأصله أن رجلاً كان يعتاد امرأة، فكأن يجيء، وهي جالسة مع بنيها وزوجها، فيصفر لها، فتخرج عجزها من وراء البيت، وهي تحدث ولدها، فيقضي الرجل حاجته وينصرف، فعلم ذلك بعض بنيها، فغاب عنها يومه ثم جاء في ذلك الوقت فصفر ومعه مسمار محمى، فلما أن فعلت كعادتها كواها به، فجاء خلها بعد ذلك فصفر فقال: قد قلينا صفيركم. قال الكميت:
انقضب قوي من قاويةالانقضاب، الانقطاع. أي انقطع الفرخ من البيضة، أي خرج منها كما يقال: برئت قابية من قوب. يضرب عند انقضاء الأمر والفراغ منه. ويقال: انقضبت قابية من قوبها. فالقابية، البيضة. والقوب، الفرخ. قال الكميت، يصف النساء وزهدهن في ذوي الشيب:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
أي إذا رأين الشيب فارقن صاحبه وللم يعدن إليه. وأما اشتقاق قوي فقال أبو الهيثم: لا يعرف قاو وقوي، مصغراً ولا مكبراً، بمعنى الفرخ، اسماً له: وقال بعضهم: أصله من قوى الحبل، لأنه إذا انقطعت قوة من قواه لا يمكن اتصالها "قلت": يمكن أن يحمل هذا على قولهم: قويت الدار إذا خلت من أهلها، مثل أقوت، لغتان مشهورتان، فهي قاوية ومقوية، فيقال: قويت البيضة إذا خلت من الفرخ، وقوي الفرخ إذا خرج وخلا منها، فالبيضة قاوية، أي خالية، والفرخ قاو، أي خال من البيض، وقوي تصغير قاو على مذهب الاسم، لأن كل فاعل إذا كان اسم علم فتصغيره على فعيل، كما قالوا لصالح إذا كان اسماً صليح، ولعامر عمير، ولخالد خليد، طلباً للخفة. وإذا كان نعتاً صويلح وعموير وخويلد. وقيل: القوي غير موجود في الشعر والكلام إلا في هذا المثل والله أعلم. قد أفرخ روعهأي ذهب عنه خوفه. قال الأزهري: كل من لقيته من أهل اللغة يقوله بفتح الراء إلا ما أخبرني به المنذري عن أبي الهيثم بضم الراء. قال: ومعناه خرج الروع من قلبه. قال: والروح في الروع كالفرخ في البيضة "قلت" بعض هذا قد مضى في باب الفاء، فإذا قيل: أفرخ روعه أو روعه، جاء أن يكون على مذهب الدعاء وعلى معنى الخبر أيضاً. فإذا قلت: قد أفرخ. لا يصلح أن يكون للدعاء.قرب طبويروى: قرب طباً. وهو مثل: نعم رجلاً. وأصل المثل، فيما يقال: أن رجلاً تزوج امرأة، فلما أهديت إليه، وقعد منها مقعد الرجال من النساء قال لها: أبكر أنت أم ثيب? فقالت: قرب طب. ويقال أيضاً في هذا المعنى: أنت على المجرب. أي على التجربة. وعلى، من صلة الإشراف، أي مشرف عليه قريب منه ومن علمه.قد صرحت بجلذانهو حمى قريب من الطائف، لين مستو كالراحة، لا خمر فيه يتوارى به. يضرب للأمر الواضح البين الذي لا يخفى على أحد. وقد مر ما ذكر فيه من الخلاف.قد بين الصبح لذي عينينبين هنا بمعنى تبين. يضرب للأمر يظهر كل الظهور.قد سيل به وهو لا يدريويقال أيضاً: قد سال به السيل. يضرب لمن وقع في شدة.اقدح بدفلى في مرخ ثم شد بعد أو أرخقال المازني: أكثر الشجر ناراً المرخ ثم العفار ثم الدفلى. قال الأحمر: يقال هذا إذا حملت رجلاً فاحشاً على رجل فاحش فلم يلبثا أن يقع بينهما شر. وقال ابن الأعرابي: يضرب للكريم الذي لا يحتاج أن تكده وتلح عليه.القيد والرتعةقال المفضل: أول من قال ذلك عمرو بن الصعق بن خويلد بن نفيل ابن عمرو بن كلاب، وكانت شاكر من همدان أسروه فأحسنوا إليه وروحوا عنه، وقد كان يوم فارق قومه نحيفاً، فهرب من شاكر، فبينما هو بقيء من الأرض إذ اصطاد أرنباً فاشتواها، فلما بدأ يأكل منها أقبل ذئب فأقعى غير بعيد فنبذ إليه من شوائه فولى به، فقال عمرو عند ذلك:
قد أنصف القارة من راماهاالقارة، قبيلة، وهم عضل والديش، ابنا الهون بن خزيمة، وإنما سموا قارة لاجتماعهم والتفافهم لما أراد الشداخ أن يفرقهم في بني كنانة فقال شاعرهم:
نرد أولاها على أخراها |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
ثم انتزع له بسهم فشك به فؤاده. قال أبو عبيد: أصل القارة الأكمة وجمعها قور. قال ابن واقد: وإنما قيل: انصف القارة من راماها. في حرب كانت بين قريش وبين بكر بن عبد مناف بن كنانة قال: وكانت القارة مع قريش، وهم قوم رماة، فلما التقى الفريقان رماهم الآخرون فقيل: قد أنصفهم هؤلاء إذا ساووهم في العمل الذي هو شأنهم وصناعتهم. وفي بعض الآثار: ألا أخبركم بأعدل الناس. قيل: بلى. قال: من أنصف من نفسه. وفي بعضها أيضاً: أشد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك، والمواساة بالمال، وذكر الله تعالى على كل حال. قبل الرماء تملأ الكنائنقال رؤبة: قبل الرماء يملأ الجفير. أي تؤخذ أهبة الأمر قبل وقوعه.قلب له ظهر المجنيضرب لمن كان لصاحبه على مودة ورعاية ثم حال عن العهد. كتب أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه إلى ابن عباس رضي الله عنه حين أخذ من مال البصرة ما أخذ: إني شركتك في أمانتي ولم يكن رجل من أهلي أوثق منك في نفسي، فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب، والعدو قد حرب، قلبت لابن عمك ظهر المجن لفراقه مع المفارقين وخذله مع الخاذلين، واختطفت ما قدرت عليه من أموال الأمة اختطاف الذئب الأزل رابية المعزى، أصح رويداً فكأن قد بلغت المدى وعرضت عليك أعمالك بالمحل الذي ينادي به المغتر ويتمنى المضيع التوبة والظالم الرجعة.قبل الرمي يراش السهميضرب في تهيئة الآلة قبل الحاجة إليها. وهو مثل قولهم: قبل الرماء تملأ الكنائن.قد ركب ردعهيقال: به ردع من زعفران أو دم، أي لطخ وأثر. ثم يقال للقتيل: ركب ردعه إذا خر لوجهه على دمع. ويقال: معنى ركب ردعه، أي دخل عنقه في جوفه، من قولهم: ارتدع السهم إذا رجع نصله في سنخه.قد ألقى عصاهإذا استقر من سفر أو غيره. قال جرير:
قشرت له العصايضرب في خلوص الود، أي أظهرت له ما كان في نفسي. ويقال: اقشر له العصا، أي كاشفه وأظهر له العداوة.قتل ما نفس مخيرهاما، صلة. ومخيرها، تخييرها. قال عطاء بن مصعب: معناه أنه كان بين رجلين مال فاقتسما فقال أحدهما لصاحبه: اختر أي القسمين شئت. فجعل ينظر إلى هذا القسم مرة وإلى هذا أخرى فيرى كل واحد جيداً فيقول صاحبه: قتل ما نفس مخيرها. أي قتلت نفسك حين خيرتك. يوضع في الشره والجشع. ويروى: قتل نفساً مخيرها. أي إذا جعلت الحكم إلى من تسأله الحاجة حمل لك على نفسه.قد علقت دلوك دلو أخرىأصله أن الرجل يدلي دلوه للاستقاء فيرسل آخراً دلوه أيضاً فتتعلق بالأولى حتى تمنع صاحبها أن يستقي. يضرب في الحاجة تطلب فيحول دونها حائل، أي قد دخل في أمرك داخل.قد نهيتك عن شربة بالوشلالوشل، الماء القليل. أي قد نهيتك عن سؤال اللئيمقل خيسهقال أبو عمرو: الخيس، اللبن. يقال في الدعاء على الإنسان: قلل الله خيسه، أي لبنه.قد قيل ذلك إن حقاً وإن كذباً |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قالوا: إن أول من قال ذلك اللنعمان بن المنذر اللخمي للربيع بن زياد العبسي، وكان له صديقاً ونديماً، وأن عامراً ملاعب الأسنة، وعوف ابن الأحوص، وسهيل بن مالك، ولبيد بن ربيعة، وشماساً الفزاري، وقلابة الأسدي، قدموا على النعمان وخلفوا لبيداً يرعى إبلهم، وكان أحدثهم سناً، وجعلوا يغدرون إلى النعمان ويروحون، فأكرمهم وأحسن نزلهم، غير أن الربيع كان أعظم عنده قدراً، فبينما هم ذات يوم عند النعمان إذ رجز بهم الربيع وعابهم وذكرهم بأقبح ما قدر عليه، فلما سمع القوم ذلك انصرفوا إلى رحالهم وكل إنسان منهم مقبل على بثه، وروح لبيد الشول فلما رأى أصحابه وما بهم من الكآبة سألهم: ما لكم? فكتموه فقال لهم: والله لا أحفظ لكم متاعاً، ولا أسرح لكم إبلاً أو تخبروني بالذي كنتم فيه. وإنما كتموا عنه لأن أم لبيد امرأة من بني عبس، وكانت يتيمة في حجر الربيع. فقالوا: خالك قد غلبنا على الملك وصد بوجهه عنا. فقال لبيد: هل فيكم من يكفيني الإبل وتدخلونني على النعمان معكم، فواللات والعزى لأدعنه لا ينظر إليه أبداً. فخلفوا في إبلهم قلابة الأسدي وقالوا للبيد: أو عندك خير? قال سترون. قالوا: إنا نبلوك في هذه البقلة، لبقلة بين أيديهم دقيقة الأغصان قليل الأوراق لاصقة بالأرض تدعى التربة، صفها لنا واشتمها. فقال: هذه التربة التي لا تذكي ناراً ولا تؤهل داراً ولا تسر جاراً، عودها ضئيل وفرعها كليل وخيرها قليل، شر البقول مرعى وأقصرها فرعاً فتعساً لها وجدعاً، ألقوا بي أخا عبس أرده عنكم بتعس وأدعه من أمره في لبس. قالوا: نصبح فنرى رأينا. فقال لهم عامر: انظروا هذا الغلام فإن رأيتموه نائماً فليس أمره بشيء إنما يتكلم بما جاء على لسانه ويهذي بما يهجس في خاطره، وإن رأيتموه ساهراً فهو صاحبكم. فرمقوه فرأوه قد ركب رحلاً حتى أصبح، فخرج القوم وهو معهم حتى دخلوا على النعمان وهو يتغدى والربيع يأكل معه فقال لبيد: أبيت اللعن، أتأذن لي في الكلام. فأذن له فأنشأ يقول:
قد اتخذ الباطل دغلاًالدغل، أصله الشجر الملتف، أي قد اتخذ الباطل مأوى يأوي إليه، أي لا يخلو منه. يضرب لمن جعل الباطل مطية لنفسه.قد أحزم لو أعزمأي إن عزمت الرأي فأمضيته فأنا حازم، وإن تركت الصواب وأنا أراه وضيعت العزم لم ينفعني حزمي، كما قال سعد بن ناشب المازني: |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قد بلغ منه البلغينأي، الداهية. قالت عائشة لعلي رضي الله عنهما يوم الجمل حين أخذت. قد بلغت منا البلغين. ويراد بالجمع على هذه الصيغة الدواهي العظام، وأصله من البلوغ، أي داهية بلغت النهاية في الشر.قد ألنا وإيل عليناالإيالة، السياسة. أي قد سسنا وساسنا غيرنا. وهذا المثل يروى أن زياداً قاله في خطبته.قد حمي الوطيسقال الأصمعي وغيره: الوطيس، حجارة مدورة فإذا حميت لم يمكن أحد أن يطأ عليها. يضرب للأمر إذا اشتد. ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم رفعت له أرض مؤتة فرأى معترك القوم فقال: الآن حمي الوطيس. أي اشتد الأمر.قد تقطع الدوية النابالدو والدوية، المفازة. والناب، الناقة المسنة. يضرب للشيخ فيه بقية.اقتلوني ومالكاًأول من قال ذلك عبد الله بن الزبير، وذلك أنه عانق الأشتر النخعي فسقطا عن جواديهما إلى الأرض، واسم الأشتر مالك، فنادى عبد الله بن الزبير:
قد كان ذلك مرة فاليوم لاأول من قال ذلك فاطمة بنت مر الخثعمية، وكانت قد قرأت الكتب، فأقبل عبد المطلب ومعه ابنه عبد الله يريد أن يزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، فمر على فاطمة وهي بمكة، فرأت النبوة في وجه عبد الله فقالت له: من أنت يا فتى? قال: أنا عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم. فقالت: هل لك أن تقع عليك وأعطيك مائة من الإبل? فقال:
قصيرة عن طويلةقال ابن الأعرابي: القصيرة التمرة. والطويلة النخلة. يضرب لاختصار الكلام.قمقم اله عصبهيقال في الدعاء على الإنسان. قال ابن الأعرابي وغيره: معناه جمع الله تعالى بعضه إلى بعض وقبض عصبه. مأخوذ من القمقام، وهو الجيش يجمع من ههنا وهاهنا حتى يعظم.القوم طبونويروى: ما أطبون، أي ما أبصرهم. يقال: رجل طب، أي عالم حاذق. وما أطبهم، أي ما أحذقهم. فأما رواية من روى ما أطبون فلا أعلم لها وجهاً إلا أن يقال رجل طب وأطب كما يقال خشن وأخشن ووجل وأوجل ووجر وأوجر. وما، صلة، فيكون كقوله: القوم طبون.القول ما قالت حذامأي، القول السديد المعتد به ما قالته وإلا فالصدق والكذب يستويان في أن كلاً منهما قول. يضرب في التصديق. قال ابن الكلبي: أن المثل للجيم بن صعب والد حنيفة وعجل، وكانت حذام امرأته، فقال فيها زوجها لجيم:
قد أسمعت لو ناديت حياًيضرب لمن يوعظ فلا يقبل ولا يفهمقاتل نفس مخيلها |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
التخييل، التشبيه. يقال فلان يمضي على المخيل، أي على غرر من غير يقين. وعلى ما خيلت أي على شبهة، والتاء للخطة، أي يمضي على الخطة التي خيلت له أو إليه. يضرب لمن يطمع فيما لا يكون. ويروى: قاتل نفس مخيلتها، أي خيلاؤها. يضرب في ذم التكبر. قبلك ما جاء الخبرأصله أن رجلاً أكل محروتاً، وهو أصل الانجذان، فبات تخرج منه رياح منتنة فتأذى به أهله، فلما أصبح أخبرهم أنه أكل محروتاً فقالوا: قبلك ما جاء الخبر. أي قبل إخبارك جاء الخبر. وما، صلة.قبل حساس الأيساريقال: حسست اللحم وحسحسته إذا ألقيته على الجمر. والأيسار، أصحاب الجزور في الميسر، والواحد يسر. يضرب في تعجيل الأمر. يقال: لأفعلن كذا قبل حساس الأيسار. وذلك أنهم كانوا يستعجلون نصب القدور.قرن الحرمان بالحياء وقرنت الخيبة بالهيبةهذا كقولهم: الحياء يمنع الرزق. وكقولهم: الهيبة خيبة.قرده حتى أمكنهأي خدعه حتى تمكن منه. وأصله نزع القراد من البعير الصعب حتى يتمكن من خطمه.قيد الإيمان الفتكيعني الغيلة، وهي القتل مكراً وفجأة. وهذا يروى عن النبي صلى الله علي وسلم.قد أصبحوا في مخض وطب خائرأي في باطل.أقلل طعامك تحمد منامكأي أن كثرته تورث الآلام المسهرة.قد أخطأ نوأهيضرب لمن رجع عن حاجته بالخيبة. والنوء، النهوض والسقوط، وهو واحد أنواء النجوم التي كانت العرب تقول: مطرنا بنوء كذا، أي بطلوع النجم أو بسقوطه، على اختلاف بين أهل اللغة فيه.اقشعرت منه الذوائبويقال الدوائر، وهما لا يقشعران إلا عند اشتداد الخوف. والدوائر، جمع دائرة، وهي حيث اجتمع الشعر من جنب الفرس وصدره. ويقال: قد قف شعره من كذا إذا قام من الفزع. يضرب مثلاً للجبان.أقصته شعوبهي اسم للمنية معرفة لا تدخلها الألف واللام، أي تبعته داهية ثم نجا. قال الفراء: يقال قصه الموت وأقصه أي دنا منه.أقصر لما أبصرأي أمسك عن الطلب لما رأى سوء العاقبة.قيل لشحم أين تذهب قال أقوم المعوجيعني أن السمن يستر العيوب. يضرب للئيم يستغني فيبجل ويعظم.قد هلك القيد وأودى المفتاحيضرب للأمر الذي يفوت فلا يمكنقد أصبحوا في مخض وطب خائرأي في باطل.أقلل طعامك تحمد منامكأي أن كثرته تورث الآلام المسهرة.قد أخطأ نوأهيضرب لمن رجع عن حاجته بالخيبة. والنوء، النهوض والسقوط، وهو واحد أنواء النجوم التي كانت العرب تقول: مطرنا بنوء كذا، أي بطلوع النجم أو بسقوطه، على اختلاف بين أهل اللغة فيه.اقشعرت منه الذوائبويقال الدوائر، وهما لا يقشعران إلا عند اشتداد الخوف. والدوائر، جمع دائرة، وهي حيث اجتمع الشعر من جنب الفرس وصدره. ويقال: قد قف شعره من كذا إذا قام من الفزع. يضرب مثلاً للجبان.أقصته شعوبهي اسم للمنية معرفة لا تدخلها الألف واللام، أي تبعته داهية ثم نجا. قال الفراء: يقال قصه الموت وأقصه أي دنا منه.أقصر لما أبصرأي أمسك عن الطلب لما رأى سوء العاقبة.قيل لشحم أين تذهب قال أقوم المعوجيعني أن السمن يستر العيوب. يضرب للئيم يستغني فيبجل ويعظم.قد هلك القيد وأودى المفتاحيضرب للأمر الذي يفوت فلا يمكن إدراكه لأنه إذا ذهب القيد لم يجد المفتاح ما يفتحه.الانقباض عن الناس مكسبة للعداوةوإفراط الأنس مكسبة لقرناء السوءقاله أكثم بن صيفي. قال أبو عبيد: يريد أن الاقتصار في الأمور أدنى إلى السلامة. يضرب في توسط الأمور بين الغلو والتقصير كما قال الشاعر:
أقصدي تصيدييضرب في الحث على الطلب.قتل أرضاً عالمهاأصل القتل التذليل. يقال: قتلت الخمر إذا مزجتها بالماء قال:
قتلت أرض جاهلها |
|||||||||||||
|
|
||||||||||
يضرب لمن يباشر أمراً لا علم له به، وأما قولهم: قتل فلان فلاناً، فهو من القتال وهو الجسم فكأنه ضربه وأصاب قتاله كما يقال، بطنه إذا أصاب بطنه، وأنفه إذا ضرب على أنفه، وكذلك صدره ورأسه وفخذه، وهذا قياس، قال ذو الرمة، في أن القتال هو الجسم:
قد ترهيأ القومإذا اضطرب عليهم أمرهم وزأيهم قال أبو عبيدة: ترهيأ الرجل في أمره، إذا هم به ثم أمسك وهو يريد أن يفعله، وأصل قولهم، ترهيأ الجمل، هو أن يكون أحد العدلين أثقل من الآخر، وإذا كان كذلك، ظهر اضطرابها فصار مثلاً لفقد الاستقامة.قد يؤتى على يدي الحريصيقال، أتى عليه، إذا أهلكه، واليد، عبارة عن التصرف لأن أكثر تصرف الإنسان بها كأنه قيل، أتت المقادير على يديه فمنعته عن المقصود، ويجوز أن تكون اليد صلة فيكون قد يؤتى على الحريص أي قد يهلك الحريص. يضرب، للرجل يوقع نفسه في الشر حرصاً وشرهاً.قد كالن يشرق بالريقيضرب، لمن اشرف على الهلكة ثم نجا ولمن لا يقدر على الكلام من الرعب.قد يؤخذ الجار بذنب الجارمثل إسلامي في شعر الحكمى.قول الحق لم يدع لي صديقاًيروى عن أبي ذر، رضي الله تعالى عنه.قد يمتطي الصعب بعد ما رمحهذا قريب من قولهم، الضجور قد تحلب العلبة.قامة تنمي وعقل يحريالنماء، الزيادة، يقال: نما ينمو وينمي والحرى النقصان يقال: حرى يحري. قال أبو نخيلة:
قد يدرك المبطئ من حظههذا ضد قولهم، وآخرها أقلها شرباً.قرن الظهر للمر شاغلأقران الظهر، الذين يجيئون من وراء ظهرك في الحرب.قد كنت قبلك مقرورةتزعم العرب، أن الضبع رأت ناراً من مكان بعيد فقابلتها وأقعت فعل المصطلي وقالت: قد كنت قبلك مقرورة. يضرب، لمن يسر بما لا يناله منه خير.قد ركب السيل الدرجأي طريقه المعهود، يضرب للذي يأتي الأمر على عهد، ويروى، قد علم السيل الدرج أي علم وجهه الذي يمر فيه ويمضي.قد طرقت ببكرها أم طبقالتطريق، أن ينشب الولد في البطن فلا يسهل خروجه، والبكر أول ما يولد، وأم طبق، السلحفاة وهي اسم للداهية. يضرب، للأمر لا مخلص منه، ويروى، طرقت بالتخفيف من قولهم، طرقته إذا أتيته ليلاً، يعني أتت الداهية ليلاً بأمر لم يعهد مثله صعوبة.قيل للبغل من أبو قال الفرس خالي.يضرب للمخلط.قد عرفتني سيرتي وأطتيضرب لمن يشفق ويعطف عليك.قد فك وفرجيقال، فك الرجل يفك فكوكاً، فهو فاك، إذ استرخى فكه هرماً وكذلك فرج من قولهم، قوس فارج وفريج إذا بان وترها عن كبدها، ويروى فرج وفرج. يضرب للشيخ قد استرخى لحياه هرماً.قد وقع بينهم حرب داحس والغبراء |
||||||||||
|
|
||||||||||||||||
قال المفضل: داحس فرس قيس بن زهير بن جذيمة العبسي والغبراء فرس حذيفة بن بدر الفزاري وكان يقال لحذيفة، هذا رب معد في الجاهلية. وكان من حديثهما، أن رجلاً من بني عبس يقال له قرواش بن هنى، كان يباري حمل بن بدر أخا حذيفة في داحس والغبراء، فقال حمل: الغبراء أجود. وقال قرواش: داحس أجود، فتراهنا عليهما عشراً في عشر، فأتى قرواش قيس بن زهير فأخبره فقال له قيس: راهن من أحببت وجنبني بني بدر فإنهم قوم يظلمون لقدرتهم على الناس في أنفسهم وأنا نكد أباء. فقال قرواش: إني قد أوجبت الرهان. فقال قيس: ويلك ما أردت إلا أشأم أهل بيت والله لتشغلن عليناً شراً. ثم إن قيساً أتى حمل بن بدر فقال: إني قد أتيتك لأواضعك الرهان عن صاحبي، فقال: لا أواضعك أو تجيء بالعشر فإن أخذتها أخذت سبقي وإن تركتها رددت حقاً قد عرفته لي وعرفته لنفسي فاحفظ قيساً فقال: هي عشرون. قال حمل: هي ثلاثون فتلاجا وتزايدا حتى بلغ به قيس مائة ووضع السبق على يدي غلاق أو ابن غلاق أحد بني ثعلبة بن سعد، ثم قال قيس: وأخيرك بين ثلاث، فإن بدأت فاخترت فلي منه خصلتان، قال حمال: فابدأ. قال قيس: فإن الغاية مائة غلوة وإليك المضمار ومنتهى الميطان أي حيث يوطن الخيل للسبق، قال: فخرج لهم رجل من محارب فقال: وقع البأس بين ابني بغيض. فضمروهما أربعين ليلة ثم استقبل الذي ذرع الغاية بينهما من ذات الأصاد وهي ردهة وسط هضب القليب فانتهى الذرع إلى مكان ليس له اسم فقادوا الفرسين إلى الغاية وقد عطشوهما وجعلوا السابق الذي يرد ذات الأصاد وهي ملأى من الماء ولم يكن ثم قصبة ولا غيرها. ووضع حمل حيساً في دلاء وجعله في شعب من شعاب هضب القليب على طريق الفرسين فسمى ذلك الشعب شعب الحيس لهذا. وكمن معه فتيان فيهم رجل يقال له زهير بن عبد عمرو وأمرهم أن جاء داحس سابقً أن يردوا وجهه عن الغاية وأرسلوهما من منتهى الذرع فلما طلعا قال حمل: سبقتك يا قيس، فقال قيس: بعد اطلاع إيناس، فذهبت مثلاً، ثم أجدا فقال حمل: سبقتك يا قيس، فقال: رويداً يعددون الجدد أي يتعدينه إلى الوعث والخبار، فذهبت مثلاً. فلما دنوا وقد برز داحس قال قيس: جري المذكيات غلاب ويقال غلاء كما يتغالى بالنبل، فذهب مثلاً. فلما دنا من الفتية وثب زهير فلطم وجه داحس فرده عن الغاية ففي ذلك يقول قيس بن زهير.:
|
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
فأتت بنو جذيمة حذيفة فقالت بنو مالك بن زهير لمالك بن حذيفة: ردوا علينا مالنا. فأشار سنان بن أبي حارثة المزني على حذيفة أن لا يرد أولادها معها وأن يرد المائة بأعيانها، فقال حذيفة: أرد الإبل بأعيانها ولا أرد النسل، فأبوا أن يقبلوا ذلك فقال قيس بن زهير:
أفبعد مقتل مالك بن زهير ترجو النساء عواقب الأطهارفأتت رعية قيساً فأخبرته خبر الربيع فقال: أنت حرة فأعتقها، وقال: وثقت بأني منصور، وقال قيس:
يوم ذي حسىثم إن بني ذبيان تجمعوا لما أصاب بنو عبس منهم من أصابوا فغزوا ورئيسهم حذيفة بن بدر بني عبس وحلفاءهم بني عبد الله بن غطفان ورئيسهم الربيع بن زياد فتوافوا بذي حسى وهو وادي الهباءة في أعلاه فهزمت بنو عبس وأتبعتهم بنو ذبيان حتى لحقوهم بالمغيقة ويقال بعيقة فقال التغاني: أو تقيدونا? فأشار قيس على الربيع بن زياد أن يماركهم وخاف إن قاتلوهم أن لا يقوموا لهم وقال: إنهم ليسوا في كل حين يتجمعون وحذيفة لا يستنفر أحداً لاقتداره وعلوه ولكن نعطيهم رهائن من أبنائنا فتدفع حدهم عنا فإنهم لن يقتلوا الولدان ولن يصلوا إلى ذلك منهم مع الذين نضعهم على يديهم وإن هم قتلوا الصبيان فهو أهون من قتل الآباء وكان رأي الربيع مناجزتهم فقال: يا قيس أتنفخ سحرك وملأ جمعهم صدرك? وقال الربيع:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
وقال قيس: يا بني ذبيان، خذوا منا رهائن ما تطلبون ونرضاكم إلى أن تنظروا في هذا، فقد ادعيتم ما نعلم وما لا نعلم ودعونا حتى نتبين دعواكم ولا تعجلوا إلى الحرب فليس كل كثير غالباً، وضعوا الرهائن عند من ترضون به ونرضى به. فقبلوا ذلك وتراضوا أن تكون الرهائن عند سبيع بن عمرو الثعلبي فدفعوا إليه عدة من صبيانهم، وتكاف الناس فمكثوا عند سبيع حتى حضره الموت فقال لابنه مالك: إن عندك مكرمة لن تبيد إن احتفظت بهؤلاء الأغيلة وكأني بك لو قدمت أتاك أخاً لك حذيفة، وكانت أم مالك أخت حذيفة يعصر عينيه ويقول: هلك سيدنا ذم يخدعك عنهم حتى تدفعهم إليه فيقتلهم ثم لا تشرف بعدها أبداً فإن خفت ذلك فاذهب به إلى قومهم. فلما ثقل سبيع جعل حذيفة يبكي ويقول: هلك سيدنا فلما هلك طاف بمالك وعظمه ثم قال: أنا خالك وأسن منك فادفع إلي هؤلاء الصبيان يكونون عندي إلى أن ننظر في أمرنا فإنه قبيح أن تملك علي شيئاً، ولم يزل به حتى دفعهم غليه فلما صاروا عنده أتى بهم اليعمرية وهو ماء بواد من بطن نخل وأحر أهل الذين قتلوا، فجعل يبرز كل غلام منهم فينصبه غرضاً ويقول له: ناد أباك، فينادي أباه، فلم يزل يرميه حتى يخرقه فإن مات من يومه ذاك وإلا تركه إلى الغد ثم فعل به مثل ذلك حتى يموت، فلما بلغ ذلك بني عبس أتوهم باليعمرية فقتلت بنو عبس من بني ذبيان اثني عشر رجلاً منهم مالك ويزيد ابنا سبيع وعركي بن عميرة وقال عنترة في قتل عركي:
يوم الهباءةثم إنهم تجمعوا فالتقوا إلى جفر الهباءة في يوم قائظ فاقتتلوا من بكرة حتى انتصف النهار وحجز الحر بينهم، وكان حذيفة يحرق ركوب الخيل فخذيه، وكان ذا خفض فلما تحاجروا أقبل حذيفة ومن كان معه إلى جفر الهباءة ليبتردوا فيه فقال قيس لأصحابه: إن حذيفة رجل محرق الخيل ناره وإنه مستنقع الآن في جفر الهباءة هو وأخوته فاتبعوهم. فنهضوا وأتوهم ونظر حصن بن حذيفة إلى الخيل، ويقال عيينة ابن حصن، فبعل وانحدر في الجفر فقال حمل بن بدر: من أبغض الناس إليكم أن يقف على رؤوسكم? قالوا: قيس والربيع قال: فهذا قيس قد جاءكم. فلم ينتقض كلامه حتى وقف قيس وأصحابه على شفير الجفر وقيس يقول: لبيكم لبيكم، يعني الصبية وفي الجفر حذيفة ومالك وحمل بن بدر فقال حمل: نشدتك الرحم يا قيس، فقال قيس: لبيكم لبيكم. فعرف حذيفة أن لن يدعهم فنهر حملاً وقال: إياك والمأثور في الكلام، وقال حذيفة: بنو مالك بمالك وبنو حمل بذي الصبية ونرد السبق، قال قيس: لبيكم لبيكم. قال حذيفة: لئن قتلتني لا تصطلح غطفان أبداً، قال قيس: أبعدك الله، قتلك خير لغطفان، سيربع على قدره كل سيد ظلوم، وجاء قرواش بن هنى من خلف حذيفة فقال له بعض أصحابه: احذر قرواشاً، وكان قد رباه، فظن أنه سيشكر ذاك له قال: خلوا بين قرواش وظهري فنزع له قرواش بمعبلة فقصهم بها صلبه وابتدره الحرث ابن زهير وعمرو بن الأسلع فضرباه بسيفيهما حتى ذففا عليه، وأخذ الحرث ابن زهير سيف حذيفة ذي النون ويقال أنه كان سيف مالك بن زهير أخذه حذيفة يوم قتل مالك، ومثلوا بحذيفة، فقطعوا مذاكيره فجعلوها في فمه وجعلوا لسانه في استه ورمى جنيدب بن زيد مالك بن بدر بسهم فقتله، وكان نذر ليقتلن بابنه رجلاً من بني بدر، فأحل به نذره وقتل مالك ابن الأسلع الحرث بن عوف بن بدر بابنه واستصغروا عيينة بن حصن فخلوا سبيله وقتل الربيع بن زياد حمل بن بدر فقال قيس بن زهير يرثيه:
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يوم الفروقفلما أصيب يوم الهباءة استعظمت غطفان قتل حذيفة وكبر ذلك عندها، فتجمعوان وعرفت بنو عبس، أن لا مقام لهم بأرض غطفان، فخرجت متوجهة نحو اليمامة يطلبون أخوالهم، وكانت عبلة بنت الدؤل بن حنيفة أم رواحة فأتوا قتادة بن مسلمة فنزلوا اليمامة زميناً، فمر قيس ذات يوم مع قتادة فرأى قحفاً فضربه برجله وقال: كم من ضيم قد اقررت به مخافة هذا المصرع، ثم لم تنشل منه، فلما سمعها قتداة كرهها وأوجس منه فقال: ارتحلوا عنا، فارتحلوا حتى نزلوا هجر ببني سعد بن زيد مناة بن تميم فمكثوا فيهم زميناً، ثم أن بني سعد أتوا الجون ملك هجر فقالوا له: هل لك في مهرة شوهاء وناقة حمراء وفتاة عذراء? قال: نعم. قالوا: بنو عبس غارون تغير عليهم مع جندك وتسهم لنا من غنائمهم? فأجابهم: وفي بنس عبس امرأة من سعد ناكح فيهم فأتاها أهلها ليضموها وأخبروها الخبر فأخبرت به زوجها فأتى قيساً فأخبره فأجمعوا على أن يرحلوا الظعائن وما قوى من الأموال من أول الليل ويتركوا النار في الرثة فلا يستنكر ظعنهم عن منزلهم وتقدم الفرسان إلى الفروق فوقفوا دون الظعن وبين الفروق وسوق هجر نصف يوم فإن تبعوها قاتلوهم وشغلوهم حتى تعجل الظعن، ففعلت ذلك وأغارت جنود الملك مع بني سعد في وجه الصبح فوجدوا الظعن قد أسرين ليلتهن ووجدوا المنزل خلاء فاتبعوا القوم حتى انتهوا إلى الخيل بالفروق، فقاتلوهم حتى خلوا سربهم، فمضوا حتى لحقوا بالظعن، فساروا ثلاثة أيام ولياليهن حتى قالت بنت قيس لقيس: يا أبت أتسير الأرض? فعلم أن قد جهدن فقال: أنيخوا فأناخوا ثم ارتجل. وفي ذلك يقول عنترة:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
فلما بلغ قيساً قال: ما له، قاتله الله، أفسد علينا حلفنا، فخرجوا حتى أتوا بني جعفر بن كلاب فقالوا: نكره أن تتسامع العرب أنا حالفناكم بعد الذي كان بينها وبينكم، ولكنهم حلفاء بني كلاب فكانوا فيهم حتى كان يوم جبلة فتهايجوا في شأن ابن الجون قتله رجل من بني عبس بعدما كان أعتقه عوف بن الأحوص فقال عوف: يا بني جعفر إن بني عبس أدنى عدوكم إليكم إنما يجمعون كراعهم ويحدون سلاحهم ويأسون قروحهم فأطيعوني وشدوا عليهم قبل أن يندملوا وقال:
يوم شعواءثم إن بني ذبيان غزوا بني عامر وفيهم بنو عبس في يوم شعواء وفي يوم آخر فأسر طلحة بن سنان قرواش بن هنى فنسبه فكنى عن نفسه فقال: أنا ثور بن عاصم البكائي فخرج به إلى أله فلما انتهى إلى أدنى البيوت عرفته امرأة من أشجع أمها عبسية كانت تحت رجل من فزارة فقالت لزوجها: إن أرى أبا شريح? قال: ومن أبو شريح? قالت: قرواش بن هنى أبو الأضياف مع طلحة بن سنان قال: ومن أين تعرفينه? قالت: يتمت أنا وهو من أبوينا فربانا حذيفة في أيتام غطفان. فخرج زوجها حتى أتى خزيم بن سنان فقال: أخبرتني امرأتي أن أسير طلحة أخيك قرواش بن هنى، فأتى خزيم طلحة فأخبره فقال: لا تغرني على أسيري لتسلبه مني قال خهزيم: لم أرد ذلك ولكن امرأة فلان عرفته فاسمع كلامها فأتوها فقال طلحة: ما علمك أنه قرواش? قالت: هو هو وبه شامة في موضع كذا، فرجعوا إليه ففتشوه فوجدوا الذي ذكرت. قال قرواش: من عرفني? قالوا: فلانة الأشجعية وأمها عبسية قال: رب شر حملته عبسية. فذهبت مثلاً. ودفع إلى حصن فقتله فقال النابغة الذبياني:
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
فلما ودت عبس أخا حنبص خرجت حتى نزلت بالحرث بن عوف ابن أبي حارثة وهو عند حصن بن حذيفة جاء بعد ساعة من الليل فقيل: هؤلاء أضيافك ينتظرونك، قال: ب أنا ضيفهم، فحياهم وهش إليهم وقال: من القوم? قالوا: إخوانك بنو عبس وذكروا ما لقوا فأقروا بالذنب فقال: نعم وكرامة لكم أكلم حصناً فرجع إليه فقيل لحصن: هذا أبو أسماء قال: ما رده إلا أمر، فدخل الحرث فقال: طرقت في حاجة يا أبا قيس قال: أعطيتها. قال بنو عبس: وجدت وفودهم في منزلي. قال حصن: صالحوا قومكم أما أنا فلا أدي ولا أتدي قد قتلت آبائيوعمومتي عشرين من بني عبس فما أدركت دماءهم. ويقال: انطلق الربيع ويس إلى يزيد بن سنان ابن أبي حارثة وكان فارس بني ذبيان فقالا: أنعم ظلاماً أبا ضمرة قال: نعم ظلامكما فمن أنتما? قالا: الربيع وقيس قال: مرحباً. قالا: أردنا أن تأتي أباك فتعيننا عليه لعله يلم الشعث ويرأب الصدع، فانطلق معهما فقال مرحباً قد آن للأحلام أن تثوب وللأرحام أن تتقى، إني لا أقدر على ذلك إلا بحصن بن حذيفة وهو سيد حليم فائتوه، فأتوا حصناً فقال: من القوم? قالوا: ركبان الموت، فعرفهم قال: بل ركبان السلم مرحباً بكم، إن تكونوا اختللتم إلى قومكم لقد اختل قومكم إليكم، ثم خرج معهم حتى أتوا سناناً فقال له حصن: قم بأمر عشيرتك وارأب بينهم فإني سأعينك، فاجتمعت بنو مرة فكان أول من سعى في الحمالة حرملة بن الأشعر ثم مات فسعى فيها ابنه هاشم بن حرملة الذي يقول فيه القائل:
يوم قطنولما حمل الحاملات وتراضى أبناء بغيض اجتمعت عبس وذبيان بقطن وهو من الشرية، فخرج حصين بن ضمضم يخلي فرسه وهو آخذ بمرسنها فقال الربيع بن زياد: ما لي عهد بحصين بن ضمضم مذ عشرين سنة وإني لأحسبه هذا، قم يا بيحان فأذن منه وناطقه فإن في لسانه حبسة، فقام يكلمه فجعل حصين يدنو منه فلا يكلمه حتى إذا أمكنه جال في متن فرسيه ثم وجهها نحوه فلحقه قبل أن يأتي القوم فقتله بأبيه ضمضم وكان عنترة قتله وكان حصين آلى أن لا يمس رأسه غسل حتى يقتله بأبيه بيحان، فانحازت عبس وحلفاؤها وقالوا لا نصالحكم ما بل بحر صوفة وقد غردت بنا بنو مرة، وتناهض الحيان ونادى الربيع بن زياد: من يبارز? فقال سنان، وكان يومئذ واجداً على ابنه يزيد: ادعوا لي ابني فأتاه هرم بن سنان فقال: لا، فأتاه خارجة فقال: لا، وكان يزيد يحزم فرسه ويقول إن أبا ضمرة غير غافل، ثم أتاه فبرز للربيع وسفرت بينهم السفراء فأتى خارجة ابن سنان أبا بيحان فدفعه إليه وقال: هذا وفاء من ابنك، قال: اللهم نعم، فكان عنده أياماً ثم حمل خارجة لأبي بيحان مائتي بعير فأدى مائة وحط عنه الإسلام مائة فاصطلحوا وتعاقدوا، وفي ذلك يقول خارجة ابن سنان:
قد ونى طرفاهيضرب للذي ذل وضعف عن أن يتم له أمر، قال ابن السكيت قال النجاشي:
قدت سيوره من أديمكقال أبو الهيثم: إذا كانت السيور مقدودة من أديمين اختلفت فإذا فسدت من أديم واحد لم تكد تفاوت. قال الشاعر:وقدت من أديمهم سيورييضرب للشيئين يستويان في الشبه.أقر صامت |
|||||||||||||||||||
|
|
||||
يضرب للرجل يسأل عن شيء فيسكت. يعني، أقر من صمت عن الأمر فلم ينكره. وهذا كما يقال سكوتها رضاها. القر في بطون الإبلأي ذهاب القر، يريدون أن البرد يذهب عنهم إذا نتجت الإبل وإنما يتفرجون في الربيع لأن الإبل تنتج فيه ويصيبهم الهزال وسوء الحال في الشتاء.قريحة يصدى بها المقرحالقريحة، البئر أول ما تحفر ولا تسمى قريحة حتى يظهر ماؤها، والمقرح صاحبها، والصدى العطش. يضرب لمن يتعب في جمع المال ثم لا يحظى به.قرون بدن ما لها عقاءالبدن جمع بدن وهو الوعل المسن. والعقاء جمع عقوة وهي الطرف المحدد من القرن. يضرب لقوم اجتمعوا في أمر ولا رئيس لهم.قد ضاق عن شحمته الصفاقيقال للجلدة التي تضم اقتام البطن الصفاق. يضرب هذا لمن اتسع حاله وكثر ماله فعجز عن ضبطه، ولمن يعجز عن كتمان السر أيضاً.قمقامة حكت بجنب الباذلالقمقامة، الصغير من القردان، والباذل، من الإبل، ما دخل في السنة التاسعة وهو أقواها. يضرب للضيف الذليل يحتك بالقوي العزيز.أقرف عيناً والنجار مذهبالأقراف، مداناة الهجنة في الفرس، وفي الناس تكون الأم عربية والأب ليس كذلك. ونصب عيناً على التمييز. والنجار، الأصل. يضرب لمن طاب أصله وهو في نفسه خبيث القول والفعل. والمذهب الذي عليه الذهب. يعني أن أصله محلى وهو بخلاف ذلك.قرم معرى الجنب من سدادالقرم، الفحل من الإبل يقتنى للفحلة وذلك لكرمه يقول: هذا قرم سلم جنبه من الدبر لأنه لم يحمل عليه ولم يرحل فيقرح جنبه وظهره فيحتاج إلى السداد وهو الفتيلة ليسد بها المقروح والجمع الأسدة ومنه قول القلاح ابن حزن: ليس بجنبي أسدة الدرن. يعني أنه نقي مهذب. يضرب للسيد الكريم الطاهر الأخلاق.الأقوس الأحبى من ورائكيقال، الأقوس، الشديد الصلب. والأحبى، الأفعل من حبا يحبو حبواً وهذان من صفة الدهر لأنه يرصد أن يهجم على الإنسان كالحابي يحبو ليثب متى وجد فرصة. قلت: الأقوس المنحني الظهر وذلك لصلابة تكون في صلبه ولو قيل الشديد الصلب لكان ما أشرت إليه. ويجوز أن يقال الأقوس مقلوب من الأقسى يعني أن الدهر الأصلب الذي لا يبليه شيء والذي يحبو ليثب من ورائك أي أمامك. يضرب لمن يفعل فعلاً لا تؤمن بوائقه فهو يحذر بهذه اللفظة كما يقال الحساب أمامك.قد جانب الروض وأهوى للجرليقال، أهوى له أي قصده، والجرل، الحجارة وكذلك الجرول ومكان جول فيه حجارة. يضرب، لمن فارق الخير واختار الشر وهو كالمثل الآخر، تجنب روضة وأحال يعدو.أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهمأراد بذوي الهيئات، أصحاب المروآت ويروى ذوي الهنات بالنون جمع الهنة وهي الشيء الحقير. أي من قلت عثراته أو حقرت أقيلوها.استقدمت رحالتكالرحالة، سرج من جلود ليس في خشب كانوا يتخذونه للركض الشديد واستقدمت بمعنى تقدمت. يضرب للرجل يعجل إلى صاحبه بالشر.قد تؤذيني النار فكيف أصلى بهايضرب، لكل ما يكره الإنسان أن يراه أو يفعل إليه مثله.قالت النغلة لا أكون وحديالنغل، فساد الأديم. وأصله أن الضائنة ينتف صوفها وهي حية فإذا دبغوا جلدها لم يصلحه الدباغ لأنه قد نقل ما حواليه. يضرب، للرجل فيه خصلة سوء أي لا تنفرد هذه الخصلة بل تقترن بها خصال أخر.قد بلغ الشظاظ الوركينالشظاظ، عويد يجعل في عروة الجوالق، يضرب فيما جاوز الحد وهو كقولهم: قد بل السيل الزبى وجاوز الحزام الطبيين.قد أوضعت منذ ساعةالإيضاع الإسراع. يضرب لمن يستبطئ قضاء حاجته ولم تبطؤ بعد.قد تخرج الخمر من الضنينيضرب للبخيل يستخرج منه شيء.قد يمكن المهر بعد ما رمحيضرب لمن ذل بعد جماحه.قصارى المتمني الخيبةيقال، قصرك أن تفعل كذا وقصارك أن تفعلل كذا وقصاراك بضم القاف أي غايتك. يضرب لمن يتمنى المحال.قرينك سهمك يخطئ ويصيب يضرب في الإغضاء على ما يكون من الأخلاء. أقبح هزيلين الفرس والمرأةيحكى أن عمرو بن الليث عرض عليه الجند يوماً يعطى فيه أرزاقهم فعرض عليه رجل له فرساً عجفاء فقال عمرو: هؤلاء يأخذون دراهمي ويسمنون بها أكفال نسائهم، فقال الرجل: لو رأى الأمير كفلها لاستسمن كفل دابتي. فضحك عمرو وأمر له بصلة وقال، سمن بها مركوبيك.اقلب قلاب |
||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
قاله عمر رضي الله عنه وهذا مثل، يضرب للرجل تكون منه السقطة فيتداركها بأن يقلبها عن جهتها ويصرفها إلى غير معناها. قال أبو الندى في أمثاله: يقال، أحمق من عدي بن جناب وهو أخو زهير بن عدي ابن جناب وكان زهير وفاداً على الملوك ووفد على النعمان ومعه أخوه عدي فقال النعمان: يا زهير، إن أمي تشتكي فبم تتداوى نساؤكم? فالتفت عدي فقال: دواؤها الكمرة، فقال النعمان لزهير: ما هذه? قال: هي الكمأة أيها الأمير فقال عدي: اقلب قلاب ما هي إلا كمرة الرجال "قلت" ووجدت بخط الأزهريهذا المثل مقيداً: قلب قلاب. وقال عدي: اطلب لها كمرة حارة. فغضب الملك وهم بقتله فقال زهير: إنما أراد أن ينعت لك الكمأة فإنا نسخنها ونتداوى بها وقال لأخيه عدي: إنما أردت كذا. فنظر عدي إلى زهير فقال: اقلب قلاب، فأرسلها مثلاً. ما على أفعل من هذا البابأقصف من بروقةالبروق، نبت خوار. قال جرير:
أقود من ظلمةهي امرأة من هذيل وكانت فاجرة في شبابها حتى عجزت ثم قادت حتى أقعدت ثم اتخذت تيساً فكانت تطرقه الناس فسئلت عن ذلك فقالت: إني أرتاح إلى نبيبه على ما بي من الهرم، وسئلت، من أنكح الناس? فقالت: الأعمى العفيف. فحدث عنوانة بهذا الحديث وكان مكفوفاً فقال: قاتلها الله من عالمة بأسباب الطروفة. قال الجاحظ: لما قدم أشعب الطماع من مدينة بغداد في أيام المهدي تلقاه أصحاب الحديث لأنه كان ذا إسناد فقالوا له: حدثنا، فقال: خذوا، حدثني سالم بن عبد الله وكان يبغضني في الله قال: خصلتان لا تجتمعان في مؤمن وسكت فقالوا: اذكرهما. قال نسي إحداهما سالم ونسيت الأخرى فقالوا: حدثنا عافاك الله بحديث غيره، فقال: خذوا. سمعت ظلمة وكانت من عجائزنا تقول: إذا أنا مت فاحرقوني بالنار ثم اجمعوا رمادي في صرة وأتربوا به كتب الأحباب فإنهم يجتمعون لا محالة، وأتوا به اللخاتنات ليذررن منه على جراح الصبيان فإنه يلهجن بالزب ما عشن وقال ابن يسار الكواعب يضرب بظلمة المثل:
أقوى من نملةيقال أنه ليس شيء من الحيوان يحمل وزنه حديداً إلا النملة وتجر نواة التمر وهي أضعافها زنة وكذلك الذرة أضعافها لو وزنت به.أقصر من غب الحمار وأقصر من ظاهرة الفرسويقال أيضاً: أقصر من ظمء الحمار لا يصبر عن الماء أكثر من غب لا يربع، والفرس لا بد له من أن يسقى كل يوم فالغب بعد الظاهرة والربع بعد الغب والخمس بعده ثم السدس ثم السبع ثم الثمن ثم التسع ثم العشر وجعلت العرب الخمس أشأم الأظماء لأنهم لا يظمؤون في القيظ أكثر منه والإبل في القيظ لا تقوى على أطول منه وهو شديد على الإبل.أقضى من الدرهمهذا من قول الشاعر:
أقطع من جلم وأقد من شفرةهذا أيضاً من قول الشاعر:
قود من مهروذلك لأن المهر إذا قيد عارض قائده وسبقه، وهذا أفعل من المفعول، قال أبو الندى: لأنه يسابق راجلة صاحبه.أقود من ظلمةلأن الظلام يستر كل شيء والعرب تقول: لقيته حين وارى الظلام كل شخص ولقيته حين يقال: أخوك أم الذئب.أقود من ليلهذا من قول الشاعر:
أقذر من معباةهي خرقة الحائض. والاعتباء والاحتشاء يقال اعتبأت المرأة، وأما قولهم: أقفط من تيس البياع، فقد مر ذكره في باب التاء عند قولهم، أتيس من تيس البياع.أقفط من تيس بني حمانمر ذكره في باب الغين في قولهم، أغلم من تيس بني حمانأقرش من المجبرين |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
القرش، الجمع والتجارة والتقرش، التجمع ومن هذا سميت قريش قريشاً. زعم أبو عبيدة أنهم أربعة رجال من قريش وهم أولاد عبد مناف بن قصي أولهم هاشم ثم عبد شمس ثم نوفل ثم المطلب. بنو عبد مناف سادوا بعد أبيهم، لم يسقط لهم نجم، جبر الله تعالى بهم قريشاً فسموا المجبرين وذلك أنهم وفدوا على الملوك بتجاراتهم أخذوا منهم لقريش العصم أخذ لهم هاشم جبلاً من ملوك الشام حتى اختلفوا بذلك السبب إلى أرض الشام وأطراف الروم وأخذ لهم عبد شمس جبلاً من النجاشي الأكبر حتى اختلفوا بذلك السبب إلى ارض الحبشة وأخذ لهم نوفل جبلاً من ملوك الفرس حتى اختلفوا بذلك السبب إلى أرض فارس والعراق وأخذ لهم المطلب جبلاً من ملوك حمير حتى اختلفوا بذلك السبب إلى بلاد اليمن وأما قولهم: أقرى من زاد الركبفزعم ابن الأعرابي أن هذا المثل من أمثال قريش ضربوه لثلاثة من أجوادهم مسافرين، أبي عمرو بن أمية وأبي أمية بن المغيرة والأسود ابن المطلب بن أسد بن عبد العزى. سموا زاد الركب لأنهم كانوا إذا سافروا مع قوم لم يتزودوا معهم.أقرى من حاسي الذهبهذا أيضاً من قريش وهو عبد الله بن جدعان التيمي الذي قال فيه أبو الصلت الثقفي:
أقرى من غيث الضريكهذا المثل ربعي وغيث الضريك قتادة بن مسلمة الحنفي، والضريك الفقير.أقرى من مطاعيم الريحزعم ابن الأعرابي أنهم أربعة: أحدهم عم أبي محجن الثقفي ولم يسم الباقين قال أبو الندى، هم كنانة بن عبد ياليل الثقفي عم أبي محجن ولبيد بن ربيعة وأبوه. كانوا إذا هبت الصبا أطعموا الناس. وخصوا الصبا لأنها لا تهب إلا في جدب. قالت بنت لبيد:
أقرى من آكل الخبزالمثل تميمي وآكل الخبز عبد الله بن حبيب العنبري أحد بني سمرة سمي آكل الخبز لأنه كان لا يأكل الثمر ولا يرغب في اللبن وكان سيد بني العنبر في زمانه، وهم إذا فخروا قالوا منا آكل الخبز ومنا مجير الطير، فأما مجير الطير فهو نور بن شحمة العنيري وأما السبب في تلقيبهم عبد الله بن حبيب بآكل الخبز، فلأن الخبز نفسه عندهم ممدوح. وذكر أبو عبيدة بن هوذة بن علي الحنفي دخل على كسرى أبرويز فقال له: أي أولادك أحب إليك? قال الصغير حتى يكبر والغائب حتى يقدم والمريض حتى يبرأ قال: ما غذاؤك ببلدك? قال: الخبز فقال كسرى: هذا عقل الخبز لا عقل اللبن والتمر، فصار الخبز عندهم ممدوحاً كما صار ما يناسبه بعض المناسبة ممدوحاً وهو الفالوذ لأنه أشرف طعام وقع إليهم ولم يطعم الناس هذا الطعام أحد من العرب إلا عبد الله بن جدعان فمدحه أبو الصلت بذلك وما يناسبه كل المناسبة يعني الثريد وهو في أشرافهم فعام وغلب عليه هاشم حين هشم الخبز لقومه فمدح به في القول الشاعر:
أقرى من أرماق المقوينزعم أبو اليقظان أنهم ثلاثة كعب وحاتم وهرم.أقل من واحد ومن أوحد ومن تبنة في لبنة ومن لا شيفي العدد وفي اللفظ من لاأقر من حبة ومن أنملة ومن فتر الضبومن إبهام الضب ومن إبهام الحبارى ومن إبهام القطاةومن زب نملةأقطف من نملة ومن ذرة ومن فريخ الذر ومن حلمةومن أرنبأقبح أثراً من الحدثان ومن قول بلا فعلومن من على نبل ومن تيه بلا فضلومن زوال النعمة ومن الغول ومن السحر ومن خنزير ومن قردأقسى من صخرة ومن الحجرأقرب من البعث ويروى من البغتأقرب من حبل الوريد ومن عصا الأعرجأقطع من البينأقصر من اليد إلى الفمأقتل من السمأقفر من أبرق العزاف ومن برية خسافقال أبو الندى، هي برية بين السواجير ويانس بأرش الشام بستة فراسخ.قال: وقد سلكها خساف. أقدم من البذ |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
أقبح من جهمة قفرةالجهمة، التي في وجهها كلوح، والقفرة، القليلة اللحم.المولدونقل النادرة ولو على الوالدةقيدوا العلم بالكتابةقيدوا نعم الله بالشكرقبل السحاب أصابني الوكففبر العاق خير منهقد يخرج من الصدفة غير الدرةقد يقدم العير من ذعر على الأسدقد يهزل المهر الذي هو فارهقد خلع عذاره وركب رأسهقد عبر موسى البحرإذا بلغ غاية الشكرقد جعل إحدى أذنيه بستاناً والأخرى ميداناًيضرب لمن لا يسمع الوعظقد تعود خبز السفرةيضرب لمن يوصف بالتجارب، ومثله، قد نام مع الصوفية، ونام تحت حصر الجامع، وضرب بالحراب وجه المحراب.قد صار من سقط الجنديضرب للأمر إذا التحىقد جعل إحدى يديه سطحاً وملأ الأخرى سلحاًيضرب للمتهتكقد أفلح الساكت الصموتقل هو الله أحد شريفة وليست من رجال يسقطعت القافلة وكانت خيرةقلة العيال أحد اليسارين قدر ثم اقطع قلم برأسين للمكافئ قدم خيرك ثم أيرك قد ضل من كانت العميان تهديه قد تبلى المليحة بالطلاق قد يتوقى السيف وهو مغمد قد يسترث الجفن والسيف قاطع قلمه لا يرعف إلا بالشر قد استقلع العود فاقلعه القصاب لا تهوله كثرة الغنم القاص لا يحب القاص القلوب تجازي القلوب القلب طليعة الجسد القلم أحد الكاتبين القبح حارس المرأة الإقدام على الكرام مندمة القينة ينبوع الأحزان القوم أخياف كقرع الخريف وإبل الصدقة اقطعها من حيث ركتب أي ضعفت، والعامة تقول رقت.قد تراك أفلست بشيءيضرب للصلف الذي يزيف على السبك.الباب الثاني والعشرونفيما أوله كافكان عراكاً فصار ذراعاًيضرب للذليل الضعيف صار عزيزاً قوياً، وهذا المثل يروى عن أبي موسى الأشعري قاله في بعض القبائل، ومثله:كان عنزاً فاستتيسأي صار تيساً. وفي ضدهما:كان حماراً فاستأتنأي صار أتاناً، وهذا ما لا يكون، وإنما أراد به أنه كان قوياً فطلب أن يكون ضعيفاً أو كان ضعيفاً فطلب أن يكون قوياً، فمعنى استأتن طلب أن يكون أتاناً.كان جرحاً فبرئأصله، أن رجلاً كان أصيب ببعض أعزته فبكاه ورثاه كثيراً ثم أقلع وصبر، فقيل له في ذلك، فأجاب به فصار مثلاً.كانت بيضة الديكيضرب لما يكون مرة واحدة، قال بشار:
كانت وقرة في حجرأي كانت المصيبة ثلمة في حجر. يضرب لمن يحتمل المصيبة ولم تؤثر فيه إلا مثل تلك الهزمة في الصخرة.كانت لقةو لاقت قبساًويروى، لقوة صادفت قبيساً، اللقوة السريعة التلقي لماء الفحل، والقبيس السريع الإلقاح. قال بعض بني أسد:
كأنما قد سيره الآنأي كأنما ابتدئ شبابه الساعة. يضرب لمن لا يتغير شبابه من طول الزمان وقال:
كأنما أنشط من عقالالأنشوطة، عقد يسهل انحلالها مثل عقدة التكة. ونشطت الحبل أنشطه نشطاً، عقدته أنشوطة وأنشطته حللته. والعقال ما يشد به وظيف البعير إلى ذراعه. يضرب لمن يتخلص من ورطة فينهض سريعاً.كل شيء مهه ما خلا النساء وذكرهنويروى، مهاه ومعناهما اليسير الحقير، أي أن الرجل يحتمل كل شيء حتى يأتي ذكر حرمه فيمتعض حينئذ فلا يحتمله. قال أهل اللغة: المهاه والمهه، الجمال والطراوة أي كل شيء جميل ذكره إلا ذكر النساء. "قلت" يجوز أن يكون المهاه الأصل والمهه مقصور منه، مثل الزمان الزمن والسقام والسقم، ويجوز على الضد من هذا وهو أن يكون المهه الأصل ثم زيدت الألف كراهة التضعيف. والمهاه أكثر في الاستعمال من المهه قال الشاعر:
كل ذات صدار خالة |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
الصدار كالصدرة تلبسها المرأة. ومعناه أن الغيور إذا رأى امرأة عدها في جملة خالاته لفرط غيرته. وهذا المثل من قول همام بن مرة الشيباني وكان أغار على بني أسد وكانت أمه منهم فقالت له النساء: أتفعل هذا بخالاتك? فقال: كل ذات صدار خالة. فأرسلها مثلاً "قلت": ويجوز أن تكون الخالة بمعنى المختالة. يقال: رجل خال أي مختال. يعني أن كل امرأة وجدت صداراً تلبسه اختالت. كل ضب عنده مرداتهالمرداة الحجر الذي يرمى به. والضب قليل الهداية فلا يتخذ حجره إلا عند حجر يكون علامة له فمن قصده فالحجر الذي يرمى الضب به يكون بالقرب منه. فمعنى المثل، لا تأمن من الحدثان والغير فإن الآفات معدة مع كل أحد. يضرب لمن يتعرض للهلكة.كل امرئ سيعود مريباً.أي تصيبه قوارع الدهر فتضعفه. يضرب في تنقل الدهر بأبنائه.كل ذات بعل ستئيمهذا من أمثال أكثم بن صيفي. قال الشاعر:
كل شاة برجلها ستناطالنوط، التعليق. أي كل جان يؤخذ بجنايته، قال الأصمعي: أي لا ينبغي لأحد أن يأخذ بالذنب غير المذنب. قال أبو عبيدة: وهذا مثل سائر في الناس.كل أزب نفوروذلك أن البعير الأزب، وهو الذي يكثر شعر حاجبيه، يكون نفوراً لأن الريح تضربه فينفر، يضرب في عيب الجبان وإنما قاله زهير بن جذيمة لأخيه أسيد وكان أزب جباناً وكان خالد بن جعفر بن كلاب يطلبه بذحل وكان زهير يوماً في إبله يهنؤنها ومعه أخوه أسيد فرأى أسيد خالد بن جعفر قد أقبل في أصحابه فأخبر زهيراً بمكانهم فقال له زهير: كل أزب نفور، وإنما قال هذا لأن أسيداً كان أشعر، قال زيد الخيل:
كل امرئ سيرى وقعهأي وقوعه. يضرب في انتظار الخطب بالعدو يقع.كلام كالعسل وفعل كالأسليضرب في اختلاف القول والفعل.كم غصة سوغت ريقها عنكيضرب في الشكاية عن العاق من الأولاد والأحباب.الكي لا ينفع إلا منضجهيضرب في الحث على أحكام الأمر والمبالغة فيه.كالعاطف على العاضيقال: ناقة عاطف تعطف على ولدها وأصل المثل، إن ابن المخاض ربما أتى أمه يرضعها فلا تمعه وربما عض على ضرعها فلا تمنعه أيضاً. يضرب لمن يواصل من لا يواصله ويحسن لمن يسيء إليه.كنت تبكي من الأثر العافي فقد لاقيت أخدوداًيضرب لمن يشكو القليل من الشر، ثم يقع في الكثير.كل ذات ذيل تختالأي كل من كان ذا مال يتبختر ويفتخر بماله.كل امرئ في شأنه ساعأي كل امرئ في إصلاح شأنه مجد.كل امرئ في بيته صبيأي يطرح الحشمة ويستعمل الفكاهة. يضرب في حسن المعاشرة، قيل: كان يزيد بن ثابت من أفكه الناس في أهله وأدمثهم إذا جلس مع الناس وقال عمر رضي الله عنه: ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي فإذا التمس ما عنده وجد رجلاً.كل فتاة بأبيها معجبة |
|||||||||||||
|
|
|||||||
يضرب في عجب الرجل برهطه وعشيرته. وأول من قال ذلك العجفاء بنت علقمة السعدي وذلك أنها وثلاث نسوة من قومها خرجن فاتعدن بروضة يتحدثن فيها فوافين بها ليلاً في قمر زاهر وليلة طلقة ساكنة وروضة معشبة خصبة فلما جلسن قلن ما رأينا الليلة ليلة ولا كهذه الروضة روضة أطيب ريحاً ولا أنضر، ثم أفضن في الحديث فقلن أي النساء أفضل? قالت إحداهن: الخرود الودود الولود، قالت الأخرى: خيرهن ذات الغناء وطيب الثناء وشدة الحياء، قالت الثالثة: خيرهن السموع الجموع النفوع غير المنوع، قالت الرابعة: خيرهن الجامعة لأهلها الوادعة الرافعة لا الواضعة. قلن فأي الرجال أفضل? قالت إحداهن: خيرهم الحظي الرضي غير الحظال ولا التبال. قالت الثانية: خيرهم السيد الكريم ذو الحسب العميم والمجد القديم. قالت الثالثة: خيرهم السخي الوفي الرضي الذي لا يغير الحرة ولا يتخذ الضرة. قالت الرابعة: وأبيكن إن في أبي لنعتكن كرم الأخلاق والصدق عند التلاق والفلج عند السباق وبحمده أهل الرفاق، قالت العجفاء عند ذلك: كل فتاة بأبيها معجبة. وفي بعض الروايات أن إحداهن قالت: إن أبي يكرم الجار ويعظم النار وينحر العشار بعد الحوار ويحل الأمور الكبار. فقالت الثانية: إن أبي عظيم الخطر منيع الوزر عظيم النفر يحمد منه الورد الصدر. فقالت الثالثة: إن أبي صدوق اللسان كثير الأعوان يروي السنان عند الطعان. قالت الرابعة: إن أبي كريم النزال منيف المقال كثير النوال قليل السؤال كريم الفعال. ثم تنافرن إلى كاهنة معهن في الحي، فقلن لها: اسمعي ما قلنا واحكمي بيننا واعدلي، ثم أعدن عليها قولهن، فقالت لهن: كل واحدة منكن ماردة على الإحسان جاهدة لصواحباتها حاسدة، ولكن اسمعن قولي: خير النساء المبقية على بعلها الصابرة على الضراء مخافة أن ترجع إلى أهلها مطلقة فهي تؤثر حظ زوجها على حظ نفسها فتلك الكريمة الكاملة، وخير الرجال الجواد البطل القليل الفشل إذا سأله الرجل ألفاه قليل العلل كثير النقل. ثم قالت: كل واحدة منكن بأبيها معجبة. كل مجر في الخلاء يسرويروى: كل مجر بخلاء مجيد. وأصله أن رجلاً كان له فرس يقال له الأبيلق وكان يجريه فرداً ليس معه أحد، وجعل كلها مر به طائر أجراه تحته أو رأى إعصاراً أجراه تحته فأعجبه ما رأى من سرعته فقال: لو راهنت عليه، فنادى قوماً فقال: إني أردت أن أراهن عن فرسي هذا فأيكم يرسل معه? فقال بعض القوم: إن الحلبة غداً. فقال: إني لا أرسله إلا في خطار، فراهن عنه، فلما كان الغد أرسله فسبق فعند ذلك قال: كل مجر في الخلاء يسر. ويقال أيضاً: كل مجر بخلاء سابق.كل فضل من أبي كعب دركيضرب للرجل يطلب المعروف من الرجل اللئيم الذي لا يبض حجره فينيله قليلاً فيشكو ذلك فيقال له هذا. أي هو لئيم فقليله كثير.كل كلب ببابه نباحيضرب لمن يضرب له: كل مجر في الخلاء يسر.كل الصيد في جوف الفراقال ابن السكيت: الفرا الحمار الوحشي، وجمعه فراء. قالوا: وأصل المثل، أن ثلاثة نفر خرجوا متصيدين، فاصطاد أحدهم أرنباً، والآخر ظبياً، والثالث حماراً، فاستبشر صاحب الأرنب وصاحب الظبي بما نالاه وتطاولا عليه، فقال الثالث: كل الصيد في جوف الفرا. أي هذا الذي رزقت وظفرت به يشتمل على ما عندكما. وذلك أنه ليس مما يصيده الناس أعظم من الحمار الوحشي. وتألف النبي صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بهذا القول حين استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فحجب قليلاً ثم أذن له فلما دخل قال: ما كدت تأذن لي حتى تأذن لحجارة الجلهمتين؛ قال أبو عبيدة: الصواب الجلهتين، وهما جانبا الوادي، فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا سفيان أنت كما قيل: كل الصيد في جوف الفرا، يتألفه على الإسلام. وقال أبو علابس: معناه، إذا حجبتك قنع كل محجوب. يضرب لمن يفضل على أقرانه.كل نجار إبل نجارهاالنجار الأصل وكذلك النجر، وهذا من قول رجل كان يغير على الناس فيطرد إبلهم ثم يأتي بها السوق فيعرضها على البيع، فيقول المشتري: من أي إبل هذه? فيقول البائع:
كل نجار إبل نجارهايعني: فيها من كل لون. يضرب لمن له أخلاق متفاوتة. والباعة المشترون ههنا. والبيع من الأضداد. وقال: |
|||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
كل الحذاء يحتذي الحافي الوقعيقال وقع الرجل يوقع وقعاً إذا حفي من مره على الحجارة. قال الراجز:
كل الحذاء يحتذي الحافي الوقعنصب كل بيحتذي. يضرب عند الحاجة تحمل على التعلق بما يقدر عليه.كلي طعام سرق وناميالسرق والسرقة بكسر الراء الاسم. والسرق بفتح الراء المصدر. يقال سرق منه مالاً وسرقه مالاً. وأصله أن أمة كانت لصة جشعة فنحر مواليها جزوراً فأطعموها حتى شبعت، ثم أن مولاها جعل شحمة في رأس رمحه فسرقتها ثم ملتها فنشت في النار، فقال مولاها: ما هذا? فقالت: نضيض علباء ويحسبه مولاي شحمة، فقال: كلي طعام سرق ونامي. يضرب للحريص يقع في قبيح لجشعه. ويضرب للمريب أيضاً.كل شيء أخطأ الأنف جللوذلك أن رجلاً صرع رجلاً فأراد أن يجدع أنفه فأخطأ، فحدث به رجل فقال: كل شيء أخطأ الأنف جلل. أي سهل. يضرب في تهوين الأمر وتسهيله?كل جدة ستبليها عدةيعني عدة الأيام والليالي. وقال الراجز:
يفنيه مثل فناء السربالكلكم ليحتلب صعوداًالصعود من النوق التي تخذج فتعطف على ولد عام أول. وقال: لها لبن الخلية والصعود. وأصل المثل أن غلاماً كان له صعود، وكان يلعب مع غلمان ليس لهم فقال مستطيلاً عليهم هذا القول.كبر عمرو عن الطوققال المفضل: أول من قال ذلك جذيمة الأبرش. وعمرو هذا ابن اخته، وهو عمرو بن عدي بن نصر. وكان جذيمة ملك الحيرة، وجمع غلماناً من أبناء الملوك يخدمونه منهم عدي بن نصر، وكان له حظ من الجمال فعشقته رقاش أخت جذيمة، فقالت له: إذا سقيت الملك فسكر فاخطبني إليه. فسقى عدي جذيمة ليلة وألطف له في الخدمة فأسرعت الخمر فيه، فقال له: سلني ما أحببت. فقال: أسألك أن تزوجني رقاش أختك. قال: ما بها عنك رغبة، قد فعلت، فعلمت رقاش أنه سينكرذلك عند إفاقته، فقالت للغلام: ادخل على أهلك الليلة، فدخل بها وأصبح وقد لبس ثياباً جدداً وتطيب، فلما رآه جذيمة قال: يا عدي ما هذا الذي أرى? قال: أنكحتني أختك رقاش البارحة. قال: ما فعلت، ثم وضع يده في التراب وجعل يضرب بها وجهه ورأسه ثم أقبل على رقاش فقال:
|
||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كالفاخرة بحدج ربتهاقال الخليل: الحدج مركب ليس برحل ولا هودج تركبه نساء العرب. يضرب لمن يفتخر بما ليس له فيه شيء. كما يحكى عن أبي عبيدة أنه قال: أجريت الخيل للرهان يوماً فجاء فرس فسبق فجعل رجل من النظارة يكبر ويثب من الفرح، فقيل له: أكان الفرس لك? قال: لا ولكنن اللجام لي.كيف بغلام أعياني أبوهأي أنك لم تستقم لي فكيف يستقيم لي ابنك وهو دونك، قال الشاعر:
إكذب النفس إذا حدثتهماأي لا تحدث نفسك بأنك لا تظفر فإن ذلك يثبطك. سئل بشار المرعث: أي بيت قالته العرب أشعر. قال: إن تفضيل بيت واحد على الشعر كله لشديد، ولكن أحسن لبيد في قوله:
كدمت غير مكدمالكدم العض، والمكدم موضع العض. يضرب لمن يطلب شيئاً في غير مطلبه.كطالب القرن جدعت أذنهالعرب تقول: ذهب النعام يطلب قرناً فجدعت أذنه، ولذلك يقال له: مصلم الأذنين وفيه يقول الشاعر:
كفا مطلقة تفت اليرمعاليرمع حجارة بيض رخوة ربما يجعل منها خذاريف الصبيان. يضرب للرجل ينزل به الأمر يبهظه فيضج ويجلب فلا ينفعه ذلك.كيف توقى ظهر ما أنت راكبهأي تتوقى. يضرب لمن يمتنع من أمر لا بد له منه. وما عبارة عن الدهر أي كيف تحذر جماح الدهر وأنت منه في حال الظهر يسير بك عن مورد الحياة إلى منهل الممات.كمعلمة أمها البضاعيضرب لمن يجيء بالعلم لمن هو أعلم منه.كان جواداً فخصييضرب للرجل الجلد ينتكث فيضعف. ويقال: كان جواداً فخصاه الزمن.
والسيف من ورائه إن أحجما"قلت": الأصل في المثل ما ذكرته من حديث لقيط بن زرارة ثم تداولته العرب وتصرفت فيه كما فعل حميد هذا. يضرب لما يكره من وجهين.أكرمت فارتبطويروى: استكرمت يقال: أكرمته أي وجدته كريماً. يضرب لمن وجد مراده فيقال له: ضن به.كانت عليهم كراعية البكر |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
ويقال أيضاً: كراغية السقب.يعنون رغاء بكر ثمود حين عقر الناقة قدار بن سالف. والراغية الرغاء. والتاء في كانت تعود إلى الخصلة أو الفعلة. يضرب في التشاؤم بالشيء. قال علقمة بن عبدة لقوم أغير عليهم فاستؤصلوا:
أكرم نجر الناجيات نجرهالناجيات المسرعات. يضرب مثلاً للكريم الأصل.كالمهدر في العنةالمهدر الجمل له هدير، والعنة مثل الحظيرة تجعل من الشجر للإبل، وربما يحبس فيها الفصيل عن الضراب ويقال لذلك الفصيل المعنى وأصله المعنن من العنة فأبدلت إحدى النونين ياء. كما قالوا: تظنى وتلعى. قال الوليد ابن عقبة لمعاوية:
كفضل ابن المخاض على الفصيلأي الذي بينهما من الفرق قليل. يضرب للمتقاربين في رجولتهما. قال المؤرج: إن المتوج يدعى فصيلاً إذا شرب الماء وأكل الشجر وهو بعد يرضع فإذا أرسل الفحل في الشول دعيت أمه مخاضاً ودعي ابنها ابن مخاض.كفى برغائها منادياًقال أبو عبيد: هذا مثل مشهور عند العرب. يضرب في قضاء الحاجة قبل سؤالها. ويضرب أيضاً للرجل تحتاج إلى نصرته أو معونته فلا يحضرك ويعتل بأنه لم يعلم. ويضرب لمن يقف بباب الرجل فيقول: أرسل من يستأذن لك، فيقول: كفى بعلمه بوقوفي ببابه مستأذناً لي. أي قد علم بمكاني فلو أراد أذن لي.كلا زعمت العير لا تقاتليضرب للرجل قد كان أمن أن يكون عنده شيء ثم ظهر منه غير ما ظن به.كالحادي وليس له بعيريضرب لمن يتشبع بما لا يملك. ومثله عاط بغير أنواط.الكلاب على البقريضرب عند تحريش بعض القوم على بعض من غير مبالاة. يعني: لا ضرر عليك فخلهم. ونصب الكلاب على معنى أرسل الكلاب. ويقال: الكراب على البقر. هذا من قولك: كربت الأرض إذا قلبتها للزراعة. يضرب في تخلية المرء وصناعته.كالثور يضرب لما عافت البقرعاف يعاف عيافاً إذا كره. كانت العرب إذا أوردوا البقر فلم تشرب لكدر الماء أو لأن لا عطش بها، ضربوا الثور ليقتحم البقر الماء. قال نهشل بن حري:
كل شاة برجلها معلقةقال ابن الكلبي: أول من قال ذلك وكيع بن سلمة بن زهير بن إياد، وكان ولي أمر البيت بعد جرهم فبنى صرحاً بأسفل مكة عند سوق الخياطين اليوم وجعل فيه أمة يقال لها حزورة، وبها سميت حزورة مكة، وجعل في الصرح سلماً فكان يرقاه ويزعم أنه يناجي الله تعالى. وكان ينطق بكثير من الخبر. وكان علماء العرب يزعمون أنه صديق من الصديقين. وكان من قوله: مرضعة أو فاطمة ووادعة وقاصمة، والقطيعة الفجيعة، وصلة الرحم حسن الكلم. ومن كلامه زعم ربكم ليجزين بالخير ثواباً وبالشر عقاباً إن من في الأرض عبيد لمن في السماء، هلكت جرهم وربلت إياد وكذلك الصلاح والفساد. فلما حضرته الوفاة جمع إياداً فقال لهم: اسمعوا وصيتي: الكلم كلمتان والأمر بعد البيان، من رشد فاتبعوه ومن غوى فارفضوه وكل شاة برجلها معلقة. فأرسلها مثلاً. قال: ومات وكيع فنعي على الجبال. وفيه يقول بشير بن الحجر الإيادي:
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
كالخروف أينما مال اتقى الأرض بصوفيضرب لمن يجد معتمداً كلما اعتمد.كالكبش يحمل شفرة وزناداًيضرب لمن يتعرض للهلاك. وأصله أن كسرى بن قباذ ملك عمرو بن هند الملك الحيرة وما يلي ملك فارس من أرض العرب، فكان شديد السلطان والبطش، وكانت العرب تسميه مضرط الحجارة، فبلغ من ضبطه الناس وقهره لهم واقتداره في نفسه عليهم إن سنة اشتدت على الناس حتى بلغت بهم كل مبلغ من الجهد والشدة فعمد إلى كبش فسمنه حتى امتلأ سمناً علق في عنقه شفرة وزناداً، ثم سرحه في الناس لينظر هل يجترئ أحد على ذبحه فلم يتعرض له أحد حتى مر ببني يشكر، فقال رجل منهم يقال له علباء بن أرقم اليشكري: ما أراني إلا آخذ هذا الكبش فآكله، فلامه أصحابه فأبى إلا ذبح، فذكروا ذلك لشيخ لهم فقال: إنك لا تعدم الضار ولكن تعدم النافع. فأرسلها مثلاً. وقال قائل آخر منهم: إنك كائن كقدار على أرم فأرسلها مثلاً. ولما كثرت اللائمة قال: فإني أذبحه ثم آتي الملك فواضع يدي في يده ومعترف له بذنبي فإن عفا عني فأهل ذلك هو، وإن كانت منه عقوبة كانت بي دونكم، فذبحه وأكله ثم أتى الملك عمرو بن هند فقال له: أبيت اللعن وأسعدك إلهك يا خير الملوك إني أذنبت ذنباً عظيماً إليك، وعفوك أعظم منه. قال: وما ذنبك? قال: إنك بلوتنا بكبش سرحته ونحن مجهودون فأكلته قال: أو فعلت? قال: نعم. قال: إذن أقتلك. قال: ميلك شيء حكمه. فأرسلها مثلاً. ثم أنشده قصيدة في تلك الخطة فخلى عنه، فجعلت العرب ذلك الكبش مثلاً.كمجير أم عامركان من حديثه أن قوماً خرجوا إلى الصيد في يوم حار، فإنهم لكذلك إذ عرضت لهم أم عامر وهي الضبع فطردوها وأتبعتهم حتى ألجؤوها إلى خباء أعرابي فاقتحمته فخرج إليهم الأعرابي وقال: ما شأنكم? قالوا: صيدنا وطريدتنا، فقال: كللا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي "قال" فرجعوا وتركوه وقام إلى لقحة فحلبه وماء فقرب منها فأقبلت تلغ مرة في هذا ومرة في هذا حتى عاشت واستراحت. فبينا الأعرابي نائم في جوف بيته إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وشربت دمه وتركته فجاء ابن عم له يطلب فإذا هو بقير في بيته فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فقال: صاحبتي والله فأخذ قوسه وكنانته وأتبعها فلم يزل حتى أدركها فقتلها وأنشأ يقول:
كرهت الخنازير الحميم الموعزوأصله أن النصارى تغلي الماء للخنازير فتلقيها فيه لتنضج فذلك هو الإيغار. قال أبو عبيد: ومنه قول الشاعر:
كلب عس خير من كلب ربضويروى: خير من أشد ربض. ويروى خير من أسد ندس أي خفي. وعس معناه طلب.كذلك النجار يختلفالنجر والنجار الأصل ومنه قولهم: كل نجار إبل نجارها. يضرب مثلاً للمختلفين. وأصله أن ثعلباً اطلع في بئر فإذا في أسفلها دلو فركب الدلو الأخرى فانحدرت به وعلت الأخرى فشرب وبقي في البئر، فجاءت الضبع فأشرفت فقال لها الثعلب: انزلي فاشربي، فقعدت في الدلو فانحدرت بها وارتفع الأخرى بالثعلب فلما رأته مصعداً قالت له أين تذهب? قال: كذلك النجار يختلف. فذهبت مثلاً. وروى أبو محمد الديمري: كذاك التجار يختلف. جمع تاجر بالتاء.كالأرقم إن يقتل ينقم وإن يترك يلقمكانوا في الجاهلية يزعمون أن الجن تطلب بثأر الجان فربما مات قاتله وربما أصابه خبل. وفي حديث عمر رضي الله عنه أن رجلاً كسر منه عظم فأتى عمر يطلب القود، فأبى أن يقيده، فقال الرجل: هو كالأرقم إن يقتل ينقم وإن يترك يلقم، فقال عمر رضي الله عنه: هو كذلك. يعني نفسه.كيف أعاودك وهذا أثر فأسك |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أصل هذا المثل على ما كحته العرب على لسان الحية أن أخوين كانا في إبل لهما فأجدبت بلادهما وكان بالقرب منهما واد خصيب وفيه حية تحميه من كل أحد؛ فقال أحدهما للآخر: يا فلان لو أني أتيت هذا الوادي المكلئ فرعيت فيه إبلي وأصلحتها فقال له أخوه: إني أخاف عليك الحية ألا ترى أن أحداً لا يهبط ذلك الوادي إلا أهكلته. قال: فوالله لأفعلن، فهبط الوادي ورعى به إبله زماناً. ثم إن الحية نهشته فقتلته، فقال أخوه: والله ما في الحياة بعد أخي خير فلأطلبن الحية ولأقتلنها أو لأتبعن أخي، فهبط ذلك الوادي وطلب الحية ليقتلها. فقالت الحية له: ألست ترى إن قتلت أخاك فهل لك في الصلح فأدعك بهذا الوادي تكون فيه وأعطيك كل يوم ديناراً ما بقيت، قال: أو فاعلة أنت? قالت: نعم إني أفعل، فحلف لها وأعطاها المواثيق لا يضرها، وجعلت تعطيه كل يوم ديناراً فكثر ماله حتى صار من أحسن الناس حالاً. ثم إنه تذكر أخاه فقال: كيف ينفعني العيش وأنا أنظر إلى قاتل أخي? فعمد إلى فأس فأخذها ثم قعد لها فمرت فتبعها فضربها فأخطأها ودخلت الحجر ووقعت الفأس بالجبل فوق جحرها فأثرت فيه، فلما رأت ما فعل قطعت عنه الدينار فخاف الرجل شرها وندم فقال لها: هل لك في أن نتواثق ونعود إلى ما كنا عليه? فقالت: كيف أعاودك وهذا أثر فأسك? يضرب لمن لا يفي بالعهد. وهذا من مشاهير أمثال العرب. قال نابغة بني ذبيان:
كل شيء يحب ولده حتى الحبارىإنما خص الحبارى من جميع الحيوان لأنه يضرب به المثل في الموق. يقول هي على موقها تحب ولدها وتعلمه الطيران.كأن على رؤوسهم الطيريضرب للساكن الوادع. وفي صفة مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم اطرق جلساؤه كأنما على رؤوسه الطير. يريد أنهم يسكنون ولا يتكلمون، والطير لا تسقط إلى على ساكن. وأما قولهم:كأنهم كانوا غراباً واقعاًفلأن الغراب إذا وقع لا يلبث أن يطير. يضرب فيما ينقضي سريعاً.كلفتني بيض السمامهي جمع سمامة: ضرب من الطير مثل الخطاف لا يقدر على بيضه ويروى بيض السماسم وهي جمع المسمسة وهي النملة الحمراء.كلفتني مخ البعوضيضرب لمن يكلفك الأمور الشاقة.كسير وعوير وكل غير خيرقال المفضل: أول من قال ذلك أمامة بنت نشبة بن مرة. كان تزوجها رجل من غطفان أعور يقال له: خلف بن رواحة. فمكثت عنده زماناً حتى ولدت له خمسة ثم نشزت عليه ولم تصبر معه فطلقها، ثم إن أباها وأخاها خرجا في سفر لهما فلقيهما رجل من بني سليم يقال له" حارثة بن مرة فخطب أمامة وأحسن العطية فزوجاها منه وكان أعرج مكسور الفخذ فلما دخلت عليه رأته محطوم الفخذ فقالت: كسير وعوير وكل غير خير. فأرسلتها مثلاً. يضرب في الشيء يكره ويذم من وجهين ولا خير فيه البتة قال الشاعر:
كان مثل الذبحة عن النحر |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
الذبحة وجع يأخذ الحلق. يضرب لمن كنت تخاله صديقاً وكان يظهر مودة فلما تبين غشه شكوته فقال الذي تشكوه إليه: كان مثل الذبحة على النحر. يعني كان كهذا الداء الذي لا يفارق صاحبه في الظاهر ويؤذيه في الباطن. كان ذلك زمن الفطحلقالوا: هو زمن حين لم يخلق الناس. قال الجرمي: سألت أبا عبيدة عنه فقال: الأعراب تقول ذلك زمن كانت الجارة فيه رطبة وأنشد للعجاج:
كأنما ألقمه الحجريضرب لمن تكلم فأجيب بمسكتة.كلا جانبي هرشى لهن طريقيضرب فيما سهل إليه الطريق من وجهين. وهرشى ثنية في طريق مكة شرفها الله تعالى إلى قرية من الجحفة يرى منها البحر ولها طريقان، فكل من سلكهما كان مصيباً. قال الشاعر:
كان ذلك كسل أمصوخةقالوا: هي شيء يستل من الثمام فيخرج أبيض كأنه قضيب دقيق كما تسل البردية.كأنه النكعة حمرةالنكعة ثمرة الطرثوث. قال الخليل: الطرثوث نبات كالقطن مستطيل دقيق يضرب إلى الحمرة إذا يبس، وهودباغ للعمدة. منه مر ومنه حلو، يجعل في الأدوية.كانوا مخلين فلاقوا حمضاًوذلك أن الإبل تكون في الخلة وهو مرتع حلو تأجمه فتنازع إلى الحمض فإذا أرتعت فيه أعطشها حتى تدع المرتع من لهبان الظمأ. يضرب لمن غمط السلامة فتعرض لما فيه شماتة الأعداء.كثر الحلبة وقل الرعاءيضرب للولاة الذين يحتلبون لا ويبالون ضياع الرعية.كمن الغيث على العرفجةوذلك أنها سريعة الانتفاع بالغيث، فإذا أصابها وهي يابسة أخضرت. قال أبو زيد: يقال ذلك لمن أحسنت إليه فقال لك أتمن علي? فتقول أنت: نعم كمن الغيث على العرفجة. تعني أن أثر نعمتي عليك ظاهر كظهور من الغيث على العرفجة وإن أنت جححدتها وكفرتها.كالقابض على الماءيضرب لمن يرجوا ما لا يحصل . قال الشاعر:
كأنها نار الحباحبقالوا: الحباحب طائر يطير في الظلام كقدر الذباب له جناح يحمر، يرى في الظلمة كشرارة النار. يقال: نار الحباحب، ونار أبي الحباحب.قال القطامي:
كالمستغيث من الرمضاء بالناريضرب في الخلتين من الإساءة تجمعان على الرجل.كالقابس العجلانالقبس أخذ النار. يضرب لمن عجل في طلب حاجته.كالمستتر بالغرضيقوله الرجل يتهدده الرجل ويتوعده، فيجيبه: أنا إذن جبان كالمستتر بالغرض. أي أصحر لك ولا أستتر، لأن المستتر بالغرض يصيبه السهم فكأنه لم يستتر.كالمتمرغ في دم القتيليضرب لمن يدنو من الشر ويتعرض لما يضره وهو عنه بمعزل.كالحود عن الزبيةوهي حفرة يحفرها الصائد للصيد ويغطيها فيفطن الصيد لها فيحيد عنها. يضرب للرجل يحيد عما يخاف عاقبته.كالساقط بين الفراشينيضرب لمن يتردد في أمرين وليس هو في واحد منهما.كمش ذلاذلهيقال لما استرخى من الثوب ذلذل وذلذل وذلذل وذلذل. يضرب لمن تشمر واجتهد في أمره.كلابس ثوبي زورقال الأصمعي: إنه الرجل يلبس ثياب أهل الزهد يريد بذلك الناس، ويظهر من التخشع أكثر مما في قلبه. وفي الحديث: المتشبع بما لا يملك كلابس ثوبي زور، وهو الرجل يتكثر بما ليس عنده كالرجل يرى أنه شبعان وليس كذلك.كدابغة وقد حلم الأديميضرب للأمر الذي قد انتهى فساده. وذلك أن الجلد إذا حلم فليس بعده إصلاح. وهذا المثل يروى عن الوليد بن عتبة أنه كتب إلى معاوية:
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||
وقال المفضل: إن المثل لخالد بن معاوية أحد بني عبد شمس بن سعد حيث قال:
كأنما أفرغ عليه ذنوباًوذلك إذا كلمه بكلام يسكته به ويخلجهكلفت إليك علق القربةويروى: عرق القربة. أي كلفت إليك أمراً صعباً شديداً. قال الأصمعي: لا أدري ما أصله. وقال غيره: العرق إنما هو للرجل لا للقربة. قال: وأصله أن القرب إنما تحملها الإماء الزوافر ومن لا معين له، وربما افتقر الرجل الكريم إلى حملها بنفسه فيعرق لما يحلقه من المشقة والحياء من الناس. "قلت": تقدير المثل: كلفت نفسي في الوصول إليك عرق القربة، أي عرقاً يحصل من حمل القربة. والأصل الراء واللام بدل منه.كل أداة الخبز عندي غيرهأصله أن رجلاً استضافه قوم، فلما قعدوا ألقى نطعاً ووضع عليه رحا فسوى قطبها وأطبقها فأعجب القوم حضور آلته، ثم أخذ هادي الرحا فجعل يديرها بغير شيء، فقال له القوم: ما تصنع? فقال: كل أداة الخبز عندي غيره. يضرب مثلاً عند اعواز الشيء.أكل شوائكم هذا جوفانأصله أن رجلاً من بني فزارة ورجلاً من بني عبس ورجلاً من بني عبد الله بن غطفان صادوا عيراً فأوقدوا ناراً؛ وخرج الفزاري لحاجة فاجتمع رأي العبدي والعبسي على أن يقطعا أير الحمار ثم دساه بين الشواء؛ فلما رجع الفزاري جعل العبدي يحرك الجمر بالمسعر ويستخرج القطعة الطيبة فيأكلها ويطعمها صاحبه وإذا وقع في يده شيء من الجوفان، وهو ذكر الحمار، دفعه إلى الفزاري، فجعل الفزاري كلما مضغ منه شيئاً أخذه في يده وجعل ينظر فيه فيرى فيه ثقباً، فيقول: ناولني غيرها، فيناوله مثلها، فلما فعل ذلك مراراً قال: أكل شوائكم هذا جوفان? فأرسلها مثلاً. يضرب في تساوي الشيء في الشرارة.كسور العبد من لحم الحواريضرب للشي الذي لا يدرك منه شيء. وأصله أن عبداً نحر حواراً فأكله كله ولم يسئر منه لمولاه شيئاً، فضرب به المثل لما يفقد البتة.كفت إلى وئيةالكفت، القدر الصغير، والوئية الكبيرة؛ والكفت من الكفت وهو الضم سمي به لأنه يكفت ما يلقى فيه. والوئية من الوأي وهو الضخم. يقال: فرس وأي إذا كان ضخماً والأنثى وآة. يضرب للرجل يحملك البلية ثم يزيدك إليها أخرى صغيرة.كلاهما وتمراً |
|||||||
|
|
|||||||||||||||||||
ويروى: كليهما. أول من قال ذلك عمرو بن حمران الجعدي. وكان حمران رجلاً لسناً مارداً. وأنه خطب "صدوف" وهي امرأة كانت تؤيد الكلام وتشجع في المنطق؛ وكانت ذات مال كثير وقد أتاها قوم يخطبونها فردتهم، وكانت تعنت خطابها في المسألة وتقول: لا أتزوج إلا من يعلم ما أسأله عنه ويجيبني بكلام على حده لا يعدوه. فلما انتهى إليها حمران قام قائماً لا يجلس. وكان لا يأتيها خطاب إلا جلس قبل إذنها فقالت: ما يمنعك من الجلوس? قال: حتى يؤذن لي. قالت: وهل عليك أمير? قال: رب المنزل أحق بفنائه ورب الماء أحق بسقائه وكل له ما في وعائه. فقالت: اجلس، فجلس، قالت له: ما أردت? قال: حاجة، ولم آتك لحاجة. قالت: تسرها أم تعلنها? قال: تسر وتعلن. قالت: فما حاجتك? قال: قضاؤها هين وأمرها بين وأنت بها أخبر وبنبحها أبصر. قالت: فأخبرني بها. قال: قد عرضت وإن شئت بينت. قالت: من أنت? قال: أنا بشر ولدت صغيراً ونشأت كبيراً ورأيت كثيراً. قالت: فما اسمك? قال: من شاء أحدث اسماً وقال ظلماً ولم يكن الاسم عليه حتماً. قالت: فمن أبوك? قال: والدي الذي ولدني ووالده جدي فلم يعش بعدي. قالت: فما مالك? قال: بعضه ورثته وأكثره اكتسبته. قالت: فمن أنت? قال: من بشر كثير عدده معروف ولده قليل صعده يفنيه أبده. قالت: ما مورثك أبوك عن أوليه? قال: حسن الهمم. قالت: فأين تنزل? قال: على بساط واسع في بلد شاسع قريبه بعيد وبعيده قريب. قالت: فمن قومك? قال: الذي أنتمي إليهم وأجني عليهم وولدت لديهم. قالت: فهل لك امرأة? قال: لو كانت لي لم أطلب غيرها ولم أضيع خيرها. قالت: كأنك ليس لك حاجة. قال: لو لم تكن لي حاجة لم أنخ ببابك ولم أتعرض لجوابك وأتعلق بأسبابك. قالت: إنك لحمران ابن الأقرع اللجعدي. قال: إن ذلك ليقال. فأنكته نفسها وفوضت إليه أمرها. ثم إنها ولدت له غلاماً فسماه عمراً، فنشأ مارداً مفوهاً؛ فلما أدرك جعله أبوه راعياً يرعى له الإبل. فبينا هو يوماً إذ رفع إليه رجل قد أضر به العطش والسغوب وعمرو قاعد وبين يديه زبد وتمر وتامك، فجنا منه الرجل فقال: أطعمني من هذا الزبد والتامك فقال عمرو: نعم كلاهما وتمراً. فأطعم الرجل حتى انتهى وسقاه لبناً حتى روي. وأقام عنده أياماً فذهبت كلمته مثلاً. ورفع "كلاهما" أي لك كلاهما ونصب "تمراً" على معنى أزيدك تمراً. ومن روى كليهما فإنما نصبه على معنى أطعمك كليهما وتمراً. وقال قوم: من ربيع، حكي أن الرجل قال: أنلني مما بين يديك، فقال عمرو: أيما أحب إليك زبد أم سنام? فقال الرجل: كلاهما وتمراً أي مطلوبي كلاهما وأزيد معهما تمراً، أو وزدني تمراً. كمستبضع التمر إلى هجرقال أبو عبيد: هذا من الأمثال المبتذلة ومن قديمها. وذلك أن هجر معدن التمر، والمستبضع إليه مخطئ. ويقال أيضاً: كمستبضع التمر إلى خيبر. قال النابغة الجعدي:
كل خاطب على لسانه تمرةيضرب للذي يلين كلامه إذا طلب حاجة.
كسفاً وإمساكاًيقال: وجه كاسف أي عابس. يضرب للبخيل العبوس. أي أتجمع كسفاً وإمساكاً? ويجوز أن ينصب على المصدر، أي أتكسف الوجه كسفاً وتمسك المال إمساكاً?
أكثر من الصديق فإنك على العدو قادر |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
أول من قال هذا فيما ذكر الكلبي أبجر بن جابر العجلي. وكان من خبر ذلك أن حجار بن أبجر كان نصرانياً، فرغب في الإسلام فأتى أباه فقال: يا أبت إني أرى قوماً قد دخلوا في هذا الدين ليس لهم مثل قومي ولا مثل آبائي فشرفوا، فأحب أن تأذن لي فيه؛ فقال: يا بني إذا أزمعت على هذا فلا تعجل حتى أقدم معك على عمر فأوصيه بك. وإن كنت لا بد فاعلاً فخذ مني ما أقول: إياك وأن تكون لك همة دون الغاية االقصوى، وإياك والسآمة، فإنك إن سئمت قذفتك الرجال خلف أعقابها؛ وإذا دخلت مصراً فأكثر من الصديق فإنك على العدو قادر؛ وإذا حضرت باب السلطان فلا تنازعن بوابه على بابه، إن أيسر ما يلقاك مننه أن يعلقك اسماً يسبك الناس به؛ وإذا وصلت إلى أميرك فبوئ لنفسك منزلاً يجمل بك؛ وإياك أن تجلس مجلساً يقصر بك. وإن أنت جالست أميرك فلا تجالسه بخلاف هواه، فإنك إن فعلت ذلك لم آمن عليك. وإن لم تعجل عقوبتك أن ينفر قلبه عليك فلا يزال منك منقبضاً. وإياك والخطب فغنها مشوار كثير العثار. ولا تكن حلواً فتزدرد ولا مراً فلتفظ. واعلم أن أمثل القوم رتبة الصابر عند نزول الحقائق، الذاب عن الحرم. كما خلت قدر بني سدوسهذا مثل قديم. وقدر بني سدوس كانت قدراً عادية عظيمة تأخذ جزورين. وكان ألطم بن عياش السدوسي سيد بني سدودس يطعم فيها حتى هلك ألطم ولم يكن له في قومه خلف، ولا أحد يطعم في تلك القدر، فخلت قدرها طويلاً. وأن رجلاً من بني عامر يقا له ملهاب بن شهاب مر بهم ليلة فلم ينزل ولم يقر؛ فلما ارتحل مر مغاضباً وهو يرتجز ويقول:
كل امرئ فيه ما يرمى بههذا مثل قولهم: أي الرجال المهذب?كل امرئ مصبح في أهلهويروى: في رحله. أي يفجؤه ما لا يتوقعه.كل يجر النار إلى قرصهأي: كل يريد الخير إلى نفسه.كل حرباء إذا أكره صلالحرباء واحد الحرابي، وهي مسامير الدروع. وصل يصل صليلاً إذا صوت. يضرب لمن يؤذى فيشكو. يعني من اشتكى بكى.كعارمة إذا لم نجد عارماًيعني: كالمرأة إذا لميكن لها ولد يمص ثديها مصت هي ثديها لئلا يرم. يضرب لمن يتولى أمره نفسه إذا لم يجد من يكفيه.كل فحل يمذي وكل أنثى تقذييقال: مذى الرجل يمذي مذياً، إذا خرج منه المذي. وقذت الشاة تقذي قذياً إذا ألقت بياضاً من رحمها. فالقذي من الأثنى مثل المذي من الذكر. ويقال كل ذكر يمذي وكل أنثى تقذي. يضرب في المباعدة بين الرجال والنساء.كما تدين تدانأي: كما تجازي تجازى. يعني: كما تعمل تجازى، إن حسناً فحسن وإن سيئاً فسيء، يعني إن عملت عملاً حسناً فجزاؤك جزاء حسن، وإن عملت عملاً سيئاً فجزاؤك جزاء سيء. وقوله: تدين أراد يصنع فسمىالابتداء جزاء للمطابقة والموافقة. وعلى هذا قوله تعالى: فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. ويجوز أن يجرى كلاهما على الجزاء أي كما تجازي أنت الناس على صنيعهم كذلك تجازى على صنيعك. والكاف في "كما" في محل النصب نعتاً للمصدر أي تدان ديناً مثل دينك.كلا زعمت أنه خصرلقي رجلان فارساً في يوم شات، فحملا عليه وقالا: إن ما به من الخصر شاغله عنا. فلما أهويا إليه حمل فطعن أحدهما؛ فقال المطعون لصاحبه: كلا زعمت أنه خصر. يضرب فيما يخالف الظن.كيف تبصر القذى في عين أخيك وتدع الجذع المعترض في عينك?يعني تعييرك غيرك داء هو جزء منن جملة ما فيك من الأدواء. يعني العيوب.أكثر من الحمقى فأورد الماءيضرب لمن اتخذ ناصراً سفيهاً.كيف لي بأن أحمد ولا أرزا شيئاًأي لا يحصل الحمد مع وفور المال كما قال أبو فراس: وكيف ينال الحمد والوفر وافر.كالمشتري القاصعاء باليربوعيضرب للذي يدع العين ويتبع الأثر، ويؤثر ما لا يبقى على ما يبقى. |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
أكدت أظفاركأي وصلت إلى الكدية التي لا تعمل أظفارك فيها. يضرب للرجل يقهره صاحبه أي وجدت رجلاً وصادفت من يقاومك.كفيت الدعوةأصل هذا المثل أن بعض المجان نزل براهب في صومعته وساعده على دينه وجعل يقتدي به ويزيد عليه في صلاته وصيامه؛ ثم إنه سرق صليب ذهب كان عنده واستأذنه فأذن له وزوده من طعامه. ولما ودعه قال له: صحبك الصليب. يريد الدعاء له بالخير. فقال الماجن: كفيت الدعوة. فصار مثلاً لمن يدعو بشيء مفروغ منه.إكدح لي أكدح لكالكدح، معناه السعي. ولذلك وصل بإلى في قوله تعالى: إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه. معناه، ساع. ومعنى المثل: اسع لي أسع لك.كن وصي نفسكالوصي، اسم يقع على من تكل إليه أمرك بعد اللموت، ولكنه لما قدر فيه النيابة عن الموصي أجرى عليه اسمه وإن عدم فيه الموت؛ كأنه قال: كن من توصي إليه. وأصله في اللغة الوصل. يقال: وصي يصي وصياً إذا وصل، فسمي الوصي لما وصل به من أسباب الوصي. وهو فعيل بمعنى فعول.أكثر الظنون ميونالمين الكذب وجمعه ميون. يضرب عند الكذب وتزييف الظن.الكمر أشباه الكمريضرب في مشابهة الشيء الشيء. قيل لما قال أبو النجم في أرجوزته:
كل دني دون دنيقال أبو زيد: معناه كل قريب وكل خلصان دونه قريب وخلصان. والدني ههنا، فعيل من الدنو بمعنى الداني.كريم ولا يباغه"قلت": المباغة، مفاعلة من البغاء وهو الطلب. يقال: فلان لا يباغى. أي لا تطلب مباراته ولا ترجى مناصاته. ولا يباغه جزم لأنه نهى المغايبة وادخل الهاء السكت، كما قيل هنئت ولا تنكه. قال الشاعر:
كن وسطاً وامش جانباًأي توسط القوم وزايل أعمالهم. كما قيل: خالطوا الناس وزايلوهم.كصفيحة المسن تشحذ ولا تقطعيضرب لمن يخدج ولا يحسن تصرفه.كدودة القزيضرب لمن يتعبب نفسه لأجل غيره. قال أبو الفتح البستي:
كذبالة السراج تتضيء ما حولها وتحرق نفسهاكفارة المسك يؤخذ حشوها وينبذ جرمهايضرب لمن يكون باطنه أجمل من ظاهره.كالباحث عن المديةويروى: عن الشفرة. يقال: إن رجلاً وجد صيداً ولم يكن معه ما يذبحه به، فبحث الصيد بأظلافه في الأرض فسقط على شفرة فذبحه بها. يضرب في طلب الشيء صاحبه إلى تلف النفس.كالخمر يشتهى شربها ويكره صداعهايضرب لمن يخفا شره ويشتهى قربهكالمصطادة باستهاقالوا: ولج ضب بين رجلي امرأة فضمت رجليها وأخذته؛ فضرب مثلاً لكل من أصاب شيئاً من غير وجهة وقدر عليه بأهون سعي.كمبتغي الصيد في عرينة الأسديضرب مثلاً لمن طلب محالاً.كذي العر يكوى غيره وهو راتعقال أبو عبيدة: هذا لا يكون. وقال غيره: إن الإبل إذا فشا فيها العر، وهو قروح تخرج بمشافر الإبل، أخذ بعير صحيح وكوي بين أيدي الإبل بحيث تنظر إليه فتبرأ كلها. قال النابغة:
كل امرئ بطوال العيش مكذوبأي: من أوهمته نفسه طول البقاء ودوامه فقد كذبته. وطوال الشيء طوله.كالنازي بين القرينينوأصله أن يقرن البعير إلى بعير حتى تقل أذيتهما، فمن أدخل نفسه بنيهما خبطاه. يضرب لمن يوقع نفسه فيما لا يحتاج إليه حتى يعظم ضرره.كالمحتاض على عرض السراب |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||
يضرب لمن يطمع في محال. واحتاض أي اتخذ حوضاً. والصحيح حوض، وحاض يحوض حوضاً إذا اتخذ حوضاً. كركبتي البعيرللمتساويين.كفرسي رهانللمتناصبين.كن حلماً كنهيضرب للهائل من الخبر. أي ليكن حلماً من الأحلام ولا يتحقق. وأصله أن رجلاً أهوى برمحه حتى جعله بين عيني امرأة وهي نائمة؛ فاستيقظت، فلما رأته فزعت ثم غمضت عينيها وقالت: كن حلماً كنه.كاد العروس يكون ملكاًالعرب تقول للرجل: عروس وللمرأة أيضاً. ويراجد هنا الرجل، أي كاد يكون ملكاً لعزته في نفسه وأهله.كادت الشمس تكون صلاءالصلاء بالكسر والمد، النار، وكذلك الصلى بالفتح والقصر. يضرب في انتفاع الفقراء بحرها دون النار.أكبراً وإمعاراًأي: أتجمع عجباً وفقراً? يقال: أمعر الرجل إذا افتقر. وأصله من المعر، وهو من قلة الشعر والنبات. يقال: رجل معر وأمعر، وأرض معرة، قليلة النبات.كفى قوماً بصاحبهم خبيراًأي أعلم الناس بالرجل صاحبه ومخالطه. وروى الكسائي: كفى قوم بالرفع. قال المرزوقي: كان من حقه أن يقول: كفى بقوم خبيراً بصاحبهم. ووضع خبيراً موضع خبراء الجمع، كقوله تعالى: وحسن أولئك رفيقاً. أي رفقاء. ونصب "خبيراً" على الحال، ويجوز على التمييز، وقال غيره: فاعل كفى محذوف، أي: كفى قوم علمهم خبيراً بصاحبهم. ووجه ما روى الكسائي، كفى قوم بعلمهم خبيراً بصاحبهم. أي اكتفى قوم بعلمهم خبراء بمن يصحبهم.كل امرئ يعدو بما استعديضرب في الحث على استعداد ما يحتاج إليه.كل شيء ينفع المكاتب إلا الخنققالها مكاتب سأل امرأة فاعتذرت إليه أنها لا تملك إلا نفسها فبذلتها له، فعند ذلك قال هذا. يضرب عند السكت قل أو كثر.كذبتك أم عزمكأم عزمه استه. يضرب للرجل يتوعد ويتهدد.كالكلب يهرش مؤلفهيضرب لمن تحسن غليه ويذمك. والتهريش، كالتحريش، وهما الإغراء بين الكلاب. وأراد يهرش الكلب بمؤلفه، فحذف حرف الجر وأوصل الفعل.كن مريباً واغتربأي اذا جنيت جناية فاهرب، لا يظهر عليه ولا يظفر بك، وفي ضده يقال:كن برياً واقتربكل يأتي ما هو أهلأي: كل يشبه صنيعه. كما قال الله تعالى: قل كل يعمل على شاكلته. يضرب في الخير والشر.كل صعلوك جوادأي من لم يكن له رأس مال يبقي عليه هان عليه ذهاب القليل الذي عنده.كفى بأمارات الطريق لهم حشماًيقال: حشمت الرجل أحشمه واحتشمته إذا أغضبته. يضرب في التحضيض على دفع الظلم. وذلك أن رجلاً ظلم قوماً ثم جعل يمر بهم صباحاً ومساء. وأمارات الطريق كثرة اختلافه فيه. فيقول: قد أحشمكم كثرة ما يمر بكم، فأثاروا منه ولا تذلوا.كلا ولكن لا أعطاهقال رجل لامرأته، ورأى ابنه من غيرها ضئيلاً؛ ما لا بني سيء الجسم? قالت: إن لأطعمه الشحم فيأباه؛ قال الابن: كلا ولكن لا أعطاه. يضرب لمن يكذب في قوله.كالمختنقة على آخر طحينهاوذلك أن امرأة طحنت كراً من حنطة؛ فلما بقي منه مد انكسر قطب الرحا، فاختنقت ضجراً منه. يضرب لمن ضجر عند آخر أمره وقد صبر على أوله.كل مبذول مملولأي، كل ما منعه الإنسان كان أحرص عليه.كالغراب والذئبيضرب للرجلين بينهما موافقة ولا يختلفان؛ لأن الذئب إذا أغار على الغنم تبعه الغراب ليأكل ما فضل منه. "قلت": وبينهما مخالفة من وجه؛ وهو أن الغراب لا يواسي الذئب فيما يصيد؛ كما قال الشاعر:
كارهاً حج بيطربيطر، اسم رجل. يضرب للرجل يصنع المعروف كارهاً لا رغبة له فيه.كالعلاوة بين القودينيضرب للرجل في الحرب يكون مع القوم ولا يغني شيئاً.كالمشتري عقوبة بني كاهلوذلك أن رجلاً اشترى عقوبتهم من وأل، وكان عن ذاك بمعزل، فأخذته بنو كاهل فقتلته. يضرب للداخل فيما لا يعنيه.كاللذ توقى زبية فاصطيدايضرب للرجل يأتي الرجل يسأله شيئاً فيأخذ منه ما سأل.كالمزداد من الرمحوهو الرجل يطعن فيستحيي أن يفر، فيدخل في الرمح يمشي إلى صاحبه. يضرب لمن يركب أمراً يخزى فيه فليبس على الناس.كيف ترى ابن أنسك |
|||||||
|
|
|||||||||||||||||||
يعني: كيف تراني? يقوله لرجل لصاحبه? قال أبو الهيثم: يقوله الرجل لنفسه إذا مدحها. قال: ومثله: كيف ترى ابن صفوكأي كيف تراني? ويقال: فلان ابن أنس فلان، للصفي، إشارة إلى أنه اشتهر بذلك فصار نسباً له يعرفه.أكتب شريحاص فارساً مستميتاًوشريح، اسم رجل. والمستميت، الرجل الشجاع الذي كأنه يطلب الموت لشدة إقدامه في الحرب. نصب "فارساً" على الحال. وهذا رجل جندي يعرض نفسه على عارض الجند وهو يقول هذا القول ويلح حتى كتب. يضرب للرجل يطلب منك فيلح ويلج حتى يأخذ طلبته.كالسيل تحت الدمنقالوا: الدمن، البعر. قال لبيد:
كل قائب من قوبة القائب، الفرخ. والقوبة، البيضة. أي كل فرع يبدو من أصل. كفى بالشك جهلاًقال أبو عبيد: يقول إذا كنت شاكاً في الحق أنه حق فذلك جهل.كحماري العباديقالوا: العباد، قوم من أفناء العرب، نزلوا الحيرة وكانوا نصارى. منهم عدي بن زيد العبادي. قالوا كان لعبادي حماران. فقيل له: أي حماريك شر? قال: هذا ثم هذا. ويروى أنه قال حين سئل عنهما: هذا هذا. أي لا فضل لأحدهما على الآخر. يضرب في خلتين إحداهما شر من الأخرى. وقال:
كلا البدلين مؤتشب بهيميقال: أشبت القوم فأتشبوا. أي خلطتهم فاختلطوا. وفلان مؤتشب بالفتح، أي غير صريح النسب. والبهيم المظلم. يضرب للأمرين استويا في الشر.كل نهر يحسيني إلا الجريب فإنه يروينيالجريب، واد كبير تنصب إليه أودية. يضرب لمن نعمه أسبغ عليك من نعم غيره.كل صمت لا فكرة فيه فهو سهوأي، غفلة لا خير فيه.كثرة العتاب تورث البغضاءأكثر مصارع العقول تحت بروق المطامعالكفر مخبئة لنفس المنعميعني بالكفر، الكفران، والمخبئة المفسدة. يعني أن كفر النعمة يفسد قلب المنعم على المنعم عليه.الكلام ذكر والجواب أنثى ولا بد من النتائج عند الازدواجكل إناء يرشح بما فيهويروى، ينضح بما فيه. أي يتحلب.كفى بالمشرفية واعظاًالمشرفية، سيوف تنسب إلى مشارف الشام. وهذا قريب من قولهم: ما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن.كراكب اثنينأي كراكب مركوبين اثنين؛ وهذا لا يمكن. يضرب لمن يتردد بين أمرين ليس في واحد منهما.كاد النعام يطيريضرب لقرب الشيء مما يتوقع منه، لظهور بعض أوقاته.كل غانية هنديضرب في تساوي القول عند فساد الباطن.كالجراد لا يبقي ولا يذر يضرب في اشتداد الأمر واستئصال القوم. كما تزرع تحصدهذا، كما يقال: كما تدين تدان. يضرب في الحث على فعل الخير.كالمحظور في الطولالمحظور، الذي جعل في الحظيرة. والطول: الحبل يشد في إحدى قوائم الدابة ثم ترسل لترعى. يضرب للذي يقل حظه مما أوتي من المال وغيره.كالمربوط والمرعى خصيبهذا قريب مما تقدم في المعنى.كنت مدة نشبة فصرت اليوم عقبةاي، كنت إذا نشبت بإنسان لقي مني شراً، فقد أعقبت اليوم منه. وهو أن يقول الرجل لزميلة: اعقب، أي انزل حتى أركب عقبتي. ويروى: فقد أعقبت. أي رجعت عنه. وقوله: نشبة، كان حقه التحريك، يقال: رجل نشبة إذا كان علقاً، فخفف لازدواج عقبة والتقدير: ذا عقبة. يضرب لمن ذل بعد العز.كذب العير وإن كان برحبرح الصيد، إذا جاء من جانب اليسار. وهذا من بيت أبي داود:
كلاء سييجع منه كبد المصرم |
|||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
يضرب للرجل يغنى ويحسن حاله ثم يصرم، فيمر بالروض عند التفاف النبات وكثرة الخصب فيحزن له. وييجع لغة في يوجع. وكذلك ياجع وييجع. والمصرم، الفقير. يعني أنه إذا رأى كثرة النبات ولم يكن له مال يرعاه وجع كبده. كلاء حابس فيه كمرسلأي، الذي يحبس الإبل والذي يرسلها سواء فيه لكثرته.كلاء لا يكتمه البغيضيعني به الكثرة أيضاً. وكتمت زيداً الحديث إذا كتمته.كعين الكلب الناعسيضرب للشيء الذي لا يبدو منه إلا القليل، لأن الناعس لا يغمض جفنيه كل التغميض. قال الشاعر يصف فلاة:
كرهاً تركب الإبل السفريضرب للرجل يركب من الأمر ما يكرهه. ونصب "كرهاً" على الحال، أي كارهة كرهاً، فهو مصدر قام مقام الحال. ومثله بيت الحماسة: حملت به في ليلة مزرودة.كارهاً يطحن كيسانيضرب لمن كلف أمراً وهو فيه مكروه. وكيسان اسم رجل.كالبغل لما شد في الأمهاريضرب لمن لا يشاكل خصمه. وقبله: يحمي ذمار مقرف خوار. كالبغل الخ. يقال لما بعد من الشبه والقياس: هو كالبغل لما شد في الأمهاركأنه قاعد على الرضفيضرب للمستعجل. والرضف الحجارة المحماة. الواحدة رضفة.كيف الطلا وأمهقال الأصمعي: يضرب لمن قد ذهب همه وخلا لشأنه، وقد ذكرت قصته في حرف الغين عند قولهم: غرثان فاركبوا له.كفاقئ عينيه عمداًيضرب لمن أخطر وغرر بنفسه. وروي عن عبيد أبي شفقل راوية الفرزدق قال: أتتني النوار فقالت: كلم هذا الرجل أن يطلقني. قلت: وما تريدين من ذلك? قالت: كلمه. قال: فأتيت الفرزدق فقلت: يا أبا فراس، إن النوار تطلب الطلاق. فقال: ما تطيب نفسي حتى أشهد الحسن، فأتى الحسن فقال: يا أبا سعيد اشهد أن النوار طالق ثلاثاً. قال: قد شهدنا. قال: فلما صار في بعض الطريق قال: طلقتك، قالت: نعم، قال: كلا. قالت إذن يخزيك الله عز وجل يشهد عليك الحسن وحلقته فترجم، فقال:
كالكلب عاره ظفرهأي أهلكه، وهو مثل قولهم: عير عاره وتده.كزم الجلام أعبر الضوائناالكزم، جمع أكزم، وهو الفرس في جحفلته غلظ وقصر. ومنه يذكر ما إذا كانت قصيرة الأصابع. والجلام، جمع جلم، وهو الذي يجز به الصوف مثل المقراض العظيم. والأعبار، أن يترك الصوف أو الشعر فلا يجز. والضوائن، جمع ضائنة، وهي الأنثى من الضأن. وكزم الجلام يجوز أن يكون صفة لواحد، كقولهم: سهم مرط القذاذ جعلوا الجمع صفة لواحد لما بعده من الجمع ومثله: يا ليلة خرس الدجاج طويلة. وكذلك: رقود عن الفحشاء خرس الجبائر. وجعل جلامه كزماً لقصرها وذهاب حدها فلذلك بقي الضوائن معبرة. وأعبر في المثل في موضع الحال مع غضمار "قد" وإنما لم يؤنث فعل الجلام لأنها لفظ الآحاد، وإن كانت جمعاً، كقول زهير: قال مزنم. يضرب لمن ترك شره عجزاً ثم جعل يتحمد به إلى الناس.كم لك من خباسة لا تقسمالخباسة، الغنيمة، ورجل خباس أي غنام. يضرب لمن يجمع المال جاهداً ولا يكون له فيه حظ لا في مطعم ولا في لبس ولا غير ذلك.كدادة تعيي صليب الإصبعالكدادة، ما لزق بأسفل القدر إذا طبخت فلا تقدر الإصبع، وإن كانت صلبة، أن تنزعها وتقلعها. يضرب للوقور الذي لا يستخف ولا يزعزع، وللبخيل الذي لا يستخرج منه شيء إلا بكدر ومشقة.كل لياليه لنا حنادسالحندس، الليل الشديد الظلمة. يضرب لمن لا يصل إليك منه إلا ما تكره.كلا النسيمين حرور حرجف |
||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
النسيم من الريح ما يستلذ من هبوبها، وهو تنفس سهل. والحرور الريح الحارة. والحرجف الباردة، وثنى النسيم أراد نسيم الغداة ونسيم العشي. يضرب للرجل يرجى عنده خير فيرى ضده منه. كالحانة في أخرى الإبليعني الناقة المتأخرة تحن إلى الأوائل. يضرب لمن يفتخر بمن لا يبالي به ولا يهتم لأمره.الكذب داء والصدق شفاءأي داء للمكذوب فإنه يعمي عليه أمره.كالممهورة إحدى خدمتيهاالخدمة، السير الذي يشد على رسغ البعير ثم يستعار لما تلبسه المرأة من الخلخال تشبيهاً به. وهذه امرأة تحمق لأنها طالبت بعلها بالمهر فنزع الرجل إحدى خدمتيها ودفعها إليها مهراً فرضيت بذلك فضرب بها المثل في الحمق.ومثل هذا قولهم: كالممهورة من مال أبيهاويروى: من نعم أبيها. وقد ذكرت المثلين وقصتهما في الحاء عند قولهم أحمق من الممهورة.كيف يعق والداً منن قد ولديعني، لا ينبغي للولد أن يعق أباق وقد صار أباً لأنه قد ذاق طعم العقوق.ما على أفعل من هذا البابأكذب من الأخيذ الصبحانالأخيذ، المأخوذ. والصبحان، المصطبح، وهو الذي شرب الصبوح. والمرأى صبحى. وأصله أن رجلاً خرج من حيه وقد اصطبح فلقيه جيش يريدون قومه فأخذوه وسألوه عن الحي، فقال: إنما بت في القفر ولا عهد لي بقومي. فبينما هم يتنازعون إذ غلبه البول فبال، فعلموا أنه قد اصطبح ولولا ذلك لم يبل؛ فطعنه واحد منهم في بطنه فبده اللبن، فمضوا غير بعيد فعثروا على الحي. وقال الفراء في مصادره: اكذب من الأخيذ الصبحان يعني الفصيل. يقال أخذ يأخذ أخذاً، إذا أكثر شرب اللبن بأن يتفلت على أمه فيمتك لبنها فيأخذه أي يتخم منه، وكذبه أن التخمة تكسبه جوعاً كاذباً فهو لذلك يحرص على اللبن ثانياً.أكذب من أسير السندوذلك أنه يؤخذ الرجل الخسيس منهم فيزعم أنه ابن الملك.أكذب من يلمعهو السراب. وقيل: هو حجر يبرق من بعيد فيظن ماء.أكذب من البهيروهو السراب أيضاً.أكذب من الشيخ الغريبلأنه يتزوج في غربته وهو ابن سبعين، فيزعم أنه ابن أربعين سنة.أكذب من مجربلأنه يخاف أن يطلب من هنائه، فيقول أبداً ليس عندي هناء. ويقال: بل لأنه أبداً يحلف أن إبله ليست بجربى لئلا يمنع عن الورود. ولذلك قيل: لا إلية لمجرب.أكذب من السالئةلأنها إذا سلأت السمن كذبت مخافة العين. وكذبها أنها تقول: قد ارتجن، قد احترق. والارتجان أن لا يخلص سمنها.أكذ بمن دب ودرجأي أكذب الكبار والصغار. دب لضعف الكبر، ودرج لعضف الصغر. ويقال: بلل معناه أكذب الأحياء والأموات؛ فالدبيب للحي والدروج للميت، من قولهم: درج القوم إذا انقرضوا. ومن الأول قد درج الصبي لأول ما يمشي.أكذب من فاختةلأن حكاية صوتها هذا أوان الطرب. تقول ذلك والطلع لم يطلع بعد. وقال:
أكذب من صنعوهو الصناع. يقال: رجل صنع اليدين، وصنيع، وامرأة صناع، إذا وصفا بالحذق في الصناعة. وهذا كمال يقال: ده درين سعد القين، لأنه يرجف كل يوم بالخروج، وهو مقيم ليستعمل. وأما قولهم:أكذب من حجينةفإنه كان أكذب من في العرب، ولعله الذي مر ذكره في باب الحاء.أكذب من المهلبيعنون ابن أبي صفرة. زعم أبو اليقظان أنه كان إذا حدث قيل: قد راح يكذب. وكان ذاماً لمن يكذب.أكفر من حماروهو رجل من عاد يقال له حمار بن مويلغ. وقال الشرقي: هو حمار ابن مالك بن نصر الأزدي، كان مسلماً، وكان له واد طوله مسيرة يوم في عرض أربعة فراسخ لم يكن ببلاد العرب أخصب منه، فيه من كل الثمار فخرج بنوه يتصيدون فأصابتهم صاعقة فهلكوا فكفر، وقال لا أعيد من فعل هذا ببني، ودعا قومه إلى الكفر فمن عصاه قتله فأهلكه الله تعالى وأخرب واديه؛ فضرب به العرب المثل في الكفر. قال الشاعر:
أكبر من عجوز بني إسرائيلقالوا: هي شارخ بنت يسير بن يعقوب عليه الصلاة والسلام، كانت لها مائتا سنة وعشر سنين، فلما مضت لها سبعون عادت شابة. وكانت تكون مع يوسف، على نبينا وعليه الصلاة والسلام. |
|||||||||||||
|
|
||||||||||
أكسب مننملة وذرة وفأرة وذئبيقال: هؤلاء أكسب الحيوانات. وسأل عمر رضي الله عنه عمرو بن معد يكرب عن سعد بن أبي وقاص، فقال: خير أمير، نبطي في حبوته، عربي في نمرته، أسد في تامورته، يعدل في القضية ويقسم بالسوية وينقل غلينا حقنا كما تنقل الذرة إلى جحرها. قال الجاحظ: فقال عمر لسر ما تقارضتما الثناء. أراد بالتامورة العرينة وأصلها الصومعة.أكسى من بصلةيضرب لمن لبس الثياب الكثيرة. قال أبو الهيثم: هذا من النوارد أن قال للمكتسي كاسي. وقال ابن جني: كسا زيد ثوباً وكسوته ثوباً. وقال الفراء في بيت الحطيئة: "واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي" أراد، المكسو. وقال: هو مثل ماء دافق، وسر كاتم. فإذا اخذت بقول الفراء كان "أكسى" أفعل من المفعول، وهو قليل شاذ، وقد مر قبله مثله.أكفر من هرمزقيل: لما سار خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى مسيلمة وقاتله وفرغ من قتاله، أقبل إلى ناحية البصرة فلقي هرمز بكاظمة في جمع أعظم من جمع المسلمين؛ ولم يكن أحد من الناس أعدى للعرب والإسلام من هرمز، ولذلك ضربت العرب به المثل فقالوا: أكفر من هرمز. قالوا: فخرج إليه خالد فدعاه إلى البراز فخرج إليه هرمز فقتله خالد، وكتب بخبره إلى الصديق رضي الله تعالى عنه، فنفله سلبه فبلغت قلنسوته مائة ألف درهم. وكانت الفرس إذا شرفت الرجل فيما بينهم جعلت قلنستوته بمائة ألف درهم.أكذب أحدوثة من أسيرهذا من قول الشاعر:
أكذب من صبيلأنه لا تمييز له؛ فكل ما يجري على لسانه يتحدث به.أما قولهم: أكذب من قيس بن عاصمفمن قول زيد الخيل:
أكسب من فهدوذلك أن الفهود الهرمة التي تعجز عن الصيد لأنفسها تجتمع على فهد فتي فيصيد لها في كل يوم شبعها.أكيس من قشةهي جرو القرد. يضرب مثلاً للصغار خاصة.أكمد من الحبارىويقال في مثل آخر: مات فلان كمد الحبارى. وذلك أن الحبارى تلقي عشرين ريشة بمرة واحدة؛ وغيرها من الطير يلقي الواحدة بعد الواحد فليس يلقي واحدة إلا بعد نبات الأخرى؛ فإذا أصاب الطير فزع طارت كلها وبقي الحبارى، فربما مات منن ذلك كمداً.أكمر من لبدهو نسر لقمان بن عاد السابع. وقد كثرت الأمثال فيه فقالوا: أتي أبد على لبد. وأخنى عليها الذي أخنى على لبد.وقولهم: أكثر من تفاريق العصاقد مر تفسيره في باب الباء عند قولهم: أبقى من تفاريق العصا.أكفر من ناشرةهذا من كفر النعمة. وبلغ من كفره أن همام بن مرة بن ذهل ابن شيبان كان استنقذه من أمه وهي تريد أن تئده لعجزها عن تربيته، فأخذه ورباه فلما ترعرع سعى في قتل همام.أكرم من العذيق المرجبوقال حمزة: أن أكثر العرب تقوله بغير ألف ولام. والعذيق، النخلة يكثر حملها فيجعل تحتها دعامة وتسمى الرجبة، ويقولون: رجبت النخلة، ونخلة مرجبة، وعذق مرجب. فيقول: هو في الكرم كهذه النخلة من كثرة حملها. وللأعداء إذا احتكوا به بمنزلة الجذيل الذي من احتك به كان دواء من دائه.أكره من خصلتي الضبعيضرب مثلاً للأمرين ما فيهما حظ يختار. وأصل ذلك فيما تزعم العرب أن الضبع صادت مرة ثعلباً فلما ارادت أن تأكه قال الثعلب: مني علي أم عامر، فقالت الضبع: قد خيرتك يا أبا الحصين بين خصلتين فاختر أيهما شئت. فقال الثعلب: وما هما? فقالت البع: إما أن آكلك، وأما أن أمزقك. فقال الثعلب وهو بين فكي الضبع: أما تذكرين أم عامر يوم نكحتك بهبوب دابرن وهو أرض غلبت الجن عليها، قالوا: وهو يجيء في أسماء الدواهي. كذا أورده حمزة. وقال أبو الندى: هوت دابر "قلت": وبالحري أن تكون هذه الرواية أصح. فقالت الضبع: متى? وانفتح فوها، فأفلت الثعلب. فضربت العرب بخصلتيها المثل، فقالوا: عرض علي خصلتي الضبع لما لا خيار فيه.أكمن من عيثقالوا: إنها خنفساء تقصد الأبواب العتق فتضربها باستها، يسمع صوتها ولا ترى حتى تثقبها فتدخلها. ويقولون أيضاً:أكمن من جدجدهو أيضاً ضرب من الخنفساء يصوت في الصحارى من الطفل إلى الصبح، فإذا طلبه الطالب لم يره.أكذب من أخيذ الديلم وأكذب من مسيلمة |
||||||||||
|
|
|||||||||||||
أكثر من الدبى ومن النمل ومن الغوغاء ومن الرمل أكتم من الأرض أكرم من الأسد أكره من العلقم أكرم من أسيري عنزة وهما حاتم طيء وكعب بن مامة المولدونكل شيء وثمنه كل بؤس ونعيم زائل كل ممنوع متبوع كل ما قرت به العين صالح كل زائد ناقص كل هم إلى فرج كل امرئ يختطب في حبله كل غريب للغريب نسيب كل كبير عدو الطبيعة كل ما هو آت قريب كل رأس به صداع كلما كثر الجراد طاب لقطه كلما كثر الذباب هان قتله كل واشبع ثم أزل وارفع كل في بعض بطنك تعف كثرة الشك من صدق المحاماة على اليقين كم من صديق أكسبتنيه العبرة وسلبتنيه الخبرة كأن لسانه مخراق لاعب أو سيف ضارب كل البقل من حيث يؤتى به كف بخت خير من كر علم كيف نوفيك وقد جف القلم كفى المرء فضلاً أن تعد معايبه كعبة الله لا تكسى لإعواز كالكعبة تزار ولا تزور كل إنسان وهمه وميمون ودنه كتب الوكلاء مفاتيح الهموم كلكم طالب صيد للمرائي كأن الشمس تطلع من حرامه للتياه كان سنداناً فصار مطرقة يضرب للذليل يعز.كما طار قصوا جناحه يضرب لمن لم تطل مدة ولايته. كشخان بخل وزيت كالمرأة الثكلى والحبة على المقلى في الانقطاع والقلق. كلامه ريح في قفص كن يهودياً تاماً وإلا فلا تلعب بالتوراة كتبت له طريدة أي وسيلة لا تنفع. كالضريع لا يسمن ولا يغني من جوع كهرة تأكل أولادها قاله السيد الحميري في عائشة رضي الله عنها. كلام الليل يحموه النهار كأن وجهه مغسول بمرقة الذئب كأنه سهم زالج ويروى "زالق". أو برق خاطف يضرب للسريع السير. كأنه حكاية خلف الإزار يضرب للقبيح. كأنه وقع في بطن أمه أي في نعمة. كأنه أبخر نتف سباله للعبوس. كالبخراء عند صديقها للساكت. كردي يسخر من جندي إذا تحاذق على من هو أحذق منه. كن حالماً بجاهل ناطق كلمناه فصار نديماً كالذئب إذا طلب هرب وإن تمكن وثب كذنب الحمار لا لا يزيد ولا ينقص. كالإبرة تكسو الناس واستها عارية كالعصفور إن أرسلته فات وإن قبضت عليه مات كامل حكم من جوف خرب كالكمأة لا أصل ثابت ولا فرع نابت كصاحب الفيل يركب بدانق وينزل بدرهم كن ذكوراً إذا كنت كذوباً كثرة الضحك تذهب الهيبة كفى بالموت نأياً واغتراباً كلب مبطن بخنزير كثير الزعفران يضرب للمتكلف. كبت الله كل عدو لك إلا نفسك كم في ضمير الغيب من سر محجب كلام لين وظلم بين كأنما فقئ في وجهه الرمان كأنما زوى بين عينيه علي المحاجم كم من يدر صنعاء في الكسب خرقاء في الإنفاق كم من حاسد أعياه مني عبرة خرق الأدم الكيس نصف العيش الكبر قائد البغض الكدر من رأس العين الكيد أبلغ من الأيد الكلاب تشبع خبزاً يضرب لمن امتن عليك بالقوت. الكفالة ندامة الكرم فطنة واللوم تغافل الكنى منبهة والأسامي منقصة الكريم لا تحمله التجارب الكافر موقى والمؤمن ملقى الكافر مرزوق الكلب لا ينبح من في داره أكتب ما وعدك على الجمد إكسري عوداً على أنفك يضرب لمن أرادوا رغمه ومكايدته. كالزنجي إن جاع سرق وإن شبع زنى يضرب للفاسق النكد في جميع أحواله. كأنه سنور عبد الله يضرب لمن لا يزيد سناً إلا زاد نقصاً وجهلاً. وفيه قال المحدث:
الباب الثالث والعشرونفيما أوله لاملو ذات سوار لطمتنيأي لو لطمتني ذات سوار لأن "لو" طالبة للفعل داخلة عليه. والمعنى: لو ظلمني من كان كفئاً لي لهان علي، ولكن ظلمني من هو دوني. وقيل: أراد لو لطمتني حرة، فجعل السوار علامة للحرية، لأن العرب قلما تلبس الإماء السوار. فهو يقول: لو كانت اللاطمة حرة لكان أخف علي. وهذا كما قال الشاعر:
لو خيرت لاخترتقاله بيهس لأمه لما قالت له: كيف سلمت من بين أخوتك? وكانوا أحب إليها منه. وقد ذكرت القصة بتمامها في باب التاء.لو نهيت الأولى لانتهت الثانية |
|||||||||||||
|
|
||||||||||
قاله أنس بن الحجير الإيادي لما لطمه الحرق بن أبي شمر لطمة بعد أخرى. والمعنى لو عاقبتك بأول ما جنيت لم تجترئ علي. لو ترك القطا ليلاً لنامنزل عمرو بن مامة على قوم من مراد فطرقوه ليلاً، فأثاروا القطا من أماكنها، فرأتها امرأته طائرة، فنبهت المرأة زوجها فقال: إنما هي القطا؛ فقالت: لو ترك القطا ليلاً لنام. يضرب لمن حمل على مكروه من غير إرادته. وقال المفضل: أول من قال: لو ترك القطا ليلاً لنام، حذام بنت الريان، وذلك أن عاطس بن خلاج سار إلى أبيها في حمير وخثعم وجعفى وهمدان، ولقيهم الريان في أربعة عشر حياً من أحياء اليمن، فاقتتلوا قتالاً شديداً، ثم تحاجزوا؛ وإن الريان خرج تحت ليلته وأصحابه هراباً، فساروا يومهم وليلتهم ثم عسكروا، فأصبح عاطس فغدا لقتالهم، فإذا الأرض منهم بلاقع؛ فجرد خيله وحث في الطلب فانتهوا إلى عسكر الريان ليلاً؛ فلما كانوا قريباً منه أثاروا القطا فمرت بأصحاب الريان فخرجت جذام بنت الريان إلى قومها فقالت:
لو لك عويت لم أعوه"قلت": يجوز أن تكون الهاء للسكت. ويجوز أن تكون كناية عن المصدر؛ أي لم أعو العواء. ويدل على المصدر الفعل أعني عويت، كقوله تعالى: وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه. أي الإعادة. ويدل على المصدر قوله يعيده. ومعنى المثل، لم أهتم لك إنما اهتمامي لنفسي. قاله أبو عبيدة. وقيل: عوى رجل ليلاً في قفر لتجيبه الكلاب فيستدل على الحي، فسمع عواءه ذئب فقصده، فقال: لو لك عويت لم أعوه. يضرب لمن طلب خيراً فوقع في ضده.لو كنت منا حذوناكقاله مرة بن ذهل لابنه همام، وقد قطع رجله. وذلك أن مرة أصابت رجله أكلة فأمر بقطعها فدعا بنيه ليقطعوها فكلهم كره ذلك، فدعا ابنه نقيذاً، وهو همام بن مرة، وكان من أجسرهم، فقال: اقطعها يا بني، فقطعها همام، فلما رآها مرة بانت قال: لو كنت منا حذوناك. فأرسلها مثلاً. يقول: لو كنت صحيحة جعلناك حذاء. يضرب لمن أهمل إكرامه لخصلة سوء تكون فيه.لو كان ذا حيلة لتحوليقال: جلس رجل في بيت وأوقد فيه ناراً فكثر فيه الدخان حتى قتله؛ فقالت امرأته: أي فتى قتله الدخان? فقال لها رجل: لو كان ذا حيلة لتحول. أي لو كان عاقلاً لتحول من ذلك البيت فسلم؛ قال الأصمعي: أي تحول في الأمر الذي هو فيه. يريد التصرف فيه واستعمال الحيلة.لولا الوئام لهلك الأنامالوئام، الموافقة. يقال واءمته مواءمة ووئاماً. وهي أن تفعل مثل ما يفعل، أي لولا موافقة الناس بعضهم بعضاً في الصحبة والمعاشرة لكانت الهلكة. هذا قول أبي عبيد وغيره من العلماء. وأما أبو عبيدة فإنه يروي: لولا الوئام لهلك اللئام. وقال: الوئام، المباهاة. قال: إن اللئام ليسوا يأتون الجميل من الأمور على أنها أخلاقهم، وإنما يفعلونها مباهاة وتشبهاً بأهل الكرم؛ ولولا ذلك لهلكوا. ويروى لولا اللئام لهلك الأنام. من قولهم لاءمت بينهما، أي أصلحت، من اللأم وهو الإصلاح. ويروى: اللوام بمعنى الملاومة، من اللوم.لكن بشعفين أنت جديدالشعفان، جبلان. والجدود، الناقة القليلة اللبن. وأصل المثل أن عروة بن الورد وجد جارية بشعفين فأتى بها أهله ورباها، حتى إذا سمنت وبطنت بطرت، فقالت يوماً لجوار كن يلاعبنها وقد قامت على أربع: احلبوني فإني خلفة، فقال لها عروة: لكن بشعفين أنت جدود. يضرب لمن نشأ في ضر ثم يرتفع عنه فيبطر.لم أذكر البقل بأسمائه |
||||||||||
|
|
|||||||
قال يونس بن حبيب: استعدى قوم على رجل فقالوا: هذا يسبنا ويشتمنا، فقال الرجل للوالي: أصلحك الله، والله لقد أتقيهم حتى لا أسمي البقل بأسمائه، وحتى إني لأتقي إن أذكر البسباس. وكان الذين استعدوا عليه يسمون بني بسباسة وهي أمة سوداء، وكانت ترمى بأمر قبيح فعرض بهم وغمزهم وبلغ منهم ما أراد حين ذكر البسباس، وظن الوالي أنه مظلوم. يضرب لمن يعرض في كلام كثيراً. ألقى عليه شراشرهالشراشر، البدن. ويقال: هو ما تذبذب من الثياب. قال ذو الرمة:
لقيته أول عائنةأي أول شيء. ويقال: أول عائنة عينين وأول عين أي شيء. وأراد بقوله: عائنة، أول نفس عائنة، أو حدقة عائنة. يقال عنته عيناً، أي أبصرته، وأول نصب على الحال من الفاعل، ويجوز أن يكون من المفعول. وقوله: أول عين، يجوز أن يراد بالعين الشخص، ويجوز أن يراد أول مرئي، أي أول ذي عين، أي أول مبصر.لأرينك لمحاً باصراًأي نظراً بتحديث شديد. ومخرج باصر، مخرج لابن وتامر. أي ذا بصر. قال الخليل: معناه لأرينه أمراً مفزعاً، أي أمراً شديداً يبصره، واللامح اللامع، كأنه قال: لأرينك أمراً واضحاً لا يدفع ولا يمنع. وقال أبو زيد: لمحاً باصراً، أي صادقاً. يقولها المتهدد.ليس لعين ما رأت ولكن ليد ما أخذتأصله أن رجلاً أبصر شيئاً مطروحاً فلم يأخذه ورآه آخر فأخذه، فقال الذي لم يأخذه: أنا رأيته قبلك، فتحاكما، فقال الحكم: ليس لعين ما رأت ولكن ليد ما أخذت.ليس على ذلك أذنيوقال: ما لما قرت به العينان من هذا ثمن.لبست على ذلك أذنيأي، سكت عليه كالغافل الذي لم يسمعه. قدر في الأذن الاسترخاء والاسترسال على المسمع، وفي ذلك سد طريق السماع. واستعار لها اسم اللبس ذهاباً إلى سعتها وضفوها. ويروى: لبست بفتح الباء. ولبس السماع أن يسكت حتى كأنه لم يسمع.لأنشقنك نشوقاً معطساًالنشوق، اسم لما يجعل في المنخرين من الأدوية. يضرب لمن يستذل ويرغم أنفه.لألحقن حواقنك بذواقنكقال أبو عبيد: أما الحاقنة فقد اختلفوا فيها. فقال أبو عمرو: هي النقرة التي بين الترقوة وحبل العاتق، وهما الحاقنتان. قال: والذاقنة، طرف الخلقوم. قال أبو عبيد: ذكرت ذلك للأصمعي فقال: هي الحاقنة والذاقنة ولم أره وقف منهما على حد معلوم. "قلت": قال أبو زيد: الحواقن، ما تحقن الطعام في بطنه، والذواقن أسفل بطنه. وقال أبو الهيثم: الحاقةن، المطمئن بن الترقوة والحلق، والذاقنة، نقرة الذقن. والمعنى على هذا: لأجعلنك متفكراً، لأن المتفكر يطرق فيجعل طرف ذقنه يمس حاقنته. يضرب لمن يهدد بالقهر والغلبة.لو وجدت إلى ذلك فأكرش لفعلتهأي لو وجدت إليه أدنى سبيل. قال الأصمعي: نرى أن أصل هذا إن قوماً طبخوا شاة في كرشها، فضاق فم الكرش عن بعض العظام، فقالوا للطباخ: ادخله، فقال: لو وجدت إلى ذلك فأكرش لفعلته. قال المدايني: خرج النعمان بن ضمرة مع ابن الأشعث ثم استؤمن له من الحاج فأمنه، فلما أتاه قال له: أنعمان. قال: نعم. قال: خرجت مع ابن الأشعث? قال: نعم. قال: فمن أهل الرس والبس والدهمسة والدخمسة والشكوى والنجوى، أم من أهل المحاشد والمخاطب والمواقف? قال: بل شر من ذلك: إعطاء الفتنة واتباع الضلالة. قال: صدقت، قال: لو أجد فأكرش إلى دمك لسقيته الأرض. ثم أقبل الحجاج على أهل الشام فقال: إن أبا هذا قدم علي وأنا محاصر ابن الزبير، فرمى البيت بأحجاره فحفظت لهذا ما كان من أبيه. "قلت": قوله: من أهل الرس، أراد من أهل الإصلاح بين القوم. يقال: رسست، إذا أصلحت بين القوم. والبس، الرفق واللين. يقال: بسست الإبل، إذا سقتها سوقاً ليناً. وأراد بالدهمسة والدخمسة، الختل والخدع. يقال: دخمس علي، إذا لبس عليك الأمر. ويروى: الرهمسة بالراء. وهي المسارة، وقوله: المحاشد، أراد المحافل. يقال. احتشد القوم إذا اجتمعوا. وأراد بالمخاطب، مواضع الخطب. وقوله: إعطاء الفتنة، يريد الانقياد للفتنة. يقال: أعطى البعير إذا انقاد بعد استصعاب.لقيته أول ذات يدين |
|||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
قال أبو زيد: أي لقيته أول شيء. وتقديره: لقيته أول نفس ذات يدين. وكنى باليد عن التصرف، كأنه قال: لقيته أول متصرف. لأطأن فلاناً بأخمص رجليوهو أمكن الوطء وأشده. أي لأبلغن منه أمراً شديداً.لأبلغن منك سخن القدمينأي لآتين إليك أمراً يبلغ حره قدميك. قال الكميت:
ليس على أمك الدهناء تدليضرب لمن يدل في غير موضع دلال.لم ولمه عصيت أمي الكلمةيقول الرجل عند ندمه على معصية الشفيق من نصحائه.لألحقن قطوفها بالمعناقالقطوف، الذي يقارب الخطو، وهو ضد الوساع. والمعناق من الخيل، الذي يعنق في السير، وهو أن يسير سيراً مسبطراً يقال له العنق. يضرب به من له قدرة ومسكة، يلحق آخر الأمر بأوله لشده نظره في الأمور وبصره بها.اللقوح الربعية مال وطعامقال أبو عبيد: أصل هذا في الإبل. وذلك أن اللقوح هي ذات الدر. والربعية هي التي تنتج في أول النتاج، فأرادوا أنها تكون طعاماً لأهلها يعيشون بلبنها لسرعة نتاجها، وهي مع هذا مال. يضرب في سرعة قضاء الحاجة.لكل أناس في بعيرهم خبرأي كل قوم يعلمون من صاحبهم ما لا يعلم الغرباء. قال الجاحظ: كلم العلباء بن هيثم السدوسي عمر رضي الله عنه حين وفد عليه في حاجة، وكان أعور دميماً جيد اللسان حسن البيان، فلما تكلم أحسن، فصعد عمر رضي الله عنه بصره فيه وحدره، فلما فرغ قال عمر رضي الله عنه: لكل أناس في جملهم خبر.لقد كنت وما يقاد بي البعيريضربه المسن حين يعجز عن تسيير المركوب. وأول من قاله سعد بن زيد مناة، وهو الفزر، وكانت تحته امرأة من بني تغلب، فولدت له، فيما يزعم الناس، صعصعة أبا عامر. وولدت له هبيرة بن سعد. وكان سعد قد كبر حتى لم يطق ركوب الجمل، إلا أن يقاد به ولا يملك رأسه. فكان صعصعة يوماً يقوده على جمله فقال سعد: قد كنت لا يقاد بي الجمل. فأرسلها مثلاً. قال المخبل:
لأضربنه ضرب أوابي الحمريضرب مثلاً في التهديد. يقال: حمار آب يأبى المشي، وحمر أواب.لعن الله معزى خيرها خطةقال أبو عبيد: خطة، اسم عنز كانت عنز سوء. أنشد الأصمعي:
لقد كنت وما أخشى بالذئب فاليوم قد قيل الذئب الذئبقال الأصمعي: أصله أن الرجل يطول عمره فيخوف إلى أن يخوف بمجيء الذئب ويروى: بما لا أخشى الذئب. أي إن كنت كبرت الآن حتى صرت أخشى بالذئب، فهذا بدل ما كنت وأنا شاب لا أخشى. قال بعض العلماء: المثل لقباث بن أشيم الكناني عمر حتى أنكروا عقله؛ وكانوا يقولون له: الذئب الذئب. فقالوا له يوماً وهو غير غائب العقل، فقال: قد عشت زماناً وما أخشى بالذئب. فذهبت مثلاً.لبست له جلد النمريضرب في إظهار العداوة وكشفها. عن أبي عبيد. ويقال للرجل الذي تشمر في الأمر: لبس جلد النمر. وقال معاوية ليزيد عند وفاته: تشمر كل التشمر، والبس لابن الزبير جلد النمر.لقد ذل من بالت عليه الثعالبقيل: اصله إن رجلاً من العرب كان يعبد صنماً فنظر يوماً إلى ثعلب جاء حتى بال عليه، فقال:
ليس قطاً مثل قطىقال الأصعمي: يضرب في خطأ القياس. قال أبو قيس بن الأسلت:
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
قال اللحياني: قالت القطاة للحجل: حجل حجل تقر في الجبل من خشية الرجل، فقال لها الحجل: قطا قطا، قفاك أمعطا، بيضك ثنتان وبيضي مائتا. أراد مائتان فحذف النون ونصب أمعطا على تقدير: أرى قفاك أمعطا؛ وهو الذي لا شعر عليه. لاقيت أخيلاقال ابن الأعرابي: الأخيل، الشقراق، ويتطيرون منه للطمه، ويسمونه مقطع الظهور. يقال: إذا وقع على بعير وإن كان سالماً يئسوا منه، وإذا لقي المسافر الأخيل تطير وأيقن بالعقر، وإن لم يكن موت في الظهر. قال الفرزدق:
ليس هذا بعشك فأدرجيأي ليس هذا من الأمر الذي لك فه حق فدعيه. يقال: درج أي مشى ومضى. يضرب لمن يرفع نفسه فوق قدرهلو كان درأ لم تئلقال يونس: لو كان الأمر كما قلت لم تنج، وللكنه دون ما قلت. الدرء، الدفع، وكل ما يحتاج إلى دفعه يسمى درأ. ومنه درء الأعادي أي شرهم. والوأل النجاة. يضرب لمن يتهم في قومه.لم يفت من لم يمتهذا من كلام أكثم بن صيفي. يقول: من مات فهو الفائت حقيقة.ليس بأول من غره السرابقالوا: أصله أن رجلاً رأى سراباً فظنه ماء، فلم يتزود الماء فكانت فيه هلكته. فضرب به المثل.لقيته قبل كل صيح ونفرالصيح، الصياح؛ والنفر، التفرق، وذلك إذا لقيته قبل طلوع الفجر.لقيته صكة عميقال اللحياني: هي أشد ما يكون من الحر؛ أي حين كاد الحر يعمي من شدته. وقال الفراء: حين يقوم قائم الظهيرة. وزعم بعضهم أن عمياً الحر بعينه. وأنشد:
لكل صباح صبوحأي كل يوم يأتي بما ينتظر فيه.لقيته ذات العويمإذا لقيته ذات المرار في الأعوام. ونصب "ذات" على الظرف، وهي كناية عن المدة أو المرة.ليس الخبر كالمعاينةقال المفضل: يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من قاله. وكذلك قوله: مات حتف أنفه، ويا خيل الله اركبي.لن يهلك امرؤ عرف قدره |
|||||||||||||||||||
|
|
||||
قال المفضل: إن أول من قال ذلك أكثم بن صيفي في وصية كتب بها إلى طيء. كتب إليهم: أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، وإياكم ونكاح الحمقاء، فإن نكاحها غرر، وولدها ضياع؛ وعليكم بالخيل فأكرموها فإنها حصون العرب، ولا تضعوا رقاب الإبل في غير حقها فإن فيها ثمن الكريمة ورقوء الدم وبألبانها يتحف الكبير، ويغذى الصغير، ولو أن الإبل كلفت الطحن لطحنت؛ ولن يهلك امرؤ عرف قدره؛ والعدم عدم العقل لا عدم المال؛ ولرجل خير من ألف رجل؛ ومن عتب على الدهر طالت معتبته، ومن رضي بالقسم طابت معيشته، وآفة الرأي الهوى، والعادة أملك، والحاجة مع المحبة خير من البغض مع الغنى، والدنيا دول؛ فما كان لك أتاك على ضعفك وما كان عليك لم تدفعه بقوتك، والحسد داء ليس له دواء، والشماتة تعقب، ومن ير يوماً يره. قبل الرماء تملأ الكنائن. الندامة مع السفاهة. دعامة العقل الحلم. خير الأمور مغبة الصبر. بقاء المودة عدل التعاهد. من يزر غباً يزدد حباً. التغرير مفتاح البؤس. من التواني والعجز نتجت الهلكة. لكل شيء ضراوة، فضر لسانك بالخير. عي الصمت أحسن من عي المنطق. الحزم حفظ ما كلفت وترك ما كفيت. كثير التنصح يهجم على كثير الظنة. من ألحف في المسألة أثقل. من سأل فوق قدره استحق الحرمان. الرفق يمن، والخرق شؤم. خير السخاء ما وافق الحاجة. خير العفو ما كان بعد القدرة. فهذه خمسة وثلاثون مثلاً في نظام واحد. الليل وأهضام الواديالهضم، ما اطمأن من الأرض. يضرب في التحذير من الأمرين كلاهما مخوف. وأصله أن يسير الرجل ليلاً في بطون الأودية، ولعل هناك ما لا يؤمن اغتياله وهو لا يدري وينصبان إلى إضمار فعل. أي احذرك الليل وأهضام. ويجوز الرفع على تقدير: الليل وأهضام الوادي محذوران.الليل أعورقالوا: إنما قيل ذلك لأنه لا يبصر فيه؛ كما قالوا: نهار مبصر، يبصر فيه.لم أر كاليوم في الحريمةأصل هذا أن رجلاً، فيما ذكروا، انتهى إلى أسد في وهدة، فظن أنه وعل فرمى بنفسه عليه ففزع الأسد فنفضه ورمى به ومر هارباً. وكان مع الرجل ابن عم له لما نظر إلى الأسد عرفه، فقال الذي رمى بنفسه عليه: لم أر كاليوم في الحريمة، وهي الحرمان، فقال ابن عمه: لو أر كاليوم واقية، أي وقاية. يضرب لمن فاته ما لا خير له فيه فهو يندم عليه.لقيته بين سمع الأرض وبصرهاقال أبو عبيدة: قال بعضهم: معناه بين طول الأرض وعرضها. قال: وهذا كلام مخرج، ولكن الكلام لا يوافقه، ولا أدري ما الطول والعرض من السمع والبصر، ولكن وجهه عندي أنه لقيه في مكان خال ليس فيه أحد يسمع كلامه ولا يبصره إلا الأرض القفر دون الناس. وإنما هذا مثل، ليس أن الأرض تسمع وتبصر. وهذا كقوله عليه الصلاة والسلام لأحد: هذا جبل يحبنا ونحبه. والجبل ليست له محبة. وكقوله تعالى: جداراً يريد أن ينقض. ولا إرادة هناك. ومثل ما تقدم قولهم:لقيته بوحش أصمتويروى ببلدة أصمت غير مجرى، إذا لقيته بمكان لا أنيس به.التقى الثريانقال أبو عبيد: الثرى هو التراب الندي، فإذا جاء المطر الكثير رسخ في الأرض حتى يلتقي نداه والندى الذي يكون في بطن الأرض، فهو التقاء الثريين. يضرب في سرعة الاتفاق بين الرجلين والأمرين. قال ابن الأعرابي: قيل لرجل: لبس فلان فرواً بلا قميص. فقال: التقى الثريان. يريد شعر الفرو وشعر العانة.لز فلان بحجرهأي ضم إلى قرن مثله. وهذا مثل قولهم: رمى فلان بحجره. ويروى في حديث صفين أن معاوية لما بعث عمرو بن العاص حكماً مع أبي موسى الأشعري، جاء الأحناف بن قيس إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، فقال له: إنك قد رميت بحجر الأرض فاجعل معه ابن عباس، فإنه لا يشد عقدة إلا حلها. فأراد علي أن يفعل ذلك فأبت عليه اليمانيون إلا أن يكون أحد الحكمين منهم، فبعث عند ذلك أبا موسى الأشعري.الله أعلم ما حطها من رأس يسوميضرب مثلاً في النية والضمير. وأصله أن رجلاً نذر أن يذبح شاة، فمر بيسوم، وهو جبل، رأى فيه راعياً فقال: اتبعيني شاة من غنمك? قال: نعم، فأنزل شاة فاشتراها وأمر بذبحها عنه، ثم ولى فذبحها الراعي عن نفسه. وسمعه ابن الرجل يقول ذلك فقال لأبيه: سمعت الراعي يقول كذا، فقال: يا بني الله اعلم ما حطها من رأس يسوم ويروى، من حطها.الليل يواري حضناً |
||||
|
|
|||||||
أي يخفي كل شيء حتى الجبل. وحضن، جبل معروف. ليس سلامان كعهدانأي ليس كما عهدت. يضرب لما تغير عما كان قبل. وسلامان، مكان. ويروى سلامان بكسر النون.ليتك من وراء حوض الثعلبوحوض الثعلب، فيما يزعمون، واد بشق عمان.ليست بخلاة بنجاةالخلاة، العشبة. والنجاة، الأكمة من الأرض. أي لست من لا يمتنع فيضام. يعني لست ممن يختلني من أرادني.ليت حظي من العشب خوصهالخوص، ورق النخل والدوم والخزم والنارجيل وما أشبه ذلك، مما نباته نبات النخلة. يضرب لمن يعدك الكثير ولا يعجل القليل.لتجدني بقرن الكلاقرن الكلا، منتهى الراعية وعظمها. أي حيثما طلبتني وجدتني.لأقلعنك قلع الصمغةقال الحجاج بن يوسف لأنس بن مالك: والله لأقلعنك قلع الصمغة، ولأجزرنك جزر العرب، ولأعصبنك عصب السلمة. فقال أنس: من يعني الأمير? قال: إياك أعني، أصم الله صداك. فكتب أنس بذلك إلى عبد الملك، فكتب عبد الملك إلى الحجاج: يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب، لقد هممت أن أركلك ركلة تهوي منها إلى نار جهنم وأضغمك ضغمة كبعض ضغمات الليوث الثعالب وأخبط خبطة تود أنك زاحمت مخرجك من بطن أمك، قاتلك الله أخيفش العينين أصلك الأذنين أسود الجاعرتين أخمش الساقين.لطة لطم المنتقشإذا لطمه لطماً متتابعاً وذلك أن البعير إذا شاكته الشوكة لا يزال يضرب يده على الأرض يروم انتقاشها.ليس لها راع ولكن حلبةالحلبة جمع حالب. يضرب للرجل يوكل وليس له من يبقي عليه.ألقت مراسيها بذي رمرامأي سكنت الإبل واستقرت وقرت عيونا بالكلا والمرتع. والرمرام ضرب من الشجر وحشيش الربيع. يضرب لمن اطمأن وقرت عينه بعيشه.لو بغير الماء غصصتيضرب لمن يوثق به ثم يؤتى الواثق من قبله. ومن هذا قول عدي ابن زيد:
لتجدن نبطه قريباًالنبط، الماء الظاهر من الأرض. يضرب لمن يؤخذ ما عنده سهلاً عفواً.التقت حلقتا البطانيقولون: البطان للقتب الحزام الذي يجعل تحت بطن البعير، وفيه حلقتان. فإذا التقتا فقد بلغ الشد غايته. يضرب في الحادثة إذا بلغ النهاية.ليس الهنء بالدسالهناء، القطران. والهنء طلي البعير بالهناء. وهو أن يهنأ الجسد كله. والدس أن تطلى المغابن والأرفاغ. يضرب فيمن يقصر في الطلب ولا يبالغ.لو كنت أنفخ في فحمالفحم والفحم لغتان. يريد، قد علمت لو كنت أعمل في فائدة. وقال: قد قاتلوا لو ينفخون في فحم. والعامة تقول: إنما ينفخ في رماد.لو كان عنده كنز النطف ما عداالنطف بن الخيبري، رجل من بني يربوع كان فقيراً يحمل الماء على ظهره فينطف أي يقطر، فأغار على مال بعث به بأذان إلى كسرى من اليمن، فأعطى منه يوماً حتى غابت الشمس، فضربت العرب به المثل في كثرة المال.لم أجد لشفرتي محزاًالمحز، موضع الحز، وهو القطع. يضرب عذراً في تعذر الحاجة. أي لم أجد مجالاً في تحصيل ما أردت.لكل صارم نبوة ولكل جواد كبوة ولكل عالم هفوةيقال: نبا السيف، إذا تجافى عن الضريبة، وكبا الفرس عثر؛ وهفوة العالم زلته.لكل داخل دهشةأي، حيرة.لأطعنن في حوصهمالحوص، الخياطة بغير رقعة. يضرب في الوعيد أي أفسد ما أصلحوا.ليت القسي كلها أرجلاًكذا ورد المثل نصباً. وهي لغة تميم يعملون ليت إعمال ظن، فيقولون: ليت زيداً شاخصاً. كما يقولون ظننت زيداً شاخصاً. قال ابن الأعرابي: أرجل القسي إذا وترت أعاليها وأيديها أسافلها وأرجلها أشد من أيديها وأنشد: "ليت القسي كلها من أرجل" وقال بعضهم: الذين قالوا ليت القسي كلها أرجلاً، ظنوا أن ذلك ممكن، وليس بممكن. لأنه لما كانت أعالي القسي أطو من أسافلها فلو تركت االأسافل على غلظ الأعالي مع قصرها لم توات النازع فيها ولتخلفت عن الأعالي وخذلتها. يضرب للمتمني محالاً.ليس بعد الإسار إلا القتل |
|||||||
|
|
|||||||
هذا المثل لبعض بني تميم. قاله يوم المشقر، وهو قصر بناحية البحرين، وكان كسرى كتب إلى عامله أن يدخلهم الحصن فيقتلهم، وذلك لجناية كانوا جنوها عليه فأرسل إليهم فأظهر لهم أنه يريد أن يقسم فيهم مالاً وطعاماً، فجعل يدخل واحداً واحداً فيقتله فلما رأوا أنه ليس يخرج أحد ممن يدخل علموا أن الدخول إليه إنما هو أسر ثم قتل، فعندها قال قائلهم: ليس بعد الإسار إلا القتل. فامتنعوا حينئذ من الدخول. يضرب في الإسارة يركبها الرجل من صاحبه فيستدل بها على أكثر منها. قال أبو عبيد. ليس بعد السلب إلا الإسارقال حمري بن عبادة يوم المشقر لما رأى قومه يدخلون حصن هجر على هوذة بن علي والمكعبر الضبي ولا يخرجون لأنهم كانوا يقتلون. وكانوا يأخذون أسلحتهم قبل الدخول فقال حمري: ليس بعد السلب إلا الإسار. يعني بعد سلب الأسلحة، وتناول سيفاً وعلى باب المشقر سلسلة ورجل من الأساورة قابض عليها فضرب السلسلة فقطعها ويد الأسوار، فانفتح الباب وإذا الناس يقتلون فثارت بنو تميم، فلما عرف هوذة أنهم نذروا به، أمر المكعبر فأطلق مائة من خيارهم وخرج هارباً هو والأساورة معهم، وتبعهم سعد والرباب فقتل بعضهم وأفلت من أفلت. وكان من قتل يومئذ أربعة آلاف رجل. يضرب للرجل يمكر مكراً متقدماً ثم يخلط ليخدع صاحبه.ليس في جفيره غير زندينيضرب لمن ليس عنده خير وهذا قريب من قولهم زندان في مرقعة. يضرب للرجل المحتقر.ليس الدلو إلا بالرشاءأي، لا يستقي لك الدلو إذا لم يقرن بالحبل. يضرب في تقوي الرجل بأقاربه وعشيرته.ليس هذا من كيسكيضرب لمن يرى منه ما لا يمكن أن يكون هو صاحبه. وأصل هذا أن معاوية لما أراد المبايعة ليزيد دعا عمراً فعرض عليه البيعة له فامتنع، فتركه معاوية ولم يستقص عليه، فلما اعتل معاوية العلة التي توفي فيها دعا يزيد وخلا به، وقال له: إذا وضعتم سريري على شفير حفرتي فادخل أنت القبر، ومر عمراً يدخل معك، فإذا دخل فاخرج فاخترك سيفك ومره فليبايعك، فإن فعل وإلا فادفنه قبلي؛ ففعل ذلك يزيد فبايع عمرو وقال: ما هذا من كيسك، ولكنه من كيس الموضوع في اللحد. فذهبت مثلاً. ويحكى من دهاء عمرو أن معاوية قال له يوماً: هب لي الوهط. فقال هو لك. والوهط ضيعة كانت لعمرو بالطائف ما ملكت العرب مثله. وكان معاوية يشتهي أن يكون له بكل ما يملك فلم يقدر على ذلك فلما وهرها له وقدر معاوية أنه صار ملكاً له قال عمرو: قد وجب أن تسعفني بحاجة أسألكها. قال معاوية: أنت بكل ما سألت مسعف. قال: ترد إلي الوهط؛ فوهبه له معاوية ضرورة.اللسان مركب ذلوليعني أن الإنسان يقدر على قول الخير والشر؛ فلا يعود لسانه مقالة السوء.أله له كما يلهي لك الإلهاء، إلقاء اللهوة. وهو ما يلقيه الطاحن بيده في فم الرحا. ومعنى المثل، اصنع به كما يصنع بك. يضرب في المكافأة والمجازاة. ليس لمختال في حسن الثناء نصيبيضرب في ذم الخيلاء والكبرلج مال ولجت الرجمقاله سعد بن زيد لأخيه مالك بن زيد؛ وكان مالك بن زيد يحمق، وكان لا يظهر على عورات النساء ولا يدري ما يراد منهن؛ فزوجه أخوه، فلما بنى بأهله أبى أن يدخل الخباء فقال له أخوه سعد: لج مال ولجت الرجم، فأرسلها مثلاً. والرجم القبر.
لم أجعلها بظهرالهاء كناية عن الحاجة. يضربه المعني بحاجتك. يقول: لم أجعل حاجتك وراء ظهري ولم أغفل عنها، بل جعلتها نصب عيني.لأكوينه كية المتلومأي كياً بليغاً. والمتلوم، الذي يتتبع الداء حتى يعلم مكانه. يضرب في التهديد الشديد المحقق.لقد حملتك غير محملكأي رفعتك فوق قدرك. يضرب لمن لا تجده موضع معروفك وإحسانك.لو سئلت العارية أين تذهبين لقالت أكسب أهلي ذماًهذا من كلام أكثم بن صيفي. يعني أنهم يحسنون في بذلها لمن يستعير، ثم يكافؤون بالدم إذا طلبوا. يضرب في سوء الجزاء للمنعم.لأضمنك ضم الشناترقال أهل اللغة: هي لغة يمانية وهي الأصابع. الواحدة شنترة. وذو شناتر ملك من ملوك اليمن.لولا عتقه لقد بليالعتق، الكرم. أي لولا كرمه وقوته لاحتمال أعباء ما يحمل لضعف وعجز عن حمله. |
|||||||
|
|
|||||||||||||||||||
ليتني وفلاناً يفعل بنا كذا حتى يموت الأعجلهذا من قول الأغلب العجلي في شعر له، وهو "ضرباً وطعناً أو يموت الأعجل".ليس عليك نسجه فاسحب وجرأي أنك لم تنصب فيه فلذلك تفسده.ألق دلوك في الدلاءقال أبو عبيد: يضرب في اكتساب المال والحث عليه. قال الشاعر:
لقيت منه عرق الجبينأي تعبت في أمره حتى عرق جبيني من الشدة.ليس لشبعة خير من صفرة تحفزهاالصفرة، الجوعة. وفي الحديث: صفرة في سبيل الله خير من حمر النعم، وهي فعلة من الصفورة، وهي الخلاء. يقال: مكان صفر، أي خال، والحفز، الدفع. ومثل هذا في المعنى قولهم:ليس للبطنة خير من خمصة تتبعهاالبطنة، الكظة والامتلاء. والخمصة الجوعة.ليس الري عن التشافالاشتفاف والتشاف أن تشرب جميع ما في الإناء، مأخوذ من الشفافة وهي البقية. يقول: ليس من لا يشف لا يروى، فقد يكون الري دون ذلك. يضرب في قناعة الرجل ببعض ما ينال من حاجته. أي ليس قضاؤك الحاجة أن لا تدع قليلاً ولا كثيراً إلا نلته، فإذا نلت معظمها فاقنع به.لهذا كنت أحسيك الجرعيروى المجع جمع مجيع، وهو اللبن ينقع فيه التمر. أي لمثل هذا كنت أربيك لتدفع شراً أو تجلب خيراً. قال الأصمعي: وأصله أن الرجل يغذو فرسه بالألبان يحسيها إياه ثم يحتاج إليه في طلب أو هرب فيقول: لهذا كنت أفعل بك ما أفعل. قال الراجز: "لمثلها كنت أحسيك الحسى".ليس كل حين أحلب فأشربيضرب في كل شيء يمنع من المال وغيره، أي ليس كل دهر يساعدك ويتأتى لك ما تطلب. يحثه على العمل بالتدبير وترك التبذير. قال أبو عبيد: وهذا المثل يروى عن سعيد بن جبير قاله في حديث سئل عنه. قال الطبري: يقوله من يحكم أول أمره مخافة أن لا يمكن من آخره.لتجلبنها مصراًيقال: مصرت الناقة أمصرها مصراً، إذا حلبتها بأطراف الأصابع. يضرب لمن يتوعدك فتقول: لا تقدر أن تنال مني شيئاً إلى بعد عناء طويل. ونصب "مصراً" على تقدير لتحلبنها حلباً بجهد وعناء. ويجوز أن يكون نصب على الحال، أي لتحلبنها وأنت ماصر. والهاء كناية عن الخطة التي قدر أن ينالها منه، فجعل الناقة والمصر عبارة عنها.لم تحلب ولم تغارالمغارة، قلة اللبن. يقول لم تحلب هذه الناقة ولم تغار هي وأودى اللبن. يضرب لمن ضيع ماله أو مال غيره.لله درهأي خيره وعطاؤه وما يؤخذ منه. هذا هو الأصل. ثم يقال لكل متعجب به.ليس الشحم باللحم ولكن بقواصيهقواصي الشيء نواحيه. يضرب للمتقاربين في الشيء وليس شيئاً واحداً في الحقيقة.لم يضع من مالك ما وعظكهذا المثل يروى عن أكثم بن صيفي. قال المبرد: إذا ذهب من مالك شيء فحذرك أن يحل بك مثله فتأديبه إياك عوض من ذهابه.لفلان كحل ولفان سواديعني كثير مال. وأراد بالكحل هذا الذي يكتحل به والغالب عليه السواد. وأراد بالسواد المال الكثير. يعني أن كثرته تمنع حصره وعده، كما أن السواد يمنع من إدراك الشيء وحقيقته. قال أبو عبيد: وكان الأصمعي يتأول في سواد العراق أنه سمي به للكثرة. قال أبو عبيد: وأما أنا فأحسبه سمي للخضرة التي في النخل والشجر والزرع، لأن العرب قد تلحق لون الخضرة بالسواد فتضع أحدهما موضع الآخر. من ذلك قوله تعالى حين ذكر الجنتين: مدهامتان. قال في التفسير: خضراوان. قال ذو الرمة:
ليس أخو الشر من توقاهيقول: إذا وقعت في الشر فلا توقه حتى تنجو منه.لعالك عالياًويقال لعل لك. يقال ذلك للعاثر دعاء له. قال المحجل بن حزن الحارثي:
لعل له عذراً وأنت تلوميضرب لمن يلوم من له عذر ولا يعلمه اللائم. وأوله "تأن ولا تعجل يلومك صاحباً".لقيت منه الأقورين والفتكرين والبرحينإذا لقي منه الأمور العظام. |
|||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
لم يحرم من فصد لهالفصيد، دم كان يجعل في معي من فصد عرق البعير، ثم يشوى ويطعمه الضيف في الأزمة. يقال: من فصد له البعير فهو غير محروم. ويقال: أيضاً: من فصد له بتسكين الصاد تخفيفاً. ويقال: فزد له بالزاي. يضرب في القناعة باليسير.لأمدن غصنكأي لأطلين عناءك. وإذا مد غضنه فقد أطال عناءه. والغضن، التشنج. ويروى: لأمدن عصبك؛ وهو قريب من الأول. وأنشد أبو حاتم عن أبي زيد على الغضن:
أنازل أنت فخابر لنالتجدن فلاناً ألوى بعيد المستمرألوى، أي شديد الخصومة. واستمر استحكم. يعني أنه قوي الخصومة لا يسأم المراس. أنشد أبو عبيد: "وجدتني ألوى بعيد المستمر" أي بعيد شأو المستمر. ويجوز أن يريد: بعيد المذهب. يقال: مر واستمر، أي ذهب. وقوله: ألوى أي ألتوي على خصمي بالحجة. وقبله:
لأقيمن قذلكويروى، حدلك. أي عوجك. والحدل، عوج وميل في أحد المنكبين. والقذل، الميل والجور. ويروى: لأقيمن صعرك، أي ميلك.لكل ساقطة لاقطةقال الأصمعي وغيره: الساقطة، الكلمة يسقط بها الإنسان. أي لكل كلمة يخطئ فيها الإنسان من يتحفظها فيحملها عنه. وأدخل الهاء في اللاقطة، أراد المبالغة. وقيل أدخلت لازدواج الكلام. يضرب في التحفظ عند النطق. وقال ثعلب: يعني لكل قذر فدر. وقيل: أراد لكل كلمة ساقطة أذن لاقطة؛ لأن أداة لقط الكلام الأذن.الليل أخفى للويلأي افعل ما تريد ليلاً، فإنه أستر لسرك. وأول من قال ذلك سارية ابن عويمر بن عدي العقيلي، وكان سبب ذلك أن توبة بن الحمير شهد بني خفاجة وبني عوف وهم يختصمون عند همام بن مطرف العقليلي، وكان مروان ابن الحكم استعمله على صدقات بني عامر، فضرب ثور بن أبي سمعان بن كعب العقيلي توببة بن الحمير بجرز، وعلى توبة درع وبيضة، فجرح أنف البيضة وجه توبة، فأمر همام بن مطرف بثور، فأقعد بين يدي توبة فقال: خذ حقك يا توبة. فقال توبة: ما كان هذا إلا عن أمرك، وما كان ثور يجترئ علي عند غيرك، ولم يقتص منه. وقال:
ليس النفاخ بشر الزمرةأي ليس المحرض في الحرب دون المقاتل.لقي ما يلقى المنتوف باركاًوذلك أن البعير ينتف باركاً. يضرب لمن لقي شدة وأذى.ليست بريشاء ولا عمشاءالريشاء، الطويلة هدب العين. والعمشاء، السيئة البصر. يضرب للشيء الوسط بين الجيد والرديء.ليس الحاث بأورعأي ليس من يحث على العمل بأورع ممن يعمل. وهذا كقولهم: ليس النفاخ بشر الزمرة.لقي است الكلبةإذا لقي أمراً شديداً. قالوا: إن ملك الرهاء أطفأ نيران البلاد وأمرهم أن يقتبسوا النار من است الكلبة الميتة. فهرب قوم لذلك من البلاد.لو ترك الضب بأعداء الواديأي بنواحيه. واحدها عداً. وهي جمع عدوة. مثل قولهم: لو ترك القطا ليلاً لنام.لم يعدم منه خابط ورقاًيضرب للجواد لا يحرم سائله. والخبط، ضرب الشجرة بالعصا فيسقط ورقها.لكل ذي عمود نوىأي لكل أهل بيت نجعة. المعنى، لكل اجتماع افتراق، ولكل امرئ حاجة يطلبها.ليت حظي من أبي كرب أن يسد عني خيره خبله |
||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
قيل: نزلت بقوم شدة فقالوا لعجوز عمياء: أبشري، فهذا أبو كرب قد قرب منا، فقالت هذا القول. وأبو كرب تبع من تبايعة اليمن. لوى مغل إصبعهويرىو: مضل. أي لشدة أسفه. قال أبو عمرو: المغل، الغاش يلوي إصبعه في السلح، فيترك شيئاً من اللحم في الإهاب. يضرب للمبذر ماله.لتحمل عضة جناهاالعضاه، شجر طوال ذوات شوك مثل الطلح والسلم والسيال وغيرها. ولكل منها جنى وواحدة العضاه عضهة، وبعضهم يقول عضوة. وهذا مثل قولهم: كل إناء يرشح بما فيه.لأفقر منا يهدى غمام أرضناأي يذهب حظنا إلى غيرنا. ويروى: نهدي غمام، أي نؤثرهم علينا.لك ما أبكي ولا عبرة بي.يجوز أن تكون "ما" صلة. أي لكل أبكي، ويجوز أن تكون مصدراً. أي لك بكائي ولا حاجة بي إلى أن أبكي. أي لأجلك أتحمل النصب. يضرب في عناية الرجل بأخيه.ليس لملول صديقكما قيل:
ليس لشره غنىلأنه لا يكتفي بما أوتي لحرصه على الجمع، فهو لا يزال طالباً فقيراً.ليس المتعلق كالمتأنقالمتعلق، الذي يكتفي بالعلقة. وهي القليل من الشيء. أي، ليس الراضي بالبلغة من الشيء كالمتخير ذي النيقة، يأكل ما يشاء ويختار منه ما يوافقه، أي يعجبه.ليس من العدل سرعة العزلأي لا ينبغي أن تعجل بالعزل قبل أن تعرف العذر.ليس بصلاد القدحأي ليس بصلد زنده فيما يقدح. يضرب لمن لا يرجع خائباً عما يقصد.لو كرهتني يدي ما صحبتنيقال:
لقيته صحرة بحرةأي، خالياً ليس بيني وبينه حاجز. وهما اسمان جعلا اسماً واحداً. ولا ينون؛ وأصل صحرة من الصحراء وهو الفضاء. وأصل بحرة من البحر، وهو الشتق والسعة. ومنه سمي البحر لأنه شق في الأرض.لقيته بعيدات بينأي بعد فراق، وذلك إذا كان الرجل يمسك عن إتيان صاحبه زماناً ثم يأتيه ثم يمسك عنه نحو ذلك أيضاً ثم يأتيه. قاله أبو زيد.لأشأنن شأنهمأي لأفسدن أمرهم. والشأن ملتقى القبائل من الرأس، ومعناه لأصيبن ذلك الموضع منهم، كما تقول: رأسته إذا أصبت رأسه. وهذا لفظ يتضمن اللوعيد.لألجئنك إلى قر قراركأي إلى محلك الذي تستحقه. قال الأصمعي: القر، المستقر، والقرار مصدر قر يقر، أي لأضطرنك إليه. ويقال: أراد لألجئنك إلى مضجعك ومدفنك، يعنون القبر.لأمر ما يسود من يسودإنما دخلت "ما" للتأكيد، أي لا يسود الرجل قومه إلا بالاستحقاق.لأمر ما جدع قصير أنفهقالته الزباء لما رأت قصيراً مجدوعاً. وقد مر ذكره في باب الخاء.للسوق درة وغراريقال: سوق دارة أي نافقة، وغارة أي كاسدة. ويقال: درت السوق تدر، إذا كثر خيرها. وغارت تغار غراراً، إذا قل خيرها. وكلاهما على التشبيه بلبن الناقة. وكان القياس أن يقال: سوق دارة ومغارة. لكنهم قالوا غارة للازدواج.لكن حمزة لا بواكي لهقاله النبي صلى الله عليه وسلم لما وجد نساء المدينة يبكين قتلاهن بعد أحد، فأمر سعد بن معاذ وأسيد بن خضير رضي الله عنهما نساءهم أن يتحزمن ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاءهن على حمزة خرج إليهن وهن على باب مسجده فقال: ارجعن يرحمكن الله، فقد أسأتن بأنفسكن. يضرب عند فقد من يهتم بشأنك.لكن خلالي قد سقطأصله أن شيخاً وعجوزاً حملا على جمل بينهما بخلال، فقال الشيخ للعجوز: خلالك ثابت. قالت: نعم: فقال: لكن خلالي قد سقط؛ وانتزع خلاله فسقط ومات. يضرب لمن يوقع نفسه في الهلكة.لعلني مضلل كعامر |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||
أصله أن شابين كانا يجالسان المستوفر بن ربيعة، فقال أحدهما لصاحبه، واسمه عامر، إني أخالف إلى بيت المستوغر، فإذا قام من مجلسه فأيقظني بصوتك، ففطن المستوغر لفعله فمنعه من الصياح، ثم أخذ بيده إلى منزله، فقال: هل ترى بأساً? قال: لا، ثم أخذه إلى بيت الفتى، فإذا الرجل مع امرأته، فيقول المستوغر: لعلني مضلل كعامر. فذهبت مثلاً. يضرب لمن يطمع في أن يخدعك كما خدع غيرك. لج فحجأي نازعه خصمه فحمله اللجاج على أن غلبه بالحجة. ويقال: بل معناه أن رجلاً خرج يطوف في البلاد فاتفق حصوله بمكة، فحج من غير رغبة منه، فقيل، لج في الطواف حتى حج، قال أبو عبيد: يضرب للرجل يبلغ من لجاجته أن يخرج إلى شيء ليس من شأنه. قال: وهذا من أمثالهم في صعوبة الخلق واللجاجة.لم تفاتي فهاتيأي لم يفتك ما تطلبين، فهاتي ما عندك، يعني: استقبلي الأمر فإنه لم يفتك. زعموا أن رجلاً خرج من أهله فلما رجع قالت امرأته: لو شهدتنا لأخبرناك وحدثناك بما كان، فقال الرجل: لم تفاتي فهاتي. أي لم يفتك ذاك فهاتي ما عندك.لقيته في الفرطإذا لقيته في اليومين والثلاثة فصاعداً مرة؛ ولا يكون الفرط في أكثر من خمس عشرة ليلة. قاله الأحمر.لقيته عن هجروذلك إذا لقيته بعد الحول. وعن بمعنى بعد. أي لقيته بعد هجر.لكل زعم خصمالزعم والزعم والزعم ثلاث لغات. والتقدير، لكل ذي زعم خصم. أي لكل مدع خصم يباريه ويناويه. يضرب عند ادعاء الإنسان ما ليس له.لأضربنك غب الحمار وظاهرة الفرسغب الحمار أن يشرب يوماً ويدع يوماً. وظاهرة الفرس أن يشرب كل يوم. والمعنى لأضربنك كل وقت.لم يجد لمسحاته طيناًهذا مثل قولهم: لم يجد لشفرته محزاً. يضرب لمن حيل بينه وبين مراده.لن يعدم المشاور مرشداًيضرب في الحق على المشاورة.ليس للئيم مثل الهوانيعني أنك إذا دفعته عنك بالحلم والاحتمال اجترأ عليك، وإن أهنته خافك وأمسك عنك.لقيته نقاباًأي فجأة. وهو مصدر. ناقبته نقاباً، إذا فاتحته، والنقاب مشتق من النقب، نقب الحائط. وهو نوع من الفبتح، أو من المنقب، وهو الطريق، وهو مفتوح أيضاً. وانتصابه على المصدر. ويجوز على الحال.لقيته كفاحاًأي مواجهة، ومنه: إني لأكفحها وأنا صائم، أي أقبلها. ومنه الكفاح في الحرب، وهو أن يقابل العدو مقاتلاً. وكذلك قولهم:لقيته صفاحاًوهو مشتق من الصفح. وهو عرض الشيء وجانبه. ويدل على القرب، كأنك قلت: لقيته وصفحة وجهي إلى صفحة وجهه. يعني لقيته مواجهاً.لقيته صقاباًهذا من الصقب، وهو القرب. ومنه: الجار أحق بصقبه. كأنه قال: لقيته متقاربين.لم يبرد بيدي منه شيءأي لم يثبت ولم يستقر في يدي منه شيء. وهذا من قولهم: برد حقي، أي ثبت.لكل مقام مقاليراد، أن لكل أمر أو فعل أو كلام موضعاً لا يوضع في غيره.أنشد ابن الأعرابي:
لو قلت تمرة لقال جمرةيضرب عند اختلاف الأهواء.لحاجة نيك الأصميضرب لمن لج في شيء فلا يقلع عنه.ليس المجالاة كمثل الدمسالمجالاة، المبارزة والمجاهرة. قال الأصمعي: جاليته بالأمر وجالحته، إذا جاهرته به. والدمس، الإخفاء والدفن. يقال: دمست عليه الخبر أدمسه دمساً. يضرب في الفرق بين الجلي والخفي.ليت لنا من فارسين فارساًيضرب عند الرضا بالقليل.لقيته سراة النهارأي أوله. ويقال: عند ارتفاعه، مأخوذ من سراة الظهر، وهي أعلاه.لقيته أديم الضحىأي أوسطه، ويقال: هو أوله.لقيته رأد الضحىهو ارتفاعه.ليس جد الجد ليولينه لميسقالوا: لميس، اسم للاست. أي ليولينه استه. قال وائل بن سليم اليشكري:
لسان من رطب ويد من خشبيضرب للملاذ الذي لا منفعة عنده.لك ما بت أبردهانزل برجل ضيف فقراه، فاستطاب قراه وأعجبه، فقال: لقد أطبت، فقال: لك ما بت أبردها. أي لك أعددت هذا الكرامة. |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
لو ترك الحرباء ما صلالحرباء، مسمار الدرع. وصل، صوت. يضرب لمن يظلم فيضج ويصيح.لكن عداء لا أم لهعداء، اسم غلا. ويروى عدى. يضرب لمن لا يكون له من يهتم بأمره.لوى عنه ذراعهإذا عصاه ولم يسمع منه.لو كان في غضراء لم ينشفالغضراء، أرض طينتها حرة. يقال أنببط بئره في غضراء، ونشف الثوب العرق إذا شربه. أي لو كان معروفك عند كريم لم يضع ويشكرك.لب المرأة إلى حمقيضرب عذراً للمرأة عند الغيرة.لقيتها بأصبارهاالهاء راجعة إلى الخصلة المكروهة. أي لقي ما كره وساءه، كلاماً كان أو غيره. وأصبارها، نواحيها. يقال أخذ الشيء بأصباره. أي بكله. الواحد صبر.ألقى عليه لطاتهقال أبو السمح: إنما يقال هذا إذا لم يفارقه. وقال أبو عمرو أي ثقله. "قلت": اللطاة في الأصل الجبهة. ثم يقال: ألقى عليه بلطاته ولطاته، أي ثقله، قال ابن أحمر:
لأفشنك فش الوطبوذلك أن الوطب ينفخ فيوضع فيه الشيء، فإذا أخرجت منه الريح فقد فش. يضرب للغضبان الممتلئ.لو كان منه وعل لتركتهيقال: لا وعل من كذا، أي لا بد منه.ليس أوان يكره الخلاطأي ليس هذا حين إبقائك على هذا الأمر أن تباشره. أي باشره.لألجمنك لجاماً معذباًالإعذاب، الترك للشيء والنزوع عنه. لازم ومتعد. والمعنى لأفطمنك عن هذا الأمر فطاماً تاماً.للباطل جولة ثم يضمحلأي لا بقاء للباطل وإن جال جولة. ويضمحل ويذهب.ليست النائحة الثكلى كالمستأجرةهذا مثل معروف تبتذله العامة.لكل قوم كلب فلا تكن كلب أصحابكقاله لقمان الحكيم لابنه يعظه حين سافر.لما اشتد ساعده رمانييضرب لمن يسيء إليك وقد أحسنت إليه، قال الشاعر:
ليس للأمور بصاحب من لم ينظر في العواقبقال حمزة: قاله ابن ضمرة للنعمان بن المنذر حين سأله عن أشياء. وهذا كما يقال: النظر في العواقب تلقيح للعقول. وقال أبو عبيد: قاله الصعب ابن عمرو النهدي.لكل جيش عراة وعرامأي فساد وشر.ليس للحاسد إلا ما حسدأي لا يحصل على شيء، إلا على الحسد فقط. و "ما" مع الفعل مصدر. كأنه قيل: ليس للحاسد إلا حسده.لم أجد لك مختلاًأي ختلاً. يعني، ترفقت بك وختلت بك، فلم تمكني من حاجتي فجاهرتك، حتى أدركت ما أردت. وهذا كقولك: مجاهرة، إذا لم أجد مختلاً.لكل جابه جوزة ثم يؤذنيقال: جبهت الماء جبهاً، إذا وردته وليس عليه أداته ولا دلاؤه. والجوزة السقية. ولا فعل منه في الثلاثي. والحواز، الماء الذي تسقاه الماشية. يقال: استجزته فأجازني، إذا سقاك ماء لأرضك أو ماشيتك. وقولهم: ثم يؤذن، يقال أذنته تأذيناً. أي رددته. وتلخيص المعنى: لكل من ورد علينا سقية ثم يمنع من الماء ويرد. يضرب للنازل يطيل الإقامة.لئن التقى روعي وروعك لتندمنيضرب للمتهدد. والروع، القلب. أي قلبي وقلبك في تدبير أمر لتندمن على مقارنتي، لأنك تجدني أعدل منك وأقدر على دفع شرك.لأن يشبع واحد خير من أن يجوع اثنانليس المزكزك بأنيئهنأصله أن بعض الأعراب أصاب فراخ المكاء، فدفنها في رماد سخن وجهل يخرجهن ويأكلهن، فنهض واحد منها حياً، فعدا خلفه فأخذه وجعل يأكل، فقال له صاحبه: إنه نيء، فقال: ليس المزكزك بأنيئهن. يضرب في تساوي القوم في الشر. والمزكزك من قولهم: زك الدراج، وهو مثل زاف الحمام، وذلك إذا تبتختر حول الحمامة واستدار عليها ساحباً ذناباه. ويقال: لحم نيء على وزن نيع، بين النيوءة وناء اللحم ينيء نيأ. وكذلك نهوأة اللحم ونهيء نهوأة، إذا لم ينضج.ألقى على الشيء أوراقهإذا حرص عليه وأحبه حباً شديداً. وهكذا كما قالوا: ألقى عليه شراشره.ألقي عليه بحبالته وأوقهأي ثقله. ويقال: أوقته تأويقاً، أي حملته المشقة والمكروه.اللقم تورث النقم |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
يضرب في ذم الارتشاء. يعني نقم الله تعالى. ويجوز أن يريد: نعم الراشي، إذا لم يأت الأمر على مراده. لكل غد طعاميضرب في التوكل على فضل الله عز وجل.لكل دهر رجالهذا من قول بعضهم: لكل مقام مقال، ولكل دهر رجال.لكل جنب مصرعالمصرع، يكون مصدراً، ويكون موضوع الصرع. والمعنى، لكل حي موت.لكل عود عصارةالعصارة، ما يخرج من الشيء إذا عصر، إن حلواً فحلو، وإن مراً فمر. أي لكل ظاهر باطن.لز القتبأي عضه. يضرب لمن لزمته الحجة. ومنه فلان لزاز خصملو غيرت ذات سوار لطمتنييروي الأصمعي المثل على هذا الوجه. وذلك أن حاتماً الطائي مر ببلاد عنزة في بعض الأشهر الحرم فناداه أسير لهم: يا أبا سفانة أكلني الأسار والقمل، فقال: ويحك أسأت إذ نوهت باسمي في غير بلاد قومي. فساوم القوم به، قم قال: أطلقوه واجعلوا يدي في القيد مكانه، ففعلوا، فجاءته امرأة ببعير ليفصده فقام فنحره، فلطمت وجهه فقال: لو غير ذات سوار لطمتني، يعني، إني لا أقتص من النساء، فعرف ففدى نفسه فداءً عظيماً.لقيته عداد الثرياأي مرة في الشهر، وذلك لأن القمر ينزل الثريا في كل شهر مرة. والعداد ما يعاود الإنسان لوقت، من وجع أو غير ذلك.لقد بليت بغير أعزلأي قيض لك قرنك. وهذا يقرب من قولهم: رميت بحجر الأرض.لم يشطط من انتقمهذا منتزع من قوله تعالى: ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل.لم يخبأ للدهر شيء إلا أكلهيعني أن الدهر يفني كل شيء، ولا يسامح أحداً من بنيه.لك العتبى ولا أعودالعتبى، اسم من الأعتاب. يقال: أعتبه، أي أزال عتبه، وهو أن يرضيه. أي لك مني أن أرضيك ولا أعود إلى ما يسخطك. يقوله التائب المعتذر.لكل قضاء جالب ولكل در حالبلقد تنوق في مكروهه القدرالتنوق، النظر في الشيء بنيقة، وبعضهم ينكر "تنوق". ويقال الصبح تأنق. يضرب لمن يولع في إيذائه.لقد استبطنتم بأشهب بازلقاله العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لأهل مكة. أي بليتم بأمر صعب مشهور كالبعير الأشهب البازل، وهو الأبيض القوي. والباء في "بأشهب" زائدة. يقال: استبطنت الشيء إذا أخفيته.لك العتبى بأن لا رضيتهذا إذا لم يرد الأعتاب. يقول: أعتبك بخلاف ما تهوى. قال بشر:
ألقى الكلام على رسيلاتهيضرب للرجل المهذارر يتهاون بما يقول. ورسيلات جمع رسيلة، وهي تصغير رسلة. يقال: ناقة رسلة، إذا كانت سهلة اليسير تمشي هوناً. ويجوز أن يكون تصغير رسلة بكسر الراء. يقال: في فلان رسلة، أي توان وكسل. ومنه قولهم: على رسلك.لولا جلادي غنم تلاديأي لولا مدافعتي عن مالي سلب وأخذ.ليت حفصة من رجال أم عاصمهذا من أمثال أهل المدينة. وأصله أن عمر رضي الله عنه مر بسوق الليل، وهي من أسواق المدينة فرأى امرأة معها لبن تبيعه ومعها بنت لها شابة وقد همت العجوز أن تمذق لبناها، فجعلت الشابة تقول: يا أمه لا تمذقيه ولا تغشيه، فوقف عليها عمر فقال: من هذه منك? قالت: ابنتي، فأمر عاصماً فتزوجها فولدت له أم عاصم وحفصة، فتزوج عبد العزيز بن مروان أم عاصم فكانت حسنة العشرة لينة الجانب محبوبة عند أحمائها، فولدت له عمر، فلما ماتت خلفت على حفصة فكانت سيئة الخلق تؤذي أحماءها، فسئل مخنث من موالي مروان عن حفصة وأم عاصم فقال: ليت حفصة من رجال أم عاصم، فذهبت مثلاً. يضرب في تفضيل بعض الخلق على بعض.ليس القدامى كالخوافيالقدماى، المتقدم من ريش الجناح. والخوافي ما خفي خلف القدامى. يضرب عند التفصيل. قال رؤبة:
ليغلبن خلقي جديدكيريد، ليغلبن كبري شبابك. وذلك أن رجلاً شاخ وله امرأة شابة وكانت تتثاقل عن خدمته فقال: |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
لحفني فضل لحافهيضرب لمن يعطيك فضل زاده وعطائه.لأضعن عنك دينييضرب عند التخويف بالهجران. أنشد ثعلب:
لو كويت على داء لم أكرهيعني، لو عوتبت على ذنب ما امتعضت.ليس أمير القوم بالخب الخداعيعني أن أمير القوم ورئيسهم لا ينبغي له أن يخب على أصحابه ويخدعهم. ويروى ليس أمين القوم.لقي فلان ويساًأي، لقي ما يريد. قال: لقيت من النكاح ويساً. أي ما أردت. قال الخليل: لم يسمع على هذا البناء إلى ويح ويس وويه وويل. "قلت": وقد قالوا: ويب وويك أيضاً، وكلها متقارب في المعنى، إلا ويح وويس، فإنهما كلمتا رأفة واستعجاب.لست بعمك ولا خالك ولكني بعلكقالها رجل لامرأته لما دخل عليها. وذلك أنها قالت: يا عماه ارفق. ترده بذلك عن نفسها.لم يجر سالك القصد ولم يعم قاصد الحقأي، من سلك سواء السبيل لم يحتج إلى أن يجور عنه.لوى عنه عذارهيضرب لمن يعصيك بعد الطاعة.ألحق الحس بالإسقال ابن الأعرابي: الحس، الشر، والإس، الأصل. معناه ألحق الشر بأهله. قال الأزهري: الحس والأس بالفتح. وقال الجوهري بالكسر.ليس لي حشفة ولا خدرةالحشفة اليابسة، والخدرة التي تقع منن النخلة قبيل أن تنضج. يضرب في الإنكار لثبوت الشيء ويجوز أن يريد بالخدرة الندية، ليكون بإزاء اليابسة. يقال يوم خدر وليلة خدرة. أي ندي وندية.لئن انتحيت عليك فإني أراك يتخرم زندكوذلك أن الزند إذا تخرم لم يور به القادح. وتخرمه أن يظهر فيه خروق، ومنه الخورم لصخرة فيها خروق. أراد أنه لا خير فيه كالزند المتخرم لا نار فيه.لقي هند الأحامسأي مات، وهذا اسم من أسماء الموت. قال سنان بن جابر:
لأقنونك قناوتكيقال: قنوت الرجل، إذا جازيته. أي لأجيزنك جزاءك، ومثله:لأنجرنك نجيرتكالنجيرة، حساء من دقيق يجعل عليه سمن. أي لأفعلن بك ما يوازيك.لأقيمن صعركأي، ميلك. قال أبو عبيد: الصعر ميل في العنق في أحد الشقين. ويكون في الوجه أيضاً إذا مال في أحد شقيه.لقيته أدنى ظلميريدون، أدنى شبح، والشبح، الظل والشخص. قاله أبو عمرو. وقيل أصله من الظلام، والظلام يستر عنك الأشياء فكأنه قال: لقيته أول من ستر عني ما سواه بوقوع بصري عليه.ليس على الشرق طخاء يحجبالشرق، اسم للشخص، يقال طلع الشرق ولا يقال غاب الشرق. والطحاء السحاب المرتفع. يضرب في الأمر المشهور الذي لا يخفى على أحد.ليومها تجري مهاة بالعنقالمهاة البقرة الوحشية، والعنق ضرب من السير. يضرب لمن أراد أمراً فأخطأه ثم أصاب بعد ذلك. كذا قيل في معنى هذا المثل. "قلت": ويجوز أن يقال: أن قوله "ليومها" أراد ليوم موتها وهلاكها تجري، أي إلى يومها. فيكون كقولهم أتتك بحائن رجلاه. والمعنى إلى يوم تهلك فيه تجري هذه المهاة بعجلة وسرعة.ليس بطيء من بني أم الفرسقالوا: إن أم الفرس جواد، وكانت لا تلد غير جواد. يضرب لبني الكرام، وتقدير الكلام من ولدته الكرام لا يكون لئيماً كما أن بني أم الفرس لا تكون بطاء.لست بالشقا ولا الضيقى حراً |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||
قيل: إن جويريتين صغيرتين زوجتا من رجلين فقالت الصغرى ابتنوا علينا، أي اضربوا لنا خيمة نستتر بها من الرجال، فقالت الكبرى: لا تعجلي، حتى نشب، فأبت الصغرى، فلما ألحت على أهلها، قالت لها الكبرى هذه المقالة "قلت": الشقاء تأنيث الأشق من قولك: شق الأمر يشق شقاً. والاسم الشقق بالكسر. والضيقى تأنيث الأضيق، والضوقى لغة. وكذلك الكيسى والكوسى في تأنيث الأكيس. والأصل فيهما فعلى وإنما صارت الياء واواً لسكونها وضمة ما قبلها. وأرادت لست بالشقا أمراً، أي ليس أمري بأشق من أمرك ولا حري بأضيق من حرك، وأنت لا تبالين بهزء الناس منك فكيف أبالي أنا. يضرب للرجل ينصح فلا يقبل، فيقول الناصح: لست بأرحم عليك منك.
في كل ما عام تلدالجد النكد، القليل الخير. والأبد الولود. يقال: أتان وجارية إبد أي ولود. ولم يجيء على هذا الوزن إلا إبل وإطل في الأسماء، وإبد وبلز في الصفات. ومعنى المثل: لن يقلع جد النكد إلا وهو مقرون بجسد صاحب الأمة التي تلد كل عام. وكون الأمة ولوداً حرمان لصاحبها. يضرب لمن لا يزداد حاله إلا شراً.لو كان بجسدي برص ما كتمتهقال أبو عبيد: هذا من أمثال العامة.لو كنت عن نفسي راضياً لقليتكمهذا من كلام مطرف بن الشخير أو غيره من العلماء. يعني أنه لا يعيرهم ذنباً هو مرتكبه. قالوا: هذا مذهب كثير من السلف في الأمر بالمعروف.لليدين وللفميقال هذا عند الشماتة بسقوط إنسان. وفي الحديث أن عمر رضي الله عنه أتي بسكران في شهر رمضان، فتعثر بذيله، فقال عمر رضي الله عنه: لليدين والفم، أولداننا صيام وأنت مفطر? ثم أمر به فحد. وأراد، على اليدين وعلى الفم، أي أسقطه الله عليهما.ليس لرجل لدغ من جحر مرتين عذرقالوا: إن أول من قال ذلك الحرث بن خزاز. وكان من قيس بن ثعلبة، وكان أخطب بكري بالبصرة، فخطب الناس لما قتل يزيد بن المهلب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إن الفتنة تقبل بشبهة وتدبر ببيان، وليس لجر للدغ من جحر مرتين عذر، فاتقوا عصائب تأتيكم من قبل الشام كالدلاء انقطعت أوزامها. ثم نزل فروى الناس خطبته، وصار قوله مثلاً.لست من غيسانيويروى، من غساني. قال أبو زيد: أي من رجالي.لبدوا بالأرض تحسبوا جراثيمالجرثومة، أصل الشجرة. يقول: إلزقوا بالأرض تحسبوها. يضرب في الحث على الاجتماع، ويضرب للمنهزمين حين يهزأ بهم.لن يزال الناس بخير ما تباينوا فإذا تساووا هلكواأي، ما داموا يتفاوتون في الرتب، فيكون أحدهم آمراً والآخر مأموراً، فإذا صاروا في الرتب سواء لا ينقاد بعضهم لبعض فحينئذ هلكوا. والجالب للباء في "بخير" معنى الفعل وهو لن يزالوا متصلين ومتسمين بخير. وقال أبو عبيد: أحسب قولهم، فإذا تساووا هلكوا، لأن الغالب على الناس الشر، وإنما يكون الخير في النادر من الرجال لعزته، فإذا كان التساوي فإنما هو في السوء.لكن على بلدح قوم عجفىبلدح، موضع. وإنما منع الصرف لأنه منقول عن الفعل، من قولهم بلدح الرجل وتبلدح، إذا وعد ولم ينجز، أو لأنه أريد به البقعة. ومن صرفه في غير هذا الموضع أراد به المكان، وقد ذكرت هذا المثل في حديث بيهس في حرف الثاء عند قوله: ثكل أرأمها. وأشار بهذا إلى أن جدبهم بنسبة لذة هذا الخصب الذي هو فيه. يضرب في التحزن بالأقارب.لكن بالأثلات لحم لا يظللهذا أيضاً من كلامه، وقد ذكررته في قصته هناك.لئن فعلت كذا ليكونن بلدة ما بيني وبينكويروى، بلتة من البلت، وهو القطع. والبلدة نقاوة ما بين الحاجبين وخلاؤه من الشعر. والبلدة أيضاً، منزل من منازل القمر، وهي فرجة بين النعائم وسعد الذابح. يعني إن فعلت كذا ليكونن ما بيني وبينك من الوصلة خلاء، أو ليكونن فعلك سبب قطع ما بيننا من الود. يضرب في تخويف الرجل صديقه بالهجران.ليس عبد بأخ لك |
|||||||
|
|
|||||||
قاله خريم. وقد ذكرته عند قوله: إن أخاك من آساك. وأراد بقوله: ليس عبد بأخ لك، أي ليس بمؤاخ، لأن النسب لا يرتفع بالرق ولكنه يذهب بالأخ إلى معنى الفعل، كما ذكره بعض النحويين من أن الخبر لا بد من أن يكون فعلاً أو ما له حكم الفعل، كقولك: زيد أخوك تريد، مؤاخيك: أو يؤاخيك، فيجري مجرى قولك: زيد ضرب ولهذا لم يكن الاسم الجامد خبراً للمبتدأ، نحو قولك: زيد عمرو، إلا أن تريد به التشبيه، أي، هو في الصورة أو في معني من المعاني. التقى البطان والحقبالبطنان، للقتب الحزام الذي يجعل تحت بطن البعير، وهو بمنزلة التصدير الذي يتقدم الحقب، والحقب الحبل يكون عند ثيل البعير، فإذا التقيا دل التقاؤهما على اضطراب العقد وانحلالها. فجعل مثلاً. يضرب لمن أشرف على الهلاك. وهذا قريب من قولهم: جاوز الحزام الطبيين.لقيته أول وهلةالوهلة، فعلة من وهل إليه إذا فزع. قال أبو زيد. يضرب هذا المثل لمن تعثر بع فتفزع بنظرك إليه. ويجوز أن يكون فعلة من وهلت أهل إذا ذهب وهمك إليه، فيكون المعنى: لقيته أول ذي وهلة، أي أول من ذهب وهمي إليه.لقيته أول صوك وبوكأي أول شيء. باك الحمار الأتان يبكوها بوكاً، إذا نزا عليها. وصاك الطيب يصيك به صيكاً إذا لصق. صير الصيك صوكاً للازدواج. والصوك يدل على السكون، والبوك على الحركة. كأنه قال: لقيته أول متحرك وساكن.لقيته أدنى دنيأي أول شيء. والدني، فعيل بمعنى فاعل. أي أدنى دان وأقرب قريب.لم ينتعل بقبال خذمالقبال، ما يكون بين الإصبعين إذا لبست النعل. والخذم السريع الانقطاع، وإذا انقطع شسع النعل بقي الرجل بغير نعل. يضرب للرجل ينفي عنه الضعف. قال الأعشى:
لي الشر أقم سوادكيضرب عند التشجيع إذا ظهر الخوف. والسواد، الشخص. أي اصبر في هذا الأمر. وقوله: لي الشر، أراد ليكن الشر، مقدراً لي لا لك على سبيل الدعاء.التأم جرح والأساة غيبيضرب لمن نال حاجته من غير منة أحد.ليس بري وإنه تغمرالتغمر، الشرب القليل. يضرب في الحث على القناعة بالقليل.لو لم يترك العاقل الكذب إلا للمروءة لكان حقيقاً بذلكفكيف وفيه المأثم والعارقاله بعض الحكماء.ألق حبله على غاربهأصله، الناقة إذا أرادوا إرسالها للرعي ألقوا جديلها على الغارب؛ ولا يترك ساقطاً فيمنعها من الرعي. يضرب لمن تكره معاشرته. تقول: دعه يذهب حيث يشاء.لولا الحس ما باليت بالدسالحس، الخبز. يقال: حسست الخبزة إذا رددت النار عليها بالعصى لتنضج. يضربه من تكرر عليه البلاء.لو خفت خصاهم ولكنها كالمزادجواب لو، محذوف. أي لو خفت خصاهم لظعنوا، ولكنها أثقلتهم فأقاموا حتى هلكوا. يضرب لمن منعته الموانع عن قصده.لحظ أصدق من لفظيعني أن أثر الحب والبغض يظهر في العين فلا يعول على اللسان.اللهم هوراً لا أيايقال: هرته بالشيء هوراً، اتهمته به، والأي الحنين والرقة، أي اجعلني ممن يظن به الخير واليسار، لا ممن يرحم ويؤوى له. ونصب "هوراً" على معنى أسألك هوراً، أو اجعلني ذا هور.ليس يلام هارب من حتفهيضرب في عذر الجبان.لو اقتدح بالنبع لأورى ناراًالنبع، شجر يكون في قلة الجبل. والشريان في سفحه، والشوحط في الحضيض، ولا نار في النبع. يضرب لمن يوصف بجودة رأي وحذق بالأمور.لاين إذا عزك من تخاشنهذا قريب من قولهم: إذا عز أخوك فهن.ما جاء فيما أوله لالا مخبأ لعطر بعد عروس |
|||||||
|
|
|||||||||||||||||||
ويروى: لا عطر بعد عروس. قال المفضل: أول من قال ذلك امرأة من عذرة يقال لها أسماء بنت عبد الله. وكان لها زوج من بني عمها، يقال له عروس، فمات عنها فتزوجها رجل من غير قومها يقال له نوفل، وكان أعسر أبخر بخيلاً دميماً. فلما أراد أن يظعن بها قالت له: لو أذنت لي فرثيت ابن عمي وبكيت عند رمسه، فقال: افعلي، فقالت: أبكيك يا عروس الأعراس، يا ثعلباً في أهله وأسداً عند الباس، مع أشياء ليس يعلمها الناس. قال وما تلك الأشياء? قالت: كان عن الهمة غير نعاس، ويعمل السيف صبيحات الناس. ثم قال: يا عروس الأغر الأزهر، الطيب الخيم، الكريم المحضر، مع أشياء له لا تذكر. قال: وما تلك الأشياء? قالت: كان عيوفاً للخنا والمنكر، طيب النكهة غير أبخر، أيسر غير أعسر. فعرف الزوج أنها تعرض بها، فلما رحل بها قال: ضمي إليك عطرك وقد نظر إلى قشوة عطرها مطروحة، فقالت: لا عطر بعد عروس. فذهبت مثلاً. ويقال: أن رجلاً تزوج امرأة فأهديت إليه فوجدها ثفلة، فقال لها: أين الطيب? فقالت: خبأته، فقال لها: لا مخبأ لعطر بعد عروس. فذهبت مثلاً. يضرب لمن لا يدخر عنه نفيس. لا تبل في قليب قد شربت منهيضرب لمن يسيء القول فيمن أحسن إليه.لا آتيك حتى يؤوب القارظانالقارظ، الذي يجتني القرظ، وهو ورق السلم، يدبغ به. ومنابت القرظ اليمن. ويقال: كبش قرظي، منسوب إلى بلاد القرظ. ويقال: هذان القارظان كانا من عنزة خرجا في طلب القرظ فلم يرجعا. قال أبو ذؤيب:
لا آتيك حتى يؤوب هبيرة بن سعدهو رجل فقد. ومعناه لا آتيك أبداً. ومثله في التأبيد قولهم:لا آتيك معزى الفزرقالوا: الفزر لقب سعد بن زيد مناة بن تميم. وإنما لقب بذلك لأنه وافى الموسم بمعزى أنهبها هناك، وقال: من أخذ منها واحدة فهي له، ولا يؤخذ منها فزر، وهو الاثنان فأكثر، والمعنى: لا آتيك حتى تجتمع تلك، وهي لا تجتمع أبداً.لا ترضى شانئة إلا بجرزةالجرز، الاستئصال. ومنه ناقة جروز وجراز، إذا استأصلت النبت؛ ومعنى المثل أن المبغضة لا ترضى إلا باستئصال من تبغضه. وأصل المثل في الخبر عن المؤنث، وعلى هذه الصيغة يستعمل في المذكر أيضاً.لا تعدم الحسناء ذاماًالذام والذيم، العيب. ومثله الرار والرير، والعاب والعيب في الوزن. وأول من تكلم بهذا المثل فيما زعم أهل الأخبار حتى بنت مالك بن عمرو العدوانية، وكانت من أجمل النساء، فسمع بجمالها ملك غسان فخطبها إلى أبيها وحكمه في مهرها وسأله تعجيله فلما عزم الأمر قالت أمها لتباعها: إن لنا عند الملامسة رشحة فيها هنة، فإذا أردتن إدخالها على زوجها فطيبنها بما في أصدافها. فلما كان الوقت أعجلهن زوجها فأغفلن تطييبها، فلما أصبح قيل له: كيف وجدت أهلك طروقتك البارحة? فقال: ما رأيت كالليلة قط، لولا رويحة أنكرتها. فقالت هي من خلف الستر: لا تعدم الحسناء ذاماً. فأرسلتها مثلاص.لا تحمد أمة عام اشترائها ولا حرة عام بنائهاويروى، هدائها. أي أنهما يتصنعان لأهلهما لجدة الأمر، وإن لم يكن ذلك شأنهما. يضرب لكل من حمد قبل الاختيار. قال الشاعر:
لا تعدم صناع ثلةالثلة، لصوف تغزله المرأة. يضرب للرجل الصنع. يعني إذا عدم عملاً أخذ في آخر لحذقه وبصيرته.لا تعظيني وتعظعظيأي، لا توصيني وأوصي نفسك. قال الجوهري: وهذا الحرف هكذا جاء عنهم فيما ذكره أبو عبيد، وأنا أظنه: وتعظعظي بضم التاء. أي لا يكن منك أمر بالصلاح، وأن تفسدي أنت في نفسك، كما قال:
|
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
فيكون من عظعظ السهم، إذا التوى واعوج. يقول: كيف تأمريني بالاستقامة وأنت تتعوجين? قال المؤرج: عظعظ الرجل، إذا هاب وتابع، قال العجاج: "وعظعظ الجبان والزئنى" أراد الكلب الصيني. لا يدرى أسعد الله أكثر أم جذامقال الأصمعي: سعد الله وجذام حيان بينهما فضل بين لا يخفى على الجاهل الذي لا يعرف شيئاً. قال أبو عبيد: يروى عن جابر بن عبد العزيز العامري، وكان من علماء العرب أن هذا المثل قاله حمزة بن الضليل البلوي لروج بن زنباع الجذامي:
لا يدري أي طرفيه أطولقال الأصمعي: معناه، لا يدري أنسب أبيه أفضل أم نسب أمه. وقال غيره: يقال أن وسط الإنسان سرته، والطرف الأسفل أطول من الأعلى. وهذا يكاد يجهله أكثر الناس حتى يقرر له. يضرب في نفي العلم. وقال ابن الأعرابي: طرفاه ذكره ولسانه. وينشد:
لا تعدم من ابن عمك نصراًأي أن حميمك يغضب بك إذا رآك مظلوماً، وإن كنت تعاديه. ومثله:لا يملك مولى لمولى نصراًقال المفضل: إن أول من قاله النعمان بن المنذر. وذلك أن العيار بن عبد الله الضبي كان يعادي ضرار بن عمرو، وهو من أسرته، فاختصم أبو مرحب اليربوعي وضرار بن عمرو عند النعمان في شيء فنصر العيار ضراراً، فقال له النعمان: أتفعل هذا بأبي مرحب في ضرار، وهو معاديك? فقال العيار: آكل لحمي ولا أدعه لآكل، فعندها قال النعمان: لا يملك مولى لمولى نصراً. وتقديره لا يملك مولى ترك نصر أو ادخار نصر لمولاه. يعني أنه يثور به الغضب له فلا يملك نفسه في ترك نصرته.لا أفعل ما أبس عبد بناقتهالإبساس، أن يقال للناقة عند الحلب: بس بس، وهو صويت للراعي يسكن به الناقة عندما يحلبها. جعل ما للتأييد. أي لا أفعله أبداً.لا تفش سرك إلى أمة ولا تبل على أكمةهذا من قول أكثم بن صيفي، وإنما قرن بينهما لأنهما ليسا بمحل لما يودعان. أي لا تجعل الأمة لسرك محلاً، كما لا تجعل الأكمة لبولك موضعاً. ويروى أيضاً: لا تفاكهن أمة. قال أبو عبيد: هذا مثل قد ابتذلته العامة. المفاكهة، الممازحة. والفكاهة، امزح.لا يلسع المؤمن من جحر مرتينقيل: هذا كناية عما يؤثمه. أي أن الشرع يمنع المؤمن من الإصرار، فلا يأتي ما يستوجب به تضاعف العقوبة. يضرب لمن أصيب ونكب مرة بعد أخرى. ويقال: هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي غرة الشاعر أسره يوم بدر، ثم من عليه وأتاه يوم أحد فأسره فقال: من علي، فقال عليه الصلاة والسلام هذا القول. أي لو كنت مؤمناً لم تعاود لقتالنا.لا جد إلا ما أقعص عنك ما تكرهيقال: ضربه فأقعصه، أي قتله مكانه. يقول جدك الحقيقي ما دفع عنك المكروه، وهو أن يقتل عدوك دونك. قاله معاوية حين خاف أن يميل الناس إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فاشتكى عبد الرحمن فسقاه الطبيب شربة عسل فيها سم فأحرقته. فعند ذلك قال معاوية هذا القول.لا أطلب أثراً بعد عينقد ذكرت هذا المثل مع قصته في حرف التاء، وإنما أعدته ههنا لأنه في أمثال أبي عبيد على هذا الوجه. ومعنى المثل في الموضعين سواء. أي لا آخذ الدين، وهي أثر الدم وتبعته، وأترك العين، يعني القاتل.لا يضر السحاب نباح الكلابيضرب لمن ينال من إنسان بما لا يضره.لا تكره سخط من رضاه الجورأي، لا تبال بسخط الظالم فإن رضا الله من ورائه.لا أمر لمعصيأي من عصي فيما أمر، فكأنه لم يأمر. وهذا كقولهم: لا رأي لمن لا يطاع.لا تقعن البحر إلا سابحاً.نصب "البحر" على الظرف، أي لا تقع في البحر إلا وأنت سابح. يضرب لمن يباشر أمراً لا يحسنه.لا يرى لغوي غياًيضرب لمن لا ينكر الضلالة ولكن يزينها لصاحبها.لا تلم أخاك واحمد رباً عافاكلا توك سقاءك بأنشوطةيضرب في الأخذ بالحزم.لا تمسك ما لا يستمسكأي لا تضع المعروف في غير موضعه.لا تغز إلا بغلام قد غزاأي لا يصحبك إلا رجل له تجارب دون الغر الجاهل.لا آتييك ما حملت عيني الماءويروى، وسقت. أي جمعت. |
|||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
لا يسمع أذناً خمشاًالخمش ههنا، الصوت. ومثه الخموش للبعوض، لما يسمع من صوته، أو لما يحصل من خدشه. ويروى جمشاً بالجيم، وهو الصوت أيضاً. وهذا أقرب إلى الصواب. يضرب للذي لا يقبل نصحاً ويتغافل عنه ولا يسمعك جواباً لما تقول له. وقال الكلابي: لا تسمع آذان جمشاً. أي هم في شيء يصمهم، إما نوم وإما شغل غيره.لا أحب رثمان أنف وأمنع الضرعهذا مثل قول الشاعر:
لا تبطر صاحبك ذرعهأي لا تحمله ما لا يطيق. وأصل الذرع بسط اليد، فإذا قيل: ضقت به ذرعاً فمعناه ضاق ذرعي به، أي مددت يدي إليه فلم تنله. ولا تبطر، أي لا تدهش، ونصب "ذرعه" على تقدير البدل من الصاحب، كأنه قال: لا تبطر ذرع صاحبك. أي لا تدهش قلبه بأن تسومه ما ليس في طوقه.لا تجعل شمالك جردباناًوهو الذي يستر الطعام بشماله شرهاً.يضرب في ذم الحرص. لا يدي لواحد بعشرةأي لا قدرة. قال الشاعر:
لا يرسل الساق إلا ممسكاً ساقاًأصل هذا في الحرباء، يشتد عليه حر الشمس فيلجأ إلى ساق الشجرة يستظل بظلها، فإذا زالت عنه تحول إلى أخرى أعدها إلى نفسه. ويقال بخلاف هذا. قال بعضهم: لا بل كلما اشتد حر الشمس ازداد نشاطاً وحركة. يعني الحرباء، فإذا سقط قرص الشمس سقط الحرباء كأنه ميت، وإذا طلعت تحرك وحيي، وإنما يتحول من غصن إلى آخر لزوال الشمس عنه. يضرب لمن لا يدع له حاجة إلا سأل أخرى. وقال:
لا ماءك أبقيت ولا حرك أنقيتويروى، ولا دربك. أصله أن رجلاً كان في سفر ومعه امرأته، وكانت عاركاً فطهرت وكان معهما ماء يسير، فاغتسلت فلم يكفها لغسلها وأنفدت الماء، فبقيا عطشانين، فعندها قال لها هذا القول. وقال المفضل: أول من قال ذلك الضب بن أروى الكلاعي، وذلك أنه خرج تاجراً من اليمن إلى الشام فسار أياماً، ثم حاد عن أصحابه فبقي مفرداً في تيه من الأرض حتى سقط إلى قوم لا يدري من هم، فسأل عنهم فأخبر أنهم همدان، فنزل بهم وكان طريداً ظريفاً، وإن امرأة منهم يقال لها عمرة بنت سبيع هويته وهويها فخطبها الضب إلى أهل بيتها، وكانوا لا يزوجون إلا شاعراً أو عائفاً أو عالماً بعيون الماء، فسألوه عن ذلك، فلم يعرف منها شيئاً، فأبوا تزويجه، فلم يزل بهم حتى أجابوه فتزوجها. ثم إن حياً من أحياء العرب أرادوا الغارة عليهم فتطيروا بالضب فأخرجوه وامرأته وهي طامث، فانطلقا، ومع الضب سقاء من ماء، فسار يوماً وليلة وأمامهما عين يظنان أنهما يصبحانها، فقالت له: ادفع إلي هذا السقاء حتى أغتسل، فقد قاربنا العين، فدفع إليها السقاء فاغتسلت بما فيه ولم يكفها، ثم صبحا العين فوجداها ناضبة، وأدركهما العطش فقال لها الضب: لا ماءك أبقيت ولا حرك أنقيت. ثم استظلا بشجرة حيال العين، فأنشأ الضبيقول:
لا أبوك نشر ولا التراب نفدقال الأحمر: أصل هذا أن رجلاً قال: لو علمت أين قتل أبي لأخذت من تراب موضعه فجعلته على رأسي فقيل له هذه المقالة، أي أنك لا تدرك بهذا ثأر أبيك، ولا تقدر أن تنفد التراب. يضرب في طلب ما لا يجدي.لا يكن حبك كلفاً ولا بغضك تلفاً |
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
ويروى عن بعض الحكماء أنه قال: لا تكن في الإخاء مكثراً، ثم تكون فيه مدبراً فيعرف سرفك في الإكثار بجفائك في الإدبار. ومنه الحديث: أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما. ومنه قول النمو بن تولب:
لا يدعى للجلى إلى أخوهاأي لا يندب للأمر العظيم إلا من يقوم به ويصلح له. ويضرب للعاجز أيضاً. أي ليس مثلك يدعى إلى الأمر العظيم.لا يعدم شقي مهراًويروى مهيراً، المهر شديدة لبطء خيره؛ أي لا يعدم الشقي شقاوة. يضرب للرجل يعنى بالأمر فيطول نصبه.لا تهرف بما لا تعرفالهرف، الإطناب في المدح. يضرب لمن يتعدى في مدح الشيء قبل تمام معرفته.لا تنسبوها وانظروا ما نارهايضرب في شواهد الأمور الظاهرة على علم باطنها.لا أحسن تكذابك وتأثامك تشول بلسانك شولان البروقيقال: البروق، الناقة التي تشول بذنبها فيظن بها لقح وليس بها. ويقال: أبرقت الناقة فهي بروق، كما يقال: أعقت الفرس فهي عقوق، وأنتجت فهي نتوج. وأصل هذا أن مجاشع بن دارم وفد على بعض الملوك فكان يسامره وكان أخوه نهشل بن دارم رجلاً جميلاً، ولم يك وفاداً إلى الملوك، فسأله الملك عن نهشل، فقال: إنه مقيم في ضيعته وليس ممن يفد على الملوك، فقال: أوفده، فلما أوفده اجتهره ونظر إلى جماله، فقال له: حدثني يا نهشل، فلم يجبه، فقال له مجاشع: حدث الملك، فقال: إني والله لا أحسن تكذابك وتأثامك تشول بلسانك شولان البروق. يضرب من يقل كلامه لمن يكثر.لا يعدم الحوار من أمه حنةكذا رواه أبو عبيد. أي حنيناً وشفقة. وقال غيره: حنة أي شبهاً. قال ابن الأعرابي: هذا مثل قولهم: من عضة ما ينبين شكيرها. يعني الشبه. وروى بعضهم: خنة من الخنين. ويراد به انتزاع شبه الأصل والحنة الصوت، والحنة فعلة من الحنان، وهو الرحمة. وهذا أشبه بالصواب.لا آتيك ما حنت النيبومثله، ماطت الإبل، أي أبداً.لا أفعل كذا حتى يلج الجمل في سم الخياطيقال للإبرة الخياط والمخيط.لا يضر الحوار ما وطئته أمهويروى، لا يضير. وهما بمعنى واحد. يضرب في شفقة الأم، وما طئته مصدر، أي وطأة أمه، والوطأة ضارة في صورتها، ولكنها إذا كانت من مشفق خرجت من حد الضرر، لأن الشفقة تثنيها عن بلوغها حده.لا ناقتي في هذا ولا جمليأصل المثل للحرث بن عباد حين قتل جساس بن مرة كليباً، وهاجت الحرب بين الفريقين، وكان الحرث اعتزلهما. قال الراعي:
|
||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
يضرب عند التبري من الظلم والإساءة. وذكروا أن محمد بن عمير ابن عطارد بن حاجب شرور لما خرج الناس على الحجاج فقال: لا ناقتي في ذا ولا جملي، فلما دخل بعد ذلك على الحجاج، قال: أنت القائل لا ناقتي في ذا ولا جملي? لا جعل الله لك فيه ناقة ولا جملاً ولا رحلاً. فشمت به حجار بن أبجر العجلي وهو عند الحجاج، فلما دعا بغدائه جاؤوا بفرنية، فقال: ضعوها بين يدي أبي عبد الله، فإنه لبني يحب اللبن، أراد أن يدفع عنه شماتة حجار. وقال بعضهم: إن أول من قال ذلك الصدوف بنت حليس العذرية. وكان من شأنها أنها كانت عند زيد بن الأخنس العذري، وكان لزيد بنت من غيرها يقال لها الفارعة، وإن زيداً عزل ابنته عن امرأته في خباء لها وأخدمها خادماً، وخرج زيد إلى الشام، وإن رجلاً من عذرة، يقال له شبث هويها وهويته، ولم يزل بها حتى طاوعته، فكانت تأمر راعي أبيها أن يعجل ترويح إبله وأن يحلب لها حلبة إبلها قيلاً فتشرب اللبن نهاراً، حتى إذا أمست وهدأ الحي رحل لها جمل كان لأبيها ذلول، فقعدت عليها وانطلقا، حتى كانا ينتهيان إلى متيهة من الأرض فيكونان بها ليلتهما، ثم يقبلان في وجه الصبح؛ فكان ذلك دأبهما. فلما فصل أبوها من الشام مر بكاهنة على طريقه فسألها عن أهله، فنظرت له ثم قالت: أرى جملك يرحل ليلاً وحلبة تحلب إبلك قيلاً، وأرى نعماً وخيلاً فلا لبث، فقد كان حدث بآل شبث؛ فأقبل زيد لا يلوي على شيء، حتى أتى أهله ليلاً، فدخل على امرأته وخرج من عندها مسرعاً حتى دخل خباء ابنته، فإذا هي ليست فيه، فقال لخادمها: أين الفارعة، ثكلتك أمك? قالت: خرجت تمشي وهي حرود زائرة، تعود لم تر بعدك شمساً ولا شهدت عرساً. فانفتل عنها إلى امرأته فلما رأته عرفت الشر في وجهه، فقالت: يا يزيد لا تعجل واقف الأثر، فلا ناقة لي في هذا ولا جمل. فهي أول من قال ذلك. لا تقسط على أبي حبالكان حبال بن طليحة بن خويلد لقي ثابت بن الأقرم وعكاشة بن محصن؛ وكان طليحة تنبأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتل ثابت وعكاشة حبالاً، فجاء الخبر إلى طليحة فتبعهما وقتلهما، وقال:
لا يكظم على جرتهالكظوم، السكوت. وكظم البعير يكظم كظوماً، إذا أمسك عن الجرة. يضرب لمن يعجز عن كتمان ما في نفسه. ومثله:لا يخنق على جرتهيقال: خنقه يخنقه خنقاً، بكسر النون من المصدر.لا في العير ولا في النفير |
|||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
قال المفضل: أول من قال ذلك أبو سفيان بن حرب. وذلك أنه أقبل بعير قريش، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تحين انصرافها من الشام. فندب المسلمين للخروج معه، وأقبل أبو سفيان حتى دنا من المدينة وقد خاف خوفاً شديداً، فقال لمجدي بن عمرو: هل أحسست من أحد من أصحاب محمد? فقال: ما رأيت من أحد أنكره إلا راكبين أتيا هذا المكان، وأشار له إلى مكان عدي وبسبس، عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذ أبو سفيان أبعاراً من أبعار بعيريهما ففتهما، فإذا فيها نوى، فقال: علائف يثرب، هذه عيون محمد، فضرب وجوه عيره فساحل بها وترك بدراً يساراً. وقد كان بعث إلى قريش حين فصل من الشام، يخبرهم بما يخافه من النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبلت قريش من مكة، فأرسل إليهم أبو سفيان يخبرهم أنه قد أحرز العير ويأمرهم بالرجوع، فأبت قريش أن ترجع، ورجعت بنو زهرة من ثنية أجدى، ثم عدلوا إلى الساحل منصرفين إلى مكة فصادفهم أبو سفيان، فقال: يا بني زهرة، لا في العير ولا في النفير، قالوا أنت أرسلت إلى قريش أن ترجع. ومضت قريش إلى بدر، فواقعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأظفره الله تعالى بهم. ولم يشهد بدراً من المشركين من بني زهرة أحد. قال الأصمعي: يضرب هذا للرجل يحط أمره ويصغر قدره. وروي أن عبد الله بن يزيد بن معاوية أتى أخاه خالداً فقال: يا أخي، لقد هممت اليوم أن أفتك بالوليد بن عبد الملك؛ فقال له: والله بئس ما هممت به في ابن أمير المؤمنين وولي عهد المسلمين؛ فقال: إن خيلي مرت به فتعبث بها وأصغرها وأصغرني، فقال خالد: أنا أكفيكه؛ فدخل خالد إلى عبد الملك والوليد عنده، فقال: يا أمير المؤمنين إن الوليد مرت به خيل ابن عمه عبد الله ابن يزيد بن معاوية فتعبث بها وأصغره، وعبد الملك مطرق، فرفع رأسه وقال: إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، إلى آخر الآية. فقال خالد: وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها، إلى آخر الآية. فقال عبد الملك: أفي عبد الله تكلمني? والله لقد دخل علي، فما أقام لسانه لحناً، فقال خالد: أفعلى الوليد تعول? فقال عبد الملك: إن كان الوليد يلحن فإن أخاه سليمان لا، فقال خالد: وإن كان عبد الله يلحن فإن أخاه خالداً لا. فقال له الوليد: اسكت يا خالد، فوالله ما تعد في العير ولا في النفير، فقال خالد: اسمع يا أمير المؤمنين، ثم أقبل عليه فقال: ويحك من في العير والنفير غيري? جدي أبو سفيان صاحب العير، وجدي عتبة بن ربيعة صاحب النفير، ولكن لو قلت: غنيمات وحبيلات والطائف، ورحم الله عثمان. قلنا: صدقت. عني بذلك طرد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم إلى الطائف إلى مكان يدعى غنيمات. وكان يأوي إلى حبلة وهي الكرمة. وقوله رحم الله عثمان لرده إياه. لا أفضل كذا ما أرزمت أم حائلأرزمت الناقة، إذا حنت. والحائل الأنثى من أولادها. أي لا أفعله أبداً.لا تراهن على الصعبة ولا تنشد القريضهذا المثل للحطيئة. لما حضرته الوفاة اكتنفه أهله وبنو عمه، فقيل له يا حطيء، أوص. قال: وبم أوصي? مالي بين بني، قالوا: قد علمنا أن مالك بين بنيك، فأوص. فقال: ويل للشعر من راوية السوء . فأرسلها مثلاً. فقالوا: أوص، فقال: أخبروا أهل ضابئ بن الحرث أنه كان شاعراً حيث يقول:
|
||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
من يسم الأعداء يبقى ميسمهقالوا: أوصه، فإن هذا لا يغني عنك شيئاً. قال:
قد وردت نفسي وما كادت تردقالوا: أوصه، فإن هذا لا يغني عنك شيئاً. قال: واجزاعاه على المديح الجيد يمدح به من ليس من أهله. قالوا: أوصه، فإن هذا لا يغني عنك شيئاً. فبكى، قالوا: وما يبكيك? قال: ابكي الشعر الجيد من راوية السوء. قالوا: أوص للمساكين بشيء. قال: أوصيهم بالمسألة، وأوصي الناس أن لا يعطوهم. قالوا: أعتق غلامك فإنه قد رعى عليك ثلاثين سنة. قال: هو عبد ما بقي على الأرض عبسي. ثم قال: احملوني على حماري ودوروا بي حول هذا التل، فإنه لمت على الحمار كريم، فعسى ربي أن يرحمني، فحمله ابناه وأخذا بضبعيه ثم جعلا يسوقان الحمار حول التل وهو يقول:
لا تكن أدنى العيرين إلى السهمأي لا تكن أدنى أصحابك من التلف. يضرب في التحذير لا يأبى الكرامة إلا حمار قال المفضل: أول من قال ذلك أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وذلك أنه دخل عليه رجلان فرمى لهما بوسادتين فقعد أحدهما على الوسادة ولم يقعد الآخر، فقال علي: اقعد على الوسادة لا يأبى الكرامة إلا حمار، فقعد الرجل على الوسادة.لا أفعل ذلك ما جبح ابن أتانقاله عدي. يقال: جبح وجبخ بالخاء والحاء. وابن الأتان، الجحش؛ أي لا أفعل كذا أبداً.لا تحبق في هذا الأمر عناق حوليةقاله عدي بن حاتم، حين قتل عثمان رضي الله عنه. فلما كان يوم الجمعة فقئت عين عدي وقتل ابنه بصفين، فقيل له: يا أبا طريف، ألم تزعم أنه لا تحبق في هذا الأمر عناق حولية? فقال: بلى، والله التيس الأعظم قد حبق فيه، قالوا: ولما كان بعد ذلك دخل على معاوية وعنده عبد الله ابن الزبير، فقال ابن الزبير: يا أمير المؤمنين حجه، فإن عنده جواباً فقال معاوية: أما أنا فلا، ولكن دونك إن شئت، فقال له ابن الزبير: أي يوم فقئت عينك يا عدي? قال: في اليوم الذي قتل فيه أبوك مدبراً وضربت على قفاك مولياً. فافحمه. يضرب المثل في أمر لا يعبأ به ولا غبر له. أي لا يدرك فيه ثأر. ومثله قولهم:لا تنفط فيه عناقأي لا تعطس. والنفيط من العناق مثل العطاس من الإنسان. ومثلهما:لا ينتطح فيه عنزانأي لا يكون له تغيير ولا له نكير. فأما قولهم:لا تنطح بها ذات قرن جماءفإنما يقال ذلك عند اشتداد الزمان وقلة النشاط.لا أفعل ذلك ما لألأت الفور بأذنابهااللألأة، المصع. وهو التحريك. والفور، الظباء، لا واحد لها من لفظها. ويروى: ما لألأت العفر، وهي الظباء أيضاً. أي أبداً.لا لعاً لفلانيقال للعاثر: لعاً له، إذا دعوا له. ولا لعاً له، إذا دعوا عليه، وشمتوا به. أي لا أقامه الله من سقطته. قال الأخطل:
لا قرار على زأر من الأسدتمثل به الحجاج حين سخط عليه عبد الملك. وهو من قول النابغة: |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
لا تقتن من كلب سوء جرواًوينشد على هذا المعنى:
لا أفعله سن الحسلأي أبداً. يقال: إن الحسل، وهو لد الضب، لا تسقط له سن. ويقال: إن الضب والحية والقراد والنسر أطول شيء عمراً، ولذلك قالوا: أحيى من ضب لطول حياته. زعموا أن الضب يعيش ثلاثمائة سنة. والتقدير لا آتيك دوام سن الحسل. أي مدة دوامه.لا يكون كذا حتى يجن الضب في أثر الإبل الصادرةوهذا لا يكون. لأن الضب لا يرد ولا حاجة به إلى الماء. وقد مر في الكتاب ذكر الضب والضفدع، فلا فائدة في إعادته هنا.لا أدري أي الجراد عارةأي ما أدري من أهلكه ومن دهاه وأتى إليه ما يكره.لا يلتاط هذا بصفريويروى، لا يليق بصفري. قال الكسائي: لاط الشيء بقلبي يلوط ويليط، أي لزق به. ولا يلتاط بصفري، أي لا يلصق بقلبي، وهذا ألوط بقلبي وأليط. وأصل الصفر الخلو، يقال: صفرت يدي، أي خلت. وصفر الإناء، أي خلا، كأنه قيل: لا يلزق ولا يقر هذا في خلاء قلبي.لا تأكل حتى تطير عصافير نفسكأي حتى تشتهي وتنطلق نفسك للطعام.لا يعدم مانع علةيضرب لمن يعتل فيمنع شحاً وإبقاء على ما في يده.لا علة لا علة هذه أوتاد وأخلةأصل المثل لامرأة خرقاء، كانت لا تحسن بناء بيتها وتعتل بأنه لا أوتاد لها. فأتاها زوجها بالأوتاد والأخلة، وقال لها هذا القول. يضرب لمن يعتل عليك بما لا علة فيه.لا ينام من أثأرأي من طلب الثأر حرم على نفسه الدعة والنوم. يضرب في الحث على الطلب.لا أفعله ما حي حي أو مات ميتأي أبداً.لا عتاب بعد الموتيضرب في الحث على الإعتابلا يملك الحائن حينهأي دفع حينه. وأراد بالحائن الذي قدر حينه، لا الذي حان وهلك.لا عتبا على الجندلذكر بعضهم أن ملكة كانت بسبأ فأتاها قوم يخطبونها، فقالت: ليصف كل رجل منكم نفسه وليصدق وليوجز، لأتقدم إن تقدمت، أو أدع إن تتركت على علم. فتكلم رجل منهم، يقال له مدرك، فقال: إن أبي كان في العز الباذخ والحسب الشامخ، وأنا شرس الخليقة، رعديد عند الحقيقة. قالت: لا عتبا على الجندل. فأرسلتها مثلاً. يضرب في الأمر الذي إذا وقع لا مرد له. قال أبو عمر: ثم تكلم آخر منهم، يقال له ضبيس بن شرس، فقال: أنا في مال أثيث وخلق غير خبيث، وحسب غير عثيث، أحذو النعل بالنعل، وأجزي القرض بالقرض، فقالت: لا يسرك غائباً من لا يسرك شاهداً. فأرسلتها مثلاً. ثم تكلم آخر منهم، يقال له شماس بن عباس، فقال: أنا شماس بن عباس، معروف بالنداء والباس، حسن الخلق في سجية، والعدل في قضية، ما لي غير محظور على القل والكثر، وبابي غير محجوب على العسر واليسر، قالت: الخير متبع، والشر محذور. فأرسلتها مثلاً. ثم قالت: اسمع يا مدرك، وأنت يا ضبيس، لن يستقيم معكما معاشرة لعشير حتى يكون فيكما لين عريكة، وأما أنت يا شماس، فقد حللت مني محل الأهزع من الكنانة، والواسطة من القلادة، لدماثة خلقك وكرم طباعك. ثم اسع بجد أودع. فأرسلتها مثلاً وتزوجت شماساً.لا أفعل كذا ما أن السماء سماءأي ما كانت السماء سماء. وكذلك:لا أفعله ما أن في السماء نجماًويروى، ما عن في السماء نجم، أي ظهر. ويجوز: ما عن في السماء نجماً، على لغة تميم، فإنهم يجعلون مكان الهمزة عيناً.لا آتيك السمر والقمرأي مكان السمر والقمر. قال الأصعمي: السمر عندهم، الظلمة. والأصل في هذا أنهم كانوا يجتمعون فيسمرون في الظلمة، ثم كثر الاستعمال حتى سموا الظلمة سمراً. وأنشد في أن السمر الظلمة:
لا أفعله ما جمر ابن جميرقال اللحياني: الجمير، المظلم. "قلت": جمر معناه جمع، والظلام يجمع كل شيء. ومنه جمرت المرأة شعرها، إذ جمعته وعقدته في قفاها ولم ترسله وابن جمير، الليل المظلم. وابن سمير، الليل المقمر. وينشد:
|
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
وكذلك، لا أفعله ما سمر ابن سمير. قالوا: السمير والجمير، الدهر. أجمر القوم على الشيء أي اجتمعوا. وابنا جمير، الليل والنهار. سميا بذلك للاجتماع، كما سميا ابن سمير لأنه يسمر فيهما. لا أفعل كذا سجيس الأوجسوهو الدهر. وسجيسه، آخره. ويقال: طوله. قال قيس بن زهير يرثي حملاً:
لا آتيك سجيس عجيسوإنما سمي عجيساً، لأنه يتعجس، أي يبطئ، فلا يذهب أبداً. قال:
لا أفعله دهر الدهاريرقال الخليل: الدهارير، أول يوم من الزمان الماضي، ولا يفرد منه دهرير. قال: والدهر هو النازلة. تقول: دهرهم أمر أي نزل بهم مكروه. ويقال أيضاً: لا أفعله دهر الداهرين، وأبد الآبدين، وعوض العائضين. كله بمعنى أبداً.
يفنيه مثل فناء السرباللا تيبس الثرى بيني وبينكيضرب في تخويف الرجل صاحبه بالهجر. ويروى: لا توبس. وينشد:
لا يبض حجرهالبض، أدنى ما يكون من السيان. يضرب للبخيل الذي لا خير فيه.لا هلك بواد خبرالخبر، من الخبر. أي بواد ذي شجر من النبق وغيره، ومنافع الماء التي تبقى في الصيف. يقال: خبر الموضع يخبر خبراً، إذا صار ذا سدر، فهو خبر. يضرب مثلاً للرجل الكريم ذي المعروف. أي من نزل به فلا يخاف عليه الهلك.لا حضنها حضن ولا زناء زناءيضرب لمن لا يبقى على حالة واحدة، لا في الخير ولا في الشر.لا يغرنك الدباء وإن كان في الماءقال أعرابي تناول قرعاً مطبوخاً فأحرق فمه، فقال: لا يغرنك الدباء، وإن كان نشوؤه في الماء. يضرب مثلاً للرجل الساكن الكثير الغائلة.لا ينبت البقلة إلا الحقلةيقال: الحقلة القراح، أي لا يلد الوالد إلا مثله. وقال الأزهري يضرب مثلاً للكلمة الخسيسة تخرج من الرجل الخسيس. حكاه عن ابن الأعرابي.لا تجن من الشوك العنبأي إذا ظلمت فاحذر الانتصار والانتقام.لا تنقش الشوكة بمثلها فإن ضلعها معهاأي لا تستعن في حاجتك بمن هو للمطلوب منه الحاجة انصح منه لك. ويروى: فإن ابنها لها. وروى أبو عمر: فإن ضلعها لها. أي ميلها لها.لا ذنب لي قد قلت للقوم استقواوينشد معه:
لا أفعل كذا ما بل البحر صوفة وما أن في الفرات قطرةأي أبداً.لا تراءى نارهماقاله صلى الله عليه وسلم، يعني، نارا المسلم والمشرك. أي لا يحل للمسلم أن يسكن بلاد الشرك، فيكون معهم بحيث يرى كل واحد منهما نار صاحبه، فجعل الرؤية للنار. والمعنى أن تدنو هذه من هذه. وأراد لا تتراءى، فحذف إحدى التائين. وهو نفي يراد به النهي.لا قدح إن لم تور ناراً بهجرهذا للعجاج، يخطاب عمرو بن معمر. يقول: إن قدحت في كل موضع فليس بشيء حتى توري بهجر. يضرب لمن ترك ما يلزمه في طلب حاجته.لا يفل الحديد إلا الحديدهذا مثل قولهم: الحديد بالحديد يفلح. وقال:
لا يجمع سيفان في غمدقال أبو ذؤيب:
لا تأمن الأحمق وبيده السيفيضرب لمن يتهددك وفيه مؤق.لا تعجل بالإنباض قبل التوتيرالإنباض، أن تمد الوتر، ثم ترسله فتسمع له صوتاً، قال اللحياني: هذا مثل في الاستعجال بالأمر قبل بلوغ أناه.لا ترفع عصاك عن أهلك |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
قال أبو عبيد: قد علم أنه صلى الله عليه وسلم لم يرد ضربهم بالعصا، إنما هو الأدب. أراد: لا ترفع أدبك عنهم، وقيل: أراد، لا تغب ولا تبعد عنهم، من قولهم: انشقت عصاهم، إذا تباعدوا وتفرقوا. وهذا تأويل حسن. لا تدخل بين العصا ولحائهايضرب في المتاخلين المتصافيين. وقال: لا تدخلن بنميمة بين العصا ولحائها.لا يحزنك دم هرقطه أهلهقاله جذيمة. وقد مر ذكره في قصة قصير والزباء في حرف الخاء. يضرب لمن يوقع نفسه في مهلكة.لا تسأل الصارخ وانظر ما لهيضرب في قضاء الحاجة قبل سؤالها.لا جديد لمن لا خلق لهيضرب لمن يتمهن جديده، فيؤمر بالتوقي عليه بالخلق. ويروى أن عائشة رضي الله عنها وهبت مالاً كثيراً، ثم أمرت بثوب لها أن يرقع، وتمثلت بهذا المثل.لا يعجز مسك السوء عن عرف السوءقال أبو عبيد: يضرب هذا في الذي يكتم لؤمه وهو يظهر.لا تحقنها مني في سقاء أوفريقال، سقاء أوفر، وقربة وفراء، للتي لم ينقص من أديمها شيء. يضرب هذا للرجل يظلم، فيقول: أما والله لا تحقنها مني في سقاء أوفر. أي لا تذهب بها مني حتى يستفاد منك. ومنه قول أوس:
لا أكون أول من التبأ لبأهيقال: البأت الشاة ولدها، أي أرضعته اللبأ وألبأها ولدها. وأصل المثل أن حكيم بن معية بن ربيعة الجدع كانت عنده امرأة من بني سليط، وكان حكيم راجزاً، وكان جرير يهجو بني سليط، فقالت بنو سليط لحكيم: قبحك الله من صهر قوم، هذا الغلام يقطع أعراضنا، يعنون جريراً، وأنت راجز بني تميم لا تعين أبا بنتك، فخرج حكيم نحوه وأقبل مع بني سليط، ودون الموقف الذي به جرير والجماعة ونجفة، وهي ما ارتفع من الأرض كالأكمة. قال حكيم: فلما وافيتها سمعته يقول:
لا أفعل كذا ما اختلفت الدرة والجرةوذلك أن الدرة تسفل، والجرة تعلو، فهما مختلفان.لا حريز من بيعأي لا احتراز ولا امتناع من بيع. وهو أن القوم إذا انفضوا فلم يكن عندهم شيء قالوا: اخرجوا بنت فلان وبنت فلان، فيبيعونهن.لا يلبث الحلب الحوالبأي لا يلبثونه أن يأتوا عليه، إذا اجتمعوا له. وقيل: معناه، يأخذ الحالب حاجته من اللبن قبل صاحب الإبل.لا تكن حلواً فتسترط ولا مراً فتعقيالاستراط، الابتلاع. والإعقاء أن تشتد مرارة الشيء حتى يلفظ لمرارته. وبعضهم يروي: فتعقى بوزن فتسترط. والصواب كسر القاف. يقال أعقى الشيء. والمعنى لا تتجاوز الحد في المرارة فترمى ولا في الحلاء فتبلع. أي كن متوسطاً في الحالين.لا تسأل عن مصارع قوم ذهبت أموالهمأي أنهم يتفرقون فيموتون بكل أوب.لا رأي لمكذوبقد مرت قصتها في باب الحاء.لا يذكب الرائد أهلهوهو الذي يقدمونه ليرتاد لهم منزلاً أو ماء أو موضع حرز يلجؤون إليه من عدو يطلبهم؛ فإن كذبهم صار تدبيرهم على خلاف الصواب، وكانت فيه هلكتهم؛ أي أنه وإن كان كذاباً فإنه لا يكذب أهله. يضرب فيما يخاف من غب الكذب. قال ابن الأعراب: بعث قوم رائداً لهم فلما أتاهم قالوا: ما وراءك? قال: رأيت عشباً يشبع منه الجمل البروك، وتشكت منه النساء، وهم الرجل بأخيه. يقال: العشب قليل، لا يناله الجمل من قصره حتى يبرك؛ وقوله: وتشكت منه النساء، أي من قلته تحلب الغنم في شكوة؛ وقوله: وهم الرجال بأخيه. أي تقاطع الناس فهم الرجل أن يدعو أخاه ويصله. من قلة العشب.لا لآتيك ما دام السعدان مستلقياً |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||
قيل لأعرابي كره البادية: هل لك في البادية? قال: أما ما دام السعدان مستلقياً فلا. قالوا: وكذا ينبت السعدان. لا أفعله حتى ترجع ضالة غطفانيعنون سنان بن أبي حارثة المري؛ وكان قومه عنفوه على الجود، فقال: لا أراني يؤخذ على يدي، فركب ناقته ورمى بها الفلاة، فلم ير بعد ذلك. فصار مثلاً.لا حساس من ابني موقد الناريقال: إن رجلين، كان يقال لهما ابنا موقد النار، كانا يوقدان على الطريق، فإذا مر بهما قوم أضافاهم، فمضيا، ومر بهما قوم فلم يروهما، فقيل: لا حساس من ابني موقد النار. والحساس، ما يحس. أي يرى، يعني لا أثر منهما يبصر. يضرب في ذهاب الشيء البتة حتى لا يرى منه عين ولا أثر.لا تجعلن بجنبك الأسدة"قلت": هذا مثل يقع في التصحيف فقد روى بعض الناس لا تحفلن بجنبك الأشد، وتمحل له معنى يبعد عن سنن الصواب. وقد تمثل به أبو مسلم صاحب الدولة حين ورد عليه رؤبة بن العجاج وأنشد شعره، ثم قال له أبو مسلم: إنك أتيتنا والأموال مشفوهة، والنوائب كثيرة، ولك علينا معول، وإلينا عودة، وأنت لنا عاذر، وقد أمرنا لك بشيء وهو وتح، فلا تجعلن بجنبك الأسدة. هكذا أورده السلامي في تاريخه؛ فإن الدهر أطرق مستتب، ثم دعا بكيس فيه ألف دينار فدفعه إليه؛ قال رؤبة: فوالله ما أدري كيف أجيبه. قال الجوهري: السد بالفتح، واحد الأسدة، وهي العيوب، مثل العمى والصم والبكم؛ جمع على غير قياس؛ وكان قياسه سدوداً. ومنه قولهم: لا تجعلن بجنبك السدة. أي لا يضيقن صدرك فتسكت عن الجواب كمن به صمم أو بكم. قال الكميت:
لا أبقى الله عليه إن أبقيت علييقال: أبقيت الشيء، أي جعلته باقياً، وأبقيت على الشيء إذا تركته عطفاً عليه ورحمة له. يقال هذا للمتوعد، ومعناه لا بقيت إن أبقيتني. يعني لا تأل جهداً في الإساءة إلي إن قدرت.لا في أسفل القدر ولا في أعلاهاهذا قريب من قولهم: لا في العير ولا في النفير.لا تدعن فتاة ولا مرعاة فإن لكل بغاةيضرب لمن يؤمر بانتهاز الفرصة وأخذ الأمر بالحزم.لا ألية لمجربالألية، القسم. والمجرب، صاحب الإبل الجربى. وهذا مثل قولهم: أكذب من مجرب، لأنه يسأل الهناء فيحلف أنه لا هناء عنده لاحتياجه إليه.لا يخفى عليك طريق برك وإن كنت في وادي نعامبرك ونعام، موضعان بناحية اليمن. يضرب لمن له علم بأمر، وإن كان خارجاً منه.لا يعدم خابط ورقاًأي من انتجع لا يعدم عشباً.لا يدري الكذوب كيف يأتمرأي كيف يمتثل الأمر ويتبعه.لا تنفع حيلة مع غيلةيضرب للذي تأتمنه، وهو يغشك ويغتالك. والغيلة، اسم من الاغتيال.لا ترتد على قرواهاالقروى، فعلى من القرو، وهو التتبع. يقال: قروت البلاد إذا تتبعتها بأن تخرج من أرض إلى أرض. يضرب للرجل يتكلم بالكلمة لا يستطيع أن يردها. والتاء في "ترتد" كناية عن الكلمة. أي لا ترجع الكلمة على عقبها بعد ما فهت بها.لا بقيا للحريمة بعد الحرائمالبقيا، الإبقاء. والحريمة ما فات من كل مطموع فيه. ويراد بها الحرم هنا. ويروى عن محكم اليمامة، إنه كان يقول فيما يحض به قومه يوم مسيلمة الكذاب: الآن تستخف الحرائم غير حظيات، وينكحن غير رضيات، فما كان عندكم من حسب فأخرجوه. يعني لا بقيا بعد هذا اليوم لشيء.لا ينفعك من جار سوء توقالتوقي، الاتقاء. يضرب في سوء المجاورة. ومثله، ما روي عن داود النبي عليه السلام: اللهم إني أعوذ بك من جار عينه تراني وقلبه يرعاني، إن رأى حسنة كتمها، وإن رأى سيئة نشرها.لا يحسن التعريض إلا ثلباًيعني أنه سفيه يصرح بمشاتمة الناس من غير كناية ولا تعريض. والثلب، الطعن في الأنساب وغيرها. ونصب على الاستثناء من غير الجنس.لا تبرقل علينا |
|||||||
|
|
||||||||||
هذا مأخوذ من البرقبلا مطر. ومعناه الكلام بلا فعل. يضرب للمتصلف. يقال: أخذنا في البرقلة. أي صرنا في لا شيء. لا دريت ولا ائتليتقال الفراء: ائتليت، افتعلت من ألوت إذا اقتصرت. فتقول: لا دريت ولا قصرت في الطلب، ليكون أشقى لك. وأنشد لامرئ القيس:
لا تعلم اليتيم البكاءأول من قال ذلك زهير بن جناب الكلبي. وكان من حديثه أن علقمة ابن جذل الطعان بن قراس بن غنم بن ثعلبة، أغار على بني عبد الله بن كنانة ابن بكر، وهم بعسفان، فقتل عبد الله بن هبل وعبيدة بن هبل ومالك ابن عبيدة وصريم بن قيس بن هبل؛ وأسر مالك بن عبد الله بن هبل، فلما أصيبوا وأفلت من أفلت، أقبلت جارية من بني عبد الله بن كنانة فقالت لزهير، ولم تشهد الوقعة: يا عماه ما ترى فعل أبي? قال: وعلى أي شيء كان أبوك? قالت: على شقاء نقاء طويلة الأنقاء، تمطق بالعرق تمطق الشيخ بالمرق. قال: نجا أبوك، ثم أتته أخرى فقالت: يا عماه وما ترى فعل أبي? قال: وعلى أي شيء كان أبوك? قالت: على طويل بطنها، قصير ظهرها، هاديها شطرها، يكبها خصرها. قال: نجا أبوك. ثم أتته بنت مالك بن عبيدة بن هبل فقالت: يا عماه وما ترى فعل أبي? قال: وعلى أي شيء كان أبوك? قالت: على الكزة الأنوح التي يكفيها لبن اللقوح، قال: هلك أبوك، قال: فبكت، فقال رجل: ما أسوأ بكاءها، فقال زهير: لا تعلم اليتيم البكاء.لا حر بوادي عوفهو عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان. وذلك أن بعض الملوك، وهو عمرو بن هند، طلب منه رجلاً، وهو مروان القرظ، وكان قد أجاره، فمنعه عوف وأبى أن يسلمه، فقال الملك: لا حر بوادي عوف. أي أنه يقهر من حل بواديه، فكل من فيه كالعبد له، لطاعتهم إياه. وقال بعضهم: إنما قيل ذلك لأنه كان يقتل الأسارى. وقد ذكرت قصة مروان مع عوف في حرف الواو عند قولهم: أوفى من عوف بن حلم. وقال أبو عبيد: كان المفضل يخبر أن المثل للمنذر بن ماء السماء، قاله في عوف ابن محلم؛ وذلك أن المنذر كان يطلب زهير بن أمية الشيباني بذحل، فمنعه عوف، فعندها قال المنذر: لا حر بوادي عوف. وكان أبو عبيدة يقول: هو عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.لا تسخرن منني شيء فيحور بكأي يعود عليك. قال عمرو بن شرحبيل: لو عيرت رجلاً برضاع الغنم، لخشيت أن أرضعها. وقوله، يحور، معناه يرجع. أي يرجع بك ما سخرت منه فتبتلى به.لا يرحلن رحلك من ليس معكأي لا تستعن إلا بأهل ثقتك. ويروى: لا يرحل رحلك، على وجه النفي، أي لا يعينك من لا يكون صفوه معك.لا تبرك الإبل على هذايضرب لما لا يصبر عليه لشدته.لا يبرك مثل مالكقالوا: هو اسم رجل مرغوب في محبته.لا حاء ولا ساءأي لم يأمر ولم ينه. قال أبو عمرو: يقال حاء بضأنك أي ادعها. ويقال: سأسأت بالحمار إذا دعوته ليشرب. يضرب للرجل إذا بلغ النهاية في السن.لا بي عليك ولا هيأي لا بأس عليك.لا يغرنك شمط به دب شيخ في الجحيملا ينتصف حليم من جهوللأن الجهول يربي عليه، والحليم لا يضع نفسه لمسافهته.لا يملك حائن دمةأي من حان حينه لا يقدر على حقن دمه.لا يقوم لها إلا ابن أجداهاأي لا يقوم لدفع العظيمة إلا الرجل العظيم، يضرب لمن يغني غناء عظيماً، كأنهم قالوا: إلا كريم الآباء والأمهات من الرجال والإبل. قاله أبو زيد.لا ينفع حذر من قدرويروى لا ينفعك من رديء حذر.لا ينقصك من زاد تبقالتبقي، الإبقاء. يضرب في الحث على أكل ما يفسد إن أبقي.لا يعدم عائش وصلاتأي ما دام للمرء أجل فهو لا يعدم ما يتوصل به. يضرب للرجل يزمل من الزاد فيلقى آخر فينال منه ما يبلغه أهله.لا تمازح الشريف فيحقد عليك ولا الدنيء فيجترئ عليكقاله سعيد بن العاص أخو عمرو.لا تكذبن ولا تشبهنمن التشبه، أي لا تكذب على غيرك ولا تشبه بالكذب. ويروى: ولا تشبهن من التشبيه. أي لا تكذب ولا تلبس على غيرك بأن تكذبه، فيلتبس عليه الأمر.لا تنه عن خلق وتأتي مثلهينشد في هذا المعنى:
|
||||||||||
|
|
|||||||||||||
لا تبق إلا على نفسكأي أنك إن أسرفت أسرف عليك، ومعناه، إن أبقيت على أحد فما أبقيت إلا على نفسك. وقال أبو عبيد: يقال للمتوعد: لا تبق إلا على نفسك. ومعناه، أجهد جهدك، فكأنه يقول: لا تعطف إلا على نفسك، فأما أنا فافعل بي ما تقدر عليه، فلست ممن يبالي وعيدك وتهديدك. ومثله، لا أبقى الله عليك إن أبقيت علي.لا تعقرها لا أبا لك إما لنا وإما لكقاله مالك بن المنتقق لبسطام بن قيس حين أغار على إبله، فكان يسوقها فإذا تفرقت طعنها لتجتمع وتسرع.لا تظعني فتهيجي القوم للظعنيضرب لمن يتبع فيما ينهج. يعني أنك متبوع فلا تفعل ما لا يليق بك.لا يطاع لقصير أمرهمضى ذكره في قصة الزباء في حرف الخاء.لا يلبث الغويان الصرمةيريد بالغوي، الذئب. أي إذا كانا اثنين أسرعا في تمزيقها. يضرب لمن يفسد ماله وهو قليل. والصرمة، القطعة من الغنم أو الإبل القليلة. والتقدير لا يلبث ولا يمهل الذئبان الغويان القطعة القليلة أن يفرقاها ويهلكاها.لا فتى إلا عمرو بن تقنقد ذكرت قصته مع لقمان عند قوله: إحدى حظيات لقمان.لا أفعل كذا ما غبا غبيس"قلت": لم أجد في معنى هذا المثل ما يوافق لفظه إلا ما حكاه اللحياني. قال: يقال للظلام غبس وغبيس أيضاً. ورأيت في أمالي الخوارزمي معنى "غبا" أظلم. والغبيش من أسماء الليل. وقال ابن الأعرابي: ما أدري ما أصله. وقال بعضهم: غبيس تصغير أغبس مرخماً، وهو الذئب. وغبا أصله غب، فأبدل من أحد حرفي التضعيف الألف مثل: تقضى وتظنى في تقضض وتظنن. أي ما دام الذئب يأتي الغنم غباً. أنشد الأموي:
لا يلد الوقبان إلا وقباًالوقب، الأحمق. هذا يتكلم به عند التشاتم.لا محالة من جلز بعلباءيضرب عند انقطاع الرجاء. أي صرت إلى الغاية القصوى من الأمر. قاله أبو عمرو. ويروى: لا بد، والجلز شدة عصب العقب على شيء. أي لا بد من النهوض في هذا الأمر. وقال:
لا تحيي البيض وتقتل الفراخأي لا تحفظ الصغير وتضيع الكبير.لا حم ولا رم أن أفعل كذاأي لا بد من ذلك.لا تحسد الضب على ما في جحرهأي لا تحسد فلاناً على ما رزق من خير.لا أحب تخديش وجه الصاحبقال يونس: تزعم العرب أن الثعلب رأى جحراً أبيض بين لصبين، فأراد أن يغتال به الأسد، فأتاه ذات يوم فقال: يا أبا الحرث، الغنيمة الباردة شحمة رأيتها بين لصبين فكرهت أن أدنوا منها وأحببت أن تولى ذلك أنت، فهلم لأريكها. قال: فانطلق به حتى قام به عليه، فقال: دونك يا أبا الحرث، فذهب الأسد ليدخل فضاق به المكان، فقال له الثعلب: اردس برأسك، أي ادفع برأسك. قال: فأقبل الأسد يردس برأسه حتى نشب، فلم يقدر أن يتقدم ولا أن يتأخر. ثم أقبل الثعلب يخوره، أي يخدش خورانه من قبل دبره؛ فقال الأسد: ما تصنع يا ثعالة? قال: أريد لاستنقذك؛ قال: فمن قبل الرأس إذن? فقال الثعلب: لا أحب تخديش وجه الصاحب. يضرب للرجل يريك من نفسه النصيحة ثم يغدر.لا تدره بعرضك فيلذمالإدراء، الإغراء. والذم لزم وضري. أي لا تجرئه فيجترئ عليك.لا ترى العكلي إلا حيث يسوؤكيضرب لمن لا تزال تراه في أمر تكرهه.لا يساغ طعامك يا وحوحيضرب عند كل معروف يكدر بالمن. ووحوح، اسم رجل.ولا جن بالبغضاء والنظر والشزر |
|||||||||||||
|
|
||||||||||
أي لا يخفى نظر المبغض. ولا جن، معناه لا خفاء. والبغضاء، البغض. والنظر الشزر، نظر الغضبان بمؤخر العينين. والشعر لأبي جندل الهذلي. وأوله "تحدثني عيناك ما القلب كاتم". لا أخا لك بالعبد إذا قلت يا أخاهيضرب لمن يصطنع المعروف إلى من ليس له بأهل. وهذا كقولهم: ليس العبد بأخ لك. وقد ذكر.لا يشقى بقعقاع جليسيقال هذا القعقاع بن عمرو، والصحيح قعقاع بن شور، وهو ممن جرى مجرى كعب بن مامة في حسن المجاورة، فضرب به المثل. وكان إذا جاوره رجل أو جالسه فعرفه بالقصد إليه جعل له نصيباً من ماله وأعانه على عدوه، وشفع له في حاجته، وغدا إليه بعد ذلك شاكراً له. فقال فيه الشاعر:
لا أرى لمن لا يطاعقاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في خطبته التي يعاتب فيها أصحابه.لا حي فيرجى ولا ميت فينسىمكتوبة قصته عند قوله: قد حيل بين العير والنزوان، من كلام صخر ابن عمرو بن الشريد في حرف القاف.لا يذهب العرف بين الله والناسالعرف والمعروف، الإحسان.لا سيرك سير ولا هرجك هرجالهرج، الحديث الذي لا يدرى ما هو. يضرب للذي يكثر الكلام، أي لا يحسن يسير ولا يحسن يتكلم.لا بد للمصدور أن ينفثالمصدور، الذي يشتكي صدره، وهو يستريح ويشفى بالنفث.لا زيال لزم الحبل العنقالزيال، المزايلة يضرب للشيء يلزم فلا يرجى الخلاص منه.لا يرأم بو الهوانأي لا ينقاد له. والرئمان أن تعطف الناقة على ولدها. والبو جلد جوار، يسلخ فيحشى ويعلق عليها، فتظنه ولدها، فتدر عليه. والمعنى في المثل أنه لا يقبل الضيم.لا عيش لمن يضاجع الخوفيضرب في مدح الأمن.لا تقرع له العصا ولا تقلقل له الحصايضرب للمحنك المجرب.لا أكون كالضبع تتسمع اللدم فتخرج حتى صادأي لا أغفل عما يجب التيقظ فيه. قاله أمير المؤمنين علي ريضي الله عنه.لا تأمن شقياً أوحشت أهلهلا يخدع الأعرابي إلا واحدةقاله أعرابي خدع مرة ثم سئم الخداع أخرى.لا يطحن بك العز الفطيريعني أن العز الحادث لا معول عليه.لا أصل له ولا فصلقال الكسائي: الأصل، الحسب. والفصل اللسان يعني النطق.لا تزال تقرصني منك قارصةأي كلمة مؤذية.لا يصدق أثرهيضرب للكاذب. يعني لا يصدق أثر رحله، لأنه إذا كذب هو كذب أثره في الأرض أيضاً مثله. أي أنه إذا قيل له: من أين جئت? قال: من ثم وإنما جاء من ههنا.لا أم لكقال أبو الهيثم: لا أم لك، عندنا في مذهب: ليس لك أم حرة. وهذا هو الشتم الصحيح، لأن بني الإماء عند العرب ليسوا بمحمودين ولا لاحقين بما يلحق به غيرهم من أبناء الحرائر. فأما إذا قال: لا أبا لك فلم يترك له من الشتيمة شيئاً. حكي جميع هذا عن أبي سعيد الضرير.لا خير في رزمة لا درة معهاالرزمة، صوت حنين الناقة. والفعل أرزمت ترزم إرزاماً. والدرة، اللبن. أي لا خير في قول لا فعل معه.لا يثني ولا يثلثأي هذا رجل كبير أراد النهوض فلم يقدر في أول مرة ولا في الثانية ولا في الثالثة.لا ترك الله له في الأرض مقعداً ولا في السماء مصعداًقالته امرأة دعت على ولدها.لا يصلح رفيقاً من لم يبتلع ريقاًيضرب لمن يكظم الغيظ. ونصب "رفيقاً" على الحال. وأراد بالريق ريق الغضب.لا تشرين مشرى صفو يكدريقال: شرى، إذا باع. وشرى إذا اشترى. ومنه قوله تعالى: وشروه بثمن بخس. يضرب لمن يستبدل خيراً بشر.لا بلاد لمن لا تلاد لهأي لا يسع فقيراً مكان، ولا تحمله أرض، لذلته وقلته في أعين الناس. ويجوز أن يكون المعنى، لا يقدر الفقير أي يقيم ببلاده وأرضه لفقره، بل يحتاج أن يرحل عنها، كما قيل:وترمي النوى بالمقترين المراميالا مال لمن لا رفق لهيعني أن المال يكسبه الرفق لا الخرق.لا جعل الله فيه أمرةأي بركة ونماء. وهذا كمما يقال: تعرف في وجه المال أمرته. ويروى أمرته بسكون الميم، أي زيادته، من قولهم: أمر مال فلان، إذا كثر.لا غرو ولا هيميضرب للأمر إذا أشكل. قال:
|
||||||||||
|
|
||||||||||||||||
لا تظلمن وضح الطريقيضرب في التحذير لمن ترك الطريق الواضح إلى المبهم. وظلمه وضعه السير في غير موضعه.لا تلبسن بيقين شكاًأي لا تخلطن بما أيقنته شكاً فيضعف رأيك وعزيمتك.لا يوجد العجول محموداًروى ثعلب عن ابن الأعرابي قال: كان يقال: لا يوجد العجول محموداً، ولا الغضوب مسروراً، ولا الملول ذا إخوان، ولا الحر حريصاً، ولا الشره غنياً.لا تبعث المهر على وجاهيقال: وجي الفرس يوجى وجى، إذا حفي. وهو للفرس بمنزلة النقب للبعير. يضرب لمن يوجه في أمره من يكرهه أو به ضعف عنه.لا عباب ولا أبابيقال إن الظباء إذا أصابت الماء لم تعب فيه، وإن لم تصبه لم تأبب له، أي لم تهياً لطلبه. يقال: أب يأب أباً وأباباً، إذا قصد وتهياً كما قال: أخ قد طوى كشحاً وأب ليذهبا. قالوا: وليس شيء من الوحوش من الظباء والنعام والبقر يطلب الماء إلا أن يرى الماء قريباً منه فيرده، وإن تباعد عنه لم يطلبه ولم يرده، كما يرده الحمير. يضرب للرجل يعرض عن الشيء استغناءً.لا يحسن العبد الكر إلا الحلب والصريقال أن شداد العبسي قال لابنه عنترة في يوم لقاء ورآه يتقاعس عن الحرب، وقد حميت، فقال: كر عنتر. فقال عنترة: لا يحسن العبد الكر إلا الحلب والصر. وكانت أمه حبشية فكان أبو كأنه يستخف به لذلك، فلما قال عنترة: لا يحسن العبد الكر، قال له: كر وقد زوجتك عبلة، فكر وأبلى ووفى له أبوه بذلك، فزوجه عبلة. والصر شد الصرار، وهو خيط يشد فوق الخلف والتودية لئلا يرضع الفصيل أمه، ونصب "الحلب" على أنه استثناء منقطع، كأنه قال: لا يحسن العبد الكر، لكن الحلب والصر يحسنهما. يضرب لمن يكلف ما لا يطيق.لا أعلق الجلجل من عنقيأي لا أشهر نفسي ولا أخاطر بها بين القوم. قال أبو النجم يصف فحلاً:
لا تهدي إلى حماتك الكتفيضرب لمن يباسط إخوانه بالحقير الرديء. وأصله أن امرأة أوصت بنتها فقالت: لا تهدي إلى حماتك الكتف، فإن الماء يجري بين ألليها. قال أبو عبد الله: الأللان، هما اللحمتان المطارقتان من على يمين البعير ويساره. وقال أبو الهيثم: لأن بينهما رجرجة، أي ماء غليظاً.لا تركبن من بنان نيسباًبنان، اسم أرض. والنيسب، الطريق. يضرب في النهي عن ارتكاب الباطلأ، وإن جر إليك منفعة.لا تطل الذيل فقد أجد الحضريضرب للمتأني وقد جد الأمر واحتاج إلى العجلة.لا تشم الغيث فقد أودى النقدأودى، هلك. والنقد صغار الغنم. يضرب لمن حزن على ما فات.لا حجرة أمشي ولا حوط القصاالحجرة، الناحية. والقصا، البعد. يقال: قصا فلان عن جوارنا يقصي قصاً، أي بعد. قال بشر:
لا غزو إلا التعقيبيقال: عقب الرجل، وهو أن يغزو مرة ثم يثني من سنته. قال طفيل يصف الخيل:
|
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
وكان قد أغار على أرض نجد، وهي أرض حجر فوجد القوم خلوفاً ووجد حجراً قد غزا أهل نجران، فاستاق ابن مندلة مال حجر وأخذ امرأته هند الهنود، ووقع بها فأعجبها، وكان آكل المرار شيخاً كبيراً، وابن مندلة شاباً جميلاً، فقالت له: النجاء النجاء، فإن وراءك طالباً حثيثاً وجمعاً كثيراً ورأياً صليباً وحزماً وكيداً؛ فخرج ابن مندلة مغذاً إلى الشام وجعل يقسم المرباع نهاره أجمع، فإذا كان الليل أسرجت له السرج يقسم عليها، فلما رجع حججر وجد ماله قد استيق، ووجد هنداً قد أخذت، فقال: من أغار عليكم? قالوا: ابن مندلة. قال: مذ كم? فقالوا: مذ ثماني ليال. فقال حجر: ثمان في ثمان لا غزو إلا التعقيب. فأرسلها مثلاً. يعني غزوة الأول والثاني. "قلت": قوله؛ ثمان في ثمان، يعني ثمان ليال أدخلت في ثمان أخرى، إذ كانت غزوة نجران كذا، فقرنت بمثلها من هذا الغزو الآخر. أو أراد ثمان ليال في أثر ثمان ليال. يعني أنه سبقه بثمان ليال. حين أغار على قومه، وسيلحقه في ثمان ليال. ثم أقبل مجداً في طلب ابن مندلة حتى دفع إلى واد دون منزل ابن مندلة فكم فيه وبعث سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة، وكان من مناكير العرب، فقال له حجر: إذهب متنكراً إلى القوم حتى تعلم لنا علمهم فانطلق سدوس حتى انتهى إلى ابن منذلة، وقد نزل في سفح الجبل وأوقد ناراً، وأقبل يقسم المرباع ونثر تمراً. وقال: من جاء بحزمة حطب? فذهب سدوس فأتى بحزمة حطب وألقاها على النار وأخذ قبضة من تمر فألقاها في كنانته، وجلس مع القوم يستمع إلى ما يقولون، وهند خلف ابن مندلة تحدثه، فقال ابن مندلة: يا هند، ما ظنك الآن بحجر? قالت: أراه ضارباً بجوشنة على واسطة رحله? وهو يقول: سيروا سيروا، لا غزو، إلا التعقيب. وذلك مثل ما قال زوجها سواء، ثم قالت هند لابن مندلة: والله ما نام حجر قط إلا وعضو منه حي. قال ابن مندلة وما علمك بذلك? وانتهرها، قالت: بلى كنت له فاركاً، فبينما هو ذات يوم في منزل له قد أخرج إليه رابعاً فضربت له قبة من قبابه، ثم أمر بجزر فنحرت وبشاة فذبحت فصنع ذلك، ثم أرسل للناس فدعاهم فأطعمهم، فلما طعموا وخرجوا نام كما هو مكانه، وأنا جالسة عند باب القبة، فأقبلت حية وهو نائم باسط رجله فذهبت الحية لتنهشه فقبض رجله، ثم تحولت من قبل يده لتنهشه فقبض يده إليه، ثم تحولت من قبل رأسه فلما دنت منه وهو يغط قعد جالساً، فنظر إلى الحية، فقال: ما هذه يا هند? فقلتا: ما فطنت لها حتى جلست. قال: لا والله. وذلك كله بمسمع سدوس، فلما سمع الحديث رجع إلى حجر فنثر التمر من الكنانة بين يديه وقال:
لا ييأسن نائم أن يغنماقال المفضل: بلغنا أن رجلاً كان يسير بإبل له، حتى إذا كان بأرض فل، إذا هو برجل نائم، فأتاه يستجيره فقال: إني جائرك من الناس كلهم إلا من عامر بن حوين، فقال الرجل: نعم وما عسى أن يكون عامر ابن جوين وهو رجل واحد? وكان هو عامر بن جوين فسار به حتى توسط قومه فأخذ غبله وقال: أنا عامر بن جوين وقد أجرتك من الناس كلهم إلا مني، فقال الرجل عند ذلك: لا ييأسن نائم أن يغنما. فذهب مثلاً.لا تجزعن من سنة أنت سرتها |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قالوا: إن أول من قال ذلك خالد ابن أخت أبي ذؤيب الهذلي. وذلك أن أبا ذؤيب كان قد نزل في بني عامر بن صعصعة على رجل يقال له عبد عمرو ابن عامر فعشقته امرأة عبد عمرو وعشقها فحببها على زوجها وحملها وهرب بها إلى قومه، فلما قدم منزله تخوف أهله فأسرها منهم في موضع لا يعلم. وكان يختلف إليها إذا أمكنه وكان الرسول بينها وبينه ابن أخت له، يقال له خالد، وكان غلاماً حديثاً، له منظر وصباحة، فمكث بذلك برهة من دهر وشب خالد وأدرك فعشقته المرأة ودعته إلى نفسها فأجابها وهويها. ثم إنه حملها من مكانها ذلك فأتى بها مكاناً غيره وجعل يختلف إليها فيه ومنع أبا ذؤيب عنها. فأنشأ أبو ذؤيب يقول:
لا يعلم ما في الخف إلا الله والإسكافأصهل، أن اسكافا رمى كلباً بخف فيه قالب فأوجعه جداً، فجعل الكلب يصيح ويجزع، فقال له أصحابه من الكلاب: أكل هذا من خف? فقال: لا يعلم ما في الخف إلا الله والاسكاف. يضرب في الأمر يخفى على الناظر فيه علمه وحقيقته.لا تصحب من لا يرى لك من الحق مثل ما ترى لهأي لا تصاحب من لا يشاكلك ولا يعتقد حقك. يقال: فلان يرى رأي أبي حنيفة. أي يعتقد اعتقاده وليس من رؤية البصر.لا يكسب الحمد فتى شحيحيضرب في ذم البخل.لا أعرفنك بعد الموت تندبنيوفي حياتي ما زودتني زادييضرب لمن يضيع أخاه في حياته ثم بكاه بعد موته. قاله أبو عبيد.ما على أفعل من هذا البابألهف من قضيبهذا رجل من العرب كان تماراً بالبحرين، وكان يأتي تاجراً فيشتري منه التمر، ولم يكن يعامل غيره. وإن ذلك التاجر اجتمع عنده حشف كثير من التمر الذي كان يبيعه فدخل يوماً ومعه كيس له فيه دنانير كثيرة، فطرحه بين ذلك الحشف، وأنسي رفعه من هناك، وأتاه الأعرابي كما كان يأتيه يشتري منه التمر، فقال في نفسه: هذا أعرابي وليس يدري ما أعطيه، لأصيرن هذا الحشف فيما يبتاعه، فلما ابتاع منه التمر عد عليه قوصرة الحشف التي فيها الدنانير، ومضى قضيب بما اشترى من التمر فباع جميع ما معه من التمر غير الحشف، فإنه لم يقدر على بيعه ولم يأخذه منه أحد، وتذكر التمار كيسه، وعلم أنه باع القوصرة غلطاً، فأخذ سكيناً وتبع الأعرابي فلحقه، وقال: إنك صديق لي، وقد أعطيتك تمراً غير جيد فرده علي لأعوضك الجيد، فأخرج الجلدة إليه فنثرها، وأخرج منها دنانيره وقال للأعرابي: أتدري لم حملت هذا السكين معي? قال: لا. قال: لأشق بها بطني إن لم أجدد الدنانير. فتنفس الأعرابي وقال: ارني السكين ناولنيه، فناوله إياه فشق به بطن نفسه تلهفاً. فضربه به العرب المثل، فقالوا ألهف من قضيب. وهو أفعل من لهف يلهف لهفاً، وليس من التلهف، لأن أفعل لا ينبى من المنشعبة إلا شاذاً. وفي هذا الرجل يقول عروة بن حزام:
ألأم من أسلمهو أسلم بن زرعة. ومن لؤمه أنه جبى أهل خراسان حين وليها ما لم يجبه أحد قبله، ثم بلغه أن الفرس كانت تضع في فم كل من مات درهماً، فأخذ ينبش تربة النواويس ليستخرج ذلك الدرهم، فقال فيه صهبان الجرمي:
ألزق من برام وألزق من علهما القراد، قال الشاعر:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
والقارد يعرض لاست الجمل فليزق بها، كمما يلزم النمل بالخصاء، وكذلك يقال في مثل آخر: مني مكان القرد من است الجمل. ألزق من الكشوثهو نبت يتعلق بالشجر من غير أن يضرب بعرق في الأرض. قال الشاعر:
ألزق من ريش على غراء ومن قار ومن دبق ومن حمى الربعألزق من جعل وألزق من قرنبىوالقرنبى، دويبة فوق الخنفساء، وهو الجعل، يتبعان الرجل إذا أراد الغائط، ولذلك يقال في المثل: شدك به جعله. قال الشاعر:
ألزم من شعرات القصلأنها لا يمكن أن تزال، وذلك أنها كلما حلقت نبتت. والمعنى أنه لا يفارقك.ألزم للمرء من ظلهلأنه لا يزال ملازماً صاحبه ولذلك يقال: لزمني فلان لزوم ظلي، لزوم ذنبي، والعامة تقول: ألزم من الذنب بفتح النون.ألزم من اليمين للشمال ومن نبز اللقبوألزم للمر من إحدى طبائعهألح من الحمى ومن الخنفساء ومن الذباب ومن كلبلأن الكلب يلح بالهرير على الناس.ألين من الزبد ومن خرنقالخرنق، ولد الأرنب.ألين من خميرة ممرنةتروى هذه اللفظة بالحاء والخاء، فأما الحاء، فمن الحمر. يقال: حمرت السير أحمره بالضم، إذا سحوت قشره. ويقال لذلك السير، الحمير والحميرة، وهو سير أبيض مقشور الظاهر يؤكد به السروج ويسهل به الخرز للينه. ويقال له الأشكز أيضاً. والتمرين التليين. وأما الخاء فمن الخمير والخمرة، ما يجعل في العجين من الخميرة. "قلت": وهذا الحرف كان مهملاً في كتاب حمزة رحمه الله، وكان يحتاج إلى تفسير وشرح، ففعلت حينئذ.ألأم من ابن قرصعوروى البياري: قوصع. وكذلك في النسخة الأخيرة من هذا الكتاب، وفي تكلمة الخارزنجي، قرصع رجل من أهل اليمن كان متعالماً باللؤم.ألأم من جدرة وألأم من ضبارةزعم ابن بحر في كتابه الموسوم بكتاب: أطعمة العرب، أن هذين الرجلين، يعني جدرة وضبارة ألأم من ضربت العرب به المثل. قال: وسأل بعض ملوك العرب عن ألأم من في العرب ليمثل به، فدل على جدرة، وهو رجل من بني الحرث بن عدي بن جندب بن العنبر، ومنزلهم بماوية. وعلى ضبارة، فجاؤوه بجدرة فجدع أنفه، وفر ضبارة لما رأى أن نظيره لقي ما لقي. فقالوا في المثل: نجا ضبارة لما جدع الجدرة.ألأم من راضع اللبنهو رجل من العرب كان يرضع اللبن من حلمة شاته، ولا يحلبها مخافة أن يسمع وقع الحلب في الإناء فيطلب منه. فمن هنا قالوا: لئيم راضع. قال رجل يصف ابن عم له بالبعد من الإنسانية والمبالغة في التوحش والإفراط في البخل:
ألأم من راضعقال المفضل بن سلمة في كتابه الموسوم: بالفاخر، أن الطائي قال: الراضع، الذي يأخذه الخلالة من الخلالة فيأكلها من اللؤم لئلا يفوته شيء. وقال أبو عمرو: الراضع، الذي يرضع الشاة والناقة قبل أن يحلبهما من الجشع والشره واللؤم. قال الفراء: الراضع، هو الذين يكون راعياً ولا يمسك معه محلباً، فإذا جاء معتر فسأله القرى اعتل بأن ليس معه محلب، وإذا رام هو الشرب رضع من الناقة والشاة؛ وقال أبو علي اليمامي: الراضع الذي رضع اللؤم من ثدي أمه. يريد أبو علي: أنه الذي يولد في اللؤم.ألأم من البرمهو الذي لا يدخل مع الإيسار في الميسر، وهو موسر، ولا يسمى برماً إذا كان الذي يمنعه غير البخل. وهذا الاسم قد سقط استعماله لزوال سببه. قال متمم بن نويرة في أخيه مالك: |
||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ألأم من البرم القرونكان هو رجلاً من الأبرام، فدفع إلى امرأته قدراً لتستطعم من بيوت الأيسار، لأن بذلك كانت تجري عادة البرم، فرجعت بالقدر فيها لحم وسنام، فوضعتها بين يديه وجمعت عليها الأولاد، فأقبل هو يأكل من بينهم قطعتين قطعتين، فقالت المرأة: أبرماً قروناً? فصار قولها مثلاً في كل بخيل يجر المنفعة إلى نفسه.ألأم من سقب ريانلأنه إذا دنا من أمه لم يدرها. ولذلك قيل في مثل آخر: شر مرغوب إليه فصيل ريان. ومعناه أن الناقة لا تكاد تدر إلا على ولد أو بو، فربما أرادوا أن يحتلبوا واحدة منهن فأرسلوا تحتها فصيلها أو فصيلاً آخر لغيرها ليمر بها بلسانه، فإذا درت عليه نحوه عنها وحلبوها، وإذا كان الفصيل ريان غير جائع، لم يمرها. وهذا الفعل يسمى القلبين.ألذ من الغنيمة الباردةتتقول العرب: هذه غنيمة باردة، إذا لم يكن فيها حرب. مثل قول الشاعر:
خارجاً ناجذاه قد برد المو-ت على مصطلاه أي برودوللجاحظ في ذلك قول ثالث. زعم أن أهل تهامة والحجاز لما عدموا البرد في مشاربهم وملابسهم، إلا إذا هبت الشمال، سموا الماء، النعمة الباردة، ثم كثر ذلك منهم حتى سموا ما غنموه، البارد تلذذاً منهم، كتلذذهم بالماء البارد.ألذ من المنىهذا من قول الشاعر:
ألذ من إغفاءة الفجرهذا من قول الشاعر، وهو مجنون بني عامر:
ألذ من شفاء غليل الصدرهذا من قول الشاعر، أنشده ابن الأعرابي:
فهو شفاء لغليل الصدرقال حمزة: وأما قولهم:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
ألوط من دبقالوا: هو رجل من العرب كان متعالماً بذلك. وأما قولهم:ألوط من نغرفإنما قالوا ذلك لأنه لا يفارق دبر الدابة. وقولهم:ألوط من راهبهذا من قول الشاعر:
ألهف من أبي غبشانتتقدم ذكره في باب الحاء، عند قولهم: أحمق من أبي غبشان.ألهف من مغرق الدركان هذا رجلاً من تميم رأى في النوم أنه ظفر من البحر بعدل من الدر، فأغرقه، فاستيقظ من نومه ومات تلهفاً عليه.ألهف من ابن السوءلأنه لا يطيع أبويه في حياته، فإذا ماتا تلهف عليهما.ألهف من قالب الصخرةقد مرت قصته في باب الطاء عند قولهم: أطمع من قالب الصخرة.ألحن من قينتي يزيديعنون به لحن الغناء. والمثل من أمثال أهل الشام. ويزيد هذا هو يزيد بن عبد الملك بن مروان، وقينتاه حبابة وسلامة. وكانتا ألحن من رؤي في الإسلام من قيان النساء. واستهتر يزيد وهو خليفة بحبابة، حتى أهمل أمر الأمة وتخلى بها، ومن استهتاره بها أن غنته يوماً:
ألحن من جرادتينفالمثل عادي قديم. والجرادتان كانتا قينتين لمعاوية بن بكر العمليقي سيد العمالقة الذين كانوا نازلين بمكة في قديم الدهر. واسمهما يعاد ويماد. وبعما ضرب المثل الآخر في سالف الدهر، فقيل: صار فلان حديث الجرادتين، إذا اشتهر أمره. |
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||
ألأم من كلب على عرقألأم من ذئب ألأم من صبي ألأم من الجور ألأم من ماء عادية ومن مذاق الخمر ومن نومة الضحى ومن قبلة على عجل ألص من شظاظ ومن سرحان ألص من فأرة ألص من عقعقالمولدونثم يحمل خاتمي مثل خنصري ليس الفرس بحله وبرقعه ليس في الحب مشورة ليس في الشهوات خصومة ليس بصياح الغراب يجيء المطر ليس الجمال بالثياب ليس وراء عبادان قرية ليس للباطل أساس ليس على الإنسان إلا ما ملك ليس الحريص بزائد في رزقه ليس حي على الزمان بباق ليس للعبد من الأمور الخبر ليس الشامي للعراقي برفيق ليس المشير كالخبير للمستشار حيرة فليمهل حتى يغب رأيه ليس للحمار الواقع كصاحبه ليس في التصنع تمتع ولا مع التكلف تظرف ليس لقوله سور يخصره ليست يدي مخضوبة بالحناء يضرب في إمكان المكافأة.ليس هذا بنار إبراهيم صلوات الله على نبينا وعليه، أي ليس بهين. ليته بساهرة العلياء وبالسوس الأبعد وفي البحر الأخضر ليته في سقر حيث لا ماء ولا شجر ليت الفجل يهضم نفسه ليس في العصا سير يضرب لمن لا يقدر على ما يريد. ليس في البيت سوى البيت لو ألقمته عسلاً عض إصبعي لو وقعت من السماء صفعة ما سقطت إلا على قفاه لو كان في البومة خير ما تركها الصياد لولا القيد عدا ليس كل من سود وجهه قال أنا حداد ليس مع الصيف بقيا لو عيرت كلباً خشيت محاره لو بلغ رأسه السماء ما زاد لو سد محساه لنبس مفساه لأمر ما قيل دع الكلام للجواب لحظ أصدق من لفظ لزمه من الكوكب إلى الكوكب لقيه بذهن أبي أيوب يضرب في التمكن من صاحبه. لكل عمل ثواب لكل كلام جواب لسان التجربة أصدق لولا الخبز لما عبد الله لو بلغ الرزق فاه لتولاه قفاه يضرب للمحروم. لتكن الثريدة بلقاء لا القصعة ليس يومي بواحد من ظلوم لسان المرء من خدم الفؤاد لسان الباطل عي الظاهر والباطنن لنا إليه حاجة كحاجة الديك إلى الدجاجة ليس في البرق اللامع مستمتع يضرب لمن يخوض في الظلمة. لو أسعطت بك ما دمعت عيني لو اتجرت في الأكفان ما مات أحد لحاف ومضربة يضرب لمن يعلو ويعلى. لن يتلمظ به شدقاك ولن يسود به كفاك يضرب في التجنيب. ليس هذا الأمر زوراً ولا احتجاجاً بالكعاب لكل حي أجل لكل داء دواء لكل جديد لذة لكل قديم حرمة إلزم الشحة يلزمك العمل التماس الزيادة على الغاية محال اللذات بالمؤونات الأقاب تنزل من السماء الليل جنة الهارب لا خير في ود يكون بشافع لا يصبر على الخل إلا دوده لا تحسن الثقة بالفيل لا عتبا بعد الموت لا تطمع في كل ما تسمع لا تجر فيما لا تدري لا تر الصبي بياض سنك فيريك سواد استه لا تنكح خاطب سرك لا تمدن إلى المعالي يداً قصرت عن المعروف لا تدلن بحالة بلغتها بغير آلة لا بد للحديث من أبازير لا أحب دمي في طست ذهب لا ترسل البازي في الضباب لا تعنف طالباً لرزقه لا خير في أرب ألقاك في لهب لا تكن رطباً فتعصر ولا يابساً فتكسر لا يجيء من خله عصيره لا يرى وراءه خضرة يضرب للمعجب. لا يملأ قلبه شيء يضرب للرجل الشجاع. لا يفرج عن إنسان برمص عينه يضرب للبخيل النكد. لا تعلم الشرطي التفحص ولا الزطي التلصص لا تكال الرجال بالقفزان لا تسب أمي اللئيمة فأسب أمك الكريمة لا يعرف محساه من مفساه لا تأكل خبزك على مائدة غيرك لا يميز بين التين والسرقين لا يقرأ إلا آية العذاب وكتب الصواعق يضرب للمهول. لا يجد في السماء مصعداً ولا في الأرض مقعداً يضرب للخائف. لا يقوم عطره بفسائه لا تسقط من كفه خردلة يضرب للبخيل. لا يطن عليه الذباب ولا يهب عليه الريح ولا يراه الشمس والقمر يضرب للمصون. لا يطول حياته ولا يقصر جاريتها لا تؤخر عمل اليوم لغد لا تحركن ساكناً لا يمسك ضراطه خوفاً لا تأمن الأمير إذا غشك الوزير لا تلد الفأرة إلى الفأرة ولا الحية إلا الحية لا تحره على ما دهاك أعمى أصم لا يشكر الله من لا يشكر الناس لا تقع عليه قيمة يضرب للرجل النذل. لا تجني يمينك على شمالك لا قليل من العداوة والإحن والمرض لا تدخل بين البصلة وقشرها |
||||
|
|
|||||||||||||
لا يذهب العرف بين الله والناس لا جرم بعد الندامة لا يستمتع بالجوزة إلا كاسرها لا عند ربي ولا عند أستاذي لا تسخر بكوسج ما لم تلتح لا يفزع البازي من صياح الكركي لا تبع نقداً بدين لا يبصر الدينار غير الناقد لا رسول كالدرهم لا يعقد الحبل ولا يركض الحجر يضرب للضعيف. لا يصبر على طعام واحد لا يشرب الماء إلا بدم يضرب للشجاع. لا تلهج بالمقادير فإنها مضراة على الإساءة مدعاة إلى التقصير لا تؤدب من لا يؤاتيك ولا تسراع فيما لا يعنيك الباب الرابع والعشرونفيما أوله ميمما تنفع الشعفة في الوادي الرغبالشعفة، المطرة الهينة. والوادي الرغب، الواسع. يضرب للذي يعطيك قليلاً لا يقع منك موقعاً. ويروى ما ترتفع.ما يجعل قدك إلى أديمكالقد، مسك السخلة. والأديم، الجلد بالعظم، أي ما يحملك على أن تقيس الصغير من الأمر العظيم منه. و "إلى" من صلة المعنى. أي ما يضم قدك إلى أديمك. يضرب في أخطاء القياس.ما حللت بطن تبالة لتحرم الأضيافتبالة، بلدة مخصبة باليمن. ويروى، لم تحلي بطن تبالة لتحرمي بالتأنيث. يضرب لمن عود الناس إحسانه ثم يريد أن يقطعه عنهم.ما على الأرض شيء أحق بطول سجن من لسانيروى، أحق نصباً، على لغة أهل الحجاز، ورفعاً على لغة تميم. وهذا المثل يروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. يضرب في الحث على حفظ اللسان عما يحر إلى صاحبه شراً.ما صدقة أفضل من قوليعني، من قول يكون بالحق. يضرب في حفظ اللسان أيضاً.ما بللت منه بأفوق ناصلالبل، الظفر. والفعل منه بل يبل، مثل عض يعض. ومنه قول الشاعر:
ما يقعقع له بالشنانالقعقعة، تحريك الشيء اليابس الصلب مع صوت، مثل السلاح وغيره. والشنان جمع شن، وهو القربة البالية، وهم يحركونها إذا أرادوا حث الإبل على السير لتفزع فتسرع. قال النابغة:
ما يصطلى بنارهيعني أنه عزيز منيع، لا يوصل إليه ولا يتعرض لمراسه. قال الأنصاري:
ما تقرن بفلان صعبةأصله، أن الناقة الصعبة تقترن بالجمل الذلول ليروضها ويذللها. أي أنه أكرم وأجل من أن يستعمل ويكلف تذليل الصعب، كما يكلف ذلك الفحل. يضرب لمن يذل من ناوأه. قاله أبو عبيد. وقال الباهلي: الذي أعرفه، تقرن بفلان الصعبة، أي هو الذي يصلح لإصلاح الأمر يفوض إليه ويهاج له لا غيره.ما بللت منه بأعزلالأعزل، الذي لا سلاح معه. أي ما ظفرت منه برجل ليس معه أداة لأمر يوكل إليه، بل هو معد لما يعول فيه عليه.ما يحسن القلبان في يدي حالبة الضأنالقلب السوار، ويراد بحالبة الضأن، الأمة الراعية. يضرب لمن يرى بحالة حسنة وليس لها بأهل.ما وراءك يا عصام |
|||||||||||||
|
|
||||
قال المفضل: أول من قال ذلك الحرث بن عمرو ملك كندة. وذلك أنه لما بلغه جمال ابنة عوف بن محلم الشيباني وكمالها وقوة عقلها، دعا امرأة من كندة، يقال له عصام، ذات عقل ولسان وأدب وبيان، وقال لها: اذهبي حتى تعلمي لي علم ابنة عوف. فمضت حتى انتهت إلى أمها، وهي أمامة ابنة الحرث، فأعلمتها ما قدمت له، فأرسلت أمامة إلى ابنتها وقالت: أي بنية، هذه خالتك أتتك لتنظر إليك فلا تستري عنها شيئاً إن أرادت النظر من وجه أو خلق، وناطقيها إن استنطقتك. فدخلت إليها فنظرت إلى ما لم تر قط مثله، فخرجت من عندها وهي تقول: ترك الخداع من كشف القناع. فأرسلتها مثلاً. ثم انطلقت إلى الحرث، فلما رآها مقبلة، قال لها: ما رواءك يا عصام? قالت: صرح المخض عن الزبد، رأيت جبهة كالمرآة المصقولة، يزينها شعر حالك كأذناب الخيل، إن أرسلته خلته السلاسل، وإن مشطته قلت: عناقيد جلاها الوابل؛ وحاجبين كأنما خطا بقلم، أو سودا بحمم، تقوسا على مثل عين ظبية عبهرة، بينهما أنف كحد السيف الصنيع، حفت به وجنتان كالأرجوان، في بياض كالجمان، شق فيه فم كالخاتم، لذيذ المبسم، فيه ثنايا غر ذات أشر، تقلب فيه لسان ذو فصاحة وبيان، بعقل وافر، وجواب حاضر، تلتقي فيه شفتان حمراوان، تحلبان ريقاً كالشهد إذا دلك، في رقبة بيضاء كالفضة، ركبت في صدر كصدر تمثال دمية؛ وعضدان مدمجان يتصل بهما ذراعان ليس فيهما عظم يمس ولا عرق يجس، ركبت فيهما كفان دقيق قصبهما، لين عصبهما، تعقد إن شئت منها الأنامل، نتأ في ذلك الصدر ثديان كالرمانتين، يخرقان عليها ثيابها، تحت ذلك بطن طوي طي القباطي المدمجة، كسر عكناً كالقراطيس المدرجة، تحيط بتلك العكن سرة كالمدهن المجلو؛ خلف ذلك ظهر فيه كالجدول ينتهي إلى خصر لولا رحمة الله لانبتر. لها كفل يقعدها إذا نهضت، وينهضها إذا قدعت، كأنه دعص الرمل، لبده سقوط الطل، يحمله فخذان لفا كأنما قلبا على نضد جمان، تحتهما ساقان خدلتان كالبرديتين، وشيتا بشعر أسود كأنه حلق الزرد، يحمل ذلك قدمان كحذو اللسان، فتبارك الله مع صغرهما كيف تطيقان حمل ما فوقهما. فأرسل الملك إلى أبيها فخطبها فزوجها إياه وبعث بصداقها، فجهزت. فلما أراد أن يحملوها إلى زوجها، قالت لها أمها: أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك؛ ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل. ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغني أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال. أي بنية، إنك فارقت الجو الذي منه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيباً ومليكاً. فكوني له أمة يكن لك عبداً وشيكاً. يا بنية، احملي عني عشر خصال، تكن لك ذخراً وذكراً: الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، والتعهد لموقع عينه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح؛ والكحل أحسن الحسن، والماء أطيب الطيب المفقود؛ والتعهد لوقت طعامه، والهدو عنه عند منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة؛ والاحتفاظ ببيته وماله؛ والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله؛ فإن الاحتفاظ بالمال حسن التقرير، والإرعاء على العيال والحشم جميل حسن التدبير. ولا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً؛ فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيب أمره، أوغرت صدره. ثم اتقي مع ذلك الفرح إن كان ترحاً، والاكتئاب عنده إن كان فرحاً؛ فإن الخصلة الأولى من التقصير والثانية من التكدير. وكوني أشد ما تكونين له إعظاماً يكن أشد ما يكون لك إكراماً؛ وأشد ما تكونين له موافقة، يكون أطول ما تكونين له مرافقة. واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببت وكرهت؛ والله يخير لك. فحملت فسلمت إليه فعظمت موقعها منه، وولدت له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن. ويروي أبو عبيد "ما وراءك" على التذكير، وقال: يقال أن المتكلم به النابغة الذبياني، قاله لعصام بن شهير حاجب النعمان، وكان مريضاً، وقد أرجف بموته، فسأله النابغة عن حال النعمان فقال: ما وراءك يا عصام? ومعناه ما خلفت من أمر العليل، أو ما أمامك من حاله. ووراء من الأضداد "قلت": يجوز أن يكون أصل المثل ما ذكرت، ثم اتفق الاسمان، فخوطب كل بما استحق من |
||||
|
|
||||||||||||||||||||||
التذكير والتأنيث.التذكير والتأنيث. ما لي ذنب إلا ذنب صخرويجوز: ذنب صخر يصرف كجمل ودعد. وهي صخر بنت لقمان. كان أبوها لقمان وأخوها لقيم، خرجا مغيرين، فأصابا إبلاً كثيرة، فسيق لقيم إلى منزله، فعمدت صخر إلى جزور مما قدم بها لقيم فنحرتها وصنعت منها طعاماً يكون معداً لأبيها لقمان إذا قدم، تتحفه به، وقد كان لقمان حسد لقيماً لتبريزه عليه. فلما قدم لقمان وقدمت صخر غليه الطعام وعلم أنه من غنيمة لقيم لطمها لطمة قضت عليها؛ فصارت عقوبتها مثلاً لكل من يعاقب ولا ذنب له. ويضرب لمن يجزى بالإحسان سوءاً. قال خفاف ابن ندبة:
محسنة فهيليأصله أن امرأة كانت تفرغ طعاماً من وعاء رجل في وعائها، فجاء الرجل، فدهشت فأقبلت تفرغ من وعائها في وعائه، فقال لها: ما تصنعين? قالت: أهيل من هذا في هذا. فقال لها: محسنة، أي أنت محسنة فهيلي. ويروى: محسنة بالنصب على الحال. أي هيلي محسنة. ويجوز أن ينصب على معنى أراك محسنة. يضرب للرجل يعمل العمل يكون فيه مصيباً.من حظك نفاق أيمكأي مما وهب الله لك من الجد أن لا تبور عليك أيمك. ويروى هذا في الحديث.مصي مصيصاًأصله أن غلاماً خادع جارية عن نفسها بتمرات، فطاوعته على أن تدعه في معالجتها قدر ما تأكل ذلك التمر، فجعل يعمل عمله وهي تأكل، فلما خاف أن ينفد التمر ولم يقض حاجته قال لها: ويحك مصي مصيصاً. يضرب في الأمر بالتواني.من أضرب بعد الأمة المعارةيضرب لمن يهون عليكما يعرف قطاته من لطاتهالقطاة، الردف. واللطاة، الجبهة. يضرب للأحمق.ما بالدار شفرأي، أحد. وقال اللحياني: شفر بضم الشين لغة. أي ذو شفر. ولا يقال إلا مع حرف الجحد، لا يقال في الدار شفر. وقد يقال من غير نفي. قال ذو الرمة:
ما بها دعويأي من يدعى.ما بها دبيأي من يدب. ومثل هذا كثير، وكله لا يتكلم به إلا في الجحد والنفي خاصة.مقتل الرجل بين فكيهالمقتل، القتل وموضع القتل أيضاً. ويجوز أن يجعل للسان قتلاً مبالغة في وصفه بالإفضاء إليه. قال: إنما هي إقبال وإدبار. ويجوز أن يجعل موضع القتل. أي بسببه يحصل القتل. ويجوز أن يكون بمعنى القاتل، فالمصدر ينوب عن الفاعل، كأنه قال: قاتل الرجل بين فكيه. قال المفضل: أول من قال ذلك أكثم بن صيفي في وصية لبنيه، وكان جمعهم فقال: تباروا، فإن البر يبقي عليه العدد، وكفوا ألسنتكم، فإن مقتل الرجل بين فكيه. إن قول الحق لم يدع لي صديقاً. الصدق منجاة. لا ينفع التوقي مماهو واقع.في طلب المعالي يكون العناء. الاقتصاد في السعي أبقى للجمام. من لم يأس على ما فاته ودع بدنه، ومن قنع بما هو فيه قرت عينه. التقدم قبل التندم. أصبح عند رأس الأمر أحب إلي من أن أصبح عند ذنبه. لم يهلك من مالك ما وعظك. ويل لعالم أمره من جاهله. يتشابه الأمر إذا أقبل وإذا أدبر عرفه الكيس والأحمق. البطر عند الرخاء حمق، والعجز عند البلاء أمن. لا تغضبوا من اليسير فإنه يجني الكثير. لا تجيبوا فيما لا تسألوا عنه، ولا تضحكوا ما لا يضحك منه. تناءوا في الديار ولا تباغضوا فإنه من يجتمع يقعقع عنده. ألزموا النساء المهانة. نعم لهو الغرة المغزل. حيلة من لا حيلة له الصبر. أن تعش تر ما لم تره. المكثار كحاطب ليل. من أكثر أسقط. لا تجعلوا سراً إلى أمة. فهذه تسعة وعشرون مثلاً، منها ما قد مر ذكره فيما سبق من الكتاب، ومنها ما يأتي إن شاء الله تعالى. وقد أحسن من قال: رحم الله امرءاً أطلق ما بين كفيه، وأمسك ما بين فكيه. ولله در أبي الفتح البستي حيث يقول في هذا المثل:
|
||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||
وضمن الشيخ أبو سهل النيلي شرائط الكلام قوله:
مات حتف أنفهويروى، حتف أنفيه، وحتف فيه. أي مات ولم يقتل. وأصله أن يموت الرجل على فراشه فتخرج نفسه من أنفه وفمه. قال خالد بن الوليد عند موته: لقد لقيت كذا وكذا زحفاً وما في جسدي موضع شبر إلى وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وها أنا ذا أموت حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء.مثقل استعان بذقنهويروى، بدفيه، أي بجنبيه. يضرب للذي يستعين بما لا دفع عنده.ما له نسولة ولا قتوبة ولا جزورةأي ما يتخذ للنسل، ولا ما يعمل عليه، ولا شاة يجز صوفها. أي ما له شيء.مثل جليس السوء كالقين إلا يحرق ثوبك بشررهيؤذيك بدخانهومثل هذا قول مصعب بن سعد بن أبي وقاص. لا تجالس مفتوناً، فإن لا يخطئك منه إحدى خلتين: إما أن يفتنك فتتابعه، أو يؤذيك قبل أن تفارقه.ما أطول سلى فلانإن كان مطولاً عسر الأمر، يشبه بسلى الناقة، فإنه إذا طال عسر خروجه وامتد زمانه.ما أضيف شيء إلى شيء أحسن من علم إلى حلمما غضبي على من أملك وما غضبي على ما لا أملكأي إذا كنت مالكاً له فأنت قادر على الانتقام منه، فلا أغضب. وإن كنت لا أملكه ولا يضره غضبي فلم أدخل الغضب على نفسي. يريد أني لا أغضب أبداً. يروى هذا عن معاوية رضي الله عنه.ما يحجر فلان في العكمأي ليس ممن يخفى مكانه. والعكم، الجوالق. والحجر، المنع. ويروى عن عبد الله بن الحر الجعفي أنه دخل على عبيد الله بن زياد بعد مقتل الحسين رضي الله عنه، فقال له: خرجت مع الحسين فظاهرت علينا. فقال له ابن الحر: لو كنت معه ما خفي مكاني. يضرب للرجل النابه الذكر.ما تبل إحدى يديه الأخرىيضرب للرجل البخيل.ما لي بهذا الأمر يدانأي لا أستطيعه ولا أقدر عليه.ما أبالي على أي قتريه وقعويروى قطريه. يضرب لمن لا يشففق عليه ويشمت به.ما أبالي ما نهئ من ضيكيقال: نهئ ينهئ نهوءاً ونهاء، إذا لم ينضج. ويقال: نهؤ فهو نهيء.ما في بطنها نعرةأصل النعرة الذباب. ويشبه، ما أجنت الحمر في بطنها بها. يعني ليس في بطنها حمل. يضرب لمن قلت ذات يده. قال: والشدنيات يساقطن النعر.مات فلان ببطنته لم يتغضغض منها شيءأي لم ينقص. يقال: غضغضه فتغضغض، أي نقصه فنقص من الغضاضة، وهي النقصان. يقال: غض من قدره؛ إذا تنقصه. وهذا المثل لعمرو ابن العاص، قاله بعضهم. قال أبو عبيدة: وقد يضرب هذا المثل في أمر الدين. يقال إنك خرجت من الدنيا سليماً لم يثلم دينك ولم يكلم. قال: ولعل عمراً رضي الله أراد هذا المعنى.مات وهو عريض البطانالبطان للبعير بمنزلة الحزام للفرس؛ وعرضه كناية عن انتفاخ بطنه وسعته. يضرب لمن مات وماله جم لم يذهب منه شيء.ما أعرفني كيف يجز الظهريضرب للرجل يعيبك وسط قوم، وأنت تعرف منه أخبث مما عابك به. أي لو شئت عبتك بمثل ذلك أو أشدما حك ظهري مثل يدييضرب في ترك الاتكال على الناس.من كل شيء تحفظ أخاك إلا من نهفس.يراد أنك تحفظه من الناس، فإذا كان مسيئاً إلى نفسه لم تدر كيف تحفظه منها.مذكية تقاس بالجذاعيضرب لمن يقيس الصغير بالكبيرأمهلني فواق ناقةالفواق والفواق، قدر ما تجتمع الفيقة، وهي اللبن ينتظر اجتماعه بين الجلبتين. يضرب في سرعة الوقت.ما أرخص الجمل لولا الهرةوذلك أن رجلاً ضل له بعير، فأقسم لئن وجده ليبيعه بدرهم، فأصابه فقرن به سنوراً وقال: أبيع الجمل بدرهم وأبيع السنور بألف درهم، ولا أبيعهما إلا معاً. فقيل له: ما أرخص الجمل لولا الهرة. فجرت مثلاً. يضرب في النفيس والخسيس يقترنان.ما بقي منه إلا قدر ظمء الحماروهو أقصر الظمء لقلة صبره عن الماء. قال أبو عبيد: وهذا المثل يروى عن مروان بن الحكم أنه قال في الفتنة: الآن حين نفد عمري لم يبق إلا قدر ظمء الحمار، صرت أضرب الجيوش بعضها ببعض.ما لبعير من قماصيروى بالضم والكسر. والصحيح الفصيح الكسر. يضرب لمن لم يبق من جلده شيء. |
||||||||||
|
|
||||||||||
ما له عافطة ولا نافطةالعافطة، النعجة. والنافطة، العنز. وقال بعضهم: العافطة، الأمة. والنافطة، الشاة. لأن الأمة تعفط في كلامها. أي لا تفصح. يقال: فلان يعفط في كلامه ويعفت في كلامه، ويقال: العافطة، الضارطة. والنافطة، العاطسة. وكلتاهما للعنز تعفط وتنفط. والعفيط، الحبق. والنفيط، صوت يخرج من الأنف. أي ماله شيء.المعزى تبهي ولا تبنيالإبهاء، الخرق. والإبناء، أن تجعله بانياً. قال أبو عبيد: أصل هذا أن المعزى لا يكون منها إلا بنية وهي بيوت الأعراب، وإنما تكون أخبيتهم من الوبر والصوف ولا تكون من الشعر، والمعزى مع هذا ربما صعدت الخباء فخرقته. يضرب لمن يفسد ولا يصلح.ملحه على ركبتههذا مثل يضرب للذي يغضب من كل شيء سريعاً، ويكون سيئ الخلق، أي أدنى شيء يبدده، أي ينفره، كما أن الملح إذا كان على الركبة أدنى شيء يبدده ويفرقه. ويقال: الملح ههنا، اللبن. والملح، الرضاع. أي لا يحافظ على حرمة ولا يرعى حقاً، كما أن واضع اللبن على ركبته لا قدرة له على حفظه. وهذا أجود الوجوه. قال مسكين الدارمي في امرأته:
ما يعرف قبيلاً من دبيرالقبيل، ما أقبل به على الصدر من القبل. والدبير ما أدبر عنه. وقال الأصمعي: هو مأخوذ من الشاة المقابلة والمدابرة. فالمقابلة التي شق أذنها إلى قدام، والمدابرة التي شق أذنها إلى الخلف.ما يعرف هراً من برقال ابن الأعرابي: الهر دعاء الغنم، والبر سوقها. ويقال الهر اسم من هررته. أي أكرهته. والبر اسم من: بررت به. أي لا يعرف من يكرهه ممن يبره. وقال خالد بن كلثوم: الهر، السنور. والبر، الجرذ. وقال أبو عبيدة: الهر من الهرهرة، وهي صوت الضأن. والبر من البربرة، وهي صوت المعزى. يضرب لمن يتناهى في جهله.ما له هلع ولا هلعةقال أبو زيد: هما الجدي والعناق. أي ما له شيء. ومثله:ما له هارب ولا قاربقال الخليل: القارب، طالب الماء ليلاً. ولا يقال ذلك لطالب الماء نهاراً. ومعنى المثل ما له صادر عن الماء ولا وارد. أي، شيء. قال الأصمعي: يريد، ليس أحد يهرب منه ولا أحد يقرب إليه. أي فليس له شيء.ما له سم ولا حمبالضم، ويفتحان أيضاً. أي ما له هم غيرك. قال الفراء: هما الرجاء. يقال: ما له سم ولا حم. أي ليس أحد يرجوه. قلت: أصل هذا من قولهم: حممت حمك، وسممت سمك. أي قصدت قصدك. فالسم والحم بالفتح، المصدر. وبالضم، الاسم. والمعنى: ما له قاصد يقصده. أي لا خير فيه يقصد له.ما له حبض ولا نبضقال أبو عمرو: الحبض، الصوت. والنبض، اضطراب العرق. وقال الأصمعي: لا أدري ما الحبض. ويروى: ما به حبض ولا نبض، ومعناهما الحركة. يقال: حبض السهم، إذا وقع بين يدي الرامي، ونبض العرق ينبض نبضاً ونبضاناً، إذا تحرك.ما له حانة ولا آنةأي ناقة ولا شاة.ما له سبد ولا لبدالسبد، الشعر. واللبد، الصوف. ومثل هذا قولهم:ما له قذعملة ولا قرطعبةقال أبو عبيد: أحسب أصول هذه الأشياء كلها كانت على ما ذكرنا، ثم صارت أمثالاً لكل من لا شيء له. فأما القذعملة والقرطعبة، والسعنة والمعنة، فما وجدنا أحداً يدري ما أصولها. هذا كلامه. "قلت": قال أبو عمرو: رجل قذعل مثل سبحل. أي هين خسيس. وقال أبو زيد: والقذعملة، المرأة القصيرة الخسيسة. وقال زائدة: هي الشيء الحقير، مثل الحبة. يقال: لا تعط فلاناً قذعملة. ومعنى المثل: ما له شيء يسير مما كان والقرطعبة مثله في المعنى. وقال: |
||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
ما له سعنة ولا معنةقال الحياني: السعنة، الودك. وقال ابن الأعرابي: السعنة، الكثرة من الطعام وغيره. والمعنة القلة من الطعام وغيره. والمعن الشيء اليسير، وقال: فإن هلاك مالك غير معن. ومعنى المثل، ما له قليل ولا كثير.ما يجمع بين الأروى والنعامالأروى في رؤوس الجبال، والنعام في السهولة من الأرض. أي، أي شي يجمع بينهما? يضرب في الشيئين يختلفان جداً. ويروى، ما يجمع الأروى والنعام. أي كيف يأتلف الخير والشر.ما نهيء الضب وما نضجيضرب لمن لا يبرم الأمر ولا يتركه، فهو متردد.ما هو إلا ضب كديةويروى، ضب كلدة وهما الصلب من الأرض. يضرب لمن لا يقدر عليه، وإنما نسب الضب إليها لأنه لا يحفره إلا في صلابة، خوفاً من انهيار الجحر عليه.ما مات فلان كمد الحبارىقد مر الكلام عليه في باب الكاف عند قولهم: أكمد من الحبارى.مررت بهم الجماء الغفيرقال سيبويه: هو اسم جعل مصدراً، فانتصب كانتصابه في قوله: فأوردها العراك ولم يذدها. وقال بعضهم: الجماء، بيضة الرأس لاستوائها. وهي جماء لا حيود لها. والغفير لأنها تغفر الرأس، أي تغطيه. ويقال: هم في هذا الأمر الجماء الغفير. أنشد ابن الأعرابي:
ما به قلبةأي، عيب. وأصله من القلاب. وهو داء يصيب الإبل. قال الأصمعي: داء يشتكي البعير منه قلبه فيموت من يومه.ما جعل العبد كربهقالوا: إن أول من قال ذلك ربيعة بن جراد الأسلمي. وذلك أن القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم وخالد بن مالك بن ربعي بن سلم بن جندل بن نهشل تنافرا إلى أكثم بن صيفي أيهما أكرم وجعلا بينهما مائة من الإبل لمن كان أكرمهما، فقال أكثم بن صيفي: سفيهان يريدان الشر. وطلب إليهما أن يرجعا عما جاءا له فأبيا، فبعث معهما رجلاً إلى ربيعة بن جراد، وحبس إبلهما التي تنافرا عليها مائة ومائة، وقال: انطلقا مع رسولي هذا، فإنه قتل أرضاً عالمها، وقتلت أرض جاهلها. فأرسلها مثلاً. فلما قدما على ربيعة وأخبراه بما جاءا له، قال ربيعة للقعقاع: ما عندك يا قعقعاع? قال: أنا ابن معبد بن زرارة وأمي معاذة بنت ضرار رأس من أعمامي عشرة ومن أخوالي عشرة، وهذه قوس عمي رهنها عن العرب، وجدي زرارة أجار ثلاثة أملاك بعضهم من بعض. قالوا: وفي ذلك يقول الفرزدق:
ما نلتقي إلا عن عفرأي بعد شهر أو شهرين، والحين بعد الحين.ما يوم حليمة بسرهي بنت الحرث بن أبي شمر. وكان أبوها وجه جيشاً إلى المنذر بن ماء السماء، فأخرجت لهم طيباً من مركن فطيبتهم، وقال المبرد: هو أشهر أيام العرب. يقال ارتفع في هذا اليوم من العجاج ما غطى الشمس حتى ظهرت الكواكب. يضرب مثلاً في كل أمر متعالم مشهور. قال النابغة يصف السيوف:
|
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||
وذكر عبد الرحمن بن المفضل عن أبيه قال: لما غزا المنذر بن ماء السماء غزاته التي قتل فيها وكان الحرث بن جبلة الأكبر ملك غسان يخاف، وكان في جيش المنذر رجل من بني حنيفة، يقال له شمر بن عمرو، وكانت أمه من غسان، فخرج يتوصل بجيش المنذر يريد أن يلحق بالحرق، فلما تدانوا سار حتى لحق بالحرث، فقال: أتاك ما لا تطيق. فلما رأى ذلك الحرث ندب من أصحابه مائة رجل اختارهم رجلاً رجلاً فقال: انطلقوا إلى عسكر المنذر، فأخبروه أنا ندين له ونعطيه حاجته، فإذا رأيتم منه غرة فاحملوا عليه، ثم أمر ابنته حليمة فأخرجت لهم مركناً فيه خلوق، فقال: خلقيهم، فخرجت إليهم، وهي من أجمل ما يكون من النساء، فجعلت تخلقهم، حتى مر عليها فتى منهم، يقال له لبيد بن عمرو، فقال لها: ويلك، اسكتي عنه فهو أرجاهم عندي ذكاء فؤاد ومضى القوم ومعهم شمر بن عمرو الحنفي حتى أتوا المنذر، فقالوا له: أتيناك من عند صاحبنا وهو يدين لك ويعطيك حاجتك، فتباشر أهل عسكر المنذر بذلك وغفلوا بعض غفلة، فحملوا على المنذر فقتلوه. فقيل ليس يوم حليمة بسر. فذهبت مثلاً. قال أبو الهيثم: يقال أن العرب تسمى بلقيس حليمة. ما أرزمت أم حائليضرب في التأييد. والحائل، الأنثى من ولد الناقة حين تنتج. والكسب الذكر. والرزمة صوت الناقة.ما يلقى الشجي من الخليالياء من الشجي مخففة، ومن الخلي مشددة. يقال شجى يشجى شجى فهو شج. ومن شدد الياء منه فيجوز أن يقول هو فعيل بمعنى مفعول. من شجاه يشجوه إذا أحزنه. ويجوز أن يقول: شدد للازدواج. وما، استفهام. ومعناه: أي شيء الذي يلقاه الشجي من الخلي من ترك الاهتمام بشأنه لخلوه مما هو مبتلى به. قال أبو عبيد: معناه أنه لا يساعده على همومه، ومع ذلك يعذله. "قلت": وقد ذكرت لهذا المثل قصة في باب الواو عند قولهم: ويل للشجي من الخلي.ما أمر العذراء في نوى القوميضرب في ترك مشاورة النساء في الأمور.ما يبدي الوترمثل قولهم: ما تبدي الرضفة. وما تندى صفاته. تصرب كلها للبخيل.ما في سنامها هنانةبالضم، أي شحم وسمن. يضرب لمن لا يوجد عنده خير.ما كل عورة تصابالعورة، الخلل الذي يظهر للطالب من المطلوب. أي ليس كل عورة تظهر لك من عدو يمكنك أن تصيب منها مرادك.ما أنت نجية ولا سبيةهذا مثل قولهم: فلان لا حاء ولا ساء. أي لا محسن ولا مسيء. ويجوز أن يكون من، حاء، وهو زجر للمعز. ومن، ساء، وهو زجر للحمار. أي لا يمكنه زجرهما لهمومه وذهاب قوته.ما أنت بعلق مضنةيضرب لما لا يعلق به القلب ولا يضن به لخساستهما يروى غلته بالمضيح المحلوبالمضيح والضيح والضياح، اللبن الكثير الماء. أي لا يجبر كسره بالشيء القليل.ما كل رامي غرض يصيبيضرب في التأسية عن الفائت.ما هذا البر الطارقيقال: طرق، إذا أتى ليلاً. يضرب في الإحسان يستبعد من الإنسان. ويروى، الطارف، أي الجديد.من قريب يشبه العبد الأمةأي لا يكون بينهما كثير فرق. يضرب في المتقاربين في الشبه.من قدم ما كذب الناسيعني أن الكذب قديماً يستعمل وليس ببدع محدث.ما له رواء ولا شاهدالرواء، المنظر. والشاهد، اللسان. أي ما له منظر ولا منطق.من حديث نفسه بطول البقاء فليوطن نفسه على المصائبوهذا يروى عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما.من لم يأس على ما فاته أراح نفسهقاله أكثم بن صيفي. يضرب في التعزية عند المصيبة وحرارتها وترك التأسف عليها.ما أشبه الليلة بالبارحةأي، ما أشبه بعض القوم ببعض. يضرب في تساوي الناس في الشر والخديعة. وتمثل به الحسن رضي الله عنه في بعض كلامه للناس؛ وهو من بيت أوله:
يضرب عند تشابه الشيئين. المرء بخليله "أي مقيس بخليله"، فلينظر امرؤ من يخالليروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.ملك ذا أمر أمره |
|||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
أي، كل الأمور إلى أربابها، وول المال ربه. أي هو المعني به دون غيره. يضرب في عناية الرجل بماله. ما عنده ما يندي الرضفةقال الأصمعي: أصل ذلك أنهم كانوا إذا أعوزهم قدر يطبخون فيها علموا شيئاً كهيئة القدر من الجلود وجعلوا فيه الماء واللبن وما أرادوا من ودك، ثم ألقوا فيها الرضف وهي الحجارة المحماة، لتنضج ما في ذلك الوعاء. أي ليس عند هذا من الخير ما يندي تلك الرضفة. يضرب للبخيل لا يخرج من يده شيء.أمرع واديه وأجنى حلبهالحلب، نبت ينبسط على وجه الأرض. يقال: تيس حلب، كما يقال: قنفذ برقة. والحلب سهلي تدم خضرته. يضرب لمن حسنت حاله وأجنى. أي جاء بالجنى، وهو ما يجتنى ومعناه أثمر.مرعى ولا كالسعدانقال بعض الرواة: السعدان، أخثر العشب لبناً. وإذا خثر لبن الراعية كان افضل ما يكون وأطيب وأدسم. ومنابت السعدان السهول، وهو من أنجع المراعي في المال، ولا تحسن على نبت حسنها عليه. قال النابغة:
المال بيني وبينك شق الأبلمةويروى، الأبلمة بالفتح. قال أبو زياد: هي بقلة تخرج لها قرون كالباقلاء، فإذا شققتها طولاً انشقت نصفين سواء من أولها إلى آخرها. يضرب في المساواة والمشاركة في الأمر. و "شق" نصب على المصدر من معنى قوله: المال بيني وبينك. أي مشقوق بين وبينك.مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تفيئها الريح مرةههنا ومرة ههنا ومثل الكافر مثل الأرزة المحدبةعلى الأرض حتى يكون انجعافها مرة واحدةقاله النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو عبيد: شيه المؤمن بالخامة التي تميلها الريح لأنه مرزأ في نفسه وأهله وولده وماله. وأما الكافر فمثل الأرزة التي لا تميلها الريح، والكافر، لا يرزأ شيئاً حتى يموت، وإن رزئ لم يؤجر عليه، فشبه موته بانجعاف تلك، حتى يلقى الله بذنوبه.مرعى ولا أكولةالأكولة، الشاة التي تعزل للأكل وتسمن. يضرب للمتمول لا آكل لماله.أمرعت فأنزليقال: أمرع الوادي ومرع بالضم، أي كثر كلؤه. وأمرع الرجل إذا وجد مكاناً مريعاً. يضرب لمن وقع في خصب وسعة. ومثله: أعشبت فأنزل.
ماء ولا كصداءقال المفضل: صداء ركية لم يكن عندهم ماء أعذب من مائها. وفيها يقول ضرار السعدي:
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
يريد، أنه لا يصل إليه إلا بالمزاحمة لفرط حسنها، كالذي يرد هذا الماء فإنه يزاحم عليه لفرط عذوبته. قال المبرد: يروى عن ابنة هانئ بن قبيصة أنه لما قتل لقيط بن زرارة من دارم فتزوجها رجل من أهلها فكان لا يزال يراها تذكر لقيطاً فقال لها ذات مرة: ما استحسنت من لقيط? قالت: كل أموره حسن، ولكني أحدثك أنه خرج إلى الصيد مرة وقد ابتنى بي فرجع إلي وبقميصه نضح من دماء صيد، والمسك يضوع من أعطافه ورائحة الشراب فيه، فضمني ضمنة وشمني شمة فليتني مت ثمة. قال: ففعل زوجها مثل ذلك، ثم ضمها وقال لها: أين أنا من لقيط? قالت: ماء ولا كصداء. ويروى على وزن حمراء. قال الجوهري: سألت أبا علي، يعني النسوري، فقلت: أهو فعلاء من المضاعف، قال: نعم، وأنشدني قول ضرار بن عتبة السعدي:
الماء ملك أمرويروى، ملك الأمر. أي هو ملاك الأشياء. يضرب للشيء الذي يكون ملاك الأمر. عن أبي زيد.ما أقوم بسيل تلعاتكأي ما أطيق هجاءك وشتمك ولا أقوم لهما.ما أنت بلحمة ولا سناةالسناة والسدادة، واحد. وهما ضد اللحمة. يضرب لمن لا ينتفع منه بشيء ولا يصلح لأمر.ما أنت بنيرة ولا حفةالنيرة، الخشبة المعترضة. والحفة القصبات الثلاث. يضرب لمن لا ينفع ولا يضر.ما عقالك بأنشوطةالعقال، ما يعتقل به البعير. والأنشوطة، عقد يسهل انحلالها. أي ما مودتك بواهية. وتقديره ما عقد عقالك بعقد أنشوطة، فحذف "عقد" قال ذو الرمة:
ما بها نافخ ضرمةبها، أي الدار. والضرمة ما أضرمت فيه النار كائناً ما كان. ويعني بالمثل، ما في الدار أحد. وفي حديث علي رضي الله عنه: يود معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة إلا طعن في نيطه. أي في نياط قلبه.ما عليها خضاضالخضاض، الشيء اليسير من الحلي. قال الشاعر:
ما كفى حرباً جانيهاأي إنما يكون صلاحها بأهل الأناة والحلم لا بمن جناها وأوقد لظاها. وقال:
محا السيف ما قال ابن دارة أجمعاابن دارة هو سالم بن دارة أحد بني عبد الله بن غطفان. ودارة أمه، وكان هجا بعض بني فزارة فقال:
ماز رأسك والسيفقال الأصمعي: أصل ذلك أن رجلاً، يقال له مازن، أسر رجلاً، وكان رجل يطلب المأسور بذحل فقال له: ماز. أي يا مازن رأسك والسيف، فنحى رأسه فضرب الرجل عنق الأسير. "قلت": قال الليث: إذا أراد الرجل أن يضرب عنق آخر يقول: أخرج رأسك فقد أخطئ، حتى يقول: ماز رأسك، أو يقول: ماز، ويسكت. ومعناه: مد رأسك. قال الأزهري: لا أعرف "ماز رأسك" بهذا المعنى إلا أن يكون بمعنى مايز، فأخر الياء فقال: مازي، وأسقطت الياء في الأمر.مخشوب لم ينقحالمخشوب، المقطوع من الشجر قبل أن يصلح، ويقال: سيف خشيب، للذي لم يتم عمله. ويقال أيضاً للصقيل: خشيب، وهو من الأضداد. يضرب للشيء يبتدأ به ولم يهذب بعد.ما تنهض رابضتهويروى، ما تقوم رابضته، وهي الصيد يرميه الرجل فيقتل أربعين. وأكثر ما يقال في العين يضرب للعالم بأمره.ما أصبت منه أقذا ولا مريشاً |
||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
الأقذا، السهم الذي لا ريش عليه، والمريش الذي عليه الريش أي لم أظفر منه بخير قليل ولا كثير. ما له لا عد من نفرهقال أبو عبيد: هذا دعاء في موضع المدح. نحو قولهم: قاتله الله ما أفصحه. قال امرؤ القيس:
من الخواطئ سهم صائبيضرب للذي يخطئ مراراً أو يصيب مرة. والخواطئ التي تخطئ القرطاس، وهي من خطئت أي أخطأت. قال أبو الهيثم: وهي لغة رديئة. قال: ومثل العامة في هذا، رب رمية من غير رام. وأنشد محمد ابن حبيب:
من أنى ترمي الأقرع تشجهيضرب لمن عرض أغراضه للعائب فلا يستتر من ذلك بشيء.ما قرعت عصا على عصا إلا حزن لها قوم وسر لها آخرونقال أبو عبيد: معناه: لا يحدث في الدنيا حادث فيجتمع الناس على أمر واحد من سرور وأحزان، ولكنهم فيه مختلفون. "قلت": وإنما وصله بعلى وحقه، ما قرعت عصا بعصا على معنى، ما ألقيت، أو أسقطت عصاً على عصا.ما مقل صرخة الحبلىويروى، صيحة الحبلى. أي صيحة شديدة عند المصيبة أو غيرها.ما كانوا عندنا إلا ككفة الثوبأي من هوانهم علينا.ما عليه فراضأي شيء من لباس. وكذلك:ما عليه طحربة وطحربة وطحربةقال أبو عبيد: وفي الحديث، يحشر الناس يوم القيامة وليس عليهم طحربة.ما ذقت عضاضاً ولا لماجاً ولا أكالاً ولا ذواقاً ولا قضاماًأي شيئاً يعض ويلمج ويؤكل ويذاق ويقضم. ومثل هذا قولهم:ما ذقت علوساً ولا عذوفاً ولا عذافاًبالذال والدال وكلها بمعنى واحد.مهلاً فوق ناقةأي أمهلني قد ما يجتمع اللبن في ضرع الناقة، وهو مقدار ما بين الحلبتين. والفيقة، اسم ذلك اللبن.ما يدري أيخثر أم يذيبقال الأصمعي: أصل هذا أن المرأة تسلأ السمن فيرتجن أي يختلط خاثره برقيقه فلا يصفو، فتبرم بأمرها، فلا تدري أتوقد هذا حتى يصفو وتخشى إن أوقدت أن يحترق، فلا تدري أتنزل القدر غير صافية، أم تتركها حتى تصفو. وأنشد ابن السكيت:
ما كل بيضاء شحمة ولا كل سوداء تمرةوحديثه، أنه كانت هند بنت عوف بن عامر بن نزار بن بجيلة تحت ذهل ابن ثعلبة بن عكابة، فولدت له ذهل بن مالك فكان عامر وشيبان مع أمهما في بني ضبة. فلما هلك مالك بن بكر انصرفا إلى قومهما، وكان لهما مال عند عمهما قيس بن ثعلبة فوجداه قد أتواه، فوثب عامر بن ذهل فجعل يخنقه، فقال قيس: يا ابن أخي، دعني فإن الشيخ متأوه، فذهب قوله مثلاً. ثم قال: ما كل بيضاء شحمة ولا كل سوداء تمرة. يعني أنه، وإن أشبه أباه خلقاً، فلم يشبه خلقاً. فذهب قوله مثلاً. يضرب في موضع التهمة.ما أصفيت لك إناء ولا أصفرت لك فناءأي ما تعرضت لأمر تكرهه. يعني لم آخذ إبلك فيبقى إناؤك مكبوباً لا تجد لبناً تحلبه فيه، ويبقي فناؤك خالياً لا تجد بعيرك يبرك فيه. وذكر عن علي رضي الله عنه أنه قال: اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم أصفوا إنائي وأصفروا عظم منزلتي وقدري.ما أنت بخل ولا خمرقال أبو عمرو: بعض العرب يجعل الخمر للذتها خيراً، والخل لحموضته شراً، وإنه لا يقدر على شربه. وبعضهم يجعل الخمر شراً والخل خيراً. ويقولون: لست من هذا الأمر في خل ولا خمر. أي لست منه في خير ولا في شر.ما بها طل ولا ناطل |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
الطل، اللبن. والناطل، الخمر. ويقال، مكيال من مكاييل الخمر. وقال الأحمر: الناطل، الفضلة تبقى من الشراب في المكيال، والهاء في "بها" راجعة إلى الدار. متى كان حكم الله في كرب النخلكرب النخل، أصول السعف أمثال الكتف. قال أبو عبيد: وهذا المثل لجرير بن الخطفي يقول لرجل من عبد قيس شاعر "قلت"، اسمه الصلتان العبدي كان قال لجرير:
ما ظلمته نقيراً ولا فتيلاًالنقير، النقرة التي في ظهر النواة. والفتيل ما يكون في شق النوا. أي ما ظلمته شيئاً.ما الخوافي كالقلبة ولا خناز كالثعبةالخوافي، سعف النخل الذي دون القلبة، وهي جمع قلب وقلب وقلب، وكلها قلب النخلة ولبها. أي لا يكون القشر كاللب. وأما الخناز فهو الوزغة. والثعبة دابة أغلظ من الوزغة تلسع، وربما قتلت. قاله ابن دريد. قال: وهذا مثل من أمثالهم. يضرب في الأمر بعضه أسهل من بعض. والأولى في تفضيل الشيء بعضه على بعض.ما نقص من مالك ما زاد في عقلكهذا مثل مثل قولهم: لم يضع من مالك ما وعظك.المسألة آخر كسب الرجلوهذا المثل عن أكثم بن صيفي في كلام له. وفي الحديث المرفوع، المسئلة كدوح أو خموش في وجه صاحبها. يعني إذا كان له غني. كما في حديث آخر، من سأل عن ظهر غنى جاء يوم القيامة وفي وجهه كذا وكذا.ما له أحال وأجربالمحيل، الذي حالت إبله فلم تحمل. قال الشاعر:
مثل العالم كالحمة يأتيهما البعداء ويزهد فيها القرباءالحمة، العين الحارة الماء. وهذا مثل قولهم: أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه.ملكت فأسجحالإسجاج، حسن العفو. أي ملكت الأمر علي فأحسن العفو عني. وأصله السهولة والرفق. يقال: مشية سجح، أي سهلة. قال أبو عبيد: يروى عن عائشة أنها قالت لعلي رضي الله عنهما يوم الجمل حين ظهر على الناس فدنا من هودجها ثم كلمها بكلام فأجابته: ملكت فأسجح. أي، ملكت فأحسن. فجهزها عند ذلك بأحسن جهاز وبعث معها أربعين امرأة، وقال بعضهم، سبعين امرأة، حتى قدمت المدينة.الملسى لا عهدةيقال: ناقة ملسى، للتي تملس ولا يعلق بها شيء لسرعتها في سيرها. ويقال في البيع: ملسى لا عهدة، وأبيعك الملسى، أي البيعة الملسى. وفعلى يكون نعتاً. يقال: ناقة وكرى، أي قصيرة. وحمار حيدى، كثير الحيود عن الشيء. وكذلك جمزة وشمخى في النعوت. والعهدة، التبعة في العيب. ومعنى لا عهدة، أي تتلمس وتنفلت فلا ترجع إلي. يضرب لمن يخرج من الأمر سالماً لا له ولا عليه. قال أبو عبيد: يضرب في كراهة المعايب.ما أباليه عبكةقالوا: العبكة والحبكة، الحبة من السويق. يضرب في استهانة الرجل بصاحبه. قال الأصمعي: ومثله.ما أباليه بالةقال أبو عبيد: ومثل هذا المثل قد يضرب في غير الناس. ومنه قول ابن عباس رحمهما الله، وسئل عن الوضوء من اللبن، فقال: ما أباليه بالة، اسمح يسمح لك. قال أبو عبيد: العبكة، الوذحة. وهي ما يتعلق بأذناب الشاء من البعر.ويقال: اللبكة في قولهم: ما نقص عنده عبكة ولا لكبةالقطعة من الثريد. ويقال: العبكة شيء قليل من السمن تبقى في النحي. ونصب "عبكة" في قوله: ما أباليه عبكة، على المصدر، كأنه أراد أن يقول: ما أباليه بالة، فأقام عبكة مقامه.المرء تواق إلى ما لم ينليقال: تاق الرجل يتوق توقاناً، إذا اشتاق. يعني أن الرجل حريص على ما يمنع منه. كما قيل:أحب شيء إلى الإنسان ما امتنعاالمدح الذبحأي من مدح وهو يغتر بذلك فكأنه ذبح. جعل ضرره كالذبح له.ما يمعن بحقي ولا يذعنيقال: أمعن بحقه، إذا ذهب به. وأذعن إذا أقر. يضرب للغريم لا ينكر حقك ولا يقر به، ولكل من عوق في أمر.من شر ما ألقاك أهلكيقول: لو كان فيك خير ما تحاماك الناس. ويروى، منن شر ما طرحك. يضرب للبخيل يزهد فيه الناس. |
|||||||||||||
|
|
||||
ما له ثاغية ولا راغيةالثاغية النعجة. والراغية، الناقة. أي ما له شيء. ومثله:ما له دقيقة ولا جليلةفالدقيقة، الشاة. والجليلة الناقة.ما له دار ولا عقاريقال: العقار، النخل. ويقال: هو متاع البيت.ما في الدار صافرقال أبو عبيد والأصمعي: معناه ما في الدار أحد يصفر به. وهذا مما جاء على لفظ فاعل، ومعناه مفعول به. كما قيل: ماء دافق، وسر كاتم. وقال غيرهما: ما بها أحد يصفر.ما حج ولكنه دجيقال: هم الحاج والداج. قالوا: الداج الأعوان والمكارون. ويقال: الداج، الذي خرج للتجارة. وهو من دج يدج دجيجاً، أي دب.ما أنكرك من سوءأي، ليس إنكاري إياك من سوء بك. لكني لأثتبك.ما عنده طائل ولا نائلالطائل، من الطول، وهو الفضل. والنائل، من النوال، وهي العطية. والمعنى، ما عنده فضل ولا جود.ما عنده خير ولا ميرالخير، كل ما رزقه الناس من متاع الدنيا. والمير ما جلب من الميرة، وهو ما يتقوت فيتزود. أي ليس عنده خير عاجل ولا يرجى منه أن يأتي بخير.ما لي في هذا الأمر دركأي منزلة ومرتقى. وأصل الدرك حبل يشد في العراقي، ويشد فيه الرشاء لئلا يبتل الرشاء. والمعنى، ما لي فيه منفعة ولا مدفع عن مضرة.استمسك فإنك معدو بكيضرب في موضع التحذير، فإن المقادير تسوقك إلى ما حم لك. ومنه قول الحسن: من كان الليل والنهار مطيته فإنه يساويه وإن كان مقيماً. وقول شريح في الذين فروا من الطاعون: أنا وإياهم من طالب لقريب.أمر دون عبيدة الوذمأي أحكم، والوذم سير يشد به أذن الدلو. يضرب لمن أحكم أمر دونه ولا يشهدونه.ما تئط له مني حاسةأي ليس له عندي عطف ولا رقة.ما هذا الشفق الطارف حبىالشفق، الشفقة. والطارف، الحادث. وحبى اسم امرأة.ما الدباب وما مرقتهيضرب في احتقار الشيء وتصغيره.لا يدري ما أبي من بنيأي لا يعرف هذا من هذا. ويروى، ما يدرى أي من أي. قاله أبو عمرو.ما يعرف الحو من اللوقال بعضهم: أي الحق من الباطل. وقال بعضهم: الحو، سوق الإبل. واللو، حبسها. ويروى: الحي من اللي. وقال شمر: الحو، نعم. واللو، لا. أي لا يعرف هذا من هذا.ما طاف فوق الأرض حاف وناعليعني بالناعل ذا النعل، نحو لابن وتامرما يعوى ولا ينبحأي لا يعتد به في خير ولا شر لضعفه. يقال نبح الكلب فلاناً ونبح عليه. ولما كان النباح متعدياً أجرى عليه العواء فقيل ما يعوى ولا ينبح ازدواجاً. أي لا يكلم بخير ولا بشر لاحتقاره. ويروى: ما يعوى ولا ينبح، على معنى لا يبشر ولا ينذر لأن نباح الكلب يبشر بمجيء الضيف، وعواء الذئب يؤذن بهجوم شره على الغنم وغيرها.ما جعل البؤس كالأذىأي، أي شيء جعل البرد في الشتاء كالأذى والحر في الصيف.ما اكتحلت غماضاً ولا حثاثاًأي ما ذقت نوماً.ما له ستر ولا عقلأي، ما له حياء. ذهبوا إلى معنى قوله تعالى: ولباس التقوى، يعنون الحياء لأنه يستر العيوب، وذلك أنه لا يصنع ما يستحيي منه فلا يعاب.ما في كنانته أهزعوهو آخر ما يبقى من السهام في الجعبة. يضرب لمن لم يبق من ماله شيء.ما زال منها بعلياءالهاء راجعة إلى الفعلة. أي لا يزال مما فعله من المجد والكرم بمحلة عالية من الشرف والثناء الحسن.أمسك عليك نفقتكأي فضل القول. قاله شريح بن الحرث القاضي لرجل سمعه يتكلم. قال أبو عبيد: جعل النفقة التي يخرجها من ماله مثلاً لكلامه.المنة تهدم الصنيعةهذا كما قال الله تعالى: لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى.المزاحة تذهب المهابةالمزاح والمزاحة المزح، والمزاح الممازحة. والمهابة الهيبة. أي إذا عرف بها الرجل قلت هيبته. وهذا من كلام أكثم بن صيفي. ويروى عن عمر ابن عبد العزيز رحمه الله أنه قال: إياك والمزاح إنه يجر إلى القبيحة ويورث الضعينة. قال أبو عبيد: وجاءنا عن بعض الخلفاء أنه عرض على رجل حلتين يختار إحداهما فقال الرجل: كلتهما وتمراً، فغضب عليه وقال: أعندي يمزح، فلم يوله شيئاً.المزاح سباب النوكىهذا من الممازحة. والسباب، المسابة. وإذا مازحت الأحمق فقد شاكلته ومشاكلة الأحمق سبة.ما زال ينظر في خير أو شر |
||||
|
|
||||||||||
يضرب لمن يفعل الفعلة من خير فيثاب، أو شر فيعاقب. وهذا مثل قولهم: ما زال منها بعلياء، وقد مر. ما ظنك بجارك? فقال: ظني بنفسيأي أن الرجل يظن بالناس ما يعلم من نفسه، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.مثل الماء خير من الماءقاله رجل عرض عليه مزقة لبن فقيل له: إنها كالماء، فقال: مثل الماء خير من الماء. فذهبت مثلاً. يضرب للقنوع بالقليل.أملك الناس لنفسه أكتمهم لسرهيضرب في مدح كتمان السر.ما في الحجر مبغى ولا عند فلانيضرب في تأكيد اللؤم وقلة الخير.ما الأول حسن حسن الآخرأي إذا حسن الأول حسن الآخر. يضرب لمن يحسن فيتمم إحسانه.ما مأمنيك تؤتتين ما كرهت من ناحيتيكأي اللتين أمنتهما من قرابة أو صديق.ما صلى عصاك كمستديمالاستدامة، تترك العجلة. أي ما ثقفك عاقل فلذلك جهلت. قال:
ما صليت عصاً مثلهأي ما جربت أحزم منه.ما ضفا ولا صفا عطاؤهالضافي، الكثير. والصافي، النقي. أي لم يضف وفق الظن، ولم يصف من كدر المن.ما هو إلا سحابة ناصحةأي لا يسيل منها شيء. يقال: سقاء ناصح لا يندى بشيء. يضرب للبخيل جداً.ما أساء من أعتبيضرب لمن يعتذر إلى صاحبه ويخبره أنه سيعتب.ما يخنق على جرتهيضرب لمن لا يحفظ ما في صدره، بل يتكلم ولا يهاب.ما أسكت الصبي أهون مما أبكاهيضرب لمن يسألك وأنت تظنه يطلب كثيراً، فإذا رخضت له بشيء يسير أرضاه وقنع به.ما لك لا تنبح يا كلب الدوم قد كنت نباحاً فما لك اليوم?يضرب لمن كبر وضعف. أصل المثل أن رجلاً كان له كلب، وكان له عير، فكان كلبه كلما جاءت نبح، فأبطأت العير فقال: ما لك لا تنبح يا كلب الدوم. أي ما للعير لا تأتي?ما ينفض أذنيه من ذلكيضرب لمن يقر بالأمر ولا يغيره.ما دونه شوكة ولا ذباحالذباح، شق يكون في باطن الإصبع شديد خبيث. قاله أبو السمج. يضرب للأمر يسهل الوصول غليه.ما دونه شقذ ولا نقذأي، ما دونه شيء يخاف ويكره. "قلت": لم يزد على هذا. ولعل الشقذ من قولهم: أشقذه فشقذه. أي طرده فذهب، كأنه قيل ما دونه بعد. والنقذ، اتباع له. وإذا قيل: ما به شقذ ولا نقذ فإن ابن الأعرابي قال: ما به حراك. ولعله يجعل الشقذ من الشقاذ، من قوله:
ما لك من شيخك إلا عملهيضرب للرجل حين يكبر. أي لا يصلح أن يكلف إلا ما كان اعتاده وقدر عليه قبل هرمه.ما تحسن عجوه ولا تنجوهأي تسقيه اللبن. وتنجوه من النجو. يقال للدواء إذا أمشى الإنسان: قد أنجاه. يضرب للمرأة الحمقاء. والهاء راجعة للولد.ما نزعها من ليتالهاء راجعة إلى الفعلة. أي فعل الفعلة القبيحة لا يريد أن ينزع عنها. يضرب للرجل يعلقه الذم أو الأمر القبيح فلا ينزع عنه. وأراد ما نزع عنها فحذف "عن" وأوصل الفعل. وقوله: من ليت، أي لم يترك تلك الفعلة من الندم، وهو قول النادم: ليتني لم أفعل. يريد، لم يندم على ما فعل.ما هلك امرؤ من مشورةالمشورة والمشورة لغتان. والأصل، المشورة على وزن الجهورة والمعتبة ثم خففت فقيل: المشورة على وزن المثوبة. وقرأ بعضهم: لمثوبة من عند الله خير، على الأصل. يضرب في الحث على المشاورة في الأمور.ما للرجال مع القضاء محالةالمحالة، الحيلة. ومنه قولهم: المرء يعجز لا محالة.ما الناس إلا أكمه وبصيريضرب في التفاوت بين الخلق.المرء أعلم بشأنهيضرب في العذر يكون للرجل ولا يمكنه أن يبديه. أي أنه لا يقدر أن يفسر للناس من أمره كل ما يعلم.المناكح الكريمة مدارج الشرفقاله أكثم بن صيفي.المشاورة قبل المساورةهذا كقولهم: المحاجزة قبل المناجزة، والتقدم قبل التندم.المداراة قوام المعاشرةويروى: ملاك المعاشرة.ما أحلى في هذا الأمر ولا أمرأي لم يصنع شيئاً.ما لي في هذا الأمر يد ولا إصبحأي، أثر. |
||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
ما رأيت صقراً يرصده خربيضرب للشريف يقهره الوضيع.ما أمامة من هنديضرب في البون بين كل شيئين لا يقاس أحدهما بالآخر. ذكره اللحياني.ما له حابل ولا نابلفالحابل، السدى. والنابل، اللحمة. أي ما له شيء.ما استبقاك منن عرضك للأسديضرب لمن يحملك على ما تكره عاقبته.مثل النعامة لا طير ولا جمليضرب لمن يحكم له لا بخير ولا شر.ما عسى أن يبلغ عض النمليضرب لمن لا يبال بوعيده.ما سد فقرك مثل ذات يدكأي لا تتكل على غيرك فيما ينوبك.ما قل سفهاء قوم إلا ذلواهذا مثل قولهم: لا بد للفقيه من سفيه يناضل عنه.ما النار في الفتيلة بأحرق من التعادي للقبيلةما له حلب قاعداً واصطبح بارداًيقال: معناه، حلب شاة وشرب من غير نقل. وهذا في الدعاء عليه.مقنع واسته باديةيضرب لمن لا سر عنده.ما تسالم خيلاه كذباً وما تساير خيلاه كذباًيضربان للكذاب، قال الشاعر:
ما عنده شوب ولا روبقال ابن الأعرابي: الشوب، العسل المشوب. والروب، اللبن الرائب. ويقال: لا شوب ولا روب عند البيع والشراء في السلعة تبيعها. أي إنك بريء عن عيوبها.ما الإنسان لولا اللسان إلا صورة ممثلة أو بهيمة مهملةيضرب في مدح القدرة على الكلام.ما ترك الله له شفراً ولا ظفراً ولا أقذاً ولا مريشاًأي ما ترك له شيئاً.ما له لا سقي ساعد الدرالسواعد، عروق الضرع الذي يخرج منها اللبن. دعاء عليه بأن تجف ضروع إبله. والتقدير، لا سقي در ساعد الدر؛ فحذف المضاف.ما يقوم بروبة أهلهويروى بروبة أمره. أي بجميعه. وأصل الروبة الخميرة يروب بها اللبن. ويقال: الروبة الحاجة. يقول: ما يقوم فلان بروبة أهله. أي بما أسندوا له من حوائجهم. وقال ابن الأعرابي: روبة الرجل عقله. تقول: كان فلان يحدثني وأنا إذ ذاك غلام ليست لي روبة.ما له جول ولا معقولفالجولن عرض البئر من أسفله إلى أعلاه. فإذا صلب لم يحتج إلى طي. والمعقول، العقل. ومثله العسور والميسور والمجلود وأشباهها. والمعنى، ما له عزيمة قوية كجول البئر الذي يؤمن انهياره لصلابته، ولا عقل يمنعه ويكفه عما لا يليق بأمثاله.ما ينضج كراعاً ولا يرد راويةيضرب للضعيف الذليل. قالت عمرة بنت معاوية بن عمرو: سمعت أبي ينشد في الليلة التي مات في صبيحتها وينظر إلينا حوله:
ما أملك شداً ولا إرخاءًيقوله الذي كلف أمراً أو عملاً. أي لا أقدر على شيء منه.ما يساوي متك ذبابيضرب للشيء الحقير. قال نصير: المتك، العرق الذي في باطن الذكر. وهو كالخيط في باطنه على حلقة العجان.ما فجر غيور قطقاله بعض الحكماء من العرب. يعني أن الغيور هو الذي يغار على كل أنثى.ما بها دبيح بالحاء ويروى بالجيم وما بها وابرأي أحد. "قلت": يجوز أن يكون الوابر كاللابن والتامر. ويجوز أن يكون من قولهم: وبر في الأرض، إذا مشى. أو من قولهم: وبر في منزله، إذا أقام فيه فلم يبرح. قال الشاعر:
ما نحني مناح العلوققال المنذري: هذا مثل للعرب سائر فيمن يرائي وينافق، فيعطي من نفسه في الظاهر غير ما في قلبه. والعلوق، الناقة تترأم ولد غيرها. وقال ابن السكيت: ناقة علوق، ترام بأنفها وتمنع درها. قال الجعدي:ومانحني كمناح العلو-ق ما ترب غرة تضربما سقاني من سويد قطرةسويد، تصغير أسود مرخماً. يريد الماء. وقال:
|
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
أراد بالأسود الحالك الماء. يقال للماء والتمر الأسودان. يضرب لمن لا يواسيك بشيء. مهما تعش ترهمهما حرف في الشرط بمنزلة ما. والهاء في "تره" للسكت. ومفعول "تر" محذوف والتقدير: ما تعش تر أشياء عجيبة. أي ما دمت تعيش ترى شيئاً عجيباً.ما حويت ولا لويت وما حواه ولا لواهالحوية، كل شيء ضممته إليك. واللوية كل شيء خبأته. يضرب لمن يطلب المال. والمعنى، ما جمعت ولا خبأت. أي لم تجمع ما طلبت لأنك كنت تطلب باطلاً.ما جاء بما أدت يد إلى يد وما جاء بما تحمل ذرة إلى جحرهايضرب في تأكيد الإخفاق.ما هو إلا غزق أو شرقفالغرق، أن يدخل الماء في مجرى النفس فيسده فيموت؛ ومنه قيل: غرقت القابلة المولود؛ وذلك أن المولود إذا سقط مسحت القابلة منخريه ليخرج ما فيهما، فيتسع متنفس المولود؛ فإن لم تفعل ذلك دخل فيه الماء الذي في السابيان فغرق. قال الأعشى: "ألا ليت قيساً غرقته القوابل". والشرق أن يدخل الماء في الحنجرة، وهي مجرى التنفس أيضاً. إذا شرق ولم يتدارك بما يحلل ذلك هلك. فالشرق والغرق مختلفان وكادا يكونان متفقين.يضرب في الأمر يتعذر من وجهين. ما أغنى عنه زبلة ولا زبالوهما ما تحمله النملة بفمها. يضرب لمن لا يغني عنك شيئاً. "قلت": لم أر الزبلة بهذا المعنى ولا غيره، وإنما المذكور قولهم ما في الإناء زبالة بالضم، أي، شيء. وما رزأته زبالاً بالكسر، أي، شيئاً. ولا يبعد أن تكون الزبلة واحدة زبال، نحو: رقبة ورقاب، وحرجة وحراج، ولكن الجمع يستعمل دون الواحد. وجدت في الجامع زبلة بضم الزاي، ويجوز أن يحمل هذا على أنها مقصورة من زبالة وهذا وجه جيد.ما له نقر ولا ملكيريد، وماء. النقر، جمع نقرة، وهو الموضع يستنقع فيه الماء. والملك، الماء. قال:
ما أدري أغار أم ماريقال: غار، أي أتى الغور. ومار، أنجد. أي أتى نجداً.ما له لاعي قروقال الأصمعي: القرو ميلغة. ويقال: هو حوض صغير يتخذ بجنب حوض كبير ترده البهم للسقي. قالوا: واللاعي يحتمل أن يكون اشتقاقه من قولهم: كلبة لعوة وامرأة لعوة، أي حريصة على الأكل والشرب. ويقال: رجل لعو ولعاء، أي شهوان حريص. ويقال: إن القرو قدح من خشب. وما بها لاعي قرو، أي ما بها من يلحس. أي ما بها أحد. وهذا القول يروى عن ابن الأعرابي، ولا أرى لقولهم "لاعي" فعلاً يتصرف به.ما له هابل ولا آبلالهابل، المحتال. والآبل، الحسن الرعية. يقال: ذئب هبل، أي محتال. قال ذو الرمة:
ما كان ليلي عن صباح ينجلييطلب لمن طلب أمراً لا يكاد يناله ثم ناله بعد طول مدة.ماؤك لا ينال قادحه.يقال: قدحت الماء. أي غرفته. والماء إذا قل تعذر قدحه. أي ماؤك قليل ما يبرد الغلة لقلته. يضرب للشيء يصغر قدره ويقل نفعه.ما يشق غبارهيراد أنه لا غبار له فيشق، وذلك لسرعة عدوه وخفة وطئه. وقال:
المرء بأصغريهيعني بهما القلب واللسان. وقيل لهما الأصغران لصغر حجمهما. ويجوز أن يسميا الأصغرين، ذهاباً إلى أنهما أكبر ما في الإنسان معنى وفضلاً، كما قيلأ: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب. والجالب للباء القيام كأنه قيل: المرء يقوم معانيه بهما أو يكمل المرء بهما.ما كلمته إلا كحسو الديكيريدون السرعة. وقال:
ما يخفى هذا على الضبعيضرب للشي يتعالمه الناس. والضبع أحمق الدواب.مسي سخيل بعدها أو صبحي |
|||||||||||||||||||
|
|
||||
سخيل، جارية كانت لعامر بن الظرب العدواني. وكان عامر حكم العبر، وكانت سخيل ترعى عليه غنمه، فكان عامر يعاتبها في رعيتها. إذا سرحت قال: أصبحت يا سخيل، وإذا راحت قال: أمسيت يا سخيل. وكان عامر عي في فتوى قوم اختلفوا إليه في خنثى يحكم فيه، فسهر في جوابهم ليالي، فقالت الجارية: أتبعه المبال فيأتيهما بال فهو هو. ففرج عنه وحكم به، وقال: مسي سخيل أي بعد جواب هذه المسألة. أي لا سبيل لأحد عليك بعد ما أخرجتني من هذه الورطة. يضرب لمن يباشر أمراً لا اعتراض لأحد عليه فيه. ما عنده أبعدأي ما عنده طائل. قال أبو زيد: إنما تقول هذا إذا ذممته، وكذلك أنه لغير أبعد "قلت": يمكن أن يحمل "ما" ههنا على معنى الذي. أي ما عنده من المطالب أبعد مما عند غيره، ويجوز أن يحمل على النفي. أي ليس عنده شيء يبعد في طلبه. أي شيء له قيمة أو محل. قال ابن الأعرابي: إذا قيل أنه لغير أبعد، كان معناه لا غور له في شيء.ما له بذميقال: البذيم الذي يغضب له الكريم. والبذم مصدر البذيم، وأصله القوة والاحتمال للشيء. يقال: ثوب ذو بذم، أي كثير الغزل، وذلك أقوى له.ما لك است مع استكقال أبو زيد: يضرب لمن لم تكن له ثروة من مال ولا عدة من رجال.من الرفش إلى العرشالرفش والرفش، مجرفة يرفش بها البر. ويجز أن يكون الرفش مصدر رفش يرفش وهو الرفع، أي كان نازلاً فصار مرتفعاً. و "من" من صلة الفعل المضمر، وهو ارتقى أو ارتفع.مخايل أغزرها السرابالمخيلة، السحابة الخليقة بالمطر. وأغزرها أكثرها ماء. يضرب للذي يكثر الكلام وأكثره ليس بشيء.من قبل توتير تروم النبضالنبض، اسم من الأنباض، وهو صوت يخرج من القوس إذا نزع فيها. يضرب لمن يروم الأمر قبل وقته.ما من عزة إلا وإلى جنبها عرةيضرب للقوم الكرام يشوبهم اللئام.من ترك المراء سلمت له المروءةمن عاشر الناس بالمكر كافؤوه بالغدرالمعاذر مكاذبالمعاذر، جمع معذرة. وهي العذر. والمكاذب، جمع الكذب. كالمحاسن جمع حسن، والمقابح جمع قبح. وهذا من قول مطرف بن الشخير. وهو مثل قولهم:المعاذير قد يشوبها الكذبمع المخض يبدو الزبد أي إذا استقصي الأمر حصل المراد.ما عدا مما بداأي، ما منعك مما ظهر لك أولاً. قاله علي بن أبي طالب للزبير بن العوام رضي الله عنهما يوم الجمل. يريد، ما الذي صرفك عما كنت عليه من البيعة. وهذا متصل بقوله: عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق، فما عدا مما بدا?من صدق الله نجاروى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن ثلاثة نفر انطلقوا إلى الصحراء، فمطرتهم السماء، فلجؤوا إلى كهف في جبل ينتظرون إقلالع المطر؛ فبينما هم كذلك إذ هبطت صخرة من الجبل وجثمت على باب الغار فيئسوا من الحياة والنجاة، فقال أحدهم: لينظر كل واحد منكم إلى أفضل عمل عمله فليذكره، ثم ليدع الله تعالى، عسى أن يرحمنا وينجينا. فقال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أني كنت باراً بوالدي وكنت آتيهما بغبوقهما فيغتبقانه، فأتيت ليلة بغبوقهما فوجدتهما قد ناما وكرهت أن أوقظهما وكرهت الرجوع، فلم يزل ذاك دأبي حتى طلع الفجر؛ فإن كنت عملت ذلك لوجهك فأفرج عنا، فمال الصخرة عن مكانها حتى دخل عليهم الضوء. وقال الآخر: اللهم إنك تعلم أني هويت امرأة ولقيت في شأنها أهوالاً حتى ظفرت بها وقعدت منها مقعد الرجل من المرأة قالت: إنه لا يحل لك أن تفض خاتمي إلا بحقه فقمت عنها؛ فإن كنت تعلم أنه ما حملني على ذلك إلا مخافتك فأفرج عنا، فانفرجت الصخرة، حتى لو شاء القوم أن يخرجوا لقدروا. وقال الثالث: اللهم إنك تعلم أني استأجرت أجراء فعملوا لي فوفيتهم أجورهم، إلا رجلاً واحداً ترك أجره عندي وخرج مغاضباً فربيت أجره حتى نما وبلغ مبلغاً؛ ثم جاء الأجير فطلب أجرته فقلت: هاك ما ترى من المال؛ فإن كنت عملت ذلك لك فافرج عنا. فمالت الصخرة وانطلقوا سالمين؛ فقال صلى الله عليه وسلم: من صدق الله نجا. ومعنى صدق الله لقي الله بالصدق؛ وهو أن يحقق قوله فعله.من أكثر أهجر |
||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
الإهجار، الإفحاش. وهو أن يأتي في كلامه بالفحش. والهجر، الاسم من الإهجار. كالفحش من الإفحاش، سمي هجراً لهجر العقلاء إياه. يضرب لمن يأتي في كلامه بما لا يعنيه. من اغتاب خرق ومن استغفر رقعالغيبة، اسم من الاغتياب. كالحيلة من الاحتيال. وهو أن تذكر الغائب عنك بسوء. والمعنى من اغتاب خرق ستر الله، فإذا استغفر رقع ما خرق.من حفر مغواة وقع فيهاقال شمر: المغواة، بئر تحفر وتغطى للضبع والذئب، ويجعل فيها جدي، والجمع، المغويات. ويقال: لكل مهلكة مغواة بالتشديد. ويروى عن عمر رضي الله عنه أن قريشاً تريد أن كون مغويات لمال الله، أي مهلكة له.من يطع عريباً يمس غريباًيعني، عريب بن عمليق. ويقال عملوق بن لاوذ بن سام بن نوح، وكان مبذراً للمال. ومثله قولهم:من يطع عكباً يمس منكباًومثله:من يطع نمرة يفقد ثمرهمنك ربضك وإن كان سماراًأي، منك قريبك وإن كان ردياً. والسمار، اللبن الكثير الماء الرقيق. ويقال لقوت الإنسان الذي يقيمه ويكفيه من اللبن: ربض. ويقال: ربض. والربض الأهل. ومثله في هذا المعنى قولهم:منك أنفك وإن كان أجدعيضرب لمن يلزمك خيره وشره وإن كان ليس بمستحكم القرب. وأول من قال ذلك قنفذ بن جعونة المازني للربيع بن كعب المازني. وذلك أن الربيع دفع فرساً كان قد أبر على الخيل كرماً وجودة إلى أخيه كميش ليأتي به أهله؛ وكان كميش أنوك مشهوراً بالحمق، وكان رجل من بني مالك يقال له قراد بن جرم قدم على أصحاب الفرس ليصيب منهم غرة فيأخذها، وكان داهية فمكث فيهم مقيماً لا يعرفون نسبه ولا يظهره هو؛ فلما نظر إلى كميش راكباً الفرس ركب ناقته، ثم عارضه فقال: يا كميش هل لك في عانة لم أر مثلها سمناً ولا عظماً وعير معها من ذهب? فأما الأتن فتروح بها إلى أهلك، فتملأ قدورهم وتفرح صدورهم، وأما العير فلا افتقار بعده. قال له كميش: وكيف لنا به? قال: أنا لك به، وليس يدرك إلا على فرسك هذا، ولا يرى إلا بليل ولا يراه غيري. قال كميش: فدونكه. قال: نعم، وامسك أنت راحلتي؛ فركب قراد الفرس وقال: انتظرني في هذا المكان إلى هذه الساعة من غد؛ قال: نعم، ومضى قراد فلما توارى أنشأ يقول:
ما أنت بأنجاهم مرقةالمرقة، النفس. وأنجى من النجاة. يضرب لمن أفلت من قوم قد أخذوا وأصيبوا.من نجا برأسه فقد ربحيضرب في إبطاء الحاجة وتعذرها حتى يرضى صاحبها بالسلامة منها. قال أبو عبيد: وهذا الشعر أراه قيل في ليالي صفين.
فمن نجا برأسه فقد ربحمتى عهدك بأسفل فيك |
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
أي متى أنفرت. يضرب للأمر القديم وللرجل يخرف قبل وقت الخرف. وقال ابن الأعرابي: يضرب للذي يطلب ما لا يناله. ويعني القائل به أسنانه إذا كان صغيراً. قال: وهذا مثل قولهم: هيهات طار غرابها بحر ذلك. وقال في موضع آخر: يضرب للأمر قد فات ولم يطمع فيه. قال: ومثله عهدك بالغايات قديم. وقال أبو زيد: من أمثالهم، متى عهدك بأسفل فيك? وذلك إذا سألته عن أمر قديم لا عهد له به. وقال أبو عمرو: تقول إذا قدم عهدك بالرجل ثم رأيته متى عهدك بأسفل فيك? فيقول المجيب: زمن السلام رطاب. وربما قيل: زمن الفطحل، يريدون به قدم العهد. من وقي شر لقلقه وقبقبه وذبذبه فقد وقياللقلق، السان. والقبقب، البطن. والذبذب، الفرج. يضرب لمن يكثر.من يسمع يخليقال: خلت إخال بالكسر، وهو الأفصح. وبنو أسد يقولون: أخال بالفتح، وهو القياس. المعنى من يسمع أخبار الناس ومعايبهم يقع في نفسه عليهم المكروه.من كلا جنبيك لا لبيكويروى، جانبيك وهما سواء. يضرب للمخذول.من يطل هن أبيه ينتطق بهيريد من كثر إخوته اشتد ظهره وعز بهم قال الشاعر:
من يطل ذيله ينتطق بهفأخبر أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال: يراد، من وجد سعة وضعها في غير موضعها. ويروى: من يطل ذيله يطأ فيه. يضرب للغني المسرف.من ينكح الحسناء يعط مهرهاأي من طلب حاجة اهتم بها وبذل ماله فيها. يضرب في المصانعة بالمال.من سره بنوه ساءته نفسهقائل هذا المثل ضرار بن عمرو الضبي، وكان ولده قد بلغوا ثلاثة عشر رجلاً، كلهم قد غزا ورأس، فرآهم يوماً معاً وأولادهم، فعلم أنهم لم يبلغوا هذه الأسنان إلا مع كبر سنه؛ فقال: من سره بنوه ساءته نفسه. فأرسلها مثلاً.مثل ابنة الجبل مهما يقل نقليضرب للإمعة يتبع كل إنسان على ما يقول.من أشبه أباه فما ظلمأي لم يضع الشبه في غير موضعه، لأنه ليس لأحد أولى به منه بأن يشبهه. ويجوز أن يراد: فما ظلم الأب، أي لم يظلم حين وضع زرعه حيث أدى إليه الشبه. وقد وفد إليه ابنه الربيع بن البارع فقال: مرحباً بولده بل بولدي الظريف الربيع الوارد في الخريف.
من يكن أبوه حذاء تجد نعلاهيقول: من كان ذا جدة جد متاعه. يضرب لمن كانت له أعوان ينصرونه.من لك بأخيك كلهأي من يكفل ويضمن لك بأخ كله لك. أي كل ما فعله مرضي. يعني لا بد أن يكون فيه ما تكره. وهذا يروى عن قول أبي الدرداء الأنصاري رضي الله عنه. يضرب في عز الإخاء.من العناء رياضة الهرمدخل بعض الشراة على المنصور فقال له شيئاً في توبيخه، فقال الشاري:
ما استتر من قاد الجملقال القلاخ:
ما له سارحة ولا رائحةسرحت الماشية، أرسلتها في المرعى فسرحت هي. والمعنى، ما له ما تسرح وتروح. أي، شيء، ومثله كثير.معيوراء تكادمالمعيوراء، جمع الأعيار، جمع غريب. والتكادم التعاض. يضرب مثلاً للسفهاء تتهارش.من لي بالسانح بعد البارحالسانح من الصيد ما جاء عن شمالك فولاك ميامنه، والبارح ما جاء عن يمينك فولاك مياسره، والناطح ما تلقاك، والقعيد ما استدبرك، وأصل المثل أن رجلاً مرت به ظباء بارحة، والعرب تتشاءم بها، فكره الرجل ذلك، فقيل له: إنها ستمر بك سانحة، فعندها قال: من لي بالسانح بعد البارح. يضرب مثلاً في اليأس عن الشيء.من استرعى الذئب ظلم |
||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
أي ظلم الغنم. ويجوز أن يراد، ظلم الذئب حيث كلفه ما ليس في طبعه. يضرب لمن يولي غير الأمين. قالوا: إن أول من قال ذلك أكثم بن صيفي، وذلك أن عامر بن عبيد بن وهيب تزوج صعبة بنت صيفي أخت أكثم، فولدت له بنين، ذئباً وكلباً وسبعاً، فتزوج كل امرأة من بني أسد ثم من بني حبيب، وأغار على الأقياس وهم قيس بن نوفل وقيس بن وهبان وقيس بن جابر، فأخذ أموالهم وأغار بنو أسد على بني كلب وهم بنو أختهم، فأخذوهم بالأقياس، فوفد كلب بن عامر على خاله أكثم فقال: ادفع إلى الأقياس أموالهم حتى أفتدي بها بني من بني أسد، فأراد أكثم أن يفعل ذلك، فقال أبوه صيفي: يا بني لا تفعل، فإن الكلب إنسان زهيد، إن دفعت إليه أموالهم أمسكها، وإن دفعت إليه الأقياس أخذ منهم الفداء، ولكن تجعل الأموال على يد الذئب، فإنه أمثل أخوته وأنبلهم، وتدفع الأقياس إلى الكلب فإذا أطلقهم فمر الذئب أن يدفع إليهم أموالهم. فجعل أخاه الذئب فأخذ منه أموالهم ثم قال لهم: إن شئتم جززت نواصيكم وخليت سبيلكم وذهبت بأموالكم وخليتم سبيل أولادي وذهبتم بأموالهم، وبلغ ذلك أكثم فقال: من استرعى الذئب ظلم، وأطمع الكلب في الغداء فطول على الأقياس، فأتاه أكثم فقال: إنك لفي أموال بني أسد وأهلك في الهوان. ثم قال: نعيم كلب في هوان أهله، فأرسلها مثلاً. من حب طبقالوا: معناه من أحب فطن واحتال لمن يحب. والطب، الحذق.من نطاته لا يعرف قطاته من لطاتهالنطاة، الحمق. ويروى: من رطاته وهي الحمق أيضاً. وأصله الهمز. يقال: رطئ بين الرطاءة، ولكنه ترك الهمز. والقطاة الردف. واللطاة الجبهة.مطله مطل نعاس الكلبوذلك أن نعاس الكلب دائم متصل. وقال: لاقيت مطلاً كنعاس الكلب.المنايا على السواياويروى، على الحوايا. يقال أن المثل لعبيد بن الأبرص قاله حين استنشده النعمان بن المنذر يوم بؤسه. قال أبو عبيد: يقال إن الحوايا في هذا الموضع مركب من مراكب النساء واحدتها حوية. قال: وأحسب أن أصلها قوم قتلوا فحملوا على الحوايا، فصارت مثلاً. يضرب عند الشدائد والمخاوف. والسوايا مثل الحوايا.المنية ولا الدنيةأي أختار المنية على العار. ويجوز الرفع، أي المنية أحب إلي ولا الدنية. أي وليست الدنية مما أحب وأختار. قيل: المثل لأوس بن حارثة.الموت الأحمرقال أبو هبيد: يقال ذلك في الصبر على الأذى والمشقة والحمل على البدن. قال: ومنه قول علي رضي الله عنه: كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن منا أحد أقرب إلى العدو منه. قال الأصمعي: في هذا قولان. قال: الموت الأحمر والأسود شبه بلون الأسد كأنه أسد يهوي إلى صاحبه. قال: ويكون من قولهم: وطأة حمراء إذا كانت طرية، فكان معناه الموت الجديد. وقال أبو عبيد: الموت الأحمر معناه أن يسمدر بصر الرجل من الهولن فيرى الدنيا في عينه حمراء أو سمراء. كما قال: قال أبو زبيد الطائي في صفة الأسد:
الموت السجيح خير من الحياة الذميمةالسجاحة، السهولة واللين. ومنه، وجه أسجح، وخلق سجيح. أي لين.من عتب على الدهر طالت معتبتهأي عتبه، وهذا من كلام أكثم بن صيفي، وهو الغضب. أي من غضب على الدهر طال غضبه لأن الدهر لا يخلو من أذى.المكثار كحاطب ليلهذا من كلام أكثم بن صيفي. قال أبو عبيد: وإنما شبهه بحاطبب الليل لأنه ربما نهشته الحية ولدغته العقرب في احتطابه ليلاً. فكذلك المكثار، ربما يتكلم بما فيه هلاكه. يضرب للذي يتكلم بكل ما يهجس في خاطره. قال الشاعر:
من ير يوماً ير به |
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قال المفضل: أول من قال ذلك كلحب بن شؤبوب الأسدي، وكان يغير على طيء وحده، فدعا حارثة بن لام الطائي رجلاً من قومه يقال له عترم، وكان بطلاً شجاعاً فقال له: أما تستطيع أن تكفيني هذا الخبيث? فقال: بلى، ثم أرسل معه عشرة من العيون حتى علموا مكانه وانطلق إليه الرجل في جماعة فوجدوه نائماً في ظل أراكة، وفرسه مشدودة عنده، فنزل عنده الرجل ومعه آخر إليه، فأخذ كل واحد منهما بإحدى يديه فانتبه فنزع يده اليمنى من ممسكها وقبض على حلق الآخر فقتله، وبادر الباقون إليه فأخذوه وشدوه وثاقاً، فقال لهم ابن المقتول، وهو حوذة ابن عتزم: دعوني أقتله كما قتل أبي، قالوا: حتى نأتي به حارثة، فأبى، فقالوا له: والله لئن قتلته لنقتلنك؛ وأتوا به حارثة بن لام، فقال له حارثة: يا كلحب، إن كنت أسيراً فطالما أسرت. فقال كلحب: من ير يوماً ير به. فأرسلها مثلاً. وقال حوذة لحارثة: أعطنيه أقتله كما قتل أبي. قال: دونكه، وجعلوا يكلمونه، وهو يعالج كتافه، حتى انحل ثم وثب على رجليه يجاريهم وتواثبوا على الخيل وأتبعوه فأعجزهم فقال حوذة في ذلك:
من ينك العير ينك نياكاًأول من قال ذلك خضر بن شبل الخثعمي، وكانت امرأته صديقة لرجل، يقال له هشيم، وإن خضراً أخذ ماله ذهباً وفضة، فدفنه في أصل شجرة ثم رجع، فأخبر امرأته بما دفن، فأرسلت وليدتها إلى هشيم تخبره بمكان المكان وتأمره بأخذه، فجاءت الوليدة إلى سيدها فقالت: إن امرأتك مواتية لهشيم، ولم يمنعني أن أعلمك ذلك قبل هذا اليوم إلا رهبة أن لا تؤمن به، وآية ذلك أنها أرسلتني إلى هشيم تخبره بالمكان الذي دفنت فيه المال، فما تأمرني? قال: انطلقي إلى هشيم برسالتها، فانطلقت إليه وركب خضر فرسه وانطلق وأنشأ يقول:
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
فشد عليه خضر وهو يقول: من ينك العير ينك نياكاً. ثم أخذه وكتفه وقال: أين مالي? فأخبره بموضعه، فضرب عنقه وذهب إلى ماله فأخذه وانصرف إلى امرأته فقتلها واحتبس وليدتها مكانها. يضرب مثلاً لمن يغالب الغلاب. من سلك الجدد أمن العثارالجد، الأرض المستوية. يضرب في طلب العافية.ومثله: من تجنب الخبار أمن العثارالخبار: الأرض المهملة فيها حجارة ولخافيق.من دخل ظفار حمرظفار، قرية باليمن يكون فيها المغرة؛ وهو، أعني ظفار مبني على الكسر مثل قطام حزام. يضرب للرجل يدخل في القوم فيأخذ بزيهم.من يرد السيل على أدراجهأدراج السيل طرقه ومجاريه. يضرب لما لا يقدر عليه.من يشتري سيفي وهذا أثره?قال المفضل: أول من قال ذلك الحرث بن ظالم المري. وذلك أن خالد بن جعفر بن كلاب لما قتل زهير بن جذيمة العبسي ضاقت به الأرض وعلم أن غطفان غير تاركيه، فخرج حتى أتى النعمان فاستجار به فأجاره، ومعه أخوه عتبة بن جعفر. ونهض قيس بن زهير فاستعد لمحاربة بني عامر، وهجم الشتاء، فقال الحرث بن ظالم: يا قيس، أنتم أعلم وحربكم، وأنا راحل إلى خالد حتى أقتله. قال قيس: قد أجاره النعمان. قال الحرث: لأقتلنه ولو كان في حجره، وكان النعمان قد ضرب على خالد وخيه قبة وأمرهما بحضور طعامه ومدامه، فأقب الحرث ومعه تابع له من بني محارب، فأتى باب النعمان فاستأذن له النعمان وفرح به، فدخل الحرث، وكان من أحسن الناس وجهاً وحديثاً وأعلم الناس بأيام العرب، فأقبل النعمان عليه بوجهه وحديثه وبين أيديهم تمر يأكلونه، فلما رأى خالد إقبال النعمان على الحرث غاظه، فقال: يا أبا ليلى، ألا تشكرني? قال: فبماذا? قال: قتلت زهيراً فصرت بعده سيد غطفان؛ وفي يد الحرث تمرة فاضطربت يده وجعل يرعد ويقول: أنت قتلته، والتمر يسقط من يده، ونظر النعمان إلى ما به من الزمع فنخس خالداً بقضيبه وقال: هذا يقتلك. وافترق القوم وبقي الحرث عند النعمان، وأشرج خالد قبته عليه وعلى أخيه وناما وانصرف الحرث إلى رحله؛ فلما هدأت العيون خرج الحرث بسيفه شاهره حتى أتى قبة خالد فهتك شرجها بسيفه ودخل فرأى خالداً نائماً، وأخوه إلى جنبه، فأيقظ خالداً فاستوى قائماً فقال له الحرث: يا خالد، أظننت أن دم زهير كان سائغاً لك؛ وعلاه بسيفه حتى قتله. وانتبه عتبة فقال له الحرث: لئن نبست لألحقنك به. وانصرف الحرث وركب فرسه ومضى على وجهه، وخرج عتبة صارخاً حتى أتى باب النعمان فنادى: يا سوء جواراه: فأجيب: لا روع عليك. فقال: دخل الحرث على خالد فقتله وأخفر الملك. فوجه النعمان فوارس في طلبه فلحقوه سحراً، فعطف عليهم فقتل منهم جماعة وكثروا عليه فجعل لا يقصد لجماعة إلا فرقها، ولا لفارس إلا قتله، وهو يرتجز ويقول:
قالت له في بعض ما تسطره: من يشتري سيفي، وهذا أثرهمن عز بزأي من غلب سلب. قالت الخنساء:
من يأكل خضماً لا يأكل قضماً ومن لا يأكل قضماً يأكل خضماًالخضام، الأكل بجميع الفم. والقضم، الأكل بأطراف الأسنان. يضرب في تدبير المعيشة، قال الشاعر:
من يرى الزبد يخله من لبن |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||
أصل هذا أن رجلاً سأل امرأة فقال: هل لبنت غنمك? فقالت: لا، وهو يرى عندها زبداً، فقال: من يرى الزبد يخله من لبن. يضرب للرجل يريد أن يخفي ما لا يخفى. وقال أبو الهيثم: من يرى الزبد بفتح الزاي والباء، والصحيح ما تقدم. من اشترى اشتوىقال أبو عبيد: اشتوى بمعنى شوى، وهذا المثل عن الأحمر. يضرب في المصانعة بالمال في طلب الحاجة.من فاز بفلان فقد فاز بالسهم الأخيبوفي كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لأصحابه: من فاز بكم فقد فاز بالسهم الأخيب. يضرب في خيبة الرجل من مطلوبه.من مال جعد وجعد غير محمودأول من قاله جعد بن الحصين الخضري أبو صخر بن جعيد الشاعر، وكان قد أسن فتفرق عنه بنوه وأهله وبقيت له جارية سوداء تخدمه، فعشقت فتى في الحي يقال له عرابة، فجعلت تنقل إليه ما في بيت جعد، ففطن لها جعد فقال:
من قنع فنعالفنع، زيادة المال وكثرته. قال الشاعر:
من خاصم بالباطل أنجح بهأي من طلب الباطل قعدت به حجته وغلب. قال أبو عبيد: معناه أن نجح الباطل عليه لا له. يقال أنجح إذا صار ذا نجح، بمعنى: من خاصم بالباطل صار الباطل منجحاً، أي ظافراً به.مخرنبق لينباعالأخرنباق، الإطراق والسكوت. والانبياع، الامتداد والوثب. أي، أنه أطرق ليثب. ويروى، لينباق. أي يأتي بالبائقة وهي الداهية.أمكراً وأنت في الحديدقال أبو عبيد: هذا المثل لعبد الملك بن مروان قاله لسعيد بن عمرو بن العاص، وكان مكبلاً، فلما أراد قتله قال: يا أمير المؤمنين، إن رأيت أن لا تفضحني بأن تخرجني للناس فتقتلني بحضرتهم فافعل، وإنما أراد سعيد بهذه المقالة أن يخالفه عبد الملك فيما أراد فيخرجه، فإذا أظهره منعه أصحابه وحالوا بينه وبين قتله، فقال: يا أبا أمية أمكراً وأنت في الحديد. يضرب لمن أراد أن يمكر وهو مقهور.مجاهرة إذا لم أجد مختلاًالمجاهرة بالعداوة، المباداة بها. والختل، الختر. يقول آخذ حقي مجاهرة أي علانية قهراً، إذا لم أختل إليه في العافية وأستر. ونصب "مجاهرة" على تقدير أجاهر مجاهرة. وقوله: مختلاً أي، موضع ختل. ويجوز مختل بفتح التاء يجعله مصدراً. والتقدير أجاهر فيما أطلب مجاهرة إذا لم أجده ختلاً، أي بالختل.المرء يعجز لا محالةأي لا تضيق الحيل ومخارج الأمور إلا على العاجز. والمحالة، الحيلة.من نجل الناس نجلوهالنجل، أن تضرب الرجل بمقدم رجلك فيتدحرج. ومعنى المثل، من شاور الناس شاوروه. ويجوز أن يكون من نجل إذا رمى، أو من نجل إذا طعن. أي من رماهم بشتم رموه بمثله.من يبغ في الدين يصلفأي من يطلب الدنيا بالدين قل حظه منها. وقال الأصمعي: يعني أنه لا يحظى عند الناس ولا يرزق منهم المحبة. والبغي، لتعدي. أي من يتعد الحق في دينه لم يحب لفرط غلوه.من حفنا أو رفنا فليقتصد |
||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
يجوز أن يكون "حفنا" من حفت المرأة وجهها، إذا أزالت ما عليه من الشعر تزييناً وتحسيناً. و "رفنا" من رف الغزال ثمر الأراك، أي تناوله. يريد: من تناولنا بالإطراء أو زاننا به فليقتصد. قال أبو عبيد: يقول: من مدحنا فلا يغلون في ذلك، ولكن ليتكلم بالحق فيه. ويقال: من حفنا أي خدمنا أو تعطف علينا، ورفنا، أي حاطنا. ويقال: ما لفلان حاف ولا راف. أي ذهب من كان يحفه ويرفه أي يخدمه ويحوطه. وروي، من حفنا أو رفنا فليترك. وهذا قول امرأة زعموا أن قوماً كانوا يعطفون عليها وينفعونها فانتهت يوماً إلى نعامة قد عصبت بصعرورة، والصعرورة صمغة دقيقة طويلة ملتوية، فألقت عليها ثوبها وغطت به رأسها، ثم انطلقت إلى أولئك القوم فقالت: من كان يحفنا أو يرفنا فليترك، لأنها زعمت أنها استغنت بالنعامة، ثم رجعت فوجدت النعامة قد أساغت الصعرورة وذهبت بالثوب. يضرب لمن يبطره الشيء اليسير ويثق بغير الثقة. من قل ذل ومن أمر فلقال أوس بن حارثة. أمر، أي كثر. يعني، من قل أنصاره غلب، ومن كثر أقرباؤه قل أعداؤه.من اللجاجة ما يضر وبنفعأول من قال ذلك الأسعر بن أبي حمران الجعفي، وكان راهن على مهر له كريم فعطب فقال:
من غير خير طرحك أهلكيقال أنه كان رجل قبيح الوجه، فأتى على محلة قوم قد انتقلوا عنها فوجد مرآة فأخذها فنظر فيها إلى وجهه، فلما رأى قبحه فيها طرحها وقال: من غير خير طرحك أهلك. فذهبت مثلاً.من مأمنه يؤتى الحذرهذا المثل يروى عن أكثم بن صيفي التميمي. أي أن الحذر لا يدفع عنه مالا بد له منه، وإن جهد جهده. ومنه الحديث: لا ينفع حذر من قدر.الموت دون الجمل المجللأول من قال ذلك عبد الرحمن بن عتبا بن أسيد بن أبي العاص بن أمية، وكان يقاتل يوم الجمل ويرتجز:
الملك عقيميعني إذا تنازع قوم في ملك انقطعت بينهم الأرحام فلم يبق فيه والد على ولده، فصار كأنه عقيم لم يولد له.المحق الخفي أذكار الإبلبعني إذا نتجت الإبل ذكوراً محق مال الرجل ولا يعلمه كل أحد.من شم خمارك بعديأي ما نفرك عني. يضرب لمن نفر بعد السكون.من يمدح العروس إلا أهلهايضرب في اعتقاد الأقارب بعضهم ببعض وعجبهم بأنفسهم. قيل لأعرابي: ما أكثر ما تمدح نفسك! قال: فإلى من أكل مدحها? وهل يمدح العروس إلا أهلها?من يأتي الحكم وحده يفلحلأنه لا يكون معه من يكذبه.مواعيد عرقوبقال أبو عبيد: هر رجل من العماليق أتاه أخ له يسأله، فقال له عرقوب: إذا اطلعت هذه النخلة فلك طلعها. فلما اطلعت أتاه للعدة فقال: دعها حتى تصير بلحاً؛ فلما أبلحت قال: دعها حتى تصير زهواً، فلما زهت قال: دعها حتى تصير رطباً، فلما أرطبت قال: دعها حتى تصير تمراً، فلما أتمرت عمد إليها عرقوب من الليل فجذها، لم يعط أخاه شيئاً. فصار مثلاً في الخلف. وفيه يقول الأشجعي:
من يجتمع يتقعقع عمدهأي لا بد من افتراق بعد اجتماع. ويقال في معناه: إذا اجتمع القوم وتقاربوا وقع بينهم الشر فتفرقوا.متى يأتي غواثك من تغيثيضرب في استبطاء الغوث، وللرجل يعد ثم يمطل. يقال: غوث الرجل إذا قال: واغوثاه. والاسم الغوث والغواث والغواث. قال الفراء: لم يأت في الأصوات شيء بالفتح غيره، وإنما يأتي بالضم كالبكاء والدعاء، أو بالكسر كالنداء والصياح.من يمش يرض بما ركبيضرب للذي يضطر إلى ما كان يرغب عنه.من عال بعدها فلا اجتبريقال: جبر فجبر، وانجبر واجتبرن وعال أي افتقر يعيل عيلة. وهذا من قول عمرو بن كلثوم: |
||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
من لاحاك فقد عاداكاللحي واللحو القشر، أي من تعرض لقشر عرضك فقد نصب لك العداوة. والمثل من قول أكثم بن صيفي. وفي الحديث، أن أول ما نهاني ربي عنه بعد عبادة الأوثان شرب الخمور، وملاحاة الرجال.من حقر حرميقال: حقرته وأحقرته واستحقرته، إذا عددته حقيراً. أي من حقر يسيراً ما يقدر عليه ولم يقدر على الكثير ضاعت لديه الحقوق. وفي الحديث، لا تردوا السائل ولو بظلف محرق.من صانع الحاكم لم يحتشمأي من رشا الحاكم لم يحتشم من التبسط عليه. وروى أبو عبيد: من صانع بالمال لم يحتشم من طلب الحاجة. يضرب في بذل المال عند طلب المراد.من يلق أبطال الرجال يكلمقاله عقيل بن علقمة المري وقد رماه عملس ابنه بسهم فحل فخذه. وهي أبيات منها:
من يلق أبطال الرجال يكلممن لا يذد عن حوضه يهدمأي من لم يدفع عن نفسه يظلم ويهضم.من العجز والتواني نتجت الفاقةأي هما سبب الفقر. وهذا من كلام أكثم بن صيفي حيث يقول: المعيشة أن لا تني في استصلاح المال والتقدير. وأحوج الناس إلى الغنى من لم يصلحه إلا الغنى، وكذلك الملوك. وإن التغرير مفتاح البؤس، ومن التواني والعجز نتجت الفاقة. ويروى، االهلكة. قوله: التغرير مفتاح البؤس، يريد أن من كان في شدة وفقر إذا غرر بنفسه بأن يوقعها في الأخطار ويحمل عليها أعباء الأسفار يوشك أن يفتح عنه أقفال البؤس، ويرفل في حسن الحال في أضفى اللبوس. ومثل ما حكي من كلام أكثم بن صيفي ما حكاه المؤرج بن عمرو السدوسي، قال: سأل الحجاج رجلاً من العرب عن عشيرته قال: أي عشيرتك أفضل? قال: أتقاهم لله بالرغبة في الآخرة والزهد في الدنيا. قال: فأيهم أسود? قال: أرزنهم حلماً حين يستجهل، وأسخاهم حين يسأل. قال: أيهم أدهى? قال: من كتم سره ممن أحب مخافة أن يشار إليه يوماً. قال فأيهم أكيس? قال: من يصلح ماله ويقتصد في معيشته. قال فأيهم أرفق? قال: من يعطي بشر وجهه أصدقاءه، ويتلطف في مسألته، ويتعاهد حقوق إخوانه في إجابة دعواتهم وعيادة مرضاهم والتسليم عليهم والمشي مع جنائزهم، والنصح لهم بالغيب. قال: أيهم أفطن? قال: من عرف ما يوافق الرجال من الحديث حين يجالسهم. قال: فأيهم أصلب? قال: من اشتدت عارضته في اليقين وحزم في التوكل ومنع جاره من الظلم.موت لا يجر إلى عار خير من عيش في رماقيقال: ما في عيش فلان رمقة ورماق، أي بلغة. والمعنى، مت كريماً ولا ترض بعيش يمسك الرمق.مأربة لا حفاوةأي إنما يكرمك لأرب له فيك لا لمحبته لك. يقال: مأربة ومأربة، وهما الحاجة، وحفي به يحفى حفاوة، إذا اهتم بشأنه وبالغ في السؤال عن حاله. ورفع "مأربة" على تقدير هذه مأربة. ومن نصب أراد، فعلت هذا مأربة، أي للمأربة لا للحفاوة.من دون ما تؤمله نهابرقال أبو عمرو: النهابر ما تجهم لك من الليل من واد أو عقبة أو حزونة. يضرب في الأمر يشتد الوصول إليه.مولاك وإن عناكأي هو، وإن جهل عليك، فأنت أحق من تحمل عنه. أي استبق أرحامك. و "مولاك" في موضع النصب على تقدير احفظ أو راع مولاك.من لك بدناية لوأي من لك بأن يكون "لو" حقاً. وقال:
من سبك قال من بلغنيأي الذي بلغك ما تكره هو الذي قاله لك، لأنه لو سكت لم تعلم.مشى إليه الملا والبراحهما بمعنى واحد. أي مشى إليه ظاهراً.وهذا قريب من مضادة قولهم: مشى إليه الخمر ودب له الضراءمعاود السقي سقي صبياًيضرب لمن جرب الأمور وعمل الأعمال. ونصب "صبياً" على الحال، أي عاود هذا الأمر وعالجه مذ كان صبياً.من قنع بما هو فيه قرت عينهومن لبس يأساً على مافته ودع بدنهومن رضي باليسير طابت معيشتهومن عتب على الدهر طالت معتبتههذا من كلام أكثم بن صيفي.من يرد الفرات عن دراجه |
|||||||||||||
|
|
|||||||
ويروى عن أدراجه؛ وهما جمع درج، أي عن وجهه الذي توجه له. يروى أن زيد بن صوجان العبدي حين أتاه رسول عائشة رضي الله عنها بكتاب فيه: من عائشة أم المؤمنين إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان؛ تأمره بتثبيط أهل الكوفة عن المسارعة إلى علي رضي الله عنه، فقال زيد ابن صوحان: أمرت بأمر وأمرنا بأمر؛ فأمرنا أن نقاتل حتى لا تكون فتنة، وأمرت أن تقعد في بيتها، أمرتنا بما أمرت، ونهتنا عما أمرنا به. ثم دخل مسجد الكوفة فرفع يده اليسرى، وكانت قد قطعت يوم اليرموك، ثم قال فيما يقول: من يرد الفرات عن دراجه. يعني أن الأمر خرج من يده وأن الناس عزموا على الخروج من الكوفة فهو لا يقدر أن يردهم من فورهم هذا. مذقتي أحب إلى من مخضة آخرهذا الكلام مثل قولهم: غثك خير من سمين غيرك.من عض على شبدعه أمن الآثامأي، من عض على لسانه أمن عقوبة الإثم وجزاءه.مناجل تحصد ثناً بالياًالثن، يبيس الحشيش. والمنجل ما يحصد به وينجل أي يرمى. يضرب لمن يحمد من لا يبالي بحمده إياه.من غير ما شخص ظليم نافرما، صلة. والظليم، ذكر النعام. وهو أشد الدواب نفوراً. يضرب لمن يشكو صاحبه من غير أن يكون له ذنب.مظلوم وطب يشرب المحببالمظلوم والظليم. اللبن الذي يحقن ثم يشرب قبل أن يروب. والمحبب الممتلئ رياً. يقال: شربت الإبل حتى تحببت، أي تملأت من الماء. يضرب لمن أصاب خيراً ولا حاجة به إليه، كمن يشرب اللبن وهو ريان.مقنأة رياحها السمائمالمقناة والمقنوة يهمزان ولا يهمزان، وهما المكان لا تطلع عليه الشمس. والسموم الريح الحارة. تقول: ظل في ضمنه سموم. يضرب للعريض الجاه العزيز الجانب يرجى عنده الخير، فإذا أوى إليه لا يكون له حسن معونة ونظر.مخالب تنسر جلد الأعزلالنسر، نتف البازي اللحم بمنسره، أي منقاره، والأعزل الذي لا سلاح معه. والطائر الأعزل، الذي لا قدرة له على الطيران. ومنه قول لبيد:
مشيمة تحملها مئناثالمشيمة، ما يكون فيه الولد في الرحم. والمئناث، التي من عادتها أن تلد الإناث. يضرب للرجل لا يسر به أحد ولا يرجى منه خير.مشام مربع رعاه مصيفالمشام، الموضع ينظر فيه إلى البرق. والمربع، الذي نتجت إبله في الربيع. والمصيف، الذي نتجت إبله في آخر زمان النتاج. يضرب لمن انتفع بشيء تعنى فيه غيره.مجيل القدح والجزور ترتعالإجالة، إدارة القدح في الميسر. ولا يجال القدح إلا بعد ما تنحر الجزور ويقسم أجزاؤها. يضرب لمن تعجل في أمر لم يحن بعد.مخيلة تقتل نفس الخائلالمخيلة، الخيلاء. والخائل، المختال. يقال: خال يخال خالاً. وجمع الخائل خالة، مثل بائع وباعة. يضرب لمن يورد نفسه موارد الهلكة طلباً للترؤس.مس الثرى خير من السرابأي اقتصارك على قليلك خير من اغترارك بمال غيرك.ممالحان يشحذان المنصليضرب للمتصافيين ظاهراً المتعاديين باطناً.من خشي الذئب أعد كلباًيضرب عند الحث على الاستعداد للأعداء.من سئم الحرب اقتوى للسلمالاقتواء، الانعطاف. وأصله من التقاوي بين الشركاء، وهو أن يشتروا شيئاً رخيصاً ثم انعطفوا عليه فتزايدوا في ثمنه حتى بلغوا به غاية ثمنه عندهم. يضرب في التحذير لمن خاف شيئاً فتركه ورجع إلى ما هو أسلم له منه.أمه ك الويل فقد ضل الجمليقال، أمهى الفرس إذا أجراه وأحماه في جريه. يقول: أعد فرسك فقد ضل جملك. يضرب لمن وقع في أمر عظيم يؤمر ببذل ما يطلب منه لينجو.مفوز علق شناً بالياًفوز الرجل إذا ركب المفازة. والشن، القربة البالية. يضرب للرجل يحتمل أموراً عظيمة بلا عدة لها منه.من أنفق ماله على نفسه فلا يتحمد به على الناسويروى: إلى الناس. فمن وصله بعلى أراد، فلا يمتن به على الناس، ومن وصله بإلى أراد، لا يخطبن إليهم حمده.من فسدت بطانته كان كمن غص بالماء |
|||||||
|
|
||||||||||
البطانة، ضد الظهارة. جعلت لقربها من الملابس مثلاً لمن يخص مداخلة ومعاملة. وهذا من كلام أكثم بن صيفي. يريد، إذا كان الأمر على هذه الحالة فلا دواء له، لأن الغاص بالطعام يلجأ إلى الماء، فإذا كان الماء هو الذي يغصه فلا حيلة له، فكذلك بطانة الرجل وأهل دخلته. كما قال:
معاتبة الإخوان خير من فقدهمهذا مثل قولهم: "وفي العتاب حياة بين أقوام".من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيههذا المثل يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويروى عن لقمان الحكيم أنه سئل: أي عملك أوثق? فقال: تركي ما لا يعنيني. وقال رجل للأحنف: بم سدت قومك? وأراد عيه، فقال الأحنف: بتركي من أمرك ما لا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك. وقال أيضاً: ما دخلت بين اثنين قط حتى يكونا هما يدخلانني في أمرهما، ولا أقمت عن مجلس قط ولا حجبت عن باب. يريد، لا أجلس إلا مجلساً أعلم أني لا أقام عن مثله، ولا أقف على باب أخاف أن أحجب عن صاحبه.من يزرع الشوك لا يحصد به العنبالا يقال: حصدت العنب، وإنما يقال: قطفت. ولكنه وضع الحصد بإزاء الزرع. وقوله "به" أراد ببذله. ويجوز أن يريد، بزرعه. أي لا يحصد العنب بزرعه الشوك. والمعنى، من أساء إلى إنسان فليتوقع مثله.مكره أخوك لا بطلهذا من كلام أبي جشر خال بيهس الملقب بنعامة. وقد ذكرت قصته في باب الثاء عند قوله: ثكل أرأمها ولداً. يريد أنه محمول على ذلك لا أن في طبعه شجاعة. يضرب لمن يحمل على ما ليس من شأنه.مرة عيش ومرة جيشقاله أبو زيد: أصله أن يكون الرجل مرة في عيش رخي، ومرة في جيش غزاة. وارتفع "عيش" و "جيش" لأنه في تقدير خبر الابتداء. كأنه قال: الدهر عيش مرة، وجيش أخرى. أي ذو عيش. عبر عن البقاء بالعيش وعن الفناء بالجيش، لأن من قاد الجيش ولابس الحرب عرض نفسه للفناء.من ضاق عنه الأقرب أتاح الله له الأبعدمن يرنا يقل سواد ركبيضرب في التوافق والاجتماع.المرء يعرف لا ثوباهيضرب لذي الفضل تزدريه العين لتقشفه.من لم يغنه ما يكفيه أعجزه ما يغنيهيضرب في مدح القناعة.موت في قوت وعز أصلح من حياة في ذل وعجزمن محضك مودته فقد خولك مهجتهيقال: محضته الود وأمحضته، إذا أخلصت له المودة.من يكن الطمع شعاره يكن الجشع دثارهمن الحبة تنشأ الشجرةأي من الأمور الصغار تنتج الكبار.من يعالج مالك غيرك يسأمهذا مثل قولهم: ما حك ظهري مثل ظفري.من شفره إلى ظفرهيضرب لمن رجع إلى ما كاده في شأن غيره.من جزع اليوم من الشر ظلميضرب عند صلاح الأمر بعد فساده. أي لا شر يجزع منه اليوم.من جعل لنفسه من حسن الظن بإخوانه نصيباً أراح قلبهيعني، أن الرجل إذا رأى من أخيه إعراضاً أو تغيراً فحمله منه على وجه حسن، وطلب له المخارج والحذر خفف ذلك عن قلبه، وقل منه غيظه. وهذا من قول أكثم بن صيفي. يضرب في حسن الظن بالأخ عند ظهور الجفاء منه.من ذهب ماله هان على أهلهيضرب في إكرام المليء. ويروى عن رجل من أهل العلم أنه مر به رجل من أرباب الأموال فتحرك له وأكرمه وأدناه، فقيل له بعد ذلك: أكانت لك إلى هذه حاجة? قال: لا والله، ولكني رأيت المال مهيباً. ويروى، ذا المال مهيباً.من نهشته الحية حذر الرسن الأبلققال أبو عبيد: هذا من أمثال العامة. قال الشاعر:
المرأة من المرء وكل أدماء من آدميقال: هذا أول مثل جرى للعرب.من نام لا يشعر بشجو الأرقيضرب لمن غفل عما يعانيه صاحبه من المشقة.محلئ يمشي لحوض لائطاً يقال: حلأت الإبل عن الماء، إذا منعتها الورود. واللوط أن تصلح الحوض وترمه. يضرب لمن يتعنى في أمر لا يستمتع به. من طلب شيئاً وجده |
||||||||||
|
|
||||||||||
أول من قال ذلك عامر بن الظرب؛ وكان سيد قومه، فلما كبر وخشي عليه قومه أن يموت اجتمعوا إليه وقالوا: إنك سيدنا وقائلنا وشريفنا فاجعل لنا شريفاً وسيداً وقائلاً بعدك. فقال: يا معشر عدوان، كلفتموني بغياً، إن كنتم شرفتموني فإني أريتكم ذلك من نفسين إني لكم مثلي? افهموا ما أقول لكم، إنه من جمع بين الحق والباطل لم يجتمعا له، وكان الباطل أولى به؛ وأن الحق لم يزل ينفر من الباطل، ولم يزل الباطل ينفر من الحق. يا معشر عدوان، لا تشمتوا بالذلة، ولا تفرحوا بالعزة، فبكل عيش يعيش الفقير مع الغني، ومن ير يوماً ير به؛ وأعدوا لكل امرئ جوابه. إن مع السفاهة الندامة، والعقوبة نكال وفيها ذمامة؛ ولليد العليا العاقبة؛ والقود راحة لا لك ولا عليك؛ وإذا شئت وجدت مثلك، إن عليك كما أن لك، وللكثرة الرعب، وللصبر الغلبة، ومن طلب شيئاً وجده، وإن لم يجده يوشك أن يقع قريباً منه. من أبعد أدوائها تكوى الإبليضرب للذي يذهب في الباطل تائهاً ويدع ما يعنيه.ملء عينيك شيء غيركيضرب عند اليأس مما في يد الناس.من ملك استأثريضرب لمن يلي أمراً، فيفضل على نفسه وأهله، فيعاب عليه فعله.من لك بأخ منيع حرجهأي حريمه. يضرب للمانع لما وراء ظهره لا يطمع فيه أحد.من لا يداري عيشه يضللأي من لم يحسن تدبير عيشه ضلل وحمق.مأتي أنت أيها السواديضرب لمن يتوعد. أي سألقاك ولا أبالي بك.مرحى مراحمثل قولك: صمي صمام. يريد به الداهية. قال الشاعر:
ما كان مربوباً لم ينضحالنضح مثل الرشح. يعني إذا كان السقاء مربوباً لم يرشح بما فيه. أي إذا كان سرك عند رجل حصيف لم يظهر منه شيء.أمعنا أنت أم في الجيش?أي، أعلينا أنت أم معنا بنصرتك?منك الحيض فاغسليهأي هذا منك فاعتذري، وهذا مثل قولهم: يداك أوكتا وفوك نفخ.معترض لعنن لم يعنهيضرب للمعترض فيما ليس من شأنه. والعنن، شوط الدابة، وأول الكلام.محترس من مثله وهو حارسأي، الناس يحترسون منه ومن مثله، وهو حارس. وهذا كما تقول العامة: الهم احفظنا من حافظنا. وإنما أورد أبو عبيد هذا المثل من قولهم: عير بجير بجرة، لأن الحارس يبرئ نفسه من السرقة وينسبها إلى غيره. قال الأصمعي: يضرب للرجل يعير الفاسق بفعله وهو أخبث منه.من حظك موضع حقكويروى، موقع. أي وقوع حقك نتيجة حظك. يريد أن وجوده منه وبسببه. ويجوز أن يريد: من حظك وبختك أن يكون حامل حقك ملياً يقود بأدائه ولا يعجز عن قضائه. وهذا معنى قول أبي عبيد: فإنه قال: إن معناه أن مما وهب الله تعالى لعباده من الحظوظ أن يعرف للرجل حقه ولا يبخسه. "قلت": وتقدير المثل، حسن موضع حقك معدود عليك من حظك.من كان محاسينا أو مواسينا فليتفريضرب هذا في موضع "من كان يحفنا أو يرفنا فليترك" وقد مر ذكره وقوله: فليتفر، من الوفر.من أجدب انتجعيضرب للمحتاج، فيقال: اطلب حاجتك من وجه كذا. يقال: تغدى صعصعة بن صوحان عند معاوية رضي الله عنه، فتناول من بين يدي معاوية شيئاً فقال: يا ابن صوحان انتجعت من بعد. فقال: من أجدب انتجع.من باع بعرضه أنفقأي من تعرض ليشتمه الناس وجد الشتم له حاضراً. ومعنى أنفق، وجد نفاقاً.من يأكل بيدين ينفدأي من قصد أمرين ولم يصبر على واحد فيخلص له، ذهب منه الأمران جميعاً.من اعتمد على حير جاره أصبح عيره في الندىيعني المطر. والحير، الاصطبل. وأصله حظيرة الإبل.من أكل مرقة السلطان احترقت شفتاه ولو بعد حينمررت بهم بقطاًأي متفرقين. وذهبوا في الأرض بقطاً. قال الشاعر:
من غربل الناس نخلوهأي من فتش عن أمور الناس وأصولهم جعلوه نخالة.مساعدة الخاطل تعد من الباطلالخاطل، الجاهل. وأصله من الخطل، وهو الاضطراب في الكلام وغيره. وهذا من كلام الأفعى الجرهمي النجراني حكيم العرب.مر له غراب شمالأي لقي ما يكره.من بعد قلبه لم يقرب لسانه ويده |
||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يضرب للخائف الفزع. من شؤمها رغاؤهايضرب عند الأمر يعسر ويكثر الاختلاف فيه.من يك ذا وفر من الصبيان فإنه من كمأة شبعانومن بنات أوبر المكانأي من كثر صبيانه شبع من الكمأة، لأنهم يجنونها. وبنات أوبر، جنس رديء منها كبعر البعير، اسم الواحد ابن أوبر، وإنما قيل: بنات أوبر، في الجمع لتأنيث الجماعة. وكذلك ما أشبهه، مثل بنات نعش وبنات مخاض. يضرب لمن كثر أعوانه فيما يعرض له.من ساغ ريق الصبر لم يحقلساغ الشراب يسوغ إذا سهل مدخله في الحلق. وسغته أنا، يتعدى ولا يتعدى. والحقل داء من أدواء البطن. والصبر هنا الدواء. يضرب في الحث على احتمال أذى الناس.ما على أفعل من هذا البابأمنع من أم قرفةقال الأصمعي: هي امرأة فزارية، وكانت تحت مالك بن حذيفة بن بدر، وكان يعلق في بيتها خمسون سيفاً لخمسيين فارساً كلهم لها محرم.أمنع من است النمروذلك أن النمر لا يتعرض له، لأنه مكروه في القتال. يضرب للرجل المنيع.أمنع من عقاب الجوقاله عمرو بن عدي لقصير بن سعد في قصته مع الزباء، وقد ذكرتها.أموت من الرخمةقالوا: إنما خصت من بين الطير لأنها ألأم الطير وأظهرها موقاً، وأقذرها طعماً، لأنها تأكل العذرة. قال الشاعر:
أموق من نعامةوذلك أنها تخرج للطعم، فربما رأت بيض نعامة أخرى قد خرجت لمثل ما خرجت هي فتحتضن بيضها وتدع بيض نفسها. وإياها أراد ابن هرمة بقوله:
أمضى من سليك المقانبهو سليك بن سلكة السعدي، وقد مر ذكره في باب العين. قال قران الأسدي يذكره، وكان عرقب امرأته فطلبه بنو عمها فبلغه أنهم يتحدثون إليها فقال:
أمخط من السهمقال حمزة: إمخاطه، خروجه من الرمية، "قلت": الصواب، مخطه خروجه. يقال: مخط السهم يمخط، إذا مرق. وأفعل يبنى من الثلاثي.أمر من الخطبان وأمر من المقر الخطبان، الحنظل حين يأخذ فيه الاصفرار. والمقر، الصبر بعنيه. أمر من الألاءهو شجر، والواحدة ألاءة. وهي من أشجاء العرب. قال:
أمسخ من لحم الحوار وأملخ من حلم الحوارالمسيخ والمليخ، الذي لا طعم له. قال الأشعر الزفيان:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
قال حمزة: قوله، تجانف أي انحرف وتنحى؛ والمضر التي تروح عليه ضرة من المال، وهو المال الكثير الذي تولده من ضرة الضرع. وقوله: كأنك ذاك الذي في الضروع. يعني ثقلاً يكون زائداً في أخلاف الناقة والشاة. ويقال: بل المعنى، أن الحالب قبل أن يحلب في العلبة يستحلب شخباً أو شخبين في الأرض، لأن الخارج في الشخب الأول والثاني يكون ماءً أصفر، تزعم العرب أنه داء وسم؛ فمن ذهب إلى هذا التفسير رواه قدام درتها، ومن ذهب إلى التفسير الأول رواه قدام ضرتها. قال: وكان من الحديث رضوان أنه كان مكثراً بخيلاً، فنزل به ضيف فأساء قراه، فسأله الضيف عن اسمه فقال: أنا اسمي الأشعر الزفيان، فغدا الضيف من عنده ذاماً له، فنزل على الأشعر الزفيان فأحسن قراه فقال الضيف: إذا أحسن الله جزاءك فلا أحسن جزاء الأشعر الزفيان، فإني بت به البارحة فأساء قراي، فقال: أنا الأشعر الزفيان؛ فيمن بت? فوصف له الرجل، وكان ابن عمه فهجاه. وكلاهما من بني أسد. أمنع من صبيهذا من المنع.وأمنع من عقابهذا من المنعة. وأما قولهم:أمنع من لهاة الليثفمن قول أبي حية النميري:
أمنع من عنزهو رجل من عاد. ومن حديثه فيما رواه اسحق بن إبراهيم الموصلي عن ابن الكلبي أنه أمنع عادي كان في زمانه. وكان له راع، يقال له عبيدان يرعى ألف بقرة، وكان إذا أورد بقره لم يورد أحد من عاد حتى يفرغ، فعاش بذلك دهراً حتى أدرك لقمان بن عاد فخرج لقمان من أشد ضد بن عاد كلها وأهيبها، وكان بيت عاد وعددهم يومئذ في بني ضد بن عاد، فوردت بقر لقمان فنهنهها عبيدان، فرجع راعي لقمان إليه فأخبره فأتى لقمان فضربه وصده عن الماء، فرجع عبيدان إلى عنز فشكا ذلك إليه، فخرج عنز في بني أبيه ولقمان في بني أبيه فاقتتلوا فهزمهم بنو ضد وحلؤوهم عن الماء؛ وكان عبيدان بعد ذلك لا يورد حتى يفرغ لقمان من سقي بقره، فإن أقبل راعي لقمان وعبيدان على الماء ناداه فقال: أي عبيدان، حلئ بقرك حتى أورد بقري؛ فيحلؤها، ولم يزل لقمان يفعل ذلك حتى هلك عنز، وانتجع لقمان فنزل في العماليق. ففي ذلك يقول جزء بن أساف ابن قطن بن القطران ويصف تهضم لقمان:
أمحل من تعقاد الرتمكان من عادة العرب إذا الواحد منهم سفراً أن يعقد خيطاً بشجرة، ويعتقد فيه أنه إن أحدثت امرأته حدثاً انحل ذلك الخيط، وكانوا يسمونه الرتم والرتمة. وذكر ابن الأعرابي أن رجلاً من العرب أراد سفراً فأخذ بوصي امرأته ويقول: إياك أن تفعلي وإياك أن تفعلي فإن عاقد لك رتمة بشجرة، فإن أحدثت حدثاً انحلت. فقال الشاعر:
أمحل من تسليم على طللفهو من قول الشاعر:
أمحل من حديث خرافة |
||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||
هو رجل من العبر، زعم أنه كان من عذرة فاستهوته الجن فلبث فيهم زماناً، ثم رجع إلى قومه وأخذ يحدثهم بالأعاجيب؛ فضرب به المثل. وزعم بعضهم أن خرافة اسم مشتق من اختراف السمر أي استظرافه. أمحل من الترهاتتفسير هذا المثل يجيء في باب الهاء في قولهم: أهون من ترهات البسابس.أمضى من الريح ومن السف ومن السهم ومن النصلومن السنان ومن الشفرة في الوتين ومن السيل تحت الليل ومن القدر المتاح ومن الأجل ومن الدرهم أمضى من قرحة بعد قرحة أمهن من ذباب أمر من العلقم ومن الحنظل ومن الدفلى ومن الصبر ومن الصبر أمنع من أنف الأسد أمحل من بكاء على رسم منزلالمولدونمن ثقل على صديقه خف على عدوه من أهان مالهأكرم نفسه ما أبعد ما فات وما أقرب ما هو آت من أدب أولاده أرغم حساده من يشنؤك كان وزيراً من كان لك كله كان عليك كله ما نظر لامرئ مثل نفسيي ما كل بارقة تجود بمائها ما وعظ امرءاً كتجاربه ما يداوى الأحمق بمثل الإعراض عنه من أطاع غضبه أضاع أدبه من وطن نفسه على أمر هان عليه من دارى الحساد أسفهم من ترك قول "لا أدري" أصيبت مقاتتله من هاب الرجال تهيبوه من لم يتغد بدانق تعش بأربعة دوانق من دق نظره جل ضرره من لم يرض بحكم موسى رضي بحكم فرعون من أكل القلايا صبر على البلايا من بلغ السبعين اشتكى من غير علة نم لا ذكر له فلا ذكر له من سل سيف البغي قتل به من أعجب برأيه ضل ومن استغنى بعلمه زل من لم يكن ذئباً أكلته الذئاب من جعل نفسه عظماً أكلته الكلاب من طلى نفسه بالنخالة أكلته البقر من دخل مداخل السوء اتهم من عادى مجدوداً فقد عادى الله من أفشى سره كثر المستأمرون عليه ما بقي من ستره إلا ما يشف على ما دونه ما هو إلا نار المجوس يضرب لمن لا يحترم أحداً، لأنها تحرقهم وإن كانوا يعبدونها.من سابق الدهر عثر من غضب من "لا شيء" رضي بلا شيء من استحيا من بنت عمه لم يولد له ولد من لم يذق لحماً أعجبته الرئة من عير عير من أكل السمين اتخم من اعتاد البطالة لم يفلح من اشترى الحمد لم يغبن من اشترى الدون بالدون رجع إلى بيته وهو مغبون من تأنى أدرك ما تمنى من أعطى بصلة أخذ ثومة من تسمع سمع ما يكره من رآني فقد رآني ورحلي من أكثر من شيء عرف به من ترك الشهوات عاش حراً من مرضت سريرته ماتت علانيته من لم يصلحه الطلاء أصلحه الكي ما ذاق أحد من لحمه إلا انطوى على طوى منك فاستقرض من السرور بكاء من أنفق ولم يحسب هلك ولم يدر من ظفر من وتد إلى وتد دخل أحدهما في استه من أكل على مائدتين اختنق ما بقي من اللص أخذه العراف من كان طباخه أو جعران ما عسى أن تكون الألوان من ترك حرفته تترك بخته من بكى من زمان بكى عليه من أحسن السؤال علم من رق وجهه رق علمه من يدار المشط ينتف لحيته من يجع يخشع ومن يسغب يشغب من أكل للسلطان زبيبة ردها تمرة من أنت في الرقعة? من لم تنفك حياته فموته عرس من سعى رعى من جال نال من احترف اعتلف من غلب سلب من زرع المعروف حصد الشكر من ضعف عن كسبه اتكل على زاد غيره من حسن ظنه طاب عيشه من اتكل على زاد غيره طال جوعه من حسد من دونه فلا عذر له من لم يصلحه الخير أصلحه الشر من تعد الحق ضاق مذهبه من جرب المجرب حلت به الندامة من هانت عليه نفسه فهو على غيره أهون من لم يحسن إلى نفسه لم يحسن إلى غيره من أحب شيئاً أكثر من ذكره من اشترى ما لا يحتاج إليه باع ما يحتاج إليه من طلب الغاية صار بداية من لم يردك فلا ترده من عبد الله عد في خلق الله من الكيس ختم الكيس مصارمة الجاهل مواصلة العاقل من لانت كلمته وجبت محبته من استغنى كرم على أهله من تلذذ الحج ضرب الجمال قاله الأعمش. من اصطنعه السلطان صبغه الشيطان من يقدر على رد أمس وتطيين عين الشمس? من لم تخنه نساؤه تكلم بملء فيه من رفق رتق ومن خرق حرق من كثرة الملاحين غرقت السفينة من سعادة المرء أن يكون خصمه عاقلاً من عادة السيف أن يستخدم القلم من دون ذا قتل الوليد من نكد الدنيا منفعة الهليج ومضرة اللوزيج من أحب ولده رحم الأيتام |
||||
|
|
|||||||||||||
من تغدى بسوء السيرة تعشى بزوال القدرة من فعل ما شاء لقي ما شاء من نام عن عدوه نبهته المكايد من العجائب أعمش كحال من فرص اللص ضجة السوق ما ينفع الكبد يضر الطحال ما أهون الحرب على النظارة ما صدنا شيئاً والذي كان معنا أفلت ما ترك الأول للآخر شيئاً ما أحسن الموت إذا حان الأجل ما كل قول له جواب ما الحب إلا للحبيب الأول ما أشبه السفينة بالملاح ما صنع الله فهو خير ما فيه حبة ملح للبغيض ما جمش الورد بمثل العناب ما أطيب الخمر لولا الخمار ما حيلة الريح إذا هبت من داخل ما عدا الفرس فلا حاجة لك إلى السوط مع كفره قدري ما بي دخول النار وما بي طنز ما لك ما هو إلا بستان للظريف ما تحمله الأرض يضرب للثقيل. ملح على جرح من كتم علماً فكأنما جهله ما أصنع بشمس لا تدفيني ما المرء إلا بدرهميه ما خير لذة فيها وزنها من المكروه مشينا شوط باطل وهو الضوء يدخل البيت من الكوة. مودة الآباء في الأبناء متى فرزنت يا بيدق مطرة في نيسان خير من ألف ساق مدور الكعب يضرب في الشؤم. من الأدب ترك الأدب يعني بين الإخوان. المحبوب مسبوب الموت في الجمعة طيب المذبوحة لا تألم السلخ المعجب أبداً مغضب المستقرض من كسبه يأكل المرء يسعى بجده الموت حوض مرورد المال ميال المرأة فراش فاستوثروه المرأة السوء غل من حديد المرء حيث يضع نفسه المملوكة من أذنها تسمن يضرب لمن يخدع بالكلام الطيب. ما يومي منك بواحد أي ما الشر علي من جهة واحدة. من كان ذا دهن طلا استه من الحيلة ترك الحيلة المركوب خير من الراكب من غاب خاب ويروى، من غاب خاب حظه. من المجذاع سبق القزح من أكل مرقة السلطان احترقت شفتاه ولو بعد حين من الظفر بالبغية تعجيل اليأس من شهوة التمر يمص النوى من كثر عدوه فليتوقع الصرعة من خدم الرجال خدم من سلمت سريرته سلمت علانيته من لم ينتفع بظنه لم ينتفع بيقينه من أيقن بالخلف جاد بالعطية من لم يصبر على كلمة سمع كلمات من صغر مقتولاً فقد صغر قاتله من جهل أباه فقد جهل من لم يصن نفسه ابتذله غيره من لم يركب الأهوال لم ينل الآمال من لجأ إلى الزمان أسلمه من لا يكرم نفسه لا يكرم من غالب الأيام غلب من عمل دائماً أكل نائماً من تلذذ بالكلام تنغص بالجواب الباب الخامس والعشرونفيما أوله نوننفس عصام سودت عصاماًقيل، إنه عصام بن شهير حاجب النعمان بن المنذر الذي قال له النابغة الذبياني حين حجبه عن عيادة النعمان من قصيدة له:
وصيرته ملكاً همامايقال، أنه وصف عند الحجاج رجل بالجهل، وكانت له إليه حاجة، فقال في نفسه: لأخبرنه. ثم قال له حين دخل عليه: أعصامياً أنت أم عظامياً? يريد، أشرفت أنت بنفسك، أم تفتخر بآبائك الذين صاروا عظاماً? فقال الرجل: أنا عصامي وعظامي. فقال الحجاج: هذا أفضل الناس؛ وقضى حاجته وزاده، ومكث عنده مدة، ثم فاتشه فوجده أجهل الناس فقال له: تصدقني وإلا قتلتك. قال له: قل ما بدا لك وأصدقك. قال: كيف أجبتني بما أجبت لما سألتك عما سألت? قال له: والله لم أعلم أعصامي خير أم عظامي، فخشيت أن أقول أحدهما فأخطئ، فقلت: أقول كليهما فإن ضرني أحدهما نفعني الآخر؛ وكان الحجاج ظن أنه أراد، أفتخر بنفسي لفضلي وبآبائي لشرفهم؛ فقال الحجاج عند ذلك: المقادير تصير العي خطيباً. فذهبت مثلاً.نفسي تعلم أني خاسريضرب للملوم يعلم من نفسه ما يلام عليه، ويعرف من صفته ما لا يعرفه الناس.نفسك بما تحجحج أعلمأي أنت بما في قلبك أعلم من غيرك. يقال حجحج الرجل، إذا أراد أن يقول ما في نفسه ثم أمسك? وهو مثل المجمجة.نظرة من ذي علقةأي، من ذي هوى قد علق قلبه بمن يهواه. يضرب لمن ينظر بود. |
|||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
نعم عوفكالعوف، البال والشأن. قاله الشيباني، وقيل: العوف، الذكر. قال الراجز:
أنجز حر ما وعديقال: نجو الوعد ينجز. وقال الأزهري: نجز الوعد وأنجزته أنا. وكذلك نجزت به. وإنما قال "حر" ولم يقل "الحر" لأنه حذر أن يسمى نفسه حراً فكان ذلك تمدحاً. قال المفضل: أول من قال ذلك الحرث بن عمرو آكل المرار الكندي لصخر بن نهشل بن دارم، وذلك أن الحرث قال لصخر: هل أدلك على غنيمة على أن لي خمسها? فقال صخر: نعم. فدله على ناس من اليمن، فأغار عليهم بقومه فظفروا وغنموا، فلما انصرفوا قال له الحرث: أنجز حر ما وعد. فأرسلها مثلاً. فراود صخر قومه على أن يعطوا الحرث ما كان ضمن له، فأبوا عليه، وكان في طريقهم ثنية متضايقة يقال له، شجعات؛ فلما دنا القوم منها سار صخر حتى سبقهم إليها ووقف على رأس الثنية وقال: أزمت شجعات بما فيهن، فقال جعفر ابن ثعلبة بن جعفر بن يربوع: والله لا نعطيه شيئاً من غنيمتنا. ثم مضى في الثنية فحمل عليه صخر فطعنه فقتله، فلما رأى ذلك الجيش أعطوه الخمس فدفعه إلى الحرث، فقال في ذلك نهشل بن حري:
النفس أعلم من أخوها النافعيضرب فيمن تحمده أو تذمه عند الحاجة.النفس مولعة بحب العاجلهذا المثل لجرير بن الخطفي حيث يقول:
النفس عروفأي صبور، إذا أصابها ما تكره فيئست من خير اعتبرت فصبرت والعارف، الصابر. قال عنترة يذكر حرباً:
نظرت إليه عرض عينأي اعترضته عينه من غير تعمد. ونصب "عرض" على المصدر، أي نظر إليه نظراً بعين.نزت به البطنةيضرب لمن لا يحتمل النعمة ويبطر. وينشد:
أنكحيني وانظريأي أن لي مخبراً محموداً وإن لم يكن لي منظر. ودخل عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على الحجاج فقال الحجاج: إنك لمنظرني قال: نعم أيها الأمير، ومخبرني.الناس إخوان وشتى في الشيمقوله: إخوان، أي أشياء وأشكال. وشتى، فعلى من الشت وهو التفرق. والشيم، الأخلاق الكريمة إذا أتى بها غير مقيدة. كما أن "جعدا" إذا أطلق كان مدحاً. يقال: رجل جعد فإذا قيد كان ذماً. نحو قولهم جعد اليدين، أو جعد البنان. أي أنهم وإن كانوا مجتمعين بالأشخاص فشيمهم مختلفة.أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماًيروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا، فقيل: يا رسول الله ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً? فقال صلى الله عليه وسلم: ترده عن الظلم. قال أبو عبيد: أما الحديث فهكذا، وأما العرب فكان مذهبها في المثل نصرته على كل حال. قال المفضل: أول من قال ذلك جندب العنبر بن تميم بن عمرو، وكان رجلاً دميماً فاحشاً، وكان شجاعاً، وإنه جلس هو وسعد بن زيد مناة يشربان؛ فلما أخذ الشراب فيهما قال جندب لسعد وهو يمازحه: يا سعد لشرب لبن اللقاح وطول النكاح وحسن المزاح أحب إليك من الكفاح ودعس الرماح وركض الوقاح، قال سعد: كذبت والله، إني لأعمل العالم وأنحر البازل وأسكت القائل. قال جندب: إنك لتعلم أنك لو فزعت دعوتني عجلاً وما ابتغيت بي بدلاً ولرأيتني بطلاً، أركب العزيمة وأمنع الكريمة وأحمي الحريمة. فغضب سعد وأنشأ يقول:هل يسود الفتى إذا قبح الوجه وأمسى قراه غير عتيد
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
قال سعد، وكان عائفاً: أما والذي أحلف به لتأسرنك ظعينة بين العرينة والدهينة، ولقد أخبرني طبري أنه لا يفكك غيري. فقال جندب: كلا إنك لجبان، تكره الطعان وتحب القيان، فتفرقا على ذلك فغبرا حيناً؛ ثم إن جندباً خرج على فرس له يطلب القنص فأتى على أمة لبني تميم يقال إن أصلها من جرهم فقال لها: لتنكحيني مسرورة أو تقهرين مجبورة؛ قالت: مهلاً فإن المرة من نوكه يشرب من سقاء لم يوكه، فنزل إليها عن فرسه مدلاً، فلما دنا منها قبضت على يديه بيد واحدة فما زالت تعصرها حتى صار لا يستطيع أن يحركهما، ثم كتفته بعنان فرسه وراحت به مع غنمها وهي تحدو به وتقول:
وحية تضحي لحي راصداقال: فمر بسعد في إبله فاقل: يا سعد أغثني. قال سعد: إن الجبان لا يغيث. فقال جندب:
ناب وقد تقطع الدويةيضرب للمسن وقد بقيت منه بقية يصلح أن يعول عليها.نزو الفرار استجهل القراريقال، فرير وفرار لولد البقر الوحشي. وقال بعضهم: الفرار، جمع فرير، وهو نادر، ولم يأت "فعال" في أبنية الجمع إلا في أحرف يسيرة؛ مثل عرق وعراق وظئر وظؤار ورخل ورخال وتوأم وتؤام. وإذا شب الفرار أخذ في النزوان فمتى رآه غيره نزا لنزوه. يضرب لمن تتقي مصاحبته، أي أنك إذا صحبته فعلت فعله. ويروى "نزو" بالنصب على المصدر، أي نزا نزو الفرار، وقد استجهل فراراً، مثله والرفع على الابتداء، أي نزو الفرار وحمل مثله على النزو.أنكحنا الفرا فسنرىقال رجل لامرأته حين خطب إليه ابنته رجل، وأبى أن يزوجه، فرضيت أمها بتزويجه فغلبت الأب حتى زوجها منه بكره، وقال: أنكحنا الفرا فسنرى. ثم أساء الزوج العشرة فطلقها. يضرب في التحذير من سوء العاقبة.نجى عيراً سمنهقال أبو زيد: زعموا أن حمراً كانت هزالاً، فهلكت في جدب ونجا منها حمار كان سميناً، فضرب به المثل في الحزم قبل وقوع الأمر. أي أنج قبل أن لا تقدر على ذلك. ويضرب لمن خلصه ماله من مكروه.نعم كلب في بؤس أهلهويروى، نعم الكلب في بؤس أهله، ونعيم الكلب في بؤس أهله. وذلك أن الجدب والبؤس يكثر الموتى والجيف، وذلك نعيم الكلب. يضرب هذا للعبد، أو للقوم تصيبهم شدة فيشتغلون بها فيغتنم هو ما أصاب من أموالهم. قال الشاعر:
النبح من بعيد أهون من الهرير من قريبأي لا تدن من الذي تخشى، ولكن احتل له من بعيد.انطقي يا رخم إنك من طير اللهيقال، إن أصله أن الطير صاحت فصاحت الرخم، فقيل لها يهزأ بها: إنك من طير الله فانطقي. يضرب للرجل لا يلتفت إليه ولا يسمع منه، وليس من الطير شيء إلا وهو يزجر الرخم. قال الكميت يهجو رجلاً:أنشأت تنطق في الأمو-ر كوافد الرخم الدوائر
نام نومة عبود |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||
قال الشرقي: أصل ذلك أن عبوداً هذا كان تماوت على أهله، وقال: اندبوني لأعلم كيف تندبوني ميتاً، فندبنه ومات على تلك الحال. وقال المفضل: قال أبو سليم بن أبي شعيب الخراني: إنه عبد أسود يقال له عبود، وكان من حديثه فيما يرفعه عن محمد بن كعب القرظي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أول الناس دخولاً الجنة لعبد أسود يقال له عبود، وذلك أن الله تعالى بعث نبينا إلى أهل قرية فلم يؤمن به أحد إلا ذلك الأسود، وأن قومه احتفروا له بئراً فصيروه فيها وأطبقوا عليها صخرة، فكان ذلك الأسود يخرج فيحتطب ويبيع الحطب ويشتري به طعاماً وشراباً، ثم يأتي تلك الحفر فيعينه الله عز وجل على تلك الصخرة فيرفعها، ويدلي إليه ذلك الطعام والشراب. وأن الأسود احتطب يوماً ثم جلس ليستريح فضرب بنفسه الأرض بشقه الأيسر فنام سبع سنين ثم هب من نومته وهو يرى أنه ما نام إلا ساعة من نهار، فاحتمل حزمته فألقى القرية فباع حطبه ثم أتى الحفرة فلم يجد النبي فيها، وقد كان يداً لقومه فيه وأخرجوه فكان يسأل عن الأسود فيقولون: لا ندري أين هو. فضرب به المثل لكل من نام نوماً طويلاً حتى يقال: أنوم من عبود. النقد عند الحافرةقال ابن الأنباري: قال ثعلب: معناه: النقد عند السبق. وذلك أن الفرس إذا سبق أخذ الرهن. والحافرة، الأرض التي حفرها الفرس بقوائمه. فاعلة بمعنى مفعولة. وقال الفراء: سمعت بعض العرب يقول: النقد عند الحافرة، معناه عند حافر الفرس. وأصل المثل في الخيل، ثم استعمل في غيرها. وقال الأصمعي: النقد عند الحافر، هو النقد الحاضر في البيع. قال: وبعضهم يقول: في البيع بالهاء أي عند الحافرة. وقال غيره: النقد عند الحافرة، معناه عند أول كلمة. يقال رجع فلان في حافرته. أي في أمره الأول.أنجد من رأى حضناًأنجد، أي بلغ نجداً من رأى هذا الجبل. يضرب في الدليل على الشيء. أي قد ظهر حصول المراد وقربه.النبع يقرع بعضه بعضاًالنبع من شجر الجبل، وهو من أكرم العيدان. وهذا المثل يروى لزياد، قاله في نفسه وفي معاوية. وذلك أن زياداً كان على البصرة، وكان المغيرة بن شعبة على الكوفة، فتوفي بها، فخاف زياد أن يولي مكانه عبد الله ابن عامر، وكان زياد لذلك كارهاً، فكتب إلى معاوية يخبره بوفاة المغيرة ويشير عليه بتولية الضحاك بن قيس مكانه، ففطن له معاوية فكتب إليه: قد فهمت كتابك، فليفرخ روعك بالمغيرة. لسنا نستعمل ابن عامر على الكوفة وقد ضممناهما إليك مع البصرة. فلما ورد على زياد كتابه قال: النبع يقرع بعضه بعضاً. فذهبت كلمتاهما مثلين. قوله "النبع" يضرب للمتكافئين في الدهار والمكر. وقوله، فليفرخ روعك، فسرته في باب الفاء والقاف.نجارها نارهاالنار، السمة. يقال: ما نار هذه الناقة? أي ما سمتها. فإذا رأيت نارها عرفت نجارها. وهو الأصل. قال:لا تنسبوها وانظروا ما نارهاوقال آخر:
نبل العبد أكثرها المراميالمرماة، سهام الهدف. والمعنى أن الحر يغالي بالسهام فيشتري المعبلة والمشقص، لأنه صاحب صيد وحرب. والعبد إنما يكون راعياً تقنعه المرامي، لأنها أرخص. يعني أن العبد يحوم حول الخساسة لا همة له.ناقرة لا خير في سهم زلجالناقرة، المقرطة. وزلج السهم يزلج إذا تزلج عن القوس. يضرب للرجل يصيب في حجته ويظفر بخصمه. وناقرة رفع على تقدير سهامه ناقرة، أو رميته ناقرة. ويجوز النصب على تقدير، رمى رمية ناقرة.النفاض يقطر الجلبالنفاض بفتح النون وضمها، فناء الزاد. والجلب، المجلوب للبيع. أي إذا جاء الجدب جلبت الإبل قطاراً قطاراً للبيع مخافة أن تهلك. يقال: أنفض القوم، إذا هلكت أموالهم. يضرب لمن يؤمر بإصلاح ماله قبل أن يتطرق إليه الفساد.أنج ولا إخالك ناجياًقالته الهيجمانة لأبيها حين أخبرته بإغارة مقروع عليهم. وقد ذكرت القصة بتمامها عند قوله "حنت ولا هنت".النجاح مع الشراحكذا قال الأصمعي. قال: ومعناه اشرح لي أمري فإن ذلك مما ينجح حاجتي. وعلى ما قال، الشراح، التشريح.الناقة جن ضراسها |
|||||||
|
|
|||||||
يقال: ناقة ضروس، إذا كانت سيئة الخلق عند النتاج، وإذا كانت كذلك حامت على ولدها. وجن كل شيء، أوله وقرب عهده. يضرب للرجل الذي ساء خلقه عند المحاماة. النقب ميعاده مزاحيف المطيالنقب، الطريق في الجبل. أي هناك تزلق وتزحف المطايا. يعني أن الأمور بعواقبها تتبين.أنقع له الشر حتى سئمأي أدام وأعد كما ينقع الدواء في الماء.نشطته شعوبأي اقتلعته المنية. وأصله من قولهم: نشطته الحية، إذا عضته بنابها.نظر المريض إلى وجوه العواديضرب مثلاً لمضطر ينظر إلى محب.نفسي تمقس من سمانى الأقبرقال ضبي صد هامة فظنها سمانى، فأكلها فأصابه القيء. يضرب مثلاً في استقذار الشيء.ناوس الجرة ثم سالمهاالجرة، خشبة يصاد بها الوحش. أي اضطرب ثم سكن. وناوس من النويص، وهي الحركة. يقال: ما به نويص، أي قوة وحراك. والجرة، حبالة. وإذا نشب الظبي فيها ناوصها ساعة واضطرب، فإذا غلبته استقر فيها كأنه سالمها. يضرب لمن خالف ثم اضطر إلى الوفاق.نظر التيوس إلى شفار الجازريضرب لمن قهر وهو ينظر إلى عدوه أنج سعد فقد هلك سعيد هما ابنا ضبة بن أد وتمثل به الحجاج. وقد ذكرت القصة في باب الحاء.إنباض بغير توتيرأي ينبض القوس من غير أن يوترها. أي يتوعد من غير أن يقدر عليه. ويزعم أنه يفعل ولا مفعول يفعل، لأن الانباض ثان للتوتير، فإذا لم يكن توتير فكيف إنباض.الناس كأسنان المشطأي متساوون في النسب، أي كلهم بنو آدم.الناس بخير ما تباينواأي ما دام فيهم الرئيس والمرؤوس، فإذا تساووا هلكوا.الناس كإبل مائة لا تجد فيها واحلةأي أنهم كثير، ولكن قل منهم من يكون فيه خير.النساء حبائل الشيطانقاله ابن مسعود رضي الله عنه.نقط عروس وأبعار ظباءيقال إن جريراً مر بذي الرمة، وهو ينشد، وقد اجتمع الناس عليه فقال هذا المثل. أي إن هذا الشعر مثل بعر الظبي من شمه وجد له رائحة طيبة، فإذا فتته وجده بخلاف ذلك.نقي نقيعك فما أنت إلا حبارىقال رجل اصطاد هامة فنقت في يده. قال أبو عمر: ويضرب هذا عند التغميض على الخبيث لحساب الطيب.نجا فلان جريضاًأي نجا وقد نيل منه ولم يؤت على نفسه، وقال:
أنسب أم معرفةأي أن النسب والمعرفة سواء في لزوم الحق والمنفعة.نعم مأوى المعزى ثرمداءهذا مكان خصيب. يضرب هذا المثل للرجل الكثير المعروف يؤمر بإتيانه ولزومه. وثرمداء بناء غريب لا أعلم له نظيراً.نشر لذلك الأمر أذنيه فرأى عثير عينيهيضرب لمن طمع في أمر فرأى ما كرهه منه.نعوذ بالله من القل بعد الكثريريدون بالقل القليل، وبالكثر الكثير.النوم فرخ الغضبالفرخ، اسم من الأفراخ في قولهم أفرخ روعك، أي ذهب خوفك. ومعنى هذا المثل أن الغضبان إذا نام ذهب غضبه.نجا منه بأفوق ناصلأي بعد ما أصابه بشر.نشب في حبل غيويروى، في حبالة غي، إذا وقع في مكروه لا مخلص له منه.نقض الدهر مرته المرة. القوة. ويراد ههنا أن الزمان أثر فيه. نطح بقرن أرومه نقدالنقد، الذي وقع فيه الدود. يضرب لمن ناوأك ولا أهبة له.الندم توبةهذا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.الناس مجزيون بأعمالهم إن خير فخير وإن شر فشرأي إن عملوا خيراً يجزون خيراً، وإن عملوا شراً يجزون شراً.أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاقال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال. يضرب في التوسع وترك البخل.النار خير للناس من حلقةزعموا أن الضبع رأت سنا نار من بعيد فقابلتها، ثم أقعت ورفعت يديها فعل المصطلي، وبهأت بالنار ثم قالت عند ذلك: النار خير للناس من حلقة. يضرب لمن يفرح بما لا يناله منه كثير خير.الناس نقائع الموتالنقيعة من الإبل ما يجزر من النهب قبل القسم. يعني أن الموت يجزر الخلق كما يجزر الجزار نقيعته.النفس عزوف ألوفيقال، عزفت نفسي عن الشيء تعزف وتعزف عزوفاً، أي زهدت فيه وانصرفت عنه. ومعنى المثل، أن النفس تعتاد ما عودت، إن زهدتها في شيء زهدت، وإن رغبتها رغبت.نعم المجن أجل مستأخر |
|||||||
|
|
||||||||||
هذا يروى عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه. نعم الدواء الأزميعني الحمية. يقال: أزم يأزم أزماً إذا عض، سأل عمر رضي الله عنه الحرث بن كلدة عن خير الأدوية فقال: نعم الدواء الأزم. وهو مثل قولهم: ليس للبطنة خير من خمصة تتبعها.ناصع أخاك الخبرأي أصدقه. النصوع، الخلوص. أي خالصه فيما تخبره به ولا تغشه.نزق الحقاقالحقاق، المحاقة، وهي المخاصمة والنزق والطيش والخفة. يضرب لمن له طيش عند المخاصمة.نجوت وأرهنتهم مالكاًهذا من قول عبد الله بن همام السلولي:
نكء القرح بالقرح أوجعيعني أن القرح إذا جلب ثم نكئ كان أشد إيجاعاً، لأنه يقرح ثانياً، كأنه قيل: نكء القرح مع القرح، أي مع ما بقي منه أوجع.ناجزاً بناجزكقولك: يداً بيد. أي تعجيلاً بتعجيل. وفي الحديث، لا تبيعوا إلا حاضراً بنجاز. أي حاضراً بحاضر. يعني في الصرف. ويقال: ناجزاً بناجز، أي ناقداً بناقد. و "ناجزاً" في المثل منصوب بفعل مضمر. أي أبيعك ناجزاً وهو نصب على الفعل.نعم معلق الشربة هذاوقال الأصمعي: المعلق، قدح يعلقه الراكب. وقوله "هذا" إشارة إلى القدح. أي يكتفي الشارب به إلى منزله الذي يريده بشربة واحدة لا يحتاج إلى غيرها. يضرب لمن يكتفي في الأمور برأيه ولا يحتاج إلى رأي غيره.النزائع لا القرائبويقال الغرائب لا القرائب. قال ابن السكيت: النزيعة، الغريبة. يعني أن الغريبة أنجب. ويقال: اغتربوا لا تصووا. أي انكحوا في الأباعد لا يولد لكم ضاو. والقرائب، جمع قريبة. ونصب "النزائع" على تقدير، تزوجوا النزائع، ولا تزوجوا القرائب. وقال:
الناس يمامةاليمامة، طائر مثل الحمامة. وهي التي تألف البيوت. يعني، أرفق بهم ولا تنفرهم.انتزاع العادة شديدويروى، انتزاع العادة من الناس ذنب محسوب. وهذا كما يقال: الفطام شديد، وكمال قال:وشديد عادة منتزعهويقال: العادة طبيعة خامسة.النداء بعد النجاءيضرب في التحذير. والنجاء، المناجاة. يعني، يظهر الأمر بعد الإسرار. أي بعد ما أسر.نوآن شالا محقب وبارحالنوء في اللغة، النهوض بجهد ومشقة. يقال ناء بالحمل، إذا نهض به مثقلاً. والنوء أيضاً، السقوط. فهذا الحرف من الأضداد. والنوء، سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته. وكانت العرب تقول: مطرنا بنوء كذا، إذا كان المطر يأتي في ذلك الوقت، فأبطل الإسلام ذلك ونزل قوله تعالى: وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون. أي تجعلون شكر ما ترزقون به من المطر تكذيبكم بنعمة الله، فتقولون: سقينا بنوء كذا، ومطرنا بنوء كذا. والشول في الأصل، الارتفاع. والشول، النوق التي خف لبنها، لأن اللبن إذا خف ارتفع الضرع. والأحقاب، الوقوع والحصول في الحقب، وهو احتباس المطر. والبارح، الريح الحارة في الصيف. وتقدير المثل، هما نوآن ارتفعا، أحدهما محقب والآخر بارح. يضرب للرجلين لهما منزلة وشرف وجاه، ولكنهما متساويان في قلة الخير.نشيطة للرأس فيها مأكلالنشيط ما يصيبه الجيش من شيء دونه بيضة الحي. والرأس، الرئيس. ومنه: "برأس من بني جشم بن بكر". والمأكل الكسب، كل شيء قليل ثم يطمع فيه. يضرب لمن استعان في طلب حقه بمن يطمع في احتواء ماله.نام عصام ساعة الرحيليضرب لمن طلب الأمر بعد ما ولى.نام بعين الأمن المشبعيضرب للرجل الضعيف يروم الأمور، ولا يروم مثلها إلا البطل. والمشبع، القوي القلب.نعلك شر من حفاظ فاتركيضرب لمن استعان بمن لا يعينه ولا يهتم بشأنه.نحن بأرض ماؤها مسوس |
||||||||||
|
|
||||
الماء المسوس، الذي لا يعدله ولا يعدل به ماء عذوبة. وبعده: لو عقاب صيدها النسوس. يقال: أن النسوس طائر يأوي الجبل، وهو أضخم من العصفور، ودون الحجل، له هامة كبيرة. يضرب في موضع يطيب العيش فيه، ولكنه لا يخلو من ظالم يظلم الضعيف. نفور ظبي ماله ذويريقال: وزير القوم زعيمهم. وأصله، شيء يلقى في الحرب فيقول الجيش: لا نفر ولا نبرح حتى يفر ويبرح هذا. ويقال: أن رجلاً من بني هند من كندة يقال له علقمة، وكان شيخاً قد خرف قال لقومه في حرب كان لهم: يا بني إني قد كبرت واقترب أجلي، فما أنا مورثكم شيئاً وهو خير من مجد تباؤون به على قومكم، أنا زويركم اليوم. يقول: إلقوني فقاتلوا علي. ففعلوا. فسمي ذلك اليوم الزوير، لأنهم كانوا يرجعون إليه ويزورونه فصار اسماً للرئيس والزعيم. ويجوز أن يكون الزوير تصغير الزور. يقال: ما لفان زور ولا صيور. أي، رأي يرجع إليه ويصير إليه. وبعضهم يرويه بالفتح فيقول: ما له زور، وهو القوة. فمعنى المثل وتقديره: نفر نفور ظبي ما له معقل يلجأ ويرجع إليه. يضرب في شدة النفار ممن ساء خلقه أو ساء قوله.النسء خير من خير أمارات الربغالنسء، بدو السمن. والرغب، أن ترد الإبل كلما شاءت. يقال له أربغ. وهي إبل همل مربغة. يضرب لمن يشكو جهد عيش وعلى وجهه أثر الرفاهية.نحن بواد عيشه ضروسالضرس: المطرة القليلة. قال الأصمعي: يقال، وقعت في الأرض ضروس من مطر، إذا وقعت فيها قطع متفرقة. يضرب لمن يقل خيره وإن وقع لم يعم.نفط وقطن أسرع احتراقاًيقال، نفط ونفط. ويروى، أسرعا. يضرب للشرين اختلطا.الناس أخيافأي مختلفون. والأخيف، الذي اختلفت عيناه فتكون إحداهما سوداء والأخرى زرقاء. والخيف، جمع أخيف وخيفاء. والأخياف جمع الخيف أو الخيف الذي هو المصدر، وهو اختلاف العينين. والتقدير، الناس أولو أخياف. أي اختلافات، وإن كان المصادر لا تثنى ولا تجمع، ولكنها إذا اختلفت أنواعها جمعت، كالأشغال والعلوم. يضرب في اختلاف الأخلاق.الناس شجرة بغيالبغي، الظلم. وإنما جعلهم شجرة البغي إشارة إلى أنهم ينبتون وينمون عليه.نقت ضفادع بطنهيضرب لمن جاع. ومثله صاحت عصافير بطنه.النميمة أرثة العداوةالأرثة والأراث، اسم لما تؤرث به النار. أي النميمة وقود نار العداوة!.نار الحرب أسعركانت العرب إذا أرادت حرباً أوقدت ناراً لتصير إعلاماً للناهضين فيها. قال الله عز وجل: كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله.الندم على السكون خير من الندم على القوليضرب في ذم الإكثار.النخس يكفيك البطيء المثقل.ويروى، المحثل. يعني أن الحث يحرك البطيء الضعيف ويحمله على السرعة.نصف العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناسوهذا يروى في حديث مرفوع.نجا ضبارة لما جدع جدرةضبارة وجدرة، رجلان معروفان باللؤم، يقال أنهما ألأم من في العرب. ولهما قصة ذكرتها في حرف اللام في باب أفعل منه.نابل وابن نابلأي حاذي وابن حاذق. وأصله من الحذق بالنبالة، وهي صناعة النبل. ومنه: أنبل عدوان كلها صنعاما على أفعل من هذا البابأنسب من دغفلهو رجل من بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة، كان أعلم أهل زمانه بالأنساب. زعموا أن معاوية سأله عن أشياء فخبره بها فقال: بم علمت? قال: بلسان سؤول وقلب عقول، على أن للعلم آفة وإضاعة ونكداً واستجاعة: فآفته النسيان، وإضاعته أن تحدث به من ليس من أهله، ونكده الكذب فيه، واستجاعته أن صاحبه منهوم لا يشبع. قال القتيبي: هو دغفل بن حنظلة السدوسي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئاً، ووفد على معاوية وعنده قدامة بن جراد القريعي، فنسبه دغفل حتى بلغ أباه الذي ولده، فقال: وولد جراد رجلين: أما أحدهما فشاعر سفيه، والآخر ناسك، فأيهما أنت? فقال: أنا الشاعر السفيه، وقد أصبت في نسبتي وكل أمري، فأخبرني، بأبي أنت، متى أموت? قال دعفل: أما هذا فليس عندي. وقتلته الأزارقة.أنسب من ابن لسان الحمرةهو أحد بني تيم اللات بن ثعلبة، وكان من علماء زمانه. واسمه ورقاء ابن الأشعر ويكنى أبا الكلاب، وكان أنسب العرب وأعظمهم كبراً. وأما قولهم:أنسب من كثيرفهو من النسيب أخذاً من قول الشاعر: |
||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أنسب من قطاةهو من النسبة. وذلك أنها إذا صوتت فإنها تنسب، لأنها تصوت باسم نفسها، فتقول: قطاقطا.أنكح من ابن ألغزهو رجل اختلفوا في اسمه. فقال أبو اليقظان: وهو سعد بن ألغز الإيادي. وقال ابن الكلبي: هو الحرث بن ألغز. وقال حمزة: هو عروة بن أشيم الإيادي، وكان أوفر الناس متاعاً وأشدهم نكاحاً. زعموا أن عروسة زفت إليه فأصاب رأس أيره جنبها، فقالت له: أتهددني بالركبة? ويقال أنه كان يستلقي على قفاه ثم ينعظ فيجيء الفصيل فيحتك بمتاعه، يظنه الجذل الذي ينصب في المعاطن ليحتك به الجربى. وهو القائل:
أنكح من خواتيعنون خوات بن جبير صاحب ذات النحيين. وقد مر ذكره في باب الشين. وقالوا:أنكح من حوثرةهو رجل من بني عبد القيس. واسمه ربيعة بن عمرو، وكان في طريق ابن ألغز ووفور كمرته، حتى لقد قيل: أعظم أيراً من حوثرة. وحضر يوماً سوق عكاظ فرام شراء عس من امرأة فأسامت سيمة غالية، فقال لها: لماذا تغالين بثمن إناء املؤه بحوثرتي? فكشف عن حوثرته فملأ بها عس المرأة، فنادت المرأة باللقلقة، وجمعت عليه الناس، فسمي حوثرة باسم هذا العضو. والحوثرة في اللغة، الكمرة. قالت عمرة بنت الحمارس لهند العذافر:
أهديتها إلى ابنة العذافرأندم من الكسعيقال حمزة: هو رجل من كسع، واسمه محارب بن قيس. وقال غيره: هو من بني كسع ثم من بني محارب، واسمه غامد بن الحرث. ومن حديثه أنه كان يرعى إبلاً له بواد معشب، فبينما هو كذلك إذا أبصر نبعة في صخرة أعجبته، فقال: ينبغي أن تكون هذه قوساً، فجعل يتعهدها ويرصدها حتى إذا أدركت قطعها وجففها، فلما جفت اتخذ منها قوساً وأنشأ يقول:
صفراء ليست كقسي النكسثم دهنها وخطمها بوتر ثم عمد إلى ما كان برايتها فجعل منها خمسة أسهم، وجعل يقلبها في كفه ويقول:
إن لم يعقني الشؤم والحرمانثم خرج حتى أتى قترة على موارد حمر، فكمن فيها فمر قطيع منها، فرمى عيراً منها فأمخطه السهم، أي أنفذه فيه وجازه، وأصاب الجبل فأورى ناراً فظن أنه أخطأه، فأنشأ يقول:
فأخلف اليوم رجاء الصبيانثم مكثف على حاله فمر قطيع آخر، فرمى منها عيراً فأمخطه السهم وصنع صنيع الأول، فأنشأ يقول:
أخزى الإله لينها وشدها
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
ثم عمد إلى قوسه فضرب بها حجراً فكسرها، ثم بات، فلما أصبح نظر فإذا الحمر مطروحة حوله مصرعة، وأسهمه بالدم مضرجة، فندم على كسر القوس فشد على إبهامه فقطعها وأنشأ يقول:
أنجب من ماريةهي مارية بنت عبد مناة بن مالك بن زيد بن عبد الله بن دارم. وقال حمزة: هي دارمية ولدت حاجباً ولقيطاً ومعبداً بني زرارة بن عدس بن زيد مناة بن دارم.أنجب من فاطمة بنت الخرشب الأنماريةأنمار بغيض بن ريث بن غطفان، وذلك أنها ولدت الكملة لزياد العبسي، وهم ربيع الكامل وقيس الحفاظ وعمارة الوهاب وأنس الفوارس. وقيل لفاطمة: أي بنيك افضل? فقالت: الربيع، لا بل قيس، لا بل عمارة، لا بل أنس، ثكلتهم إن كنت أدري أيهم أفضل. ولا يقولون "منجبة" حتى تنجب ثلاثة. وقال أبو اليقظان: قيل لابنة الخرشب: أي بنيك أفضل? فقالت: وعيشهم ما أدري أني ما حملت واحداً منهم تصنعاً، ولا ولدته نبياً، ولا أرضعته غيلاً، ولا منعته قيلاً، ولا أنمته ثئداً، ولا سقيته هديداً، ولا أطعمته قبل رئة كبداً، ولا أبته على مأقة. قال حمزة: قولها "ثئداً" أي مقروراً. والهديد، الرئيئة من اللبن. والمأقة، البكاء.أنجب من أم البنينهي ابنة عمرو بن عامر فارس الضحياء، ولدت لمالك بن جعفر بن كلاب أبا براء؛ وملاعب الأسنة عامراً وفارس قرزل طفيل الخيل والد عامر بن الطفيل، وربيع المقترين ربيعة، ونزال المضيف سلمى، ومعوذ الحكماء معاوية، قال لبيد يفتخر بها: "نحن بنو أم البنين الأربعة". وإنما قال: "الأربعة" لوزن الشعر، وإلا فهم خمسة كما مر ذكرهم آنفاً.أنجب من خبيئةهي خبيئة بنت رياح بن الأشل الغنوية، أتاها آت من منامها فقال: أعشرة هدرة أحب إليك أم ثلاثة كعشرة? ثم أتاها بمثل ذلك في الليلة الثانية، فقصت رؤياها على زوجها فقال: إن عاد ثالثة فقولي: ثلاثة كعشرة، فعاد بمثله فقالت: ثلاثة كعشرة. فولدتهم بكل واحد علامة. ولدت لجعفر بن كلاب خالداً الأصبغ، ومالكاً الطيان، وربيعة الأحوص. فأما خالد فسمي الأصبغ لشامة بيضاء كانت في مقدمة رأسه، وأما مالك فسمي الطيان لأنه كان طاوي البطن، وأما ربيعة فسمي الأحوص لصغر عينيه كأنهما مخيطتان.أنجب من عاتكةبنت هلال بن فالج بن مرة بن ذكوان السلمية ولدت لعبد مناف بن قصي هاشماً وعبد شمس والمطلب.أنتن من مرقات الغنمالواحدة مرقة، وهي صوف العجاف المرضى منها ينتف. يقال، كأنه ريح مرق.أنكح من يسارهو مولى لبني تيم، وكان جبيهاء الأشجعي منحه غزالة فحبسها عنه فقال جبيهاء:
أنم من الصبحلأنه يهتك كل ستر ولا يكتم شيئاً.أنم من الترابإنما قيل لما يثبت عليه من الآثار.وأما قولهم: أنم من جلجل فهو من قول الشاعر:
أنم من زجاجة على ما فيها |
||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||
لأن الزجاج جوهر لا ينكتم فيه شيء، لما في جرمه من الضياء، وقد تعاطى البلغاء وصف هذا الجوهر فعبروا عن مدحه وذمه. فأما ذمه فإن النظام أخرجه في كلمتين بأوجز لفظ وأتم معنى فقال: يسرع إليه الكسر ولا يقبل الجبر. وأما مدحه إن سهل بن هرون شهد مجلساً من مجالس الملوك قد حضر فيه شداد الحارثي، فأخذ يعدد خصال طباع الذهب، وقد قال شداد: الذهب أبقى الجواهر على الدفن، وأصبرها على الماء، وأقلها نقصاناً على النار، وهو أوزن من كل ذي وزن، إذا كان في مقدار شخصه، وجميع جواهر الأرض والفلز كله إذا وضع على ظهر الزئبق في إنائه طفا، ولو كان ذا وزن ثقيل وحجم عظيم، ولو وضعت على الزئبق قيراطاً من الذهب لرسب حتى يضرب قعر الإناء. ولا يجوز ولا يصلح إن تشد الأسنان المقتلعة بغيره، وأن يوضع في مكان الأنوف المصطلمة سواه، وميله أجود الأميال، والهند تمره في العين بلا كحل ولا ذرور، لصلاح طبعه ولموافقة جوهره لجوهر الناظرين ولهما حسنه. ومنه الزرياب والصفائح التي تكون في سقوف الملوك، وعليه مدار الطبائع، وثمن لكل شيء. ثم هو فوق الفضة مع حسن الفضة وكرمها وحظها في الصدور، وإنها ثمن لكل مبيع بأضعاف وأضعاف أضعاف، وله المرجوع وقلة النقصان، والأرض التي تنبته ويسلم عليها تحيل الفضة إلى جوهرها في السنين اليسيرة، وتقلب الحديد إلى طبعها في الأيام القليلة، والطبيخ الذي يكون في قدوره أغذى وأمرى وأصح في الجوف وأطيب. وسئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الكبريت الأحمر فقال: هو الذهب. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو أن لي طلاع الأرض ذهباً. فأجراه في ضرب الأمثال كل مجرى، فحسده سهل بن هرون على ما حاضره من الخطابة والبلاغة. فقال يعترض عليه يعيب الذهب ويفضل عليه الزجاج: الذهب مخلوق والزجاج مصنوع، وإن فضل الذهب بالصلابة وفضل الزجاج بالصفاء، ثم الزجاج مع ذلك أبقى على الدفن والغرق، والزجاج مجلو نوري والذهب مناع ساتر، والشراب في الزجاج أحسن منه في كل معدن، ولا يفقد معه وجه النديم، ولا يثقل اليد، ولا يرتفع في السوم، واسم الذهب منه ولا يتفاءل به، وإن سقط عليك قتلك، وإن سقطت عليه عقرك، ومن لؤمه سرعته إلى بيوت اللئام وملكهم، وإبطاؤه عن بيوت الكرام وملكهم، وهو فاتن وقاتل لمن صانه، وهو أيضاً مصايد إبليس، ولذلك قالوا: أهلك الرجال الأحمران، وأهلك النساء الأحامرة، وقدور الزجاج أطيب من قدور الذهب، وهي لا تصدأ ولا يتداخل تحت حيطانها ريح الغمر وأوساخ الوضر، وإن اتسخت فالماء وحده لها جلاء، ومتى غسلت بالماء عادت جدداً، ولها مرجوع حسن، وهو أشبه شيء بالماء، وصنعته عجيبة وصنعته أعجب. وكان سليمان بن داود على نبينا وعليهما الصلاة والسلام إذا عب في الإناء كلحت في وجهه مردة الجن والشياطين، فعلمه الله صنعة القوارير، فحسم بها عن نفسه تلك الجراءة وذلك التهجين. ومن كرع في شارب ماء فكأنه كرع في إناء من ماء وهواء وضياء، ومرآته المركبة في الحائط أضوأ من مرآة الفولاذ، والصور فيها آيين، وقد تقدح النار من قنينة الزجاج إذا كان فيها ماء فحاذوا بها عين الشمس، لأن طبع الماء والزجاج والهواء والشمس من عنصر واحد، وليس في كل ما يدور عليه الفلك جوهر أقبل لكل صبغ، وأجدر أن لا يفارقه حتى كان ذلك الصبع جوهرية فيه منه، ومتى سقط عليه ضياء أنفذه إلى الجانب الآخر من الهواء وأعاره لونه. وإن كان الجام ذا ألوان أراك أرض البيت أحسن من وشي صنعاء، ولم يتخذ الناس آنية لشرب الشراب أجمع لما يريدون من الشراب منه. قال الله تعالى: قيل لها ادخلي الصرح، فلما رأته حسبته لجة وكشف ساقيها قال أنه صرح ممرد من قوارير. وقال تعالى: ويطاف عليهم آنية من فضة وأكواب كانت قوارير من فضة. فاشتق للفضة اسماً من أسمائها. وقال النبي صلى الله عليه وسلم للحادي، وقد عنف في سياق ظعنه: يا أنيس ارفق بالقوارير، فاشتق للنساء اسماً من أسمائها. ويقولون: ما فلان إلا قارورة، على أنه أقطع من السيف وأحد من الموسى. وإذا وقع شعاع المصبح على جوهر الزجاج صار الزجاج والمصباح مصباحاً واحداً، ورد الضياء كل منهما على صاحبه. واعتبروا ذلك بالشعاع الذي يسقط في وجه المرآة على وجه الماء وعلى الزجاج ثم انظروا كيف يتضاعف نوره، وإن كان سقوطه على عين إنسان أعشاه وربما أعماه. قال الله تعالى: الله نور |
||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح...الآية. فللزيت في الزجاجة نور على نور، وضوء متضاعف. فلم يبق في ذلك المجلس أحد إلا تحير فيه وشق عليه ما نال من نفسه بهذه المعارضة، وأيقنوا أنه ليس دون اللسان حاجز، وأنه محراق يذهب في كل فن، يخيل مرة ويكذب مرة ويهجو مرة ويهذي مرة. وإذا صح تهذيب العقل صح تقويم اللسان. والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح...الآية. فللزيت في الزجاجة نور على نور، وضوء متضاعف. فلم يبق في ذلك المجلس أحد إلا تحير فيه وشق عليه ما نال من نفسه بهذه المعارضة، وأيقنوا أنه ليس دون اللسان حاجز، وأنه محراق يذهب في كل فن، يخيل مرة ويكذب مرة ويهجو مرة ويهذي مرة. وإذا صح تهذيب العقل صح تقويم اللسان. أنقى من ليلة القدرلأنه لا يبقى فيها أحد على الماء.أنقى من مرآة الغريبة يعنون التي تتزوج من غير قومها، فهي تجلو مرآتها أبداً لئلا يخفى عليها من وجهها شيء. قال ذو الرمة:
أنكد من تالي النجميعنون بالنجم مطلق الثريا. وتاليه الدبران. قال الأخطل:
أنتن من ريح الجوربهو من قول الشاعر:
أنتن من العذرةهي كناية عن الخرء. قال الأصمعي: أصل العذرة فناء الدار، وكانوا يطرحون ذلك بأفنيتهم، ثم كثر حتى سمي الخرء بعينه عذره.أنشط من ظبي مقمرلأنه يأخذ النشاط في القمر فيلعب.أنفر من أزبهذا مثل قولهم: كل أزب نفور. وذلك أن البعير الأزب يرى طول الشعر على عينه فيحسبه شخصاً، فهو نافر أبداً. وقال ابن الأعرابي: الأزب من الإبل شر الإبل وأنفرها نفاراً وأبطؤها سيراً وأخبها خباراً ولا يقطع الأرض.أنبش من جيألهذا اسم للضبع. وهي تنبش القبور وتستخرج جيف الموتى فتأكلها. قال الأصمعي: أنشدني أبو عمرو بن العلاء لرجل من بني عامر، يقال له مشعب:
أنوم من كلبهذا من قول رؤبة:
كالشهد بالماء الزلال العذب.أنتن من ريح الجوربهو من قول الشاعر:
أنتن من العذرة |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||
هي كناية عن الخرء. قال الأصمعي: أصل العذرة فناء الدار، وكانوا يطرحون ذلك بأفنيتهم، ثم كثر حتى سمي الخرء بعينه عذره. أنشط من ظبي مقمرلأنه يأخذ النشاط في القمر فيلعب.أنفر من أزبهذا مثل قولهم: كل أزب نفور. وذلك أن البعير الأزب يرى طول الشعر على عينه فيحسبه شخصاً، فهو نافر أبداً. وقال ابن الأعرابي: الأزب من الإبل شر الإبل وأنفرها نفاراً وأبطؤها سيراً وأخبها خباراً ولا يقطع الأرض.أنبش من جيألهذا اسم للضبع. وهي تنبش القبور وتستخرج جيف الموتى فتأكلها. قال الأصمعي: أنشدني أبو عمرو بن العلاء لرجل من بني عامر، يقال له مشعب:
أنوم من كلبهذا من قول رؤبة:
كالشهد بالماء الزلال العذبقال حمزة: هذا من قول الأعراب في نعاس الكلب. وقد خالفهم صاحب المنطق فقال: أيقظ من الكلب، وزعم أن الكلب أيقظ حيوان عيناً، فإنه أغلب ما يكون النوم عليه يفتح من عينيه بقدر ما يكفيه للحراسة، فذلك ساعة وساعة. وهو في ذلك كله أيقظ من ذئب وأسمع من فرس وأحذر من عقعق؛ قال: والأعراب إنما أرادوا بما قالوا المطل في المواعيد.أنوم من الفهدلأن الفهد أنوم الخلق وليس نومه كنوم الكلب؛ لأن الكلب نومه نعاس، والفهد نومه مصمت، وليس شيء في جسم الفهد أي في حجم الفهد إلا والفهد أثقل منه وأحطم لظهر الدابة. وقالت امرأة من العرب: زوجي إذا دخل، فهد، وإذا خرج، أشد؛ يأكل ما وجد ولا يسأل عما عهد. وأما قولهم:أنوم من غزالفلأنه إذا رضع أمه فروي امتلأ نوماً. وأما قولهم:أنوم من عبودفقد مر ذكره.أنعم من خريمهو خريم بن خليفة بن سنان بن أبي حارثة المري؛ وكان متنعماً فسمي خريماً الناعم. وسأله الحجاج عن تنعمه قال: لم ألبس خلقاً في شتاء، ولا جديداً في صيف. فقال له: فما النعمة? قال: الأمن، لأني رأيت الخائف لا ينتفع بشيء. قال: زدني. قال: الصحة، فإني رأيت السقيم لا ينتفع بعيش. فقال: زدني. قال: الغنى فإني رأيت الفقير لا ينتفع بعيش. فقال: زدني. قال: لا أجد مزيداً.أنعم من حيان أخي جابرقالوا: إنه كان رجلاً من العرب في رخاء من العيش ونعمة من البدن فقال فيه الأعمش:
أنزى من هجرسقالوا: إنه هنا الدب.وقالوا في قولهم: أنزى من ضيونهو السنور. قال الشاعر:
أنصح من شولةوكانت خادماً في دار من دور الكوفة، كانت ترسل في كل يوم تشتري بدرهم سمناً؛ فبينما هي ذاهبة إلى السوق وجدت درهماً فأضافته إلى الدرهم الذي كان معها واشترت به سمناً وردته إلى مواليها فضربوها وقالوا: أنت تأخذين كل يوم هذا المقدار من السمن فتسرقين نصفه؛ فضرب بها المثل فقيل لها: شولة الناصحة.
أنجب من يراعةمعناه، أجبن وأضعف قلباً. واليراعة، القصب. ويقال: النعمة ويراد باليراعة المزمار لأنه أجوف. قال الشعر:
أند من نعامةأي أنفر. يقال: ند البعير يند ندوداً، إذا نفر.أنم من ذكاء ومن جرس ومن جوز في جوالقأنقى من الدعة ومن الراحة ومن طست العروس أنكد من كلب أجص ومن أحمر عاد أنخى من ديك هذا من النخوة.أنور من صبح ومن وضح النهار أنضر من روضة أندى من البحر ومن القطر ومن الذباب ومن الليلة الماطرة |
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||
أنفذ من سنان ومن خارق ومن خياط ومن إبرة ومن الدرهم أنأى من الكواكب أنشط من ذئب ومن عير الفلاة هذا من قولهم: نشط من بلد إلى آخر، ومن أرض إلى أخرى، إذا ذهب. ومنه: ثور ناشط، إذا كان بهذه الصفة. أنطق من سحبان ومن قس بن ساعدةأنكح من أعمى أنزى من عصفور ومن تيس بني حمان أنهم من كلب أنفس من قرطي مارية يعنون قولهم: خذه ولو بقرطي مارية.أندس من ظربانقال بعضهم: معناه، أنتن. وقال الطبري: هذا من الندس الذي هو القطن، وذلك أن الظربان يأتي جحر الضب فيفعل ما قد مر ذكره؛ ويدخل بين الإبل فيفرقها. وهذا فطنة.المولدوننزلت سليمى بسليم نحن على صيحة الحبلى يضرب في الخطر.نك واطرح وانك ولا تبرح نعم حاجب الشهوات غض البصر نعم المشي الهدية أمام الحاجة نشأ مع نوح في السفينة نعم العون على المروءة المال نفاق المرء من ذله نزلت منه بواد غير ذي زرع نظر الشحيح إلى الغريم المفلس نظيف القدر يضرب للبخيل. نعوذ بالله من حساب يزيد نعم الثوب العافية إذا انسدل على الكفاف نطف السكارى في أرحام القيان النقلة مثلة الناس أتباع من غلب النكاح يفسد الحب الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم النقد صابون القلوب النصح بين الملأ تقريع الناس على الدين الملوك النسيئة نسيان النكاية على قدر الجناية الناس أحادي الناس بالناس الناي في كمي والريح في فمي قال زنام للمتوكل وقد أراده على الخروج معه. الناس عبيد الإحسان أنفقت مالي وحج الجمل أنجس ما يكون الكلب إذا اغتسل نعم المؤدب الدهر الباب السادس والعشرونفيما أوله واووافق شن طبقةقال الشرقي بن القطامي: كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم، يقال له "شن" فقال: والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها. فبينما هو في بعض مسير إذا وافقه رجل في الطريق فسأله شن: أين تريد? فقال: موضع كذا، يريد القرية التي يقصدها شن، فوافقه حتى أخذا في مسيرهما قال له شن: أتحملني أم أحملك? فقال له الرجل: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني? فسكت عن شن، وسارا حتى إذا قربا من القرية إذا بزرع قد استحصد، فقال شن: أترى هذا الزرع أكل أم لا? فقال له الرجل: يا جاهل ترى نبتاً مستحصداً فتقول أكل أم لا? فسكت عنه شن حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة فقال شن: أترى صاحب هذا النعش حياً أو ميتاً? فقال له الرجل: ما رأيت أجهل منك، ترى جنازة تسأل عنها أميت صاحبها أم حي? فسكت عنه شن فأراد مفارقته، فأبى الرجل أن يتركه حتى يصبر به إلى منزله؛ فمضى معه فكان للرجل بنت يقال لها طبقة، فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه، وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه، فقالت: يا أبت ما هذا بجاهل. أما قوله "أتحملني أم أحملك" فأراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا. وأما قوله "أترى هذا الزرع أكل أم لا" فأراد، هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا. وأما قوله في الجنازة فأراد، هل ترك عقباً يحيا بهم ذكره أم لا. فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة ثم قال: أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه? قال: نعم فسره. قال شن: ما هذا من كلامك، فأخبرني عن صاحبه. قال: ابنة لي. فخطبها إليه فزوجه إياها وحملها إلى أهله، فلما رأوها قالوا: رافق شن طبقة فذهبت مثلاً. يضرب للمتوافقين. وقال الأصمعي: هم قوم وكان لهم وزعاء من أدم فشتنن، فجعلوا له طبقاً فوافقه، فقيل وافق شن طبقه. وهكذا رواه أبو عبيد في كتابه وفسره. وقال ابن الكلبي: طبقة، قبيلة من إياد كانت لا تطاق فوقع بها شن بن أفصى بن عبد دعمى بن جديلة بن أسد ابن ربيعة بن نزار، فانتصف منها وأصابت منه. فصار مثلاً للمتفقين في الشدة وغيرها. قال الشاعر:
وقع القوم في سلى جمل |
|||||||
|
|
|||||||||||||
السلى: ما تلقيه الناقة إذا وضعت، وهي جليلة رقيقة يكون فيها الولد من المواشي؛ إن نزعت عن وجه الفصيل ساعة يولد عاش، وإلا قتلته. وكذلك إذا انقطع السلى في البطن، فإذا خرج السلى سلمت الناقة وسلم الولد، وإذا انقطع في بطنها هلكت وهلك الولد. يضرب في بلوغ الشدة منتهى غايتها. وذلك أن الجمل لا يكون له سلى، فأرادوا أنهم وقعوا في شر لا مثيل له. وقعوا في أم جندبقال أبو عبيد: كأنه اسم من أسماء الإساءة. يضرب لمن وقع في ظلم وشر. وروى غيره: وقعوا بأم جندب، إذا ظلموا وقتلوا غير قاتل صاحبهم. وأنشد:
وقعوا في وادي جدباتقد كثرت الرواية في هذا المثل. فبعضهم قال: جدبان، جمع جدبة. وبعضهم روى بالذال المعجمة، من قولهم: جذب الصبي إذا فطمه، وذلك يصعب عليه ويشتد وربما يكون فيه هلاكه. والصواب ما أورده الأزهري رحمه الله في التهذيب عن الأصمعي، جدبات جمع جدبة، وهي فعلة من الجدب. يقال: جدبته الحية، إذا نهشته. يضرب لمن وقع في هلكة، ولمن جار عن القصد أيضاً.وقعوا في نحوطأي سنة جدبة. قال أوس:
وقعوا في دوكة وبوخيورى بضم الدال وفتحها. وبوخ بالخاء والحاء، وهما الاختلاط. ومنه الحديث: فباتوا يدوكون، أي باتوا في اختلاط ودوران. يضرب لمن وقع في شر وخصومة.وقعوا في وادي تضلل وتخيبوكذلك تهلك. كلها على وزن تفعل بضم التاء والفاء وكسر العين غير مصروف. ومعنى كلها، الباطل. قاله الكسائي. ومنع كلها من الصرف لشبه الفعل والتعريف. ويروى، تضلل بفتح الضاد. وكذلك أخواته. والصحيح الضم. كذلك أورده الجوهري في كتابه.وقعوا في الأهيعينيقال: عام أهيع، إذا كان مخصباً كثير العشب. يضرب لمن حسنت حاله. قالوا: ومعنى التثنية الأكل والشرب. وقال الأزهري: الأكل والنكاح.وقع فلان في سي رأسه وفي سواء رأسهإذا وقع في النعمة. قال أبو عبيد: وقد يفسر "سي رأسه" عدد شعر رأسه من الخير. وقال ابن الأعرابي: أي غمرته النعمة حتى ساوت برأسه وكثرت عليه. يضرب لمن وقع في خصب. ويروى: في سن رأسه. وهو تصحيف.وقعوا في أم حبوكر وأم حبوكرى وأم حبوكرانوتحذف "أم" فيقال: وقعوا في حبوكر. وأصل الحبوكر الرمل يضل فيه. يضرب لمن وقع في داهية عظيمة.وقعت عليه رخمتهالرخمة، قريب من الرحمة. يقال: رخمة ورحمة. قال مستودع خمراً لوعاء مرخوم. يضرب لمن يحب ويؤلف.ودق العير إلى الماءيقال: ودق يدق ودقاً. أي قرب ودنا. يضرب لمن خضع بعد الإباء.وجه الحجر وجهة ما لهوجهة ما له ووجهاً ما له. ويروى وجهة ووجهة بالرفع. "وما" صلة في الوجهين. والنصب على معنى، وجه الحجر جهته. والرفع على معنى وجه الحجر فله وجهة وجهة. يعني أن للحجر وجه ما، فإن لم يقع موقعاً ملائماً فأدره إلى جهة أخرى، فإن له على كل حال وجهة ملائمة، إلا أنك تخطئها. يضرب في حسن التدبير. أي لكل أمر وجه، لكن الإنسان ربما عجز ولم يهتد إليه.واهاً ما أبردها على الفؤادواهاً، كلمة يقولها المسرور. يحكى أن معاوية لما بلغه موت الأشتر قال: واهاً ما أبردها على الفؤاد. ويروى، واهاً لها من نعية، أي صوت. وزعموا أنه لما أتاه قتل توبة بن الحمير العقيلي صعد المنبر حمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أهل الشام، إن الله تعالى قتل الحمار بن الحمير وكفى المسلمين درأه، فاحمدوا الله فإنها نعية كالشهد، بل هي أنفع لذي الغليل من الشهد. إنه كان خارجياً تخشى بوائقه. فقال همام بن قبيصة: يا أمير المسلمين، إنه كفاك عمله ولم يود حتى استكمل رزقه وأجله؛ كان والله لزاز حروب يكره القوم درأه، كما قالت ليلى الأخيلية:
|
|||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
وجد تمرة الغرابيضرب لمن وجد أفضل ما يريد. وذلك أن الغراب يطلب من التمر أجوده وأطيبه.وجدت الدابة ظلفهايضرب لمن وجد أداة وآلة لتحصيل طلبته. ويروى: وجدت الدابة طلقها، أي شوطها، أو حضرها.ولدك من دمى عقبيكالولد، لغة في الولد. حكى المفضل أن امرأة الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب، وهي امرأة من بلقين ولدت له عقيل بن الطفيل فتبنته كبشة بنت عروة بن جعفر بن كلاب، فقدم عقيل على أمه يوماً فضربته فجاءتها كبشة حتى منعتها، وقالت: ابني ابني، فقالت القينية: ولدك، ويروى ابنك، من دمى عقبيك. يعني الذي نفست به فأدمى النفاس عقبيك. أي من ولدته فهو ابنك، لا هذا. فرجعت كبشة وقد ساءها ما سمعت، ثم ولدت بعد ذلك عامر بن الطفيل.وجدت الناس أخبر تقلهويجوز، وجدت "الناس" بالرفع على وجه الحكاية للجملة، كقول ذي الرمة:
وحمى ولا حبلأي أنه لا يذكر له شيء إلا اشتهاه. يضرب للشره والحريص على الطعام، وللذي يطلب ما لا حاجة به إليه.وجه المحرض أقبحيضرب للرجل يأتيك من غيرك بما تركه من شتم. أي وجه المبلغ أقبح.أوسعتهم سبا وأودوا بالإبليقال: وسعه الشيء، أي حاط به وأوسعته الشيء إذا جعلته يسعه. والمعنى، كثرته حتى وسعه. فهو يقول كثرت سبهم فلم أدع منه شيئاً، وحديثه أن رجلاً من العرب أغير على إبله فأخذت، فلما تواروا صعد أكمة وجعل يشتمهم، فلما رجع إلى قومه سألوه عن ماله فقال: أوسعتهم سباً وأودوا بالإبل. قال الشاعر:
أودى العير إلا ضرطاًيضرب للذليل. أي لم توثق من قربه إلا هذا. ويضرب للشيخ أيضاً. ونصب "ضرطاً" على الاستثناء من غير الجنس.أوردها سعد وسعد مشتملهذا سعد بن زيد مناة أخو مالك بن زيد مناة الذي يقال له آبل بن مالك. ومالك هذا هو سبط تميم بن مرة. وكان يحمق، إلا أنه كان آبل أهل زمانه. ثم أنه تزوج وبنى بامرأته فأورد الإبل أخوه سعد ولم يحسن القيام عليها والرفق بها فقال مالك:
وقعا كعكمي عيرالعير يقع على الحمار الوحشي والأهلي، لأنهما يعيران، أي يسيران. وأراد بالوقوع الحصول. يعني أنهما حصلا في التوازن والتعادل سواء. ويجوز أن يكون بمعنى السقوط لأن العكمين في الأكثر إذا حلا سقطا معاً. والعكم، العدل. ويقال أيضاً: هما عكما عير. وكلاهما يضرب للمتساويين.واقية كواقية الكلاب |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
الواقية، مصدر كالعاقبة والكاذبة. أي وقاية كوقاية الكلاب على ولدها. وهي أشد الحيوانات وقاية لأولادها. وفي الحديث: اللهم وقاية كواقية الوليد. قالوا: عنى به صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام. وعيد الحبارى الصقروذلك أن الحبارى تقف للصقر وتحاربه ولا سلاح لها. وربما ذرقته، ولذلك قيل سلاحه سلاحه. قال الكلبي:
أوردهم حياض عطيشويروى، مياه عطيش. أي هلكوا. والسراب يسمى مياه عطيش. وأنشد:
الولد للفراش وللعاهر الحجراسم الفراش يستعار لكل واحد من الزوجين. والعاهر، الزاني. والمرأة عاهرة. والحجر كناية عن الخيبة، كما يقال: يفيه الأثلب وبفيه البرى؛ ويجوز أن يكون كناية عن الرجم. يعني أن الولد للوالد، وللعاهر أن يخيب عن النسب أو يرجم. يضرب لمن يرجع خائباً باستحقاق.أودت بهم عقاب ملاعقال أبو عبيدة: يقال ذلك في الواحد والجمع. قال ابن دريد: عقاب ملاع، سريعة. وأنشد: "عقاب ملاع لا عقاب القواعل". والمليع والملاع، المفازة التي لا نبات بها. ويجوز أن تكون منسوبة إليها لسكونها المفازة. ويجوز أن يقال: نسبت إلى السرعة لأنها أسرع الطير اختطافاً. والملع، السير السريع الخفيف. يقال: ناقة ملوع ومليع. وقال ثعلب: يقال أنت أخف من عقيب ملاع، وهي عقيب تأخذ العصافير والجرذان ولا تأخذ أكثر من ذلك. يضرب في هلاك القوم بالحوادث.وقع القوم في ورطةقال أبو عبيد: أصل الورطة الأرض التي تطمئن، لا طريق فيها. وورطه وأورطه إذا أوقعه في الورطة. يضرب في وقوع القوم في الهلكة.وجدت الناس إن قارضتهم قارضوكهذا من كلام أبي الدرداء رضي الله عنه. وتمامه وإن تركتهم لم يتركوك. المقارضة، يجوز أن تكون من القرض الذي هو الدين، جعل استعارة للأفعال المقتضية للمجازاة. أي إن أحسنت إليهم أحسنوا إليك، وإن أسأت فكذلك. ومعنى قوله: وإن تركتهم لم يتركوك، أي إن عودتهم الإحسان ثم فطمتهم لم يتركوك. يعني أنهم يلحون حتى تعود إليهم بالإحسان. ويجوز أن تكون المقارضة من القرض الذي هو القطع. أي إن نلت من أعراضهم نالوا من عرضك، وإن تركتهم فلم تنل منهم نالوا منك أيضاً لسوء دخلتهم وخبث طباعهم. وسمي النيل من العرض قطعاً، لأنه سبب القطع. والمثل في الجملة ذم لسوء معاشرة الناس ونهي عن مخالطتهم. وينشد في هذا المعنى:
وأم بشق أهله جياعالوأم، البيت الثخين من شعر أو وبر، وشق، موضع. يضرب للكثير المال لا ينتفع به.الوحدة خير من جليس السوءقال أبو عبيد: هذا من أمثالهم السائرة في القديم والحديث.أودى به الأزلم الجذعيقال، الأزلم اسم للدهر، والجذع صفة له لأنه لا يهرم أبداً، بل يتجدد شبابه. يضرب مثلاً لما ولى ويئس منه، لأن الدهر أهلكه. قال لقيط بن يعمر الإيادي:
وقع في روضة وغديريضرب لمن وقع في خصب ودعة.أوضع بنا وأملالوضيعة، الحمض بعينه. وقوله: أوضع بنا، أي أرعنا الحمض، وأمل من الإملال، وهو الرعي في الخلة. يعني خذ بنا تارة في هذا، وتارة في ذاك. يضرب في التوسط حتى لا يسأم.وريت بك زنادي وزهرت بك نارييضربان عند لقاء النجع. أي رأيت منك ما أحب.وجدان الرقين يغطي أفن الأفين |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
||||
الرقة، الورق. والأفن، الحمق. والأفين، المأفون. وهي الأحمق. والأفن بالتحريك ضعف الرأي، وقد أفن الرجل وأفنه الله يأفنه أفناً. وأصله النقص. يقال: أفن الفصيل ما في ضرع أمه، إذا شربه كله. يضرب في فضل الغنى والجدة. وشكان ذا إذابة وحقناًأي، ما أسرع ما أذيب هذا السمن وحقن. ونصب "إذابة" و "حقناً" على الحال، وإن كانا مصدرين، كما يقال: سرع هذا مذاباً ومحقوناً. ويجوز أن يحمل على التمييز، كما يقال: حسن زيد وجهاً، وتصبب عرقاً. يضرب في سرعة وقوع الأمر لمن يخبر بالشيء قبل أوانه.وقع على الشحمة الرقىويروى، الركى، وهو الشحم الذي يذوب سريعاً. يقال: الشحمة الركى على فعلى، والعامة تقول: الرقى. يضرب لمن لا يعينك في قضاء الحاجات.وقعوا في عاثور شر وعافور شرأي وقعوا في شر لا مخلص لهم منه.أوهيت وهياً فارقعهأي أفسدت أمراً فأصلحه.أودت أرض وأدوى عامرهايضرب للشيء يذهب، ويذهب من كان يصلحه.ويل للشجي من الخليذكرت قصته في حرف الصاد عند قولهم: صغراها شراها. وهذه رواية أخرى. قال المدائني ومحمد بن سلام الجمحي: أول من قال ذلك أكثم بن صيفي التميمي. وكان من حديثه أنه لما ظهر النبي عليه الصلاة والسلام بمكة ودعا الناس إلى الإسلام بعث أكثم بن صيفي ابنه حبيشاً، فأتاه بخبره، فجمع بني تميم وقال: يا بني تميم، لا تحضروني سفيهاً فإنه من يسمع يخل، إن السفيه يوهن من فوقه، ويثبت من دونه. لا خير فيمن لا عقل له. كبرت سني ودخلتني ذلة، فإذا رأيتم مني حسناً فاقبلوه، وإن رأيتم مني غير ذلك فقوموني أستقم. إن ابني شافه هذا الرجل مشافهة وأتاني بخبره، وكتابه يأمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر ويأخذ فيه بمحاسن الأخلاق ويدعو إلى توحيد الله تعالى وخلع الأوثان وترك الحلف بالنيران، وقد عرف ذوو الرأي منكم أن الفضل فيما يدعوا إليه، وإن الرأي ترك ما ينهى عنه. إن أحق الناس بمعونة محمد صلى الله عليه وسلم ومساعدته على أمره أنتم. فإن يكن الذي يدعو إليه حقاً فهو لكم دون الناس، وإن يكن باطلاً كنتم أحق الناس بالكف عنه وبالستر عليه. وقد كان أسقف نجران يحدث بصفته، وكان سفيان بن مجاشع يحدث به قبله وسمى ابنه محمداً، فكونوا في أمره أولاً ولا تكونوا آخراً. ائتوا طائعين قبل أن تؤتوا كارهين. إن الذي يدعو إليه محمد صلى الله عليه وسلم لو لم يكن ديناً كان في أخلاق الناس حسناً. أطيعوني واتبعوا أمري أسأل لكم أشياء لا تنزع منكم أبداً، وأصبحتم أعز حي في العرب وأكثرهم عدداً وأوسعهم داراً فإني أرى أمراً لا يجتنبه عزيز إلا ذل، ولا يلزمه ذليل إلا عز. إن الأول لم يدع للآخر شيئاً. وهذا أمر له ما بعده. من سبق إليه غمر المعالي واقتدى به التالي. والعزيمة حزم، والاختلاف عجز. فقال مالك بن نويرة: قد خرف شيخكم. فقال أكثم: ويل للشجي من الخلي، والهفي على أمر لم أشهده ولم يسعني.وردوا حياض غتيمأي ماتوا. قال الأزهري: الغتيم، الموت. "قلت": لعله أخذ من الغتم، وهو الأخذ بالنفس من شدة الحر. ومنه: وغتم نجم غير مستقل. وتركيب الكلمة يدل على انسداد وانغلاق، كالغتمة وهي العجمة. ومن مات انسدت مسامه وانفلقت متصرفاته. وروى ثعلب بالثاء المعجمة بثلاث. ولا أدري ما صحته.وسع رقاع قومهرقاع، اسم رجل كان شريراً. يقول: أوفرنا شراً. قال المؤرج: وربما قيلت في الخير، وهي في الشر أكثر. وإنما يقال ذلك للجاني على قومه.ورثته عن عمة رقوبالرقوب، التي لا يعيش لها ولد، فهي أرأف بابن أخيها.وقعوا في تغلسبضم التاء والغين وكسر اللام. أي وقعوا في داهية. قاله أبو زيد. "قلت": هذا اللفظ في أمثاله المقروءة على المشايخ على وزن تقتل. وكذلك قرئ على القاضي أبي سعيد. إلا أنه قال: أنا لا أحفظ إلا "تغلس" كما أثبته أنا ههنا.ولي حارها من ولي قارهاويروى، من تولى. قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعتبة بن غزوان، أو لأبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه. أي احمل ثقلك على من انتفع بك.واحبذا وطأة الميلقاله رجل راكب دابة، وقد مال على أحد جانبيه، فقيل له اعتدل، فاستطاب ركبته، فلم يزل كذلك حتى نزل وقد عقر دابته. يضرب لمن خالف نصيحة.وأهل عمرو قد أضلوه |
||||
|
|
||||||||||
قالوا: هو عمرو بن الأحوق بن جعفر بن كلاب. قاله أبوه لما قتل عمرو، فلم يرجع إليه. والمثل هكذا يضرب مع الواو في "وأهل" لما أهلكه صاحبه بيده. أودى درمهو درم بن دب بن مرة بن ذهل بن شيبان. قال أبو عمرو: وكان النعمان بن المنذر يطلب درماً وجعل فيه جعلاً لمن جاء به أو دل عليه، فأصابه قوم فأقبلوا به إليه فمات في أيديهم قبل أن يبلغوا به إليه؛ فقيل: أودى درم. يضرب لمن لم يدرك بثأره.ولغ جري كان محشوماًقال ابن الأعرابي: حشمته أي أخجلته. ويروى، ولغ جري كان محسوماً بالسين. هكذا رواه ابن كثوة. يضرب في استكثار الحريص من الشيء قدر عليه بعد أن لم يكن قادراً.وجدتني الشحمة الرقى طرفاًأي رقيقة الطرف. أي، وجدتني لا امتناع بي عليك.ولوع وليس لشيء يردأي هو حريص على ما منع، ولا يريد عليه شيء مما يريد.وقعوا في أم خنورمثال، تنور وسنور. أي في نعمة. كذا قاله أبو عمرو. وقال آخرون: أي في داهية.ويشرب جملها من الماءأصله أن رجلاً تزوج امرأة فمقتها فطلقها، ثم لبث زماناً فاستسقاه ظعن مررن به، فسقاهن، فرأى جملها وهي عليه فعرفها، فقال: ويشرب جملها من الماء. يضرب عند التهكم بالممقوت.وعده عدة الثريا بالقمروذلك أنهما يلتقيان في كل شهر مرة.أوردت ما لم تصدرأي نقطت بما لم تقدر على ردها من كلمة عوراء. أو جنيت جناية شنعاء.وابطينا بطنأصله أن رجلاً من العرب كانت له ابنة فخطبها قوم، فدفع أبوها إليهم ذراعاً مع العضد، وقال: من فصل بينهما فهي له. فعالجوا فلم يصلوا إليها حتى وقعت في يد غلام كان يعجب الجارية يسمى بطيناً، فقالت: وابطينا بطن. أي حز باطناً تصادف المفصل. أي لا تقطعه إلا من باطنه. فلما أمرته طبق المفصل فقال أبوها: وابطنك وهوانك. يعني، سترين سغب بطنك وإهانتك. يضرب في حسن الفهم والظفر.ولدت رأساً على رأسيضرب للمرأة تلد كل عام ولداً.ويل أهون من ويلينهذا المثل قولهم: بعض الشر أهون من بعض.ويل لعالم أمر من جاهلهقاله أكثم بن صيفي في كلام له. ويروى، ويل عالم أمر من جاهله.وراءك أوسع لكأي تأخر تجد مكاناً أوسع لك. ويقال في ضده. أمامك، أي تقدم.وجه عدوك يعرب عن ضميرهوهذا كقولهم: البغض تبديه لك العينان.وهل يغني من الحدثان ليتهذا قريب من قولهم:إن لواً وإن ليتاً عناءأوسع القوم ثوباًأي أكثرهم معروفاً وأطولهم يداً. كما يقال عمرو طويل الرداء، إذا كان سخياً.الوفاء من الله بمكانأي للوفاء عند الله محلة ومنزلة. وهذا كما يقال: لي من قلب فلان مكان. يضرب في مدح الوفاء بالوعد. وروي عن عبد الله بن عمر أنه كان وعد رجلاً من قريش أن يزوجه ابنته، فلما كان عند موته أرسل إليه فزوجه، وقال: كرهت أن ألقى الله بثلث النفاق.الواقية خير من الراقيةيعني الوقاية، وهي الحفظ. أي حفظ الله إياك خير لك من أن تبتلى فترقى. والراقية يجوز أن تكون بمعنى المصدر، كالواقية؛ بمعنى الوقاية؛ ويجوز أن تكون الفاعلة من الرقية. يضرب في اغتنام الصحة.أودى عتيبقال ابن الكلبي: هو عتيب بن أسلم بن مالك بن شنوأة بن قديل؛ وهو أبو حي من العرب أغار عليهم بعض الملوك فسبى الرجال، فكانوا يقولون: إذا كبر صبياننا لم يتركونا حتى يفكونا؛ فلم يزالوا عنده حتى هلكوا. فضربتهم العرب مثلاً وقال: أودى عتيب. كما قالوا أودى درم. قال عدي بن زيد:
وقعوا في أم عبيد تصايح حياتهاأي إذا وقعوا في داهية. وأم عبيد كنية الفلاة.ولود الوعد عاقر الإنجازيضرب لمن يكثر وعده ويقل نقده.وجدته لابساً أذنيهأي متغافلاً. قال الشاعر:
وصل ربيعة بضرهويقال: وصل الضرة بالهزال وسوء الحال. أي غير عيشه عليه. ووصل خيره بشره. وينشد للأعشى: "ثم وصلت ضره بربيع".وقعت في مرتعة فعيثي |
||||||||||
|
|
||||||||||||||||
المرتعة، الخصيب. يقال ظلوا في مرتعة من العيش. وعيثي، أي افسدي. يضرب للذي لا يحسن إيالة ماله إذا قدر على كثرة مال. قال الفراء: يقال: كانت لنا البارحة مرتعة، وهي الأصوات واللعب. وقال غيره: يقال للدابة إذا طردت الذباب برأسها، رتعت. قال مصاد بن زهير:
الوحشة ذهاب الأعلاميعني أن الوحشة كل الوحشة ذهاب العظماء، إما في الدين وإما في أمر الدنيا.ودع مالاً مودعهلأنه إذا استودعه غيره فقد ودعه وغرر به، ولعله لا يرجع إليه أبداً.
وقعوا في هوة تترامى بهم أرجاؤهاأي نواحيها. أنشد ابن الأعرابي:
ورياً يقطع العظام برياًوراه الله ورياً هو أن يأكل القيح جوفه. يضرب في الدعاء على الإنسان.وقعوا في صلع منكرةيضرب لمن وقع في مكروه. وكذلك:وقعوا في حرة رجيلةيقال، حرة رجلاء، ورجيلة إذا كانت كثيرة الحجارة يشتد المشي فيها.وشيعة فيها ذئاب ونقدالوشيعة مثل الحظيرة تبنى من فروع الشجر للشاء؛ والنقد صغار الغنم. يضرب لمكان فيه الظلمة والضعفة، ولا مجير ولا مغيث.أودى بلب الحازم المطروقيقال: أودى به، إذا أهلكه. والحازم، العاقل. والمطروق، الضعيف الرأي. يضرب للعاقل يخدعه جاهل.ومورد الجهل وبي المنهلالمورد والمنهل، واحد، ولعله أراد المصدر من نهل ينهل نهلاً ومنهلاً. والوبي الذي لا يستمرأ ولا يسمن عليه المال. يضرب في النهي عن استعمال الجهل.أوردت ما نام عنه الفارطيقال للذي يتقدم الواردة: فارط وفرط، لأنه يتقدم فيهيء الأرشية والدلاء. يضرب لمن نال بغيته من غير تعب.أود من عيشك شوك العرفطأود، أفعل من المفعول. وهو المودود. ومثل هذا يشذ. يعني أن يبنى أفعل من المفعول. والعرفط من العضاء؛ يريد شوك العرفط ألين وألذ من عيشك. يضرب لمن هو في تعب ونصب من العيش.أوقد في ظلفة لا تسلكالظلفة والظليف من الأرض التي لا تؤدي أثراً لصلابتها. زعم أنه لو أوقد في أرض لا يأتيه أحد طلباً للقرى لشدة بخله. يضرب للواجد البخيل.واحدة جاءت من السبع المعرالمعر، العاري من الشعر الذي يغطي الجسد. أي داهية واحدة جاءت من الدواهي السبع الظاهرة. يضرب لمن حذر فلم يحذر، ثم نكب بما خيف عليه.وحي في حجرالوحي، الكتابة. يضرب عند كتمان السر. أي سرك وحي في حجر، لأن الحجر لا يخبر أحداً بشيء. أي أنا مثله.وقع الكلب على الذئبهذا من قول عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما. وذلك أنه سئل عن رجل غصب رجلاً مالاً، ثم قدر المغصوب على مال الغاصب، أيأخذ منه مثل ما أخذ. فقال عكرمة: وقع الكلب على الذئب، ليأخذ منه مثل ما أخذ. يضرب في الانتصار من الظالم.ما على أفعل من هذا البابأولى الأمور بالنجاح المواظبة والإلحاحيضرب في الحث على المداومة، فإن فيها النجح والظفر بالمراد.أوفى من السموألهو السموأل بن حيان بن عادياء اليهودي. وكان من وفائه أن امرأ القيس لما أراد الخروج إلى قيصر استودع السموأل دروعاً وأحيحة بن الجلاح أيضاً دروعاً. فلما مات امرؤ القيس غزاه ملك من ملوك الشام، فتحرز منه السموأل، فأخذ الملك ابناً له وكان خارجاً من الحصن، فصاح الملك بالسموأل، فأشرف عليه فقال: هذا ابنك في يدي وقد علمت أن امرأ القيس بن عمي ومن عشيرتي، وأنا أحق بميراثه، فإن دفعت إلي الدروع، وإلا ذبحت ابنك. فقال: أجلني، فأجله. فجمع أهل بيته ونساءه فشاورهم، فكل أشار عليه أن يدفع الدروع ويستنقذ ابنه. فلما أصبح أشرف عليه وقال: ليس إلى دفع الدروع سبيل؛ فاصنع ما أنت صانع. فذبح الملك ابنه وهو مشرف ينظر إليه، ثم انصرف الملك بالخيبة فوافى السموأل بالدروع الموسم فدفعها إلى ورثة امرئ القيس، وقال في ذلك: |
||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أوفى من عوف بن محلمكان من وفائه أن مروان القرظ بن زنباع غزا بكر بن وائل فقفوا أثر جيشه، فأسره رجل منهم وهو لا يعرفه، فأتى به أمه فلما دخل عليها قال له أمه: إنك لتختال بأسيرك كأنك جئت بمروان القرظ، فقال لها مروان: وما ترتجين من مروان? قالت: عظم فدائه. قال: وكم ترتجين من فدائه? قالت: مائة بعير. قال مروان: ذاك لك على أن تؤديني إلى خماعة بنت عوف بن محلم. وكان السبب في ذلك أن ليث بن مالك المسمى "بالمنزوف ضرطاً" لما مات أخذت بنو عبس فرسه وسلبه، ثم مالوا إلى خبائه فأخذوا أهله وسلبوا امرأته خماعة بنت عوف بن محلم، وكان الذي أصابها عمرو بن قارب وذؤاب بن أسماء، فسألها مروان القرظ: من أنت? فقالت أنا خماعة بنت عوف بن محلم، فانتزعها عمرو وذؤاب، لأنه كان رئيس القوم وقال لها: غظي وجهك والله لا ينظر إليه عربي حتى أردك إلى أبيك. ووقع بينه وبين بني عبس شر بسببها. ويقال: أن مروان قال لعمرو وذؤاب: حكماني في جماعة. قالا: قد حكمناك يا أبا صهبان. قال: فإني اشتريتها منكما بمائة من الإبل، وضمها إلى أهله. حتى إذا دخل الشهر الحرام أحسن كسوتها وأخدمها وأكرمها وحملها إلى عكاظ، فلما انتهى بها إلى منازل بني شيبان قال لها: هل تعرفين منازل قومك ومنزل أبيك? فقالت: هذه منازل قومي، وهذه قبة أبي. قال: فانطلق إلى أبيك، فانطلقت فخبرت بصنيع مروان، فقال مروان فيما كان بينه وبين قومه في أمر خماعة وردها إلى أبيها:
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
في أبيات مع هذه، فكانت هذه يداً لمروان عند خماعة. فلهذا قال: ذاك لك على أن تؤديني إلى خماعة بنت عوف بن محلم، فقالت المرأة: من لي بمائة من الإبل? فأخذ عوداً من الأرض فقال: هذا لك بها. فمضت به إلى عوف بن محلم فبعث إليه عمرو بن هند أن يأتيه به. وكان عمرو وجد على مروان في أمر، فآلى أن لا يعفو عنه حتى يضع يده في يده، فقال عوف حين جاءه الرسول: قد أجارته ابنتي، وليس إليه سبيل. فقال عمرو ابن هند: قد آليت أن لا أعفو عنه أو ضع يده في يدي. قال عوف: يضع يده في يدك على أن تكون يدي بينهما، فأجابه عمرو بن هند إلى ذلك، فجاء عوف بمروان، فأدخله عليه فوضع يده في يده، وضع يده بين أيديهما، فعفا عنه وقال عمرو: لا حر بوادي عوف. فأرسلها مثلاً. أي، لا سيد به يناويه. وإنما سمي مروان القرظ لأنه كان يغزو اليمن، وهي منابت القرظ. أوفى من الحرث بن ظالموكان من وفائه أن عياض بن ديهث مر برعاء الحرث وهم يسقون، فسقى فقصر رشاؤه فاستعار من أرشية الحرث، فوصل رشاءه فأروى إبله، فأغار عليه بعض حشم النعمان فأطردوا إبله، فصاح عياض: يا جاراه يا جاراه، فقال له الحرث: متى كنت جارك? فقال: وصلت رشائي برشائك فسقيت إبلي، فأغير عليها وذلك الماء في بوطنها. قال: جوار ورب الكعبة، فأتى النعمان فقال: أبيت اللعن، أغار حشمك على جاري عياض بن ديهث فأخذوا إبله وماله، فاردد عليه، فقال له النعمان: أفلا تشد وأوهى من أديمك، يريد أن الحرث قتل خالد بن جعفر كلاب في جوار ابن الأسود بن المنذر، فقال الحرث: هل تعدون الحلبة إلى نفسي، ويروى هل تعدون الحلبة من الأعداء، يعني تركضون، ويروى: تعدون من التعدي، أي تتعدون، أي تتجاوزون. فأرسلها مثلاً. أي أنك لا تهلك إلا نفسي إن قتلتها. فتدبر النعمان كلمته، فرد على عياض أهله وماله. قال الفرزدق يضرب المثل لسليمان ابن عبد الملك حين وفى ليزيد بن المهلب:
أوفى من أم جميلهي من رهط أبي هريرة رضي الله عنه من دوس، وهم من أهل السراة. وكان من وفائها أن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي قتل أبا زهير الزهراني من أزد شنوءة، وكان صهر أبي سفيان بن حرب. فلما بلغ ذلك قومه بالسراة وثبوا على ضرار بن الخطاب ليقتلوه، فسعى حتى دخل بيت أم جميل وعاذ بها، فضربه رجل منهم فوقع ذباب السيف على الباب، وقامت في وجوههم فذبتهم ونادت قومها، فمنعوه لها، فلما قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ظنت أنه أخوه فأتته بالمدينة، وقد عرف عمر القصة، فقال: إني لست بأخيه إلا في الإسلام، وهو غاز وقد عرفنا منتك عليه، فأعطاها على أنه ابنة سبيل.أوفى من أبي حنبلهو أبو حنبل الطائي. ومن حديثه أن امرأ القيس نزل به ومعه أهله وماله وسلاحه ولأبي حنبل امرأتان: جدلية وتغلبية. فقالت الجدلية: رزق أتاك الله به، ولا ذمة له عليك ولا عقد ولا جوار، فأرى لك أن تأكله وتطعمه قومك. وقالت التغلبية: رجل تحرم بك واستجارك واختارك، فأرى لك أن تحفظه وتفي له. فقام أبو حنبل إلى جذعبة من الغنم فاحتلبها وشرب لبنها ثم مسح بطنه وحجل ثم قال:
أوفى من الحرث بن عباديقال إنه كان أسر عدي بن ربيعة في يوم فضة ولم يعرفه فقال له: دلني على عدي بن ربيعة، فقال له: إن أنا دللتك على عدي أتؤمنني? قال: نعم. قال: فليضمن ذلك عليك عوف بن محلم، فأمره الحرث بن عباد فضمن له عوف أن يؤمنه الحرث إذا دله على عدي فقال عدي: أنا عدي، فخلاه وقال الحرث في ذلك:لهف نفسي على عدي وقد أش-عب للموت واحتوته اليدانأوفى من خماعةهي خماعة بنت عوف بن محلم التي أجارت مروان القرظ. وقد مر ذكرها عند ذكر أبيها.أوفى من فكيهة |
|||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
هي ارمأة من بني قيس بن ثعلبة. قال حمزة: هي فكيهة بنت قتادة ابن مشنوء، خالة طرفة، لأن أم طرفة وردة بنت قتادة. وكان من وفائها أن السليك بن سلكة غزا بكر بن وائل فأبطأ ولم يجد غفلة يلتسمها، فرأى القوم أثر قدم على الماء لم يعرفوها، فكمنوا له وأمهلوه حتى ورد وشرب فامتلأ، فهاجوا فه فعدا فأثقله بطنه، فولج قبة فكيهة فاستجارها فأدخلته تحت درعها فجاؤوا في أثره فوجدوه تحت ثوبها، فانتزعوا خمارها فنادت أخوتها وولدها، فجاؤوا عشرة فمنعتهم عنه. وكان سليك يقول بعد ذلك: كأني أجد خشونة استها على ظهري حين أدخلتني تحت درعها. وفيها قال سليك:
أوفد من المجبرينقالوا: هم أولاد عبد مناف بن قصي. كانوا أكثر العرب وفادة على الملوك. وقد مرت قصتهم مستوفاة مستقصاة قبل هذا الباب في باب القاف عند قولهم: أفرش من المجبرينأوفق للشيء من شن لطبقةقد مر جميع ما ذكره حمزة ههنا في قولهم، وافق شن طبقة. قال: وخالف ابن الكلبي الشرقي بن القطامي في الرواية والتفسير، فرواه: أوفق من طبق لشن. ويروى لشنة. وزعم أن طبقاً بطن من إياد، وشن من ربيعة وهو شن بن أقصى بن عبد القيس. فأوقعت طبق بشن وقعة انتصفت بها منها، فقيل: وافق شن طبقة وأنشد:
أولم من الأشعثهو الأشعث بن قيس بن معد يكرب الكندي. وكان من حديثه أنه ارتد في جملة أهل الردة، فأتى به أبو بكر رضي الله عنه أسيراً، فأطلقه وزوجه أخته فروة بنت أبي قحافة رغبة منه في شرفه؛ فخرج من عند أبي بكر ودخل السوق فاخترط سيفه، ثم لم تلقه ذات أربع إلا عرقبها من بعير وفرس وبقر؛ ومضى فدخل داراً من دور الأنصار، فصار الناس حشداً إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقالوا: هذا الأشعث قد ارتد ثانية؛ فبعث أبو بكر رضي الله عنه إليه، فأشرف من السطح وقال: يا أهل المدينة إني غريب ببلدكم، وقد أولمت بما عرقبت، فليأكل كل إنسان ما وجد، وليغد على من كان له قبلي حق. فلم يبق دار من دور المدينة إلا دخلها من ذلك اللحم، ولا رؤي يوم أشبه بيوم الأضحى من ذلك اليوم. فضرب أهل المدينة به المثل، فقالوا: أولم من الأشعث. وقال فيه الشاعر:
أوفر فداء من الأشعثوذلك أن مذحجاً أسرته ففدى نفسه بما لم يفد به عربي قط، لا ملك ولا سوقة، بثلاثة آلاف بعير. وإنما كان فداء الملك ألف بعير. وفي ذلك يقول عمرو بن معد يكرب:
أوحى من عقوبة الفجاءة |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
أوحى، أي أسرع وأعجل. من قولهم: الوحي الوحي، أي العجل العجل. والفجاءة، رجل من بني سليم كان يقطع الطريق في زمن أبي بكر رضي الله عنه؛ فأتى به أبو بكر رضي الله عنه مع رجل من بني أسد، يقال له شجاع بن زرقاء كان ينكح في دبره نكاح المرأة، فتقدم أبو بكر في أن تؤجج لهما نار عظيمة ثم زج الفجاءة فيها مشدوداً، فكلما مسته النار سال فيها وصار فحمة؛ ثم زج شجاع فيها غير مشدود، فكلما اشتعلت النار في بدنه خرج منها واحترق بعد زمان. فقال الناس بالمدينة: أرحى من عقوبة الفجاءة. فذهبت مثلاً. أوغل من طفيلزعم أبو عبيدة أنه كان رجلاً من أهل الكوفة، يقال له طفيل ابن دلال من بني عبد الله بن غطفان، وكان يأتي الولائم من غير أن يدعى إليها؛ وكان يقال له طفيل الأعراس، وطفيل العرائس. وكان أول رجل لابس هذا العمل في الأمصار؛ فصار مثلاً ينسب إليه كل من يقتدي به، فيقال: طفيلي. فأما العرب بالبادية فإنها كانت تقول لمن يذهب إلى طعام لم يدع إليه: وارش. وتقول لمن فعل ذلك على الشراب: واغل. وأهل الأمصار يسمون من فعل ذلك على الطعام واغلاً. قال شاعرهم:
أولغ من كلبهذا من الولوغ في الإناء. وأما قولهم:أولع من قردفهذا بالعين غير معجمة من الولوع، لأنه يولع بحكاية كل ما يراه. وأما قولهم:أوضح من مرآة الغريبةفلأن المرأة إذا كانت هدياً في غير أهلها تكون مرآتها أبداً جلية تتعهد بها أمر وجهها.أوطأ من الرياءهذا مثل حكاه وفسره المبرد، وزعم أن أهل كل صناعة ومقالة أحذق بها من غيرهم. من ذلك ما يروى عن محمد بن واسع، أنه قال: الاتقاء على العمل أشد من العمل. أي يتقى عليه من أن يشوبه حب الرياء والسمعة. ومنه ما يحكى عن أبي قرة الجائع أنه قال: الحمية أشد من العلة. وذلك أنه يتعجل الأذى في ترك الشهوة لما يرجو من تعقب العافية.أوحى من صدى ومن طرف البوقأوضع من ابن قوضع أولج من ريح ومن زج أوقل من وعل ومن غفر أوثب من فهد أوقح من ذئب أوقى لدمه من عير أوفى من كيل الزيت أوجد من الماء ومن التراب أوفر من الرمانة أوسع من الدهناء ومن اللوح أوثق من الأرض وأوطأ من الأرض أوهن من بيت العنكبوت أوهى من الأعرجالمولدونوعظت لو اتعظت وقر نفسك تهب وضيعة عاجلة خير من ريح بطيء وقعاللص على اللص وجهه يرد الرزق وقع نقبه على كنيف وجه مدهون وبطن جائع واحد أمه يضرب ذلك للشي العزيز.وقعت آجرة ولبنة في الماء فقالت الآجرة: واإبتلالاه فقالت اللبنة فماذا أقول أنا وعد الكريم ألزم من دين الغريم الولد ثمرة الفؤاد الوجه الطري سفنجة الوثبة على قدر الإمكان الوثيقة في نص الحديث على أهله الباب السابع والعشرونفيما أوله هاءهدنة على دخنالهدنة في كلام العرب، اللين والسكون. ومنه قيل للمصلحة "المهادنة" لأنها ملاينة أحد الفريقين الآخر. ومنه قول الطهوي:
هل بالرمل أوشالالوشل، الماء المنحدر من الجبل. يقال: جبل واشل يقطر منه الماء؛ ولا يكون بالرمل وشل. يضرب عند قلة الخير، وللشيء لا يوثق به، وللبخيل لا يجود بشيء.هل تنتج الناقة إلا لمن لقحت له |
||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||
يقال: نتجت الناقة، على ما لم يسم فاعله، وأنتجتها أنا إذا أعنتها على ذلك. والناتج للنوق كالقابلة للإنسان. ولقحت تلقح لقحاً ولقاحاً، والناقة لاقح ولقوح. ومعنى المثل، هل يكون الولد إلا لمن يكون له الماء. يضرب في التشبيه. ويروى: لما لقحت له. أي للقاحها، أي لقبول رحمها ماء الفحل. يشير إلى صدق الشبه. و"ما" مع لقحت للمصدر. هين لين وأودت العينيقال أن المثل سار من قول "دغة". وذلك أن صواحبها حسدنها على أنساع كن لها جدد، جعلت تئط إذا ركبت فقلن لها: ويحك يا دغة إن أنساعك تئط، وإذا سمع أطيطها الرجال قالوا: هذا ضراط دغة؛ لو أنك دهنتها فهو ألين لها وأبقى فيذهب عنك هذا الذي تخافين عاره؛ قالت: فإني فاعلة. فلما نزلت حملت النساء إليها السمن في الأقداح، فلما صار السمن بيدها أخذت نسعاً من أنساعها فقطرت على بعض نواحيه من السمن فاسود ولان؛ فعند ذلك قالت دغة: هين لين وأودت العين. تعني بالعين حسن النسع. يضرب لمن هام بإصلاح شيء فأفسده، بل أهلك عينه. وقال أبو عمرو: يضرب لمن نزل به أمر، فيقال له: صبراً فقد كنت عرضة لأعظم مما نزل بك.هو العبد زلمةأي قدره قد العبد. يقال: هو العبد زلمة وزلمة وزلمة وزلمة. والنون تعاقب الزلمة في جميع الوجوه. يقال: زلمت القدح وزنمته أي سويته ونحته. يقال: قدح مزلم وزليم. فكأنه قال: هو العبد مزلوماً. أي خلقه الله على خلقة العبد، حتى أن من نظر إليه رأى آثار العبيد عليه. يضرب للئيم. ويحكى أن الحجاج قال لجبلة بن عبد الرحمن الباهلي: أخبرني عن قتيبة بن مسلم، فإني قد أردت التزويج إليه؛ فقال: أصلح الله الأمير: هو والله في صبابة الحي. قال الحجاج: إني والله ما أدري ما صبابة الحي لكي أعطي الله عهداً لئن أصبت فيه ثلباً لأقطعن منك طابقاً؛ فقال: هو والله العبد زلمة. أي لا شك في لؤمه.ماجت زبراءأصله أنه كان للأحنف بن قيس خادم سليطة، تسمى بزاء. وكانت إذا غضبت قال الأحنف: قد هاجت زبراء. فذهبت مثلاً في الناس، حتى يقال لكل إنسان إذا هاج غضبه. قد هاج زبراؤه. والأزبر الأسد الضخم الزبر، وهي موضع الكاهل. واللبوة زبراء.هجم عليه نقاباًقال الأصمعي: أي اهتدى إليه بنفسه ولم يحد عنه ونصب "نقاباً" على المصدر. أي فجأة فجأة.هو في ملا رأسهيضرب للرجل يشغل عنك بمهم يحدث له.هو قفا غادر شرأصله أن رجلاً من تميم أجار رجلاً، فأراد قومه أن يأكلوه فمنعهم فقالت الجارية لأبيها: أرني هذا الوافي، وكان دميم الوجه، فأراه إياه؛ فلما أبصرت دمامته قالت له: لم أر كاليوم قفا واف؛ فسمعها الرجل فقال: هو قفا غادر شر. "قوله": قفا غادر، في موضع النصب على الحال. أي هو شر إذا كان قفا غادر. والمعنى، لو كان هذا القفا على دمامته لغادر كان أقبح، إذ جمع بين الغدر والدمامة. وهذا كما يقال: هو راكب جمل أطول. ويجوز أن يكون "هو" ضمير الشأن والأمر. و "قفا" في موضع الرفع بالابتداء. أي الأمر والشأن قفا غادر وشر من دمامتي. يضرب لمن لا ينظر له، وفيه خصال محمودة. وقد يقال: هي قفا غادر بالتأنيث على أن تكون "هي" ضمير القصة، أو لأن القفا يذكر ويؤنث.هو ألزم لك من شعرات قصكيريد، أنه لا يفارقك، ولا تستطيع أن تلقيه عنك. يضرب لمن ينتفي من قريبه. ويضرب أيضاً لمن أنكر حقاً يلزمه من الحقوق. والقص والقصص عظام الصدر، وشعره لا يحلق. ويجوز بالقص مصدر قصصت الشعر بالمقص. يقول: لا يفارقك ما تنتفي منه، وإن قصدت إزالته؛ كما لا تفارقك هذه الشعرات وإن قصدها قصك.هو أزرق العينيضرب في الاستشهار على البغض. قال الأصمعي: هو من صفات الأعداء. وكذلك هو أسود الكبد، وهم سود الأكباد وصهب السبال. قال: معنى كله، العداوة. وليس يراد به نعوت الرجال. ولا أدري لعل أصله من النعت.هو على حندر عينهالحندر والحندورة، الحدقة. يضرب لمن يستثقل حتى لا يقدر أن ينظر إليه.همه في مثل حدقة البعيريضرب لمن هو في خصب ونعمة. وذلك أن حدقة البعير أخصب ما فيه، لأن بها يعرفون مقدار سمنها، وفيها يبقى آخر النقي. وفي السلامي قال الراجز، يذكر إبلاً:
هم في مثل حولاء الناقة |
|||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
قال اللحياني: الحولاء والحولاء من الناقة هو قائد السلى. أي يخرج قبله. ويراد به كثرة العشب، لأن ماء الحولاء أشد ماء خضرة. قال الشاعر:
هو يقرع سن نادمويروى، سن الندم. قال جرير:
أهد لجارك أشد لمضغكيعني أنك إذا أهديت لجارك أهدى إليك، فيكون إهداؤه أشد لمضغك.هو يحط في هواهأي يعتمد في منفعته. وهو مقل قولهم:هو يحطب في حبلههذا أمر ليس دونه نكبة ولا ذباحالنكبة أن ينكبك الحجر. والذباح، شق يكون في باطن أصابع الرجل. يضرب في الأمر يسهل من وجهين، لأن الطريق إذا لم يكن فيه حجارة تنكب، ولم يكن في رجل الراجل شقوق سهل عليه أن يسير.هيهات تضرب في حديد باردهيهات، معناه بعد. وفيه لغات الفتح والكسر والضم بغير تنوين وبالتنوين أيضاً. ويجوز: إيهات بالتاء وإيهان بالنون. يضرب لمن لا مطمع فيه. وأوله:
ها أنا ذا ولا أنا ذايقوله الرجل يقال له: أين أنت? فيقول: ها أنا ذا ولا أنا ذا. أي، ولا أغني عنك غناء.ألهابي شر من الكابييقال: هبا الجمرر يهبو هبوءاً، إذا خمد وصار رماداً هابياً. أي صار كالهباء في الدقة. وكبا الجمر إذا صار فحماً، وهو أن تخمد ناره. يضرب للفاسدين. يريد فساد أحدهما على الآخر.هريق صبوحهم على غبوقهميضرب للقوم ندموا على ما ظهر منهم. وقال بعضهم: أي ذهبا جميعاً، فلا صبوح ولا غبوق.هيهات طار غربانها بجرذانكيضرب للأمر الذي فات فلا مطمع في تلافيه. ومثله، متى عهدك بأسفل فيك.هولاء عيال ابن حوبيضرب لمن أصبح في جهد ومشقة. والحوب الشدة.هذا الذي كنت تخبئين?!يخاطب امرأة ظن بها جمالاً تستره، فلما رآها خاب ظنه وقال: هذا الذي كنت تكتمين?! يضرب لمن خالف ظنك فيما كنت راجياً له.هيهات من رغائك الحنينالرغاء، الضجيج. والحنين التشوق إلى ولد أو وطن. يقول: بعد الحنين من الرغاء. يعني أن بينهما فرقاً. يضرب للمختلفين في أحوالهما.هيهات تطريق مع الرجل كذبالتطريق أن تخرج يد الولد مع الرأس. فإذا خرجت الرجل قبل اليد فهو اليتن، وهو المذموم وربما يموت الولد والأم إذا ولد كذلك. يضرب لمن ركب طريقاً يفضي به إلى الحق والخير.هيهات محفى دونه ومرمضالمحفى، موضع يحفى منه لخشونته. والمرمض، موضع يرمض فيه، أي يحترق لحرارة رمله. يضرب لما لا يوصل إليه إلا بشدة وتعب، ومقاساة عناء ونصب.هو ابن شف فدع العتاباالشف، الفضل والنقصان أيضاً. وهو من الأضداد. يقال: هو صاحب نقصان في المروءة وفي المودة، وإن أظهر لك الوداد والميل فدع عتابه ولا تسكن إليه. يضرب للواهي حبل الوداد.هنيئاً مريئاً غير داء مخامرسمع الشعبي قوماً ينتقصونه فقال: هنيئاً مريئاً... البيت. قالوا: كان كثير في حلقة البصرة ينشد أشعاره فمرت به عزة مع زوجها فقال لها زوجها: أعضيه، فاستحيت من ذلك، فقال لها لتعضينه أو لأضربنك، فدنت من تلك الحلقة فأعضته، وذلك أنها قالت: كذا وكذا بفم الشاعر فعرفها كثير فقال:
الهوى الهوانأول من قال ذلك رجل من بني ضبة، يقال له أسعد بن قيس، وصف الحب فقال: هو أظهر من أن يخفى، وأخفى من أن يرى، فهو كامن كمون النار في الحجرات. إن قدحته أورى، وإن تركته توارى، وإن الهوى الهوان، ولكن غلط باسمه، وإنما يعرف ما أقول من أبكته المنازل والطلول. فذهب قوله مثلاً.هذا أحق منزل بتركيضرب لكل شيء قد استحق أن يترك، من رجل أو جوار أو غيره. وقال أبو عوسجة:
هو مكان القراد من است الجمليضرب لمن يلازم شيئاً لا يفارقه البتة. |
||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
هذا أوان شدكم فشدوامثل قولهم:هذا أوان الشد فاشتدي زيمهو لك على ظهر العصايضرب لما يوصل إليه من غير مشقة.هو على طرف التمامهو كداء البطن لا يدرى أنى يؤتىيضرب لما لا يخلص منه.هم المعى والكرشيضرب في إصلاح الأمر بين القوم. وقال:
هو حياء مارخةمارخة، امرأة كانت تتخفر فعثر عليها تنبش قبراً. يضرب في فرط الوقاحة.هادية الشاة أبعد من الأذىالهادية، الرقبة والكتف والذراع، وبعدها من الأذى تنحيها من الكرش والحوايا والإعفاج والجواعر. وفي قبائل قضاعة قبيلة يقال لها "بلى" فهم لا يأكلون الألية لقربها من الجواعر، ولأنها طبق الاست.هدمة الثعلبيعنون حجره المهدوم. يضرب للقوم يقع بينهم الشر، وقد كانوا من قبل على صلح.هو درج يدكوهي وهما وهم درج يدك. المذكر والمؤنث والواحد والجمع والاثنان سواء. ومعناه، طوع يدك. قاله الشرقي. وكذلك قال أبو عمرو. ونصب "درج" على الظرف، كما يقال: أنفذته درج كتابي. وروى المنذري "درج" بنصب الراء، كما يقال ذهب دمه درج الرياح إذا طل وهدر.هو على حبل ذراعكأي الأمر فيه إليك. يضرب في قرب المتناول. قال الأصمعي: يضرب للأخ لا يخالف أخاه في شيء بإخائه وإشفاقاً عليه. أي هو كما تريد طاعة وانقياداً لك. وحبل الذراع، عرق في اليد.هذه يدي لككلمة يقوله المنقاد الخاضع. أي، أنا بين يديك فاصنع بي ما شئت.هو عندي باليمينأي بالمنزلة الشريفة. ويقال في ضده:هو عندي بالشمالأي بالمنزلة الخسيسة. قال أبو خراش:
هم علي يد واحدةأي، مجتمعون. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: وهم يد على من سواهم.هلكوا على رجل فلانأي، على عهده. ويروى عن سعيد بن المسيب أنه قال: ما هلك على رجل أحد من الأنبياء ما هلك على رجل موسى عليه الصلاة والسلام.هذا حرف معروفأول من قال ذلك لقمان بن عاد بن ارم. وذلك أن أخته كانت تحب رجل ضعيف، وأرادت أن يكون لها ابن كأخيها لقمان في عقله ودهائه فقالت لامرأة أخيها: إن بعلي ضعيف وأنا أخاف أن أضعف منه فأعيريني فراش أخي الليلة. ففعلت فجاء لقمان وقد ثمل فبطش بأخته، فعلقت مه على لقيم. فلما كانت الليلة الثاني أتى صاحبته فقال: هذا حر معروف.وقد ذكره النمر بن تولب في شعره فقال:
هنئت ولا تنكهقال أبو عبيد: أي أصبت خيراً ولا أصابك الضر. قال الأزهري: هنئت، أي ظفرت ولا تنك بغير هاء. فإذا وقف على الكاف اجتمع ساكنان فحرك الكاف، وزيدت الهاء للسكوت عليها. ولا تنك أي لا نكيت. أي لا جعلك الله منهزماً منكياً. ويجوز ولا تنكه بفتح التاء. يقال نكيت في العدو، أي هزمته فنكي ينكى نكاء. هذا كله حكاه عن أبي الهيثم. وقال أبو عمرو: هنيت ولم تبكه. أي وجدت ميراث من لم تبكه. ويروى هنئت من الهن، وهو العطاء. أي، أعطيت ولا تنكه. أي لا تنك فيك، ثم حذف فيك وقال: ولا تنك، ثم أدخل هاء السكت.هم في أمر لا ينادى وليدهقال أبو عبيد: معناه أمر عظيم لا ينادى فيه الصغار وإنما يدعى فيه الكهول والكبار. وقال الفراء: هذه لفظة تستعملها العرب إذا أرادت الغاية في الخير والشر. وأنشد فيه الأصمعي:
ومنهن فسق لا نادى وليدهوينشد:
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
هوت أمهأي سقطت. وهذا دعاء لا يراد به الوقوع، وإنما يقال عند التعجب والمدح. قال الشاعر:
هل لك في أمك مهزولة قال إن معها إحلابةالاحلابة أن يحلب الرجل ويبعث به إلى أهله من المرعى. يريد هل لك طمع في أمك في حال فقرها. أي لا تطمع فيها فليس بشيء. قال أن معها إحلابة. يضرب في بقاء طمع الولد في إحسان الأم.هذا التصافي لا تصافي المحلبقال أبو عمرو بن العلاء: خرج رجلان من هذيل بن مدركة لغيرا على "فهم" على أرجلهما فأتيا بلاد "فهم" فأغارا فقتلا رجلاً من فهم ونذر بهما، فأخذ عليهما الطريق فأسرا جميعاً، فقيل لهما: أيكما قتل صاحبنا? فقال الشيخ: أنا قتلته وأنا الثأر المنيم. وقال الشاب: أنا قتلته دون هذا الشيخ الهم الفاني، وأنا الشاب المقتبل الشباب، وأنا لكم الثأر المنيم. فقتلوا الشيخ بصاحبهم وطمعوا في فداء الشاب. فقال رجل من فهم: هذا التصافي لا تصافي المحلب. ويروى، المشعل. وهو إناء ينبذ فيه. أي هذه المصافاة لا مصافاة المؤاكة والمشاربة. يضرب في كرم الإخاء.هذا أوان الشد فاشتدي زيمزعم الأصمعي أن "زيم" في الموضع اسم فرس. وشد واشتد، إذا عدا. يضرب للرجل يؤمر بالجد في أمره. وتمثل به الحجاج على منبره حين أزعج الناس لقتال الخوارج. وأورد أبو عبيد هذا المثل مع قولهم: ليس هذا بعشك فادرجي. يضرب للمتشبع بما ليس عنده. ولا نسبة بينهما إلا أن يقال: أراد هذا ليس وقت الجمام بل هذا وقت العدو، حتى يكون بإزاء قوله: ليس هذا بعشك فادرجي.هما كفرسي رهانيضرب للاثنين إلى غاية يستبقان فيستويان. وهذا التشبيه يقع في الابتداء لا في الانتهاء، لأن النهاية تجلي عن سبق أحدهما لا محالة. ومثله قولهم:هما كركبتي البعيرقال ابن الكلبي: إن المثل لهرم بن قطنة الفزاري تمثل به لعلقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل الجعفريين حين تنافرا إليه فقال: أنتما كركبتي البعير، يا ابني جعفر تقعان معاً. ولم ينفر أحدهما على الآخر. وذلك أنهما انتهيا إليه مساء فأمر لكل واحد منهما بقبة وأمر لهما بالإنزال وما يحتاجان إليه، فلما هدأت الرجل أتى عامراً فقال له: لماذا جئتني? قال: جئتك لتنفرني على علقمة. فقال: بئس الرأي رأيت، وساء ما سولت لك نفسك. أفضلك على علقمة ومن أمره كذا وكذا، يعدد مفاخره ومآثره وقديمه وحديثه. والله لئن رأيتك غداً معه متحاكمين إلي لأنفرته عليك، ولا يطلق القلم مني به وبك غيره. ثم تركه ومضى إلى علقمة فقال: ما جاء بك? قال جئتك لتنفرني على عامر. فقال: أين غاب عنك حلمك? أعلى عامر أفضلك وقديم عامر كذا وكذا وحسبه كذا؛ والله لئن نافرته إلي لأحكمن له، فأقدم على ما تريد أو أحجم عنه. ثم فارقه ورجع إلى بيته، فلما أصبحا قالا: نرجع ولا حاجة بنا إلى التنافر؛ ولا يدري كل واحد منهما ما عند صاحبه. فلما كانا في بعض الطريق تلقاهما الأعشى فسألهما عما خرجا له، فأخبراه بقصتهما، فقال الأعشى لعلقمة: ما لي عندك إن نفرتك على عامر. قال: مائة من الإبل. قال وتجيرني من العرب? قال: أجيرك من قومي. فقال لعامر: فإن أنا نفرتك على علقمة فما لي عندك? قال مائة من الإبل. قال: وتجيرني من أهل الأرض? قال: أجيرك من أهل السماء والأرض. قال الأعشى: تجيرني من أهل الأرض، فكيف تجيرني من أهل السماء? قال: إن مات أحد من ولدك أو أهلك وديته، وإن ماتت لك ماشية فعلي عوضها. قال: نعم. فمدح عامراً وهجا علقمة، فقال من قصيدته في هجائه:
|
||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||
هذا الذي كنت تحيينيقال: حييت حياء أي استحييت. وأصل المثل أن امرأة سترت وجهها فظهر منها هنها فقيل لها: هذا الذي كنت تستحيين منه، فقد بدا وانكشف. يضرب لمن رام إصلاح شيء فأفسده.هذا أمر لا يفي له قدريأي، أمر لا أقر به ولا أقبلهأهنى المعروف أوحاهأي أعجله. من قولهم: الوحى الوحى، أي العجل العجل.هذه خير الشاتين جزةيضرب للشيئين يفضل أحدهما على الآخر بقليل. ونصب "جزة" على التمييز.هان على الأملس ما لا قى الدبريضرب في سوء اهتمام الرجل بشأن صاحبه.هذا أمر لا تبرك عليه الإبليضرب للأمر العظيم الذي لا يصبر عليه.هو أذل من حمار مقيدقال المتلمس:
هل أوفيت قال نعم وتقليتالإيفاء، الإشراف. والتقلي، تجاوز الحد. يضرب لمن بلغ النهاية وزاد على ما رسم له.هما يتماشنان جلد الظربانيضرب للرجلين يقع بينهما الشر فيتفاحشان.هو بين حاذف وقاذفالحاذق بالعصى، والقاذف بالحصا. قالوا: المعنى في الأرنب، لأنها تحذف بالعصا وتقذف بالحجر. يضرب لمن هو بين شرين. قال اللحياني: يقال: قال الوبر للأرنب: آذان آذان، عجز وكتفان، وسائرك أكلتان. فقال الأرنب: وبر وبر، عجز وصدر، وسائرك حقر نقر.هم في خير لا يطير غرابهأصله أن الغراب إذا وقع في موضع لم يحتج أن يتحول إلى غيره. قيل: هذا يضرب في كثرة الخصب والخير، عن أبي عبيدة. وقد يضرب في الشدة أيضاً، عن أبي عبيدة. وقال: ومنه قول الذبياني:
هو واقع الغرابكما يقال: ساكن الريح. أي هو وقور ودوع. قال الشاعر:
هو غراب ابن دأيةيكنى به عن الكاذب في نسبههو إحدى الأثافييضرب للذي يعين عليك عدوك.هو ابنة الجبلومعناه، الصدى يجيب المتكلم. يضرب لمن يكون مع كل أحد.ههات هيهات الجناب الأخضرقال الشرقي: هذا من أمثالهم القديمة. وأصل ذلك أنه لما ثقل ضبة ابن أد اغتم، فقال له ولده: لو قد انتهينا إلى الجناب الأخضر، لقد انحل عنك ما تجد. فقال: هيهات هيهات الجناب الأخضر. أي لا أدركه. فكان كذلك. يضرب لما لا يمكن تلافيه.هل عاد من كرم بعدي لذكوانقيل أنه كان رجلاً شحيحاً. يضرب للرجل يعد من نفسه ما لم يعهد منه. فيقال له: هل غيرك بعدي مغير. أي أنت على ما عهدتك. ومثله:هل صاغك بعدي صائغيوضع في الخير والشر. قاله أبو عمرو.هكذا فصديقيل: أن أول من تكلم به كعب بن مامة. وذلك أنه كان أسيراً في عنزة فأمرته أم منزلة أن يفصد لها ناقة فنحرها، فلامته على نحره إياها، فقال: هكذا فصدي. يريد أنه لا يصنع إلا ما تصنع الكرام.هو أعلى الناس ذا فوقأي، أعلى الناس سهماً. ويقولون: هو أعلى القوم كعباً. وقال سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه لأهل الكوفة: إن المسلمين قد بايعوا عثمان ابن عفان رضي الله عنه، ولم يألوا أن يبايعوا أعلاهم ذا فوق. أي أفضلهم.هو أصبر على السواقي من ثالث الأثافييضرب لمن تعود هلاك ماله.هو إمعة |
|||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||
وكذلك امرأة.وهما الرجل الضعيف الرأي الذي يقول لكل: أنا معك. وفي الحديث، إذا وقع الناس في الشر فلا تكن إمعة. قالوا: هو أن يقول: إن هلك الناس هلكت، لا أثور في الشر. يقال رجل إمع وإمعة. قال ابن السراج: هو فعل لأنه لا يكون "أفعل" صفة. قال: وقول من قال "امرأة إمعة" غلط، لا يقال للنساء ذلك. وقد حكي عن أبي عبيد. ويروى عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بيتان في هذا المعنى وهما:
هنيئاً لسحام ما أكلسحام، اسم كلب. قال لبيد:
هيهات منك قعيقعانهذا الجبل بمكة. والأهواز أيضاً جبل يقال له قعيعقان. "قلت" ولا أدري أيهما المعني في المثل. يضرب في اليأس من نيل ما تريد.هذراً هذريانأي أكثر من كلامك وتخليطك يا هذريان؛ وهو المهذار.هو الضلال بن بهللوثهلل وفهلل. وكلها من أسماء الباطل لا تصرف. ومعناه باطل بن باطل. وروى اللحياني بالتاء المعجمة من فوقها بنقطتين. أي كما أن هذه الألفاظ لا تقوم بإفادة، كذلك هو. "قلت": والسبب في ترك صرف هذه الأسماء أنها أعجمية في الأصل، فاجتمع فيها التعريف والعجمة. ولو كان لها مدخل في العربية لكان وجهها الصرف، كما لو سمي رجل بدحرج لصرف لأنه زنة لا تختص بالفعل.هو قريب المنزعةأي قريب الهمة، وقريب غور الرأي. ومنه قولهم: لتعلمن أينا أضعف منزعة. ومنزعة الرجل رأيه.هذه من مقدمات أفاعيكأي من أوائل شرك.هو الفحل لا يقدح أنفهالقدح، الكف. يضرب للشريف لا يرد عن مصاهره ومواصلة.هو يلطم عين مهرانيضرب للرجل يكذب في حديثه. وينشد لمحلم:
هو ينسى ما يقولقال ثعلب: إنما تقول هذا إذا أردت أن تنسب أخاك إلى الكذب.هو يخصف حذاءهأي يزيد في حديثه الصدق ما ليس منه.أهلكت من عشر ثمانياً وجئت بسائرها حبحبةأي مهازيل ضعيفة. قال ابن الأعرابي: ومن الحبحبة نار أبي حباحب لضعفها. وقال غيره: الحبحبة، السوق الشديد. ونصبه على المصدر، ويجوز على الحال.هو يدب مع القراديضرب للرجل الشرير الخبيث. أنشد ابن الأعرابي:
هناك وههناك عن جمال وعوعةالعرب إذا أرادت البعد قالت: هناك وههناك. وإذا أرادت القرب قالت: هنا وهاهنا. كأنه يأمره بالبعد عن جمال. وعوعة هي مكان. ويقال: أراد إذا سلمت لم أكترث لغيرك. قالوا: وهذا كما تقول: كل شيء، ولا وجع الرأس. وكل شيء ولا سيف فراشة. وقال أبو زيد: وعوعة، رجل من بني قيس بن حنظلة. قال: وهذا نحو قول الرجل: كل شيء ما خلا الله جلل.هو أهون على من طلبهيقال: هي الربذة والثملة، وهما الخرقة التي يهنأ بها البعير. وقال:
هو اسك الأمةويقال: اسم الإماء. يضرب للحقير المنتن الذليل. والاسك، جانب الفرج.هم كنعم الصدقةيضرب لقوم مختلفين، وهذا كقولهم:هم كبيت الأدميعني أن فيهم الشريف والوضيع.هم كالحلقة المفرغةوهي التي لا يدري أين طرفها. يضرب للقوم يجتمعون ولا يختلفون.أهد لجارك الأدنى لا يقلك الأقصىويروى، ولا يقلك. أي أنك إذا أهديت للأدنى يعذرك الأقصى لبعده عنك. ومن روى "ولا يقلك" أي لا تفعل ما يؤذي الأقصى، فكأنه يأمره بالإحسان إليهما.هو قاتل الشتواتيضرب للذي يطعم فيها ويدفأ. ويروى: قاتل السنوات، أي، الجدوب، بأن يحسن إلى الناس فيها.هو عليه ضلع جائرة |
||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||
ويروى، هم. يضرب للرجل يميل عليه صاحبه. هذا جناي وخياره فيهالجنى، المجني. ويروى: هذا جناي وهجانه فيه. والهجان، البيض؛ وهو أحسن البياض وأعتقه. يقال: ناقة هجان، وجمل هجان. وأول من تكلم بهذا المثل عمرو بن عدي ابن أخت جذيمة. وذلك أن جذيمة خرج مبتدئاً بأهله وولده في سنة مكلئة، وضربت أبنية في زهر وروضة، فأقبل ولده يجتنون الكمأة، فإذا أصاب بعضهم كمأة جيدة أكلها؛ وإذا أصابها عمرو خبأها في حجزته. فأقبلوا يتعادون إلى جذيمة وعمرو يقول وهو صغير: هذا جناي وخياره فيه، إذ كل جان يده إلى فيه؛ فضمه جذيمة إليه والتزمه وسر بقوله وفعله، وأمر أن يصاغ له طوق؛ فكان أول عربي طوق. وكان يقال له "عمرو ذو الطوق". وهو الذي قيل فيه المثل المشهور: كبر عمرو عن الطوق. وقد مر ذكره قبل. وتقدير المثل: هذا ما اجتنيته ولم آخذ لنفسي خير ما فيه، إذ كل جان يده مائلة إلى فيه يأكله.هذا عبد عينيضرب للعبد يعمل ما دام مولاه يراه، إذا غاب عنه لا يهتم بأمره. وكذلك يقال: فلان أخو عين، وصديق عين؛ إذا كان يرائي فيرضيك ظاهره.هذا ولما ترى تهامةيضرب لمن جزع من الأمر قبل وقت الجزع. قاله رجل وهو ينجد بناقته وهو يريد تهامة فحسرت ناقته وضجرت.هو أشد حمرة من المصعةوهو ثمر العوسج أحمر ناصع الحمرة.هو على طرف الشماموهو نبت ضعيف سهل التناول يسد به خصائص البيوت. وقالوا: إنه ينبت على قدر قامة المرء. يضرب في تسهيل الحاجة وقرب النجاح.هو حواءةقال أبو زيد: الحواءة من الأحرار، ولها زهرة بيضاء وكأن ورقها ورق الهندباء يتسطح على الأرض. يضرب مثلاً للرجل الذي لا يبرح مكانه.هذا الجنى لا أن يكد المغفروروى أبو عمرو: لا أن تكد المغفر. قال: لأنه لا يجتمع منه في سنة إلا القليل. قال أبو زياد: المغافير تكون في الرمث والعش والثمام. والمغفر والمغفور والمغثور لغات. يضرب في تفضيل الشيء على جنسه، ولمن يصيب الخير الكثير.هو يرقم في الماءيضرب للحاذق في صنعته. أي من حذقه يرقم حيث لا يثبت فيه الرقم. قال الشاعر:
هذا برض من عدالبرض والبراض، القليل. والعد، الماء الدائم لا انقطع له. يضرب لمن يعطي قليلاً من كثير.هو يحطب في حبلهوكذلك واري الزند. يضرب لمن يطلب منه الخير فيوجد.وفي ضده يقال: هو كابي الزناد وصلود الزنادإذا كان نكداً قليل الخير. يقال: كبا الزند يكبو، وأكبوته أنا. وفي الحديث أن أم سلمة قالت لعثمان رضي الله عنهما، وهي تعظه: يا بني ما لي أرى رعيتك عنك نافرين، وعن جناحك ناقرين، لا تعف طريقاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لحبها، ولا تقتدح بزند كان عليه السلام أكباه، وتوخ حيث توخى صاحباك، فإنهما ثكما الأمر ثكماً ولم يظلما. هذا حق أمومتي قضيته إليك، وإن عليك حق الطاعة. فقال عثمان رضي الله عنه: أما بعد، فقد قلت فوعيت، وأوصيت فقبلت، ولي عليك حق النصتة. إن هؤلاء النفر رعاع ثغر طأطأت له طأطأة الدلاء، وتلددت لهم تلدد المضطرب، فأرانيهم الحق إخواناً وأراهموني الباطل شيطاناً. أجررت المرسون رسنه، وأبلغت الراتع مسقاته، فتفرقوا علي فرقاً ثلاثا، فصامت صمته أنفذ من صول غيره؛ وساع أعطاني شاهده ومنعني غائبه؛ فأنا منهم بين ألسن لداد وقلوب شداد وسيوف حداد؛ عذرني الله منهم أن لا ينهى عالم منهم جاهلاً ولا يردع أو ينذر حليم سفيهاً، والله حسبي وحسبهم يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون.هرق على جمرك ماءيضرب للغضبان. أي أصبب ماء على نار غضبك. قال رؤبة:
هو أوثق سهم في كنانتي |
|||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
يضرب لمن تعتمده فيما ينوبك. قاله مالك بن مسمع لعبيد الله بن زياد ابن طبيان التيمي من بني تيم الله بن ثعلبة؛ وكانت ربيعة البصرة اجتمعت عند مالك ولم يعلم عبيد الله: فلما علم أتاه فقال: يا أعور اجتمعت ربيعة ولم تعلمني. فقال له مالك: يا أبا مطر، والله إنك لأوثق سهم في كنانتي عندي؛ فقال عبيد الله: وأيضاً فإني لسهم في كنانتك، أما والله لئن قمت فيها لأطولنا، ولئن قعدت فيها لأخرقنها؛ فقال مالك، وأعجبه: أكثر الله في العشيرة مثلك. فقال: لقد سألت ربك شططاً. فقال مقاتل ابن مسمع: ما أخطلك! فقال له: اسكت ليس مثلك يرادني، فقال مقاتل: يا ابن اللكعاء، لعن الله عشاً درجت منه، وبيضة تقوبت عن رأسك. قال: يا ابن اللقيطة، إنما قتلنا أباك بكلب لنا يوم جؤاثى؛ وكان عمرو ابن الأسود التيمي قتل مسمعاً يوم جؤاثى مرتداً عن الإسلام. وعبيد الله هذا أحد فتاك العرب وهو قاتل مصعب بن الزبير. هما في بردة أخماسالخمس، ضرب من برود اليمن. قال أبو عمرو: وأول من عمله ملك اليمن يقال له خمس. قال الأعشى يصف الأرض:يوماً تراها كشبه أردية الخم-س ويوماً أديمها نفلاوقال بعضهم: بردة أخماس، بردة تكون خمسة أشبار. يضرب للرجلين تحابا وتقاربا وفعلا فعلاً واحداً ويشبه أحدهما الآخر حتى كأنهما في ثوب واحد.هو الشعار دون الدثارالشعار من الثياب ما يلي الجسد. والدثار ما يلبس فوقه. يضرب للمختص بك العالم بدخلة أمرك.هو مؤدم مبشرأصل هذا في الأديم إذا صنع منه شيء، فجعلت أدمته هي الظاهرة. يطلب بذلك لينه يقال: آدم يؤدم إيداماً، فهو مؤدم؛ وإن جعلت بشرته هي الظاهرة قيل: أبشر يبشر. يضرب للكامل في كل شيء. أي قد جمع بين الأدمة وخشونة البشرة.هذا حظ جد من المبناةجد، اسم رجل من عاد كان لبيباً حازماً، دخل على رجل من عاد ضيفاً وهو مسافر، فبات عنده ووجد في بيته أضيافاً قالة قد أكثروا من الطعام والشراب قبله، وإنما طرقهم جد طروقاً فبات عندهم وهو يريد الدلجة عندهم، ففرش لهم رب المنزل مبناة له. والمبناة النطع، فناموا عليها جميعاً، فسلح بعض القوم الذين كانوا يشربون، فخاف جد أن يدلج فيظن رب المنزل أنه هو الذي سلح، فقطع حظه الذي نام عليه من النطع، ثم دعا رب المنزل وقد طواه فقال: هذا حظ جد من المبناة. فأرسلها مثلاً. يضرب في براءة الساحة. وقد ذكرته العرب في أشعارها. قال مالك بن نوير:
هرق لها في قرقر ذنوباًالقرقر، حوض الركية. يضرب للرجل يستضعف ويغلب فيأتيه من يعينه وينجيه مما هو فيه.هو يشوب ويروبالشوب، الخلط. والرأب، الإصلاح. وأصله يرؤب، ولكن قالوا: يروب، لمكان "يشوب". يضرب للذي يخطئ ويصيب. قال أبو سعيد الضرير: يشوب، يدفع من قولهم: فلان يشوب على أصحابه. أي يدافع. ويروب، من قولهم: راب يروب، إذا اختلط رأيه. ورجل رائب وروبان وقوم روبى. يضرب للرجل يروب أحياناً فلا يتحرك وأحياناً ينبعث فيقاتل ويدافع عن نفسه وغيره. ويروى، هو يشوب ولا يروب. قاله الأصمعي. ومعناه تخلط الماء باللبن. أي يخلط الصدق بالكذب، ولا يروب لأنه إذا خالط اللبن الماء لم يرب اللبن.هو السمن لا يخميقال، خم اللحم يخم خموماً، إذا أنتن شواء كان أو طبيخاً. وهذا المثل يضرب للرجل يثنى عليه بالخير. أي أنه حسن السجية، لا غائلة عنده ولا يتلون ولا يتغير عما طبع عليه. قالت ابنة الخس، ووصفت رجلاً، لا أريده أخاً فلان ولا ابن عم فلان، ولا الظريف ولا المتظرف ولا السمن لا يخم، ولكن أريده حلواً مراً. كما قال:
هي الخمر تكنى الطلاءيضرب للأمر ظاهره حسن وباطنه على خلاف ذلك.هذه بتلك والبادي أظلم |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قالوا: إن أول من قال ذلك الفرزدق. وذلك أنه كان ذات يوم جالساً في نادي قومه ينشدهم إذ مر به جرير بن الخطفي على راحلة، وهو لا يعرفه، فقال الفرزدق: من ذلك الرجل? فقالوا: جرير بن الخطفي. فقال الفتى: ائت أبا حزرة فقل له إن الفرزدق يقول:
الهيبة من الخيبةويروى: الهيبة خيبة. يعني إذا هبت شيئاً رجعت منه بالخيبة. وقال:
هذه بتلك فهل جزيتكرأى عمرو بن الأحوص يزيد بن المنذر، وهما من بني نهشل يداعب امرأته فطلقها عمرو ولم يتنكر ليزيد. وكان يزيد يستحي منه مدة. ثم أنهما خرجا في غزاة فاعتور قوم عمراً فطعنوه وأخذوا فرسه فحمل عليهم يزيد واستنقذه ورد عليه فرسه؛ فلما ركب ونجا قال يزيد: هذه بتلك فهل جزيتك?همك ما همكويقال: همك ما أهمك. يضرب لمن لا يهتم بشأن صاحبه، إنما اهتمامه بغير ذلك. هذا عن أبي عبيد. يقال: أهمني الأمر، إذا أقلقك وحزنك. ويقال: عمك أهمك. أي آذاك ما أقلقك. وروي، همك بالرفع، فمعناه شأنك الذي يجب أن تهتم به هو الذي أقلقك وأوقعك في الهم. أي الحزن. والمهموم المحزون.هلم جراقال المفضل: أي تعالوا على هيئتكم كما يسهل عليكم. وأصل ذلك من الجر في السوق. وهو أن تترك الإبل والغنم وترعى في سيرها. قال الراجز:
فاليوم لا آلو الركاب شراوأول من قال ذلك المستطعم عمرو بن حمران الجعدي زبداً وتامكاً، حتى قال له عمرو: كلاهما وتمراً. وقد مر ذكره في حرف الكاف. واسم ذلك الرجل عائذ، وكان له أخ يسمى جندلة: وهما ابنا يزيد اليشكري، ولما رجع عائذ قال له أخوه جندلة:
الهوى من انوىيعني أن البعد يورث الحب. ومنه يتولد، فإن الإنسان إذا كان يرى كل يوم استحقر ومل. ولذلك قيل: اغترب تتجدد. ومنه "رب ثاو يمل منه الثراء".الهيدان والريدانيقال للجبان: هيدان. من هدته وهيدته إذا زجرته، فكأن الجبان زجر عن حضور الحرب. والريدان، من ريد الجبل، وهو الحرف الناتئ منه. شبه به الشجاع. يضرب للمقبل والمدبر، والجبان والشجاع. وقال أبو عمرو: فلان يعطي الهيدان والريدان. أي من يعرف ومن لا يعرف.هو حمير الحاجاتأي ممن يستخدم. يضرب للحقير الذليل هيج على غي وذر يضرب للمتسرع إلى الشر. أي هيج بينهم حتى إذا التحمت الحرب كف عن المعونة.هلا بصدر عينك تنظريضرب للناظر إلى الناس شزراً. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
هل من مغربة خيرويروى: هل من جابية خير. أي هل من خبر غريب أو خبر يجوب البلاد.هل يخفى على الناس القمريضرب للأمر المشهور. قال ذو الرمة:
هل ينهض البازي بغير جناحيضرب في الحث على التعاون والوفاق.هون عليك ولا تولع بإشفاقأي لا تكثر الحزن على ما فاتك من الدنيا، فإنك تاركه ومخالفه على الورثة. وتمام البيت قوله: فإنما مالنا للوارث الباقي.هم السه السفلىالسه، أصله سته فحذف التاء حذفاً شاذاً فبقي سه، وهي تؤنث. فذلك قيل السفلى يضرب للقوم لا خير فيهم ولا غناء عندهم. قال الشاعر:
هل يجهل فلاناً إلا من يجهل القمرهذا مثل قول ذي الرمة. وقد بهرت فما تخفى على أحد...البيت.الهم ما دعوته أجابيضرب في اغتنام السرور. أي كلما دعوت الحزن أجابك. أي الحزن في اليد فانتهز فرصة الأنس.هنيئاً لك النافجةكانت العرب في الجاهلية تقول إذا ولد لأحدهم بنت: هنيئاً لك النافجة. أي المعظمة لمالك، لأنك تأخذ مهرها فتضمه إلى مالك فينتفج.هامة اليوم أو غدأي، هو ميت اليوم أو غد. وقائله شتير بن خالد بن نقيل لضرار بن عمرو الضبي وقد أسره فقال: اختر خلة من ثلاث. قال: أعرضهن علي. قال: ترد علي ابن الحصين، وهو ابن ضرار قتله عتبة بن شتير، قال: قد علمت أبا قبيصة أني لا أحيي الموتى. قال: فتدفع إلي ابنك أقتله. قال: لا ترضى بنو عامر أن يدفعوا إلى فارساً مقتبلاً بشيخ أعور هامة اليوم أو غد. قال: فأقتلك: قال: أما هذه فنعم. قال: فأمر ضرار ابنه أن يقتله، فنادي بشتير يا آل عامر صبراً وبضبي. أي أقتل صبراً ثم بسبب ضبي. وقد مر هذا في باب الضاد.هبلته أمهأي ثكلته. هذا يتكلم به عند الدعاء على الإنسان. والهبل مثل الثكل.إهتبل هبلكأي اشتغل بشأنك ودعني. يضرب لمن يشاجر خصمه. قال أبو زيد: لا يقال إلا عند الغضب.هو على خل خيدبهالخيدب، الطريق الواضح. والخل، الطريق في الرمل. يضرب لمن ركب أمراً فلزمه ولا ينتهي عنه.هل نرى البرق بفي شانئكالبرق، جبل. قالوا: وهو مثل قولك: حجر في شانئك.هلكوا فصاروا حثاً بثاًالحث، الذي قد يبس. والبث الذي قد ذهب.هو كزيادة الظليموهي التي تنبت في منسمه مثل الإصبع. يضرب لمن يضر ولا ينفع.هو أبوه على ظهر الإناءوذلك أن شبه الرجل بالرجل. يراد أن الشبه بينهما لا يخفى، كما لا يخفى ما على ظهر الإناء. ويروى هو أبوه على ظهر الثمة، إذا كان يشبهه. وبعضهم يقول: الثمة بفتح الثاء، وهما الثمام إذا نزع فجعل تحت الأسقية. هذا قول أبي الهيثم. وقال غيره: ثممت السقاء، إذا جعلته تحت الثمة.ما على أفعل من هذا البابأهون مرزئة لسان ممخأمخ العظم، إذا صار فيه المخ. والمرزئة النقصان. ومعنى المثل، أهون معونة على الإنسان أن يعين بلسانه دون المال. أي بكلام حسن.أهون هالك عجوز في هام سنةيضرب للشيء يستخف به وبهلاكه. قال الشاعر:
أهون مظلوم عجوز معقومةيضرب لمن لا يعتد به لضعفه وعجزه. يقال: أعقم الله رحمها فعقمت، على ما لم يسم فاعله إذا لم تقبل الولد. قال الأزهري: عقمت تعقم عقماً، وعقمت عقماً، وعقمت عقماً ثلاث لغات. تقول من إحداها: امرأة معقومة، ومن الباقي: امرأة عقيم.أهون من عفطة عنز بالحرةيقال: عفطت العنز تعفط عفطاً، إذا حبقت.أهون مظلوم سقاء مروبالمروب، ما لم يمخض وفيه خميرة. والرائب، المخيض الذي أخذ زبده. وظلم السقاء أن يشرب قبل إدراكه. قال الشاعر:
أهون السقي التشريع |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
أهون ههنا، من الهون والهوينا بمعنى السهولة. والتشريع أن تورد الإبل ماء لا يحتاج إلى متحه بل تشرع فيه الإبل شروعاً. يضرب لمن يأخذ الأمر بالهوينا ولا يستقصي. يقال: فقد رجل فاتهم أهله أصحابه فرفع إلى شريح، فسألهم البينة على قتله فارتفعوا إلى علي رضي الله عنه وأخبروه بقول شريح فقال علي:
أهون من قعيس على عمتهقال بعضهم: إنه كان رجلاً من أهل الكوفة دخل دار عمته فأصابهم مطر وقر، وكان بيتها ضيقاً فأدخلت كلبها البيت وأبرزت قعيساً إلى المطر، فمات من البرد. وقال الشرقي بن القطامي: أنه قعيس بن مقاعس بن عمرو بن تميم، مات أبوه فحملته عمته إلى صاحب بر فرهنته على صاع من بر، فغلق رهناً لأنها لم تفكه فاستعبده الحناط فخرج عبداً.أهون من نغلةالنغل، ما يقع في جلود الماشية. والعرب تقول: قالت النغلة لا أكون وحدي. وذلك أن الضائنة ينتف صوفها وهي حية، فإذا دبغوا جلدها من بعد لم يصلحه الدباغ فينغل ما حواليه. ومعنى هذا المثل أن الرجل إذا ظهرت فيه خصلة سوء لا تكون وحدها بل تقترن بها خصال أخر من الشر.أهون من دحندحقال حمزة: إن العرب تقول ذلك، فإذا سئلوا ما هو، قالوا: لا شيء. قال: وقال بعض أهل اللغة في دحندح أنه لعبة من لعب صبيان الأعرابي يجتمع لها الصبيان فيقولونها، فمن أخطأها قام على رجله وحجل على إحدى رجليه سبع مرات.أهون من ضرطة العنزهذا من قول الشاعر:
أهون من ثملة ومن طلياء ومن ربدةهذه كلها أسماء خرقة يطلى بها الإبل الجربى.أهون من معبأةهي خرقة الحائض التي تعبي بها. والاعتباء الاحتشاء.أهون من لقعة ببعرةاللقعة، الحذفة والرمية. زعموا أن هشام بن عبد الملك ورد المدينة حاجاً، فدخل إليه سالم بن عبد الله بن عمر فقال له: كم تعد يا سالم? فقال: ثلاثاً وستين. قال تالله ما رأيت في ذوي أسنانك أحسن كدنة منك، فما غذاؤك? قال: الخبز والزيت. قال: أفلا تأجمه? قال: إذا أجمته تركته حتى أشتهيه. فانصرف سالم إلى بيته وحم فجعل يقول: لقعني الأحول بعينه حتى مات واجتاز هشام بجنازته راجلاً فصلى عليها.أهون من تبالة على الحجاجيعني الحجاج بن يوسف. وتبالة، بلدة صغيرة من بلدان اليمن. وهذا مثل من أمثال أهل الطائف. زعم أبو اليقظان أن أول عمل وليه الحجاج عمل تبالة؛ فسار إليها فلما قرب منها قال للدليل: أين هي? قال: سترتها عنك هذه الأكمة. فقال: أهون علي بعمل بلدة تسترها عني أكمة، ورجع من مكانه. فقالت العرب: أهون من تبالة على الحجاج.أهون من النباح على السحابوذلك أن الكلب بالبادية إذا ألحت عليه السحاب بالأمطار لقي جهداً، لأن مبيته أبداً تحت السماء. وكلاب البادية متى أبصرت غيماً نبحته، لأنها قد عرفت ما تلقى من مثله. ولذلك يقال في مثل آخر: لا يضر السحاب نباح الكلاب، ولا الصخرة تفليل الزجاج. وقال بعض بلغاء أهل الزمان: وما عسى أن يكون قرص النملة، ولسع النحلة، ووقوع البقة على النخلة، ونباح الكلاب على السحاب، وما الذباب وما مرقته. ولذلك قال شاعرهم:
أهلك من ترهات البسابسفذكر أبو عبيد أنه مثل من أمثال بني تميم. وذلك أن لغتهم أن يقولوا: هلكت الشيء بمعنى أهلكته. يدل على قول العجاج، وهو تميمي: "ومهمه هالك من تعرجا" أي، مهلك من تعرج. وذكر الأصمعي أن الترهات الطرق الصغار المتشعبة من الطريق الأعظم. والبسابس جمع بسبس، وهو الصحراء الواسعة التي لا شيء فيها، فيقال لها: بسبس وسبسب بمعنى واحد. هذا أصل الكلمة. ثم يقال لمن جاء بكلام محال: أخذ في ترهات البسابس، وجاء بالترهات. ومعنى المثل أنه أخذ في غير القصد، وسلك في الطريق الذي لا ينتفع به. كقولهم: ركب فلان بنيات الطريق، وأخذ يتعلل بالأباطيل. |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||
أهدى من دعيميص الرملقالوا: أنه كان رجلاً دليلاً خريتاً غلب عليه هذا الاسم. ويقال: هو دعيميص هذا الأمر، أي العالم به. قال الشاعر:
أهنى من كنز النطفقد مر ذكر النطف قبل هذا عند قولهم: لو كان عنده كنز النطف ما عدا.أهون من تبنة على لبنةأهون من ذباب ومن ضواء ومن حندج ومن الشعر الساقط ومن قرادة الجلم ومن حثالة القرظ ومن ضرطة الجمل ومن ذنب الحمار على البيطار ومن ترهات البسابس أهول من السيل ومن الحريق أهرم من لبد ومن قشعم أهدى من اليد إلى الفم ومن النجم ومن قطاة ومن حمامة ومن جملالمولدونهلا التقدم والقلوب صحاح هد الأركان فقد الإخوان هان من لاحى هان على النظارة ما يمر بظهر المجلود هذه الطاقة من هذه الباقة هذا الميت لا يساوي البكاء ههنا تسكب العبرات هو أضرط الناس في دار فارغة هبت ريحه إذا قامت دولته.هو إحدى الآيات للمنتصح هو كل من زق رقعة ومن كل قدر مغرفة ومن كل كتاب صبي هذا حتى تعلم أن الميت يضرط هو لي كالطبيب لا كالمغني هو من أهل الجنة يعنون الأبله. هو علينا بجرعة الثكلى يضرب للمغتاط. همه لا يجاوز طرفي ردائه هذا بناء قد تغنت عليه الإماء الحواطب هو ورب الكعبة آخر ما في الجعبة هلك من تبع هواه الهوى إله معبود هو الدهر وعلاجه الصبر هو أنس خدمته وبلال دعوته وعكاشة موالاته اهتك ستور الشك بالسؤال هل يخفى على الناس النهار الباب الثامن والعشرونفيما أوله ياءيا بعضي دع بعضاًقال أبو عبيد: قال ابن الكلبي: أول من قاله زرارة بن عدس التميمي. وذلك أن ابنته كانت امرأة سويد بن ربيعة ولها منه تسعة بنين، وإن سويداً قتل أخاً لعمرو بن هند الملك وهو صغير، ثم هرب فلم يقدر عليه ابن هند، فأرسل إلى زرارة فقال: إئتني بولده من ابنتك، فجاء بهم فأمر عمرو بن هند بقتلهم، فتعلقوا بجدهم زرارة، فقال: يا بعضي دع بعضاً. فذهبت مثلاً. يضرب في تعاطف ذوي الأرحام. وأراد بقوله "يا بعضي" أنهم أجزاء ابنته، وابنته جزء منه. وأراد بقوله "بعضاً" نفسه. أي دعوا بعضاً مما أشرف على الهلاك. يعني أنه معرض لمثل حالهم.يا عاقد اذكر حلاًويروى، يا حامل. فإذا قلت: يا عاقد، فقولك "حلاً" يكون نقيض العقد. وإذا رويت، يا حامل، فالحل بمعنى الحلول. يقال: حل بالمكان يحل حلاً وحلولاً ومحلاً. وأصله في الرجل شد حمله فيسرف في الاستيثاق حتى يضر ذلك به وبراحلته عند الحلول. يضرب مثلاً للنظر في العواقب. ومن هذا فعل الطائي الذي نزل به امرؤ القيس بن حجر، فهم بأن يغدر به، فأتى الجبل فقال: ألا أن فلاناً غدر، فأجابه الصدى بمثل ما قال، فقال: ما أقبح ثاثم. قال: ألا أن فلاناً وفى، فأجابه بمثل ذلك، فقال: ما أحسن تاثم، وفى لامرئ القيس ولم يغدر به. وفي حديث مرفوع: ما أحببت أن تسمعه أذناك فأته، وما كرهت أن تسمعه أذناك فاجتنبه.يا طبيب طب لنفسكيقال: ما كنت طبيباً ولقد طببت تطب طباً، فأنت طب وطبيب. يضرب لمن يدعي علماً لا يحسنه. وكان حقه أن يقول: طب نفسك، أي عالجها. وإنما أدخل اللام على تقدير طب لنفسك داءها. ويجوز أن يقال: أرد علم هذا النوع من العلم لنفسك، إن كنت ذا علم وعقل. فعلى هذا تكون اللام في موضعها.يا ماء لو بغيرك غصصتيضرب لمن دهي من حيث ينتظر الخلاص والمعونة.يا عبرى مقبلة وسهرى مدبرة قال أبو عبيد: هذا من أمثال النساء، إلا أن أبا عبيدة حكاه. يضرب للأمر يكره من وجهين. وعبرى تأنيث عبران، وهي الباكي. وكذلك سهرى تأنيث سهران، وهو الأرق. يخاطب امرأة. يا ضل ما تجري به العصا |
||||||||||
|
|
||||||||||
قاله عمرو بن عدي لما رأى العصا، وهي فرس جذيمة وعليها قصير. والمنادى في قوله "يا" محذوف. التقدير، يا قوم ضل. أراد ضلل بالضم وهي من أبنية التعجب كقولهم: حب بفلان، أي حبب ومعناه ما أحبه إلي، ثم يجوز أن تخفف العين وتنقل الضمة إلى الفاء فيقال: حب. ومنه قوله: وحب من يتجنب. ويجوز أن لا تنقل . والضلال، الهلاك. يقال: ضل اللبن في الماء وأهلكه. ومعنى المثل، يا قوم ما أضل أي ما أهلك ما تجري به العصا. يريد هلاك جذيمة. يا للأفيكةهي فعيلة من الأفك، وهو الكذب. وكذلك:يا للبهيتةوهي البهتان. وكذلك:يا للعضيهةمثلهما في المعنى. يضرب عند المقابلة يرمى صاحبها بالكذب. واللام في كلها للتعجب. وهي مفتوحة فإذا كسرت فهي للاستغاثة.يا مهدي المال كل ما أهديتيضرب للبخيل يجود بماله على نفسه. أي إنما تهدي مالك إلى نفسك فلا تمن على الناس بذلك.يا جندب ما يصرك، قال أصر من حر غد"أي ما يحملك على الصرير".يضرب لمن يخاف ما لم يقع بعد فيه. يهيج لي السقام شولان البروق في كل عامالبروق، الناقة تشول بذنبها فيظن بها لقح وليس بها. يضرب في الأمر يريده الرجل ولا يناله، ولكن يناله غيره.يسار الكواعبكان من حديثه أنه كان عبداً أسود يرعى لأهله إبلاً، وكان معه عبد يراعيه، وكان لمولى يسار بنت، فمرت يوماً بإبله وهي ترتع في روض معشب، فجاء يسار بعلبة لبن فسقاها وكان أفحج الرجلين، فنظرت إلى فحجه فتبسمت ثم شربت وجزته خيراً، فانطلق فرحاً حتى أتى العبد المراعي وقص عليه القصة وذكر له فرحها وتبسمها، فقال له صاحبه: يا يسار كل من لحم الحوار واشرب من لبن العشار، وإياك وبنات الأحرار. فقال: دحكت إلي دحكة لا أخيبها، يقول: ضحكت ضحكة، ثم قال إلى علبة فملأها وأتى بها ابنة مولاه فنبهها فشربت ثم اضطجعت وجلس العبد حذاءها، فقالت: ما جاء بك? فقال: ما خفي عليك ما جاء بي. فقالت: وأي شيء هو? قال: دحكك الذي دحكت إلي. فقالت: حياك الله، وقامت إلى سفط لها فأخرجت منه بخوراً ودهناً، وتعمدت إلى موسى ودعت بمجمرة وقالت له: إن ريحك ريح الإبل، وهذا دهن طيب، فوضعت البخور تحته وطأطأت كأنها تصلح البخور، وأخذت مذاكيره وقطعتها بالموسى، ثم شمته الدهن فسلقت أنفه وأذنيه وتركته. فصار مثلاً لكل جان على نفسه ومتعد طوره. قال الفرزدق لجرير:
يحمل شن ويفدى لكيزقال المفضل: هما ابنا أفصى بن عبد القيس. وكانا مع أمهما في سفر، وهي ليلى بنت قران بن بلى، حتى نزلت ذا طوى، فلما أرادت الرحيل فدت لكيزاً ودعت شناً ليحملها، فحملها وهو غضبان. حتى إذا كانوا في الثنية رمى بها عن بعيرها فماتت، فقال: يحمل شن ويفدى لكيز. فأرسلها مثلاً. ثم قال عليك بجعرات أمك لا لكيز. أرسلها مثلاً. ومثل هذا قول الشاعر:
يا جهيزةقال الخلي: جهيزة امرأة رعناء. يضرب مثلاً لكل أحمق وحمقاء.يا شن أثخني قاسطاًأصله أنه لما وقعت الحرب بين ربيعة بن نزار عبأت شن لأولاد قاسط، فقال رجل: يا شن أثخني قاسطاً. فذهبت مثلاً. فقالت: محار سوء، فذهبت مثلاً. ومعنى أثخن أوهن. يريد أكثري قتلهم حتى توهنيهم. والمحار، المرجع. كأنها كرهت قتالهم فقالت: مرجع سوء ترجعني إليه؛ أي الرجوع إلى قتلهم يسوءني. يضرب فيما يكره الخوض فيه.يا عبد من لا عبد لهيقال ذلك للشاب يكون مع ذي الأسنان فيكفيهم الخدمة.يعتل بالإعسار وكان في اليسار مانعاًيضرب للبخيل طبعاً يعتل بالعسر.يداك أوكتا وفوك نفخقال المفضل: أصله أن رجلاً كان في جزيرة من جزائر البحر فأراد أن يعبر على زق قد نفخ فيه فلم يحسن إحكامه. حتى إذا توسط البحر خرجت منه الريح فغرق، فلما غشيه الموت استغاث برجل فقال له: يداك أوكتا وفوك نفه. يضرب لمن يجني على نفسه الحين.اليد العليا خير من اليد السفلىهذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الصدقة.يعود لما أبني فيهدمه حسل |
||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
يضرب لمن يفسد ما يصلحه. وحسل ابن القائل للمثل. يحلب بني وأشد على يديهيضرب لمن يفعل الفعل وينسبه إلى غيره. وأصل هذا أن امرأة بدوية احتاجت إلى لبن ولم يحضرها من يحلب لها شاتها أو ناقتها. والنساء لا يحلبن بالبادية، لأنه عار عندهن إنما يحلب الرجال، فدعت بنياً لها فأقبضته على الخلف وجعلت هي كفها فوق كفه، فقالت: يحلب بني وأشد على يديه. ويروى: وأضب على يديه. والضب، الحلب بالأربع أصابع. قال الفرزدق:
يجري بليق ويذمبليق، اسم فرس كان يسبق ومع ذلك يعاب. يضرب في ذم المحسن.يخبط خبط عشواءيضرب للذي يعرض عن الأمر كأنه لم يشعر به. ويضرب للمتهافت في الشيء.يا إبلي عودي إلى مبرككويقال: إلى مباركك. يقال لمن نفر من شيء له فيه خير. قال أبو عمرو: وذلك أن رجلاً عقر ناقة فنفرت الإبل فقال: عودي فإن هذا لك ما عشت. يضرب لمن ينفر من شيء لا بد له منه.يوم بيوم الحفض المجورالحفض، الخباء بأسره مع ما فيه من كساء وعمود. ويقال للبعير الذي تحمل عليه هذه الأمتعة حفض أيضاً. والمجور، الساقط. يقال طعنه فجوره. يضرب عند الشماتة بالنكبة تصيب. ولما بلغ أهل المدينة قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما صرخت نساء بني هاشم عليه، فسمع صراخها عمرو بن سعيد ابن عمرو بن العاص فقال: يوم بيوم الحفض المجور. يعني هذا بيوم عثمان حين قتل. ثم تمثل بقول القائل:
يا شاة أين تذهبين قالت أجز مع المجزوزينيضرب للأحمق ينطلق مع القوم وهو لا يدري ما هم فيه وإلى ما يصير أمرهم.يشج ويأسويضرب لمن يصيب في التدبير مرة ويخطئ مرة. قال الشاعر:
يربض حجرة ويرتعي وسطاًويروى، يأكل خضرة ويربض حجرة. أي يأكل من الروضة ويربض ناحية. يضرب لمن يساعدك ما دمت في خير. كما قال:
يذهب يوم الغيم ولا يشعر بهقال أبو عبيد: يضرب للساهي عن حاجته حتى تفوته.يرعد ويبرقيقال: رعد الرجل وبرق، إذا تهدد. ويروى يبرق ويرعد. وينشد:
يأتيك كل غد بما فيهأي بما قضي فيه من خير أو شر.يوم النازلين ينبت سوق ثمانينيعني بالنازلين نوحاً نبينا عليه الصلاة والسلام ومن معه حين خرجوا من السفينة، وكانوا ثمانين إنساناً مع ولده وكنانته وبنوا قرية بالجزيرة، يقال لها ثمانين بقرب الموصل. يضرب لمن قد أسن ولقي الناس والأيام وفيما لم يذكر وقد قدم.اليوم ظلمأي وضع الشيء في غير موضعه. قالوا يضرب للرجل يؤمر أن يفعل شيئاً قد كان يأباه ثم يذل له. قال عطاء بن مصعب: يقولون: أخبرك واليوم ظلم أي ضعفت بعد القوة. فاليوم أفعل ما لم أكن أفعله قبل اليوم. وأنشد الفراء:
يريك يوم برأيه |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
يجوز أن يريد بالرأي المرئي. والباء من صلة المعنى. أي يظفرك بما يريك فيه من تنقل الأحوال وتغيرها. والمصدر يوضع موضع المفعول. وقال بعضهم: يريك كل يوم رأيه. أي كل يوم يظهر لك ما ينبغي أن ترى فيه. يوهي الأديم ولا يرقعيضرب لمن يفسد ولا يصلح.يحث وهو الآخريضرب لمن يستعجلك وهو أبطأ منك.يا ربما خان النصيح المؤتمنيضرب في ترك الاعتماد على أبناء الزمن.يخبر عن مجهوله مرآتهمثل قولهم: إن الجواد عينه فراره.يدب له الضراء ويمشي له الخمرالضراء، الشجر الملتف في الوادي. والخمر ما واراك من جرف أو جبل رمل. يضرب للرجل يختل صاحبه. وقال ابن الأعرابي: الضراء ما انخفض من الأرض.يحسب الممطور أن كلاً مطريضرب للغني الذي يظن كل الناس في مثل حاله.يجمع سيرين في خرزةيضرب لمن يجمع حاجتين في وجه واحد.يلقم لقماً ويفدي زادهأي يأكل من مال غيره ويحتفظ بماله.يسر حسواً في ارتقاء ويرمي بأمثال القطا فؤادهالارتقاء، شرب الرغوة. قال أبو زيد والأصمعي: أصله أن الرجل يؤتى باللبن فيظهر أنه يريد الرغوة خاصة ولا يريد غيرها فيشربها، وهو في ذلك ينال من اللبن. يضرب لمن يريك أنه يعنيك، وإنما يجر النفع إلى نفسه. قال الكميت:
يمنع دره ودر غيرهيضرب للبخيل يمنع ماله ويأمر غيره بالمنع. قال أبو عمرو: وذلك أن ناقة وطئت ولدها فمات، وكان له ظئر معها فمنعت درها ودر غيرها. هذا هو الأصل.يروى على الضيح المحلوبالضيح، اللبن الخاثر رقق بالماء يصب عليهن وهو أسرع اللبن رياً. يضرب لمن لا يشتفي موعده بشيء. وذلك أن الري الحاصل من الشيح لا يكون متيناً وإن كان سريعاً.يكفيك نصيبك شح القومأي إن استغنيت بما في يدك كفاك مسألة الناس.اليوم خمر وغداً أمرأي يشغلنا اليوم خمر، وغداً يشغلنا أمر. يعني أمر الحرب. وهذا المثل لامرئ القيس بن حجر الكندي الشاعر. ومعناه، اليوم خفض ودعة، وغداً جد واجتهاد. وكان أبو امرئ القيس حجر طرد امرأ القيس للشعر والغزل، وكانت الملوك تأنف من الشعر، فلحق امرؤ القيس بدمون من أرض اليمن، فلم يزل بها حتى قتل أبوه، قتله بنو أسد بن خزيمة، فجاءه الأعور العجلي فأخبره بقتل أبيه، فقال امرؤ القيس:
وإننا لقومنا مجنونثم قال: ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم، ولا شرب غداً، اليوم خمر وغداً أمر. فذهب قوله مثلاً. يضرب للدول الجالبة للمحبوب والمكروه. ثم شرب سبعة أيام ثم قال:
يا حبذا الإمارة ولو على الحجارةقال مصعب بن عبد الله بن الزبير: إنما قال ذلك عبد الله بن خالد أسيد حين قال لابنه: ابن لي داراً بمكة واتخذ فيها منزلاً لنفسه، ففعل، فدخل عبد الله الدار، فإذا فيها منزل قد أجاده وحسنه بالحجارة المنقوشة فقال: لمن هذا المنزل? قال: المنزل الذي أعطيتني. فقال عبد الله: يا حبذا الإمارة ولو على الحجارة.يا حبذا التراث لولا الذلةهذا من كلام بيهس، وقد ذكرته في باب الثاء عند قولهم: ثكل أرأمها ولداً.يأتيك بالأمر من فصهأي يأتيك بالأمر من مفصله. مأخوذ من فصوص العظام. وهي مفاصلها. واحدها فص. قال عبد الله بن جعفر.
يشج الناس قبلاًأي يعترض الناس شراً.يدي من يدهقال اليزيدي: يقال فلان يدي من يده إذا ذهبت ويبست. يضرب لمن تجني عليه نفسه.بإحراز أو أبتغي النوافلا |
||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||
ويروى، واحرزا. قالوا: يريد، واحرزاه فحذف وأصله الخطر. يضرب لمن طمع في الربح حتى فاته رأس المال. هذا قول بعضهم. وقال أبو عبيد: يريد، أدركت ما أريد وأطلب الزيادة. قال: يضرب في اكتساب المال والحث عليه والحرص عليه. قالوا: والحرز بمعنى المحرز، كأنه أراد، يا قوم أبصروا ما أحرزت من مرادي ثم أبتغي الزيادة. وحرزا يريد به حرزي، إلا أنه فر من الكسرة إلى الفتحة لخفتها، كقولهم: يا غلاما في موضع يا غلامي. يركب الصعب من لا ذلول لهأي يحمل المرء نفسه على الشدة، إذا لم ينل طلبته بالهوينا. يضرب في القناعة بنيل بعض الحاجات.يكسو الناس واسته عاريةيضرب لمن يحسن إلى الناس ويسيء إلى نفسه.يا ويلي رآني ربيعةقالته امرأة مر بها رجل فأحبت أن يراها ولا يعلم أنها تعرضت له، فلما سمع قولها التفت إلهيا فأبصرها. يضرب للذي يحب أن يعلم مكانه وهو يرى أنه يخفى.يا ليتني المحثى عليهقالها رجل كان قاعداً إلى امرأة وأقبل وصيل لها، فلما رأته حثت التراب في وجهه لئلا يدنو منها فيطلع جليسها على أمرها، فقال الرجل: يا ليتني المحثى عليه. فذهبت مثلاً. يضرب عند تمني منزلة من يخفي له الكرامة ويظهر له الإبعاد.يا عماه هل كنت أعور قطقالها صبي كان لأمه خليل، وكان يختلف إليها، فكان إذا أتاها غمض إحدى عينيه لئلا يعرفه الصبي بغير ذلك المكان إذا رآه، فرفع الصبي إلى أبيه فقال أبوه: هل تعرف يا بني إذا رأيته? قال: نعم. فانطلق به إلى مجلس الحي فقال: انظر أي من تراه. فتصفح وجوه القوم حتى وقع بصره عليه فعرفه بشمائله وأنكره لعينيه، فدنا منه فقال: يا عماه هل كنت أعور قط? فذهبت مثلاً. يضرب لمن يستدل على بعض أخلاقه بهيئته وشارته.يضربني ويصأىيقال: صأى يصأى. ويقلب فيقال صاء يصيء. وهذا كقولهم: تلدغ العقرب وتصيء.يوم توافى شاؤه ونعمهيضرب عند اجتماع الشمل.يوم من حبيب قليليضرب في استقلال الشيء والازدياد منه.يشتهي ويجيعيضرب لمن أراد أن يأخذ ويكره أن يعطي.يخبرك أدنى الأرض عن أقصاهاأي إذا كان في أولها خير كان في آخرها مثله.يأكله بضرب ويطؤه بظلفيضرب لمن يكفر صنيعة المحسن إليه.يشجني ويبكييضرب لمن يغشك ويزعم أنه لك ناصح.يا لها دعة لو أن لي سعةأي أنا في دعة ولكن لي مال فأتهنى بدعتي.يعيش المرء بأصغريهويروى، يستمتع. أي أملك ما في الإنسان قلبه ولسانه. قاله شقة ابن ضمرة للمنذر بن ماء السماء حين أحضره مجلسه ودراه وقال: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه.يا ابن استها إذا أحمضت حمارهاالحمار لا يحمض، وإنما هذا شتم تقذف به أم الإنسان. يريد أنها أحمضت حمارها ففعل بها حيث حلت تحمض الحمار.يا نعام إني رجلكان من حديثه أن قوماً حبلوا نعامة على بيضها وأمكنوا الحبل رجلاً وقالوا: لا ترينك ولا تعلمن بك، وإذا رأيتها فلا تعجلها حتى تجتمع على بيضها، فإذا تمكنت فمد الحبل، وإياك أن تراك. فنظرها حتى إذا جاءت قام فتصدى لها فقال: يا نعام، إني رجل، فنفرت. فذهبت مثلاً. يضرب عند الهزء بالإنسان لا يحذر ما حذر.يمشي رويداً ويكون أولاًيضرب للرجل يدرك حاجته في تؤدة ودعة. وينشد:
اليمين حنث أو مندمةأي إن كانت صادقة ندم، وإن كانت كاذبة حنث. يضرب للمكروه من وجهين.اليوم قحاف وغداً نقافالقحاف، جمع قحف. وهو إناء يشرب فيه. والنقاف، المناقفة. يقال: نقف ينقف نقفاً، إذا شق الهامة عن الدماغ. وكذلك نقف االحنظل عن الهبيد. وقال امرؤ القيس:
يدك منك وإن كانت شلاءهذا مثل قولهم: أنفك منك وإن كان أجدع.يا رب هيجاء هي خير من دعةالهيجاء يمد ويقصر وهو الحرب. والدعة السكون والراحة. يضرب للرجل إذا وقع في خصومة فاعتذر.يا متنوراه |
||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||
زعموا أن رجلاً علق امرأة فجعل يتنورها، والتنور التضوي، والتضوي هاهنا من الضوء فقيل لها: إن فلاناً يتنورك، لتحذره فلا يرى منه إلا حسناً، فلما سمعت ذلك رفعت مقدم ثوبها، ثم قابلته فقالت يا متنوراه، فأبصرها وسمع مقالتها فانصرفت نفسه عنها. يضرب لكل من لا يتقي قبيحاً ولا يرعوي لحسن. يصبح ظمآن وفي البحر فمهيضرب لمن عاش بخيلاً مثرياً.يمين ظلعت في المحارموهي اليمين جعلت مخرجاً. وقال جرير:
يملأ الدلو إلى عقد الكربهذا مأخوذ من قول الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب حيث يقول:
يعقد في مثل الصواب وفي عينيه مثل الجريضرب لمن يلومك في قليل ما كثر منه من العيوب. أنشد الرياشي:
يدق دق الإبل الخامسةقال ابن الأعرابي: الخمس أشد الإظماء، لأنه في القيظ يكون؛ ولا تصبر الإبل في القيظ أكثر من الخمس؛ فإذا خرج القيظ وطلع سهيل برد الزمان وزاد في الظمء، وإذا وردت في القيظ خمساً اشتد شربها، فإذا صدرت لم تدع شيئاً إلا أتت عليه من شدة أكلها وطول عشائها. فضرب به المثل فقالوا: يدقون دق الإبل الخامسة.يا قرف القمعالقرف، القشر. والقمع، قمع الوطب يصب فيه اللبن فهو أبداً وسخ مما يلزق به من اللبن. وأراد بالقرف ما يعلوه من الوسخ.يا مهدر الرخمةيضرب للأحمق، وذلك أن الرخمة لا هدير لها، وهذا يكلفها الهدير.يا من عارض النعامة بالمصاحفأصل هذا أن قوماً من العرب لم يكونوا رأوا النعامة، فلما رأوها ظنوها داهية فأخرجوا المصحف فقالوا: بيننا وبينك كتاب الله لا تهلكينا.يوم ذنوبأي طويل الشر لا يكاد ينقضي. وينشد:
يا عماه هل يتمطط لبنكم كما يتمطط لبننايضرب لمن صلح حاله بعد الفساد. وأصله أن صبياً قال لعمه وقد صار فقيراً، والصبي قد تمول: يا عماه هل يتمطط، أي يتمدد، يعني امتداد اللبن من الضروع عند الحلب. وهذا كالمثل الآخر: كلكم فليحتلب صعوداً.يحفظ المرء من كل شيء إلا من نفسهيضرب في عتاب المخطئ من نفسه.يطلب الدراج في حبس الأسديضرب لمن يطلب ما يتعذر وجوده.يطرق أعمق والبصير جاهلالطرق، الضرب بالحصى. وهو نوع من الكهانة. يضرب لمن يتصرف في أمر ولا يعلم مصالحه، فيخبره بالمصلحة غيره من خارج.يحمل حالاً وله حمارالحال، الكارة. وهي ما يحمله القصار على ظهره من الثياب. يضرب لمن يرضى بالدون من العيش على أن له ثروة ومقدرة.يكرف عوناً نجف ممعولالعون، جمع عانة. وهي الجماعة من حمر الوحش. والنجف، الفحل عليه النجاف. وهو شيء يشد على بطن الفحل حتى يمنعه عن الضراب. والممعول، الحمار سلت خصيتاه. يضرب لمن يتقرب إلى من يمنعه خيره ويقصيه.يصب فوه بعد ما اكتظ الحشىالصب، السيلان. واكتظ من الكظة، وهي الامتلاء: يقال للحريص تصب لثاته. ومعنى يصب فوه، يتحلب من شدة الاشتهاء. يضرب لمن وجد بغيته ويطمح ببصره إلى ما وراءه لفرط شرهه.يأكل قوبين قاباً يرتقبيقال: القوب، الفرخ. وكذلك القابة والقاب. يقال: تقوبت القابة من قوبها. وقال بعضهم: القوبة، البيضة. وقال بعضهم: القائبة، البيضة. والصواب أن يكون القوب والقاب الفرخ والقائبة والقاية بسقوط الياء البيضة، فاعلة بمعنى مفعولة، لأن الطائر يقوب البيضة. وأصل القوب القطع. يقال: قبت البلاد، أي جبتها. فالقائبة هي البيضة تقوب. أي تنشق وتنفلق عن الفرخ. يضرب لمن يسأل حاجتين ويعد الثالثة حرصاً. كقولهم لا يرسل الساق إلا ممسكاً ساقاً.يركب قينيه وإن ضبا دماً |
||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||
القينان الرسعان، وهما موضع الشكال من الدابة. وضب وبض، سال. يضرب للصبور على الشدائد. و "دماً" نصب على التمييز. يوم الشقاء نحسه لا يأفليضرب للطالب شيئاً يتعذر نيله، فإذا ناله كان فيه عطبه.يكوى البعير من يسير الداءيضرب في حسم الأمر الضائر قبل أن يعظم ويتفاقم.يبكي إليه شبعاً وجوعاًيضرب لمن عادته الشكاية، ساءت حاله أو حسنت.يمأى سقاء ليس فيه مخرزيقال: مأى الجلد يمأى مأياً ومأواً، إذا بله ثم يمده حتى يتسع، ثم يقور فيخرز سقاءً، يعني جلداً يجعل منه سقاء، وليس فيه موضع خرز لأنه فاسد. يضرب لمن رغب في غير مرغوب فيه، وطمع في غير مطمع.يضوى إلى قوم بهم هزاليقال: ضوى إليه يضوى، إذا أوى ولجأ. يضرب لمن يستعين بمضطر.يمتح للهيم الدوى المحروقيقال: دوى جوفه فهو دو، ودوى أيضاً. وهو وصف بالمصدر. والمحروق الذي أصيب حارقته، وهي رأس الفخذ في الورك. ويقال: الحارقتان، عصبتان في الورك. ومن كان كذلك فهو لا يقدر أن يعتمد على رجليه. يضرب للضعيف يستعان به في أمر عظيم.يحش قدر الغي بالتحوبالحش، الإيقاد. والتحوب، التوجع. يضرب لمن يظهر الشفقة ويضرم عليك نار الهلاك والضلال.يمد حبلاً أسنه مفككالأسن، واحد آسان الحبل والنسع. وهي الطاقات التي منها يفتل. والمفكك، المحلل. يقال: فككت الشيء فانفك. يضرب لمن لا يعتمد كلامه ولا يحصل منه على خير.يلذ ضيحاً ويشتهي دخيساًيقال: لذذت الشيء وتلذذته واستلذذته، أي وجدته لذيذاً. والضح والضياح، اللبن الكثير الماء. والدخيس، لبن الضأن يحلب عليه لبن المعز. يضرب لمن طلب القليل ويطمح إلى الكثير أيضاً.يغرف من حسى إلى خريصالحسى، بئر تحفر في الرمل قريبة القعر. والخريص، الخليج من البحر. ويقال: إنما هو الحريص بالحاء المهملة. يضرب لمن يأخذ من المقل فيدفعه إلى المكثر.يعود إلى الأذن مناتيف الزببالمناتيف، جمع المنتوف. والزبب، طول الشعر وكثرته. يقول: شعر الأذن إذا نتف عاد فنبت. يضرب للرجل يترك شيئاً تصنعاً، ثم يعود إلى طبعه.يرضى بعقد الأسر من أوفى الثلليقال: أوفيت على الشيء، إذا أشرفت عليه، ثم يحذف حرف الجر فيوصل الفعل إلى المفعول فيقال: أوفيت الشيء. قال الأسود بن يعفر:
اليمين الغموس تدع الدار بلاقعاليمين الغموس، التي تغمس صاحبها في الإثم، فهو فعول بمعنى فاعل. قال الخليل: الغموس، اليمين التي لم توصل بالاستثناء. والبلقع المكان الخالي.يعود على المرء ما يأتمرويروى، يعدو. والائتمار مطاوعة الأمر. يقال: أمرته بكذا فأتمر، أي جرى على ما أمرته. وقبل ذلك، يعني يعود على الرجل ما تأمره به نفسه فيأتمر هو، أي يمتثله ظناً منه أنه رشد، وربما كان هلاكه فيه. ومنه قول امرئ القيس:
يأكل بالضرس الذي لم يخلقيضرب لمن يحب أن يحمد من غير إحسان.يفني الكباث ونتعارفقال ابن الأعرابي: الكباث، النضيج من ثمر الأراك. قال: وأصله أنهم كانوا يجنون الكباث أيام الربيع، وشغل رجل باجتناثه عن زيارة صديق له، حتى كأنه أنكر خلته، فقال الصديق:
يقلب كفيهيضرب للنادم على ما فاته. قال الله تعالى: "فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها".يغلبن الكرام ويغلبهن اللئاميعنون النساء.يوم لنا ويوم علينايضرب في انقلاب الدول والتسلي عنها.يطين عين الشمسيضرب لمن يستر الحق الجلي الواضح.يكفيك مما لا ترى ما قد ترىيضرب في الاعتبار والاكتفاء بما يرى دون الاختبار لما لا يرى.يسقي من كل يد بكاسيضرب للكثير التلون. |
|||||||||||||||||||
|
|
|||||||
يوشك من أسرع أن يؤوبيضرب في التوديع.يمسي على حر ويصبح على بارديضرب لمن يجهد في أمر ثم يفتر عنه.يكايل الشر ويحاسبهأي يفعل ما يفعل به صاحبه. يضرب في المجازاة.يحر له ويبرد أي يشتد عليه مرة ويلين أخرى. يأتيك بالأخبار من لم تزودأي لا حاجة بك إلى الاختبار، فإن الخبر يأتيك لا محالة.الأيام عوج رواجع العوج، جمع أعوج. يقال: الدهر تارة يعوج عليك، وتارة يرجع إليك. اليسير يجني الكثيرهذا من كلام أكثم بن صيفي. وهو مثل قولهم: الشر يبدؤه صغاره.يدع العين ويطلب الأثرقد ذكرت قصته في باب التاء عند قولهم: تطلب أثراً بعد عين.يا أمه اثكليهيضرب عند الدعاء على الإنسان. وهو في كلام علي رضي الله عنه.ما على أفعل من هذا البابأيقظ من ذئبأيبس من صخرأيأس من غريق أيسر من لقمان قال حمزة: قولهم، أيسر من لقمان، هو لقمان بن عاد. وزعم المفضل أنه كان من العمالقة وأنه كان أضرب الناس بالقداح، فضربوا به المثل في ذلك. وكان له أيسار يضربون معه بالقداح، وهم ثمانية: بيض وحمحمة وطفيل وزفافة ومالك وفرعة وثميل وعمار فضرب العرب بهؤلاء الأيسار المثل، كما ضربوه بلقمان، فيقولون للأيسار إذا شرفوهم: كأيسار لقمان. وقال طرفة:
المولدونيفنى ما في القدور ويبقى ما في الصدوريحمل التمر إلى البصرةيضرب لمن يهدي إلى إنسان ما هو من عنده.يدهن من قارورة فارغةيضرب لمن يعد ولا يفي.يجعل العظم إداماًيضرب لمن يفسد ماله في لا شيء.يحدثك من الخف إلى المقنعةيضرب للعارف بحقيقة الشيء.يستف التراب ولا يخضع لأحد على بابيضرب للأبي.يهب مع كل ريح ويسعى مع كل قوم ويدرج في كل وكرٍيضرب للامعة.يابس الطينة صلب الجبنةيضرب للبخيل.يحبل بنظره وينيك بعينهيضرب للمولع بالإناث.يغسل دماً بدميضرب لمن يقبض ويدفع ويبقى عليه دين.يبني قصراً ويهدم مصراًيضرب لمن شره أكثر من خيره.ينصح نصيحة السنور للفار والشيطان للإنسانيأكل أكل الشص في بيت اللصيا وجه الشيطانيضرب لكريه المنظر.يقدم رجلاً ويؤخر أخرىيضرب لمن يتردد في أمره.يجمع ما لا تجمعه أم أبانيضرب لمن يرمى بالحذق في القيادة.يدخل شعبان في رمضانيضرب للمخلط.يضرب الماش بالدرماشيضرب لمن يخلط في القول أو الفعل.ينيك حمر الحاجيضرب للفارغ.يضرب بين الشاة والعلف والدابة والشعيريلجم الفأر في بيتهيضرب للبخيل.يكفيك من قضاء حق الخل ذوقهيضرب في ترك الإمعان في الأمور.يكفيك من الحاسد أنه يغتم عند سروركيبس بينهم الثرىأي فسد ما بينهم.يقول للسارق: اسرق ولصاحب المنزل: احفظ متاعكيضرب لذي الوجهين.يأكل الفيل ويغتص بالبقةيضرب لمن يتحرج كذباً.يقشر لي عصا العداوةيضرب لمن يكاشف بالبغضاء.يظن بالمرء مثل ما يظن بقرينهمثل قولهم: عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه.يغرف من بحريضرب لمن ينفق عن ثروة.يضرط من است واسعةيضرب للصلف.يحج والناس راجعونيضرب لمن يخالف الناس.يتمضمض بذكر الأعراض ويتفكه بهايخرج الحق من خاصرة الباطليضرب لمن يفرق بينهما.يا لك من ضرس للخبيثات يخضميضرب للفحاش العياب.ينبو الوعظ عنه نبو السيف عن الصفايضرب لمن لا يقبل الموعظة.يوم السفر نصف السفرلتزاحم الأشغال.يضرب لمن لا يقصر في الذب والدفع. يوم كأياميضرب في اليوم الشديد.يحسد أن يفضل ويزهد أن يفضليلطم وجهي ويقوم لم يبكييرى الشاهد ما لا يرى الغائبيعني بالشر من جناهأي من أذنب ذنباً أخذ به.الباب التاسع والعشرونأسماء أيام العربيوم النسار |
|||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بكسر النون والسين غير المعجمة. كان بين بني ضبة وبني تميم والنسار، جبال صغار كانت الوقعة عندها. وقال بعضهم: هو ماء لبني عامر. يوم الجفاربالجيم المكسورة والفاء والراء. كان بعد النسار بحول، وكان بين بني بكر وتميم، وهو ماء لبني تميم بنجد. قال بشر:
يوم الستاربالسين المكسورة غير المعجمة والتاء المنقوطة باثنتين من فوقها. كان بين بني بكر بن وائل وبني تميم؛ قتل فيه قيس بن عاصم وقتادة بن سلمة الحنفي فارس بكر. قال:
يوم الفجارقال: أيام الفجار أربعة أفجرة: الأول بين كنانة وعجز هوزان، والثاني بين قريش وكنانة، والثالث بين كنانة وبني نصر بن معاوية. ولم يكن فيه كبير قتال، والرابع وهو الأكبر بين قريش وهوازن؛ وكان بين هذا الآخر ومبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ست وعشرون سنة. وشهده عليه السلام وله أربع عشرة سنة. والسبب في ذلك أن البراض بن قيس الكناني قتل عروة الرحال، فهاجت الحرب وسمت قريش هذه الحرب فجاراً، لأنها كانت في الأشهر الحرم فقالوا: قد فجرنا إذ قاتلنا فيها أي فسقنا.يوم نخلةبالنون المفتوحة والخاء المعجمة، يوم من أيام الفجار، وهو موضع بين مكة والطائف. وفي ذلك اليوم يقول خداش بن زهير:
يوم شمطةهذا أيضاً من أيام الفجار. وكان بين بني هاشم وبين عبد شمس، وفيه يقول خداش بن زهير:
يوم العبلاءبالعين غير المعجمة والباء منقوطة بواحدة. زعموا أنها صخرة بيضاء إلى جنب عكاظ. وفي ذلك يقول خداش:
يوم عكاظوهو أيضاً من أيام الفجار. وعكاظ، اسم ماء، وهو سوق من أسواق العرب بناحية مكة كانوا يجتمعون بها في كل سنة ويقيمون بها شهراً، ويتبايعون ويتناشدون؛ وقال دريد:
يوم الحريرةبالحاء والراء غير المعجمتين، وهي تصغير حرة، إلى جنب عكاظ في مهب جنوبها. وفيه يقول خداش:
يوم ذي قاركان من أعظم أيام العرب وأبلغها في توهين أمر الأعاجم. وهو يوم لبني شيبان وكان أبرويز أغزاهم جيشاً فظفرت بنو شيبان. وهو أول يوم انتصرت فيه العرب من العجم. وفيه يقول بكير بن الأصم أحد بني قيس ابن ثعلبة:
يوم جبلةبالجيم والباء المتحركة المنقوطة من تحتها بواحدة، هي هضبة حمراء بين الشريف والشرف، وهما ماءان: الشريف لبني نمير، والشرف لبني كلاب. ويقال لهذا الموضع أيضاً، شعب جبلة. وكان اليوم بين بني عبس وذبيان ابني بغيض، وفيه يقول بعض رجازهم:
لم تعد إن أفرش عنهم الصلهيوم رحرحانالراءان غير معجمتين، وكذلك الحاءان، وهو على وزن زعفران؛ أرض قريبة من عكاظ. قالوا: وهما يومان، الأول كان بين بني دارم وبني عامر بن صعصعة، والثاني بين بني تميم وبني عامر. قال النابغة الجعدي: |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يوم الفلجبالفاء المفتوحة واللام الساكنة والجيم. وهما يومان. والفلج، قرية من قرى بني عامر بن صعصعة، وهو دون العتيق إلى حجر بنوم على طريق صنعاء. فالفلج الأول لبني عامر بن صعصعة على بني حنيفة، والفلج الآخر لبني حنيفة على بني عامر.يوم النشاشبالنون المفتوحة والشين المشددة. وهو واد كثير الحمض. وكان هذا اليوم بعد الفلج بين بني عامر وبين أهل اليمامة. وقال:
يوم اللهابةبكسر اللام. قالوا: إنه خبراء بالشاجنة وحولها القرعاء والرمادة ووج ولصاف وطويلع. كان بين بني كعب والعبشميين. وقال:
يوم خزازىويقال: خزاز، وهو جبل كانت به وقعة بين نزار واليمن. قال:
يوم الكلاببالضم والتخفيف. ماء عن يمين جبلة وشمام.وللعرب يومان مشهوران يقال لهما: الكلاب الأول، والكلاب الثاني في أيام أكثم بن صيفي. يوم الصفةقالوا: إنه أول الكلاب، وهو يوم المشقر، وسمي الصفقة لأن عامل كسرى دعا قوماً كانوا يغيرون على لطائمه فأدخلهم الحصن وأصفق عليهم الماء وقتلهم. وفيه جرى المثلان: ليس بعد الإسار إلا القتل، وليس بعد السلب إلا الإسار.يوم المشقرهو حصن قديم من أرض البحرين. ويقال لهذا اليوم أيضاً: يوم الصفقة. وقد مر ذكره.يوم طخفةبكسر الطاء والخاء المعجمة. موضع لبني يربوع على قابوس بن المنذر ماء السماء. وفيه يقول شريح اليربوعي:
يوم الوقيطبالقاف والطاء المعطلة: يوم كان في الإسلام بين تميم وبكر بن وائل.وفيه يقول يزيد بن حنظلة:
يوم المروتبفتح الميم وتشديد الراء، وهو اسم واد كانت به وقعة بين تميم وبني قشير. يقول الشاعر:
يوم الشقيقةويقال له أيضاً: يوم النقا. والشقيقة في اللغة الفرجة بين الجبلين من جبال الرمل. ويقال أيضاً لهذا اليوم: يوم الحسن، وهو رمل. وفيه يقول ابن الأخصر:
يوم قشاوةبضم القاف والشين معجمة. كان لشيبان على سليط بن يربوع. ويقال له يوم نعف سويقة. فيه يقول جرير:
يوم إراببكسر الهمزة. كان لتغلب على يربوع. قالوا: هو ماء لبلعنبر، وقالوا: موضع.يوم ذي طلوحويقال له أيضاً: يوم الصمد. بالصاد المهملة المفتوحة والدال المهملة. وهو ماء للضباب. وكان اليوم لبني يربوع خاصة. وقال الفرزدق:
يوم ذي أراطيبضم الهمزة. يقال يوم أراطي. وهو يوم بين بني حنيفة وحلفائها من بني جعدة وبني تميم. وقال عمرو بن كلثوم:
يوم ذي بهدىعلى وزن سكرى بالباء المنقوطة على تحتها بواحدة والدالة المهملة. كان بين تغلب وبني سعد بن تميم، وكان على تغلب.يوم ذي نجببتحريك النون، والجيم مفتوحهما. يوم لبني تميم على عامر بن صعصعة.يوم اللوىزعموا أنه يوم واردات. لبني تغلب على يربوع. قال جرير:
يوم أعشاشبفتح الهمزة والعين المهملة والشين المعجمة. كان بين بني شيبان ومالك.يوم عاقل |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عاقل هو جبل بعينه. وكان بين بني خثعم وبني حنظلة. يوم الهييماءويروى مقصوراً. وهو اسم ماء. وكان لبني تيم اللات على بني مجاشع.يوم سفاربالسين المهملة والفاء والراء المفتوحة. وكان مجازاً لجيوش. وهو في الأصل اسم بئر مبني على الكسر، مثل قطام وحزام. وكانت الوقعة بين بكر بن وائل وتميم. قال الفرزدق:
يوم البشربالباء المنقوطة من تحتها بواحدة والشين المعجمة. وهو جبل. ويقال له، يوم الحجاف. قال الأخطل:
يوم مخاشنبضم الميم والخاء والشين المعجمتين بعدهما نون. هو كالبشر للحجاف، وهو جبل. وفيه يقول جرير:
يوم الخابوربالخاء المعجمة. موضع بالشام. وهو يوم قتل فيه عمير بن الحباب. وفي ذلك يقول نفيع بن سالم:
يوم درنيعلى وزن حبلى. موضع كانت به وقعة لبني طهية على تيم اللات. وقال الأعشى:
يوم العظالىبضم العين والظاء المعجمة. سمي بذلك لأن الناس فيه ركب بعضهم بعضاً. ويقال: سمي لتعاظلهم على الرياسة، وهو الاجتماع والاشتباك. وقيل: بل لأن ركب الاثنان والثلاثة الدابة الواحدة. وهو آخر وقعة كانت بين بكر بن وائل وتميم في الجاهلية. وقال الشاعر:
يوم الغبيطبالغين المعجمة المفتوحة. وهو يوم اعشاش لبني يربوع دون مجاشع. قال جرير:
يوم الغبيطينهذا أيضاً يوم لهم، أسر فيه وديعة بن أوس هانئ بن قبيصة الشيباني.يوم الضريةقالوا: هي قرية لبني كلاب على طريق البصرة إلى مكة، واجتمع بها بنو سعد وبنو عمرو بن حنظلة للحرب، ثم اصطلحوا. وفي ذلك قال الفرزدق يفتخر:
يوم الكحيلعلى وزن هذيل. يوم لبني سعد وبني عمرو بن حنظلة. وفيه يقول نفيع ابن سالم الحجازي:
يوم الكفافةبالضم، وهو اسم ماء بين بني فزارة وبني عمرو بن تميم. وفيه يقول الحادرة:
يوم القرنهو جبل كانت به وقعة بين خثعم وبني عامر فكانت لبني عامريوم بسيانبالياء المنقوطة تحتها باثنتين. هذا موضع كانت به وقعة لبني فزارة على بني جشم بن بكر. وفيه يقول الشاعر:
يوم الوقبىهي خبراء فيها حياض وسدر، وكان لهم بها يومان بين مازن وبكر. وقال حريث بن محفض المازني: "حبيتم إلى الوقبى تدمى لباتكم".يوم الصمتينقالوا: الصمتان، الصمة الجشمي أبو دريد، والجعد بن الشماخ. وهذا كقولهم: العمران والقمران. وإنما قرن الاسمان لأن الصمة قتل الجعد، ثم بعد ذلك بزمان قتل الصمة به، فهاجت الحرب بين بني مالك ويربوع بسببهما فقيل: يوم الصمتين لذلك اليوم بهذا، لا أنه اسم مكان.يوم قراقربضم القاف الأولى وكسر الثانية. يوم لمجاشع على بكر بن وائل.يوم بلقاءهي أرض من الحزن وفيه يقول جرير:
يوم عينينقال أبو عبيدة: عينان بهجر، وكان بها بين بني صقر وعبد القيس وقعة. وفيها يقول الفرزدق:
يوم الحنولبكر على تغلب. وفيه يقول الأعشى: "بعمرك يوم الحنو إذ ما صبحتهم".يوم السوبانوهي أرض كان بها حرب بين بني عبس وبني حنظلة. وفيه يقول أوس: |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||
يوم الفسادكان بين الغوث وجديلة وهما من طيئ. وفيه يقول جابر بن الحريش الطائي:
يوم فيف الريحوهو مكان كان به حرب بين خثعم وبني عامر. وفيه يقول عبد عمرو: طلقت أن تسألني أي فارس. البيت من الحماسة.يوم أوارةهو اسم ماء كانت به وقعة بين عمرو بن هند وبني تميم. وهمزة أوارة مضمومة.يوم البيداءهذا من أقدم أيام العرب، وهو بين حمير وكلب، ولهم فيه أشعار كثيرة.يوم غولبفتح الغين المعجمة. موضع وكان لضبة على كلاب. قال أوس بن غلفاء:
يوم السلانبالسين غير المعجمة وباللام المشددة. هي أرض تهامة مما يلي اليمن لربيعة على مذحج. وفي هذا اليوم سمي عامر ملاعب الأسنة. قال زهير بن جناب:
يوم ضبيعاتهي ماء نهشت حية عنده ابناً صغيراً للحرث بن عمرو، وكان مسترضعاً في بني تميم، وبنو تميم وبكر يومئذ في مكان واحد، فاتهمهما الحرث في ابنه، فأتاه منهما قوم يعتذرون إليه فقتلهم جميعاً. ولهذا اليوم اتصال بيوم الكلاب.يوم جو نطاعبكسر العين، هكذا أورده الأزعري، فإنه قال هو نطاع على وزن قطام. قال: وهو ماء لبني تميم، وقد وردته، وهي ركية عذبة الماء. وكانت الوقعة بين بني سعد وهوذة بن علي. وهذا اليوم جر يوم المشفر، وهو حصن هجر من أرض البحرين. ويقال لهذا اليوم: يوم الصفية وقد مر ذكره.يوم ذرحرحبين بني سعد وغسان.يوم وجوهو الطائف. كان بين بني ثقيف وخالد بن هوذة.يوم البسوسهي خالة جساس بن مرة الشيباني. كانت لها ناقة يقال لها، سراب، فرآها كليب وائل في حماه، وقد كسرت بيض حمام كان قد أجاره، فرمى ضرعها بسهم، فوثب جساس على كليب فقتله، فهاجب حرب بكر وتغلب ابني اوائل بسببها أربعين سنة حتى ضرب العرب بشؤمها المثل.يوم التحالقويقال أيضاً: تحلاق اللمم. سمي بذلك لأنهم حلقوا رؤوسهم. أعني أحد الفريقين ليكون علامة لهم. وكان اليوم بين بكر وتغلب.يوم داحس والغبراءوهو لعبس على فزارة وذبيان. وبقيت الحرب مدة مديدة بسبب هذه الفرسين. وقصتهما مشهورة.يوم الصليببين بكر بن وائل وعمرو بن تميم.يوم ظهربين بني عمرو بن تميم وبني حنيفة.يوم ذي ذرائحوالذريحة، الهضبة، وجمعها ذرائح. وكان بين بني تميم واليمين. ولم يكن بينهم حرب، لكن تصالحوا.يوم الدثينةوكان يقال لها في الجاهلية: الدفينة بالفاء، ثم تطيروا منها فسموها الدثينة. وهي ماء لبني سيار بن عمرو. قال النابغة الذبياني:
يوم ذات الرمرملبني عامر على بني عبس. والرمرام، ضرب من الشجر وحشيش الربيع. ولعل المرمر مقصور منه.يوم جدودللحوفزان بن شريك على بني سعد. وزرقة قيس بن عاصم في جوه فأفلت ثم انقضت عليه الطعنة فمات.يوم القرعاءهي بقعة فيها ركايا لبني غدانة. وكانت الوقعة بها بين بني مالك وبين يربوع.يوم ملهمبفتح الميم والهاء، بين تميم وبين حنيفة. وملهم موضع كثير النخل. قال جرير:
يوم قحقحالقافان مضمومتان، والحاءان غير معجمتين. وهي أرض بها قتل مسعود بن القريم فارس بكر بن وائل. قال:
يوم منعجبالفتح. موضع. وعند بعضهم بكسر العين. لبني يربوع على بني كلاب.يوم زرودوهو موضع. وكانت الوقعة بين تغلب وبني يربوع.يوم الفتاةيوم أغارت فيه بنو عامر على بني خالد بن جعفر فانهزم بنو عامر في ذلك اليوم بعد مقتلة عظيمة.يوم الرقم |
|||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
بفتح القاف. ماء لبني مرة وهو يوم بين بني فزارة وبني عامر. وفي ذلك اليوم عقر قرذل فرس عامر بن الطفيل. يوم طوالةبين بني عامر وغطفان. وطوالة، ماء.يوم خوىوهو تصغير خو. يوم بين بني تميم وبكر بن وائل. وهو اليوم الذي قتل فيه يزيد بن القحارية فارس تميم.يوم خوبالخاء المعجمة المفتوحة والواو مشدودة. موضع. وفي هذا اليوم قتل قتيبة ابن الحرث بن شهاب الذي يقال له: صياد الفوارس. قتله ذؤاب الأسدي.يوم بعاثبالعين غير المعجمة. يوم بين الأوس والخزرج في الجاهلية.يوم الدركبسكون الراء. يوم بين الأوس والخزرج أيضاً.يوم ذي أحثالبفتح الحمزة والحاء غير معجمة والثاء المنقوطة بثلاث. يوم بين تميم وبكر ابن وائل. أسر فيه الحوفزان بن شريك قاتل الملوك.يوم ثبرةوهي موضع كانت لهم به وقعة. والسبرة، الأرض السهلة.يوم الثنيةيوم قتل فيه مفروق بن عمرو سيد بني شيبان. قتله قعنب بن عصمة. وفيه يقول شاعرهم:
يوم النباحبكسر النون. يوم لتميم على شيبان. وهي قرية بالبادية أحياها عبد الله ابن عامر بن كريز.يوم حليمةيوم بين ملك الشام وملك الحيرة. وقد مر ذكر حليمة عند قولهم: ما يوم حليمة بسر.يوم الوتدةويقال: الوتدات على الجمع. ويقال أيضاً: ليلة الوتدة. لبني تميم على عامر بن صعصعة.يوم النجيربضم النون وفتح الجيم. يوم على كندة.يوم الهزبربين بكر وبني تميم. قتل فيه الحرث بن بيبة المجاشعي.يوم حرابيبوهي ثلاث آبار، كانت بها وقعة بين الضباب وجعفر بن كلاب بسبب بئر أراد بعضهم أن يحتفرها.يوم الأليلبفتح الهمزة. يوم وقعة كانت بصلعاء النعام.يوم الأميلعلى وزن الأمير. يقال له: يوم الحسن. ويقال له: يوم فلك الأميل أيضاً. وهو اليوم الذي قتل فيه بسطام بن قيس.يوم الهباءةوهو لعبس على فزارة وذبيان.يوم الخوعبفتح الخاء المعجمة والعين المهملة والواو الساكنة. يوم أسر فيه شيبان ابن شهاب، وهو فارس مودون ومودون فرسه. وكان سيدهم في زمانه. قال شاعرهم:
يوم كنفي عروشجمع عرش، يوم أسر فيه الخمخام بن حمل حاجب بن زرارة.يوم مبايضمثال مبايع، والضاد معجمة. قتل فيه حميضة بن جندل طريف بن تميم. قال الشاعر:
يوم ترجبفتح التاء وسكون الراء. وهي مأسدة كانت بالقرب منها وقعة.يوم نجرانلبني تميم على الحرث بن كعب.يوم الذهابيروى بكسر الذال وفتحها. يوم لبني عامر.يوم وارداتبين بكر وتغلب.يوم بنات قيناسم مكان، كانت به وقعة في زمن عبد الملك بن مروان. قال عويف القوافي:
يوم ذي الأثل والأرطىلجشم على عبس.يوم الذنائببين بكر وتغلب.يوم الحسينلتغلب على لخم وعمرو بن هند.يوم أباغبالغين المعجمة. لغسان على لخم ونزار.يوم قارة أهوىهو لعامر بن صعصعة.يوم سفوانبالتحريك. لجعدة وقشير على النعمان بن المنذر ولخم.يوم قباءهو بين الأوس والخزرج.يوم القصيبةويقال، القضيبة. يوم لعمرو بن هند على تميم.يوم سحبلوهو للحرث بن كعب.يوم حارث الجولان وهو يوم لغسان. والجولان من أرض الشام. يوم المضيح والضحضحان لقيس على اليمن يوم حجرهو يوم قتلت بنو أسد حجر بن الحرث الكندي، وكان ملكهم.يوم الزويرينلشيبان على تميم.يوم سنجارلتغلب على قيس.يوم دارة مأسللضبة على كلام.يوم مزلقلسعد تميم على عامر بن صعصعة.يوم قاربلضبة على كلاب.يوم الفروقلعبس على سعد تميم.يوم دأبلهم كذلك عليهم.يوم الزخيخبالزاي والخاءين المعجمتين. لتميم على اليمن.يوم دارة جلجلمن أيام العرب المشهورة.يوم بلدح ما ينحد |
||||||||||||||||
|
|
||||
يوم تعشاربكسر التاء.يوم الحفرةيوم الدهناء، يوم ثيل، يوم القاع، يوم الآفاقوهذا الفن لا يتقصاء الإحصاء فاقتصرت على ما ذكرت.ذكر أيام الإسلام خاصةيوم العشيرةبالشين المعجمة. ويروى بالسين، والأول أصح. وهو موضع من بطن ينبع. أول ما غزا رسلو الله صلى الله عليه وسلم.يوم بدرقال الشعبي: بدر هو بئر لرجل كان يدعى بدراً. "قلت": وهو يذكر ويؤنث، فمن ذكره جعله اسم ماء أو اسم ذلك الرجل، ومن أنثه جعله بئراً أو اسم البقعة.يوم أحد يوم سرية الرجيع يوم بثر معونةيوم النضير يوم ذات الرقاعسميت ذات الرقاع لأن أقدامهم نقبت فلفوا عليها الخرق.يوم الخندق يوم بني قريظة يوم بني المصطلقويقال له أيضاً: يوم المريسيع.يوم الحديبية يوم خيبر يوم مؤتةبالهمز، وهي من أرض الشام قتل بها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.يوم الفتحفتح مكة. ويقال له أيضاً: يوم الخندمة.يوم حنين يوم أوطاس يوم الطائف يوم ذات السلاسلوهي ماء بأرض جذام.يوم تبوكوإنما سميت تبوك لأنه صلى الله عليه وسلم رأى قوماً من أصحابه يبوكون عين تبوك، أي يدخلون القدح ويحركونه ليخرجوا الماء، فقال: ما زلتم تبوكونها بوكاً، فسميت تلك الغزوة تبوك. وهي "تفعل" من البوك، وهي آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم.يوم الأبواء يوم قينقاع يوم دومةيوم السقيفة يوم بزاخةهي موضع كانت به وقعة لأبي بكر رضي الله عنه على أسد وغطفان.يوم اليمامةعلى بني حنيفة.يوم عين التمركان على تغلب.يوم جؤاثىبالجيم المضمومة والثاء المنقوطة ثلاثاً. حصين بالبحرين، وكان اليوم على الأزد.يوم صنعاءعلى زبيد ومذحج.يوم الحيرةلخالد على بني نفيلة.يوم اليرموكوهو موضع بناحية الشام.يوم أجنادينوهو يوم معروف كان بالشام أيام عمر رضي الله عنه.يوم مرج الصفريوم جلولاء والمدائن والقادسية ونهاوندعلى الفرس لسعد والنعمان بن مقرن وأبي عبيدة وغيرهم.يوم اللبس يوم قس الناطفعلى الفرس.يوم تستركان لأبي موسى الأشعري.يوم قديسعلى الفرس.يوم أرماث ويوم أغواث يوم الزحفللأحنف بن قيس.يوم العريشلعمرو بن العاص.يوم قبرسلمعاوية رضي الله عنه.يوم قيساريةكان له أيضاً.يوم الحرةليزيد على أهل المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.يوم مرج عذار يوم قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابهيوم مرج راهطموضع بالشام لمروان بن الحكم على الضاحك بن قيس الفهري.يوم البشرلقيس على تغلب.يوم البليخالباء المنقوطة من تحتها بواحدة والخاء المعجمة. يوم بين قيس وتغلب.يوم ضوادبالضاد المعجمة بين مجاشع ويربوع، وفي المعاقرة خاصة بين غالب بن صعصعة وصحيم بن وثيل الرياحي.يوم الحشاك ويوم الثرثاروهما نهران. وكانت الوقعة فيهما بين قيس وتغلب.يوم البحرينلعمرو بن عبيد الله بن معمر على أبي فديك الخارجي.يوم سولاف يوم دولاب يوم دجيلبين أهل البصرة والخوارج وللحجاج على أهل العراق.يوم سلى وسليرىوهو بين المهلب والأزارقة.يوم سكينبكسر الكاف، لعبد الملك على مصعب بن الزبير.يوم خازرلأهل العراق وإبراهيم بن الأشتر على عبيد الله بن زياد وأهل الشام. وفي ذلك اليوم قتل ابن زياد.يوم حبابة السبيعللمختار على أهل الكوفة.يوم شعب بوانللمهلب على الأزارفة.يوم الزبدةللحنتف بن السجف وأهل العراق على حبشي دلجة القيني وأهل الشام.يوم تل مجرىبين قيس وتغلب.يوم قصر قرنبىبخراسان. وفي بعض النسخ: بمرو لعبد الله بن خازم على تميم.يوم الخندقينله على ربيعة.يوم العقروهو موضع ببابل لمسلمة بن عبد الملك على يزيد بن المهلب، وفيه قتل يزيد.يوم قندابيللهلال بن أحور المازني على آل المهلب.يوم المذارلمصعب بن الزبير على أحمر بن شميط البجلي.يوم القصرعلى المختار وأصحابه. |
||||
|
|
||||
يوم قرقيسيالعبد الملك بن مروان على زفر بن الحرث الكلابي.يوم بلنجربين سلمان بن ربيعة والخزر.يوم الكناسةليوسف بن عمر على زيد بن علي رضي الله عنه.يوم قديدلأبي حمزة الخارجي على أهل المدينة.يوم وادي القرىلمروان الحمار على الخوارج.يوم دشنبىللخوارج على حوشب بن رويم وأهل الري.يوم الزاوية ويوم رستقباذ ويوم دير الجماجم ويوم الأهوازللحجاج على أهل العراق، إلا يوم الأهواز فإنه لعبد الرحمن بن الأشعث.يوم النجراءليزيد قتله فيه الوليد بن يزيد بن عبد الملك.يوم الزابلمروان بن محمد على الخوارج.يوم الماجوانللمسودة على نصر بن سيار.يوم جريجانلقحطبة على أهل الشام وتميم بن نصر بن سيار.يوم زبطرةللروم في أيام المعتصم.يوم فخبالفاء والخاء المعجمة. للعباسيين على آل أبي طالب. ومن روى بالجيم فقد صحف.ويوم جوخى ويوم الطف ويوم الدار ويوم الجملويوم صفين ويم النهروانأيام معروفات. "قلت": وهذه أيضاً كثيرة فاقتصرت على هذا القدر، والله حسبنا ونعم الوكيل.الباب الثلاثونفينبذ من كلام النبيصلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين |
||||
|
|
||||
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت. كلكم راع ومسؤول عن رعيته. أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون الصلاة. الرزق أشد طلباً للعبد من أجله. النظر في الخضرة يزيد في البصر، والنظر إلى المرأة الحسناء كذلك. الشؤم في المرأة والفرس والدار. نعمتان مغبون فيها كثير من الناس: الصحة والفراغ. أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة. السلطان ظل الله في أرضه يأوي إليه كل مظلوم. السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة الله. خصلتان لا يكونان في منافق: حسن سمت، وفقه في الدين. الشيخ شاب في حب اثنتين: في حب طول الحياة، وكثرة المال. فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة. كانت الأرواح جنوداً مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف. الرغبة في الدنيا تكثر الهم والحزن، والبطالة تقسي القلب. الزنا يورث الفقر. رأس الحكمة مخافة الله. صنائع المعروف تقي مصارع السوء. صلة الرحم تزيد في العمر. الرجل في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس. العلماء أمناء الله على خلقه. المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً. ما وقى به المرء عرضه كتب له به صدقة. الناس معادن كمعادن الذهب والفضة. لكل شيء عماد، وعماد الدين الفقه. المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يشتمه. الويل كل الويل لمن ترك عياله بخير وقدم على ربه بشر. من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن. من يشته كرامة الآخرة يدع زينة الدنيا. من أصبح معافى في بدنه آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها. رحم الله عبداً قال خيراً فغنم، أو سكت فسلم. جبلت النفوس على حب من أحسن غليها وبغض من أساء إليها. دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. التمسوا الرزق في خبايا الأرض. اطلبوا الفضل عند الرحماء من أمتي تعيشوا في أكنافهم. ليأخذ العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشبيبة قبل الكبر، ومن الحياة قبل الممات، فما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار. اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام، يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين. لا يفلح قوم تحكمهم امرأة. لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه ما لم يكن ليصيبه. لا يشبع عالم من علم حتى يكون منتهاه الجنة. لا يعجبنكم إسلام رجل حتى تعلموا كنه عقله. إن الله إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن ترى عليه. إن الله يحب الرفق في الأمر كله. إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد. قيل: فما جلاؤها? قال: ذكر الله وتلاوة القرآن. ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله. ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأبقيت. الخلق كلهم عيال الله، فأحبهم إليه أنفعهم لعياله. كفى بالسلامة داء. رب مبلغ أوعى من سامع. جمال الرجل فصاحة لسانه. الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة. الخير معقود بنواصي الخيل. التاجر الجبان محروم. السلام تحية لملتنا وأمان لذمتنا. العالم والمتعلم شريكان في الخير. من صمت نجا. من تواضع لله رفعه الله. ومن كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه |
||||
|
|
||||
إن الله قرن وعده بوعيده ليكون العبد راغباً راهباً. ليست مع العزاء مصيبة. الموت أهون مما بعده، وأشد مما قبله. ثلاثة من كن فيه كن عليه: البغي والنكث والمكر. ذل قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة. لا يكونن قولك لغواً في عفو ولا عقوبة، ولا تجعل وعدك ضجاجاً في كل شيء. إذا فاتك خير فأدركه، وإن أدركك شر فاسبقه. إن عليك من الله عيوناً تراك. احرص على الموت توهب لك الحياة. رحم الله امرءاً أعان أخاه بنفسه. يا هادي الطريق جرت، فالفجر أو البحر. أطوع الناس لله أشدهم بغضاً لمعصيته. إن الله يرى من باطنك ما يرى من ظاهرك. إن أولى الناس بالله أشدهم تولياً له. إياك وغيبة الجاهلية، فإن الله أبغضها وأبغض أهلها. كثير القول ينسي بعضه بعضاً، وإنما لك ما وعى عنك. لا تكتم المستشار خيراً، فتوق من قبل نفسك. أصلح نفسك يصلح لك الناس. لا تجعل سرك مع علانيتك فيمرح أمرك. خير الخصلتين لك أبغضهما إليك. "وقال عند موته" لعمر رضي الله عنهما: والله ما نمت فحلمت، وما شبعت فتوهمت، وإني لعلى السبيل ما زغت، ولم آل جهداً، وإني أوصيك بتقوى الله، وأحذرك يا عمر نفسك، فإن لكل نفس شهوة إذا أعطيتها تمادت فيها ورغبت فيها. "وقدم وفد من اليمن" فقرأ عليهم القرآن فبكوا فقال: هكذا كنا حتى قست القلوب. "وقال له عمر رضي الله عنهما": استخلف غيري، قال: ما حبوناك بها، إنما حبوناها بك. "ومر بابنه عبد الرحمن وهو يماظ جاره" فقال: لا تماظ جارك، فإن العرف يبقى ويذهب الناس. "قال" لعمر رضي الله عنهما حين أنكر مصالحة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة: استمسك بغرزه فإنه على الحق. "وقال في خطبة له": إن أكيس الكيس التقى، وإن اعجز العجز الفجور، وإن أقواكم عندي الضعيف حتى أعطيه حقه، وإن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق، فإنكم في مهل وراءه أجل، فبادروا في مهل آجالكم قبل أن تقطع آمالكم فتردكم إلى سوء أعمالكم؛ إن الله لا يقبل نافلة حتى تؤدى فريضة. ومر به رجل ومعه ثوب فقال: أتبيع الثوب? فقال الرجل: لا، عافاك الله، فقال رضي الله عنه: قد علمتم لو تعلمون، قل: لا وعافاك الله. وقال: أربع من كن فيه كان من خيار عباد الله: من فرح بالتائب، واستغفر للمذنب، ودعا المدبر، وأعان المحسن. وقال: حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلاً، وحق لميزان يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفاً. ومن كلام الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه |
||||
|
|
||||
من كتم سره كان الخيار في يده. أشقى الولاة من شقيت به رعيته. اتقوا من تبغضه قلوبكم. أعقل الناس أعذرهم للناس. لا تؤخر عمل يومك إلى غدك. اجعلوا الرأس رأسين. أخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم. لي على كان خائن أمينان: الماء والطين. أكثروا من العيال فإنكم لا تدرون بمن ترزقون. لو أن الشكر والصبر بعيران لما باليت بأيهما ركبت. من لم يعرف الشر كان جديراً أن يقع فيه. ما الخمر صرفاً بأذهب للعقول من الطمع. قلما أدبر شيء فأقبل. إلى الله أشكو ضعف الأمين وخيانة القوي. مر ذوي القرابات أن يتزاوروا ولا يتجاوروا. غمض عن الدنيا عينك، وول عنها قلبك، وإياك أن تهلكك كمما أهلكت من كان قبلك، فقد رأيت مصارعها وعاينت سوء آثارها على أهلها، وكيف عري من كست، وجاع من أطعمت؛ ومات من أحيت. إياكم والقحم التي من هوى فيها أتت على نفسه أو ألمت به. احتفظ من النعمة احتفاظك من المعصية، فوالله للهي أخوفهما عندي عليك أن تستدرجك وتدعك. "وكتب إلى ابنه عبد الله": أما بعد فإنه من اتقى لله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن أقرضه جزاه، ومن شكره زاده، فلتكن التقوى عماد بصرك وجلاء قلبك؛ واعلم أنه لا عمل لمن لا نية له، ولا أجر لمن لا حسنة له، ولا مال لمن لا رفق له، ولا جديد لمن لا خلق له؛ والسلام. ليس لأحد عذر في تعمد ضلالة حسبها هدى، ولا ترك حق حسبه ضلالة. شرار الأمور محدثاتها، واقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة. لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له. لا تسكنوا نساءكم الغرف، ولا تعلموهن الكتابة، واستعينوا عليهن بالعرى، وعودوهن لا، فإن نعم تجرئهن. وسأل رجلاً عن شيء فقال: الله أعلم، فقال رضي الله عنه: لقد شقينا إن كنا لا نعلم أن الله أعلم. إذا سئل أحدكم عن شيء لا يعمله فليقل: لا أدري. وكان يقول: إذا لم أعلم أنا فلا علمت ما رأيت. الدنيا أمل محتوم، وأجل منتقص، وبلاغ إلى دار غيرها، وسير إلى الموت ليس فيه تصريح، فرحم الله امرءاً فكر في أمره، ونصح لنفسه وراقب ربه، واستقال ذنبه. إذا تناجى القوم في دنيهم دون العامة فإنهم في تأسيس ضلالة. إياكم والبطنة فإنها مكسلة عن الصلاة، مفسدة للجوف، مؤدية إلى السقم. من يئس من شيء استغنى عنه. الدين ميسم الكرام. رحم الله امرءاً أهدى إلي عيوبي. السيد هو الجواد حين يسأل، الحليم حين يستجهل، البار بمن يعاشره. أفلح من حفظ من الطمع والغضب والهوى نفسه. ومن كلام ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنهإن لكل شيء آفة، ولكل نعمة عاهة، وإن آفة هذا الدين وعاهة هذه النعمة عيابون طعانون يرونكم ما تحبون، ويسرون ما تكرهون؛ طعام مثل النعام، يتبعون أول ناعق. ما يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن. الهدية من العامل إذا عزل مثلها منه إذا عمل. يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك. خير العباد من عصم واعتصم بكتاب الله تعالى. ونظر إلى قبر فبكى وقال: هو أول منازل الآخرة، وآخر منازل الدنيا، فمن شدد عليه فما بعده أشد ومن هون عليك فما بعده أهون. أنتم إلى إمام فعال أحوج منكم إلى إمام قوال. قاله يوم صعد المنبر فأرتج عليه. وقال يوم حصر: لأن أقتل قبل الدماء أحب إلي من أن أقتل بعد الدماء.ومن كلام المرتضى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه |
||||
|
|
||||
من رضي عن نفسه كثر الساخط علهي، ومن ضيعه الأقرب أتيح له الأبعد، ومن بالغ في الخصومة أثم، ومن قصر فيها ظلم. من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهوته. ألا حر يدع هذه اللماظة لأهلها. إنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها. من عظم صغار المصائب ابتلاه الله بكبارها. الولايات مضامير الرجال. ليس بلد أحق بك من بلد. خير البلاد ما حملك. إذا كان في رجل خلة رائعة فانتظر أخواتها. للعبد جهد العاجز. رب مفتون يحسن القول فيه. ما لابن آدم والفخر، أوله نطفة وآخره جيفة، لا يرزق نفسه ولا يدفع حتفه. الدنيا تغر وتضر وتمر، إن الله تعالى لم ير فيها ثواباً لأوليائه ولا عقاباً لأعدائه، وإن أهل الدنيا كركب بينما هم حلوا إذ صاح بهم صائحهم فارتحلوا. من صارع الحق صرعه. القلب مصحف البصر. التقى رئيس الأخلاق. ما أحسن تواضع الأغنياء اتكالاً على الله. كل مقتصر عليه كاف. من لم يعط قاعداً لم يعط قائماً. الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك، فإن كان لك فلا تبطر، وإن كان عليك فلا تضجر. من طلب شيئاً ناله أو بعضه. الركون إلى الدنيا مع ما تعاين منها جهل، والتقصير في حسن العمل إذا وثقت بالثواب عليه غبن، والطمأنينة إلى كل أحد قبل الاختبار عجز. البخل جامع لمساوئ الأخلاق. من كثرت نعمة الله عنده كثرت حوائج الناس إليه؛ فمن قام لله فيها بما يحب عرضها للدوام والبقاء، ومن يقم عرضها للزوال والفناء. الرغبة مفتاح النصب، والحسد مطية التعب. الخرق المعالجة قبل الإمكان، والأناة بعد الفرصة. من علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه. من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه. صواب الرأي بالدول يبقى ببقائها، ويذهب بذهابها. العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى. المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه. الجاهل المتعلم شبيه بالعالم، والعالم المتعسف شبيه بالجاهل. ينام الرجل على الثكل ولا ينام على الحرب. الناس أبناء الدنيا، ولا يلام الرجل على حب أمه. رسولك ترجمان عقلك، وكتابك أبلغ ما ينطق عنك. الحظ يأتي من لا يأتيه. الطمع ضامن غير وفي. الأماني تعمي أعين البصائر. لا تجارة كالعمل الصالح، ولا ربح كالثواب، ولا فائدة كالتوفيق ولا حسب كالتواضع، ولا شرف كالعلم، ولا روع كالوقوف عند الشبهة، ولا قربة كحسن الخلق، ولا عبادة كأداء الفرض، ولا عقل كالتدبير، ولا وحدة أوحش من العجب. من أطال الأمل أساء العمل. "وسمع" رجلاً من الحرورية يتهجد ويقرأ فقال: نوم على يقين خير من صلاة على شك. نفس المرء خطاه إلى أجله. إذا تم العقل نقص الكلام. قد الرجل على قدر همته. قيمة كل امرئ ما يحسنه. المال مادة الشهوات. الحرمان خير من الامتنان. الناس أعداء ما جهلوا. ومن كلام ابن عباس رضي الله عنهماصاحب المعروف لا يقع فإن وقع وجد متكأ. الحرمان خير من الامتنان. ملاك أمركم الدين، وزينتكم العلم، وحصون أعراضكم الأدب، وعزكم الحلم، وحليتكم الوفاء. القرابةتقطع، والمعروف يكفر ولم ير كالمودة. "وتكلم" عنده رجل فخلط فقال: بكلام مثلك رزق الصمت االمحبة. وقال: لا تمار سفيهاً ولا حليماً، فإن السفيه يؤذيك والحليم يقليك. واعمل عمل من يعلم أنه مجزي بالحسنات، مأخوذ بالسيئات "واستشاره" عمر رضي الله عنهما في تولية حمص رجلاً فقال: لا يصلح إلا أن يكون رجلاً منك، قال: فكنه، قال: لا تنتفع بي. قال: لم? قال: لسوء ظني في سوء ظنك بي.ومن كلام ابن مسعود رضي الله عنهماشر الأمور محدثاتها. حب الكفاية مفتاح امعجزة. ما الدخان على النار بأدل من الصاحب على الصاحب. من كان كلامه لا يوافق فعله فإنما يوبخ نفسه. كونوا ينابيع العلم مصابيح الليل. جدد القلوب خلقان الثياب. الدنيا كلها غموم، فما كان منها في سرور فهو ربح.ومن كلام المغيرة بن شعبة رضي الله عنهمن أخر حاجة رجل فقد ضمنها. إن المعرفة لتنفع عند الكلب العقور والجمل الصؤول، فكيف بالرجل الكريم.ومن كلام أبي الدرداء رضي الله عنهالسؤدد اصطناع العشيرة واحتمال الجريرة، والشرف كف الأذى وبذل الندى، والغنى قلة التمني، والفقر شره النفس.ومن كلام أبي ذر رضي الله عنه |
||||
|
|
||||
إن لك في مالك شريكين: الحدثان والوارث، فإن قدرت أن لا تكون أخس الشركاء حظاً فافعل. وكان يقول: اللهم متعنا بخيارنا وأعنا على شرارنا. ومن كلام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما الجزع مما لا بد منه. وما الطمع فيما لا يرجى. وما الحيلة فيما سيزول. من يزرع خيراً يوشك أن يحصد غبطة. ومن يزرع شراً يوشك أن يحصد ندامة. "وقال له رجل": جزاك الله عن الإسلام خيراً، فقال: بل جزى الله الإسلام عني خيراً. "وأتي برجل" كان واجداً عليه فأمر بضربه ثم قال: لولا أني غضبان عليك لضربتك، ثم خلى سبيله.ومن كلام الحسن البصري رضي الله عنهما رأيت يقيناً أشبه بالشك من يقين الناس بالموت وغفلتهم عنه. "قيل" له: من شر الناس? قال: الذي يرى أنه خيرهم. "حدث" بحديث فقال له رجل: عمن? قال له: وما تصنع بعمن? أما أنت فقد نالتك عظته وقامت عليك حجته. "وقيل له": كثر الوباء، فقال: أنفق ممسك، وأقلع مذنب ولم يغلط بأحد."قال رجل" لابن سيرين: إني وقعت فيك فاجعلني في حل، فقال: ما أحب أن أحلك ما حرم الله عليك. وسمع الشعبي رجلاً وقع فيه فما ترك شيئاً فلما فرغ قال الشعبي: إن كنت صادقاً فغفر الله لي، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك. قال ابن السماك: خف الله حتى كأنك لم تطعه، وارج الله حتى كأنك لم تعصه. "قال منصور بن عمار": من أبصر عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره، ومن تعرى من لباس التقوى لم يستر بشيء من الدنيا. "قيل للخليل بن أحمد": من الزاهد في الدنيا. قال: الذي لا يطلب المفقود حتى يفقد الموجود. "وقال" بعض السلف: الأيادي ثلاثة: يد بيضاء، وهي الابتداء، ويد خضراء، وهي المكافأة، ويد سوداء وهي المن. "وقيل" لبعضهم: ما العقل? قال: الإصابة بالظنون، ومعرفة ما لم يكن بما قد كان. تم الكتاب بحمد الله وعونه والحمد لله وحده. |
||||
|